رواية احفاد الثعلب الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم شريهان سماحة


 رواية احفاد الثعلب الفصل الرابع والثلاثون 

تناولت بعض اللقيمات بغير شهية قد ترجع لقلقها المتزايد عليه ... أدت ما عليها من صلاة وجلست بجانب النافذة تنتظر طيف حضوره .

في منتصف الليل قامت من تلك الجلسة بياس تام يحوط جسدها بعد أن فرع صبرها من غموض هذا الكائن العجيب ، بل أصبح يلازمها الفضول عما تربى عليه في طفولته ليصبح بهذا الشكل القاسي والغامض الآن ...

نعم تعلم من العجوز ببعض الأسرار ، وانه لا شئ هين اطلاقاً ، ولكن يبدوا أن ما وعى عليه ذلك الطفل أكبر بكثير مما عرفته !!

لهذا حركت أقدامها للوضوء وأقامة صلاة الليل ثم رافقتها بعد الانتهاء بركعتين حاجة ظلت تدعوا له فيهما من خير دعاء الأرض ... ثم طلبت لنفسها الصبر بجانب دعائها .

انهت صلاتها و تضرعها بالرحمة والمغفرة للجد ، لتتذكر حينها ذاك العجوز الذي تعايشت معه هنا وتلك الآية الكريمة تمر أمام عينيها لتجدن أشد الناس عداوة للذين أملوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبالا وأنهم لا يسانكيزون " (82) سورة المائدة

لحديث القلوب مع خالقها شيء خفي لا يعلمه إلا رب السماء والأرض ... لهذا تمنت بكل جوارحها بأن يكون قلبة يحمل تجاه ربها ما يغفر له ...

لهضت بحذر تجمع سجادة الصلاة مع وقوفها .. ثم انحنت قليلا لوضعها على أحد المقاعد المجاورة ملتقطه بكف يداها غطاء الوجة في نفس الانحناء ارتدته فوق اسدال صلاتها ، وهي تقنع نفسها بنظرة أخيرة من النافذة لعلها تطمئن عليه قبل نومها ....

سكون محيط القصر ... وتساقط قطرات المطر في تسابق عنيف .. مع سماع صوت حفيف الأشجار بفعل الرياح المضطربة ... كان الحال من خلف الزجاج ....

إذا لا جديد من الصباح إلا حركة الرياح المفاجاة ليتبعها سقوط الأمطار ...

تحركت تجاة الفراش باستسلام تام فيبدوا أنه لن يأتي اليوم والانتظار لن يجدي .. أذا عليها بأراحة الجسد بعض الشئ ....

أتضجعت يوهن على الفراش بنفس لباسها ، فذهنها المنشغل أرخى رغبتها بإزاحة أسدال الصلاة ... لهذا اكتفت بإبعاد نقابها ووضعة بجوارها دون اهتمام ... بدأت تغمض عينيها الترحب بالنوم الذي يبدوا بأنه سيهاجرها في تلك الليلة العجيبة .. فكيف ستنام والقلب ينبض ببطء .. و العقل لا يتوقف عن العمل ... بل ومنذ متى أنقلب بها الحال بهذا الشكل اللعين عليه .. نعم تعلم مأساته الغير واضحة كليا أمام عينيها .. وتعلم أن قسوته تلك ناتجة عن ما ممر عليه ، ولكن لما القلق عليه يشغل بالها بهذا الشكل !

يا الهي آيكون !!

كلا ..

بل والف كلا فقلبها ليس ملكاً لها ، فهي وهبته للرب وكل ما يرضيه ويرضي رسوله ، ولن تتنازل عن ذلك الشي مهما حدث ...
نعم مهما حدث !!

فاقت من حربها الذاتية على صوت مقبض باب غرفتها يتحرك ببطء ....

انتقض قلبها وتزايد خفقاته وارتجف جسدها فمن معها بذلك القص.....

لم تكمل هواجسها حتى فتح الباب بعض الشئ وتسرب ظلال رجل مع ضوء الممر الغرفتها المظلمة !!

بنفس ثبات جسدها المزعوم مدت يدها تلتقط نقابها لتعقده على وجهها أسفل الغطاء في الحال حتى الستعد للنهوض ومحاربة ذلك المتهجم ...

إلا أن كل شي تبدل وانقلب عند سماع نبرة بكانه وانهياره التام ... تطلعت خلسة لتشاهد استسلامه التام و هبوطه الجسدي على ارض الغرفة نهاية فراشها بغير مبالاة ....

خنثت أسفل الغطاء تحتمي به وهي لا تصدق ما تشاهده عينيها المنبثقة من أسفله .. فيبدوا أنه. اتي أثناء شرودها ولم تلاحظ صوت سيارته تخترق الأجواء - والأهم لم دخل غرفتها 15 ولم حالته بهذه الهيئة المزرية ؟!

تفاجأت بأجابة حيرتها حين خرج صوته من بين دموعه وهو يرجع بمؤخرة رأسه يستند بها على حافة الفراش :

" وعيت منذ طفولتي على خلافهم الدائم والذي قد يمتد لشجار عنيف بعض الأوقات .. كنت بعقل طفولي مشتت ما بين " علي " و " كريس " مسلم أم يهودي كان هذا الجدال الدائم بينهما دون أن يفرز أي منهما أحدى قواعد هذان الديانتان بداخلي .. الأهم لديهما من سوف يفور ويتغلب على الآخر .. معادلة قاسية لم يراعو بها بأن أحد أطرافها طفل صغير لم يفقه شئ مما يفعلان .. كان هذا يؤثر على نفسيتي صالباً خاصة بأنني كنت أفتقد حنان والدتي ودعمها الدائم لي ككل الأمهات .. ورغم ابتعادها عني وحالات سكرها الدائمة وغصبها وصراحها أغلب الأحيان ... جاهدت لأنول قربها ورضاها ولكني لم افلح يوماً لهذا كنت الازم العجوز في ظل بعد والدي أيضا بسب الخراطه في العلم ..

ولكنه حين وعى لهذا بعد عددة سنوات أغمرني بجود رعايتة .. بل أن صح التعبير كان حنانه فوق الفائض، ولهذا احببته كثيرا وتمنيت بكل أمنياتي الخفية المرسلة للسماء كل ليلة من فراش نومی أن يحفظه لي دائما ....

فكل يوم يمر علي بصحبته أصبح يسير في شرايين جسدي وتربع داخل قلبي .. بل واصبحت جميع مواقفنا معاً تتملك عقلي وذاكرتي حتى الممات ... كان دائما يحكي لي عن موطنه وأقربائه وعن أبيه وعن شقيقة وعن أمنيته لاصطحابي لهم وكسرة الحزن في عينيه بعدها .. كنت طفل الاحظها ولكن لا أعلم سببها .. مرت الايام وما زالت تلك النظرة أبصرها في عينيه وخاصة بعد رحيل العجوز من بيتنا دون سبب أعلمه ...

تأثرت بغيابه وتأثر هو أيضا بغيابه وثقلت همومه واصبحت اشعر بحزن قلبه و كنت اتمنى كثيرا أن أمتلك طاقة خفيه لا يعادها عنه .. ومع هذا لم يجب على اسالتي المتكررة لماذا رحل العجوز

في ليلية مثل تلك الليلة بغزارة أمطارها واضطراب رياحها كنت انتظره ككل ليلة ليسرد في حكاية جديدة .. نعم كنت حينها كبرت وكان لدى ما يقارب العشر سنوات ولكني كنت الجأ لكل ما يدللني لديه ... وقفت اتطلع في الخفاء من وراء ستائر غرفتي المظلمة قدومه رغم تنبيه والدتي الصارم يومها بضرورة النوم مبكراً .. ومع هذا تسللت خلسة لنافذة غرفتي أنتظر أنياته بفراغ الصبر .....

كنت أشعر بانه وصل به الحال في كثير من الأوقات بانه يريد مغادرة هذا البيت بلا رجعة ... ولكن شيء بداخله كان يجبره على العودة ثانيا ...

فقد يكون ذلك الشيء هو وجودي به !!

توقف المطر وهدأت الأجواء من حولي وحل منتصف الليل فتزايدت ضربات قلبي خشية عدم رجوعه ... ولكنه بعد مرور بعض الوقت جاء ككل ليلة ولم يخذلني ... شعورا خفي بداخلي خرج دون إرادة حين شاهدت سيارته تقترب من البيت ... تهللت أساريري وتراقصت بحذر شديد خشية سماع والدتي لي ومن ثم معاقبتي ككل يوم ....

ولكن ما شاهدته بعدها جعل جسدي وملامح وجهي وكل شيء يحوط بي يقف من حولي حتي عقارب الزمن من هول ما رايته .

تجرعت ريقها ببطء من أسفل الغطاء وهي لا تصدق بأنه يفترش الأرض في نهاية فراشها بل و يسرد لها بنفسه ما ممر به .. لهذا استعدت بنفس يكسوها القوة المزيفة لتلقى ما يشبع فضولها المعرفة ما وراء سبب فسونه طوال المدة الماضية المعاشرته .

وبالفعل استرسل حديثه ولكن بصوت باكي مقهور يأكل الحزن صاحبه ... " قبل أن يصل أبي لباب البيت كانت سيارة سوداء ضخمة الحجم أعترضت طريقه ليخرج منها ثلاثة رجال أقوياء عرضاء الجسد برشاشتهم المعمرة بالزخائر الحبة يطلقون عليه وابل من الرصاص الذي لم يتوقف لثانية زمنية واحدة .. من شدته المهولة اخترق رقاقة أدنى المتجمدة وعيناي الرافضة وقلبي الذي سقط بين أرجلي في فعل أرفضة بشدة بل ولا كنت أتمناه له طيلة حياتي
استعنت بقوتي المحدودة لكي أركض لانقاذه من بين استفرادهم به الغير مشروع .. ولكني

تفاجات بتصلبها وعدم استجابتها !!

ومع هذا حبي له جعلني لم استسلم، اطلقت صوتي بكل قوتي لكي يستغيث بوالدتي و تهرول لإنقاذه بدلاً عني ولكني ضدمت بأنه لم يخرج من الاساس !!

فقط عيناي جاحظة بشدة تسقط عبراتها دون توقف وهي تشاهد جسد أبي مثل الثقوب والدماء تنفر منه نفرا وهؤلاء الأوغاد الثلاثة يبتسمون بتشفي !!

أتعلمين ! ذلك الطفل حينها التقط صورة قاسية لموت والده ولتلك الأعين بجسدهم الضخم في ذاكرته للأبد من هول ما شاهده ... وكبر ثلاث أضعاف عمره بل اصابه الشيب دون مبالغة ...

لم تشعر إلا بدموعها تتساقط على حديثه وقلبا بين ضلوع صدرها يريد مواساته بشدة ....

" دخلت في صدمة عصبية ونفسية لمدة ثلاث سنوات فقدت بها النطق تماماً .. لم تبخل والدتي في تغير غير مسبوق منها طوال تلك المدة بمساندتي وجلب اطباء نفسيون لتأهيلي وأصطحابي للكثير من المعابد الهمودية لنيل مباركة الحاخام الأكبر بها .. وهذا تفسير تلك الصورة بالأسفل ..... باهتمامها الزائد تداركت الامر بعض الشئ واكتشفت بأننا انتقلنا لبيت آخر غير بيتنا حزنت بداخلي ولكني رأيت بين نفسي بأنه أفضل لي حتى تغيب تلك الكوابيس اللعينة عن عقلي ليلا ... بدأت أتحدث معها شيء فشيء واتودد معها فما بقي لي بعدة إلا هي بعد أن أصبحت أنطوائيا لا رفقة لي !!

ولكن بداخلي ظل مشهد قتل أبي كالخنجر المحكم غرسة في قلبي !!

افتريت منها الأشيع طفولتي بحنانها في حين كان أقترابها مني لهدف يبتعد كل البعد عن الأمومة ، أقتربت لبدأ رحلتها في بخ أفكارها العنصرية في أذني تجاة الأسلام والمسلمين وأنني يهودي ولست منهم .. حينها نفرت كطفل افكارها لكون أبي العزيز منهم ، فاسرعت باحترافية متقنة لكونها تعلم عاطفتي تجاهه بأقناعي، بأنه حالة نادرة بينهم وما زاد صحة كلامها أمامي عندما استعانت بالعمليات الانتحارية المنسبة اليهم ... وقتل الكثير من مواطنين بلادنا بها ....

اعلنت ديانتي واقتناعي التام باليهودي فكنت طفل وعذري الوحيد حتى وأن كان ابي مسلم فلم اشاهده يوما يصلي امامي أو يبت عقائد هذا الدين بداخلي حتي أثبت عليه ... ومن أين لطفل بهذا السن أن يثبت على شئ من الأساس !

مرت الأيام والسنين ومع كل ما يحدث حولى من هجوم ارهابي كرهت كل ما ينسب للأسلام إلا أبي فقط كحالة استثنائية ... مرت السنين وأمي تخفي عليا سبب موت أبي بل وتجرائتها كانت تنهي الحوار في كل محاولة ابدئها ، بأقناعي بأن كل ما رأيته في تلك الليلة ما هي إلا هواجس عقلي الطفولي ... وان والذي توفي بميته طبيعية ...

تشتت عقلي وزاد الطواني والحيرة تملكتني حتى لجأت المعسكرات كشافة في الصيف لتشغل ذهني قبل أن يعلن على الملأ جنونة .. وبالفعل اتي ثماره بعض الشيء ...

بعد انتهاء دراستي بالثانوية العامة وبلوغي الثامنة عشر عاماً لجأت الرحلاتي الصيفية كالعادة ... وفي أحدى الليالي عدت من رحلتي الاستكشافية مع مجموعتي مبكرا قبل يومان من انتهائها الأصابة أحد افرادها اثناء الاستكشاف وضرورة توجه للمشفي بعد أن قمنا بعمل الأسعافات الأولية له .....

حينها تجرعت حنجرتها بارتعاب مقتنعه تماما ينقل ما سيردده عليها الآن .. وحقاً صدق احساسها حين استرسل حديثه بهيئة شاردة وحزن دقين : عدت و يا ليتني لم أعد حين أقتحم أذني همهمات صادرة من الطابق الثاني لبيتنا .... صعدت بريبة خشية إصابت والدتي يمكروه ولكني تفاجأت بأن يصحيتها رجلاً ، توضح لي نبرة صوته في حديثهم كلما صعدت خطوة للأعلى باتجاههم ....

أغمضت عينيها شفقة عليه فالعجوز وضح لها خيانتها من قبل ولكن فجأة جحظت عينيها على آخر حدودهما حينما سمعت حديثه التالي.....

" أمي كانت تهدد رجلاً بغرفة نومها بضرورة الزواج منها فهي صبرت معه الكثير والكثير وتحملت لأجله ما لا يطاق حتى انها لعبت علي ابي العشق كما أراد بل وتزوجته لسرقة مشوار اكتشافه العلمي وبثه لمنظمتهم اليهودية التابعين لها ... ولكن ابي كان حريضا على ابحاثه ، وأخفاء بدهاء ما يتوصل إليه من تقدم علمي .. حتى أنها حملت منه بدون أرادتها .. وتورطت في لؤلؤة شبابها مع مولوده من أصل عربي ....

بدموع منهمرة أزاحها بظهر راحة يده قائلاً بتذكر مؤلم لكلماتها : أمي لم تحب ابي ولا كانت تريدني .. بل واستنكرت وجودي ... حتي اقتنعت بعض الشيء. بأنني قد أكون نفعاً للإسرائيليين عرقها الأصلي .. وهذا استوضح امامي حين استكملت حديثها مع ذلك الرجل بأن عزاءها الوحيد في تلك التضحية بأنه ساعدها باستخراج شهادة ميلاد لي باسم كريس شالعوم ... يهودي الديانة .. وتغلبت بسلطة ذلك المجهول ونفوذ عضويته بمجلس الشيوخ على شهادة أبي المستخرجة من السفارة المصرية بأسم " على جلال على البنا " بل وجعل سريان صحتها يسود في البلاد كافة ....
زويا شفتاه بتعجب حين استكمل حديثه :

كنت أظن تضحيتها من اجل عشيقها وصلت لهذا الحد !!


تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1