![]() |
رواية الشبح العاشق الفصل الثاني بقلم رباب حسين
لم يتملك الخوف مني من قبل فأنا طبيبة تؤمن بالحقائق العلمية فقط.... عن أي عالم خفي يتحدثون عنه؟ ومن أي قوة خفية يرهبون؟.... فأي قوة على الأرض هي أقوى من قوة البشر؟ سمعت عن هذه الخرافات ولم أصدقها قط ولكن الآن أرى ما لم أتخيل حدوثه.... يدًا خفية تكتب أمامي ولا أرى أناملها..... من يحركها في الخفاء؟.... هذا الشئ خارج حدود عقلي.... هل هناك من الأسرار في هذا العالم التي لم تكشف بعد؟.... ترى ما وراء هذه اليد قوى ستغير حياتي أم تدمرها وما الذي تريده مني؟
نظرت ليان إلى الحروف التي تنقش على المرآة في صدمة وركضت خارج المرحاض حتى وصلت إلى الباب وقبل أن تخرج أُغلق الباب بقوة وشعرت بهواء بارد يقترب منها أصابها بالقشعريرة فأخذت تتلفت حولها تحت أصوات متولي وسامر وهما يطرقان الباب بقوة
سامر : أكسر الباب يا عم متولي؟
متولي : مش عارف يا أبني..... هو حصلك إيه جوا؟
سامر : شفت وسمعت حاجات غريبة.... إنت مسمعتش حاجة؟
متولي : كنت سامع صوت تكسير بس..... يا دكتورة.... نكسر الباب؟
ليان : لا يا عم متولي.... أنا هحاول أفتحه من جوا
عادت ليان إلى المرحاض مرة أخرى فلم تجد أي شئ ولا يوجد أي تغيير بالمرحاض فعادت إلى الباب وحاولت فتحه واتفتح ثم نظرت إلى سامر وقالت : هو حضرتك كنت بتهزر ولا بتعمل إيه بالظبط؟
سامر في تعجب : بهزر؟!.... بهزر في إيه؟
ليان : يعني لو حضرتك بتعمل كده عشان تمشيني من الشقة أو ليك غرض تاني قول
متولي : ليه يا دكتورة بتقولي كده؟
ليان : عشان الأستاذ دخل وقفل الباب من جوا وقعد يشغل أصوات تكسير وحاجات أنا مش فهماها بصراحة
سامر : وأنا هعمل كده ليه يعني؟!
ليان : ما ده اللي بسأله.... يعني لو فيه حاجة بتتكسر فعلًا طيب فين؟!.... الحمام زي ما هو متغيرش.... والكلمة اللي ظهرت على المرايا.... خدعة قديمة وطالما الحمام مليان بخار ممكن تكتب الكلمة بالصابون وتظهر مع البخار..... مش عارفة حضرتك قصدك إيه باللي بتعمله ده
متولي : كلمة إيه اللي ظهرت؟
ليان : لا للرجال
نظر متولي إلى سامر في تعجب ثم قالت ليان : بعد إذنك يا عم متولي.... لما السباك يجي خليه يطلع لوحده وحضرتك ممكن تقف معايا
سامر : إنتي فاهمة غلط.... أنا معملتش حاجة
ليان : مين عمل كده يعني غيرك؟
سامر : ما تقولها يا عم متولي.... قولها إن الشقة مسكونة
ليان : مسكونة؟!.... إيه التخاريف ديه؟
سامر : مش تخاريف ديه الحقيقة
ليان : واشمعنة يعني العفاريت مظهروش غير لما إنت دخلت الشقة؟!
سامر : يعني إنتي محستيش بحاجة غريبة في الشقة؟
ليان : عادي حاجات عادية يعني مفيش حاجة تخوف للدرجة اللي إنت عملتها ديه في الحمام.... كلنا عارفين إن مش لوحدنا على الأرض بس برده مفيش حاجة اسمها عفاريت والجو ده..... الجن مذكور في القرآن وهما عالم منفصل عننا وأكيد مش هيكسرو عليك الحمام ويمنعو دخول الرجالة..... وعلى العموم السباك هيدخل ولو حصله حاجة زيك يبقى معاك حق
سامر : تمام.... أنا هطلع شقتي ولما يجي السباك يبقى عم متولي يقف معاكي
تركهما سامر وصعد إلى منزله ونظر متولي إلى ليان وقال : إنتي ظلمتي الأستاذ سامر.... ده راجل محترم جدًا
ليان : أنا مش بصدق في الكلام ده يا عم متولي وعلى العموم كلامه هيتأكد دلوقتي لما السباك يجي
بعد قليل عاد السباك ودخل المرحاض وقام بعمل الإصلاحات دون أي مشاكل ودفعت ليان له الأتعاب وخرج من المنزل وصعد إلى منزل سامر فنظرت ليان إلى متولي وقالت : شفت محصلش حاجة إزاي؟..... وحضرتك كمان واقف أهوه شايف أي حاجة في البيت؟
متولي : بس يا بنتي سامر مش هو اللي بيعمل كده
ليان : بص يا عم متولي أنا واحدة بتصدق بالمنطق وبس وأي حاجة مش عملية مش بصدقها متولي : على العموم أنا تحت لو حصل أي حاجة تعالي
ليان : شكرًا ايك يا عم متولي تعبتك معايا
متولي : مفيش تعب ولا حاجة يا بنتي.... خلي بالك من نفسك
نزل متولي ودخلت ليان لتبدل ثيابها ثم نظرت إلى الثياب التي وضعتها على الفراش فكانت تنوي أن تضعهم في الخزانة ولكن تركتهم كما هما على الفراش حتى تتأكد إذا كان هناك شئ بالمنزل فعلًا أم لا ثم خرجت لتطلب طعام لها واتصلت بروما مرة أخرى : معلش يا روما قفلت معاكي المكالمة بس صاحب البيت كان مستنيني
روما : عايز الإيجار ولا إيه؟
قصت لها ليان ما حدث ثم قالت : بس وقفت بقى وقولتله أن إنت اللي عملت كده
روما : بس إنتي قولتي إن فعلًا الشقة فيه حاجة غريبة
ليان : إمبارح أصلًا كنت تعبانة جدًا ومش مركزة ودلوقتي قاعدة وبشوف يعني
نهضت ليان ودخلت الغرفة مرة أخرى فوجدت الثياب كما هي على الفراش فابتسمت وقامت بترتيبهم في الخزانة وهي تقول : مش بقولك مفيش حاجة.... أنا كنت تعبانة بس شوية إمبارح.... هقفل معاكي عشان الدليفري جيه وعايزة أكل وأنام بدري عشان اروح المستشفى الجديدة بكرة
أنهت المكالمة ووضعت الثياب بالخزانة وهي تتحدث مع عامل التوصيل ثم وضعت الثياب سريعًا وركضت إلى الخارج حتى تفتح الباب للعامل فسقطت الثياب من الخزانة وعندما غادرت الغرفة رُفعت الثياب ووُضغت بالخزانة مرتبة مرة أخرى.... تناولت ليان الطعام وأخذت حمام دافئ وذهبت إلى الفراش ونامت.... راود ليان حلم عجيب..... حلمت بأنها عادت مرة أخرى إلى الجامعة ولديها محاضرة مبكرة تركض إليها كالعادة حتى تدخل المدرج قبل دخول المُحاضر حتى وصلت إلى الباب ورأت المحاضر يقف على الباب فنظر لها في غضب وقال : لو دخلتي مش هتخرجي
نظرت داخل عينيه في ذعر من هيئته وكأنها خارج حدود البشر فاستيقظت وهي تتصبب عرقًا في خوف ونظرت إلى هاتفها ثم نهضت من الفراش ودخلت إلى المرحاض وبعد قليل كانت تتوجه إلى المشفى وعندما وصلت اتصلت بلؤي وقالت : أنا وصلت يا لؤي
لؤي : أيوة يا ليان أنا شفتك.... على يمينك شيفاني
نظرت ليان بجانبها فوجدته يقترب منها وهو يبتسم ثم أنهت المكالمة وقال : نورتي المستشفى
ليان : ده نورك
لؤي : تعالي نروح لمكتب دكتور صادق.... هو مستنيكي
تحركت ليان بجواره وقالت : هو دكتور صادق ده صاحب المستشفى صح؟
لؤي : اه
ليان : يعني دكتور وئام مش هيبقى موجود في المقابلة؟
لؤي : لا.... أنا عارف إنك مش بتحبيه يعني
ليان : مش قصة مش بحبه هو اللي مكنش بيطقني إنت عارف.... ده لسه عاملي تروما لحد دلوقتي.... تصدق لسه كنت بحلم بأيام المحاضرات وهو بيمنعني من المحاضرة
ضحك لؤي وقال : معقول.... لا كده كتير ده إحنا متخرجين من أكتر من ٣ سنين
وصلا إلى غرفة صادق وطرق لؤي الباب ودخلا الغرفة ثم قدم له ليان وجلست أمامه وبدأ أن يسألها بضعة أسئلة ثم أخبرها أنها تستطيع أن تباشر عملها من الغد وخرجت من المكتب وهي تبتسم في سعادة ثم توجهت إلى باب المشفى لتغادر فوجدت لؤي ينتظرها بالإستقبال فاقترب منها ليطمئن إذا كانت قُبلت بالعمل أم لا وعلم أنها ستبدأ العمل من الغد والتفت على أصوات سيارة الإسعاف تنقل رجل متقدم بالعمر مصاب بأزمة قلبية وصاح عامل الإسعاف بأنه يحتاج إلى متخصص بالقلب فاقتربت منه ليان وأخذت تفحصه ووجدت أن حالته سيئة فنظرت إلى لؤي وقالت : مفيش دكتور كبير هنا؟
لؤي : هشوف.... بس حاولي تعملي أي حاجة
ذهب لؤي إلى الإستقبال ليطلب طبيب متخصص بالقلب وركضت ليان بالمريض إلى الإستقبال ووجدته يتنفس بصعوبة فنظرت له ولا تعرف ماذا تفعل له فحالته تحتاج إلى تدخل جراحي وهذا من الصعب عليها أن تفعله وحدها ظلت تنظر حولها في عجز وهي ترى هذا المريض بين يديها وفجأة شعرت بقشعريرة شديدة داخل جسدها ووجدت جسدها يتحرك دون أن تأمره كأنها تساق من الداخل ونظرت حولها ثم نظرت إلى المريض وقالت الممرضات : حضرو أوضة العمليات بسرعة
الممرضة : حضرتك مين؟
ليان : أنا دكتورة جديدة هنا... بسرعة المريض بيموت
وأخذت المريض وركضت به خلف الممرضات إلى غرفة العمليات وتعقمت ودخلت إلى غرفة العمليات وقامت بعمل عملية بالقلب على الفور وبعد أن أنقذت المريض وجدت هالة بيضاء تخرج من جسدها فنظرت لها وتحولت إلى طيف بني أدم فنظرت له صدمة فهو جسد غير طبيعي ومحاط بهالة زرقاء كأنه جزء من الهواء ووجدته ينظر إلى المريض في صدمة وينظر إلى يديه فدققت النظر به وقالت : دكتور وئام؟!
نظرت لها الممرضة في تعجب وقالت : دكتور وئام فين؟
فنظرت للممرضة وتيقنت أنها لا تراها ونظر لها وئام في تعجب من أنها تراه فقال : إنتي شيفاني؟!
دخل الدكتور صادق العمليات وقال في غضب : إنتي بتعملي إيه؟!
ليان في تردد : أنااااا
صادق : إنتي لسه دكتورة مبتدئة..... إزاي تعملي عملية قلب لوحدك؟
الممرضة : بس هي أنقذت المريض يا دكتور صادق.... لولاها كان زمانه مات
ليان : أنا أسفة يا دكتور.... مقدرتش أشوفه بيموت قدامي واسيبه
صادق : لو سمحتي يا دكتورة الموضوع ده ميتكررش تاني
أماءت له ليان وخرجت من غرفة العمليات ولحق بها وئام وهو يحوم حولها وقال : إنتي شيفاني..... إنتي شيفاني صح؟.... إنتي بصتيلي؟
وهي تنظر حولها في ذعر ثم ركضت إلى المرحاض ولحق بها فالتفتت إليه وقالت : إنت إيه بقى؟
نظر لها وئام وقال : شيفاني بجد؟!
ليان : ما أنا بكلمك أهوه.... هو أنت ورايا ورايا عايش وميت؟
وئام : إيه ده.... هو إنتي تعرفيني؟
ليان : هو أنت مش عارفني؟
وئام : أنا مش عارف نفسي أصلًا..... أنا عارف إن اسمي وئام بس..... لكن لسه مكتشف دلوقتي إني دكتور..... واقف جنبك عمال أقول إلحقيه إلحقيه وإنتي واقفة تتفرجي
ليان : هو انت دخلت جسمي وعملت العملية؟
وئام : اه.... لقيت نفسي عارف أنا لازم أعمل إيه بس معرفش دخلت جوا جسمك إزاي..... بس أنا مسكت أيدك الأول
ليان : ياربي..... يعني يوم ما تموت تيجي ورايا برده؟
وئام : على فكرة بقى إنتي اللي جيتي شفتي؟
فتحت ليان عينيها في صدمة وقالت : إيه ده..... هي ديه شقتك؟!
وئام : اه
ليان : إنت اللي كنت بتروق البيت ولميت الأكل وأنا نايمة؟
وئام : اه.... على فكرة إنتي مستهترة
ليان في غضب : مستهترة!.... بقولك إيه زمان كنت بعدي التهزيق عشان الدكتور بتاعي لكن دلوقتي مش هعديه.... ده حتي بص لنفسك يعني إنت ميت أساسًا جي تعلمني الصح من الغلط
وئام : على فكرة أسلوبك غلس.... بس إنتي بتقولي إني كنت الدكتور بتاعك فا المفروض تحترميني
أشاحت ليان بيدها في استهزاء وقالت : هو أنت كنت بتحترم حد أصلًا؟!
دخلت أحد الفتيات المرحاض ونظرت حول ليان ولم تجد أحدًا سواها فتعجبت عندما سمعت صوتها وكأنها تتحدث مع أحدٍ ما فخرجت ليان في صمت ولحق بها وئام أيضًا حتى خرجت من المشفى وهو يقول : مش مصدق إن فيه حد سامعني وشايفني..... أنا أصلًا بقالي كتير مش بتكلم مع حد..... ملقتش أصلًا حتة أروحها غير البيت ده..... لأن أنا أول مرة ظهرت كنت هناك..... وبعدين فضلت بقى قاعد مش بتحرك والراجل صاحب العمارة ده كل شوية يجيب حد يأجر الشقة.... معرفش مش مالي عينه يعني ما أنا قاعد فيها أهوه.... اه مش شايفني بس لا ديه شفتي مش هسيب حد يبهدلها..... ده أنا بحبها أكتر من أي حاجة.... أو معنديش حاجة تانية أحبها غيرها..... بس إنتي خلي بالك بقى مش بحب عدم النظام..... مش هتنظمي الشقة هقرفك
التفتت ليان وصرخت بوجهه وقالت : بس.... كفاية
فهو يلحق بها ويتحدث دون توقف منذ أن غادرت المرحاض حتى وصلت إلى الشارع ونظر لها الناس في تعجب عندما صرخت بالفراغ فوضعت يدها على أذنها كأنها تضع سماعة داخلها وقالت : كفاية رغي.... إيه ما صدقت
وئام : إنت بتزعقلي ليه.... ده أنتي مستفزة جدًا.... يعني يوم ما حد يشوفني يبقى مستفز كده
ليان : بقولك إيه.... إمشي..... إنت مش بتحب الشقة روح أقعد فيها وسيبني في حالي
وئام : الحق عليا..... ده أنا خليتك تعملي عملية أول مرة لوحدك.... ديه كلمة شكرًا.... أنا غلطان إني جيت وراكي..... روحي روحي
تركها وئام وذهب وذهبت ليان إلى المشفى