رواية زواج بلا قلب الفصل الثانى والثلاثون بقلم ادم نارو
ماهر (بهدوء لكنه حاسم): ماما… "الحاجة الكبيرة" بالنسبة لك مش هي نفس الحاجة الكبيرة بالنسبة لي. أنا مش آدم، ومش عايز أكون نسخة منه.
(سمية ترجع تقعد على مكتبها… تحط إيديها فوق بعض وتبص له، لكن المرة دي بنظرة أقل حدة)
سمية: يمكن أنا غلطانة… يمكن كنت فاكرة إني بعرف إيه اللي هيسعدك زي ما كنت بعرف وإنت صغير.
ماهر: مش غلط إنك تحاولي، بس سيبيني أختار طريقي.
(يوقف من مكانه… يبتسم لها ابتسامة دافية)
ماهر: وصدقيني… حتى لو مشيت بطريقي، عمري ما هبعد عنكم.
سمية (بصوت منخفض): بس أنا بفكر فمستقبلك....
(ماهر يخرج، وسمية تفضل قاعدة لوحدها… تبص للصورة القديمة له على الرف، وتتنهد… واضح إن في قلبها مزيج من الفخر والقلق)
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
📍 المشهد – بيت الحاج التامي 📍
(غرفة مكتب واسعة، أثاث خشبي قديم لكن متين، رفوف مليانة كتب ووثائق، وإضاءة خافتة من أباجورة جانبية. الحاج التامي قاعد على كرسي جلدي كبير، لابس جلابية رمادية ونظارة قراءة، ومسك ورقة بيقراها، بس ملامحه شاردة.)
(صوت الموبايل بيرن فجأة، يهزّ المكان الهادئ. الحاج التامي بيبص للشاشة، يشوف اسم "فادي" ويمد إيده يرد بسرعة.)
الحاج التامي: ألو… فادي، ها، في أخبار؟
فادي (صوت فيه ارتياح): الحمد لله يا حاج، لقيتهم… آدم وليلى بخير، ووصلوا بيت الحاج طاهر.
الحاج التامي (يتنفس بعمق، وكأنه كان ماسك نفسه طول الوقت): الحمد لله… كنت قلقان عليهم موت. طمني… إيه اللي حصل بالضبط؟
فادي: الرحلة كانت شاقة… لكن لقيوا ناس في الطريق ساعدوهم، وأخدواالجرار لحد بيت الحاج طاهر.
الحاج التامي: بيت الحاج طاهر… الراجل طيب، أنا عارفه من زمان كويس إنهم عنده.
فادي: أيوه، واللي شفته إنهم مرتاحين… بتصدق السيد أدم بيضحك.
الحاج التامي (بصوت هادي لكنه عميق): الحمد لله يا فادي… المهم إنهم بعيد عن أي خطر.
(صمت لحظة، كأن الحاج التامي بيسترجع كل القلق اللي كان جواه، وبعدين يزفر براحة)
الحاج التامي: اسمع يا فادي… لو حصل أي حاجة، أي حركة غريبة، تبلغني فورًا.
فادي: حاضر يا حاج… هتابع كل حاجة بنفسي.
(المكالمة بتخلص… الحاج التامي بيحط الموبايل على المكتب، لكن لسه ماسك نفسه، كأنه لسه مش مطمّن 100%. فجأة… الموبايل بيرن تاني. رقم غريب، بدون اسم.)
(الحاج التامي بيقطب حاجبيه، يرد ببطء.)
الحاج التامي: ألو… مين؟
الصوت المجهول: مش مهم تعرف أنا مين… المهم تعرف إني راجع.
الحاج التامي (صوته صار جاد جدًا): راجع؟ راجع منين؟ إنت عايز إيه بالظبط؟
الصوت المجهول: راجع آخد اللي اتاخد مني… واللي فاكرينه نسيته.
(الحاج التامي يعتدل في كرسيه، ملامحه بتشد، إيده تمسك الموبايل بقوة.)
الحاج التامي: إنت بتتكلم عن إيه؟ وضّح كلامك.
الصوت المجهول (ببرود): لما أوصل… هتفهم.
(صوت تنفس بطيء، بعدين المكالمة تنقطع فجأة… الحاج التامي يفضل ماسك الموبايل وبينه وبينه صراع داخلي. يسيب الموبايل على المكتب، يقوم ويمشي في الغرفة بخطوات بطيئة، عقله شغال بأقصى سرعة.)
(هو يفتح درج المكتب، يطلع ملف قديم عليه علامة بالقلم الأحمر، يفتحه ويقلب صفحاته، لكن ملامحه بتزداد قلق، كأنه ربط بين المكالمة وبين حاجة حصلت زمان.)
الحاج التامي (يهمس لنفسه): لا… مش ممكن … بعد كل السنين دي.
(يقعد تاني، يبص من الشباك، الليل ساكن، لكن إحساس الخطر واضح على وشه… يمد إيده، يتصل برقم تاني.)
الحاج التامي: فادي… اسمع، شد حيلك أكتر… خليك قريب من آدم، وقريب جدًا… حسّيت إن اللي جاي مش سهل.
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
📍 المشهد – بيت الحاج طاهر (عيلة ليلى) 📍
(الفناء الواسع قدام البيت، طاولة خشب قديمة محوطة بكراسي من القش، الأطفال بيلعبوا بالطين والكرة حوالين البيت، ورائحة خبز طازة جاية من المطبخ. الجو دافي، وأصوات ضحك تتعالى.)
(آدم واقف في نص الفناء، لابس تيشيرت بسيط وبنطلون جينز، بيبص حواليه بدهشة، كأنه أول مرة يشوف حياة بالشكل ده. في وشه ابتسامة خفيفة، لكن عينه فيها لمعة اندهاش وراحة.)
آدم (لنفسه، بصوت منخفض): غريب… بس حلو… الناس دي عايشة فرحانين من غير كل اللي عندنا.
(ليلى طالعة من المطبخ شايلة صينية عليها أكواب شاي بالنعناع، لابسة فستان بيت بسيط، شعرها مربوط عادي، لكن في نظر آدم شكلها مختلف عن أي مرة شافها.)
ليلى (بابتسامة): تعالى… ساعدني تحط الشاي للناس.
آدم (بياخد منها الصينية بحذر): حاضر… بس خايف أوقع حاجة.
ليلى (ضاحكة): يا سلام! وإنت اللي بتدير شركات؟!
(آدم يضحك معاها، ويحط الشاي قدام الرجال اللي قاعدين، يسمع ضحكهم وتعليقاتهم البسيطة.)
(الأطفال ييجوا يجروا حوالين آدم، واحدة من البنات الصغيرة تمد له لعبة خشب، وهو يركع عشان يلعب معاها.)
آدم: دي إيه دي عربية ولا حصان؟
الطفلة: حصان… بس محتاج جناحات عشان يطير.
آدم (ضاحك): خلاص… لما أرجع هبعت له جناحات دهب.
الطفلة: لأ… أنا عايزها يطير بجد!
(آدم يضحك أكتر، ويلمس خدها بحنية.)
أدم : حاضر هخليه يطير !
(في الركن، البنات بيتكلموا بصوت واطي وهما بيبصوا عليه.)
نور: الله… شوفوا جماله.
سعاد: حتى وهدومه متسخة… تحفة.
أميرة: خلاص يا بنات، ده راجل متجوز.
سارة: اسكتي إنتي! ليلى ما تستاهلش الجمال ده… حظها هو اللي خلاه يبقى جوزها.
(الكلام يوصل لليلى اللي داخلة من المطبخ شايلة طبق زيتون. توقف لحظة، وشها يسخن من الغيرة، وبتمشي بخطوات سريعة ناحيته.)
ليلى (بجدية): آدم.
آدم (يلتفت مبتسم): ليلى.
ليلى: تعالى معايا… عاوزاك.
آدم (مستغرب): ليه؟
(ليلى تمسك إيده بقوة وتشدّه معاها، خطواتها سريعة وعينيها فيها نار الغيرة.)
ليلى: تعالى الأول، بعدين أقولك.
ليلى: بابا… هدوم آدم وسخة من يومين، ممكن نلاقي له حاجة نظيفة؟
الحاج طاهر: طبعًا يا بنتي… عندي جلابية بيضا جديدة وقميص، خليه يجربهم.
آدم (رافع إيده): لا لا، شكرًا… أنا كويس في هدومي دي.
الحاج طاهر (بحزم وبسمة): مستحيل… تفضل بهدومك المتسخة دي! إنت ضيفنا، ولازم تبقى لابس أنضف حاجة عندنا.
آدم (بابتسامة مستسلمة): خلاص… طالما حضرتك مصرّ.
الحاج طاهر: أيوه مصرّ…