رواية بنات الملا الفصل الواحد والثلاثون 31 بقلم رغد الموالي

 

رواية بنات الملا الفصل الواحد والثلاثون بقلم رغد الموالي



كل شيء سينهار، سينتهي ذات يوم حتى القلوب العاشقة!  

في الليلة ذاتها بينما الكل كان مجتمع علت اصوات وصريخ من بيت جارهم  

كانت اصوات عاليه وصراخ أرعب كل من سمعه 
فز عبد المجيب بذعر وهرول متجه نحو الباب 
وام جواهر صاحت انطوني العباية 

لما فتحها عبد المجيب الباب كانت ام رائد وزوجة رائد يحملون أبن رائد... 

عبد المجيب... خير ياستار شصاير 

ام رائد... الولد... الحكنه ياابو جوااااهرررررر ابن رائد لاحس ولانفـــــــــــــــــــــس 
اخذه عبد المجيب منهم تلميه كان كقطعة الثلج 
الجيران اجوي والتمو وبسرعه صعدو السيارة وراحو للمستشفى 

لطالما كان طريق المستشفى ليس ببعيد لكن الآن 
كأنه من الشرق الى الغرب 
الثواني تمّر كأنها ساعة 
ماأشفق على الإنسان وهو ضعيف 
إنه مهما بلغ درجات القوة لابد من تلك اللحضة التي تأتيه ويكون مسلوب القوى لايقدر على شيء 

كانت زوجة رائد تبكي وتخمش وجهها 
فقلب الأم يكاد يخرج من موضعه ويصرخ ليُسمع العالم 
بحجم ألمه 

تُرى هل هنالك أصعبُ من فقدان الأولاد 

لاحت أضوية المستشفى في الشارع من بعيد 
فتكلمت بسرعة تكلم السائق 

زوجة رائد... بسرعه بسرعه هاهي المستشفى 

... هاي وصلنه كولي يالله 

وصلو المستشفى ونزلو بسرعة يتراكضون وعبد الكجيب يصيح 
الحگولنله.... الولد حيموووووتتتتتتتتت

بعض الممرضات إجو بسرعة وأخذو الطفل وبسرعه لغرفة الطوارىء 
أجرو الفحوصات عليه وصارو يضربو ضربات كهربائية حتى يرجع قلبه ينبض لكن للأسف كان كل شي متأخر 
فالولد فارغ الحياة منذ ساعة تقريباً !  

بعد عمل الفحص الطبي لسبب موت الطفل إتضح أنه مات خنگ 

بإستغراب... ام رائد... شلون يعني خنگ مفهمت 
ماعدنه أحد غريب بالبيت منو يخنگه 

الطبيب... الطفل منومي على بطنه وهو بعمر الشهرين يعتبر خطر الطفل مستنشق زفيره والأوكسجين صار قليل يوصل للدماغ فختنق الطفل 
احنه نسميها SIDS.... موت مفاجىء 

لطمت خدها أم رائد واستدارت على زوجة رائد 

منج لله ياضالمة قتلتي الولد الله لايوفقچ 

الدمعة تحجر في عينيها كانت الصدمة قوية بل لاتستوعبها حتى 
فهي قتلت طفلها دون قصد منها 

                                            

              
                    

فكلمت الطبيب عسى أن يسكت ضميرها الذي هو الأخر تفجر غضباً 

الله يخليك دكتور شلون يعني هيج يموت الطفل كان متألم من الغازات يبچي نومته على بطنه شويه
لان تعبت 
اخذتني غفوة مو هواي دكتور والله مو هواي نمت 
التفتت لعبد المجيب كانت عيناها تترجى يفهمها الجميع 

عم الملا جان يبچي واني 
و
واني جنت 
مااكملت كلامها حتى أغمي عليها 

ونقلوها للعناية 

كان رائد ملتحق ماكان موجود في البيت لكن أخوة رائد لحگوهم للمستشفى 
وبعد مرور ساعة ونثف على تواجدهم بالمستشفى الذي كان بلا فائدة رجعو للبيت ومعهم طفلهم الذي فقدوه 

والجيران مجتمعه عدهم تواسيهم  
بعد مرور ساعات في وقت متأخر من الليل جاء رائد 

رائد... ابنيييييييي وين ابنيييييييييي شلوووووون مااااااااااات 

اعطوه اله ولما حمله صار يصرخ بأعلى صوته 

أويلي ياااااااااااااااب 
ولك ياااااابه 
شلوووون مات شلوووووووون 

عبد المجيب... بويه الولد صاير عنده نقص اوكسجين ومات الله يعوضك والبقاء في حياتك 

رائد... كلشي مابي عمي والله مابي شي التحقت وهو يناغي، 
مثل الورده كلشي مابي 

عبد المجيب بويه كول ياالله وخليك قوي

مرّت الليلة ورائد حاضن إبنه ويبچي منكسر 
والنساء عويلهم مابطّل 

بطبع الجيران ناس تؤازر ناس، تحسهم عائلة واحدة 
بليلتها الكل محد فات لبيته ونام بقت البيوت مفتوحه واهل المنطقه بالفرع كلهم 
كل تلاثه اربعة كاعدين سوه ويشربون الجگاير ويتأسفون على الي صار 
منهم من يستذكر حادثه مشابهة 
ومنهم من يلوم الأم 
ومنهم من يتقبل امر الله وحكمه 

جواهر... الله لايبتلينا بالضنا... إلا الضنا عزيز 

أم جواهر... الله يساعدهم 

كانت درة تشاهد كل الي دايصير عن صمت، رغم إن صوت بداخلها يكلمها يستحق وهذه حوبتج 
تركچ تتألمين وحسسج بعوقچ يستحق هالشي 
لكن ضميرها وإنسانيتها خلاها تنفي مايدور بخاطرها وتكتفي بكلمة قضاء وقدر 

درة قلبها مايعرف الحقد ماكانت تتمنى أن يصل الحال الى هذا 

صارت تكلم نفسها... 

رغم ما أنت كنت سبب بأذيتي وإنكساري لكن أني اليوم مقهوره على ألمك وإنكسارك مو هين عليه أشوفك هيج موجوع ومتألم 
بس شفت يارائد 
شفت هاي الدنيا شكد صغيره ومتسوه واحد يأذي الثاني بسببها شنو الي حصلته من لعبت بمشاعري وأملتني بيك 
وخليتني أنتضرك مثل الحلم 
تماماً اليوم نفس الألم عشته بس بطريقه غير 
أبنك الي جنت متأمل عليه وراسم أحلام وتنتظره شوكت يكبر اليوم هو ميت وأحلامك كلها طفت وإنتهى كلشي 
بس أني مو متشمته 
يارب لاتجعلها شماته لكن أستغرب 
أستغرب من الحياة وشلون تعلم الإنسان دروس 
أستغرب شلون الدنيا دواره 

            

              
                    

الله يصبر گلبك ويعينك على إبتلائك... 

صار الصبح وراحو يدفنون الطفل، ومشى الوقت والناس تروح وتجي وبالنهاية كل الي جانو يمهم بالأمس راحو لبيوتهم يرتاحون 

ياقوت... من البارحه لليوم أخبار سيئه ومصايب داتلاحضون هالشي 

جواهر... هاي الدنيا نتعلم من غيرنه وتعلّمنه لحد مانقوى ونواجه الصعب والاصعب لحد مانواجه الموت والقبر وعذابه 
الحياة صح بيها عذاب بس بيها راحه هم لكن مهما بلغت من عذابها وراحتها يبقى شيء مؤقت 
بس گليلي شكد تاخذ من الإنسان حتى يقوى حتى يتعلم 
تهد حيله 
وتهد روحه 
وتنهي 

هاي أني جان موت هاشم صدمة الي 
بيوم وليلة فقدته 
الحبيب والأنيس والصديق بيوم وليلة راح 
وأنطفت حياتي وتيتمو جهالي 
واني صفيت إمرأءة أرمله مكسوره وأملها بأولادها 
بعد شترجى من هالحياة 
وشنو انتظر 
وشنو اريد 

درة... حبيبتي لازم تصيرين قوية، لازم تكونين قوية وتشتغلين على روحج وعلى اولادج 
الحياة هذه مثل ماكلتي تعلمنه الصعب حتى نقوى مو ننكسر 

هاي اني مشلولة وماأكدر أواجه الحياة وأني واگفة وإنكسرت مثلج وأكو من حسسني بشللي 
وانتهيت لكن قررت اوكف قررت ماأستسلم 
ولازم اواجه هالدنيا الحقيرة هاي 

ماس... كل واحد بهذه الدنيا يتألم بطريقه شكل وكل شخص يتعلم من ألمه 
هواي ناس تشوف ضاهر حياتهم تگول هنيالهم تشوف داخل حياتهم تحمد ربك ماعايش نفس عيشتهم 

أني أؤمن بأن اكو ناس عاشت بخير ومرتاحه، بنفس الوقت الله اعلم شنو قدمو أو شنو حيقدمون جزاء هذه راحتهم 

هي الدنيا مثل الميزان لو ثگلت كف الراحه حيصير الإنسان تافه بلا معنى 
ولو ثگلت كف الألم حيصير الانسان قاسي 

لقد خانت الأيام برائد الذي كان بالأمس يمشي مرحاً وكأنه خرق الجبال متباهياً بنجماته التي تتربع على كتفيه، وربما يتباهى أنه جعل فتاة تتعلق به ثم يتركها 

هكذا هم ضعفاء النفس يتغذون على آلالام الأخرين ليشعرون بوجودهم فهو تغذى على قلب درة لكي يشعر أنه مميز وأنه آسر قلوب الفتيات وكثير منهم يتمنون مشاركته الحياة اما هو فيجلس على عرش الغرور والأنانية ربما ليختار إحداهن فيملأ جزء من رجولته المفقودة أو تزوجه أمه 
فالجبناء تزوجهم أمهاتهم كما نعلم جميعنا...!  

لكن لماذا هنالك الكثير مثل رائد؟  
ماهو السبب؟  
إن الإنسان ليولد بريء لايعرف شيئاً عن هذه الحياة 
لايعرف ماهي قوانينها لايعرف الخير والشر 

لو إخترنا أطفالاً من كل بلد واحد بإختلاف الثقافات وربيناهم في بيئة واحدة وينامون في نهاية اليوم في غرفة واحدة بل يقتسمون الغطاء الذي يحميهم من البرد 
هل سيكونون جميعهم بنفس التفكير؟  
هل سيكونون جميعهم بنفس الثقافات؟  

            

              
                    

إن رائد لابد أنه عاش تجربة سيئة جعلته يستلذ بأن يعلق قلوب أخرى به ثم يتركه 

بعض الناس عندما يمرون بتجربة سيئة ويعيشون معاناة بسببها عندما تتيح الفرص لهم يلعبون دور الضالم لأنهم بإعتقادهم أن السعادة والخلاص في العيش بهذا الدور 
يعتقدون إن الذي يكون مضلوماً أو ضحية سوف يتعلم مثلما تعلمو هم يوماً ما، وأن الضالم سيتربع على عرش الراحة والكسب في كل شيء 

لاشك أن رائد مرّ بهذه التجربة حتى جعلته يتعدد العلاقات ليسترجع ثقته بنفسه 
ثم ماذا؟  
ثم لاشيء يجدي حقيقياً 
إنه رضيّ غروره، لكن هل رضيّ ضميره؟   

تسليط بسيط على زاوية صغيرة تُكاد لاتُرى من زوايا الحياة المظلمة التي تسحق مشاعر الالاف الناس في كل يوم حول العالم، والعلاج عقيم، عقيم جداً 

رغم أننا تطورنا في علاج الكثير من الأمراض إلا هذا 

مرض الحب، التعلق، ألم الفراق  
فعلاجها روحي لاينفعه دواء....! 

شيء واحد يجعلك لاتتعلق بشدة، لاتحب حتى تتأكد هو عدم رسم صورة مثالية عن المحبوب 

إن الإنبهار خدعة، لاتنبهر بما لمعت عليه عيناك 
حتى لاتنكسر.... 

رغم أن الدرس قاسٍ كان على درة إلا أنها تعلمت كيف تحب وكيف تقف وكيف تعيش 
تعلمت الكثير بل أتاها هذا الدرس لينفض عن كاهلها 
غبار الضعف والعجز...! 

لكن هل الجميع يتعلم...؟  

فلو تذكرنا آزر ذلك الشاب العاشق الذي علّق قلبه رغم الحواجز الكبيرة والمحالة ماذا نفسرها 

هل القلب يتعلق بإرادته؟  

كيف أن الإنسان يتعلق قلبه وعقله مدرك أن جميع الطرق لاتؤدي إليه؟  
هل غريزة البشر تُحب كل ماهو محال؟  

لقد أصبح تائهاً في المدينة ملاحقاً من قبل الشرطة.. 

عندما كان يقف مع أخوته أنس وآسر يتكلم متحيراً 

آزر... قررت أسلم نفسي للشرطة وأبلغ على كل مصادر المخدرات وأسماء التجار الي كنا نستورد منهم 

آسر... معناها حكمت على نفسك بالموت 
لو ماعندك جريمة واحدة قتل، فبدون شك راح تنسجن مؤبد 

آزر... يتخفف الحكم لو تعاونت مع الشرطة

آسر... هه ومنو يكول هذا صحيح، أنت تتأمل بشي مفترض، هذا جنون 

آزر... لو سافرت راح أبقه مطارد السفر حيكون غير شرعي هاي لو وصلت بسلام 
انسجن كم سنة وراها أطلع وأتزوج ماس ويصيرون عندي منها أطفال ونربيهم ونعيش 
بنفسي أكون أب 
بنفسي يكون عندي عائلة وأولاد وأعيش مرتاح حالي حال الناس 
آسر أني مشيت بدرب غلط وبنت الملا صارت بطريقي 
ومن حبي الها قررت أتغير 
لو سافرت أبوها ماينطيها الي 
مستحيل 
راح أخسرها وتروح وأني أريدها 
بس قالقتني هي 
خاف صار عليها شي 
أريد أطمأن عليها قبل لا أسلم نفسي للشرطة 

            

              
                    

آسر... يعني تريد تشوفها 

آزر... أي، أشوفها أريد أشوف ماس قبل لاأدخل السجن 

في يوم الجمعه باچر يعني أوكف يم شباك بيت الملا 
شايف الشباك مال غرفتهم الي تطل على الشارع منها أشوف ياقوت راح أكللها تجيب اختها واطمأن عليها وشوفها 

آزر... خاف تلزمني الشرطة قبل لا أشوفها 

آسر... لا لاتخاف راح تجي للبيت وتنام بالغرفة الي بالسطح ويوم واحد تدبر الشرطة 

آزر... هه الشرطة تلكاها مراقبة البيت هالشي مستحيل 

آسر... لعد وين أختلك 

آزر... ماعليك أني أعرف وين أروح، گلي أنت بيش الساعة تريدني أجيك وأشوفها 

آسر... الساعه 2 بعد. منتصف الليل 

آزر... تمام... راح أروح هسه وباچر نتلاكه 

كان عيونه تراقب كل المكان بحذر... اختفى 

إختفى وكأنه أرتدى قناع فجعلهُ لايُرى 
هل إعتاد المطاردة حتى أتقن الهروب؟ 

كان آسر يشاهد تلوّن أخوه بدهشة 
متسائلاً... 

... شلون وصل لهذا الدهاء آزر؟  

أنس... من طفولته هو كان يختلف عني وعنك 

آسر... بل علمته دروب الحرام... آزر أكل الحرام ياأنس 

أنس... وسراح نسوي لو أنسجن 

آسر... مابيدينا شي أخونا ضاع وماأعرف منو المذنب الأكبر 

أنس... الشغل الحرام الي مشى بيه لو باقي يشتغل ويانه كان حاله أفضل

آسر... لا يا أنس لا 
الشغل كان نتيجة الضياع الي عشناه 
الذنب ذنب أبونا الي وگف بوجه ناس ماتلطخت إيدهم بدم عمنه وكتل وكتلوه وتالي يتمنه وراح 

لو الذنب ب أمي الي ماوگفت بوجه عمامي ولمتنه 

لو أهلها الي ماصارو سند الها ولمونه 

منين تعيش منين تصرف علينه 
عمامي حيعوفوها بحالها؟  

لو الذنب ذنب عمامي الي قسوا علينه وبالذات آزر 

أنس... تعرف إحنه الوگعنه بيها من كل الي صار وأكثرنه آزر 
إحنه تعايشنه ومشينه حياتنه بس آزر لأن وگف بوجههم ضاع 

آسر... وإجه گلبه تعلق ببنت الملا! 
يعني هو قصص وروايات عراقية كرار صلاح شلون متأمل الملا ينطي عگب هاي الفضيحة 
هو أني الي جنت أحب أختها گطعت الأمل بعملة آزر 

أنس... تدري أني فرحت من شفته يحبها 

آسر... ليش 

أنس... البنية من تدخل حياة الرجال أو عقلة گلبه تغيره ياآسر 
هو لان يحبها راح يتغير 
آزر لما يذكر بنت الملا تلمع عيونه 
أني شفت بعيونه هذاك الطفل الي تلمع عيونه وكت ما يشوف لعبة تعجبه أو شي كان منتظره من زمان وحصل عليه 

            

              
                    

آزر بده يتغير بس هو تورط وي الجماعة ومكدر يتخلص منهم بسهولة 

آسر... أني أعرف هالشي بس شبدينة 
وضرب بقبضة إيده على الدراجة الي كان متكأ عليها وتكلم بتأسف.... 
أخخخخخخخ على الوكت 
أخخخخخ لو بيدي أرجع كلشي 
أخخخخخ

أنس... مو وكت ألومك وتلومني ونلوم الزمن هاهيه الي صار صار ياأخويه 

يمرّ الليل و عيون الجميع تتجافى النوم 

مابين المذنب وضميره المأنب له 
ومابين الذي لايعرف مالذي ينتظره في المستقبل 

والذي يحمل هماً ولايعرف ماذا سيحلّ بأهله غداً 
والذي بات مبتسماً ينظر للنجوم اللامعة وينتظر ليلة الغد 
ليفرح قلبه 

الذي يبات متأملاً يتجاهل همومه 
إن القلب إذا ضمّ معشوقاً خفف ألم الهموم 

ف آزر الذي بات بين البساتين يفترش من الحشائش الخضراء فراشاً ويتأمل النجوم والإبتسامة مرسومة في وجهه 

هل هو يظن نفسهُ حقاً على الارض أم طائراً بين تلك النجوم.؟!  

رياح الصبا التي هبت فجراً ليتنفسها المعلولون والمهمومون ولتخبر الناس بيوم جديد، يوم أتى فأزاح عتمة الليل، 

وتبعتها الشمس أشرقت فأدفأت تلك الرياح قليلاً 
ومازحت عيون ذلك العاشق النائم كأصابع أم تداعب طفلها فأيقظته لتقول له صباح الخير...!   

كعد من نومه منزعج من الشمس عاقد الحاجبين 
تمشى بخطوات تائهة وبعدها صعد دراجته وراح 
في الطريق صادفه نهر جارٍ 
نزل وصار يغسل وجهه، لاحظ سمكه قريبه جداً منه يكدر يصطادها بإيده ورغم ماهو كان جوعان لكن سخر من نفسه وتكلم 

أكو واحد يتريك سمچ بس أني جوعان هسه ومو مال أروح للولاية أشتري ريوك 

وبسرعه لزمها بإيده الاثنين كانت تحاول خلاص نفسها منه لكن كان ماسك بإيده بقوه 

فضربها على رأسها وبسرعه ماتت 

جر نفس قليل والتفت يمين ويسار يدور على شي يخلي بي السمكه إذ أنه ليس من المعقول أن تكون وجبة ريوم سمكه 

أخير خلاها بكيس نايلون وحرك دراجته الى أن ركنها قرب بستان ثانيه 
كعد وأشعل سيجارته وصار يباوع للأشجار وللطيور 

شعور ممزوج مابين الإسترخاء والقلق 
مابين أن يتمتع بالأجواء وراحة البال المؤقتة ومابين تفكيره بالذي ينتظره بعد هاليوم هذا 

كان صوت بداخله يكلمه... إنهزم ياآزر 
إنهزم وأترك كلشي 
ماضيك لازم ينمحي 
وأنت لازم تختفي عن كل الي تعرفهم 
وروح لبلد جديد لناس جديدة 
وأبدأ حياة جديدة ونظيفة وعيش بالحلال 
روح ياآزر ف أرض الله واسعة 

لاتنتظر حكم البشر حتى تنال القصاص العادل 
البشر حيقيدك 
ويحبسك 
ويمكن يخرجك أشرس من قبل 

            

              
                    

البنية الي عايف روحك علمودها يمكن ما تنتظرك وتتزوج 
راح يجبروها وتتزوج 
أبوها مستحيل يعطيها الك آزر 

فكر بنفسك آزر 

فتكلم... لا أنا لو سافرت يمكن هناك يلزموني 
أنا مُهرب دولي وشغلي مو بس بالعراق 
يعني مطارد دولياً

فكلمه الصوت... منين تجيب هذه الافكار آزر 
دولياً؟!  
أنت عضو في عصابة... ببساطة تكدر تنكر معلوماتك وإنك ماتعرف مصدر المخدرات آزر 
ومنو حيّدور على عضو بعصابة الشرطة تطارد الزعماء للعصابات مو الي يشتغلون تحت إيدهم 

فتكلم... مع ذلك مجازفة أنا لو سافرت من المطار أنلزم وساعتها مايتخفف عني الحكم 
ولو سافرت بحري يمكن ألاقي حتفي وينتهي كلشي 
ولو نجوت ووصلت راح أبقى خايف وأعيش خايف 

وشنو من حياة هذه يعيش بيها الانسان خايف 
مايكدر يخطو خطوة من قلقه وخوفه 
فالأفضل أن أنهي كلشي من هسه بين أهلي وناسي وأساعد الشرطة وأكللهم أني متورط وماكان عندي علم بكل التفاصيل واكذب عليهم وأكللهم هددوني يقتلون أهلي لو ماعاونتهم والقانون راح يخفف الحكم 
كلها سنتين او ثلاثه واطلع وتكون ماس خلصت دراستها وساعتها أكدر أتزوجها 

مرّ الوقت فقام يجمع الحطب وخلاه بين صخرتين 

وبسكين كانت معاه فتح السمكه وصار ينظفها 
ونسى ان ماي ماكو قريب عليه اضطر الى أن يرجع للنهر وهنالك غسلها ورجع لمكانه مرة ثانية 

ثبتها على غصن شجره سميك وقربها للنار 

تذكر إن السمكه تحتاج ملح وان هو يحتاج خبز حتى يكدر يشبع 
فتركها على النار وراح بدراجته يجيب الملح والخبز او اي شي يشربه 

البساتين ماكانت تبعد كثير عن المناطق السكنيه رغم انها كانت ريفيه البيوت ومتباعدة 

وبصعوبه حتى لگه محل وبهءا المحل أشياء بسيطة من الجبس والعصائر ولحسن الحظ كان عنده ملح 
ولأن ماكو مخبز قريب اكتفى بالملح ورجع 

ولسوء الحظ كانت الكلاب دفعت العصا فأبعدت السمكة عن النار وأكلت جزء من السمكة وتركت النصف الاخر الذي توغل بالتراب 

خابت أمال آزر من أن يأكل وجبة لربما تنسيه تعب يوم كامل 

فتكلم مع نفسه... 

... مو مقسومتلنه رغم شكد صبرت عليها واتبسم بسخريه 
ومرّ النهار من دون ماياكل شي 
لما حلّ الليل ركب الدراجة وراح للمدينة وهناك اشترى وجبة سريعة وكعد ياكلها على حافة الرصيف قرب الشارع 

أخذ ينظر للناس المارّة فتسائل محادثاً نفسه ... 

... ناس تروح وناس تجي ومتأكد كل شخص بداخله شي معين 
يعني الي مرو امامي بيهم الحزين وبيهم السعيد 
بيهم الي عنده مشاكل، والمهموم، والي ينتظر فرحة باچر 
والي مامدبر العيشة، والمريض، الي عنده مريض، والي فاقد عزيز، والي عنده مولود جديد 
كل شخص ماممكن خالٍ من حدث معين 

وأنت يا آزر تنتظر السجن... فضحك بصوت مرتفع قليلاً 
وهز رأسه بنفي مستغرب للي يصير وياه 

كانت الساعات تمشي ببطء مزعج حتى مرت الساعات 

وحان وكت اللقاء والموعد المتفق 

لما صارت الساعة الثانية بعد منتصف الليل اجاهم بدراجته وكان في الفرع أخوه آسر ينتظر وعند الشباك كانت ياقوت ولما لمحت الدراجة من بعيد ابتعدت عن الشباك وصاحت لاأختها ماس 

نزل أزر من دراجته وصار ينتظر ماس ولما اجت للشباك نظرلها بحب وتكلم... 

شلونج ماس بالي يمچ أهلچ خو ما أذوچ 

... لا ماصار شي لايضل بالك 

... قلقت عليچ هواي 
أبوچ عرف شي 

... لا لا أبويه ماعرف شي، طمني عنك أنت شحتسوي 

... حسلم نفسي مثل ماوعدتج وأنتظر بلكت الله ويخففون عليه الحكم واخلص أدعيلي ماسه 

... ان شاءلله شدة وتعدي 

... عفتلج هواي فلوس يم أخويه آسر كلما تحتاجين اخذي منه كليلها لحلا وهي تدزلج 
لاتحتاجين شي بغيابي 

... آزر خلي الفلوس الك اجه وكتها بلكت الله وتدفع فلوس وتطلع كفاله 

... حبيبي خايفه عليه؟  

... أكيد آزر لعد شلون ماأخاف عليك 

... يلا اني مراح أطول خاف يشوفوچ 
في امان الله إنتبهي لنفسج 

... مع السلامة آزر... حشتاقلك 

... أني هم حشتاقلچ هواي 

صعد دراجته ديشغلها والتفت الها 
اريد صوره الج عندج صوره 

... شتسوي بيها 

... اخذها وياي للسجن حشتاقلچ شلون أشوفچ 

... أنتظرني لحضة...  

آسر يكلم آزر... هذا أخر قرارك ياأخويه 

آزر... اي... آسر الشرطة حتبقى وراي وراي خل اسلم نفسي وأتعاون وياهم بلكت تفرج 

آسر... انتبه لنفسك آزر وشتحتاج اني عندك 

آزر... بعد روحي 

ماس... همست... آزر 

التفت الها وشمرت الصورة... فمد إيده وأخذها 

كانت تلبس تيشيرت ربع ردن اوف وايت وصدريه حمراء وظافرة شعرها وظفيرتها مسدولة للأمام كانت مبتسمة واقفة قرب شجرة التين... 

قبّلها امامها وهي نظرتله بتحذير شقي فرمقها بإبتسامة وصعد وراه آسر على الدراجة وراحو... 

لما أوصل آسر للبيت سلم على اخوه انس وقضى يمهم بالحديقة الليل كله سوالف وذكريات الماضي 
حتى الصباح 

تناولوا فطورهم سوه 
كان آزر يتضاهر بالامبالاة لكن عيونه كانت تشرح الغصة في قلبه 
خطوة سيخطيها لايعرف هل فيها النجاة أم العكس 

ماأصعب على الإنسان أن يقضي حياته بلا أمان... 

وتوجه حتى يواجه مصيره كان كل شيء متردد بداخله الا توقع النهايات خلته يقاوم التردد 

ووصل مركز الشرطة... 

كنت معكم أنا رغد الموالي في أمان الله...  


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1