رواية وعد ريان الفصل الثانى والخمسون بقلم اسماء حميدة
جاهدت وعد كي لا ينكشف أمرهما لحين خروج الجميع ومن ثم اندفعت ترتمي بين أحضان موسى وهي تقول بمحبة ابنة :
-إيه يا عمو؟! كل ده عشان تيجي؟!
ربت موسى على كتفها بحنان أب، قائلاً :
-اهدي يا وعد واحكي لي، إيه عيملتي خلاه يعاملك إكده؟!
-آني أول مرة أشوفه بينفعل على واحدة ست كيف ما حوصل دلوك؟!
ابتعدت عن ذراعيه، مطرقة رأسها إلى أسفل على استحياء، وقبل أن ينطق لسانها بكلمة، تسائلت واحدة ممن تناظرهما بفاه فاغر، ألا وهي أنيتا بينما والدتها لا زالت تحاول الاستيعاب بعد:
-إيه ده يا چدي؟! أنت تعرف المحروجة دي؟!
زجرها موسى بنظراته قائلاً :
-عيب يا آني، دي آنسة وعد بنت أعز أصدقائي، صحيح ما جبلتهاش غير في زيارة واحدة لما چات ويا المرحوم بإچازة الدراسة، و كنتي أنت وجتها مع أمك عند چدتك، وخالك ريان كان بيخلص في صفقة برات الولاية.
-وهي وعزام الله يرحمه نزلوا في الجصر عندي السبوع اللي جضوا في أمريكا، ووجتها كانت أختها في رحلة مع زمايلها في شرم، بس آني بعتبرها كيف أمك تمام، أنتوا التنين بناتي.
قالها قاصدا وعد وأنچيل.
وعد بتصويب :
-كان كامب.
أمسك موسى شحمة أذنها يعتصرها بأنامله، وهو يزجرها هادرا فيها بحدة :
-احكي لي يا آخرة صبري إيه اللي حوصل من طجطج لسلاموا عليكوا.
Flash back
بدأت وعد تقص عليه ما حدث بعد أن هاتفته طالبة المشورة وذلك فور تخلي الصديق المزعوم لوالدها وهو طاهر عن مساندتها هي وأختها، ودناءة وخسة ابنه زين الذي ما إن وقعت له على إيصالات الأمانة ساومها بشأن هذه الصور التي أراد منها أن تلتقطها للمدعو ريان موشيه.
بالطبع حينها لم تكن تعلم أن ريان موشيه هو ابن صديق والدها العم موسى لأنها من الأساس لم تسأل ما إذا كان هذا الصديق لديه أولاد أم لا.
ولكن بين أحاديث السمر أثناء تناولها الطعام مع أبيها والعم موسى في تلك السفرة جائا على ذكر ابنه الأكبر وهو ريان وشقيقه المتوفي رضوان، ولكنها لم تلتقط أسماء، ولم تشغل بالا للأمر خاصة وأن العم موسى لمح بشأن رغبته في ارتباط ابنه بفتاة مشاكسة كوعد حتى تجعله منشغل بها طوال الوقت ويكف عن مغامراته النسائية.
في ذلك الوقت انسحبت على الفور كرد منها على رفضها لهذه الفكرة، وحتما لو جبرت في هذا الوقت على الارتباط بزير النساء هذا لم تكن لترضى بزيجة من شخص گ ريان مهما كلفها الأمر، ولكن ما رفضته بالماضي علقت معه في الحاضر، وهي تتذكر ما قاله لها موسى عندما لجأت إليه :
-ما تجلجيش يا وعد يا بتي، سايري الواطي اللي اسميه زين ده، وآني نازل مصر جريب وعتفاوض معاه بخصوص وصولات الأمانة دي، بس خلي بالك على حالك ريان ده مش ساهل وبيلعب بالبنتة لعب.
وعد بقلة حيلة، ولم يرنو إلى عقلها آن ذاك، أنه بقوله هذا كان يسرع من إلقائها في طريق من تمنعت من قبل عن الاستماع إلى عرض الزواج منه ليؤل بها الحال في الأخير زوجة له.
Back
وعد باستياء :
-عمو هو أنت اللي كنت مرتب للموضوع ده من الأول.
موسى بدهشة :
-أنهو موضوع فيهم، تجصدي مرواحك لريان إسكندرية؟!
أومأت له في إيجاب :
-كيف ده؟! وآني عرفت منك إن ريان نازل مصر، ومكتش خابر لا نازل ليه ولا ميتى!!
وعد بتساؤل :
-إزاي وأنت كنت بتحذرني منه؟! أكيد ليك دخل في اللي حصل وموضوع الجواز ده؟!
موسى بصدق :
-حذرتك لأنه ولدي وآني خابره زين، لكن ما عنكرش إني كان ليا يد في تسريع چوازكوا.
-ولاحظي إني جولت تسريع لأن زي ما آني خابر إن ريان إبتاع حريم خابر كمان إنه مفيش حد يجدر يچبره أو يوجعه في چوازة بالغصب.
-ريان حبك، بس من كتر ما شوف رخاص كان محتاچ اللي يوچه نظره للغالي وماچد كان عقل وضمير ريان الصاحي عشان إكده آني بعته.
-لكن أنچيل شبطت تاچي إمعاه هي وأنيتا ولما جالي جولت مفيش مشكلة إنهم يزوروا مصر، لأن مكانش في الحسبان إن يكون صجر كمان عرف بچيته مصر وبعت رچلته ليكم.
-آني كان ممكن أخلص الجصة كلتها وآني هناك في موطرحي لكن النتايچ مكانتش عتوبجى مضمونة لأني كت متابع اللي بيحصل في مصر من بعيد لبعيد.
-خاصةً لمن صجر خد عضوية المچلس.
ومن ثم وجه حديثه إلى أنچيل :
-صجر هو كمان ما خبرش هو عاوز إيه، أو خابر وبيجاوح، صجر اتظلم لما أخوي جتل أبوه، ولمن عمل عملته مع ريان، كان رد فعل طبيعي.
-سبج وهو فاكر أن ريان چي يكمل حدوتة التار الجديمة اللي للأسف رضوان ولدي الله يسامحه كان بيرتب لها بوساخة لمن اتچوز بتهم في السر.
-ولو كنت عالچت اللي عيمله صجر بالشدة يوبجى بصحي الميت وعيروح فيها كاتير.
ومن ثم سأل من بدأ قلبها يلين فبدى على وجهها التنبه والتشويق :
-أنتي عارفة آني عحبك كد إيه أنچيل ولا لاه؟!
أومأت بإيچاب تجيب بإقرار :
-عارفة يا بوي ربنا يديمك فوج راسنا.
موسى بإجزام موجها حديثه إلى كليهما:
-طب اسمعوا أنتوا التنين دكر الحديت عاد.
فركت وعد كلا راحتيها معا في حركة تدل على الإثارة والاستعداد وكأنها مقدمة على تنفيذ خطة الهروب الكبير ولا تعلم أن ما سيقوله موسى لن يكون هروبا ولكن سيترتب عليه الزج في قفص الزوجية.
ولكن ما أحلاه قفصا تدخله بكامل إرادتك لتجرب أشياء لم تفعلها بمتعة وإلزام محبب، وهذا ما إذا كان الطرف الآخر يستحق العناء.
وعد باستمتاع :
-قول يا كبير.
موسى بمهادنة :
-بيجي چوز التيران اللي لساتهم خرچين دلوك واجعين على بوزهم، واحد فيهم غشيم وده اللي لسه بخيره وما عيعرفش يتعامل مع الحريم.
قال تفسيره الأول غامزا لأنچيل كتصريح منه أنه يعني الكتكوت حجها 😂، ومن ثم استكمل موجها حديثه إلى وعد :
-والحزين التاني مفكر من كتر ما عك إنه عيخطف المرة دي كمان ويچري، وما عيطلعش وراه زي ما عمل جبل سابج هياخد اللي هو عاوزه وهيعرف ينساكي وفي الحالة دي هو حمار لأن اللي زيك ما تتنسيش.
وعد مربتة على صدرها بامتنان :
-تشكر يا حج، وربنا لو ما كنتش أتورط كنت أتجوزتك أنت رجل بتفهم وخبرة مش الحلوف ابنك.
موسى بحدة مصطنعة :
-لمي لسانك ده چوزك وولدي، آني أشتمه لكن أنت ما تغلطيش يا هتيرة أنت.
وعد بخنوع :
-حاضر يا حج، بس لدي استفسار صئنن كده وأتمنى ماكنش بقاطعك أو بضايقك؟
موسى برحابة :
-جولي يا بتي.
وعد وهي تحك ذقنها بتفكير🤔 :
-هو يعني إيه هتيرة اللي لزقة في بؤكم دي؟! عشان لو شتيمة أنا مش هسكت.
موسى ببساطة :
-لاه مش شتيمة ولا حاچة، ده وصف ومنطبج عليكي بالملي.
وعد بإنشكاح، بينما من اطمئن قلبها قليلاً، غطت ثغرها براحة يدها تداري بها ابتسامة ساخرة، ولكن أنيتا لم تخبأ ولم تتكلف بل أخذت تقهقه ملأ فاها.
وعد :
-بجد يا عمو؟! طب معناها إيه عشان ابتديت أشك في حاجة كده؟!
قالتها وهي تراقب ردة فعل كل من أنيتا وأنچيل بارتياب، فأجاب موسى :
-هتيرة يعني حمقاء، بلهاء، ما عتحسنش.
فأجابت الهتيرة دون تعقل :
-طه الحمد لله وأنا اللي........ نعععععععععم؟!
مطت الأخيرة؛ ليقبض موسى على ملابسها من الخلف، فانكمشت على حالها تقول بارتياع:
-وأنا اللي أقول ابنك الهتير ده جايبها منين الحركة دي، أتاري هذا الريان من ذاك الأسد.
وعندما لم يطلق صراحها، ناظرته ترمش بأهدابها في براءة قائلة :
-ما يصحش كده يا كبير!! بتمد إيدك على واحدة هتيرة؟! مش قيمتك بردك!!
-أنت تعتقني لوجه الله وتقولي أنا والهتيرة التانية نتصرف إزاي مع جوز الهتتير حجنا عشان أنا طينتها على الآخر، وابنك ممكن يقتلني الليلة ويغسل عاره😂.
"وربنا وعد دي نمرة 🤝، بس عسل بت الهتيرة 😂"
نفض موسى يده عنها قائلاً :
-ما آني بجالي ساعة عسألك هببتي إيه ما عتنطجيش!!
وعد مسرعة تلقي حديثها دفعة واحدة :
-عقول، عقول، أنا... أنا....
موسى بنفاذ صبر :
-انطوجي يا بت عزام عتشليني.
وعد بحماس :
-بعيد الشر عنك يا عمو، ما أنا خايفة أقول أجلطك بردك، بس طالما أنت مصر ما باليد حيلة.
-قولتله إني بحب واحد تاني ومش ممكن أخونه.
مسح موسى على وجهه ظافرا بضجر، وهو يهدر فيها بحدة :
-فيه واحدة تجول لچوزها إكده؟!
وعد مطرقة رأسها، قائلة :
-ما هو اللي اتغرغر بيا عشان يتجوزني!!
موسى باستياء :
-لاه ريان ولدي ما يعملش إكده!!
وعد بتأكيد رافعة بصرها إليه، قائلة بتحدي :
-قعد يغريني لحد ما حصل اللي حصل.
موسى وهو على حافة الجنون :
-أنت يا مچنونة أنت!! مش لساتك من هبابة جايلة إن العدة مالهاش عازة؟!
وعد بعدم فهم :
-وإيه علاقة العدة بأنه قعد يزغلل عنيا بالفلوس عشان أوافق على كتب الكتاب، عشان ما يتكشفش قدامك وقدام خط الصعيد ويبان أنه كذاب؟!
موسى بنزق :
-عيني عليك وعلى وجعتك السودة يا ريان يا ولدي، صحيح ذنب ناس عتخلصه ناس!!
-يعني كل اللي دار بيناتكم ما تعداش كتب كتاب؟!
وعد بحرج :
-أكيد طبعاً أمال أنت فاكر إيه؟!
أنچيل مجيبة ولم تعد تطيق التزام الصمت :
-هو اللي عيفكر!! ولا أنت اللي كلامك مايع وما عيتفسرش غير بأنه نام معاكي غصبة عنك، ولا شربك حاچة أصفرة!!
قالتها أنچيل وهي تضع راحتيها على أذني أنيتا كي لا تتسائل عن معنى ما قالته أمها، فشهقت وعد بخجل تقول باستياء :
-يخرب بيت الانفتاح اللي أنتوا فيه، إيه العيلة دي؟! لا طبعاً مفيش كلام من ده.
موسى بنفاذ صبر :
-بس أنت وياها، اللي عجوله هو اللي عيتعمل، أنت يا أنچيل المدهول اللي اسميه صجر عاشجك بس مناخيره في السما ودبش ما عيحسنش، لكن رچل وعيصونك ما هواش كيف ما أنت فاكرة.
-ربيه على اللي جاله بس لو سبتيه صدجيني مش عتلاجي حد يحبك إكده، لوعيه عشان يعرف جيمتك.
أطلقت وعد صافرة استحسان قطعتها بعد أن زجرها موسى بعينيه "دودتها شكلها عتفضح الدنيا 😂"، قائلاً بشفاه مزمومة :
-وأنت يا بلوة أنت........
قاطعته وعد بضيق :
-هتيرة يا كبير.
-كفايا مصطلح واحد تهزقوني بيه.
تأفف قائلاً :
-اسمعي يا هتيرة.
وعد بإنصات:
-قول يا كبير.
موسى وهو على وشك لكمها "جننتي الرجل الكبرة الله يحرقك😂" :
-لو جاطعتيني تاني، عسيبك منك ليه، وابجي جابلي عاد.
رفعت وعد يدها تكمم فمها، تومأ بطاعة، ليستكمل موسى توجيهاته :
-آني عخرچ أتحددت وياه لحالنا، وأنت اثبتي على موجفك.
وعد بأعين جاحظة:
-حضرتك تقصد.......
أومأ موسى وقد ارتسمت على شفاهه ابتسامة ماكرة، يؤكد حدثها قائلاً :
-أيوه هو ده اللي أجصده، سوجي عليه العوچ، بس ما تجوليش كلام أيفور الدم لا جدام حد ولا حتى بيناتكم، بمعنى سويه على الهادي اضروبي ولاجي.
وعد بحماس :
-حلاوتك يا حج.
-قشطة ما تقلقش هجنن اللي جايبينه!! 😂
هز موسى رأسه بيأس منها، قائلاً وهو يواليهما ظهره قائلاً بأمر :
-چهزوا حالكم الليلة كتب كتاب المعتوه التالت اللي چه يكحلها عماها، وبكرة دخلة چماعية وما تنسوش اتفاجنا.
التفت إليهما غامزا بتضامن واتفاق ضمني رفعت على إثره كلاهما إبهامها كعلامة تأكيد👍.
لحقت به الفتيات فوجدنا مسعدة تخرج من غرفة سارة وفتحية تشكرها على متابعة حالتها قائلة :
-متشكرة يا بنتي ربنا يفرحك ويسعدك.
مسعدة بود :
-مفيش شكر ولا حاچة يا أمي ربنا يجومهالك بالسلامة، هي كل اللي محتاچها غذا وده عيوبجى أفضل من المحاليل وابعدوا عنيها أي حاچة تضايجها وهي عتوبجى كويسة وزينة.
فتحية بكسرة :
-ربك عالم بالضيقة وقادر يفك الكرب من عنده.
وعد لفتحية :
-سارة مالها يا فتحتح؟! أنتوا مصدقين الهبل بتاع محمد ده؟! محمد عمره ما يعمل كده، أكيد فيه حاجة غلط.
الفضول ينهش دواخل مسعدة وهذا حالنا جميعاً معشر النساء😂، ولكنها لم تجرؤ لتسأل، بينما أجابت فتحية :
-لو ما يعملهاش أمال بلى نفسه وبلانا البلوة دي ليه؟!
وعد بتأكيد :
-عشان بيحب سارة، بس البعيد حمار والطريقة غلط، بس أحلف لك على مصحف محمد لا يمكن يأذيها، فيه سبب خلاه يقول كده وبعدين أنتوا اتأكدتوا من سارة الأول.
فتحية بحيرة :
-لا أكدت ولا نفت ولا أحنا عارفين نطلع منها بمعلومة، من وقتها وهي منهارة وحاولت تنتحر.
وعد بذهول :
-يا بت المجنونة!!!
ومن ثم انتبهت الهتيرة على حالها 😂، لتعاود تصحيح ما قالت :
-آسفة يا فتحتح، بس اللي بيحصل ده شغل مجانين الصراحة.
-أمال همس فين؟
فتحية وهي تفتح الباب على مصرعيه، قائلة :
-أهيه جوه، ادخلي.
نهضت همس من جلستها إلى جوار سارة الراقد لا حول لها ولا قوة، وتجوارها على الجانب الآخر هناء، فتوجهت همس ناحيتهن تخاطب وعد :
-إيه اللي حصل مع بابا ريان ده؟!
سحبتها وعد من يدها، قائلة :
-بالإذن يا فتحتح.
ومن ثم وجهت حديثها إلى همس، وهي تركض والفتيات تتبعها ناحية رأس السلم المطل على الدور العلوي وهي تشير إليهن بأن يلتزمن الهدوء، وجميعهن يقفن بحظر يسترقن السمع وكأن على رؤسهن الطير، حتى مسعدة التي لا شاه لها ولا ناقة فيما يدور بالأسفل وقفت منضمة إلى القطيع.
فقد أحست مسعدة بينهن بالألفة التي تفتقدها فليس لديها أختا تشاركها أسرارها؛ لذا قررت أن تفضي إليهن بما دار بينها وبين طبيبها الهتير 😂، عل عصابة الفتيات تجد لها حلا، ولكن ستفعلها بعد أن ينتهين من جلسة اليوجا خاصتهن فجميعهن في ثبات مريب.
بينما موسى الذي هبط إلى الطابق السفلي وجدهم مجتمعين ألا وهم الصقر وريان ومصطفى ومحمد، أحدهم يناظره بترقب وعينيه تلمعان بأمل خاب.
وذلك عندما أشاح موسى بنظره عنه يهز رأسه متمتما بصوت غير مفسر نوعا ما ولكن قرأها الصقر من حركة شفاهه "استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم".
تمتمته بالاستغفار هوى لها قلب الصقر، وتسائل ما إذا كانت النهاية مقدرة لهما بالفعل؟!
تشققت نياط قلبه يستمع إلى صوت تهتكها، لاعنا سوء طالعه فبرغم ما فاض الله عليه به ولكن الحظ العثر يلاحقه، وكلما ظن أن ميزانه سيستقيم تهوي إحدى كفتيه وها هو القدر يخرج له لسانه كيدا وكأن لا حق له في الحب ولا أمل له في أن يهنأ بأنيس يألفه.
أما ريان فقد عزم أمره، لن يحدث ما يقنط له أبيه الآن قبل أن يطأ جسدها، ويوشم كل خلية به بصك الريان، هذا ما استقر في نفسه رافضا إلحاق تمسكه بها إلى أي سبب آخر.
تلكأ موسى يمشي الهوينة مطرقا رأسه بحزن مصطنع عاقدا راحتيه خلف ظهره، يزفر متنهدا، والصقر قد ضاق ذرعا؛ لذا استقام يقول بنزق :
-إيه فيه يا حچ؟! سكوتك ده معناته إيه؟!
رفع موسى بصره إليه، قائلاً :
-أنتوا التنين غلطوا واحد استغل حاچة اللي أضعف منه وساومها وجبل بشرطها يوبجى مچبر ينفذ.
قالها وهو ينظر إلى ولده، بينما استكمل موجها حديثه إلى صقر:
-وأنت اخترت راحة بت عمك وكسرت بخاطر واحدة ملهاش ذنب في الجصة الجديمة.
-على فكرة أنچيل سمعتك وأنت بتجول الكلام ديه وإحنا في المكتب، ورد فعل طبيعي أنها ترفض تكمل وتجرر إنها تمشي.
صقر بالتماس وقلبه يؤلمه عليها :
-بس آني ما..............
موسى باترا عبارته، قائلاً بضيق مصطنع :
-خلصنا يا صجر، آني............
صقر بهيستيريا :
-لاه ما خلصناش، آني..........
موسى مقاطعا :
-ما تستهدى بالله وخد نايبك صبر عشان لسانك إبيفلت لمن بتفور إكده وچايز الكلام اللي عيطلع في الوجت ده يغفلجها بزيادة، اتجل واسمع.
أومأ الصقر بمهادنة، ينتظر بفروغ صبر ما يتأهب موسى؛ لقوله.
ولكن قبل أن ينطق موسى هب ريان من مجلسه يقول بصوت مرتفع حتى يصلها مغزى حديثه أينما كانت ولو يعلم أنها فوق رأسه مباشرة ما أحتاج إلى رفع نغمة التون إلى هذا الحد :
-آني محدش يجولي أعمل إيه وما أعملش إيه.
-الهتيرة دي معتمشيش حديتها عليا، و مالهاش عيندي اتفاج.
بينما وعد تلوي ثغرها بتشدق، وقد اشتعلت عينها بالعزيمة والإصرار على كسر كبريائه اللعين.
صقر برجاء موجها حديثه إلى ريان، فكل منهما يغني على ليلاه :
-اصبر بس يا واد عمي لمن نشوف الحچ عاوز يجول إيه؟!
إلحاحه لامس وتر بداخلها، وشيء ما بداخل مزته يقودها إلى تصديق ما قاله موسى فإذا لم يكن يعشقها لم العذاب واللهفة التي تنضح بها نبرة صوته، فلمعت عينها بتحدي مماثل للذي لاح بعيني زعيمة الهتيرات، فلابد وأن تعلم هذا الهمجي مبدأ العشق على الطريقة الأنچيلية.
موسى بإقرار يشمل الجميع بحديثه:
-الليلة اللي معجدش عيعجد، وعنلموا المهزلة دي وبكرة كل واحد يدخل على عروسته، واللي عتعوزه البنتة آني عنفذه اللي ما عترتاحش عتطلج وعتاخد حجوجها كيف ربنا ما جال حتى لو اللي عملي فيها غدنفر فيكوا ومرته مشت عليه رغبتها ماخلتوش يلمسها عيديها مؤخرها على داير مليم.
-ومؤخر عروسة محمد اتنين مليون چنيه.
محمد بتلهف :
-موافق بس اتجوزها.
وعد معقبة بهمس :
-آه يا ابن الهتيرة، بقى لو كنت طولت منها حاجة كنت هتوافق على كده، لو كنت بالوطينة اللي لزقتها في نفسك كان حلك قاعد وحاطط رجل على رجل وأنت اللي بتتشرط، بس ليها حل إن شاء الله.
مصطفى بعد أن استقام من جلسته احتراما، يقول بالتماس :
-وأنا يا عم الناس مش عدخل ولا إيه يا كبير؟! اشملنا بعطفك، كلك نظر.
بينما البسكوتة حجه أطرقت رأسها على استحياء، وتوردت وجنتيها خجلا، والفتيات جميعهن يشعرن بالفرح لأجلها على الأقل إحداهن حالفها الحظ لتحظى بهكذا مقدام يقتنصها من الحياة قنصا يعلم ما يريد ويستغل كل فرصة ليصل إليه.
موسى بدهشة :
-أنت مش جولت أنكم متچوزين؟!
مصطفى بتأكيد وهو يخرج قسيمة الزواج يناوله إياها :
-وهي ديه حاجة فيها هزار، طبعاً متجوزين، أنا كتبت بس لسه متأهلتش يا عمهم.
موسى قائلاً، بعد أن فحص العقد؛ حتى يطمئن على الابنة الثانية لرفيقه رحمه الله:
-العجد ما فيهش مؤخر، يوبجى عتمضي وصل أمانة.
مصطفى دون تردد :
-مضيت وعمضي واللي تؤمر بيه نافذ وفدى تراب رجليها، كده كده أنا لا هدفع ولا هي عتقبض، أنا أموت نفسي أحسن لو فكرت تسبني.
"الله عليك أدرش ربنا يفتح عليك يا زميلي 😂"
وفي هذه الأثناء دلف منصور، مقتطب الجبين دهشة لهذا الاجتماع الحماسي، وما التقطه هو آخر ما صرح به مصطفى؛ ليقل :
-الله عليك، دي مين ست الحسن والجمال اللي أنت واقع فيها دي يا أخ.
مصطفى باستنكار :
-وأنت مال أمك.
" أدي جامد أدرش، كفاءة.🤝 وعهد الله 😂"
منصور متحمحما بحرج وهو يمد يده إليه بالسلام قائلاً :
-لمؤاخذة نسيت أعرفك بنفسي، مع حضرتك دكتور منص.. صور، منصور 😂.
أشاح إليه مصطفى بعدم إعتناء "اعملك ايه يا منص؟! أنت اللي مهزق😂"
بينما ترأف موسى بحاله فالتقط راحته، قائلاً :
-أهلاً يا دكتور، لازم أنت عريس الليلة اللي جال عليه صجر.
منصور بنفور من التصريح ليس من الشخص نفسه:
-أيوه أنا عريس الليلة الغبرة يا باشا.
موسى بتعجب :
-غبرة!!
منصور بتصحيح بعد أن زجره صقر، واستمع أيضاً إلى صوت همام خلفه ويبدو أن لحظه العثر قد أتى همام في الوقت غير المناسب:
-غبرة!! مين قال غبرة!! أنا قولت عطرة بس الظاهر حضرتك مش من البلد ولسه واصل، هو تغيير الجو بيعمل برد بيأثر على اللوز والأنف والأذن والحنجرة، اشتري مني أنا دكتور وأعرف أكتر من حضرتك في المواضيع دي.
-هو قرص أنتي بيوتك والودان هتسلك بأمر الله.
موسى بتسلية :
-يوبجى اللي صار على محمد ومصطفى عيسير عليك.
وقبل أن يستفسر منصور أجاب الصقر عوضا عنه :
-معلوم يا حچ موسى هو يجدر يجول لاه؟!
قالها الصقر وهو يناظر منص بتحدي، فأجاب منصور :
-آه،...... قصدي لاء، يعني اللي تشوفوه.
أعلنها منصور كموافقة صريحة على ما ليس له به علم، وذلك عندما حطت راحة يد تشبه خف الفيل على كتفه ومن غيره ميمو 😂؟!
ريان بشماتة :
-يوبجى على البركة، عتمضي على مؤخر أو وصل أمانة ب٢ مليون چنيه مؤخر.
منصور متحليا ببعض من الشجاعة نافضا يد همام عنه، يصيح برفض :
-2 مليون إيه اللي همضي عليهم؟!
-مش كفاية لابستوني في مسعد وكمان هكتب مؤخر 2 مليون جنيه؟!
-دي لو كارينا كابور مش هكتب لها مؤخر 2 مليون جنيه!!
"تؤتؤ!! هي كارينا يا منص وعتكتب، بلاش حماس الشباب دهون عتدور حالك مع ميمو😂".
رفع منصور يديه كعلامة استسلام عندما شعر بشيء ما يوكزه في منتصف ظهره، ولم تكن سوى فوهة بندقية همام، فجحظت عيناه رعبا وهو يلتفت ليتقصى ما في الأمر فارتد برأسه سريعاً، يقول بتراجع :
-أنا رأيي من رأي الأخ اللي مش طايقني ده، ده أنا أموت أحسن وتسبوني، قصدي ولا إنها تسبني، عمضي يا باشا، بس خلي همام ينزل السلاح، لا يطلع منه عيار طايش ولا حاجة، وأنا لسه فاضل في عمري كام ساعة على الإعدام، قصدي كتب الكتاب.
موسى بتحد موجها حديثه للصقر :
-خلي غفيرك أينزل سلاحه، وبالنسبة ليك أنت وريان المؤخر عيكون 5 مليون چنيه عشان تبجوا تهينوا الولايا.
الصقر دون تفكير :
-كلامك على عيني وراسي يا حچ.
ريان برفض قاطع :
-لاه هما 2 مليون چنيه، غير النص مليون اللي وصلوها ويوبجى كاتير عليها كمان.
وعد بتوعد :
-ماشي يا ريان الكلب إما وريتك.
"لا عنك أنت يا دودتها😉، تصدق أريو؟ عتصدق إن شاء الله، أنا عخليها تطلع تلاتة ميتين مامتشك 😂".
موسى منهيا النقاش :
-اللي جولت عليه هو اللي عيتم، انتهينا چهزوا حالكم وكل واحد فيكوا يشوف عروسته ناجصها إيه عشان بكرة، الليلة الكابيرة.
منصور مذبهلا :
-ليلة إيه حضرتك؟!
موسى :
-دخلتك يا عريس!!
منصور ولم يستوعب بعد :
-لا مش فاهم.
موسى بسخرية :
-چرى إيه يا ضاكتور؟! ما فهمش يعني إيه دخلة؟!
-شكلك عتجصر رجبتنا!!
شماتة عمت الجميع إثر تعقيب موسى، بينما عقب منصور بأكثر شيء غرابة على الإطلاق :
-استر عليا يا كبير أنا فعلاً ما ليش في الحريم، تقدر تقول عقدة منذ الطفولة.
إلى هنا وانفجر الشباب ضحكا وما قاله منصور غطى تماماً على ما لمحت به وعد بالأعلى ونفاه ريان بحجته المقنعة.
موسى بحنكة فقد لاحظ بالطبع تهرب منصور من هذه الزيجة :
-معلهش إحنا بنتنا رچل وعتوجف چارك، وكل داء وليه دوا آني اللي عجولك بردك يا ضاكتور.
منصور موشكا على البكاء :
-روح يا شيخ إلهي.....
-إلهي ربنا ما يحرمك مني.
بينما من اجتمعن بالأعلى يكممن أفواههن من شدة الضحك حتى لا يفتضح أمرهن ومن ثم دفعتهن وعد وقد بدأ ألم كاحلها يداهمها فاستندت إلى مسعدة، تقول لها بتآمر :
-تعالي يا ميسو عاوزاكي في طالعة بس الأول، أروح أخد مسكن وأحط من السخام اللي المخبول بتاعك كتابهولي، تعالي تعالي عيني عليكي وعلى بختك المايل طلع منصورة مش منصور.
مسعدة بطيبة :
-لاه ده بيتهرب من الچواز.
وعد باستفسار :
-ليه هو راخر؟!
مسعدة :
-تعالي ويايا جوليلي على الطالعة وآني عحكي لك على الجصة من أولها.
وعد بحماس :
-قشطة يله بينا يا مزز.
_______________
تنبيه هام هناك مشهد +١٨🔞
بينما من تجلس جوار هذا الخجول، تناظره بهيام مترقب لكل لمحة منه تنتظر ردا لسؤالها ألا وهو "هل أحب ذات يوما؟!"
وكانت الإجابة أقرب ل "لا".
تحمحم ماجد يهم بالوقوف قائلاً :
-آني عدخل الحمام بعد إذنك.
أسرعت تمسك براحته قائلة :
-ماچد، أنت ندمان إنك اتچوزتني؟!
عاد ماجد يسترخي في جلسته مرةً أخرى، ولمسة يدها إلى خاصته أرسلت بأوصاله رجفة لذيذة أسرت إلى سائر جسده استجابة غريزية لا سيطرة له عليها، فهذه أول مرة يشعر بهكذا أحاسيس تجاه أنثى، فأجاب بنفي :
-لاه مين جال إكده؟! آني مؤمن بإن كل شيء بتدبير ربنا خير.
ومن ثم استكمل بمكر جديد عليه وداخله يحثه أن يفعلها، و عينيه تراقب عن كثب ردة فعلها:
-وبعدين ده عيوبجى چواز موجت لحد ما الأمور تهدى وبعدين وجت ما تعوزي تطلجي عطلجك.
-أنت لساتك صغار ومش معنى أنك اتچوزتي بطريجة غلط عتفضلي طول عمرك تتعجبي على غلطة عيملتيها بچوازك بواحد كد عمرك مرتين.
لم تبعد يدها عنه بل اشتدت قبضتها على ظهر راحته وانتفض جسدها رعبا لفكرة تركه لها، وغامت مقلتيها بدموع قهر وحاجة، تقول بصوت مختنق :
-لا يا ماچد بالله عليك، آني ما عوزاش اتطلج خليني چارك ما تودنيش حداها تاني.
-لو طلجتني عموت نفسي.
رفع راحة يده الحرة يربت على ظهر كفها القابض على يده يطمئنها، قائلاً بنبرة حانية :
-خلاص اهدي بس دلوك، وبعدين عنتحددتوا في الموضوع ده.
على قدر ما خالجته الفرحة كونها لا تنفر جواره، على قدر ما يشعر بالأسى حيالها والكراهية للبغيضة حفيظة تلك المرأة متحجرة القلب ولا يعلم كيف لها أن تجعل فلذة كبدها تهابها كل هذا القدر!!
أي أم تلك؟! ألا تعلم عن الدين كون وجوب الطاعة على الأبناء؟! ألا تعلم أن الله أمرنا بحسن المعاملة فالكلمة الطيبة صدقة حتى ولو كانت للأغراب ما بالنا بمن هم منا، بل قرة أعيننا!!
ألم يقول الله في كتابه العزيز لرسوله الكريم "لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"، فسبحانه لم يخص فئة تنفر من سوء المعاملة بل واو الجماعة في النتيجة "لانفضوا" تفيد العموم والشمول، فإذا كنت فظا غليظ القلب، كانت النتيجة انفضوا من حولك.
والكثير يفسر على نحو خاطئ قوله تعالى "أموالكم وأولادكم عدو لكم فاحذروهم" صدقت ربي فيما قلت، فمالك المكتسب من الحرام أو الذي تنفقه في معصية الله ولا تخرج حق الله فيه هو شاهد عليك يوم القيامة.
وأبناءك الذين أطعمتهم الحرام هم بالفعل أعدائك في الدنيا تخليصا لما أقترفت من ذنب فأنت من جنيت عليهم بفعلك.
تفرقتك في معاملتهم عداوة.
وظلمك لهم عداوة.
وقيادتك لهم بقسوتك ليلتمسوا ما افتقدوها منك ومنكي لدى غيركما من حب فهو عداوة زرعتموها وأنتم من تحصدون نتاجها.
فإذا أردنا أن يعامل أبناءنا الله فينا، فعلينا أن نراع الله في نعمة وهبها لنا، ألا وهي نعمة الذرية التي حبى الله بها البعض، وغيرهم ممن عوضهم الله في الرزق بشيء آخر يفتقدها، نعم فأبناءنا هبة من الله نسأل عليها فلا تجعلوا عطية الله لكم خصيمة لكم يوم الموقف العظيم.
بكت سوسن تنعي حظها، لم الكل ينفرها ولا يرغب جوارها؟!
فلا أم راعت الله بها، ولا من نسج لها أحلام في الخيال رأف!!
وها هو ماجد يريد الخلاص.
رق لها قلبه، يقول برقة وهو يدنو إليها جاذبا إياها إلى دفء صدره:
-اهدي يا جلبي، ما تبكيش آني ما عسيبكيش إلا لو أنتي عاوزاة إكده.
حاوطت خصره بكلا ذراعيها بتملك وكأنه آخر ما تتعلق به روحها، تستند برأسها إلى صدره كطفلة مذعورة تلتمس الأمان وهي بالفعل كذلك، قائلة بنبرة مختنقة:
-لاه يا ماچد ما عجولش إكده عمري.
-عمري ما عطلبها منيك، آني ما صدجت لجيتك.
رفعت بصرها إليه وجدت نظراته الحانية تشملها بينما عينيها التي تلألأت بالدموع أسرته وأنفها وخديها المشوبة بالحمرة زادتها حسنا وبراءة، لتكمل قولها بما أنهار له ثباته مطيحة بأي ذرة تعقل :
-آني مرتك، وهفضل إكده لحد آخر يوم في عمري.
أنفاسها الدافئة تداعب صفحة وجهه وما هو بيوسف، دنى يميل برأسه إليها قائلاً بنبرة رجولية متحشرجة وعيناه تسألها الرأفة:
-خايف أظلمك إمعاي.
شددت من حصار ذراعيها حول خصره تقول بابتسامة من بين دموعها :
-لاه يا ماچد أنت عتظلمني لو بعدتني عنيك، آني ما عوزاش أسيبك واصل.
ماجد وقلبه يضج بفرحة عارمة فقد أرضت غروره كرجل أول مرة يقع لامرأة، وحديثها أشعل بجسده رغبة فتاكة ليهمس إليها عن قرب ونظراته الجائعة تتنقل ما بين عيناها وشفاهها المغوية :
-آني اللي ما جادرش أبعد عنيكي يا جلب ماچد.
أسبلت أهدابها بإغواء دانية إليه، تلعب على وتر حساس لديه، مقررة أنها ستفعل أي شيء ليبقيها إلى جواره.
انفراج شفاهها وارتجاف جسدها الغض بين ذراعيه، ويده التي تربت على ظهرها بمواساة أصبحت تستكشف جسدها بفضول لم يشبع من قبل.
يتنفسها، نعم ماجد الذي لم يدق نابضه لامرأة صار أسير أنفاسها العذبة التي تجذبه إليها كالمغناطيس، فاقترب أكثر يلتقم شفتها العلوية بين خاصته فبادلته ترفع إحدى راحتيها تحط بها على صدره، والأخرى تطوق عنقه تجذبه إليها وأناملها تعبث بخصلاته في رقة ونعومة.
ليميل إليها أكثر ورغبته بها جعلت كل ذرة به تطالب بلقاء، وتشنج عضلات جسده خير دليل على تأثيرها عليه.
أفرج عن شفاها، يلثمهما بقبلات رقيقة متطلبة وهي تئن بين يديه باستمتاع، فحتى إذا ما كان هذا ما تسعى إليه ولكن رقته معها جعلت حواسها تستجيب له عنوة، ومن نقمت على جنس ابن آدم أطاح ماجدها بكل قسم أقسمته!!
حاوط خصرها وكلما مال إليها تحركت بين يديه بامتثال وتحفيز حتى أصبحت متسطحة على ظهرها أعلى الأريكة وهو يعتليها يشبعها بقبلاته الأشبه برفرفة الفراشات على وجنتيها وأسفل ذقنها، وما أن يستمع إلى أنينها يعاود الكرة إلى ثغرها يبتلع نغمات استجابتها إليه بجوفه ومن ثم يوزع قبلات أسفل أذنها ورقبتها تشعر كلاهما بدغدغة لذيذة.
ازدادت لمساته جرأة وهو يعتصر نهديها أعلى ثيابها، وهي لم تبخل فمع كل لمسة تبادله قبلاته المتعطشة، فانسدلت يده إلى طرف ثوبها يحصره إلى منتصف فخذيها يتحسس بشرتها الناعمة فأفرجت عن ساقيها كدعوة منه ليستكمل ما بدأ.
آهة نشوة صدرت عنه واستجابتها تلك أوصلته إلى أقصى درجات الحاجة لتشعر برجولته في حضن ساقيها بعد أن عبثت يده بسحاب منطاله، وقد غاب عقله على الأخير.
وإذا بهما..........