رواية حكاية عمر الفصل السادس والاربعون 46 بقلم رونا فؤاد


رواية حكاية عمر الفصل السادس والاربعون  بقلم رونا فؤاد

صاح عمر بغضب شديد يعنف رجال الأمن : يعني ايه ...

لا زمتكم اييييه لما اي حد ممكن يخرج أو يدخل ومتعرفوش عنه حاجه 

قال المشرف المسؤول بدفاع : يافندم اسمعني ...انا قدام حضرتك فرغت الكاميرات والمدام مخرجتش من البوابه

صرخ عمر بغضب وعنفوان بينما رفض عقله تصديق أنها مفقوده بهذا المكان : اسمع ايييه ....نظر له باستنكار شديد وتابع بعنفوان : اسمع انك بتقولي أنها مخرجتش .... امال هي فين ؟!

قبل أن يفتح الرجل فمه كان يصيح عمر بنبره أمره : انتوا تقلبوا الأرض وتلاقوا مراتي والا قسما بالله ما هرحم حد فيكم 

تنهد الرجل وهز رأسه قائلا : ياعمر بيه بالفعل رجاله 

الامن كلهم بيدور عليها ...بس القريه كبيرة وجايز تكون في أي مكان وهترجع 

نكس رأسه وتابع وهو يشير إلي شاشات المراقبه : ياعمر بيه للاسف المكان له خصوصيته والكاميرات ليها اماكن معينه وقدامنا البوابات وهي مخرجتش منها ....حاول تتصل بيها 

كاد عمر يطبق بعنق الرجل يفرغ به غضبه النابع من قله حيلته وعدم تخيل اين ممكن أن تكون وكل الظنون السيئه تعصف برأسه ويرفض مجرد التفكير فيها ليزم  شفتيه بغضب ويفرك وجهه بضيق شديد سلب انفاسه وهو يتحرك بضياع بسيارته وعيناه لا تترك انش لا تبحث عنها به وهو يحدث نفسه كالمجنون فأين قد تكون قد  ذهبت إن لم تخرج وهو بالأساس استبعد خروجها بعد مشاجرتهم وكان مطمئن أنها ستكون بالمنزل حيث تركها فهي لا تملك أي أموال ليتفاجيء بعدم وجودها ....

ساعات طويله وهو يبحث عنها والجنون لا يفارقه فقط يصيح بكل ما ينطق بكلمه أمامه .....بخوف اتجه الي ذلك الممشي الممتد بلسان داخل البحر لينقبض قلبه ويفكر أن مكروه قد أصابها ...دار حول نفسه بجنون وهو يوم نفسه بأبشع الصفات فلن يسامح نفسه أن حدث لها مكروه وهو تركها بحاله سيئه ...قبض بيده علي السور الخشبي وعيناه تنظر بنظرات مشتته الي امواج البحر المتلاطمه ....لا ...ستظهر وسيجدها وسيركع اسفل قدمها طالب العفو...لن يضايقها وسيفعل ما يرضيها ...وعود كثيره ظل يرددها وعيناه لا تفارق النظر إلي تلاطم امواج البحر بنظرات كسيرة يطلب فقط رؤيتها مجددا وقد بدأت قوته المزعومة بالانهيار فوجد نفسه 

يجلس بيأس وإرهاق علي الأرض ويمسك بهاتفه : سيف ! 

: سيف انا محتاجلك 

بقلق دب في اوصاله هب سيف من مكانه لسماع نبره أخيه : عمر  .....مالك ياعمر  ..... في ايه ؟!

قال عمر بضياع : وسيله ياسيف ......مش لاقي وسيله 

ضيق سيف عيناه بعدم فهم : يعني ايه ؟!

قال عمر بكلمات متعلثمه : يعني مش لاقيها .....رجعت البيت ملقتهاش ....دورت في كل حته عليها بس مش لاقيها ....تهدجت أنفاسه وهو يتابع بيأس : مش عارف اعمل ايه ياسيف !

قال سيف سريعا بما فكر به عقله : دور عند اهلها 

قال عمر بشتات وهو يغرس أنامله بخصلات شعره : مخرجتش من البوابه  .....هتخرج ازاي وهي مفيش معاها فلوس .... انا زعلتها وسبتها لوحدها ....انا خايف يكون حصل لها حاجه !

لم يفهم سيف شيء من جرعه المفاجآت التي فجرها عمر وكأنه يفتح أمامه بئر اسرار فماذا تفعل معه وسيله وعن اي منزل يتحدث وماذا حدث ولماذا تركها وحدها .....ليقول بتشتت : طيب انت فين ....

انا جايلك علي طول ! 

بالفعل قطع سيف الطريق بسرعه غاشمه وكلمات عمر تدور في رأسه ....لا يفهم شيء فماذا فعل اخيه أكثر بتلك الفتاه ! 

نظر عمر الي أخيه وهو يهدل كتفيه : مش عارف اتصرف ياسيف حاسس اني زي المشلول 

قال ايهم وهو يحك ذقنه بينما بنفس السرعه كان يصل الي عمر بعد أن اتصل به  : هنلاقيها 

نظر إلي صديقه وسأله عن التفاصيل : انت زعلتها 

نكس عمر رأسه ليتنهد سيف بحنق وهو ينظر إلي اخيه هاتفا من بين أسنانه : انطق عملت ليها ايه 

قال عمر باقتضاب وهو يتجنب النظر إلي نظرات الاتهام بعيون أخيه : اتخانقنا ! 

هتف سيف بغضب مستنكرا : وانت اصلا بتعمل ايه هنا .....ايه اللي انت بتعمله ده  .... واخدها هنا وعايش من ورانا كلنا لا وكمان كنت بتسيبها هنا لوحدها !

نظر ايهم الي سيف برجاء أن يخفف من وطأه غضبه فحاله عمر بالفعل سيئه وغير ذلك هم بحاجه الي التركيز في البحث عن الفتاه 

ليرفض سيف أن يهدأ ويتابع تعنيف عمر : مستني ايه عشان تقول لابوك ....واخد البنت ومعيشها زي عيشقتك ليه 

نظر عمر الي سيف هاتفا : متقولش عنها كده وسيله مراتي وانت عارف 

واجهه سيف بنظراته الغاضبه : يبقي تتعامل معاها علي الأساس ده و تقول لابوك وللدنيا كلها 

خفض عمر عيناه وقال بثقل : مش قادر 

رفع سيف حاجبه باستنكار : نعم 

اوما عمر قائلا : اللي سمعته ....كل ما اجي أقوله تحصل حاجه ومقدرش ...ابوك مش هيتحمل يعرف حاجه زي دي وانت شايف  حالته ! 

رفض سيف سماع ذلك العذر الواهي بينما مهما تكون صعوبه الموقف إلا أنه عليه تحملها ليهتف بامتعاض : من أمتي ما طول عمرك بتعمل مصايب وبتقولها 

قال عمر بغصه حلق وهو يدافع عن علاقته بوسيله : يمكن عشان جوازي من وسيله مش مصيبه عملتها ....يمكن عشان اختياري لها ده احسن حاجه انا عملتها وخايف أن كلهم يحكموا عليها انها مصيبه تانيه عملتها عشان بس  انا اللي اخترتها ! 

هتف سيف بغضب وهو يندفع ليمسك ذراع أخيه معنفا : والبنت ذنبها ايه ...ذنبها ايه تخليها واحده تعرفها في السر ..! 

تدخل ايهم ليبعد سيف عن عمر قائلا : اهدي ياسيف...مش وقته خلينا ندور علي البنت الاول 

نظر سيف الي ايهم بغضب : وبعد ما يلاقيها هيعمل ايه ؟!

صاح عمر بضيق من تعنيف أخيه له : الاقيها الاول بس ياسيف .....نظر له باتهام اناني وتابع وهو يخص نفسه فقط :  انت جاي تديني محاضره ولا تقف جنبي ياأخي !

تواجهت نظرات سيف بنظرات عمر لينظر إليه بخزلان بينما لا يتوقف للحظه عن إظهار نفسه بدور الضحيه فقط حتي لا يتهمه أحد ويواجهه بعواقب أفعاله التي يرفض تحملها ومن يعرفه أكثر منه ...فهو أخيه ويحفظ طباعه عن ظهر قلب فيعرف أنه بمجرد ايجاد الفتاه لن يحرك ساكنا بل سيتمادي أكثر بتصديق عذره الذي يتهرب منه من المواجهه مع أبيه لذا سدد له نظره غاضبه اخيره ثم أولاه ظهره واتجه الي سيارته التي أوقفها علي جانب الطريق ....نظر عمر الي ظهر أخيه باستنكار وتشعشعت نظرات الخزلان بعيناه وهو يقول بعدم تصديق أن أخيه سيتركه : هتمشي وتسيبني ياسيف  

اوما سيف دون النظر الي أخيه حتي لايري تحامله علي نفسه وهو يقسو عليه بعدف أن يجعله يتحمل نتيجه أفعاله بينما بداخله انتوي البحث عن الفتاه 

: واضح انك عارف بتعمل ايه كويس ...ده موضوعك اتصرف فيه زي ما انت شايف 

التفت إليه وكسي نبرته بالبرود وهو يتابع : انت ضابط وتعرف تتصرف ....شوف ايه اللي بيحصل في الحالات دي واعمله ...روح اعمل محضر 

تغضنت نبره عمر بالخزلان من أخيه ليقول : ماشي ياسيف ....هعمل محضر طالما انت شايف كده ....هعمل محضر وأحط اسمها فيه وياعالم هيتقال عنها ايه !

فرك ايهم وجهه بضيق شديد بينما ارتسمت تلك الابتسامه الشامته بعيون سيف وهو يعود بخطواته وينظر بعيون عمر قائلا : شوفت بقي أن لكذبتك عواقب ....شوفت أن حاجه زي دي مستحيل تستخبي ....احتدت نبرته وهو يتابع باتهام حاد : شوفت انك مفكرتش فيها كل الوقت ده وكنت بتفكر بس في نفسك مع انك بتقول بتحبها 

ضاقت انفاس عمر من حصار أخيه له ليقول بضيق شديد : هقوله ياسيف.. هقوله 

ارتاحت ملامح سيف ليسأل أخيه : امتي ؟!

هتف عمر بضيق : الاقيها الاول ياسيف وهقول لابوك علي كل حاجه 

اوما سيف قائلا: يلا تعالي 

نظر له عمر باستفهام : نروح فين 

قال سيف : عند اهلها 

هتف عمر بضيق : قولتلك مخرجتش ...يبقي اروح لأهلها اعمل ايه 

هتف سيف من بين أسنانه : خرجت زي ما خرجت ....انا متاكد انها راحت لأهلها

شاركه ايهم نفس التفكير : سيف عنده حق ...اكيد راحت لجدتها 

وضع عمر يداه علي وجهه بضياع بينما هذه حقيقه أخري يجب أن يخبرهم بها وهي أنه أبعدها عن جدتها فلو حتي أرادت الذهاب لها فلا تستطيع ....نظر إلي ايهم وأخيه استعدادا للحظه الحقيقه التاليه ولكن رنين هاتفه بتلك اللحظه اوقفه ليجيب بلهفه ما أن رأي رقم طلعت : الو 

تنهيده حاره انفلتت من صدره وهو يطمئن اخيرا عليها بعد مقدمه طلعت الطويله ليغلق الهاتف قائلا: انا جاي علي طول

نظر له سيف باستفهام : مين بيتصل ؟!

قال عمر متنهدا وهو يسرع بخطواته الي سيارته : ده جوز امها 

......لقيتها وهروح اجيبها 

أوقفه سيف ممسكا بذراعه : وبعد ما تجيبها هتعمل ايه ؟! هتاخدها وتروح تقف قدام ابوك تعترف بكل حاجه 

قال عمر بتسويف وهو يبعد يد أخيه عن ذراعه : 

لما اجيبها الاول ياسيف هبقي اشوف هعمل ايه 

مجددا نفس النظره الحانقه سددها سيف لأخيه الذي أدرك أنه لن يفعل شيء 

لينظر له بحنق ويقول بتهديد : لو معملتش كده انا هعمل كده وهقول لابوك علي كل حاجه 

تجاهل عمر تهديد أخيه واتجه الي سيارته لينظر له سيف بحنق ويدخل الي سيارته هو الآخر كما فعل ايهم الذي قال لعمر قبل أن يغادر : 

اخوك بيتكلم صح يا عمر ....انت فتحت صدرك ووقفت وقولت هتجوزها غصب عن الكل يبقي تنفذ كلامك وتقول للكل 

هتف عمر بضيق متنمرا: ايهم مش ناقص نصايح مش هتعمل انت كمان زيه 

نظر له ايهم رافعا حاجبه : امال عاوزني اعمل ايه .....عاوزني اسكت واقولك كمل في الغلط 

هتف عمر بعنفوان احمق : عاوزك انت وهو قبل ما تتكلموا تحطوا نفسكم مكاني ....نظر إلي صديقه بحنق وتابع : انا غلطان اني كلمتكم ....جايين تهاجموني وتدوني محاضره 

رفع ايهم حاجبه باستهجان : انت فعلا غلطان بس مش عاوز حد يقولك كده ....عموما براحتك ياعمر 

خليك كده طالما الحال عاجبك ..! 

هتف عمر بحنق وهو يغلق باب سيارته وينطلق بها  رافضا أن يكون موضع نقد : عاجبني ! 

..........

....



ككل صباح تتحرك سندس من هنا الي هناك خلف بنات زوجها ووالدته وحتي زوجها نفسه الذي لا تنتهي طلباته تعد الأفطار ...تجهز ملابس... تعطي دواء...

تفعل كل هذا بأليه اعتادت عليها لسنوات دون أن تتوقف وتسأل نفسها لماذا تفعلها !

فقط تعمل كالاله ولا تدع عقلها يفكر أو قلبها يشعر بغضاضه فهي من اختارت وهي من قررت أن تبقي بهذا الزواج وكلما راود الضيق قلبها ألقت اللوم علي زوجها السابق والد ابنتها فلولا شكه بها لما كانت هنا وكانت ابنتهم بينهم فهو من مزق الوصال بينهم ومحي اي طريق للعوده بمافعل وتركها لرجل اخر أظهر أمام الجميع أنه يثق بها أكثر من زوجها ووالد ابنتها ! 

سنوات لم تتوقف عن لومه كما توقفت عن التفكير في حياتها التي أصبحت ملك لهذا الرجل وبناته ووالدته ردا لجميله معها ...ارتشفت القليل من كوب الشاي الذي برد ككل صباح ولكنها بكل الاحوال تشربه بنفس الاليه التي لا تتغير

: سندس 

التفتت الي طلعت الذي قال وهو يلتهم قطعه من الساندويتش الذي بيده ويلوكها بين شفتيه متساءلا : وسيله صحيت ؟

هزت راسها وارتشفت المتبقي من كوبها 

ليقول بتلقائيه وهو يضع امامها الطبق الفارغ بعد ان انهي ما بقي من الساندويتش: طيب صحبها يلا عشان عمر جاي !

التفت سندي إليه باستفهام بينما لم تستسيغ ما نطق به : عمر !

اوما ببساطه كافيه لاصابه من أمامه بجلطه : اه اصل انا كلمته وقال جاي 

عقدت سندس حاجبيها ونظرت إليه والي تلك الكلمات التي خرجت من فمه بتلك البساطه بينما طلعت انهي حديثه واتجه ليفتح الثلاجه ويخرج منها زجاجه مياه القي نصفها بفمه ثم اغلقها ووضعها علي الطاوله الرخاميه 

بينما يتابع :  طبعا كلمته... باين اوي أنهم متخانفين هز كتفه وتابع : وتلاقيها كمان سابت البيت وانا طبعا مش هسكت...روحت كلمته اول ما صحيت وهو قالي أنه جاي علي طول 

قبضت سندس علي الكوب الفارغ بيدها وهي تسأله من بين أسنانها وهو يأخذ دور ليس دوره : عملت كده ليه يا طلعت مش كنا نفهم منها الأول مش جايز مزعلها 

قال ببرود : ومعني كلامي معاه ايه ....يجي يراضيها 

هتفت سندس بحنق : وهو احنا كنا عرفنا زعلانين ليه 

ضحك بسماجه وقال بلا مبالاه :  اهو جاي وهنعرف يلا بقي صحيها وقولي لها أن عمر جاي 

هزت سندس راسها وقالت بينما تحدث نفسها : جايز تزعل وتحس اننا استتقلنا قعدتها 

قال طلعت باستهجان : تزعل من ايه ....وبعدين ايه الكلام الماسخ ده؟.... دي زي بنتي وانا محبش تكون متخانقه مع جوزها واسكت 

رمشت سندس بعيونها بامتعاض بينما لا يتوقف عن حشر نفسه بكل شيء اسفل نيته البريئه التي يبديها بينما تدخله هذا بحياه الآخرين شيء سيء ومكروه حد المقت

دخلت سندس بتردد الي غرفه وسيله بعد أن وجدت أنه لابد من اخبارها لتقترب من فراشها وتمد يدها برفق تمررها فوق ظهرها وهي تنادي اسمها : سيلا 

هبت وسيله من نومها تأن بألم ما أن لامست يد والدتها ظهرها لتشهق سندس وتنظر الي الالم الذي ارتسمت علي وجه ابنتها بقلق هاتفه وهي تضم يدها إليها بينما كل ما فعلته هو مجرد لمسه : ايه يا وسيله مالك يا حبيتي انا بصحيكي 

تمالكت وسيله نفسها وهي تتحامل علي هذا الوجع الذي شعرت به بظهرها وهي تعتدل جالسه لتقول :  مفيش

انا بس اتخضيت 

اومات سندس وربتت علي يدها برفق قائله : حقك عليا 

نظرت لها بحنان وتابعت : انتي عامله ايه دلوقتي ؟! 

اومات وسيله وهي تمرر باطن كفها علي وجهها :  الحمد لله

نظرت سندس الي ابنتها تتأمل ملامحها التي تشبه ابيها وخاصه تلك العيون ذات اللون الصافي ومجددا تلتهب حراره العتاب فهو من فعل هذا بهم ومزق شملهم ولم تفكر مره ان تلوم نفسها انها لم تتغاضي عن خطأه بحقها من اجل ابنتها بينما اختارت بعنفوان كرامتها وقتها ولم تكن تعرف أنها ستقدم تنازل يلو الاخر الان فلو عرفت لكانت تنازلت وقتها من أجل ابنتها !

رفعت وسيله عيناها إلي والدتها لتري هذا الحنان الذي تفتقده ولم تتردد سندس في سؤالها بحنان:  مالك يا حبيتي ...عمر زعلك ؟!

بلا تردد اومات وسيله وهي تخرج تنهيده حاره من صدرها تبعها حديث بكلمات مشتته وهي تتحدث بما غلب تفكيرها :  مش عارفه هو اتغير ولا كان كده وانا مكنتش شايفه ...عمر .... طيب بس اللي عمله خلاني اتفاجأت ومش عارفه أفسر سبب تصرفه 

بترت باقي جملتها وانطلقت زفره ضائقه من شفاه سندس ما أن استمعت لصوت زوجها وهو يطرق الباب :: سندس لحظه وكان يغتح باب الغرفه ويقف أمامه لتهتف سندس 

بضيق واضح :  في ايه يا طلعت ؟!

قال طلعت وهو يتجاهل نبره زوجته بينما يرسم ابتسامه تجاه وسيله : صباح الخير يا وسيله

اومات وسيله له بابتسامه باهته سرعان ما تلاشت بينما استمعت إليه يتابع : يلا قومي عمر جه برا 

خزلان وبؤس ارتسم بعيون وسيله التي نظرت إلي والدتها بعتاب شديد والتي حاولت أن تبرر بتعلثم : اصل عمك طلعت ...يعني كلمه عشان يطمن عليكي 

بإشارة من يدها اوقفتها وسيله عن نطق اي تبرير لا تحتاج إلي سماعه لتمتن سندس فهي لا تجد أي تبرير لتركها زوجها يتدخل بكل شيء في حياتها حتي أنها لا تجد بضع دقائق تنفرد بهم مع ابنتها التي ابتعدت عنها سنوات 

تابع طلعت ببرود وسماجه : 

يلا يا سندس يلا يا وسيله جوزك برا 

حاولت سندس أن تقول شيء تتهرب به من عتاب نظرات ابنتها :   انا جبتلك طقم من هدوم نيفين عشان تغيري هدومك يلا قومي  يا حبيتي وانا هجهز ليكي الفطار 

هكذا تمضي وتمر فوق الموقف وهي تتهرب من عتاب عيون ابنتها التي بقيت علي جلستها تفرك وجهها وعيناها تمنعها من إطلاق العنان لتلك الدموع التي شقت طريقها خلالها فهي لم تجرب شعور الخزلان من والدتها لاول مره ويجب أن تكون قد اعتادته فلماذا تبكي ....الشيء الوحيد الذي عليها أن تبكي من اجله هو شعور الخزلان الذي اذاقته لمن كبرتها وتولت رعايتها ووقفت بجوارها دوما وكانت سند لها دون أن تطلب ..جدتها ! 

لترفع عيناها تجاه والدتها وتوقفها قبل أن تخطو بتهرب خارج الغرفه وفقط تسأل سؤال : تعرفي مكان تيته ؟

التفتت سندس ببطء وهي لا تفهم معني سؤال ابنتها لتردد : مكانها ؟! 

نكست وسيله عيناها بخزي وهي تردد بصوت متحشرج بالدموع : معرفش عنها حاجه ....باعت البيت ومعرفش راحت فين 

بعدم فهم ممزوج بالتعلثم قالت سندس : باعت البيت ليه وراحت فين ...هي مش ...قاطع حديث سندس صوت طلعت الاجش بينما استمع لما دار بين زوجته وابنتها قائلا : باعت البيت من غير ما تديكي حقك وورثك !

مزج نبرته بالسخرية المقصوده وهو يتابع : طبعا ما صدقت خلصت منك وجوزتك عشان تاخد حقك ! 

تجهمت كل ملامح سندس بينما لاح الانزعاج والغضب علي ملامح وسيله التي هبت من مكانها وهتفت بصوت غاضب مندفع : انت ازاي تتكلم عن تيته كده ..!

تعلثمت سندس بتوتر : اهدي يا وسيله عمك طلعت مش قصده 

هتفت وسيله بغل وحقد: ده مش عمي ولا يقرب ليا اس حاجه الا انه جوزك !

رفعت اصبعها إمام وجه طلعت وتابعت بتهديد : اياك ..اياك تجيب سيرة تيته بحاجه وحشه مره تانيه !

توقعت سندس ثورة من طلعت ولكنها وجدته قد ابتلع غضب وسيله وتهديدها له قائلا بهذا الوجهه البارد : ماشي يا وسيله حاضر يا بنت الاصول مش هجيب سيرة الحاجه بأي حاجه ...هز رأسه وتابع : انا اصلا غلطان اني خايف علي حقك وبتدخل ...تبيع تشتري انتي وهي حرين مع بعض ..!

انهي جملته البليغه ظنا منه أنه كالعاده في موقف الرجل الشهم واتجه الي الخارج لتسحب وسيله نفس عميق وهي تغمض عيناها بينما صدرها ظل يعلو ويهبط للحظات ووالدتها واقفه مكانها كالصنم لاتقول او تفعل شيء ...فقط تنظر بسلبيتها المعتاده 

تمهلت وهي ترفع يدها تجاه كتف ابنتها والتي لم تكد تمد يدها ناحيتها حتي ابعدتها وسيله عنها بجفاء فهي لا تريد مواساه زائفه ! 

عاد طلعت الي حيث جلس عمر بغرفه الصالون ليدخل مهللا : يا اهلا اهلا 

نظر إلي عمر وتابع بود زائد : ها فطرت ولا لسه ؟!

قبل أن يقول عمر شئ وهو بالأساس لا يريد قول شيء فقط يريد رؤيتها كان طلعت يتابع بنفس الود : 

شكلك لسه مفطرتش .....علي صوته نسبيا وهو ينادي : سندس فين الفطار 

التفت الي عمر مجددا وتابع : سندس هتجهز فطار إنما ايه .... هتاكل صوابعك وراه

اكيد بقالك كتير مفطرتش فول بيتي ....دي حماتك بتعمله بنفسها وهيعجبك اوي 

قال عمر باقتضاب بينما لا يتحمل البقاء لحظه أخري أمام هذا الرجل :  متشكر انا فطرت 

قال طلعت ضاحكا بود : تفطر تاني وماله ..... نظر إليه بطرف عيناه وتابع بمكر وكأنه يخبره أنه يعرف بكل شيء : واهو بالمره تقولي زعلتها ليه ..!

تحركت عضلات فك عمر بتوتر بينما مرور تلك الليله عليه كانت من أصعب الليالي وهو يكاد يجن بحثا عنها واعصابه لا تتحمل المزيد من مراوغات هذا الرجل الذي تابع متنهدا : وسيله دي زي بنتي بالضبط واي حاجه تزعلها تزعلني وانا قولتلها أن أي موضوع بينكم يتحل واني هكلمك بنفسي واحلى الموضوع 

نظر إلي تشنج عضلات فك عمر الذي كان يستمع بصمت ليتابع بخبث : انا بعمل كده دايما مع نيفين وخطيبها ....امال..!

ماهو ده دور الأب وانا مكان ابو وسيله الله يرحمه 

نظر إلي عمر وتابع : طيب تعرف دي نيفين شدت كده مع خطيبها من كام يوم ...انا طبعا مسكتش وفورا كلمته اسمع منه الاول ...ضحك بسماجه وتابع : وطلع موضوع عبيط 

تبادل عمر معه النظرات وكما توقع كان هناك شيء خلف تلك المقدمه الطويله وسرعان ما كان طلعت يدخل بصلب الموضوع الذي به صالحه : بيتخانقوا علي تجهيزات الشقه نظر إلي عمر وتابع بمكر : الا قولي ياعمر يا اابني هو انتوا بتتأخرو في تسليم الشقق ليه !

ضيق عمر عيناه ونظر الي طلعت ولكن جائت اللحظه بما لا يشتهي حينما خرجت وسيله والتي جاءت قبل أن يتابع طلعت طلبه من عمر 

نظر عمر الي خطواتها تجاهه التي كانت بثقل الحزن الذي اثقل كاهلها بهذا اليوم الذي فقط مر عليها 

كانت عيناها تنظر إلي الأرض فلم تلتقي بعيون عمر الذي التهمتها عيناه باشتياق واراد فقط أن يركض ويضمها إليه يطمئن قلبه أنها هنا أمامه بالفعل لعل نبضاته تهدأ 

ولكنه تمهل وبقي مكانه واقفا يتطلع إليها 

قال طلعت بسماجه لدي رؤيته لوسيله : ادي الجمل وادي الجمال... ها بقي زعلانين من ايه 

نظر إلي وسيله وتابع : مستحيل عمر يكون مزعلك تلاقي انتي بتدلعي يا سيلا 

ابتلع عمر ونظر الي وسيله بخجل بينما أدرك أنها لم تخبر أحد بشيء مما حدث بينهم ليسود الصمت وسرعان ما كان يقطعه طلعت بينما يقول : 

فين يا سندس الفطار ؟

علي مضض قامت سندس ليقول عمر  : مفيش داعي احنا هنمشي 

هز طلعت رأسه سريعا وهو يمسك يد عمر : لا تمشي ايه 

....ده انتوا هتتغدوا معانا كمان 

اشار الي زوجته قائلا : يلا قومي ياسندس جهزي الفطار علي ما اكمل كلامي مع عمر 

بقله لياقه كان يتجاهل وقوف وسيله أو بالاحري أمام صالحه لم يراها بينما ينظر إلي عمر قائلا : ها بقي كما بنقول ايه ....ااه 

كنت بسألك هو انتوا بتتاخروا في التسليم ليه ... 

اصل نيفين هي وخطيبها طلبوا شويه تعديلات في الشقه وقالوا هتاخد وقت ...مع انها حاجات بسيطه يعني 

رفع من صوته وهو ينادي : سندي .....هاتي كده صور النموذج بتاع شقه نيفين 

تابعت وسيله بنظرات محتقره ثقل خطوات والدتها التي خرجت من المطبخ واتجهت الي أحدي الغرف بأليه تنفذ ما قاله زوجها الذي لا تصفه كلمه الا الدناءه بكل شيء فهو متدني بأخلاقه وطبعه لتتشبع نظرات وسيله لاول مره بالحقد تجاه والدتها التي تخلت عن ابيها بكل طباعه الحسنه بسبب غلطه ورضيت بأن تكون مع رجل كهذا لايتوقف عن الأخطاء 

أدارت وجهها و نظرت إلي طلعت بغل وغيظ وبنفس الوقت احتقار حاولت أن تخفي بهم الحزن الذي مليء قلبها وهي مضطره أن تمسك بيد من جرحها بينما ليس امامها سواه ....ليتفاجيء عمر بها تتقدم بخطواتها تجاه الباب متجاهله نداء طلعت : ايه يا وسيله انتي رايحه فين ؟! 

لم تقل وسيله شيء بل فتحت الخزانه الموضوعه بجوار الباب وأخرجت منها حذاءها وانحت لترتديه 

قام عمر خلفها بلا تفكير وهو الاخر تجاهل نداء طلعت : 

علي فين ياعمر ..لسه هنفطر ونكمل كلامنا 

وجد عمر بنفسه القليل من التهذيب بينما يقول : شكرا مفيش داعي ...ولو علي موضوع الشقه 

قاطعته وسيله التي لم يكن لديها صبر ولا تهذيب عمر بينما تعتدل واقفه وتنظر الي طلعت بسخريه جارحه : لو علي موضوع الشقه فأعتقد عمر مش مقاول التشطيب ...اتعب نفسك شويه وروح اسألهم علي اللي انت عاوزه  

نظرت له من أعلي الي اسفل وانصرفت كالعاصفه ليقول عمر باعتذار :  معلش يا أستاذا طلعت هبقي اكلمك ونشوف الموضوع... بعد اذنك 

قال كلمته و اندفع خلف وسيله بينما صفق طلعت الباب بغضب هاتفا بسندس التي خرجت ركضا تتساءل : وسيله مشيت 

اوما طلعت بحنق  : شايفة بنتك 

نظرت له سندس باستفهام : عملت ايه ...؟! 

هتف بامتعاض : كلمتني بمنتهي قله الذوق....زفر بضيق وتابع :  يلا ماهي نسيت اني السبب في الجوازه دي اصلا ... كان زمانها  قاعده جنب جدتها اللي اكلت حقها 

...........

...

بصمت وعيون حزينه استندت وسيله برأسها الي نافذه السياره وعمر لم يجرؤ علي نطق شيء يخترق به صمتها الذي يدرك أن صدي انفجاره لن يكون شيء امام ما فعلته مع زوج والدتها ....

يريد الاعتذار ولكن عيناها لا تمنحه تلك الفرصه لذا تركها وقاد بصمت إلي أن وصلوا الي المنزل ....توقع أن تثور ..ترفض الدخول الي المنزل ولكنه وجدها تنزل من السيارة ما أن توقف وتتدخل بنفس الصمت 

ليتركها تسبقه للداخل ويقف مكانه يرتب ماذا يمكن ان يقول ويبرر به ما تستحقه من ترضيه !

سخرت من نفسها وهي تنزع ملابسها فعل توقعت أن تقف والدتها معها أو علي الاقل تسمعها وتسدي لها نصيحه تعمل بها في موقف كهذا تتعرض له لاول مره ولا تدرك ماذا تفعل به ...؟! ماذا توقعت الا نفس السلبيه والخزلان ...!

وقفت مطولا اسفل المياه تبكي لتفرغ الحزن من داخلها لتتلمس يدها ظهرها بألم فتشعر بهذا النتوء به متورما وهي تحيط جسدها بالمنشفه ومجددا تخونها دموعها وهي تشعر بالشفقه علي نفسها للحظات قبل أن تتحلي بالقوة وتخرج 

اصطدمت عيناها بعيناه التي ارتسم بداخلهم الندم وهو واقف بانتظارها بينما لم يعد يحتمل الصمت ويصدر رحب وقف يستقبل عاقبه أفعاله كما اعتاد ولكنه لم يعتاد أن يكون الندم رفيقه الا امامها 

ليقترب منها ويقول بصوت متحشرج : وسيله 

اولته ظهرها وهي تغمض عيناها التي لمعت بها الدموع الحاره ليقترب عمر منها ويتابع بأسف : انا مش عارف عملت كده ازاي ....غيرت واتجننت ومحستش بنفسي ..انا عصبي وعصبيتي بتتحكم فيا وغصب عني طبعي غلبني لما غيرت عليكي .....

مكنتش اقصد اسيبك بس ...بس ..لم يجد مبرر ليتجاوز عن التبرير ويتابع بأسي : انا رجعت عشان اصالحك لما فوقت 

وسيله انا بحبك وعمري ما تخيلت اني أاذيكي ....عارف اني مؤذي بس انتي اخر واحده ممكن افكر اني اأذيها ..! 

سالت وسيله نفسها عن ايهما يتحدث .؟

يتحدث عن أي اذي تسبب لها به ...الاذي النفسي ام الجسدي ام كلاهما ؟! 

التفتت له ببطء ليري احتقان عيناها الحمراء بالدموع بينما انفرجت شفتيها وهي تقول بعتاب مرير : بس انت اذيتني ياعمر !

عادت لتوليه ظهرها وهي تترك المنشفه التي تحيط جسدها لتسقط أرضا وتريه ما فعله بها ليتجلي الالم بوضوح علي ملامحه وكأنه تلقي مائه صفعه وهو يري اثار وحشيته بتلك الكدمات التي ارتسمت فوق ظهرها 

ليهدر الخجل بكل دماءه وهو يواجهه نتيجه فعلته وتطاوله عليها بينما لم تفعل شيء ولكن غيرته هي من تحكمت به لسابقه ماحدث مع ريم فأصبح الشك يراوده ويتحكم به !

ابعد عيناه عن النظر إلي ظهرها وانعقد حاجبيه بكراهيه لنفسه ولم يدرك للحظه ماذا يفعل ليخفف عنها لذا كان كالطفل الذي يلقي نفسه بحضن والدته لعل احتضانه لها يترجم اعتذاره لذا سرعان ما أحاط جسدها بجسده يحتضن ظهرها وكأنه يطبطب علي جروحه وينطق بكلمات الاعتذار ...انا اسف ...سامحيني ...غصب عني الغيرة عمتني .....سيلا انا بحبك بجنون بقي بيتحكم فيا سامحيني ! 

..........

....

نظرت نور الي ابنها الذي هدر بحده وانفعال ردا علي سؤالها ماذا اوصل الأمور الي تلك الحال : هو السبب ....اللي عملته كان انسب رد علي عاصم السيوفي 

احتقن وجهه بالغضب بينما يتابع : متوقع مني اقف ساكت وهو رافع عليا قضيه طلاق ...كام لازم ارد !

لاحت خيبه الامل بعيون عدي الذي نزل علي صوت ابن أخيه ليقول باستنكار : انت بترد علي ابوها وأبوها بيرد عليك ومحدش فيكم شايف البنت اللي بتتطحن وسطكم 

التفت مراد الي عمه الذي نظرت له نور بامتنان أنه يتحدث بالمنطق والعقل ليقترب منه عدي ونظرات الاستهجان تلوح بعيناه بينما يتابع : ايه يامراد هي حرب ولا لعبه مين يكسب ومين يخسر انت ولا عاصم السيوفي ....يا ابني بيتك بيتهد في النص !

تنهد سيف الذي وصل قبل لحظات وركز نظراته علي ملامح ابنه ليقرء رد فعله علي كلمات عدي العقلانية وما كان منه إلا أن رد بغرور : بيتي هيفضل زي ما هو لو بس الراجل اللي اسمه عاصم بعد عن حياتنا 

احتدت نظرات نور وهتفت به بامتعاض بينما لا يتنازل للحظه عن غروره الاحمق : عاوزه يسيب بنته تتبهدل وتتهان ويقف يتفرج ...ده انت مش اكتفيت انك مديت ايدك عليها وضربتها بالقلم لا كمان رايح بيت اهلها تتطاول عليها ...انا ربيتك علي كده ؟! 

رفض مراد أن يكون موضع نقد أمام الجميع بينما لاحت نظرات الامتعاض بعيون عدي وهو يستمع من نور الي ما فعله مرددا : ضربت مراتك ! 

زفر مراد بغضب واندفاع هاتفا :ضربتها عشان كانت تستاهل ...تطاولت عليا وكان لازم افوقها وقدامك كانت  ساكته وراضيه وجت هنا ومرضتش تدخل ابوها في الموضوع عشان عارفه أنه هيحشر نفسه ويعمل نفسه حامي الحما ....لم يكمل جملته بل ماتت علي شفتيه باللحظه التي دفعه بها عدي بعيدا وكان يتوقف أمام سيف الذي بلا تفكير رفع يداه ينتوي صفع ابنه بينما لا توجد كلمات قادره علي إيقافه الا رد إهانته باهانه مماثله ...نظر مراد الي ابيه بعدم تصديق : عاوز تضربني يا بابا 

اوما سيف ونظر الي ابنه بغضب : عشان انت قليل الادب ومغرور 

احتدت نظره مراد : كل ده عشان بقول الحقيقه 

هتفت نور بامتعاض : حقيقه ايه ...حقيقه انك بتقلل من مراتك قدامنا وتقول ساكته وراضيه بالاهانه ....حقيقه أنها غبيه وسكتت وانت اتماديت 

زفر مراد وصاح بانفعال شديد بيننا يعجز عن إيصال ما يريده : احنا حرريين ...حياتنا وهي راضيه بها وانت كمان ....حياتنا اللي اتقلبت لما ابوها أتدخل فيها واهو قدامكم مع أبسط حاجه حصلت رفع قضيه 

نظر إلي والدته وتابع : بقي هتسكت اني ضربتها ومش هتطلب الطلاق وتيجي عشان بس شديت دراعها تطلبه ...فهمتي بقي أن ده كلام ابوها مش كلامها 

وقف سيف وعدي مكانهم يتابعون حديث مراد الذي اقتنع به بلا ادني تفكير واعماه عن رؤيه اي حديث آخر لذا حديثهم بلا فائده 

لينظر سيف الي ابنه بتشفي وغموض وهو يردد : قريب اوي هتسمع منها كلامها هي مش كلام ابوها ...!

قبل أن ينظر مراد الي ابيه باستفهام كان سيف يغادر وكذلك تبعه عدي لينظر مراد الي نور يحاول أن يعتذر عن علو نبرته  : ماما انا اسف اني عليت صوتي بس ...قاطعته نور وهي تبعد يده من فوق ذراعها وتنظر اليه بحنق وتتبع زوجها وتتركه وحده فهو حاله ميئوس منها مادام لا يري أنه مخطيء !

........

......

دخل عمر الي الغرفه لينظر الي سيلا كما فعل طوال الساعتين الماضيتين بينما بصمت حزين تركته وجلست أمام النافذه تحيط ركبتيها بذراعيها وترفض سماع أو قول شيء ...فقط تحدق في الفراغ امامها بصمت 

حمحمت وهو يجثو علي ركبتيه بجوار مقعدها وينظر إليها جاذبا يدها يمسكها بقوة بين يديه رافضا محاولتها لسحب يدها لتنظر له وسيله بغضب هاتفه : عاوز ايه ياعمر ؟!

قال وهو ينظر إلي عيناها برجاء طفل : عاوزك تسامحيني ياقلب عمر 

اشاحت بوجهها عنه واطلقت تنهيده من صدرها وهي تهز راسها : لا 

عقدت حاجبه ومد يده الأخري يمسك ذقنها ويدير راسها لتنظر الي عيناه التي ناجت عيناها بينما يقول بأسف : مش هتسامحي عمر حبيبك علي طبعه اللي عشانك انتي بس قرر يغيره 

صابت نظراته قلبها فلم تبعد عيناها عنه وبقيت تنظر إليه وكأنها تبحث عن صدق كلماته ليهز عمر راسه ويتابع : عمري ما فكرت اتغير وعادي جدا اني اتعصب واهد واكسر من غير ما ابص ورايا بس معاكي انتي مقدرتش اعمل كده ....شدد يده علي يدها وتابع بصدق : قولتلك بصراحه اني غيرت اوي واول مره احس اني غيران كده ومعرفتش اتحكم في نفسي زي ما دايما بيحصل معايا 

أغمضت وسيله عيناها تزجر قلبها علي دقاته التي تعاطفت معه وهو يعترف بسوء طباعه لتفتح عيناها وتنظر إليه بقوة هاتفه : هتعرف تتحكم في نفسك بعد كده ياعمر عشان انا معملتش حاجه تستاهل اللي عملته وغير كل ده انا مش كيس ملاكمه هتفرغ فيه غضبك لما تتعصب ! 

لم يجادل بكلمه وتقبل كل ما قالته مادام به كنايه عن رضاءها وسماحها ليرفع نفسه قليلا علي ركبته وينظر الي عيناها هاتفا بصدق : انتي مش punching bag يا سيلا انتي مراتي وحبيبتي وانا مش راجل زباله أفرغ عصبيتي فيكي ....الحكايه كلها اني غيرت زي ما قولتلك وده من حبي فيكي 

قبل أن تقول شيء سرعان ما كان يحيط جسدها بذراعه ويطبع قبلات متفرقه فوق راسها وجبينها هاتفا باعتذار : انا اسف لو حسستك بكده ! انتي مش كده ! 

رفعت وسيله عيناها إليه وسألته: امال انا ايه ياعمر ؟

قال عمر بلا تردد : انتي كل حاجه في حياتي ...حبيتي  وصاحبتي ومراتي 

فاجأته وهي تتبع سؤالها بسؤال إجابته معروفه : مراتك اللي محدش يعرف عنها حاجه ! 

.......

...

نظر سيف البحيري الي عاصم وقال بعتاب : لازم اعاتبك يا عاصم ...بحق العشرة اللي بينا مش بس النسب لازم اعاتبك علي اللي عملته ..ليه توصل الأمور للمحاكم 

تنهد عاصم وهو يهز كتفه : اللي بينا حاجه وبنتي حاجه تانيه ياسيف ومش لازم اقولك أن ابنك هو اللي مراعاش اللي بينا وهو اللي بدء 

ابتلع سيف الذي مهما يكون موقفه من ابنه إلا أنه لا يستطيع أن يقف متفرجا ويجب عليه أن يتدخل إكراما لجوري وعائلتها ليقول بلا جدال : غلط وانا عارف بس انت شايف أننا ندخل بعض المحاكم هو الحل ....نظر إليه وتابع بعقلانيه : يا عاصم في طفل هيتهرس في النص بسبب العناد اللي انت ومراد بتتعاملوا بيه مع بعض 

نظر عاصم الي سيف باستنكار : انا بعاند مع ابنك

اوما سيف قائلا بحياديه : نوعا ما يا عاصم

هز عاصم رأسه برفض قائلا : لا طبعا ...انا اب بيدافع عن بنته ...نظر إلي سيف وتابع : انت عشان معندكش بنات بتقول كده إنما لو عندك بنت وشوفت بعينك واحد بيجرجرها من دراعها قدامك كنت كسرت أيده 

قال سيف وهو يهز رأسه : حقك تتضايق طبعا ومش هنزايد علي بعض في الابوه لاني بعتبر جوري زي بنتي 

نظر عاصم الي سيف قائلا : مادام بتعتبرها زي بنتك يبقي اكيد هتكون زيي مترضاش ليها الاهانه ...نظر له باحتدام وتابع : ابنك ياسيف حتي مفكرش يجي يراضيها 

اعتدل عاصم واقفا بينما يتابع بنبره قاطعه : وانا مش مستني منه يجي ولا يعمل اي حاجه الا انه يطلق بنتي !

نظر سيف الي عاصم بينما لا يجد دفاع عن ابنه : ده قرارك ولا قرارها يا عاصم 

التفت عاصم الي سيف الذي هز رأسه وتابع : أيوة يا عاصم لازم تعرف ده قرارك ولا قرارها 

: افتكر أنها قالت لك قرارها 

اوما سيف قائلا : مادام قرارها يبقي تقوله لمراد بنفسها ..!

...........

.....

نظر سيف بملل وضيق الي اللوح الالكتروني الذي تضعه تينا أمام وجهه ولا تتوقف عن التقليب به والتحدث بكل تلك الكلمات والجمل التي لا تصل إليه بينما يكاد ينفجر غضبا من أخيه الذي ما أن لمحه يتهادي متبخترا وهو ينزل من سيارته بعد أن وصل للتو حتي ازدادت تلك السخونه برأسه وبلا تفكير كان يبعد الجهاز من أمامه ويهتف بضيق واضح: بعدين يا تينا ..!

نظرت له تينا بعتاب وسرعان ما قامت من جواره بغضب زاد من العصبيه المرتسمه علي وجه سيف الذي نظر إلي اخيه وهو يخطو تجاهه وتلك الابتسامه السخيفه التي لا يعرف مصدرها مرتسمه علي شفتيه ليزمجر سيف به ما أن اقترب من المقعد : بقولك ايه أنا روحي في مناخيري لو هتقعد وتقول كلمه عدله تقعد لو هتفور دمي غور من وشي 

تقبل عمر عصبيه سيف ليشاكسه بسماجه : ايه يا سيفو مالك كده قفوش ....ده انت حتي هبيت في تينا من غير سبب 

زمجر سيف به من بين أسنانه : بقولك العفاريت بتتنطط قدام وشي ...احسنلك تقوم حالا تقول لابوك علي كل حاجه بدل ما أقوله انا 

ابتسامه مرحه ارتسمت علي ملامح عمر ليكور سيف قبضته وينتوي لكمه في أسنانه ليمحي تلك الابتسامه من فوقها إلا أن عمر قام سريعا وهو يهتف : هقوله خلاص هقوله 

رفع سيف حاجبه ليهز عمر راسه وهو يتذكر ذلك القرار الذي أخذه بعد كلمات وسيله لتأخذه الشجاعه ويخبرها أنه سيخبر عائلته بكل شيء حتي أنه جاء بها الي القاهرة وتركها بأحد الفنادق القريبه مقررا اخبار أهله اولا ثم اخذها إليهم ...!

.........

....

عقدت مديحه حاجبيها وهي تهز كتف اختها برفق : امتثال ....امتثال !

بدء القلق يتحرك بداخلها حينما لم تجد رد فكانت يدها توكز اختها بقوة أكثر ويكاد القلق يقفز من نبرتها وهي تكرر نداءها بلا اجابه  : امتثال ....امتثااال 

.......

....

سحب عمر نفس عميق  قبل أن يدير مقبض باب غرفه مكتب أبيه ويدخل إليه ....رفع عاصم وجهه الذي كان يضعه بين يديه بينما ظل علي جلسته تلك بعد ذهاب سيف البحيري والتي أدرك بها ما يريد سيف قوله من بين السطور ...لتضيق أنفاسه ويفكر كيف سيخبر ابنته أن زواجها انتهي بيننا يراها ماتزال تتأمل أن يأتي لمصالحتها

......

...

قضمت ريم اضافرها بتوتر بينما جلست في تلك الطاوله البعيده نسبيا خلف الأشجار لتري بعيناها نديم وهو جالس مع تلك الفتاه ...لتمر عليها ساعه تشعر بها بمشاعر مختلفه تعيشها لأول مره واهمها هو شعور الفقد لشيء لم تعرف قيمته الا حينما قاربت علي فقده لذا بمنتهي السذاجه كانت تطالب بحقها به وهي تتجه الي تلك الفتاه بعد ذهاب نديم 

رفعت الفتاه عيناها الي ريم التي توقفت امامها : افندم 

حمحمت ريم قائله : ممكن نتكلم مع بعض دقائق 

هزت الفتاه كتفها باستفهام : حضرتك تعرفيني 

سحبت ريم نفس عميق قبل أن تقول بصوت خفيض منكسر : انا ريم مرات نديم ...!

توقعت صدمه أو مفاجاه علي وجه الفتاه ولكن تلك النظره البارده لم تتوقعها ابدا لتنقلب كل الموازين بداخلها بينما تقابل الفتاه كلماتها بهدوء شديد بينما تهز رأسها بل وتمد لها يدها : اهلا ...اتشرفت بيكي

نظرت ريم بعدم فهم الي يدها الممدوده ناحيتها بتعقد حاجبيها مردده : انتي متفاجأتيش أنه متجوز 

هزت الفتاه كتفها وقالت ببرود بينما ترتشف القليل من العصير الموضوع امامها : اتفاجيء ليه ؟!

هتفت ريم باستنكار : عادي تعرفي واحد ويكون متجوز 

اومات الفتاه : وفيها ايه ...؟!

اندفعت الكلمات من الهجوميه من شفاه ريم : فيها انك كده تبقي خطافه رجاله 

ضحكت الفتاه مطولا قبل أن تتمهل شيئا فشيئا في ضحكتها وهي تصحح جمله ريم : محدش بيخطف حد ....اهو انتي شوفتيه بعينك قاعد بنفسه وبارادته ومكنتش لا ربطاه ولا خطفاه 

نظر إلي ريم بخبث وتابعت بينما تضع شفتيها علي طرف الكوب وترتشف منه القليل : افتكر انك انتي اللي معرفتيش تحافظي عليه مش انا اللي خطفته ...!

........

...

نظر عمر الي عاصم الذي ما أن رفع عيناه إليه حتي هتف به : ادخل واقفل الباب ياعمر 

فعل عمر ما طلبه أباه واتجه اليه بقلق لتتسع عيناه وهو يري محاوله أبيه لالتقاف أنفاسه وبلحظه كان عاصم يشعر بالاختناق ويهتف بصوت متحشرج وهو يحل ربطه عنقه بايدي مرتعشه : مش قادر اخد نفسي ياعمر .... خدني المستشفي من غير ما حد يعرف ...!

.......

....

كررت زينب سؤالها : يعني انتي كويسه ؟!

ابتلعت غرام وكست نبرتها بالسعاده وهي تقول : الحمد لله يا ماما ...طمنيني انتي كويسه 

تنهدت زينب قائله : انا كويسه طول ما انتي وأخواتك كويسين 

أغلقت غرام الهاتف بعد أن اطمأنت علي والدتها وقامت تتطلع الي الساعه التي قاربت الثالثه بينما عوده الفتيات وشيكه لتدخل الي المطبخ تنهي الطعام ثم تتجه الي غرفتها تجلس بها بصمت حتي استمعت الي صوت انغلاق الباب فأسرعت الي الخارج تستقبل الفتيات كما اعتادت كل يوم خلال هذا الأسبوع لتتوقف مكانها ما أن اصطدمت عيناها بعيون ايهم الذي كان يلقي مفاتيحه علي الطاوله الزجاجيه ....توقفت مكانها ونظرت إليه لاتعرف أن كان بخوف أو بوجل أو بانكسار بينما منذ تلك الزيجه ولاتوجد اي كلمه تدور بينهم أو تصف علاقتهم التي تبتعد مسافات وتدرك حقا ما قصدته والدتها وهي تخبرها أنه لايراها وب

الفعل مر ايهم من جوارها وكأنها غير موجوده ليتجه الي غرفته وهو يخلع سترته ويلقيها علي الفراش الذي تمدد فوقه لايتساءل عن مكانها في حياته بينما عليها أن تتأقلم أن مكانها هو خارج غرفته وحياته ....! 

نظر عمر الي الطبيب باهتمام الذي تحدث عن حاله أبيه ليختم حديثه : ياريت نتبع التعليمات ونهتم جدا بالحاله النفسيه لعاصم بيه ...أي توتر أو عصبيه بتنعكس بالسلب عليه وهو لسه في مرحله التعافي مينفعش ضغطه يعلي كده ...ياريت يبعد عن أي حاجه تضايقه 

اوما عمر واتجه الي الغرفه التي يبقي بها أبيه وهو يحدث نفسه : وهو ايه في الدنيا مبقاش يضايق ...

نبعده عن حاجه تضايقه ازاي ..؟!

  لوح بكتفيه وتابع بمرح حاول أن يبعد به عقله عن التفكير : ده كفايه انا عليه !! 

سحب نفس عميق قبل أن يدير مقبض الباب ويدخل الي الغرفه وهو يحول ملامحه للمرح التام وابتسامته الحلوة تزين وجهه وهو يقول لأبيه الذي أسند رأسه للوساده خلفه وجلس شارد عيناه تتطلع الي نقاط المحلول الوريدي التي تتساقط ببطء 

: ايه يا سيوفي الخضه اللي خضيتها ليا دي ....جلس بجواره علي الفراش وتابع بمشاكسه : الدكتور قالي انك زهقان وعاوز شويه تغيير ...طيب مش كنت تقول اخدك نطلع الساحل نقضي يومين بدل ما تخضني عليك 

نظر عاصم الي ابنه بابتسامه حنونه وهو يفهم اخفاءه عنه ما قاله الطبيب ليساله مباشرة. : قالك ايه الدكتور ؟

ابتسم عمر وهز كتفه قائلا : اللي قولته ليك ..زهقان ونفسيتك مش حلوة وده عيب في حق ابنك عمور ...احنا بعد ما تخلص المحلول نطلع علي سهره حلوة نغير جو 

نظر له عاصم بابتسامه وهو يفهم مراوغته ليتماشي معه قائلا : يعني الموضوع يخلص بسهره حلوة 

اوما عمر بتأكيد : امال يا باشا ....تعالي بس انت معايا وانت بقي تنسي زينه وجوري وسيف والشركه وتنساني انا شخصيا 

ضحك عاصم بمرح رافعا حاجبه وهو يقول بمغزي خبيث : زي ما انت بتنسانا كده 

هز عمر رأسه ومال تجاه أبيه يحتضن ذراعه : مقدرش انساك يا عصوم ....نظر له بتبجيل وهو يتابع : انت الكبير ياباشا اللي نفسي اكون زيه 

هز كتفه وتابع بصدق وهو يتطلع الي ملامح أبيه وتمر أمامه السنوات سنه تلو الأخري وصورة تلو الأخري لابيه حتي وصلوا لليوم الذي يصعب عليه كثيرا أن يراه ضعيفا هكذا : انت تاريخ .... مش متخيل انا شايفك ازاي يا سيوفي !

لمعت عيون عاصم وبرفق شديد كان يرفع يداه ويكوب وجه ابنه بيداه قائلا : انت المستقبل ياعمر ....سيبك مني وخليك احسن مني أنا ولا حاجه 

هز عمر رأسه قائلا : انت كل حاجه ليا ....خانته نبرته لتخرج راجيه وهو يتابع بينما ينظر لعيون أبيه : خف يا سيوفي ....انت قوي وتقدر علي كل حاجه وكل حاجه اصلا هتتحل ....لو علي جوري يولع مراد ويجي غيره احسن منه ولو علي الشغل مش مهم اي حاجه المهم صحتك انت اللي عملت كل ده وتقدر تعمل غيره 

هز عاصم رأسه وقاطعه قائلا : كل ده ولا حاجه ....انت المهم ...انا عاوزك انت ياعمر تنفذ وعدك ليا 

ابتلع عمر قائلا: وهو انا خلفته 

نظر له عاصم بتمعن لتهتز نظرات عمر من نظره أبيه الثاقبه : لا 

..........

....

: غرام ...غرام 

اتجهت غرام الي خارج المطبخ قائله وهي ترد علي نداء حلا التي دخلت من الباب : نعم يا حلا 

قالت حلا وهي تشير الي غرام من باب غرفتها : معلش ممكن بس تيجي لحظه 

اومات غرام واسرعت الي غرفه الفتاه بقلق : مالك ياحلا 

أدخلتها حلا وأغلقت الباب خلفها لتقول بصوت هامس وهي تشير الي اختها التي انكمشت في فراشها : هنا تعبانه 

عقدت غرام حاجبيها بقلق واسرعت تجاه هنا تسألها : مالك يا حبيتي 

ضمت هنا يديها حول بطنها بتألم : تعبانه اوي 

لم تحتاج حلا الي تفسير بينما بفطنه فهمت غرام

التي خرجت من الغرفه مسرعه لتحضر أحدي مشروبات الاعشاب لتجد ايهم امامها وبوجه صارم سألها : في ايه مالها حلا  ؟!

قالت بتعلثم وهي تهز كتفها وتخفض عيناها : ابدا مفيش 

تراجعت خطوه للخلف ودق قلبها بخوف لا يتناسب مع بساطه الموقف ولكن نبرته الخشنه وملامحه اخافتها بينما يهتف بسخط : هو ايه اللي مفيش ..انطقي !

ابتلعت غرام وقالت بصوت خافت : مفيش ...قصدي كانت بتسألني علي حاجه 

زم ايهم شفتيه بسخط اكبر بينما لا يريد أن تكون هناك اسرار بين ابنتاه وبين تلك الفتاه : حاجه ايه ...قولت انطقي !

تعلثمت غرام وهي تحاول أن تصوغ الرد المحرج بينما ما يحدث شيء بينها وبين الفتيات وهو ليس بحاجه ليعرفه عكس ما يظن ليحثها ايهم علي النطق بينما غضبه كان مدفوعا بغضبه السابق منها والذي يزداد كل يوم مع رؤيته لقربها مع الفتيات : ايييه هيبقي في اسرار بينك وبين بناتي ....انطقي فيه ايه...خانتها غصه حلقها من عصبيته ومعاملته لها علي هذا النحو لتلمع الدموع سريعا بعيونها وخروج حلا بنفس اللحظه ينقذها من قول شيء 

اشاح ايهم بوجهه سريعا ما أن خرجت ابنته ليحاول أن يسيطر علي ملامحه ويرسم فوقها الهدوء ولكن ابنته لاحظتها وهي تسأله : مالك يا بابي بتزعق لغرام ليه ؟

قال باقتضاب : مش بزعق ولا حاجه 

زجر غرام بنظراته بينما لمح لمعان الدموع بعيونها لتهرب غرام سريعا وتتجه الي المطبخ وتبقي حلا تنظر إلي ابيها لا تفهم لماذا هذا الجفاء وتلك المساحه بينه وبين تلك الفتاه التي اقتربت منهم كثيرا ولا تراها تفعل اي شيء تضايق بيه ابيها ناهيك عن أنها تفعل أكثر مما بوسعها للاهتمام بهم وبالمنزل 

لتقول برفق وهي تقترب من ابيها : مالك يا بابي .....رفعت نفسها علي أطراف أصابعها وهمست في أذنه ببضع كلمات ختمتها وهي تعود لوقفتها : ده اللي حصل وانا ناديت علي غرام عشان تاخد بالها من هنا 

تفهم ايهم ولكنه رفض أن يكون الملام بعد نظرات ابنته المعاتبه : انت زعقت ليها ليه بقي ؟

قال باقتضاب وهو يتهرب من أمام ابنته : مفيش يا حبيتي ..روحي شوفي اختك

اومات حلا لتدخل الي غرفتها وسريعا ما كانت غرام تلحق بها وهي تحمل المشروب الذي جهزته بعد أن تجاوزت حزنها كما تفعل كل يوم وهي تتقبل أن يكون هذا هو العقاب الذي تلقاه 

عدلت من وضع الوساده خلف الفتاه بعد أن ساعدتها لتستبدل ملابسها وإعادتها الي الفراش ووضعت فوق بطنها قربه دافئه ثم عدلت الغطاء فوقها واعطتها كوب الاعشاب لتشربه 

قائله بحنان لهنا :  اهدي واسترخي يا هنا هتبقي كويسه 

بعد قليل ربتت غرام علي شعر هنا بحنان وابتسمت لها بعد أن ارتاحت ملامح الفتاه قليلا وهي تنهي مشروبها لتقول لها غرام برفق : معلش يا حبيتي شويه وهتبقي احسن 

سالتها الفتاه ببراءه : هو انا ليه بتعب كده 

ابتسمت لها غرام برفق قائله : معلش في بنات بتبقي طبيعتها كده ..اخذت تتحدث معها برفق وحنان تخبرها بكل ما قالته لها والدتها من قبل حينما كانت في مثل عمرها لترتسم ابتسامه هادئه علي ملامح حلا التي كانت جالسه تتطلع إليهم 

بعد قليل التفتت حلا الي تلك الطرقات علي باب الغرفه 

والتي تلاها دخول ابيها لينقل نظره بين ابنتاه قائلا : عاملين ايه يا بنات 

خفضت هنا وجهها بخجل ليسرع ايهم يتظاهر بأنه لا يعرف شيء قائلا : لقيتكم قاعدين هنا وسايبني لوحدي قولت اجي اقعد معاكم 

اومات هنا وهي تبتسم له : تعالي يا بابي ...انا كنت حاسه اني بردانه بس غرام عملت ليا حاجه دافيه وبقيت احسن 

اوما وتقدم الياخل الغرفه لتقوم غرام من جوار الفتاه بحرج بينما تعرف أن لا مكان لها بينهم وتتجه الي باب الغرفه ولكن سريعا ما كانت حلا تمسك بيدها : رايحه فين يا روما ...

قالت بحرج : ابدا هكمل الغدا 

هزت حلا راسها قائله : مش مهم ..خليكي قاعده معانا شويه 

ابتسمت غرام لها قائله : هخلص بسرعه وارجع ليكم 

زم ايهم شفتيه بينما بدء الشعور بأنه الجاني يعود ليراوده ومجددا يصب هذا الشعور تجاه الفتاه فيزداد غضبه الدفين منها ويعزز من شعور الكراهيه تجاهها ...!

انتبه علي ذراعه الذي رفعته هنا وتوسدت صدره وهي تقول بحب : انت جميل اوي يابابي. ..احسن اب في الدنيا 

ابتسم ايهم لها واحاطها بحنان مقبل راسها : وانتوا أحسن بنتين في الدنيا 

.........

....

مجددا لاتفهم شيء ولا تعرف عنه شيء بينما يتركها وحيده مع أفكار وتساؤلات لا تنتهي ...ساعه تلو الأخري وهي تتطلع الي نفسها كل بضع دقائق بينما تجهزت لمقابله عائلته ....نظرت إلي انعكاس صورتها وهي تفكر هل هي بالفعل جاهزه ...نعم ظاهريا تجهزت ولكن هل بداخلها جاهزة لتلك المواجهه التي لا تعرف كيف ستتجاوزها ولاول مره تخرج من تلك الفقاعه التي وضعتها بها بساطه كلمات عمر لشرح موقفهم وتسأل نفسها هل الأمر بتلك البساطه !!

قبل أن تسأل نفسها عما سيكون رد فعل عائلته أو كيف بالاحري سينظرون إليها أو يستقبلونها خاصه بعد أن اندفع ابي ذاكرتها موقف والدته معها كان اتصال عمر  يرحمها من تلك الاسئله التي تحمل اجابات مخيفه 

رسمت ابتسامه لا تصل إليها من قريب أو من بعيد وهي تجيب عليه وتسأله ببراءه : انا جاهزه انزلك ياعمر 

ابتلع عمر بثقل وأدار عيناه تجاه غرفه أبيه بالمشفي يتطلع إليها ثم مجددا ينظر أمامه في الفراغ وهو يبحث عن اجابه لسؤالها ظنها سهله لتستمع وسيله إلي فقط صوت أنفاسه ...عمر ...عمر في حاجه حصلت ؟!

بثقل جذب الكلمات من داخله وهو يجيب : لا ...قصدي ...قصدي اه ....لم يكن يوما مترددا لذا بعنف جذب نفس عميق من داخله ودفع بالكلمات من حلقه دفعه واحده لينهي هذا الموقف : وسيله معلش يا حبيتي هنأجل بس الموضوع كام يوم ....بابا تعب وطبعا مقدرتش ....قبل أن يكمل باقي جملته كانت يدها تلقائيا تضغط زر إنهاء المكالمه لتتهاوي خلفها علي المقعد وتضع يدها علي صدرها الذي تهدجت أنفاسه وعقلها يردد تكمله جمله عمر ....لن يستطيع مواجهه أهله ومجددا ستبقي مكانها ولا شيء سيتغير ....تأجيل واخفاء واسرار لاتعرف نهايتها

انزعجت ملامح عمر من انعكاس صورته في عيناها والتي لايحتاج لأن يعرفها فهي لم تستمع الي باقي حديثه حتي وكأنها تعرفه ليحاول كالعاده ايجاد مخرج له من تلك الصوره ويعلل شعوره بأنه فعل الصواب وهو يسند ابيه وياخذه للمنزل بحالته المتعبه فهو ابدا لايستطيع أن يتسبب في اي تعب له لذا فعل الصواب .....تنفس عاصم بضع مرات حينما توقف عمر بباحه المنزل ليحاول أن يمحو اثار التعب من علي وجهه بينما يلتفت الي عمر قائلا : اوعي تقول لحد اني كنت في المستشفي 

اوما عمر بينما يرسم ابتسامه هادئه علي وجهه لا تمت بصله لتلك الحرب التي بدأت تندلع بداخله تمردا علي انفصامه بوجهين بتلك الطريقه .....!

........

.....

خطوات متخبطه كانت تتحرك هنا وهناك في رواق المشفي حيث كانت مديحه تتحرك بقلب لهيف وعيناها الباكيه مثبته علي باب الغرفه حيث أخذوا منها اختها التي نقلتها سيارة الإسعاف ...اقترب ذلك الرجل من والدته وربت علي كتفها برفق قائلا بنبره حاول أن يطمئنها بها بالرغم من قلقه الداخلي : هتبقي كويسه يا أمي متقلقيش

بكت مديحه بحرقه هاتفه : يارب يا مجدي يارب 

بسرعه ركضت تجاه الطبيب الذي خرج لتسأله بلهفه : طمني يا دكتور اختي حصل ليها ايه 

تمهل الطبيب لحظات قبل أن يقول : حاليا حالتها استقرت وقدرنا ندوب الجلطه

بس للاسف سابت اثر 

نظرت له مديحه بعيون باكيه : ايه يا دكتور ....حصل ايه لأختي ؟!

.........

....

مررت ريم الفرشاه علي وجهها تنهي بلمسه اخيره تزين وجهها الذي اتقنته بمختلف مساحيق التجميل وكلمات لميا تتردد في أذنها بعد أن أخبرتها باكيه بما حدث لتنصحها أن تقترب من نديم وتحاول فتح صفحه جديده معه خاصه وهاهو الدليل أنها تحبه وتغار عليه ولا تقبل بوجود أخري في حياته ومنعتها عن مواجهته خاصه الان : ازاي يا لميا اسكت واقبل علي كرامتي أنه يعرف غيري 

تمهلت لميا قبل أن تقول بثقل : زي ما هو قبل وجود عمر ....قبل أن تفتح ريم فمها كانت لميا تتابع بعقلانيه : لما تواجهيه مفتكرش أنه هيعترف بغلطه وهيتمادي ...الحل الاحسن انك طالما اخدتي قرار تكملي معاه انك تصلحي العلاقه بينكم 

نديم بيحبك ولو حس انك بتحبيه هينسي البنت دي خالص واللي واضح اوي انها مش سهله وعارفه بتعمل ايه كويس 

عادت من تذكرها لكلام لميا لتضع الفرشاه من يدها وتقوم من أمام منضده الزينه وتتوجه الي طرف الفراش حيث وضعت ذلك الثوب الازرق الأنيق ...ارتدته وخرجت لتشعل تلك الشموع التي توسطت طاوله العشاء التي أعدتها وجلست بانتظار عودته .....بعد أقل من نصف ساعه كانت تستمع الي صوت مفاتيحه تدور في الباب لتعتدل واقفه وتتجه ناحيته وهي تطرق بكعب حذاءها .... توقف نديم مكانه بعد أن دخل بضع خطوات وقد اجتذب نظره تلك الطاوله ليرفع عيناه ناحيتها والاستفهام يكلل نظراته مع كل خطوه تخطوها ناحيته بتلك الابتسامه الهادئه وقبل أن يسأل عن سبب ماتفعله كانت تقول برقه وهي تمد له يدها : ممكن نبدا صفحه جديده مع بعض 

........

...........

صعد عمر بخطي مرهقه تجاه الاعلي ولكنه لم يكد يلبث يصل الي غرفته حتي وجد سيف أمامه يتطلع إليه بنظرات متأهبه ويسأله مباشره : قولت لابوك ؟

تمهل عمر وهو يطلق تنهيده من صدره ويهز رأسه ظنا منه أن هذا سينهي تساؤل أخيه الذي يعرف إجابته مسبقا 

ولكن سيف لم يرضي وسأل مجددا ولكن بنبره أكثر حده : بسألك قولت لابوك 

هز عمر رأسه مجددا وقال وهو يحاول تجاوز أخيه والمرور : وانا هزيت راسي يعني لا 

امسك سيف بذراع أخيه بعنفوان يوقفه : لا ليه ؟

صمت عمر استفز سيف الذي كان بالفعل في حاله تأهب قصوى رافض الصمت أكثر وقد استنفذ أخيه كل فرصه 

:انا حذرتك اني هقوله لو مقولتش انت 

انفلت لسان عمر بانفعال : اسمها هددتك يا سيف 

تجاوز سيف بعصبيه مواجها أخيه : هددتك يا عمر ....وشكلك عاوزني انفذ تهديدي

نظر عمر بحنق الي أخيه الذي بالفعل تحرك خطوتين تجاه الممر حيث غرفه أبيه ليوقفه عمر محذرا : مش هتقوله حاجه يا سيف والا هتخسرني 

هز سيف كتفه ببرود : بقيت انت اللي بتهددني دلوقتي 

هتف عمر من بين أسنانه وهو يتجه ليقف أمام أخيه : بحذرك اقول حاجه تضايق ابوك ...

هتف سيف باحتدام : مترميش عدم تحملك مسؤولية أفعالك علي ابوك وصحته وتفضل جبان تتداري وراه وانت لغيته من حياتك وروحت اتجوزت من وراه 

احتقن وجه عمر بالغضب بينما واجهه أخيه بتلك الحقيقه التي يحلل لنفسه تحريفها لتتماشي مع اهواءه 

لينظر الي أخيه بوجهه متحقن وهو يلوح بيداه: طيب خلاص روح قوله واتحمل المسؤوليه انت عشان أنا جبان 

تواجهت نظرات كلاهما ليتابع عمر بنفس الانفعال : بس خد بالك اني لسه من ساعه واحده راجع بابوك من المستشفي 

نطق كلماته وترك أخيه واقف مكانه واندفع للاسفل ومنه للخارج ليبقي سيف واقف مكانه للحظات قبل أن تتجرأ تينا وتقترب منه وتمسك ذراعه هاتفه برفق وقد استمعت لكل حديثه مع أخيه : تعالي يا سيف ندخل اوضتنا ...مينفعش تاخد قرار وانت متعصب ..اهدي الاول وبعدين فكر هتعمل ايه عشان متندمش !

.......

...........

كالعاده حينما تضيق عليه الدنيا لايجد أوسع من رحابه صدرها الذي يحتويه بكل ما فيه من تناقضات فهاهي وسيله للمره التي لاتعرف عددها تتجاوز اي تفكير عقلاني أو رد فعل كانت قد انتوته وتستمع الي صوت قلبها الذي يرأف به ولا يحتمل تركه وحده في تخبطه وترضي أن تتخبط هي وتفكيرها وتسير خاف مشاعرها تجاهه 

تمتم عمر وهو مازال واضع رأسه علي ساقيها مغمض عيناه ينعم باناملها التي تمررها بين خصلات شعره بحنان وتستمع إليه : غصب عني ياسيلا خوفت عليه ....خوفت اكون سبب يحصله حاجه وانا اصلا بموت من الذنب اني كنت سبب تعبه ....رفع رأسه ونظر إليها بعيناه التي تصل نظراتها الي قلبها وتابع بحب : عارف اني غلطت في حقك وحقه وحقهم كلهم وعارف إن حتي فرصتي اني اصلح كل ده كتير اوي عليا عشان كده كل مره الظروف بتعاندني 

استند بمرفقه الي الفراش ورفع عيناه إليها ومسح وجهها الجميل بنظراته وهو يتابع : انا بقيت بخاف ياسيلا...لأول مره احس اني خايف حاجه تضيع مني .... خايف ابويا أو انتي حد فيكم يضيع مني ...انتوا نعمه حسيت بيها ومعنديش استعداد افكر مجرد تفكير اني اخسرها 

سحب نفس عميق ومد يداه تجاه وجهها يجذبه تجاهه برفق ويهمس أمام شفتيها قبل أن يطبق عليها بشفتاه : خليكي جنبي يا سيلا واوعي تبعدي عني !

انهي رجاءه بين شفتيها التي اعتصرها بين شفتيه بقبله عاصفه ألهبت مشاعره التي سرعان ما ترجمها لقبلات حاره وهو يميل فوقها يبثها حبه الذي أدمت اشواكه قدميها حتي استعذبت جروحها !

.........

............

بمزاج معكر جلس مراد يرتشف قهوته وهو يحاول الا يرفع عيناه تجاه نظرات والدته الغير راضيه والتي اكتفت بها كما فعل أبيه ولم يحاول أحد منهم الحديث معه مجددا بعد يقين تام من الجميع أن حديثهم معه بلا جدوي ما دام لا يعترف بخطأه 

قام من مكانه واتجه للاعلي ليستبدل ملابسه للذهاب الي عمله بينما بقيت نور جالسه تتطلع الي سيف بصمت تلاه سؤالها : وبعدين ياسيف ...هنفضل ساكتين ؟!

اوما سيف وهو يضع فنجان الشاي من يده : اه يانور ومش عاوز اسمع كلام تاني في الموضوع ده ...هو حر يعمل اللي يعمله !

عقدت نور حاجبيها وفتحت فمها لتتحدث ولكنها لم تكد تنطق حتي ارتسمت ملامح الدهشه علي وجهها حينما استمعت لصوت عدي يرحب بأحد ولم تصدق أذنيها وهي تستمع الي اسم الضيف: اهلا اهلا ياجوري اتفضلي 

نظرت نور الي سيف بدهشه مردده : جوري !

احتقن وجه سيف بالغضب فجاه وهو يستمع إلي خطوات ابنه الذي نزل مسرعا وعلي وجهه وبعيناه ارتسمت نظرات الثقه وهو يتجه الي الصالون حيث جلست جوري  ..فهاهي عادت !

ليكور سيف قبضته ويهب واقفا : سيف رايح فين ؟؟

هتف سيف من بين أسنانه : في داهيه !

أمسكت نور بذراعه وهمست بخفوت : ليه بس يا حبيبي بتقول كده 

هتف سيف بانفعال : مش احسن ما اتجلط وانا شايف الهبله جايه برجلها تراضيه

همست له نور برجاء : عشان خاطري وطي صوتك ...جوري بنت ناس وطيبه وجايز لما شافت الموضوع كبر جت بنفسها عشان تحله وده مش هبل بالعكس اصل منها 

افلتت نبره سيف الغاضبه : مش مع تصرفات ابنك ....ابنك اللي هيفكر نفسه صح بزياده وهيتمادي اكتر 

هزت راسها قائله : وانا مش هسمح له ...تعالي بس الاول نرحب بالبنت وبعدين نتكلم ...عشان خاطري ياسيف بلاش تضايقها 

علي مضض تحركت خطوات سيف خلف نور التي اتجهت مرحبه : اهلا يا جوجو 

احتضنتها قائله بود : عامله ايه ياروحي 

قالت جوري بتهذيب ؛ الحمد لله وحضرتك 

مدت يدها الي سيف : ازيك يا اونكل 

اوما سيف وهو يحاول رسم ابتسامه مهذبه : اهلا يا بنتي 

قال مراد بينما لا يستطيع اخفاء انتفاخ ريشه كالطاووس : اهلا يا روحي ....نورتي 

بثقه زائده اقترب منها يحاول ضمها إليه وهو يقول : انا كنت متاكد انك مش هتسمحي لحد يتدخل بيننا وهترجعي 

رمش بعيناه ولم يفهم سبب تراجعها خطوه للخلف تتفادي ذراعه التي مدها ناحيتها بل فسره أنها ما تزال غاضبه منه لأنه ضربها وهو بالتأكيد سيراضيها ليقول مقررا الرد علي مبادرتها أنها أتت إليه : تعالي ياروحي نتكلم فوق 

تفاجيء بها تهز راسها وتبقي واقفه مكانها بينما تقول بهدوء : لا مفيش داعي ....اصلا خلاص مفيش حاجه تتقال !

نظر لها باستفهام ولكنه مجددا رفض تفسير كلماتها الا كما اعتاد بأنها تجاوزت ككل مره ليهز رأسه موافقا : عندك حق يا حبيتي ...خلاص اللي حصل حصل واحنا هنحل مشكلتنا مع بعض 

اومات جوري له وهي تسحب نفس عميق وتزفره ببطء تستجمع الكلمات بحلقها للحظه قبل أن ترفع عيناها إليه وتقول بتمهل : عندك حق وعشان كده انا جيت 

احتقن وجه سيف بالغضب فهاهي تنثر الغبار اللامع علي غرور ابنه ليزداد بريق ليكور قبضته بداخل جيوبه بحنق يتمني لو يصرخ بها أن تتراجع عن تلك الخطوة التي ستزيد من بؤسها 

مجددا اخذت جوري نفس عميق وتلك المره كانت نبرتها ثابته كما حال نظراتها وهي تتابع حديثها : انا جايه عشان اطلب منك نتطلق في هدوء .... عيلتنا مينفعش تقف قدام بعض في المحاكم ....!

ارتسمت الصدمة علي وجوه الجميع واولهم مراد الذي تجمدت نظراته بعدم استيعاب وكأنها تنطق بلغه غير مفهومه لتنفرج شفتاه بسؤال لم يسفعه به صوته بينما ضربته كلماتها بمقتل فكانت جوري تسدد له ضربه أخري 

وهي تتابع : انا اخدت حاجتي من البيت وسبت ليك اي حاجه انت جبتها ليا .... مالت تجاه حقيبتها أخرجت منها بضع أوراق وضعتها علي الطاوله الزجاجيه أمامهم وتابعت : وده تنازل مني عن أي مؤخر أو نفقه وكمان عن الاسهم اللي كنت كاتبها ليا وشاليه الساحل 

تركت الاوراق وأخرجت شيء آخر من حقيبتها وضعته بجوارهم : انت غيرت ليا العربيه بتاعتي في عيد ميلادي ....ده المفتاح وكمان اتنازلت عنها 

تركت كل شيء ليس محل نزاع من الأساس وكأنها تقطع كل الأوصال بلا رجعه لتنهي كلماتها وهي تنظر إليه بثبات : ماليش اي طلب عندك إلا أننا نتطلق في هدوء إكراما للي كان بينا واكراما لعلاقه عيلتنا ببعض 

أنهت كلماتها وخرجت بهدوء بينما خلفت خلفها إعصار ضرب مراد بمقتل ليظل واقف مكانه يحاول استيعاب ما حدث للتو ...! 

........

.....

دمعه حارقه انسابت علي جانب وجهه امتثال قابلتها دموع غزيرة انسابت من عيون اختها وهي تميل عليها تحتضنها بقلب ملتاع لرؤيه اختها بتلك الحاله وقد التوي جانب شفتيها ولم تعد قادره علي النطق 

اقترب مجدي ابن مديحه من والدته يرفعها برفق من فوق امتثال قائلا بلطف : وبعدين يا امي ...مش الدكتور طمننا وقال إنها حاله مؤقته وان شاء الله خالتي هتتحسن وترجع زي الاول 

حاولت مديحه السيطرة علي دموعها وهي تتذكر تحذيرات الطبيب بأن الحاله النفسيه مفتاح العلاج كما كانت سبب الداء لتمسح دموعها بيدها وتربت علي يد اختها التي تقبلت ماحدث لها برضي وكل وجعها والمها هو خوفها الذي لا يفارقها علي حفيدتها ..!

........

...

طالت نظرات ريم الي نديم بانتظار بينما مازالت يدها ممدوده تجاهه بينما لم يكن القرار بتلك السهولة علي نديم الذي لم يركض تلك المره خلف البريق اللامع لسحابه الحب الوردي الذي تدعوه إليها وتذكر قلبه كل جرح خلفه ركضه وراء الوهم المسمي بالحب لتتسع عيون ريم بصدمه تجلت علي كل ملامحها حينما هز نديم رأسه وقال بنبره قاطعه وهو يتجاوزها : فات الاوان !

......

.........

كلمات كثيرة واسئله أكثر دارت حول مراد الذي لا يدرك كم وقف مكانه يحاول استيعاب أنها تركته وقطعت كل شيء بينه وبينها ببساطه 

دار بعيناه تجاه والدته التي كانت تحت تأثير الصدمه فأخذت تهدر بلا توقف به وبزوجها : يعني ايه ....خلاص انت هتسيبها يا مراد ...سيف انت لازم تعمل حاجه 

مراد انت هتفضل واقف مكانك ...اتحرك وروح وراها 

كلمها واعتذر لها وهي هتسامحك 

اخيرا رحمت نفسها من حديثها الانفعالي وجلست علي الاريكه خلفها وهي تربت بيدها علي ساقها وتعود لتعيد حديثها برجاء لسيف : اعمل حاجه يا سيف .....

لمعت الدموع بعيناها لرؤيه تلك الصدمه علي ملامح ابنها الذي بقي واقف مكانه بلا حراك بينما قال سيف بنبره قاطعه : مبقاش في حاجه تتعمل ....هو وصلها لكده 

...........

...

تحرك عمر في نومه ليجبر نفسه علي الاستيقاظ ما أن لمح نور الشمس القوي يخترق الستائر الحريريه التي تغطي النوافذ ليرفع برفق راس وسيله التي تتوسد صدره ويضعها علي الوساده ثم يسحب ذراعه من أسفلها ويقوم من جوارها بعد أن مال ليضع قبله هادئه علي كتفها العاري ثم يرفع فوقها الغطاء ....

شعرت وسيله بحركته في الغرفه بينما انهي استحمامه ووقف يرتدي ملابسه لتتمطأ بكسل وهي تعتدل جالسه ليلتفت عمر إليها بابتسامته الاثره: صباح الخير يا روحي 

ابتسمت وسيله له ولم تخفي ابتسامتها سؤالها عن مكان ذهابه بهذا الوقت الباكر ليقول وهو يتجه ليجلس بجوارها يداعب خصلات شعرها : معلش يا سيلا هسيبك شويه ...هروح اطمن علي بابا وبعدين عندي شغل 

قبل أن تفتح فمها كان يلثم جانب عنقها بشغف متمتم : مش هتأخر عليكي 

وبلحظه تبخر من امامها ليتركها وحدها كما يفعل دوما تواجه تفكيرها وعقلها بعد أن انتهت نوبه مشاعرهم 

...........

.....

كان عمر يدخل بسيارته الي فناء المنزل بنفس اللحظه التي كان سيف بها يغادر ليلاحظ عمر ملامحه المتجهمه وتلك النظره الغاضبه التي ألقاها إليه وهو يعبر من جواره ليزفر عمر وينزل من سيارته ويقف يتطلع في أثر أخيه الذي لا يريد ابدا بينهم اي جفاء ولكن دون إرادته لا يستطيع أن ينفذ ما طلبه منه أخيه 

دخل للمنزل ليجد والدته تتجه إليه باستفهام : انت مكنتش في البيت بليل ياعمر 

تعلثم وهو يحك ذقنه قائلا بمراوغه : هي دي صباح الخير يا زوزو 

قالت زينه وهي تدفع بخصلات شعرها القصير للخلف: صباح الخير يا حبيبي ...انت كنت فين 

قال وهو يختطف أحدي الساندويتشات من شهد التي كانت تتحرك باحدي الاطباق تجاه طاوله الافطار 

: كنت في الشغل

اومات زينه ليتجه عمر سريعا الي الدرج ولكن أوقفه سؤال زينه : عمر هو انت كنت فين انت وبابا امبارح 

نظر لها بعدم فهم لتتابع : حاسه أنه متغير من وقت ما رجعتوا ..حاجه حصلت 

هز رأسه سريعا : ابدا احنا خرجنا شويه 

اومات زينه وتابعت تحضير طاوله الأفطار ليتجه عمر الي غرفته يتنهد بملل من ذلك الحصار الذي لا يتركه من عائلته 

........

...........

لوحت غرام الي حلا وهنا وهم يغادرون باكرا الي مدرستهم ثم اتجهت للداخل لتجمع طاوله الافطار ثم اتجهت الي غرفه المعيشه تعيد ترتيبها بالروتين الذي اعتادت عليه كل صباح بعد مغادره الجميع بينما فاتها أنه لم يخرج وسرعان ما انتبهت لوجوده حينما تعالي رنين هاتفه لتحاول بسرعه لملمه تلك الوسائد التي وضعتها أرضا حتي ترتب الاريكه وهي تستمع الي نبره صوته الخشنه متزامنه مع خطواته تقترب 

لم ترفع إليه وجهها فهي بالتأكيد تكاد تري ملامحه المتجهمه وعقده حاجبيه من ظهرها لذا حاولت بسرعه إنهاء ما تفعله بينما جلس ايهم علي أحدي المقاعد يتابع مكالمته التي كانت كافيه لبث الخوف في قلبها من نبرته 

انحنت لترفع الوسائد مكانها ثم سريعا أنهت ما تفعله واتجهت الي المطبخ وهي تتساءل لماذا لم يغادر كمل صباح وماذا ستفعل بوجوده بينما دقات قلبها لا تهدأ وكأنها طفله صغيرة تخشي المارد العملاق 

: اعملي ليا قهوه 

توقفت يدها عما تفعله ولكنها بقيت واقفه توليه ظهرها حينما استمعت الي طلبه أو أمره بمعني اصح 

لتكتفي بهز راسها وتتجه لتحضر قهوته 

بينما اتجه ايهم مجددا للخارج ....انحنت لتضع القهوه أمامه بصمت وتتجه بسرعه للخارج ليوقفها صوته : استني 

توقفت ولم تلتفت إليه ليتابع ايهم وهو يمسك الفنجان بيده : انا عندي ماموريه شغل احتمال اسبوع او اكتر 

اومات بصمت فهي لا تدري ماذا تقول ليشعر ايهم باستفزاز من صمتها فسرعان ما يزجرها : سمعتي 

اومات بصمت ليهتف بامتعاض : ولما بتهزي راسك مش بتنطقي ليه 

ابتلعت غرام واستدارت إليه لتري نفس الملامح التي تخيفها لتخرج نبرتها متعلثمه : سمعت 

اوما بحنق من داخله وهو يري ملامحها الخانعه بينما بداخله لا يصدقها فهي اجبرته علي شيء لا يريده والان تتظاهر بأنها خاضعه وليس الان فقط بل منذ أن تزوجها وهي تفعل كل شيء بصمت في حضوره ولا تتكلم الا حينما يوجه إليها حديثه الغاضب ليزداد شعوره الذي نجحت في توليده بداخله بأنه مذنب يتجني عليها وهذا الشعور يتناقض مع عقله الذي يراها أجبرته علي ما لا يريد ....زفر بحنق واتجه بخطوات يسبقها الي الخارج حتي كاد يصطدم بها حينما تراجعت لتفسح له المجال 

ليزفر بجوارها مجددا ويتجه الي غرفته 

بينما عادت غرام الي المطبخ لتسأل نفسها بتردد هل أراد قول شيء آخر ....طال وقوفها أمام غرفته بينما ترددت يدها وهي تطرق علي الباب 

أدارت مقبض الباب ودخلت لتجد تلك الحقيبه مفتوحه علي طرف الفراش وبجوارها العديد من الملابس التي حضرها ليرتبها في حقيبته .... أدارت عيناها في أرجاء الغرفه الخاويه للحظه قبل أن تبدأ بترتيب الحقيبه 

اتجهت الي منضده الزينه بعد انت انتهت من وضع الملابس لتسحب أحد زجاجات العطور وبعض احتياجاته الشخصيه لتضعهم بالحقيبه بنفس اللحظه التي شهقت بها وهي تستمع الي صوت انفتاح باب الحمام 

تفاجيء ايهم بوجودها بالغرفه لتتوقف يداه التي كانت تمسك بمنشفه صغيرة يجفف بها شعره وسرعان ما تتجه عيناه إليها باستفهام عما تفعله ....تعلثمت غرام وقد اندفعت الحمره الي وجهها الذي إدارته سريعا ما أن رأته امامها يحيط خصره بمنشفه كبيرة بينما مازالت قطرات المياه عالقه فوق عضلات صدره السداسيه 

: انا ...انا كنت ...قصدي كنت جايه ...جيت عشان 

اغمض ايهم عيناه وسحب نفس عميق وزفره بصوت مسموع بينما يهتف بها بنفاذ صبر : ما تتكلمي بدل ما بتهتهي كده 

اومات غرام وابتلعت ببطء وهي مازالت تخفض عيناها الي الأرض قائله : كنت جايه اسال لو ...لو يعني عاوزني اقول حاجه للبنات لما تسافر ...ازداد تعلثمها وهي تتابع بينما تشير بيدها إلي الحقيبه : خبطت وبعدين 

لقيت الشنطه قولت أجهزها 

اوما ايهم بصمت لتقول غرام وهي تهز راسها بينما تجر ساقها للخروج من الغرفه 

...........

....

أسرعت شهد تركض خلف عمر الذي خرج من غرفته بعد أن استبدل ملابسه ليلتفت لها : ايه يا رويترز

همست شهم بصوت خفيض : الحق مدام تينا 

عقد عمر حاجبيه وسريعا ما تحرك بقلق : مالها تينا 

أوقفته شهد : استني هقولك 

زجرها عمر بنفاذ صبر: انطقي 

التفت حولها وقالت بصوت خفيض : بتعيط من بدري وانا مرضتش اقول لمدام زينه عشان مشغوله مع عاصم بيه 

نظر لها باستفهام: ليه ؟!

نظرت له بفطنه : هيكون ليه ...باينه... اكيد زعلانه مع سيف بيه بدليل أنه خرج بدري ومفطرش

وكزها عمر بغيظ : اعوذ بالله منك مركزه في كل حاجه ....اتجه لغرفه تينا لتوقفه شهد مجددا وهي تشير الي الغرفه المجاورة : لا دي قاعده في اوضه البيبي وبتعيط

بقلق اسرع عمر الي الغرفه ليطرق الباب ثم يدخل ....عقد حاجبيه بقلق حينما وجد تينا جالسه علي ارضيه الغرفه الفارغه تبكي ليسألها بقلق وهو يقترب منها : في ايه يا تينا ...مالك ؟!

رفعت تينا عيناها الباكيه إليه وبامتعاض طفولي كانت تشير الي محتويات الغرفه التي مازالت باغلفتها هاتفه : مش عارفه اعمل حاجه ....اخترت ورق حيطه وطلع شكله مش حلو ....السرير مش عارفه هينفع للبيبي ولا اتسرعت وانا بشتريه.....جبت حاجات وحاجات كتير ناقصه ....مش عارفه ياعمر ...مش عارفه اعمل حاجه ولا اخد قرار ....ظل عمر يستمع إلي شكواها التي أدرك بفطنه أنهت ليست المشكله الحقيقيه وهاهي اخيرا وصلت إلي جوهر المشكله : سيف سايبني اعمل كل حاجه لوحدي وانا مش عارفه ومحتاره وهو مش فاضي طول الوقت 

ارتسمت ابتسامه هادئه علي شفاه عمر الذي قال برفق : هو ده بس اللي مزعلك 

مد لها يداه ليوقفها قائلا برفق : ولا يهمك ياستي ...اصلا كل ده يخلص في يوم وماما أو جوري هيساعدوكي ...واي حاجه ناقصه أنا هاخدك حالا نشتريها ...روقي بقي 

هزت تينا راسها وبكت مجددا وهي تهتف : انت مش فاهمني ياعمر 

ابتسم وقال برفق : لا فاهمك كويس اوي ....كل ده باختصار ولا حاجه انتي زعلانه أنه مشغول 

اومات كطفله صغيرة : نفسي انا وهو اللي نختار لوضع البيبي مش انا وانت وطنط وجوري 

ابتسم لها وقال ببساطه : طيب يا ستي وليه العياط ....انتي دلوقتي تيجي معايا هاخدك الشركه عنده تعمليها مفاجاه له وانتي من غير النكد والعياط تقوليله تعالي معايا مشوار صغنن وخلصت يا تينا 

نظرت له وسرعان ما رفعت حاجبها : بالبساطه دي 

اوما لها لتتغير ملامحها من الضعف والبكاء الي الاحتدام: لا طبعا اخوك مش بتاع مفاجات والكلام ده 

قال عمر ببساطه : جربي مش هتخسري حاجه ....يلا اجهزي وانا هاخدك انا اصلا كنت رايح له 

.............

....

نظرت تينا الي عمر بابتسامه : مرسي ياعمر 

ابتسم لها : علي ايه 

قالت وهي تهز كتفها : خلتني اهدي ...شكرا 

اوما لها وتابع الطريق بينما يسديها تلك النصائح العقلانية التي لا يدرك لماذا لا يطبقها علي نفسه : الدنيا ابسط من كده ....سيف شايل كتير برضه معلش اتحمليه

تعالي رنين هاتفه لينظر إليه ثم يغلق الصوت ويتابع القياده وحديثه مع تينا ليتعالي الرنين مجددا ...قبل أن يبعد الهاتف قالت تينا بقليل من المكر المرح يعد أن لمحت اسم المتصل : رد ياعمر ...انا عارفه كل حاجه 

نظر لها رافعا حاجبه لتهز راسها : رد علي وسيله الاول وبعدين خليني انا بقي اللي انصحك 

اجاب عمر وكالعاده لا تحصل منه علي شيء مريح : سيلا حبيتي مشغول هخلص واكلمك 

انهي المكالمه ونظر الي تينا قائلا باندفاع : انا عارف كويس انا بعمل ايه يا تينا بلاش تبقي زيهم وتقولي حكم ونصايح متتطبقش

هزت تينا راسها وقالت برفق : لا مش هقول كده ....انا بس هقولك ببساطه زي ما انت قولت ليا انت ليه مصعب الأمور علي نفسك ....اتكلم مع اونكل عاصم أو مهد علي الاقل لطنط زينه ...جرب ياعمر مش هتخسر حاجه 

بهروب وتسويف هز رأسه وهو يوقف السيارة بباحه الشركه وينزل منها 

وبالرغم من أنه شجعها علي الذهاب الي أخيه إلا أنه من تردد في الدخول بينما انتوي أن يدخل إليه ويصالحه ولكنه تراجع ليدع تينا تدخل إليه اولا ليقول بابتسامه وهو يتجه ليجلس أمام مكتب نيهال مديره مكتب أبيه : ادخلي انتي الاول عشان أنا لو دخلت هيتعصب 

اومات تينا ودخلت الي مكتب سيف الذي تفاجيء بها ليقوم مسرعا من خلف مكتبه : تينا ...في ايه 

قالت بابتسامه : مفيش يا حبيبي ...جيت اشوفك 

نظر لها ببلاهه واعاد سؤاله : يعني مفيش حاجه حصلت 

اومات له وعقدت جبينها : شكلك مش مبسوط اني جيت 

هز سيف رأسه : لا ابدا ....بس مستغرب 

قالت برقه وهي تتجه إليه : من ايه يا حبيبي ...انا جيت اخدك ونخرج نشتري حاجات البيبي 

نظر لها سيف بجبين مقطب : دلوقتي 

اومات له لتتغير ملامحها ما أن قال باقتضاب : بس انا مش فاضي يا تينا وسبق وقولتلك اختاري اللي يعجبك 

.........

...

ضحكت نيهال ضحتها الرنانه علي أحدي دعابات عمر ليشاركها عمر الضحك قائلا : وطي صوتك ...سيف هيطلع يولع فينا يا نهله 

زجرته نيهال بنظراتها : نيهال 

ضحك عمر وهز رأسه : عارف بس بحب اغيظك 

نظرت له بغيظ ليشاكسها قائلا : طيب تعرفي بقي أن ليكي معزه عندي ....تنهد وتابع بينما يتذمر أنها كانت أول خيط أوصله بوسيله : انتي عملتي ليا خدمه العمر 

نظرت له باستفهام : خدمه ايه ؟!

قال وهو يلوح بيده : مش مهم 

تلفت حوله قائلا : هو مفيش حد يشربني حاجه 

هزت راسها قائله : لا عم مصطفي إجازة ....قوم معايا نعمل سوا قهوه 

قام عمر خلفها يشاكسها ويضحك معها كما اعتاد 

..........

....

نظرت تينا الي سيف بعصبيه : هو كل حاجه تقولي مش فاضي ....نفسي اعرف بتفضي امتي 

انفعل سيف بسبب عصبيتها  ليهتف بها : وطي صوتك قدامي يا تينا 

زمجرت تينا بحنق : لا مش هوطيه ...انا زهقت 

اتجه سيف إليها بخطوات غاضبه ليقف امامها ويهتف من بين أسنانه : تينا انا لغايه دلوقتي صبور معاكي ومتحنل دلعك بس متزوديهاش 

قبل أن تفتح تينا فمها كانت تلك الطرقات علي الباب توقفها ليستعيد سيف هدوء ملامحه وهو يهندم من ربطه عنقه قائلا بصوت رخيم : تعالي يا نيهال

لم تكن نيهال بل ثراء التي ما أن لمحت عدم وجود نيهال علي مكتبها حتي أسرعت تخترع حجه لتدخل الي مكتب عاصم كعادتها في التملق  إليه لتتفاجيء بوجود سيف مكانه بل وتينا معه 

قالت بحرج : سوري مستر سيف انا فكرت مستر عاصم هنا كنت عاوزة اعرض عليه مجموعه الرسومات الجديده 

استغل سيف الفرصه لينهي خلافه مع زوجته قبل أن يتفاقم ليهمس لها : تينا روحي ونتكلم بعدين 

انتفخ وجه تينا بالغضب وسددت نظره ناريه الي ثراء متجاهله بعداء واضح سلام ثراء لها بينما قالت وهي تقترب منها : عامله ايه دلوقتي 

تجاهلتها تينا عن قصد وخرجت من باب المكتب تركل الأرض بغضب واضح ..... تحركت مكانها بعصبيه بينما قررت أن تواجهه تلك الفتاه بفعلتها وهاهي من أتت إليها ....!

نظر سيف الي ثراء باستفهام ؛ فين الرسومات؟!

تعلثمت ثراء قائله : ماهو انا كنت هشرحهم 

بالطبع تتحدث بفكره التقطتها من أحد زملائها وتنسبها لنفسها كما تفعل دوما مع عاصم الذي يأخذ حماسها وكأنه افكار والهام ولا يسأل عن التفاصيل التي يتابعها مشرفي الأقسام لتتعلثم بينما سيف يهتم بادق التفاصيل 

لذا قالت بحرج سريعا : هروح اجهزهم حالا 

اوما سيف وأشار لها لتخرج لتتنهد ثراء ما أن افلتت تلك المره ولكنها لم تكد توفر نفس ارتياحها حتي وجدت تينا امامها بينما غادرت مكتب زوجها وهي تكاد تخرج النيران من أذنيها لتقابل ابتسامه ثراء بوجه منزعج ودون مقدمات توجه لها الاتهام : انتي باي حق تتكلمي في حاجه خاصه زي دي مع جوزي 

تعلمت ثراء لتتابع تينا بحده

: ازاي تتجرأي ...هل انا اديتك المساحه دي ؟!

انا بس فكرت اني اصلح بينكم 

زمجرت تينا بحده : وانتي مين عشان تتدخلي اصلا بيتي وبين جوزي ؟! 

رفعت تينا اصبعها إمام وجه ثراء الذي احتقن بالدماء بينما بنفس اللحظه كانت نيهال تعود الي المكتب وخلفها عمر الذي تفاجيء بتينا تتابع بانفعال معنفه ثراء : اوعي تاني مره تدي نفسك مساحه انا مسمحتش ليكي بيها 

وضعت نيهال وجهها في الملفات امامها لتعفي ثراء من الحرج ولكن بكل الاحوال شهدت هي وعمر ماحدث لتسرع ثراء تركض خارج المكتب وهي تحاول امساك دموعها 

عقد عمر حاجبيه وهو يتوقف أمام تينا متسائلا : في ايه يا تينا ؟

اشاحت تينا بوجهها هاتفه باقتضاب : مفيش ياعمر 

نظر لها عمر باستنكار : امال كلمتيها كده ليه !!

هتفت تينا بحنق : تستاهل انت متعرفش هي عملت ايه 

اوما عمر بتفهم ثم قال برفق : تمام بس كان في طريقه احسن من كده تكلميها بيها ....نظر لها وتابع باستنكار : انا عمري ما شوفتك بتكلمي حد بتعالي كده 

زمت تينا شفتيها قائله : مش قصدي ابدا انا بس متوترة ومتضايقه 

اوما عمر قائلا : طيب خلصتي مع سيف 

هتفت باقتضاب وكل ملامح الضيق علي وجهها : اه 

شاكسها عمر بمرح بينما ارتسمت ملامح الشجار بينها وبين أخيه علي ملامحها : باين علي وشك .... طيب انزلي استني في العربيه وهحصلك بعد دقايق 

انهي حديثه مع تينا التي غادرت ثم التفت الي نهال يسألها : مكتبها فين ؟!

استغربت نهال سؤاله : هي مين ؟

قال وهو يهز كتفه : اسراء 

ضحكت نهال مصححه له : قصدك ثراء 

شاكسها عمر بمرح : ماتقولي يا نهله هو انا في السجل المدني 

زمجرت نهال به : مين نهله !

غمز لها بشقاوة : نيهال عارف ...يلا قولي فين مكتبها ؟!

أوقفته نيهال بجديه : انت رايح فين ...هتروح تصالحها 

اوما لها عمر : هفهمها أن تينا مش قصدها 

قالت نيهال بمنطقيه بينما لم ترتاح يوما لتلك الفتاه : اعتقد ان مدام تينا قصدها كويس اوي كل كلمه قالتها ....!

اوما عمر قائلا: برضه معلش ...انا بعز باباها وصعبت عليا 

تمتمت نيهال بلا مبالاه : زي ما يعجبك ....مكتبها في اول دور مع مسز ريهام 

تعليقات