رواية زواج بلا قلب الفصل الواحد والثلاثون 31 بقلم ادم نارو

 

رواية زواج بلا قلب الفصل الواحد والثلاثون بقلم ادم نارو


فادي (يخفض صوته فجأة): يعني… الموضوع كان كله متعمد؟!
آدم: أيوه. كنت محتاج أقضي وقت مع ليلى بعيد عن الشغل وعن أي حد تاني… نكون لوحدنا.

(فادي يمرر يده على وجهه، نصفه مندهش ونصفه معجب بجرأة آدم)

فادي: وإيه النتيجة؟ هل الخطة نجحت؟
آدم (نبرة فيها لمحة رضا): نجحت أكتر مما كنت متخيل… شُفت فيها جانب ماكنتش هعرفه أبدًا في وسط الاجتماعات والمكاتب.
فادي: يعني الدنيا هادية بينكم؟
آدم: مش هقولك هادية 100%، بس… في حاجة اتكسرت بيننا، والحاجز اللي كان موجود بدأ يختفي.

(فادي بيجلس تاني على الكرسي، وهو بيفكر)
فادي : إتذكرت في موضوع خطير لازم تعرفه.
آدم (بهدوء واضح): خير  إيه اللي مقلقك كده؟
فادي: مقلقني؟! أنت تعرف إيه اللي حصل من ساعة ما مشيت؟
آدم: توقعاتي كتيرة… بس قول.
فادي: سمية عملت اجتماع طارئ، وجابت فيه المدراء وقسم الموارد البشرية… وابتدت تقول إنك تغيبت أكتر من يومين من غير إذن، وإن ده مخالف للوائح الشركة.
آدم: أها… (سكوت قصير) وكملت إزاي؟

(فادي يقعد على الكرسي ويحرك التابلت، باين عليه إنه بيحاول يهدى نفسه)

فادي: كملت بإنها حرضت نص الحاضرين ضدك، قالت إن غيابك معناه إنك بتسيب الشغل للآخرين… وإنك أصلاً مش ملتزم من أول.
آدم (نبرة هادية جدًا): أنا شايف إنك متضايق أكتر مني.
فادي (بعصبية): طبيعي أكون متضايق! دي بتحاول تخلق أرضية قانونية عشان تطردك.
آدم: خليها تحاول.
فادي (مندهش): إيه؟! إنت سامع نفسك؟ دي مش لعبة.
آدم: لا… أنا فاهم اللعبة كويس. وعلشان كده ما ينفعش أرد بنفس أسلوبها.

(لحظة صمت، فادي بيحاول يفهم طريقة تفكير آدم)

فادي: طيب أنت هتعمل إيه؟ تسيبها تبني قضية ضدك؟
آدم: لا… هسيبها تبني وهم إنها كسبت، وفي اللحظة الصح ههدمه قدام الكل.
فادي: الكلام ده محتاج خطة محكمة.
آدم: والخطة موجودة… بس لازم أكون بعيد دلوقتي. وجودي جوه الشركة في اللحظة دي هيديها مبرر أكبر.
فادي: طيب عالأقل تبعت إيميل أو اتصال رسمي توضح فيه سبب غيابك.
آدم: هبعت، لكن مش النهاردة. خليها تفكر إن غيابي ضعف مني… ده جزء من اللعبة.

(فادي يتنهد ويهز راسه، نصه مقتنع ونصه خايف)

فادي: أنت هادي لدرجة بتخوفني.
آدم (بابتسامة خفيفة): الهدوء هو أكتر حاجة بتربك خصمك.

(صوت ليلى يجي من بعيد وهي بتنادي آدم، وآدم يرد عليها بهدوء، وبعدين يرجع للمكالمة)
آدم: لازم أقفل دلوقتي… خليك أنت عين وأذن ليا في الشركة. أي حاجة جديدة، كلمني فورًا.
فادي: حاضر… بس أوعى تكون بتستهين.
آدم: أنا ما باستهينش… أنا بستنى اللحظة الصح.

(المكالمة تنتهي، وفادي يفضل ماسك التابلت، شايف صور الاجتماع ووش سمية وهي بتتكلم، ويقول لنفسه:)
فادي (بهمس): يا رب تكون واثق من اللي بتعمله يا سيد  آدم.
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒📍 المشهد – مكتب سمية في الشركة 📍

(ضوء النهار بيدخل من النوافذ الكبيرة اللي بتطل على وسط المدينة… المكتب بتاع سمية واسع، الأرضية مفروشة بسجادة سميكة، والمكتب نفسه من خشب غامق لامع، فوقه أوراق مرتبة بدقة وفازة فيها ورد طبيعي. على الرفوف وراها صور عائلية – معظمها لآدم في مناسبات رسمية – لكن صورة ماهر الوحيدة صورة قديمة أيام الجامعة)

(الباب بيتفتح بهدوء… ماهر داخل، لابس بدلة بسيطة وألوانها هادية، لكن شكلها أقل فخامة من اللي متعودين عليه في الشركة. بيقف قدام المكتب، بيبتسم ابتسامة خفيفة)

ماهر: صباح الخير يا أمي.
سمية (بابتسامة رقيقة لكنها مش دافية قوي): صباح النور يا حبيبي… اتفضل، اقعد.

(ماهر يقعد على الكرسي المقابل… بيبص حواليه وكأنه بيفكر إن المكان ده مش بيشوفه كتير)

سمية (وهي بتسحب ملف من جنبها): بصراحة أنا طلبتك النهاردة عشان موضوع مهم.
ماهر (مبتسم نص ابتسامة): كنت متوقع… دايمًا لما بتطلبي أشوفك في المكتب بيكون في “موضوع مهم”.

سمية (بتعدل جلستها): اسمع يا ماهر… أنا مش فاهمة إنت ليه مصر تفضل تشتغل في الفندق؟ إيه اللي ناقصك هنا في الشركة؟

ماهر (هادئ): مفيش حاجة ناقصاني… بس أنا بحب شغلي هناك. بحس إني بتعامل مع الناس على طبيعتي، وبعمل حاجة بتعجبني.

سمية (بابتسامة فيها لمحة استنكار): تحب شغلك؟! يا ماهر، إنت شغال موظف استقبال! إنت ابن سمية السيوفي، إزاي ترضى بالمستوى ده؟

ماهر (بياخد نفس): ماما… المستوى مش بالشكل ولا باللقب. أنا هناك مرتاح، وعندي وقتي وحياتي.
سمية (بحزم): لكن هنا… هنا مستقبلك الحقيقي.

(بتقوم من كرسيها وتمشي ناحية الشباك، تبص على الشارع المزدحم تحتها، وبعدين تلتفت له)

سمية: أنا ربيتك إنت وأختك  عشان أشوفكم في أماكن كبيرة… آدم ماسك الإدارة، وإنت المفروض تكون جنبه. مش معقول أسيب الشركة في إيده لوحده!

ماهر (بابتسامة حزينة): إنتِ عارفة أنا وهو مختلفين… وده مش وحش، ده طبيعي.
سمية: مختلفين آه، لكن دم واحد… الشغل ده بتاع العيلة.

(بتمشي ناحيته، وتحط الملف قدامه… بيكون فيه عروض ووظائف جاهزة له في الشركة)

سمية: شوف… أنا حتى مجهزة لك قسم تسويق خاص بيك، هتكون مديره من أول يوم. مرتب عالي، مكتب خاص، وكل حاجة.
ماهر (بيقلب الصفحات بهدوء): كل ده مغري… بس أنا مش حاسس إنه مكاني.

سمية (بتتنهد، صوتها فيه لمحة عتاب): إنت فاكر إني بضغط عليك عشان المظاهر؟ لأ يا ماهر… أنا عايزة أضمن إنك مش هتفضل طول حياتك على الهامش.
ماهر: ومين قال إني على الهامش؟ أنا عندي حياتي، أصدقائي، شغلي… حتى لو بسيط، على الأقل أنا بختاره.

(لحظة صمت… سمية بتبص له نظرة طويلة، واضح إنها بتحاول تلاقي مدخل جديد)

سمية: طيب… لو افترضنا إني سبتك في الفندق… إيه خطتك بعد خمس سنين؟ تفضل زي ما إنت؟
ماهر: لو مبسوط… أيوه. ولو حسيت إني عايز أغيّر، هغيّر.
سمية (بشيء من الانفعال): بس كده ضيعت فرصتك تبقى حاجة كبيرة.

ماهر (بهدوء لكنه حاسم): ماما… "الحاجة الكبيرة" بالنسبة لك مش هي نفس الحاجة الكبيرة بالنسبة لي. أنا مش آدم، ومش عايز أكون نسخة منه.

(سمية ترجع تقعد على مكتبها… تحط إيديها فوق بعض وتبص له، لكن المرة دي بنظرة أقل حدة)
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1