رواية هالة الفصل الثامن و الثلاثون 38 بقلم جميلة القحطاني


 رواية هالة الفصل الثامن و الثلاثون 

على الاتصالات، ولا حتى على والدته.
لكن حين عاد لم يكن نفس فارس.
دخل الفيلا بهدوء، بل بابتسامة دافئة.
بذلة أنيقة، لحية مشذبة، عينيه فيها لمعة مختلفة.
اقترب من يحيى أولًا، وانحنى يقبّل رأسه:سامحني أنا كنت ضايع، وأذيت ناس كتير.
اقترب من سيف، ومد يده:كنت غلطان وأنا مش ههرب تاني من أخطائي.
تعجب الجميع من التغير، وسألته فرح:كنت فين؟
أجاب بهدوء:في مكان عرفت فيه نفسي وعرفت إن القوة مش في الغضب القوة إنك تواجه نفسك قبل ما تواجه غيرك.
كانت هالة لا تزال تحاول استيعاب ما قاله سراج قبل يومين زواج بالإجبار، حماية من الخطر، غموض يلتف حولها من كل جانب.
وفي صباحٍ مشحون، وهي تجلس في غرفتها شاردة تنظر في الفراغ، دلفت امرأة بعنف إلى الغرفة.
أخت سراج امرأة قوية القسمات، غاضبة، مليئة بالكراهية.
صرخت:إنتي! إنتي اللي خربتي كل حاجة!
وبدون مقدمات، جذبت هالة من ذراعها وصفعتها بقوة أسقطتها أرضًا.
شهقت هالة من الألم، وقالت بصوت مرتجف:أنا ما عملتش حاجة.
لكن أخت سراج تابعت:إزاي أخويا يتجوز واحدة زيك؟ ويسيب زهرة؟ دي كانت هتخلف له دي كانت حبه الحقيقي!
إنتِ مش بشر إنت شيطان!
وبينما كانت تستعد لضربها مرة ثانية فُتح الباب بعنف.
دخل سراج، عاري الصدر كالعادة، بنظرة عاصفة.
وبهدوء مميت، أمسك يد أخته وأبعدها عن هالة 
وقال:بس كفاية.
صرخت أخته:إنت سبت زهرة علشان دي؟!
نظر سراج إلى الأرض، ثم رفع نظره وقال:أنا متجوز هالة علشان تخلف لي زهرة هي مراتي وهي حبيبتي وانتِ عارفة كده من زمان.
صمت ثقيل خيم على الغرفة.
أما هالة فقد شعرت وكأن الأرض تميد تحتها.
تراجع نبضها، اتسعت عيناها، وكأن جدارًا جديدًا من الألم بُني فوق ما سبق.
يعني أنا مجرد وسيلة؟ رحم بس؟
لم يرد سراج فقط أدار وجهه.
أما أخته فابتسمت بسخرية، وقالت:أهو اعترف مبروك يا ست الحريم!
ثم خرجت وهي تضحك بانتصار زائف.
بعد لحظات من الصمت، نهضت هالة، نظرت إلى سراج بعينين لم تكن فيها دموع بل شيء جديد غضب بارد.
قالت بصوت منخفض:أنا مش هخلف لحد بيشوفني مجرد أداة واللي هيبدأ اللعبة، لازم يعرف إني مش هخرج منها مكسورة.
يغضب سراج ويفتح الباب عليها ومن ثم يغلقه بالمفتاح ويشد شعرها ويقول انا مش زي أي حد أنا اللي الكل يعمله اعتبار ويخاف منه أنا ح اوريكي من هو سراج وضربها واسقطها على الفراش ومزق فستانها وهي تصرخ واغ*تصبها وهي منهارة.
بعد لحظات

تعليقات