رواية هالة الفصل السادس و الثلاثون 36 بقلم جميلة القحطاني

         


 رواية هالة الفصل السادس و الثلاثون بقلم جميلة القحطاني


بالندم، وجلس على الكرسي القريب منها وقال بهدوء:أنا عرفت… إنتِ حامل، مش كده؟
أنا غلطت، ودفعت التمن بس الطفل ده ملوش ذنب.
وإنتِ لسه أقوى من كل اللي فات، أنا عارفك.
اديني فرصة حتى لو مش عشاني، علشان البيبي.
نظرت إليه بصمت.
كان في داخلها صوتان:صوت الأم اللي بدأت تحس بنبض داخلها.
وصوت الأنثى المجروحة اللي اتكسرت بسبب نفس الرجل.
أغمضت عينيها، وتنهدت بحرقة.
أنا مش قادرة أقرر دلوقتي… بس أوعدك، هافكر بعقلي… مش بقلبي.
خرجت بيسان من المحاضرة تتحدث بحماس مع صديقتها يمنى، تضحك وتلوّح بيديها في الهواء، وفي اللحظة نفسها ظهرت فرح، شقيقة بيسان، وهي تقفز ناحيتهن وتضمها من الخلف:بتتكلمي عني ولا إيه؟ حسيت إن قلبي اتشاهد!
ضحكن جميعًا، ولم يلاحظن أن شابًا يجلس في الزاوية المقابلة، ينظر إلى يمنى بعيون مبهورة، لا يرفع بصره عنها.
هذا الشاب هو عادل، زميل في نفس الكلية، لكنّه دائم الانعزال. يراقب من بعيد، يخشى الاقتراب…
أما صديقه المقرب، سامر، فكان أكثر جرأة وخفة دم، يجلس بجانبه قائلاً:إنت بترسم ولا إيه؟! دي يمنى… مش لوحة في متحف!
يبتسم عادل بتوتر ويقول:مش عارف… في حاجة فيها بتشدني، بس خايف أقرب، تفتكر تقبل تكلمني؟
سامر يهز كتفيه:يا عم قولها صباح الخير الأول وبعدين خاف…
في المساء، كانت هناك حفلة صغيرة في منزل عائلة عادل بمناسبة ترقية والده. دعت والدته بعض الزملاء من الكلية، من بينهم بيسان ويمنى وفرح.
كانت الأجواء لطيفة، الموسيقى خفيفة، وبيسان كانت تتحدث بثقة، كعادتها.
أما فرح فجلست على طرف المكان، تراقب سامر وهو يضحك ويقاطع كل كلمة تقولها بيسان.
همست بيسان في أذن يمنى:أظن فرح بتغير، شوفتي نظراتها لسامر؟
ضحكت يمنى وقالت:ونظرات سامر؟ شكله هيعمل مقلب قريب.
وفعلاً، لاحقًا أثناء الحفلة، دس سامر ورقة صغيرة داخل حقيبة فرح كتب فيها:اللي بيغير بيسأل كتير… بس مش بيعترف.
فرح لما قرأتها، حمرّ وجهها وقالت بصوت خافت:مش بغير بس مش بحب الناس اللي بتتكلم مع اختي كتير.
عادل، من بعيد، اقترب من يمنى أخيرًا بعد تردد طويل، وقال:أنا آسف، بس كنت عايز أقول طريقتك في الكلام دايمًا بتخليني أفكر، ومبسوطة إنك جيتي.
نظرت له يمنى باستغراب وابتسمت بخجل :غريبة، كنت فاكراك مغرور بس شكلك لطيف.
في تلك الليلة الهادئة، كانت هالة قد أدت فرضها وجلست تقرأ القرآن، تُنصت بقلب واجف إلى كل آية كأنها تمسك
تعليقات