رواية هالة الفصل الخامس و الثلاثون 35 بقلم جميلة القحطاني

        


 رواية هالة الفصل الخامس و الثلاثون بقلم جميلة القحطاني


تنظر أمامها بشرود، لا تبكي، ولا تشتكي… فقط نظرة واحدة تخبرك بأنها أنهكت… من الألم… من الخيانة… ومن الصمت الطويل.
قبل يومين فقط، كانت قد سقطت مغشيًا عليها في الحمام، وجدها والدها في اللحظة الأخيرة، وتم نقلها للمستشفى بعد إصابتها بنزيف داخلي حاد بسبب تقرحات حادة في المعدة ناتجة عن الضغط النفسي والانهيار العصبي.
الطبيب قال بهدوء:اللي عندها مش بس جسدي… حالتها النفسية متدهورة، ومحتاجة تبعد عن أي توتر.
انتشر الخبر بسرعة، حتى وصل إلى هاني.
كان في البداية لا يصدق مروه؟ في المستشفى؟ ليه؟
ثم تلقى اتصالًا من والدها، بصوت خافت ومليء بالغضب:مراتك بين الحياة والموت بسببك.
لم ينتظر. ترك كل شيء وركض للمشفى.
وفي لحظة دخوله، لم يجد من يمنعه، كأن الكل سمح له بالدخول ليرى ما فعله بيديه.
دخل الغرفة ووقف.
كانت هي تنظر للأمام، حتى التفتت ببطء وحين رأته، لم تتحرك.
لم تصرخ لم تبكِ فقط نظرت إليه بنظرة واحدة… أوجع من أي كلام.
اقترب منها وهو يرتجف:أنا آسف والله العظيم ماكنتش فاهم أنا بعمل إيه مروه، سامحيني، أنا…
قاطعته بهدوء مرير:متتعبش نفسك في حاجات لما بتتكسر، مبتتلحمش تاني حتى لو فضلت على قيد الحياة، جوايا مات خلاص.
صمت. لم يعرف بماذا يرد. اقترب ليجلس، لكن والدها دخل فجأة وصرخ:اطلع برّه البنت اللي جوه دي تعبت عشانك، وعاوز ترتاح في حضنها؟! مش هينفع مش دلوقتي.
خرج هاني مطرودًا، مكسورًا، لأول مرة يشعر أن خسارته حقيقية وأن الحب لا يُشترى بعد الخيانة.
لكن ما لم يعرفه أحد هو أن تحاليل مروه الأخيرة تحمل سرًا أكبر.
هناك احتمالية أن تكون حامل والطفل، من هاني.
مرّت أيام على وجود مروه في المستشفى. استقرت حالتها الجسدية قليلًا، لكن قلبها لا يزال معلقًا بين الوجع والغضب.
في إحدى الليالي، دخلت الممرضة بهدوء تحمل ملف التحاليل، وقفت بجانب السرير وقالت بابتسامة مهنية:مدام مروه فيه نتيجة مهمة ظهرت حضرتك حامل.
سقطت الكلمات على مسامع مروه كالصاعقة.
اتسعت عيناها، ارتجفت يدها، ووضعت يدها على بطنها بتردد…
حامل؟! من هاني؟!
كانت تتمنى لو أن الحياة منحتها فرصة لتبدأ من جديد، بعيدًا عن الخذلان.
لكن الآن، صار الجنين بداخلها.
قطعة من الرجل الذي حطم قلبها.
وفي اليوم التالي، عاد هاني مجددًا، مُصرًا على رؤيتها، وطلب من والدها أن يدخل لمجرد دقيقة.
دخل وهو يحمل وردة ووجهًا شاحبًا مليئًا .
تعليقات