![]() |
رواية حب مسحور الفصل الرابع بقلم رباب حسين
كانوا يلقبونه "عدو المرأة" الرجل الذي يظن أن الرومانسية مرض موسمي وأن الورد مجرد نبات لا فائدة منه سوى إطعام النحل.... كان يعتقد أن كل العيون الجميلة مؤامرة وكل الإبتسامات خطة محكمة لجره إلى فخ الزواج
لكنها ظهرت..... لم تطرق بابه بل طرقت قلبه مباشرة دون إذن دخول وكأنها تعرف كلمة السر..... من أول نظرة انهارت كل حواجز وبدأ يتساءل : "هل أرسل لي كيوبيد دعابة ثقيلة الدم؟"
فجأة صار الورد فكرة رائعة وصار يتخيل نفسه يكتب شعرًا... رغم أن أخر شيء كتبه كان قائمة مشتريات!.... ولأول مرة لم يعد يخشى الهزيمة فقد قرر أن يخسر كل معاركه شرط أن تربحه هي..... لم يشعر بذاته وهو يتقرب منها كأنه مغيب ملغي العقل مسلوب الإرادة ولكن لم يكن منزعجًا ولكن تفاجأ بحديثها له.... قد ظن أنه لن يُرفض إذا فقط أشار..... فهو سليم هنداوي.... من حاولت الفتيات إصابته بسهام الحب وكان يتفاداها بإحتراف..... من هذه لترفضني؟!.... فتح عينيه في صدمة ونظر إلى سيف الذي يقف أمامه وقد فتح فمه تعجبًا منها فقال سليم له في غضب : ديه أختك؟
سيلا : أيوة.... أختي سيلا
سليم : ديه بتشتمني..... أنا..... بتشتمني
لحق بها سليم وجذبها من ذراعها قبل أن تجلس أمام ميرنا ونظر في عينيها في غضب وقال : إنتي هبلة..... من خمس دقايق وقفتي قدام البنت اللي معايا وقولتلها إنك خطيبتي؟.... أفهم بقى إيه اللي إنتي عملتيه ده؟
سيف : الحق عليا أنقذتك من الجوازة اللي أمك عايزة تدبسك فيها
نظر سليم إلى سيف في صدمة ثم قال : إنت قولتلها؟!
أماءت سيلا بيدها مشيرة بلا في توتر فأردف : حسابك معايا بعدين.... وإنتي.... حلي المصيبة اللي دبستيني فيها ديه
سيف : مصيبة إيه؟! أنا معملتش حاجة
ابتسم سليم متهكمًا وقال : اه والله؟..... صح بريئة
ثم أردف في غضب : رنا هتروح تقول لماما اللي حصل وطبعًا أمي مش هتسكت هتقولي هاتهالي ومخبي عليا ليه وحوارات كتير أوي
سيف : أيوة أعملك إيه برده.... ما تحل مشاكلك لوحدك
سليم : إنتي اللي حطيتيني في المشكلة حليها.... تيجي معايا عندها ونقولها إني إختارتك إنتي تبقي خطيبتي
سيف في غضب : نعم!!.... أنا أتخطبلك؟..... أهوه ده اللي ناقص..... أتخطب لراجل كمان
أشارت له سيلا بأن ينتبه فقال سليم متعجبًا : أمال عايزة تتخطبي لبنت زيك يعني ولا إيه؟..... ما تشوف أختك يا سيف..... إيه العبط ده..... اسمع زي ما أختك بوظت الدنيا تصلحها ولو محصلش إعتبر نفسك مرفوض
سيف : لا لا.... خلاص موافقة..... بس بلاش تطرده
سليم : باين عليها بتحبك أوي
سيف : بحب نفسي أكتر بصراحة
عقد سليم حاجبيه فقال سيف : ما هو.... ما هو بيصرف عليا يعني..... مش بيصرف بيساعدني.... أخويا بقى
سليم : اااه.... طيب هنروح عند ماما ونشوف حل للموضوع ده
ذهب سليم ولحقت به سيلا وسيف وميرنا فأمسك سيف يد سيلا وقال في همس : هنعمل إيه في البلوة ديه؟.... إفرضي أمه وافقت هيتجوزني بقى ولا إيه؟
سيلا : وأنا إيش عرفني..... حد قالك تقول إنك خطيبته قدام البت
سيف في غضب : أعمل إيه
قاطعته سيلا مشيرة له بأن يخفض صوته فقال : ما هو كنت هغلط ملقتش كلام في دماغي..... بقولك إيه أنا مش هعمل الهبل ده
سيلا : بس بقى.... خلينا نحل البلوة ديه..... وبعدين خدت بالك شكله معجب بشكلك راح كلمك على طول..... أكيد ده السحر برده
سيف : اه.... بطني.... معجب بشكلي اه..... أنا هتشل وإنتي مبسوطة معرفش على إيه؟
سيلا : كله من زفتة اللي وراك ديه
ميرنا : وأنا مالي طيب.... هو معجب بيه هو..... أنا مالي
سيف في غضب : بس.... إخرسو متقولوش الكلام ده في وشي
وقف سليم عند السيارة ولاحظ أنهم يتحدثون معًا فصاح في غضب : هفضل مستني كتير؟
سيلا : لا جايين.... يلا بقى
صعدو معه بالسيارة وسيف يقول : يارب أمه ما توافق.... يارب ما توافق
عادت رنا إلى منزلها ووجدت والدها ينتظرها اقتربت منه في غضب وقالت : شفت يا بابي اللي سليم عمله.... بعد ما طنط منيرة قعدت تقولي إعملي كذا وإلبسي كذا وتتكلمي بطريقة كذا عشان تعجبيه وأنا نفذت زي الهبلة طلع في الأخر خاطب وخطيبته جت هزقتني ومشيت
صادق : مش إنتي اللي كل ما تشوفيه تقوليلي أنا معجبة بيه.... جوزهولي يا بابا..... أعملك إيه تاني؟
رنا : تتصرف..... الجوازة ديه مش هتم وأنا اللي هتجوز سليم
صادق : يا بنتي ما أنا عايز كده برده..... أنا شركتي بتضيع وهو الوحيد اللي يقدر يلحقني
رنا : خلاص تتصرف.... كلم طنط منيرة وقولها
صادق : حاضر هكلمها
اتصل صادق بها وأخبرها بما حدث وتعجبت من الأمر ولكن لاحظت دخول سليم فأنهت المكالمة ونظرت له في غضب وقالت : ده إتفاقنا..... تطفش البنات بالشكل ده..... إنت مفيش فايدة فيك هتفضل طول عمرك قارفني في عيشتي
سليم : مطفشتش حد أنا..... كل الحكاية إني لقيت البنت اللي هتجوزها خلاص ثم التفت إلى الخلف فوجدها تجلس على الكرسي متباعدة بين ساقيها كالرجال فنظر لها في تعجب وقامت سيلا بطرق قدمه كي يضم ساقيه فاعتدل في جلسته وقال سليم : أقدملك.... سيلا خطيبتي
نظرت لها منيرة وقالت : ديه؟!.... لا طبعًا
سيف : الحمد لله... أمشي أنا بقى
دفعته سيلا كي يعود مكانه وقال سليم : تمشي فين؟..... ماما أنا مش هتجوز غير سيلا..... يا أما سيلا يا تنسي موضوع الجواز ده خالص
منيرة : لا لا.... وعلى إيه ده أنا مصدقت
ثم همست له وقالت : بس مش ملاحظ إنها غريبة شوية
نظر لها سليم ووجدها تقذف العنب بالهواء وتلتقطه بفمها فقال : اه.... هي غريبة..... بس عجباني..... معرفش ليه يمكن عشان مختلفة عن كل البنات اللي شوفتهم فا لفتت نظري..... عارفة قلبي إتحرك من مكانه كده أول ما شفت وشها.... بس مكدبش عليكي أول ما اتكلمت اتصدمت زيك كده
منيرة : طيب ما بلاش يا إبني.... ديه هبلة
ضحك سليم وقال : هي هبلة فعلًا بس معرفش ليه مش قادر أسيبها زي ما يكون فيها مغناطيس..... والصراحة أنا عمري ما حسيت كده ناحية أي بنت
تذكرت منيرة حديث الساحر عندما سألته " هل أبحث له عن عروس بدايةً من الغد؟" فأجابها : " هي واحدة وهتيجي لحد عنده"
فهمست : معقولة هي ديه؟!
ثم نظرت لها باشمئزاز وقالت : إشمعنة السحر إختار ديه؟
سمعت ميرنا ما قالت فنظرت لها في صدمة فقال سليم : بتقولي إيه؟!
منيرة : ها.... ولا حاجة
سليم : طيب أنا همشي
ثم اقترب من سيف الذي لازال يأكل الفاكهة وقال : إنتي جعانة؟
نظر له سيف وقال : هتغديني؟
ابتسم سليم لها وقال : طيب تعالي نتغدى سوا
مالت ميرنا على سيلا وقالت : سيبيهم يتغدو سوا قصدي سيبي أخوكي يشل سليم وتعالي نقعد أنا وإنتي نتكلم سوا..... سمعت حاجة وعايزة أقولك عليها
أماءت لها سيلا وقالت في ضيق : حاضر..... سيف هيشلني أنا مش هو.... مش عارفة أصلًا بيبصلها بحب كده إزاي وهو بالمنظر ده
ميرنا : هفهمك دلوقتي
نظر سليم إلى سيف وقال : روح إنت يا سيف أنا هخرج مع سيلا
سيلا : لا.... ميصحش يعني
سيف : أيوة طبعًا مفيش حاجة رسمي بينا
سليم : ما هو مش هنروح نتخطب دلوقتي..... خلينا نتكلم مع بعض شوية يعني
ميرنا : خلاص خلاص يا سيف خليهم يروحو
همست لها سيلا : مش ضامن هيعمل إيه معاه
ميرنا : طيب هنروح معاكم يعني ونقعد على تربيزة تانية
خرج سليم وجذبت سيلا سيف من يده بقوة وقالت : إتصرف زي البنات.... إيه العك اللي بتعمله ده؟
سيف : بطفشه
سيلا : ليه؟
سيف : إنتي هبلة.... عايزاني اتجوزه؟
سيلا : إتصرف بعقل بس وبعدين هنشوف حل
زفر سيف وقال : طيب
ذهبو معًا إلى أحد المطاعم وجلس سليم وسيف على طاولة وميرنا وسيلا على طاولة أخرى وأخذت سيلا تراقب تصرفات سيف من بعيد
نظر سليم لها في إعجاب داخل عينيها وقال : إنتي طبعًا عارفة إن لقبي عدو المرأة صح؟
سيف : اه
سليم : إنتي بقى من أول نظرة وقعتيني..... عملتيها إزاى ديه؟
سيف : معملتش حاجة إنت اللي طبيت زي الأهبل
فتح سليم عينيه في تعجب وقال : إيه يا بنتي ده؟
سيف : أنا كلامي كده..... وبعدين جعانة مش فايقة للمحن ده بصراحة
سليم : محن.... لا إنتي غريبة فعلًا
جاء النادل وسألهما عما يرغبا فقال سيف : عايز.... قصدي عايزة ورق عنب بالكوارع
سليم : كوارع؟!
أما ميرنا فقد قصت لسيلا ما سمعت فقالت سيلا : عشان كده أول ما شافني إتهبل..... ده اللي حصل معايا برده.... وبعدين بقى في باللغبطة ديه؟
ميرنا : دلوقتي فيه مشكلة.... تفتكري البوسة بقى لازم تبقى ليكي إنتي وإنتي سيف ولا وإنتي سيلا؟
سيلا : يلهوي....ديه تبقى مصيبة لو هيبوسني أنا..... يعني لازم البوسة تبقى لسيف
نظرت سيلا إلى سيف وصفعت رأسها في صدمة وقالت في شبه بكاء : سيف بياكل ورق عنب بالكوارع
ضحكت ميرنا وقالت : والله عسل
سيلا : عسل اه..... وبعدين خلي بالك يا أختي لا تقعي فيه
ميرنا : إنتي عبيطة يا سيلا؟
سيلا : لا مش عبيطة..... بس إنتي عمالة تبصي لوشي بطريقة غريبة
ميرنا : عشان مش عارفة أنا بكلم مين..... ما أنتي لو مكان هتحسي بحيرتي برده
سيلا : البركة فيكي.... مش ديه عمايلك الهباب
ميرنا : خلاص بقى.... قولتلك ميت مرة مطلبتش كده من شمعان أصلًا
كان سليم ينظر إلى سيف الذي يأكل دون توقف بكلتا يديه أما هو فيأكل بهدوء فقال : شكلك جعانة أوي
سيف : اه مفطرتش
سليم : هو إنتي بتشتغلي؟
سيف : اه.... صحفية..... بكتب في مجلة (....)
سليم : معقول..... ثواني إنتي أخت سيف..... سيلا عامر..... إنتي سيلا عامر اللي عمالة تتكلم على الإشاعات بتاعتي؟!
سيف : مليش دعوى.... إحنا بنكتب اللي المجلة شيفاه مناسب وترند
سليم : فهمت..... يعني عرفتي من سيف حوار البنات فا جيتي عشان تصوري صح؟
سيف : لا مجتش عشان كده.... بس صدفة يعني
نظر لها سليم ولم يتحدث أكثر ثم عاد سليم إلى منزله وطلب منه سيف أن يوصل ميرنا وسيلا.... وصلو إلى المنزل وضربت سيلا سيف بقوة فتألم من يدها وقال : إيه يا سيلا براحة
سيلا : براحة في عينك..... فيه بنت في أول ديت تطلب ورق عنب بالكوارع؟!.... وعمال تاكل بإيدك وخليت منظري زفت
سيف : ما قولتلك بطفشه
سيلا : شكلك عايز تفضل في جسمي على طول
سيف : ليه يعني؟
سيلا : ما إنت لو بتفكر هتفهم.... سليم شكله شارب سحر هو كمان.... مجرد ما شاف وشي وقع فيا.... وبرغم القرف اللي بتعمله ده مكمل برده..... دلوقتي فيه مشكلة ومش عارفين إذا كان المفروض يبوسك إنت ولا أنا
سيف في غضب : نعمممم!.... يبوس مين؟.... لا أنا أفضل في جسمك أحسن..... إنسي الهبل ده
ميرنا : على فكرة مش لازم تبقى بوسة زي ما أنت فاهم
سيف : ليه وإنتي فاكرة إني هخليه يبوس أختي كده أصلًا.... بقولك إيه.... إنتي اللي حطتينا في القرف ده تتصرفي وترجعينا زي ما كنا.... مش إنتي تروحي تعملي مصيبة وأنا اللي أشيلها.... كفاية إني مستحمل كل القرف ده من ساعة ما بقيت كده.... أنا نفسي أستحمى مش عارف.... وكمان حاسس بحاجات مش مفهومة..... تتصرفي والهبل اللي عملتيه ده تحليه
نظرت له ميرنا في حزن فقالت سيلا : خلاص يا سيف إهدى مش كده
سيف في غضب : أهدى إيه.... ده هي السبب في اللي أنا فيه وبقولها تساعدني بتعاملني زي ما أكون خدام عندها..... أنا مش عارف أصلًا إنتي طيقاها إزاي.... ده إنتي المفروض تاخدي نوبل إنك مصحباها
بكت ميرنا وقالت : خلاص بقى كفاية
ذهبت من أمامهما ودخلت غرفتها فزفر سيف في ضيق وقالت سيلا : عجبك كده..... إتفضل روح صالحها
سيف : سيلا أنا مش طايق نفسي
سيلا : ولا أنا.... ولا أنا سهل عليا أبقى كده.... بس أنا بحاول أدور على حل وإنت كل اللي عليك إنك عمال ترمي كل المشكلة عليها وخلاص.... ميرنا عملت كده عشان خايفة عليا.... أنا فهماها أكتر منك.... وبعدين ميرنا ديه أختي ولو سمحت عاملها كويس
سيف : قوليلها هي تعاملني كويس
سيلا : سيف روح صالحها.... وأنا هرجع البيت وبكرة بعد الشغل هاجي عشان نتكلم في العك اللي بيحصل ده..... وياريت لو سليم كلمك ترد عليه عدل لحد ما نفهم المفروض نعمل إيه
سيف : أنا هروح لشمعان ده.... لازم يحل القرف اللي عمله ده
تركها وذهب في غضب