رواية احببت من أذى قلبي الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم ياسمين رنيم


  رواية احببت من أذى قلبي الفصل الثاني والثلاثون 


كلامه كان جميلا لمن يسمعه و لا يعرف بأفعاله 
لو كان كلامه في ظرف مختلف لكانت أسعد إمرأة في العالم 
و لكنها غير قادرة على رؤية هذا الحب الذي يتكلم عنه لماذا لا تشعر به ؟؟ لماذا كل ما تراها أمامه هو وحش مفترس!؟؟؟؟ 
ضمت قدميها إلى جسدها تنهدت بعدم الراحة لتردف بنبرة ترتجف : أغفر لك !؟؟؟ لا أزال مصدومة من أنك أنت هو مغتصبي ، لا أزال أجهل كيفية التعايش مع هذه الحقيقة !؟؟ 
قلبي يؤلمني يا هيثم ، أشعر و كأن حياتي كانت لعبة بين يديك حياتي كانت ملك لك من الأساس لماذا فعلت هذا ؟؟؟ لماذا !؟؟؟ 
نظر إليها بحزن ثم أردف برجفة : كل ما فعلته كان من أجل الحب ، أعشقك ألا يكفي هذا !؟؟ 
ماذا عساي أفعل ؟؟! 
فضلت موت والدي على معرفتك بالحقيقة 
لو عاد بي الزمان لما فعلت ذلك صدقيني لما فعلت 
هل يمكن للرجل أن يجرح من يُحب؟؟؟ 
نظرت إليه بعجز قائلة : ولكنك فعلت 
تنهد بضيق مضيفا : لم يكن حبي لك كبير لتلك الدرجة ، أجل أحببتك منذ الطفولة و لكن بعد الزواج تغير ذلك 
أصبح حبي لك مختلف ، أقوى من قبل ، 
في بداية الأمر كان حباً ، هوساً ، و لكن الآن أصبح عشقاً ، هياماً ، غراماً ، أصبح حب نظيف ، حب أسري ،
لهذا لا يمكنني أن أفعل هذا ، لم أكن لاجرحك لولا الماضي 
كنت وحيدا لم ينصحني أحد أنه شيء ممنوع أو سيء
سيلا..... 
لستي حبيبتي أو زوجتي فقط بل أنتي والدة أطفالي 
نور و ملاك أغلى ما يمكن أن يملكه أي إنسان 
و أنتي منحتني هذه السعادة 
لا يوجد ما هو أفضل منكم 

رفعت رأسها بهدوء لتنظر إليه بحزن 
مسحت دموعها الدافئة براحة يدها ثم قالت : لا يوجد ما هو أغلى منهما أليس كذلك!؟؟؟ 
لو حدث شيء لملاك كما حدث لي هل كنت ستغفر له !؟؟؟ 
هل كنت ستتعامل معه بسلاسة !؟؟؟ 
كنت ستقول أنه يحبها لا ضرر في ذلك !!؟؟ 
كن صريحاً و أخبرني 
لو فعلا كان يعشق إبنتك و هي رفضته و هو فعل نفس الذي فعلته بي هل كنت ستغفر له !؟؟ 
ارتجف جسده وضع يديه على رأسه قائلا : توقفي ارجوكي
دمعت عينيها لحالته قائلة : لن تتسامح معه أليس كذلك!؟ 
أتوقع أنك كنت لتقتله متأكدة من دعمك الكامل لابنتك و لكنك كنت لتقتل من تسبب في حزنها لم تكن لتنظر إليه أنه عاشق ولهان بل كنت ستقتله ...
أخفى وجهه بيديه الإثنين قائلا : لم أكن بخير حياتي كانت صعبة
سيلا : لا تحاسبني على ذنب أنت ارتكبته 
و لا تحاسبني على شيء لم أعلم بحدوثه 
لو واجهتني بمشاعرك لكانت حياتنا مختلفة 
لايمكنني التفكير في الموضوع أتوسل اليك أخرج من الغرفة 
هز رأسه بالرفض قائلا : بل خرجت امامك و اعترفت بحبي لك أمام الجامعة 
أتيت بكل جرأة وشجاعة أخبرتك أنني متيم بحبكِ 
جاء أحمد و ضحك علي و ابعدني اعتقدتم أنني رجل مجنون لأنني مشوه !؟؟؟ 
أخبرك من هذا الوحش ؟؟؟ لم تضحكي اعترف و لكنك لم تحزني أيضا ، بل أمسكتي بيده و رحلتي ، وتركتي الرجل الذي يعشقك واقفا على حافة الهاوية 
لا يمكنك تخيل ما شعرت به في تلك الليلة 
هل هو ممنوع على رجل مشوه أن يتزوج !؟؟ أو أن يُحَب ؟ 
أجل كان ممنوعا علي ، الجميع وضحوا لي تلك النقطة ممنوع عليك الارتباط فمن يمكنها أن تقع في حب مشوه أو وحش اذا صح التعبير
و لكن أنتي؟؟؟ لقد أنقذتك ، خاطرت بحياتي من أجلك ولكنك لم تتشكرني حتى، بل شعرتي بالاشمئزاز مني 
هذه هي الحقيقة يا سيلا حاولت الحصول عليك بالطرق السلمية ، طلبت يدك من والدك و لكنه رفض بل سخروا مني و نفس الشيء معك 
لا تحاسبيني على ذنب ارتكبته في لحظة ضعف 
ألا يكفي هذا الحب!؟؟ ألا يكفي كل ما مررنا به !؟؟؟ 
أنا أعلم أنه شيء يصعب غفرانه و لكنه لم يكن بدافع الكره بل عشقتك و لا أزال
دمعت عينيها بغزارة بينما كانت تخفي وجهها بيديها الاثنين حدقت بعينه بحزن قائلة : أتوسل إليك أخرج من الغرفة 
هيثم : اذا ذهبت ستركينني ، ستأخذين اطفالي و تذهبي من هنا ، 
لا لن أخرج دعينا نتكلم ارجوكي 
لا يوجد شيء لا يمكن معالجته 
ضيقت عينيها بألم قائلة : من المؤكد أنك تتذكر ذلك اليوم 
كيف عاملتني !؟؟ بكل وحشية ، و كأنك حيوان و ليس إنسان 
ألا تعلم أن حلم كل فتاة هو ليلة دخلة هادئة !؟؟؟ 
كنت خائفة من تلك الليلة خفت من احتمالية حدوث شيء سيء
و لكن حدث ما هو أسوأ لم تعثر على يوم أفضل من ليلة زفافي !؟؟ 
عاملتني بقسوة و احتقار أخذت مني فرحتي
شعرت بقشعريرة بمجرد تذكرها تلك الليلة لتلامس يديها قائلة : كل شيء فيا يذكرني بتلك الليلة 
كنت أصرخ و أتوسل إليك أن تتوقف و لكنك لم تتوقف 
قمت بتركي غارقة في دمائي 
لقد كانت أصعب ليلة مررت بها 
دمعت عينيها مضيفة : كيف لي أن لا ألاحظ !؟؟؟ 
لم أتخيل ذلك 
لمست جسدك و لم أتعرف عليك !؟؟؟ 
هل أنا غبية أو أنت أذكى ؟؟؟؟ 
أقترب منها و هو لا يزال على الأرض 
نظر إليها بحنان وضع يده على يدها قائلا : لقد كانت أسوأ ليلة في حياتي أنا أيضاً 
صدقيني لو كنت أملك القدرة على العودة إلى الماضي ، كنت لأفعل المستحيل من اجلك 
لم أكن سأفعلها أقسم لك لم أكن سأفعل
شربت حبة مخدرات لكي اتمكن من فعلها
لست إنسان سيء صدقيني 
أنا أكره نفسي منذ وقت طويل
أنتي عالجتني من إدماني ، أنتي من داويت جروحي 
أنتي من منحتني حياة جديدة
أنتي غيرتي حياتي كلها
هل الإنسحاب من حياتك سيكون سهلاً !؟؟؟ 
هل يمكن للزهرة أن لا تذبل بالرغم من قطفها من تربتها !؟؟؟ 
لا تطلبي مني الذهاب فذهابي الوحيد سيكون مختلفاً 
قبل يديها مضيفا : سأتركك لوحدك و لكن اعلمي أن حياتي متصلة بحياتك ....
أدلف من الغرفة بصعوبة بينما بقيت سيلا منهارة بعد كلامه ، فهي لم تكن تعلم أنه هو نفسه ذلك الشاب الذي سخرو منه ، لم تكن تعلم أنها جرحته لهذه الدرجة ؟؟؟؟ 
بقيت مستلقية على السرير شاردة 
بينما خرج هيثم من القصر اذ بجمال واقف أمام الباب قائلا : لقد عثرت على مراد ماذا ستامرني ؟؟؟ 
أغمض عينيه بينما مسك رأسه بكلتا يديه قائلا : انتهى كل شيء يا جمال سيلا علمت بالحقيقة ، أخبرها بكل شيء ، أنا أختنق يا جمال ساعدني ...
مسكه جمال من ذراعه ثم جعله يجلس على الكرسي 
أنصدم جمال من كلام هيثم 
حاول تهدئته بقوله : هل يعقل أن تتركك بعد كل الحب والاحترام الذي منحته لها !!؟؟؟ 
صدقني لن تفعل ، لقد ارتكبت خطأ و من منا لا يخطأ !؟؟؟ 
لقد منحتها حياة مثالية 
دمع هيثم عينيه ثم أسند رأسه على الحائط ليردف بتمهل : لقنه درسا لن ينساه ، لا تقتله فقط اجعله يدفع الثمن 
جمال : مثل ماذا !؟؟ 
هيثم : لا تدعه يفسد حياة أناس مجددا بما أنه يحب الثرثرة خذها منه و لكن لا تقتله ، سيلا ستكرهني أكثر 
أومأ جمال برأسه قائلا : أنت بخير ؟؟ ماذا ستفعل !؟؟ 
هيثم : شدد الحراسة لا أريد منها أن تخرج من هنا ، مهما كلفني الأمر سأحصل على مغفرتها 
أنا سابقى مع اطفالي أخبرني بما سيحدث معك 
صعد هيثم إلى غرفة نور بينما كانت سعاد جالسه هناك كان كل من في القصر يعلمون بالحقيقة فاصواتهم كانت عالية لدرجة كبيرة 
دخل إلى الغرفة و لم يسمح لأحد أن يتكلم 
أشار بيده بمعنى اخرجوا 
خرجت سعاد و سهيلة من الغرفة بينما جلس على الأريكة وضع نور في حضنه كان نائما بينما ملاك كانت في سريرها 
نظر إليه بحزن و هو يلامس وجهه قائلا : حياتي كلها متعلقة بكم أنت و أختك و والدتك
اذا تركتني سأنهار و أنت لا تزال صغيراً و لا تزال مريضاً ، لا يمكنني العيش بعيدا عنك خاصةً أنت يا نور ، أنت من أنرت حياتنا 
لا أنكر أن حبي لها مختلف غريب و مخيف ، و لكن حبي لك استثنائي ... أنت هو نفسي يا نور ، عندما ضعت مني و كأنهم سلبوني قلبي ، أتمنى أن تقتلني و لا تأخذكم مني .. 
أتوسل إليك يا الله لا تأخذهم مني لا يمكنني العيش من دونهم...

بعد مرور يومين لم تلتقي سيلا به بل لم تخرج من غرفتها أبدا 
بينما سعاد كانت تحاول العثور على حل لهذه الكارثة التي وقعت !؟؟ 
سهيلة كانت رافضة لهذا الفعل فاي إمرأة تعرضت للاعتداء
ستعرف شعور الفتاة جيداً
كانت جالسة بالقرب من سيلا تداعب شعرها قائلة : لم أتخيل أنه يمكنه فعل هذا ، كنت أعلم أنه مغرم بفتاة و لكنه لم يخبرني بشيء آخر
ماذا ستفعلين ؟؟؟ ستتركينه !! تأخذين الاطفال و تذهبين !؟؟؟ 
أغمضت سيلا عينيها بألم قائلة : لا أعلم لا أزال أفكر كيف يعقل أن يفعل ذلك 
جلست سعاد على السرير قائلة : أنا أيضاً مصدومة و لكنه ليس سيئ
نظرت سيلا إليها بقسوة قائلة : ماذا!؟ هو من دمر حياتي يا أمي كيف لك أن تقولي هذا الكلام !!؟ 
كل ما تقولينه الآن هو تفكير أي أم شرقية ، أنتي خائفة من كلمة مطلقة أليس كذلك!!! تريديني أن أبقى مع مغتصبي على أن اتطلق !!؟ 
نظرت سعاد إليها بغضب قائلة : بل لأنه مغرم بك 
لطالما كنتي مدللة و تصرفاتك خاطئة ، أجل كنتي تعاملين الناس حسب مكانتهم و سلطتهم 
هل تتذكرين ابن أختي عندما طلب يدك !؟؟ سخرتي من طوله و من فقره ، لطالما كان حلمك برجل وسيم و غني، أنا لن ادافع عنه ولا ألتمس عذراً له 
و لكنه مريض كان مريضاً و جميعنا نعرف السبب 
أجل أنا غاضبة منه و لكني تكلمت مع طبيبته النفسية و أخبرتني بكل ما مر به 
أي شخص مكانه كان سيصبح وحش الجميع عاملوه كنكرة ، حتى زوجي سخر منه و ابني و ابنتي 
و لكنه دافع عنك أمام الناس 
أجل هو السبب و لكنه لم يتخلى عنكِ
هل تعرفين كم من فتاة تتعرض للاعتداء و تتزوج منه بدافع القانون ؟؟؟ 
و لم يتصرفوا بهذه الطريقة 
أنا لن اعطيه الحق بل يجب أن يندم على أفعاله 
و لكني أكثر من يعرف أنه لن يتمكن من العيش من دونك 
كنت شاهدة على إصراره للفوز بك ، 
لعلك مصدومة و لكنك كنتي قد تخليتي عن القضية ، إعتقدتي أنها كانت سببا في حصولك على حياة مثالية ، 
أتوسل إليك لا تعاقبيه بهذه الطريقة
اصرخي ، اضربيه ، عاتبيه ، و لكن لا تتركيه 
ليس لأن كلمة مطلقة عيب في مجتمعنا بل لأنه يحبك بل لأنه يعشقك ، لأنه سيموت من دونك 
دمعت سيلا عينيها قائلة : أريد البقاء لوحدي ....

اتجهت سعاد و سهيلة إلى غرفة نوم نور 
بمجرد دخولهما قامت سهيلة بصفع هيثم قائلة : أنا أرى جابر الشرقاوي أمامي الآن 
كنت اتمنى لو بقيت جاهلة من أكون و من تكون 
أنا مصدومة...
أحنى هيثم رأسه قائلا : أجل كم كنت اتمنى لو أنك لم توافقي على ذلك العمل من أجلي 
يا ليتك تركتني أموت كنتي لتتخلصي من العار الذي لحق بك و ما كنت لأكون في هذا الموقف ، في موقف صعب بين الإستمرار في حياة سعيدة أو الموت ....
دمعت سعاد عينيها قائلة : دعنا نتكلم قليلا أريد البقاء معك على انفراد.....

من جهة أخرى قررت سيلا لقاء الدكتورة لعلها تعثر على الجواب 
بعد أن وافقت على رؤيتها 
دخلت إلى غرفة مكتبها و أخبرتها بكل شيء 
حزنت الدكتورة قائلة : أنا آسفة 
سيلا : أخبرتني أمي أنك تكلمتي معها هل يمكنني أن أعرف ما الذي أخبرتها به ؟؟ إنها متيقنة أنه يعشقني و أن كل ما حدث كان رغماً عنه 

الدكتورة : أتيتي للحصول على الإجابة !؟؟ أعلم أنه من الصعب تقبل الحقيقة 
سيلا : ليست فكرة تقبل الحقيقة لقد مضت سنتين أو أكثر على تلك الحادثة و لكني لا أزال أشعر بذلك الألم 
لعل كونه هو من اعتدى على ضاعف الألم 
أشعر و كأنني سأموت اذا ابتعدت عنه 
و لكني أشعر بالاختناق جراء ما حدث 
كيف لي أن أغفر له !؟؟ ذلك الرجل اعتبره عدوي و مدمري 
كيف لي أن أعشق مغتصبي !!؟؟ 
انهارت سيلا بالبكاء مضيفة : أتوسل اليك ساعديني ، لا يمكنني الاستمرار في حياتي بهذا الشكل 
متأكدة من حبه لي و لكن هناك قوة في داخلي تمنعني من تقبل تلك الحادثة 
و كأنني أريد أن أعرف أي شيء كان المتسبب في الحادث 
لعلني أعثر على السلام الداخلي !؟؟؟ 
الدكتورة : ليست من صلاحياتي إخبارك بأسرار مريضي و لكن الموضوع مختلف 
عرفت هيثم منذ وقت طويل ، عمه سمير أي مديره تعرفينه أليس كذلك!؟؟ 
أومأت برأسها قائلة : أجل 
الدكتورة : هو من طلب مني مساعدته 
في بداية الأمر كان قلقا من مصارحتي بحقيقة مشاعره و لكن مع مرور الوقت أصبح يبادلني أطراف الحديث 
تكلم عن فتاة أسرة قلبه 
أخذته من عالمه رغم أنه لم يكن هناك حوار بينهما إلا أنها تمكنت من السيطرة على قلبه و عقله 
طوال تلك السنوات كنا نتقابل مرة كل شهر ، كان يتكلم عن معاناته من والدته و كم أنه يشعر بالنقص سواء فيما يتعلق بوالديه أو حتى بحياته الشخصية 
كان مدمنا حاولت منعه و لكنه لم يأبى 
كان يواسي نفسه بأنه سيصبح رجل قوي و تلك الفتاة ستقع في حبه في يوما ما
لم يكن عنيفا بل رحيماً 
هل تعلمين إنه إنسان جيد !؟؟؟ 
لا أعلم ما اذا كان قد أخبرك بذلك و لكنه ساعدني كثيراً في حياتي حتى بدون أن يخبرني بهذا
أمي كانت ستموت لم أكن أملك المال اللازم للعملية كانت بحاجة إلى متبرع بالكلية 
و لكنه أنقذها و لم يخبرني بذلك 
علمت بالصدفة أنه وضع قوته في المستشفى وأصبحت أمي في أعلى للائحة ، كان يحبذ أن لا يظهر جانبه الجيد للناس ، لديه جمعية خيرية تساعد البنات على العمل و العيش ، أجل أسسها بعد تلك الحادثة 
ستتسائلين كيف علمت !؟؟ في الحقيقة أنا أبحث عن كل ما يتعلق بالحالات التي اعالجها 
نظرت إليها بحزن مضيفة : إنه يعشقك ، نادم لحد كبير ، 
لن أبحث عن أسباب تجعلك تغفرين له لا ابدا بل أعلم كم هو مؤلم ...
مسكت يدها مضيفة : أعلم أنكي تتألمين رغم حبك له و لكنه شيء صعب أليس كذلك!؟؟ 
أومأت سيلا برأسها قائلة : أريد أن أسامحه أريده أن يكون معي و لكن كل شيء يمنعني من مسامحته 
لا يمكنني إنكار واقع أنني أذيته و أنني لم أنتبه له أنني كنت قاسية في نظره ، و لكنه أخذ مني حياتي كلها ، أخذ والدي ، و جعل من حياتي جحيم، أجل في نهاية المطاف اسعدني لن أنكر و لكنه أذاني أكثر 
لا يمكنني الاستمرار في حياتي برفقته كل شيء سيذكرني بتلك الليلة 
هو لا يعلم كم كنت اكره نفسي و جسدي من بعد تلك الليلة 
الحياة الزوجية لا تقتصر فقط على السرير و الضحك و المتعة بل على الاحترام و التقدير والامتنان و الثقة أهم شيء الثقة ، ثقتي به أصبحت معدومة 
لا يمكنني .....

الدكتورة : أتفهم موقفك هذا ، و لا أحد يستطيع لومك على قرارك ، حتى هيثم متأكدة من أنه يعلم أنك كنتي ستتركينه ، هو أخبرني بذلك ،
أن في اليوم الذي ستعرفين فيه الحقيقة ستتخلين عنه 
كان يعلم بمصيره ، أعترف أنه نادم 
سألته في يوما ما ، ما اذا كنت ستفعل ذلك لو عاد بنا الزمن !!؟ 
أخبرني أنه لم يكن ليفعل بل أخبرني بشئ جعلني أتأكد أنه يعشقك لحد كبير 
حدقت بعينها بحيرة قائلة : ماذا !؟ 
الدكتورة : أخبرني أنه في يوم ما فكر ماذا لو كان الطفل نتيجة إعتداء و أنه التقى بك و كنتي بحاجة إلى المساعدة أي ماذا لو كان كل شيء طبيعي وليس هو من اعتدى عليك و ألتقي بك و أنتي على حافة الهاوية هل كان سيتخلى عنك ؟؟ أو أنه كان سيمسك بيدك و يواجه العالم من أجلك !؟؟؟ هل كان سيتزوجك بالرغم من تعرضك للاعتداء مثلما فعل !!؟ 
نظرت سيلا إليها لتقول : و !؟؟ 
ابتسمت الدكتورة بحزن لتقول : أخبرني أنه كان سيمسك بيدك و لن يتخلى عنك ، أنه يحبك لهذه الدرجة لم يكن سيهتم لهذا الموضوع بل كان سيتزوجك كان سيفعل ذلك رغم أنه ليس أول من لمسك أخبرني أنه كان لن يهتم لمثل هذه الأمور 
أخبرني بهذا في ذلك اليوم ، تيقنت أنه مولع بحبك ،
أنتي تعتبرين أنك أغلى ما يملك
هيثم عان كثيرا كان ينام على الأرصفة و الأمطار تصب عليه ولكنه لم يتغير لا يزال هيثم الصغير ، البريء الطفل الذي بحاجة إلى حنان و عطف 
لقد أخطأ في تصرفه و لكنه لم يتخلى عنك كما نشاهد في الأخبار 
هناك المئات من الفتيات يتعرضن للتحرش و الاعتداء و ليس بدافع الحب بل من أجل إشباع رغباتهم
و لكنه فعل ذلك الشيء للحصول عليك 
كما هو الحال للزواج التقليدي 
تتزوجين من رجل لا تعرفينه و يأخذ منك أغلى ما تكلمين دون أخذ رأيك أو يعاملك بحنان 
أجل لا يمكن غفران ذنب المغتصب و لكن يمكن منحه فرصة !!؟؟؟ 
خذي وقت راحة ، ابتعدي عنه لفترة ، انظري إلى حياتك من دونه و كيف يمكنك الاستمرار من دونه 
لا تعطيه أمل و لا تقطعي عليه الأمل أيضا 
لأنه سيتخلى عن حياته إذا فعلتي ذلك
اذهبي إلى مكان و فكري جيدا 
لعلك تعثرين على الإجابة المناسبة 
و تفضلي إنهم تسجيلات الصوتية له 
من عادتي تسجيل كل محادثتي 
إنهم كل ما يتعلق به 
اسمعيهم طوال تلك الفترة 
و قرري ، متأكدة من أنك ستعثرين على الإجابة على تساؤلاتك بعد سماع كلامه 
ستعرفين كم أنتي غالية على قلبه بل ستعرفين أنه يمكنه الموت فداء لكِ....

بينما كانت متجهة إلى المنزل لأخذ أغراضها 
ألقت ببلال الذي أسرع و حضنها قائلا : أنا آسف على كل ما فعلته أقسم لك أنني نادم يا أختي 
نظرت إليه باستغراب قائلة : بلال !؟؟ ما الذي تريده الآن !؟؟؟ كل شيء انتهى أنت محق لست شقيقتك و كل ما يتعلق بي و بك كان أبي و قد رحل 
لن اغفر لك هل تعرف السبب !؟؟؟ لأنك بفعلتك تلك جعلتني اغرم بمغتصبي ....
أنصدم بلال قائلا : عفوا !؟ مالذي تقولينه 
هزت كتفيها بحزن مضيفة : لو لم تتخلى عني لما رميت نفسي في حضن هيثم ، لما عشقته ، لما تعلقت به ، لما عرفت أنه هو من دمر حياتي ، هل رأيت أنك أنت و عمي و أحمد كنتم السبب في كل شيء !؟؟ 
هو اعتدا عليها و أحمد كسرني و أنت قتلتني 
لا يوجد شخص واحد وقف معي بدون شروط باستثناء أبي ، و الذي ذهب باكراً جدا قبل رؤيته لأحفاده حتى 
إذهب من هنا و أنسى أنني كنت في يوما شقيقتك.........
اكلمت طريقها إلى القصر 
بينما كان هيثم جالساً في الحديقة برفقة نور يلعب كره القدم 
بقيت سيلا تنظر إليهم بحزن و كأنها خائفة من فقدانه و من تفريقهما و لكنها لا تستطيع البقاء معه إلا أن تقرر 
و لا يمكنها أن تفرقه عنه 
صعدت إلى غرفتها و جهزت الملابس ثم نزلت إلى الحديقة قائلة : سأذهب من هنا 
أنصدم هيثم و هم باخذ نور إلى حضنه قائلا : لا لن أسمح لك بذلك صدقيني لن أسمح لك باخذ إبني 
دمعت عينيها قائلة : كل ما يهمك نور ؟؟؟ حسنا ساتركه معك سآخذ ملاك معي و بعد أيام سأخبرك بقراري 
كادت أن تخرج من الباب إلا أن أمسك بذراعها من الخلف و أقترب منها هامسا في أذنيها بنبرة هادئة جدا : لا تمتحنيني لا بأطفالي و لا بك أنتي 
و كأنك تقولين لي أختر بين الماء و الهواء !!!! 
أعلم أنك تريدين التفكير و أنا موافق و لكن اعلمي أنني نادم اعلمي أنني أعشقك بجنون أتوسل اليك لا تتركيني ....
أغمضت عينيها بألم ثم قالت : أخبر أمي أن تأتي بملاك سنبقى في منزل الجبل 
أومأ برأسه و طبع قبلة في أسفل عنقها مما جعل كل جسدها ينتفض 
أغمض عينيه بألم مضيفاً : أنتي هي سبب عيشي.......


تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1