رواية عمري الضائع الفصل الرابع بقلم هاجر نور الدين
_ عايزك تقومي تجهزي نفسك عشان آخدك المشوار اللي قولت عليه.
بصيتلهُ بجنب عيني وقومت بهدوء عشان ألبس، مش حكاية إني بسمع كلامهُ بس أنا فعلًا مشتاقة إني أنزل الشارع.
أنا كنت محبوسة حرفيًا في الشقة،
ما هصدق أشوف الشارع والناس وأتنفس هوا نضيف.
خلصت لبس وخرجت وكان هو كمان جاهز ونزلنا،
ركبنا العربية بتاعتهُ وبدأنا نتحرك.
كان طول الطريق ساكت ودي حاجة مفرحاني نسبيًا،
ولكن للأسف مدامتش وإتكلم وقال بسعادة غير مبررة:
_ المشوار اللي رايحينهُ دا أكتر حاجة هتسعدني في حياتي، إنتِ مش متخيلة مهم بالنسبالي إزاي.
بصيتلهُ وقولت بعدم إهتمام وتساؤل:
= ودا مشوار إي بقى، وأنا لازمتي إي فيه يعني؟
بصلي لثوانٍ بدهشة قبل ما يرجع يبُص للطريق من تاني وقال بإبتسامة:
_ إزاي إي لازمتك فيه بس،
دا إنتِ أساسي تشوفي بعينك.
مش عارفة بس مكنتش مرتاحة وكنت قلقانة، كنت حاسة بحركة غدر ممكن تحصل أو حتى يخلص عليا ويتخلص مِني.
اللي زي دا مجنون أتوقع منهُ آي حاجة حرفيًا.
بعد شوية وقت مش عارفة قد إي بالظبط وقف العربية وقال بسعادة:
_ وصلنا.
بصيت للمكان حواليا وكان تقريبًا مول،
نزلنا من العربية ودخلنا ومنهُ للكافيه على طول.
كنت ماشية وراه بعدم فهم ولكن مش مهتمة، عندي شعور بالقلق أيوا بس مش مهتمة.
وقف شوية بيراجع المكان بعينيه وكإنهُ بيدور على حد لحد ما لقاه وشاور بإيديه بسعادة غريبة وهو مبتسم ومشيت وراه بعدها.
عشان يُقف قدام طربيزة عليها واحدة قاعدة معرفهاش،
ولما إتكلمت مكانتش مصرية.
بصيتلهُ بإستغراب مستنياه يفهمني أو يعرفني مين دي،
ولكنهُ إتكلم وقال بنبرة حدة إلى حدًا ما:
_ إقعدي يا غزل في إي؟
إتكلمت بتساؤل وقولت بإستغراب:
= مين دي؟
إتكلم من تاني بنفاذ صبر وقال:
_ إقعدي وبعدين هنتعرف كلنا مش هنفضل واقفين!
قعدت فعلًا وأنا منتظرة يفهمني ولكن البنت مسكت إيديه بإبتسامة خبيثة مرتحتلهاش وقالت:
= إشتقتلك.
إبتسم وقال بسعادة وهو باصص في عيونها:
_ والله أنا اللي إشتقتلك!
بصيتلهم الإتنين بصدمة وقولت بإنفعال وغضب:
= هو في إي بالظبط، هو إي اللي بيحصل دا ومين دي؟
ساب إيديها ومسك إيدي وهو بيضغط عليها بقوة كـ تحذير وقال من بين سنانهُ:
_ وطي صوتك الناس حوالينا.
بعد إيدي منهُ بصعوبة وقولت وأنا بمسكها بإيدي التانية:
= هو إي اللي وطي صوتك والناس، إنت جايبني هنا ومع واحدة ماسك إيديها والغرام بينكم عشان تهينني يعني وتقل بيا!
إتكلم بإشمئزاز وقال بإبتسامة:
_ بتغيري عليا ولا إي يا روحي؟
بصيتلهُ بقرف وقولت بغضب:
= لأ مهما كنت مبحبكش ولا بطيقك بس أنا ليا كرامتي ومقبلش إنك تقل مني بالشكل دا وتعمل مِني فُرجة ومسخرة!
بصلي بغضب وبعدين قال وهو بيبصلها بإبتسامة:
_ طيب حيث كدا بقى أعرفك، مرام خطيبتي وهنتجوز كمان شهرين.
بصيتلهُ بصدمة وقولت بعدم تصديق:
= إي اللي إنت بتقولهُ دا!
إنت شكلك إتجننت بجد!
إتكلمت وقتها المدعوة مرام وقالت بنبرة مستفزة زيها:
_ لأ حبيبتي هو عقل، زواجنا راح يكون كمان شهرين وإنتِ حتصيري مجرد خادمة ليا ولزوجي.
بصيتلهُ وأنا مستنياه يرد ولكن لما رد أكد كلامها لما قال:
= ما هو بصراحة كدا مبقتش بحبك خلاص،
طلعتي من عيني ومن تفكيري يعني حاسس إني كنت عامل عليكِ ضجة على الفاضي ومديكِ أكبر من حجمك، عشان كدا هتجوز واحدة عليها القيمة وإنتِ هتعيشي معانا بلُقمتك.
الدموع بدأت تتكون في عيني من كتر الذُل والقهر اللي حاسة بيه ولكن رفضت إنها تنزل وقولت بغضب وقوة بحاول بكل صعوبة أكتسبها في الوقت الحالي:
_ أنا أبقى خدامة ليكم يا جوز خدامين إنتوا!
طيب عايز تتجوز غور في داهية إتجوز وسيبني أرجع لأهلي وإخرج برا حياتي اللي بوظتها بقى!
إتكلم بغضب من بين سنانهُ وقال وهو بيجز عليها:
= صدقيني أنا على آخري عشان مقـ *تلكيش قدام الناس، بس حسابك معايا جامد في البيت وكمان أرجعك لأهلك دا بعينك، أنا هعيشك معايا خدامة سواء عجبك أو لأ إنتِ كدا كدا بقيتي تحت طوعي.
قومت وقفت بغضب وقولت:
_ إنت أكيد بتحلم، مبقاش غير شريف الصايع بتاع النواصي اللس رفضتهُ 3 مرات ومفيش آي واحدة تقبل بيه يشغلني عندهُ خدامة ويزلني.
خلصت كلامي وضربتهُ بالقلم والصوت دوى في المكان وطلعت بعدها بالظبط أجري وسط صدمتهُ وصدمة كل اللي في المكان.
أيوا هربت، هروح فين وأعمل إي مش عارفة،
ولكنني هربت، كنت متأكدة إنهُ هيطلع ورايا.
عشان كدا ركبت عربية بسرعة وقولتلهُ على عنوان البيت وروحت بأسرع ما عندي خدت شوية هدوم ليا في شنطة ضهر ومعاهم الدهب والفلوس اللي كنت شايلاها من أهلي ومنهُ والباسبورد بتاعي.
ولكن قبل ما أمشي وأنا نازلة على السلم سمعت صوتهُ طالع بغضب كبير.
طلعت تاني بسرعة ولكن طلعت للدور اللي فوقي وأنا مستنياه يمشي عشان أمشي أنا كمان.
كنت حرفيًا قاعدة على أعصابي وسامعة صوتهُ وهو عمال يزعق ويكسر في الحاجات بغضب وبيقول:
_ والله ما هسيبك يا غزل، والله لأدمرك.
فتح باب الشقة وأنا طلعت سلمة من التوتر وغصب عني دوست على كيس تحت رجلي عمل صوت.
سكت شوية وأنا سامعة صوت خطواتهُ بتقرب من الدور اللي أنا فيه وقلبي كان هيقف من كتر الصدمة.
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم