رواية زين وزينة الجزء الجزء الثالث الفصل السادس 6 بقلم منال كريم

  

 

 رواية زين وزينة الجزء الجزء الثالث الفصل السادس



عند سماع خبر وفاة مسك، أصيبت زينة شلل نصفي.

بينما زين ظل يصرخ على الطبيب و يطلب منه يجعل مسك تستيقظ.

قال الطبيب بحزن: سوف نفعل آخر محاولة، نضع مسك على الجهاز  ،هذا آخر أمل.

نظر له بدموع: أفعل لأنها  سوف تستيقظ أنا على يقين أنها تستيقظ ، هذا وعد الله، أنا عند حسن ظن عبدي بي ، و أنا ظني خير، و رب الخير لا يأتي إلا بالخير.

قال الطبيب: من فضلك انتظار في الخارج.

غادر الغرفة بصعوبة، خطوات ثقيلة، أغلقت الممرضة، الباب بينه و بين ابنته.

و الان تذكر زينة ،نظر حوله لم يجدها.

تحرك يبحث عنها بجنون، و يسأل أين ذهبت؟ هل من الممكن فعلت شئ في نفسها ؟

كان يبحث بجنون ، حتي جاءت الممرضة و قالت: المدام ، عند سماع الخبر لم تتحمل و هي الآن في الغرفة مع الطبيبة.

سأل بتعب وضياع: أين هي؟

قالت: تفضل معي.

ذهب معها و هو في حالة ذهول مما يحدث معهم.

وصل الغرفة ،نظر لها بحزن كانت غائبة عن الوعي.

ضم يده بحب و خوف، و سأل  بتوتر: كيف حالها؟

أجابت بحزن: كانت من الممكن التعرض إلى جلطة دماغية لكن تم السيطرة

اغمض عيونه بحزن و لم يجد حديث يقال، فماذا يقول؟ أبنته و زوجته..

رحلت الطبيب و هي جلس على الأرض و يحضن كف يدها و يبكي ،يبكي فقط لا يتحدث.

بعد وقت سمع دق الباب.
نهض من على الأرض و اتجه ليغادر الغرفة، لكن عاد وضع قبلة على جبينها.

كان كارن يقف أمام الباب، قال بحزن: زين.

قال زين: كارن لم أتحمل البقاء هنا أكثر، سوف أغادر.

سأل بتعجب : إلى أين تذهب؟

لم يجيب على السؤال و قال: انتبه على زينة و مسك، و إذا حدث شيء أخبرني.

سأل كارن مرة أخرى: إلى أين تذهب زين؟

ثم أكمل بعتاب: لماذا أنت هكذا؟ لماذا لم تشارك أحزانك زين؟

أجاب بحزن: لا يوجد شئ يقال ، أعلم أن الجميع يشعر بالقلق و الحزن لأجل مسك لكن أنا أو زينة لم تكن لدينا طاقة للحديث ، سوف أذهب..

و غادر زين المستشفى ،نظر كارن إلى الممرضة و قال : اجلسي مع زينة و لا تغادرين الغرفة لاي سبب 

أجابت: حسنا.

و ذهب كارن إلى مسك..

في منزل زين وزينة 

جميع العائلة حاضرة
لكن لا يعلم أحد شئ الا من خلال كارن لول كارن مدير المستشفى لم يعلم شئ أيضا.

في حديقة المنزل 

كل رجال عائلة زين و زينة ،يجلسون معنا و يقروا القرآن الكريم بنية شفاء مسك.

بينما تجلس النساء في الداخل 

يصلون على الحبيب المصطفى بنية شفاء مسك.

و محمد و مكة يجلسون في غرفة مسك

مكة تنام على فراشها 

و محمد يجلس على مكتبها.

و كل منهما يدعو نفس الدعوة سراً.

محمد لنفسه: يارب اشفي مسك، لأجل حبيبك محمد صل الله عليه وسلم ، وعد مني يوم ما تخف مسك لمدة شهرين اتبرع بكل  مصروفي.

أما مكة التي ذبلت عيونها من كثرت البكاء,و توقفوا عن الذهاب الى المدرسة.

قالت لنفسها  : يارب ،يارب، أنا عارفة أن الأطفال أحباب الله ، و مسك طفلة و تعبت و تعذبت كتير، علشان خاطر حبيبك محمد اشفي أختي ،لو مسك خفت و رجعت زي الاول أنا اصوم كل اثنين و خميس زي بابا و ماما.

سيما الوحيدة التي كانت تجلس بمفردها بعيدة عن نساء العائلة..

رفعت يديها إلى الاعلي: يالله أغفر لي ذنوبي، أنا  أطلب شفاء مسك لأجل زينة فقط، نحن بفضل الله ثم زينة رأينا الطريق المستقيم.
لذا يالله  يا  أرحم الراحمين ،أرحم قلب زينة من العذب ، و أمطر قلبها  بالسعادة بعد  شفاء مسك.

و كان منزل زين وزينة ساحة للدعاء ،الاستغفار قراءة القرآن ،الصلاة و كل ذلك بنية شفاء مسك.

أما زين غادر المستشفى ليذهب إلى بيت الله.

يقف بين يدي الله يصلي قيام الليل و يبكي مثل الطفل الصغير ، و يدعو دعوة واحدة: لا تريني مكروه في عائلتي، لا تريني مكروه في عائلتي.

ظل يصلي ساعات طويلة و يبكي.

كان ينظر أمام الجامع له يشفق و رحمة لكن قرر عدم السؤال في البلاد الغربية ليست مثل مصر، لا يحق لأحد التداخل في شؤون الغير.

لكن كان الإمام يقول: يا لله أرحم قلب هذا الشخص، و حقق له ما يتمني.

أما زينة مازلت غائبة عن الوعي.

لكن رأت حلم غريب.

كان مكان جميل و الشمس ساطعة و الازهار و الأشجار  في غاية الروعة.

و تركض مسك و هي بكامل صحتها ،ترتدي ثوب أبيض و شعرها يرقص خلفها.

و زينة تركض خلفها.

و ضحكات مسك ترن في المكان.

لكن فجأة أصبح المكان مظلم و مخيف.

قالت زينة بخوف: تعالي يا مسك، بلاش تجري المكان مخيف.

لكن مسك لم تجيب و تكمل في الركض، حتي ظهر  باب أمامها، نظرت إلى الخلف، لتجد زينة تركض خلفها ،ابتسمت لها و دلفت و أغلقت الباب.

صرخت بصوت عالي: مسك، مسك.

حتي وصلت إلى الباب، حاولت فتح الباب لكن لا تستطيع.

ظلت تدق و تصرخ: مسك اخرجي، مسك بلاش تبعدي عني،  و الله مش اعتراض على قدر ربنا، بس قلبي مش يتحمل بعدك عني، مسك اخرجي أنا عارفة أن محدش بيموت بعد حد،بس القلب بيموت ، و يفقد الشغف، يبطل يحب الحياة، هعيش و  ياكل و يشرب و ينام و يضحك.

بس هعيش بلا روح.

ياكل من غير طعم.

يشرب المر.

يتحرم عليه النوم و لو نام يكون من التعب.

يضحك بس وسط الضحكة يبكي علشان مش عارفه ينسي اللي راح ،اخرجي يا مسك، أنا مش خايفة عليكي و عارفة أنك ترجعي، لاني واثقة في ربنا ، افتحي الباب يا مسك، بيقولوا أن كل حاجة تتولد صغيرة و تكبر الا الحزن يتولد كبير و يصغر ، بس مفيش حاجة كده الحزن بيفضل علامة في القلب.

و صرخت  صرخة عالية ,كانت هذه الصرخة التي جعلتها  تعود إلى الوعي...

اعتدالت في جلستها و قالت بخوف: مسك، مسك، ابنتي ،أين أنتِ؟

قالت الممرضة: هي بخير يا مدام، مسك بخير.

قالت بتعب: أريد رؤية ابنتي.

قالت الممرضة: مدام حالتك لم تسمح بذلك، من فضلك يجب أن تاخذي قسط من الراحة ، و إذا يوجد جديد في حالة مسك سوف اخبرك.

لم تجادل لأنها حقا لا تستطيع النهوض من مكانها، سألت: أين  زين؟

حركت رأسها أنها لا تعلم.

أعادت رأسها إلى الخلف و هي تدعو الله بالشفاء العاجل لمسك و كل مريض.

و مازل زين في المسجد 

و العائلة يدعون الله.

مرت ساعات طويلة و عادت مسك إلى الحياة.

الآن مر على وجود زين و زينة و مسك في المستشفى عام و نصف، و اخيرا الخبر الذي طال انتظاره

انتصرت  مسك على هذا المرض.

و اليوم تعود إلى المنزل.

تم ارسال شركة مخصوص لتعقيم المنزل، لأن مناعة مسك ضعيف.

بعد توديع طاقم المستشفى ، يحمل زين مسك  و تسير زينة بجوارهم.

أمام باب المستشفى.

تنفسوا  الثلاثة براحة.

أنزل مسك ،و سجد لله شكرا أنهم خرجوا من هذه المكان، و مسك فعلت المثل، سجدت سجدة شكر لله.

همست زينة لنفسها بدموع: الحمد لله و الشكر لك يارب.

صعدوا إلى السيارة
بعد وقت وصلوا أمام المنزل.

كانت جميع العائلة تنتظر في الحديقة.

مجرد أن دلفت زينة من الباب الداخلي للمنزل، سجدت هي الأخري سجدة شكر لله.

يقف زين و هو يحمل مسك، و زينة بجواره و أمامهم حاجز زجاجي ،يفصل بينهم و بين العائلة، و يلوحون بأيديهم فقط.
و يرتدوا الثلاثة كمامة..

مناعة مسك ضعيف و بما أن زين و زينة معها لذا أيضا غير مسموح لهم الاقتراب من أحد

غير محمد و مكة التي تم تعقيهم لأنهم يجلسون معاهم في نفس المنزل..

كان الجميع سعيد بعودة مسك حتي دون لمسها لكن يحمدون الله على ذلك..

و بعد وقت سافر الجميع.

في غرفة زين و زينة.

و أخيرا تم اجتمع العائلة مرة أخرى

يجلس زين على طرف من الفراش و زينة الطرف الآخر 
بجوار زين محمد ثم مسك ثم مكة.

وضعت قبلة على جبينها و قالت بحب: وحشتني اوي يا كوكي و أنت يا ميدو، احنا اسفين على كل الفترة اللي فاتت دي.

قالت مكة بابتسامة: لو سمحتم بلاش كلام في الايام اللي فاتت.

ليكمل محمد بتقليد جملة زين: سوف يمر ،سوف يمر، و الحمد لله مرت على خير، و الله زين ده ابن حلال.

فتح عيونه بصدمة و قال: زين، زين.

عقد حاجبيه بتعجب و قال: مش أنت زين برضو.

قال بصوت عالي: زينة شوفي ابنك.

قال محمد بابتسامة: زوزو حبيبتي قلبي اصلا.

قالت بابتسامه: قلب زوزو يا ناس.

قال بعصبية: تاني يا زينة تاني.

ليقول محمد بابتسامة مستفزة: قولتك تحبني اكتر منك صدق بقا.

قال بعصبية: لا بتحبني اكتر.

سأل محمد: بتحبي مين اكتر .

وضعت يدها على رأسها بتفكير، بينما مكة و مسك يضحكون بشدة.

قال زين بحزن مصطنع: لسه بتفكري.

قالت بابتسامة :افكر في ايه بحبكم انتوا الاتنين.

قال محمد بحب : و أنا بعشقك يا زوزو.

أما زين هبط من على الفراش، ذهب إليها وضع قبلة على يدها و قال بحب: أنا بحبك يا زوزو.

أبتسمت و قالت: قلب زوزو يا ناس.

جاء محمد من على الفراش من خلف البنات.

و قال: أنا بحبك اكتر .

وضع قبلة على خدها، قلد زين محمد وضع قبلة على خدها الاخر.

و قال زين: لا أنا بحبك اكتر.

و جاءت مسك و مكة و ألقوا نفسهم في حضنها و قالوا معنا: احنا نحبك اكتر يا مامي.

ابتسمت بسعادة و هي تري هذا الحب.

و قالت : و الله أنا بحبكم أكتر 

و كانت ليلة سعيدة لم يناموا إلا بعد صلاة الفجر.

و أخيرا ابتسمت الحياة مرة أخرى لهم مع شفاء مسك..

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1