![]() |
رواية حب مسحور الفصل الثالث بقلم رباب حسين
ها هو يقترب بخطى ثابتة كأن الأرض فرشت له سجادة من الهواء ليمشي عليها..... مع كل خطوة لا أعرف ماذا يحدث في قلبي وكأن هناك بستانًا صغيرًا بداخلي يزرع بذرة إعجاب ويسقيها بارتباكي وينفخ عليها بنسمة من الفضول.....
ها هو يقترب أكثر ومع الخطوة الأولى قلبي قال : "هممم.... مثير للاهتمام"
ومع الخطوة الثانية خدودي قررت إعلان حالة طوارئ حمراء.....
أما الخطوة الثالثة فقضت على الهواء من حولي وتجمدت محلي
وبينما كان يقترب كنت أسمع بوضوح صوت عقلي وهو يهمس : "تماسكي.... تماااسكي"
لكن قلبي كان قد فتح الباب على مصراعيه وقال : " ادخل... معك تصريح إعجاب غير محدود"
رفع يده في الهواء.... كلا إنها تقترب من وجهي.... هل حقًا يعجب بالرجال؟
وقبل أن تلمس يده جبهتها صرخت ووضعت يدها على صدرها تحمي نفسها منه فنظر لها سليم في تعجب وقال : إيه يا إبني فيه إيه؟.... إنت بس كنت تعبان الصبح ووأنا بفوقك جسمك كان سخن بطمن بس..... ولا أنت مصدق الكلام اللي بيتقال عني
سيلا : ها...
ثم اعتدلت في وقفتها فهي رجل الآن ثم تحمحمت وقالت بصوت رجولي : لا بس استغربت
اقترب سليم منها بوجهه حتى ارتطمت أنفاسه بوجهها فشعرت بضربات قلبها تتعالى وقال مداعبًا : تخيل لو كلامهم صح؟.... عارف هيحصل فيك إيه دلوقتي؟!
فتحت عينيها في صدمة وحبست أنفاسها فضحك سليم عاليًا وهي تشاهد هيئته وهو يضحك وصوت ضحكته الذي آثر أذنها ثم قال : شفت إنك مصدق؟.... متخفش متخفش..... كل الكلام ده مش حقيقي..... يلا عشان ناكل
ثم جلس على الطاولة وتنهدت سيلا تستجمع مشاعرها التي بعثرت تحت أقدامه محدثة نفسها : فيه إيه بيحصل؟.... أنا عمري ما كنت كده
جلست بجواره ثم تذوق سليم الطعام وقال : إيه ده؟.... ده حلو أوي..... ده أنت أشطر من طارق.... تصدق كويس إني طردته
سيلا : ضمنا منطردش يعني
سليم : أنا مش بحب أقطع عيش حد.... حتى طارق ماما اللي طردته.... من ساعة الصورة الزفت ديه وأنا حياتي باظت وماما بتدخل في كل حاجة ودلوقتي عايزاني اتجوز وأنا أضطريت أوافق
سيلا في صدمة : إيه؟!.... لا تتجوز إيه؟.... مفيش الكلام ده
نظر لها سليم في تعجب ولاحظت هي ما قالت فأردفت : ده.... ده أنت عدو المرأة.... عايز تضيع سمعتنا ولا إيه؟
سليم : يا عم لا عدو المرأة ولا نيلة.... أنا بس مش بثق فيهم.... كدابين وبميت وش وبيعملو أي حاجة بس عشان يوصلو للي هما عايزينه
سيلا : كل ده ومش بتكرههم.... وبعدين مش يمكن تيجي واحدة تغير تفكيرك ده.... إنت بس مركز على حتة معينة لكن لو فكرت بعقل شوية هتلاقي إن فيه بنات كتير بتعمل حاجات الرجالة مش بتقدر تعملها..... بقدرتها البسيطة جسديًا ومشاعرها اللي تخليها هشة بين إيد اللي بتحبه إلا إنها في وقت الجد تلاقيها بميت راجل واقفة وسادة وتشيل الحمل مع جوزها ويمكن تشيله لوحدها كمان لو أطلقت بقى ولا جوزها مات..... مش كل الستات بيدورو على مصلحتهم
نظر له سليم في أعجاب بحديثه ثم قال : والله اتمنى ماما تلاقي واحدة من دول في ليستة العرايس اللي محضراها ديه..... لا وعملت فيا عاملة قالتلي تلغي مواعيد بكرة كلها وتقعد في المطعم وكل واحدة هتيجي تقعد معاك نص ساعة وأنت تنقي اللي تعجبك نروح نخطبها.... أنا مش عايز أشوف أصلًا ولا واحدة ولا عايز اتجوز
سيلا : حلو أوي متوافقش وخلاص
سليم : طيب والشركة اللي بتروح مني ديه أعمل فيها إيه؟
سيلا : هندور على حل يعني
سليم : لحد ما نلاقي حل أمي مش هتسكت
سيلا : طيب ما أنت ممكن تخطب واحدة يعني ولما الموضوع يتحل والناس تنسى وشغلك يرجع زي الأول سيبها
سليم : متعودتش استغل حد ولا ألعب بمشاعر حد.... إفرض اتعلقت بيا وأنا محبتهاش.... لا لا..... مش أنا اللي أعمل كده
لم تتحكم سيلا في نظرات الأعجاب التي تطلقها عينيها فلاحظ سليم نظراتها وقال في تعجب : فيه حاجة؟
انتبهت سيلا لنفسها وقالت : لا مفيش..... بس يعني يا بختها فعلًا اللي إنت هتحبها
ضحك سليم وقال : أحبها مرة واحدة!!!.... لا لا قلبي ده ملغي أساسًا
سيلا : بكرة تيجي اللي تفك تلاسم قلبك
قاطع حديثها صوت رنين هاتف فقال سليم : تليفونك بيرن
سيلا في تعجب : أنا.... فين ده؟
سليم : شكله فوق أنا سامعه
صعدت سيلا سريعًا فوجدت هاتف سيف وهناك إتصال هاتفي فنظرت إلى الرقم فوجدته رقمها فتلقت المكالمة وسمعت صياح سيف من الجهة الأخرى
سيف : تعالي شوفي المجنونة صاحبتك ديه..... مش عارف أعمل معاها إيه
سيلا : طيب هجيلك.... بس الوقت إتأخر
سيف : إنتي راجل دلوقتي يا سيلا..... خلصي بقى
سيلا : اه صح..... طيب أنا جاية أهوه
نزلت سيلا وقالت لسليم : هو أنا ينفع أخرج صح؟
سليم : اه طبعًا براحتك..... هو أحنا في حضانة يا سيف..... روح وأنا هطلع أنام
بدلت ثيابها وهي تتجنب النظر إلى جسده ثم ذهبت إلى منزلها وسمعت أصوتهما بالخارج فطرقت الباب وفتح سيف وقال : أهيه جت
دخلت سيلا وقالت : فيه إيه مالكم؟
ميرنا في غضب : بصي بقى..... أنا قعاد معاه في بيت واحد مش هيحصل..... ده عمال ياكل ويرمي وكل شوية سرحيلي شعري مش عارف أسرحه..... إعمليلي قهوة شاي وكله كوم وتعالي معايا الحمام ده كوم
ضحكت سيلا وقالت : سيف يا حبيبي لازم تخدم نفسك
سيف : يا سيلا هي واقفة بتعمل شاي قولتلها إعمليلي معاكي..... جيت أسرح شعرك ده معرفتش.... أعمل إيه؟.... ما أنا مش عارف بتعملوه إزاي..... وبعدين بقولها تعالي الحمام معايا عشان مش عايز أبص عليكي
سيلا : طيب ممكن تلبس حاجة على عينك يعني
سيف : لبسكم غريب.... أنا هنزل أشتري لبس غير ده
سيلا : لا كله إلا ده.... ده أنا ستايل لبسي بتاخده براندات.... معلش يا ميرنا عشان خاطري وبعدين لما تيجي تعملي حاجة زي كده ليه يستحسن ميتكلمش عشان متحسيش إنك قدام حد غريب..... إعتبريني يا ستي إتشليت وإنتي بتخدميني
ميرنا : بعد الشر..... بس إنتو مش فاهمين أنا حاسة بإيه..... إفرضي ياسر عرف إن إللي معايا ده راجل وفي بيت واحد هيعمل إيه؟
سيلا : أولًا ياسر مش هيعرف لأن مفيش حد فينا يقدر يقول ثانيًا يا حبيبتي إنتي عايشة مع جسمي أنا يعني عادي زي بعض
سيف : مين ياسر أصلًا؟
ميرنا : خطيبي
سيف : إيه ده إنتي مخطوبة؟!..... الله يعينه والله..... ده لو طلب منك كوباية شاي هتعلقيه
ميرنا : لا ده يطلب عيوني وبعدين هيبقى جوزى مش راجل متبنت
سيف في غضب : شايفة كلامها بقى؟!
ميرنا : إنت اللي غلطت الأول
ضحكت سيلا وقالت : يا سيدي أنا الست مسترجلة حلو كده.... خلاص بقى بطلو خناق وتعالو أقولكم أخر التطورات
جلسا بجوارها وقصت لهما ما حدث ثم قالت : لازم نبوظ المواعيد بتاعت بكرة ديه
ميرنا : ليه؟
سيلا : ليه إيه؟!.... ما هو لو خطب هيبصلي وأنا كده إزاى يعني؟.... ما تركزي شوية يا ميرنا
سيف : طيب بصي هو كده كده أكيد مش هيعجب بكل البنات أصلًا يعني ممكن واحدة تلفت إنتباه إتنين بالكتير
ميرنا : وممكن ولا واحدة....إنتو ناسيين ده عدو المرأة
سيلا : ده كيوت خالص
سيف : هرجع بجد.... وحش أوي وأنا شايف نفسي بعمل كده بوشي ده لراجل والله
ميرنا : لا استنى.... ديه بتقولك كيوت..... ديه محصلتش في التاريخ
سيلا : ما هو من الزفت السحر.... ما هو اللي أنا فيه ده مش طبيعي أكيد..... أنا كان فاضل تكة وأقوله إني معجبة بيه
ميرنا : بس يبقى هو المطلوب.... لازم بقى نقربه منك.... يادي المصيبة وديه نعملها إزاي وإنتي كده؟
سيلا : معرفش..... بس أنا مش عايزاه يعجب بلا واحدة ولا أعجب بواحدة فيهم لازم نطفشها..... بصو أنا هبعتلكم عنوان المطعم وأنا هبقى معاه لو حسيت إنه معجب بواحدة فيهم هقولكم تروحي يا ميرنا وتقوليلها أي حاجة تطفشيها.... يعني مثلًا أنا حامل منه ومش عايز يعترف بالواد..... أي حاجة
ميرنا : لا طبعًا مش هعمل كده
سيف : أنا هعمل كده عادي..... أنا هعمل أي حاجة بس أخلص من القرف ده
سيلا : طيب تمام..... أنا هروح دلوقتي وياريت بلاش تتخانقو تاني.... ميرنا حبيبتي ديه أنا ها مش هو ده أنا فاهمة
في الصباح استيقظت سيلا وأعدت الطعام لهما ثم ذهبا إلى العمل وأيضًا سيف وميرنا وفي الظهيرة إتصل سيف بسيلا وقال : أنا مش عارف أعمل شغلك ده..... مش عارف أكتب مقالات وكده
سيلا : طيب خلي ميرنا تساعدك
سيف : لا ديه مرعبة.... إنتي مش عارفة عملت فيا إيه الصبح لما قولتلها تيجي تسرح شعري.... مش هطلب منها حاجة بجد
سيلا : طيب أبعتلي اللي المفروض تعمله وأنا هكتبه بسرعة وابعتهولك وخلصو بسرعة عشان سليم فاضله نص ساعة ويروح المطعم
أنهت سيلا المكالمة ووجدت سيف يرسل لها طلب المدير بأن تكتب مقال أخر عن سليم فزفرت في ضيق ولم تكتب شئ وأرسلت رسالة إلى ميرنا تخبرها بأنها لن تتحدث عن هذه الشائعة مرة أخرى ثم ذهبت مع سليم إلى المطعم وبعد وقت بدأت الفتيات يحضرن إليه وهي تنظر إليهن في ضيق لا تعلم لماذا ثم تلقت رسالة من سيف يخبرها بأنهما قد وصلت إلى المطعم فجلسا على الطاولة أمام سليم وكان سيف هو من يراقب تصرفاته أما سليم فقد كان ينظر للفتيات أمامه بعدم إهتمام فقد أرسلت له أمه فتيات ذات جمال ولكن سطحيات التفكير.... الأولى لم تترك الهاتف من يدها والثانية مهوسة بالتصوير حتى أنها أخذت صور له معها والثالثة لا تتحدث سوى عن الموضة والأزياء حتى شعر بالملل وكانت سيلا سعيدة بهذه النظرات التي يرمقهن بها وجلس في إنتظار الفتاة الأخيرة فحل عقدة رباط عنقه وخلع معطفه ووضع رأسه على الطاولة في يأس ثم نظر إلى سيلا وقال : عجبك كده..... قعدت تقولي بنات جدعة بنات بميت راجل..... شايف العينات يا عم
ابتسمت سيلا ثم سمع سليم صوت الفتاة تقول : مساء الخير.... أنا رنا في بينا معاد صح؟
اعتدل سليم في جلسته ونظر لها في تعجب من هدوئها وبساطة ملابسها فقال : اه طبعًا.... إتفضلي
رنا : أسفة أتأخرت بس مكنتش لاقية ركنة للعربية.... واضح إنك هنا من بدري
سليم : اه كان عندي إجتماع هنا ولسة مخلصه يعني
رنا : حلو أوي إستغلال الوقت.... أنا برده مش بحب أضيع وقتي
سليم : يعني مش بتحبي الموبايل والتصوير وكده
رنا : أكيد بستخدم الموبايل وبتصور بس مش بضيع اليوم كله في كده يعني
سليم : أمال بتعملي إيه؟
رنا : أنا أكتر الوقت ببقى في دار رعاية المسنين.... بطوع هناك كتير يعني.... رحت دار مسنين قبل كده؟
سليم : اه رحت كام مرة... بحترم أوي الناس اللي بتطوع هناك
رنا في خجل : شكرًا
لاحظت سيلا أن هناك إعجاب بينهما فأرسلت رسالة إلى سيف بأن يتدخل سريعًا ولكن الفتاة جالسة أمام سليم فكيف يمنعها وطلب منها أن تفعل أي شئ حتى تترك الفتاة الطاولة فنظرت سيلا إليها في غضب وشعرت بالغيرة عليه وكلما تحدث معها كلما شعرت بالغيرة أكثر حتى جاءت النادلة لتعطيها المشروب الذي طلبته فوضعت قدمها أمامها فتعثرت وسقط المشروب على ثوبها فوقفت رنا في صدمة و ووقف سليم أمامها فصاحت رنا في غضب وقالت : مش تاخدي بالك..... إنتي عامية
سليم : خلاص هي أكيد مش قصدها
النادلة : أنا أسفة يا فندم والله بس إتكعبلت مكنش قصدي
فصاحت رنا مجددًا : وهما يشغلو واحدة مش عارفة تمشي ليه..... فين المدير اللي هنا؟
سليم : خلاص يا رنا متقطعيش عيشها يعني
سيلا : هي إتكعبلت فعلًا مش قصدها
رنا : مش مشكلتي..... وبعدين هروح أنا إزاي كده.... كلمة أسفة ديه هي اللي هتروحني.... أنا عايزة المدير حالًا
لم يتمالك سيف أعصابه أكثر من ذلك فنظر إلى ميرنا وقال : ديه قليلة الذوق بجد
ميرنا : مش قادرة اسكت
سيف : ولا أنا
نهض سيف ووقف أمام رنا وقال في غضب : تصدقي إنك مستفزة..... البت عمالة تعتذر وتعيط وسليم عمال يقولك خلاص خلاص وإنتي كل اللي على لسانك المدير فين..... هي عشان غلبانة يعني ندوس عليها
نظر سليم إلى سيف الذي يقف أمامه في جسد فتاة.... لم يعرف ما هذا الشعور الذي تخلله فقد شعر بنبض قلبه وكأنه يخبره أنه هنا مازال حي ينبض..... مازال يبحث عن الحب الذي يقتله بنظرياته السخفية وظل ينظر إليها في ترقب وكأنه يفحص وجهها إنش إنش ثم نظرت رنا إلى سيف في غضب وقالت : إنتي مين أصلًا وإيه اللي دخلك في الموضوع؟
أشار سيف إلى سليم وقال : أنا مساعد سل...
قاطعته سيلا وهي تشير له بأن يصمت فهو فقد تركيزه من غضبه فانتبه لما يقول ثم أردف : خطيبة سليم
نظر لها سليم في تعجب ثم قالت رنا : خطيبتك؟!.... اللي أعرفه إنك مش خاطب
كان سليم هايم في وجهها وعندما قالت هذه الجملة شعر بأن هذه الجملة لا تليق إلا بها فنظر إلى رنا وقال : اه.... هي خطيبتي
رنا في صوت مرتفع أمام الجميع : طيب ليه جي تقابلني لو إنت خاطب؟
سليم بحثًا عن كذبة : عشان..... عشان..... ماما مش موافقة عليها وأنا مش عايز غيرها
رفعت ميرنا الهاتف وبدأت تصور ما يحدث فقالت رنا : بجد ضيعت وقتي..... وبعدين لو إنتو عايزين بعض إنت مش صغير عشان تسمع كلام ماما يعني
سيلا : لا إنتي قليلة الذوق فعلًا
سليم : سيف.... ميصحش كده
سيلا : أسف يا مستر سليم..... بس هي بصراحة طايحة في الكل ومش عاملة حساب لحد
رنا : كفاية تهزيق لحد كده..... أنا همشي
ذهبت رنا أما سليم فعينيه مسلطة على سيف الذي يقف أمامه في غضب من رنا.....نظرتها مختلفة.... لا تبدو كفتيات هذه الأيام وأيضًا شديدة الجمال فاقترب منها وقال : طيب يا خطيبتي.... ممكن نتعرف.... أنا سليم هنداوي
ثم مد يده ليصافحها فنظرت له باشمئزاز ثم نظرت إلى سيلا التي تشير له بأن يصافحه فأشار لها بلا فلاحظ سليم نظراتهما فقال : إيه ده هو أنتو تعرفو بعض؟
سيلا : ديه أختي سيلا
ابتسم سليم وقال : طيب ده حلو أوي.... سيلا.... اسمك حلو أوي.... الصراحة كلك زي القمر
شعر سيف بالأشمئزاز أكثر فنظر له في ضيق وقال : إنت عبيط
ثم تركه وذهب فنظر سليم إليها في تعجب ثم عاد النظر إلى سيف في غضب