رواية اسرت قلبه الفصل الستون والاخير
"حبك لعنة رائعة"
مهما فعلت لا أتوقف عن التفكير فيكِ ...أي سحر تمتلكينه؟
.....
بعد عام ....
انا صاحبي العريس المولي يحرسه وانا حالف ارقص في عرسو
-صاحبي عريس انا فرحان ليهو فرحان في عيونه
-صاحبي عريس فرحان لي الفرحه ال في عنيهو
-ياحلات الحنة ال في ايدهو صاحبي شقيق انا فرحان ليهو
غنتها شادن وهي تلج للمنزل بينما تلج للمنزل وتطلق زغرودة عالية ...
-ششش...اسكتي دائماً بزعابيبك كده !!!
قالتها نوران وهي تضحك وتقترب منها ثم تعانقها ....
عانقتها شادن وهي تضحك وتقول :
-الله ده مش فرح يا خي الواحد لازم يخلق جو كده ....
-بس ده فرح الشيخ أمجد مش عايزين منه كلام ابوس ايديكِ بعدين ده قرر يعمله اسلامي ...
-يا اختي ما يعمله اسلامي بعد خمس أيام الحنة وهتبقى بنات بس ونولع احنا الدنيا ....
ضحكت نوران وقالت :
-الشيخة رحيق مش هترضى....
-سمعتك يا نوران وهربيكي حاضر ...
قالتها رحيق وهي تخرج من المطبخ وعلى ثغرها ابتسامة واسعة اقتربت من شادن وهي تتأملها بحب ...كانت فتاة سمراء متوسطة القامة ....نحيفة قليلة عينيها لامعتان بالفطرة يشوبها اللطف والطيبة بينما يزين خديها ناجزتين تعطيانها سحر عندما تبتسم ....
-رحيق ايه القمر ده ...الجواز والخلفة بيحلوا كده للدرجادي ...
قالتها شادن وهي تقترب من رحيق وتضمها إليها......
ضمتها رحيق بدورها وقالت:
-اخيراً الواحد شافك يا أستاذة ...حضرتك لا حضرتي فرحي ولا فرح نوران بس عند أمجد جيتي ......
ابتسمت شادن وقالت:
-الشغل أنتِ عارفة وبابا مش بيتحمل السفر ولا يخليني أسافر لوحدي ...بس المرة دي جبته وجيت وهقعد أسبوع كامل عندكم....
-ياااه أسبوع جيتي على نفسك بصراحة ...
قالتها رحيق وهي تضربها بمزاح على ذراعها ....
-معلش يا بنت خالي ...أنا واحدة إجازة بالعافية والله ..
-يا حبيبتي يارب تتجوزي وتخلصي من الشغلانة دي والدك مكانش عايز يشغلك بس أنتِ اصريتي....
-الله مش يمكن الأقي في الشركة اللي بشتغل فيها المدير الوسيم الغني اللي يحبني ويتجوزني زي الروايات ....
-يخربيت الروايات اللي أكلت عقلك...طيب يا اختي لقيتي المدير اللي بتتكلمي عليه ...
-لا للاسف ...المدير بتاعي اكبر مني بخمسة وعشرين سنة ....عنده ٥٢ سنة ....
ضحكت رحيق وقالت:
-طيب يا اختي ربنا يعوضك بقا ....يالا ضبطي نفسك كده عشان تأكلي وترتاحي شوية ....أمجد خرج يخلص شوية حاجات وهيجي على بالليل ....صحيح فين جوز عمتي ؟!
-راح المسجد وهيجي....
-طيب عقبال ما تغيري وتضبطي نفسك يكون جه يالا ....
هزت رأسها بطاعة ....
...
بعد قليل .....
كان الجميع ملتف حول طاولة الطعام ....
دلال وجيلان ورحيق وشادن ونوران ...فقط أمجد من كان غائب وهلال والد شادن الذي أخبرهم أنه يريد النوم فقط.....
ااومال فين الولد سفيان عايزة اشوفه على الطبيعة الولد الحلو ده ....
ابتسمت رحيق وقالت ؛
-نايم الحمدلله مواعيد نومه غريبة الولد ده مبينامش معايا الليل كله ...
ابتسمت شادن وقالت :
-الله يعينك ...
-يارب ...هو بصراحة هنا الكل بيساعدني ...ماما ونوران وهناك عاصي مش مقصر بصراحة ....
رن هاتف رحيق فجأة لتمسكه رحيق وتتألق عينيها وهي ترى المتصل....
-ده عاصي ...
-العاشق الولهان مش قادر على بُعدك...
قالتها شادن وهي تضحك ليحمر وجه رحيق وهي تنهض...
-الله دي بتتكسف لسه ؟
ضحكت شادن وهي تقولها لتوكزها نوران وهي تضحك وتقول :
-بس بقا يا شادن متكسفهاش ...هي بتسمع اسمه بس ووشها بيكون زي الطماطماية ..
ضحكا الاثنين لتنهمرهما دلال وتقول :
-بس يا بت انتِ وهي كلوا وبطلوا تكسفوا البت
......
نهضت وهي تمسك الهاتف بينما وجهها احمر من الخجل بينما تناوش شفتيها ابتسامة وهي تتحدث مع حبيب قلبها ....
-عاصي ...
-قلب عاصي وحشتيني اووي اووي بجد ....
احمر وجهها بشكل محبب وصمتت ليضحك هو ويقول :
-خلاص خلاص مش هكسفك ....عارف ان حواليك ناس عشان كده أنا مش هتكلم ولا اكسفك....بس انتِ فعلا وحشتيني ...امتي هتيجي ؟
-أجي فين دلوقتي يا عاصي ...لسه لما يخلص فرح أمجد ....
-لسه هستنى اسبوع ...كتير يا روحي والله ...
-بطل غلبة بقا ..اصبر شوية وبعدين هتيجي على الفرح وتشوفني ....
-طيب ما اجي دلوقتي ؟هقعد معاكي في الاوضة والله ما هتحرك من مكاني ...اشمعنا هتاخدي أملاك وانا لا ....
-تيجي فين؟!
همست وهي تكتم ضحكتها ليرد بشوق:
-أجي واقعد معاكي الكام يوم دوول ...قولتلك مش هطلع من الاوضة اللي انا فيها هفضل فيها بس المهم ابقى معاكي ...
-عاصي ...انت عارف ان ده مينفعش ...أملاك هتنام جنبي في الاوضة ....هتقعد فين ...بعدين عيب البيت كله ستات وقريبتنا اللي من اسوان جات هي ووالدها ...مينفعش خالص ...
-طيب عايز اجي اشوفك النهاردة ...بجد وحشتيني اووي ...مش هطول....
-ويحصل زي ما حصل امبارح ...لا مستحيل ...كفاية كسفتي قدام ماما دلال لما دخلت ولقيتنا ...
أغمضت عينيها بخجل وهي تتذكر لحظة دخول والدتها الغرفة فجأة بينما كان عاصي يقبلها...لقد توسلت له ألا يفعل هذا ولكنه كان مصمم على إحراجها على ما يبدو .....تتذكر وجه والدتها المصدوم ...وتذكرت احساسها في تلك اللحظة ...كانت ترغب بالفعل في أن تنشق الأرض وتبتلعها من شدة الإحراج والخجل ...كانت وقتها غاضبة للغاية من عاصي ...حتى أنها لم ترد عليه عندما اتصل بها مرات عديدة ...كانت غاضبة لانه عرضها لهذا الموقف ......ولكن في النهاية وكالعادة رق قلبها وردت عليه وهي تستغفر الله بصوت مرتفع ليستطيع أن يراضيها بكل سهولة مجددا....
أخرجها من شروده ضحكته التي تعبر عن تسليته والتي أشعرتها بالغضب الشديد منه وقال:
-اعمل ايه انا مبقدرش اقاومك ...
-بالضبط عشان كده انت ممنوع تيجي هنا ابدا ابدا ...استنى لما اجي البيت لكن تيجي وتفضحني زي ما فضحتني واحرجتني امبارح ...أنا لحد دلوقتي بتكسف ما ابص في وش ماما بسببك...
-اووف متأفوريش يا روحي ...أنا جوزك مش حد غريب ....
-خلاصة الكلام أنت مش هتيجي هنا يا عاصي ولو سمحت ابعت أملاك النهاردة مع السواق ...
-اووف ماشي ..بس خلي بالك أنا هنتقم منك بس تيجي وهتشوفي ....
ابتسمت وهي تقول بدلال :
-اعمل اللي انت عايزة ميهمنيش ...
--طيب يا رحيق براحتك خالص ...المهم اللي ميزعلش في الاخر
قالها بتوعد لتضحك وهي تودعه وتغلق الهاتف ....
كانت الابتسامة تغطي ملامحها وهي تجلس لتكمل طعامها ...
تكلمت شادن وهي تشاكسها وتقول :
-حقيقي نفسي اتجوز عشان اعيش المشاعر الحلوة دي ...حببتوني في الجواز والله ...من اول ما قعدتي والإبتسامة مفارقتش وشك ....
ارتبكت رحيق قليلاً وقالت:
-ده..ده كان بيكلمني عشان املاك ..
هو قال هيجيبها النهاردة ...
غمزت لها شادن وقالت :
-ما هو باين من وشك الاحمر وكسوفك أن الكلام كان على أملاك ...
صمتت رحيق بتوتر لتنفجر شادن بالضحك وتقول :
-ياروحي أنتِ لسه بتتكسفي زي العرسان الجداد ووشك كمان بيحمر ...ده أنتِ لقطة والله ....
ضربتها دلال على كتفها وقالت:
-كلي يا بت بلاش غلبة ...حرام عليكي كسفتي البنت هتلاقيها منك ولا من جوزها اللي بيكسفها كل شوية .....
خجلت رحيق أكثر وهي تفهم عن ماذا تتحدث والدتها ....
.......
في اليوم التالي .....
-مش معقول يعقوب!!
قالها أمجد بسعادة شديدة وهو يقترب من صديقه الذي أتى ليهنئه ....يعقوب نصار...محامي مخضرم ....وصديقه المفضل ...صديقه منذ الابتدائية...صحيح لا يتحدثان كثيرا ولكنه يميز يعقوب بشكل واضح عن باقي أصدقاؤه ...ربما لأنه يشعر أن يعقوب يشبهه كثيراً ....
ضمه يعقوب بإبتسامة وهو يقول :
-مبروك يا عريس .....
ابتعد قليلا وهو يبتسم ...عينيه السوداء الجذابة تبرق بسعادة لصديقه ....ملامحه تزداد وسامة بسبب تلك السعادة المرسومة على وجهه ....
-وحشتني يا صاحبي والله ....أنا آسف اني فوتت كتب الكتاب بس كنت مسافر .....
-لا يهمك يا اخويا. ..المهم انك هنا واكيد هتحضر الفرح ....
هز يعقوب رأسه وقال :
-أكيد يا عم مستحيل افوت فرحك ابدا ...أنا هحضره ......
-حبيبي يا يعقوب ...ربنا يعلم انك من اكتر اصحابي اللي انا بحبهم وبرتاح لهم ....
-ربنا يخليك يا أمجد....وربنا يسعدك ويتمملك بخير ...عموما أنا همشي دلوقتي ...وان شاء الله اشوفك في الفرح يا عريس ...
ابتسم أمجد له ونهض معه لكي يوصله إلى الباب ....تفاجأ عندما ولجت نوران فجأة وهي تحمل بضعة حقائب بلاستيكية وتقول بتذمر:
-الاسعار بقت نار .....ده أنا اشتريت الفراخ بس من غير الخضرا وصرفت كل اللي معايا ....
فجأة انتبهت عندما رأت شقيقها يقف بجوار رجل آخر ....
احمرت وجنتيها بخجل وهي تقول بهمس :
-السلام عليكم ....
أطرقت رأسها وقالت:
-معلش يا أمجد باقي اكياس الفراخ في التاكسي ابقى جيبهم....
ثم أسرعت للداخل .....بينما اتبعتها عيني يعقوب للحظات ثم سرعان ما اخفض عينيه مسيطراً على الانبهار بعينيه ولكن ابدا لن يستطع السيطرة على قلبه الذي بدأ يخفق بقوة ولأول مرة ....
........
خرج من منزل صديقه ونوران ترفض الخروج من عقله ....كان صورتها انطبعت بذاكرته ....هو خطب مرتين من قبل ولم يتوفق ولكن ابدا لم يشعر بتلك المشاعر ....كيف يمكنه أن يمتلك مشاعر كتلك لفتاة لم يراها سوى لثانيتين ...أن أن السبب أنه شقيقة صديقة أمجد ...أمجد الذي تمنى أن يكون أقرب له ...فهو لم يرى رجل امين مثله ....
لقد قرر أن يستخير ربه وان حدث وارتاح سوق يكلم أمجد ......
.....
في المطبخ .....
كانت نوران هي ورحيق وجيلان ودلال وشادن يضعوا الدجاج بالمبرد .....
-ما شاء الله جيبتي فراخ كتير يا نوران ....
ابتسمت نوران وقالت:
-أكيد يا امي مش هنعمل اطعام يوم الفرح ...والله أمجد ده ربنا يباركله والله على الاطعام اللي هيعمله في فرحه ...ربنا يفتحها عليه يارب ...
ابتسمت جيلان وهي تشعر بالفخر بسبب حبيبها ....كل يوم تحبه أكثر وتدرك معدنه الطيب ....
-بس احنا محتاجين مساعدة مش هنقدر نعمل الكمية دي لوحدنا أنا وأنتِ ورحيق وشادن ....
-متقلقيش يا ماما ...في المكان اللي بحفظ فيه قرآن فيه شيف شاطرة اووي عرضت أنها تساعدني لما قولتلها ...كنت عايزة اتفق معاها على فلوس بس هي حلفت أنها عايزة تعمل ده لوجه الله رفضت خالص تاخد فلوس ...سبحان الله متيسرة ليه من كذا حتة هو طيب ويستاهل ....
ابتسمت دلال وهي تساعدهم ......
.....
بعد قليل....
اتجهت نوران بتعب إلى غرفتها وهي تتسطح على الفراش...أغمضت عينيها وهي تتنهد بقوة رباه قد اشتاقت له بقوة ....تحاول أن تشغل وقتها بين التعليم وعمل المنزل ....حتى أنها بدأت تعمل من المنزل ولكنها تتذكره ...تتذكر أيامها معه وتتذكر اخر وداع لهما ولا يمكنها سوا ان تشتاق إليه بقوة ....أخذت تفكر هل هو يشتاق أيضاً ...لن تنكر أنها تتبع أخباره وقد عرفت بخبر فسخ خطبته وفرحت لهذا ...تعرف أن هذا يجعلها تبدو شريرة في نظرها ولكن لا يمكنها التحكم بمشاعرها ...لا يمكنها أن تتحكم بسعادتها...تعترف أن تلك أنانية منها ولكن ماذا تفعل عندما عرفت بخبر خطبته انهارت للغاية ...شعرت أن العالم يضيق بها ولكنها أقرت أن هذا حقه .....
تنهدت وهي تفتح عينيها وتسحب هاتفها ثم تفتحه على ملفات الصور وأخذت تتصفح الصور الكثير التي اخذتها من صفحته على موقع التواصل الاجتماعي ...أنها ترتكب خطأ ... وللأسف مدركة لهذا . .ولكن إن لم تنظر لصوره يوميا قد تُجن أو تموت بالفعل .....وضعت الهاتف على صدرها وهي تغمض عينيها بينما تشعر بالدموع تلسع عينيها ....
-يارب ريح بالي يارب ...وريح باله واسعده يارب ...وعوضه عن كل اللي حصله...يا كريم ....
ثم انسابت الدموع من عينيها وهي تشعر بالإختناق .....هذا الحب يقتلها ولكنها ممتنة لوجوده بقلبها ....فهي تفتخر أنها أحبت رجل مثله....وتحسد المرأة التي سوف يتزوجها ....
.....
من ناحية أخرى ......
نهض جاسم بعنف من نومه وهو يتنفس بصدمة ....لماذا لا يتوقف عن رؤيتها في أحلامه .... لماذا لا يتوقف عن رغبته بها .....أمام هذا الاشتياق لها ينسى غضبه منها .....فرك وجهه بتوتر وهو يتذكر أنه سوف يراها في زفاف أمجد ...رغم توتر العلاقات بسبب طلاقه هو ونوران إلا أن أمجد وخالته دعوه الى الزفاف ...وهو سعيد حقاً لانه سوف يراها ...لقد كاد بغباء أن يتصل بها عدة مرات ولكنه دوما كان يتوقف عن هذا ويسيطر على نفسه في اخر لحظة ....
......
في اليوم التالي ...مساءاً....وفي أحد المقاهي العامة ....
نظر أمجد إلى ساعته للمرة الثالثة وهو يرفع حاجبيه وينظر الى يعقوب الذي كان ينظر إليه من بتوتر ويفرك كفيه ...لقد استخار ربه وسعر أنه مرتاح بشأن خطبته لنوران ...هو لم يرى نوران الا مرتين ....مرة عندما كان في الجامعة وذهب لصديقه رآها وقد كانت صغيرة ومرة عندما رآها بالأمس ....في المرة الأولى لم ينتبه لها ...ولكن باللمس لم تخرج من عقله ... لذلك استخار ربه وقرر أن يتكلم مع شقيقها .....
-طيب ممكن تتكلم وتقول فيه ايه بالضبط مر ساعة تقريباً وانت بحالة الصمت والتوتر دي ...فيه حاجة يا يعقوب ....
-بصراحة أنا مكسوف منك يا أمجد ....
عبس أمجد وقال:
-مكسوف ليه إن شاء الله ....قولي يا ابني فيه ايه ....عيب عليك مفيش بيننا الكلام ده ...اتكلم من غير كسوف وقول فيه ايه ...ايه اللي مخليك مرتبك كده قولي ....
ابتلع ريقه وهو يقول بتوتر :
-انا طالب منك ايد آنسة نوران ....
رفع أمجد حاجبيه بدهشة ليتوتر يعقوب ويقول :
-والله العظيم أنا مشوفتهاش الا امبارح لما دخلت البيت وانا طالع منه ...
ابتسم أمجد وقال:
-فيه ايه اتوترت كده ليه أنا بس مستغرب ومتقلقش واثق فيك ...والحقيقة اني مش هلاقي احسن منك لأختي يا يعقوب بس فيه حاجة لازم تعرفها.....
-ايه هي ؟
تنهد أمجد بقوة وهو يقول :
-نوران اتجوزت واطلقت قبل كده ؟!
توسعت عيني يعقوب بصدمة وهو يشعر بخيبة أمل مفاجأة ...هو لم يكن من النوع الذي يهمه أن تكون الفتاة بكر ام لا ولكنه من داخله أراد كأي رجل أن يكون أول رجل في حياة زوجته .....
-اتطلقت؟!
قالها بهمس يائس ليهز أمجد رأسه ويقول :
-هو الحقيقة اتطلقت بعد جوازها بفترة قصيرة ...متفقوش مع بعض ...بس الحمدلله على كل حال ...زي ما قولتلك أنا مش هلاقي احسن منك لاختي...بس طبعا لازم تعرف وتقرر في الاخر .....
صمت يعقوب للحظات ليبتسم أمجد مشفقاً عليه ويقرر أن يزيح عن الحرج وينهض ويذهب ...وبالفعل كاد أن ينهض إلا أن يعقوب امسك كفه وقال:
-ميهمنيش .....
توسعت عيني أمجد ليردد:
-انا مصمم على كلامي أنا طالب ايد مدام نوران !
-انت متأكد ؟!
قالها أمجد بحذر ليهز رأسه بكل تأكيد ويقول :
-ومصمم كمان ...أنا طالب ايد اختك يا أمجد...موافق...
ابتسم أمجد وقال:
-أكيد موافق وأنا هلاقي احسن منك فين ...أنا هاخد رأيها النهاردة واللي فيه الخير يقدمه ربنا وعلى الأغلب هتقعد معاها بعد فرحي....
هز يعقوب رأسه وابتسم ...
.....
في المساء....
-دي مطلقة ..ازاي هتتجوزها ؟
قالها أخيه على بنفور من الفكرة ليعبس يعقوب ويقول :
-ايوة يعني ايه مطلقة وهتجوزها ازاي ...هتجوزها زي الناس ...هي بسلة يعني مينفعش اتجوزها ولا ايه يا علي ....
-يعقوب انت عارف قصدي ايه متمثلش !!
قالها علي بضيق وأكمل؛
-ازاي شاب مسبقش ليه الجواز يتجوز واحدة مطلقة ...مستهلكة !
رفع حاجبيه بإستنكار ونفور وقال:
-مستهلكة؟!هي سلعة يا بني ...دي إنسانة من لحم ودم. ..وفيها ايه لو اتطلقت...عادي محصلش نصيب بينهم ...نفسي تتعلم تحترم الستات وسيبك من الكلام اللي مش من الدين ولا الشرع ده ...آنسة نوران واحدة محترمة ومتدينة وأخت اقرب صديق ليا ...وانا معجب بيها وعايزها في الحلال مفيش حاجة واحدة بس في الشرع تمنع اني اتقدملها واتجوزها ...
-بس العرف ...
-طز في العرف ...
+طيب الناس اللي بتتكلم برضه بسبب أنها اتطلقت في وقت قصير و...
قاطعه يعقوب وهو يهز كتفه ببساطه وقال:
-طز في الناس ....مش الناس اللي تمشي حياتي ...مدام نوران واحدة محترمة وانا نظرتي متخيبش ابداً ..
........
-عريس.!
قالتها بصدمة عندما أخبرها شقيقها برغبة صديقه في الزواج منها ...كانت عابسة بشدة وهي تتلقى كلماته ....لقد طلب منها ان يكلمها على انفراد وصُدمت وهو يخبرها بهذا ....
تنفست عدة مرات لتهدئة نفسها وقررت أن تتكلم بهدوء ...هي تعرف أن أمجد لن يجبرها على شئ ابداً وانها قد تغيرت وسوف ترفض تلك المرة ...
-أمجد أنا مش عايزة اتجوز خالص.....
عبس وقال :
-هتفضلي طول حياتك لوحدك كده ؟؛انتِ ملحتقيش تتهني واطلقتي ...ورغم مرور سنة أنا عمري ما ضغطت عليكي عشان اعرف السبب ...بس اكيد مش هسيبك تضيعي حياتك ...حرام انتِ ملحقتيش تفرحي لحد امتى هتضيعي حياتك عشانه ...عشان بتحبيه ؟
رفعت نوران عينيها المشبعة بالدموع لينهت بقوة ويقول :
-كلنا عارفين انك لسه بتحبيه بتضيعي حياتك عشانه ...وهو مش مهتم وان كان فسخ خطوبته بالدكتورة باللي كانت زميلته فيخطب ويتجوز تاني ....هيشوف حياته ويتجوز ويخلف وأنتِ هتفضلي لوحدك ...عايشة على الذكريات وبس اي عيشة دي ؟ أنتِ ليه بالضعف ده ...ارميه من حياتك ..ده واحد....
-لو سمحت يا أمجد متغلطش فيه ؟!
قالتها والدموع تنهمر من عينيها لينظر إليها بصدمة ويقول :
-يااااه للدرجة دي بتحبيه ...مادام بتحبيه ليه اتطلقتوا ...ومتقنعنيش أنه مبيحبكيش عشان أنا شايفك في عيونه ....
أغمضت عينيها والدموع تنهمر منهما وقالت:
-عشان خاطري يا أمجد اقفل على الموضوع ...أنا مرتاحة كده ....أنا مشتكتش ابدا فليه بتفتح في الماضي ....كفاية وجع قلبي !!!!
تنهد أمجد وهو يقترب منها ثم عانقها بلطف وقال:
-حقك عليا يا حبيبتي...أنا بس خايف عليكِ ...سامحيني لو قسيت عليكي....أنا عايز اطمن عليكي زي ما اطمنت على رحيق ...
ابتعدت قليلاً ومسحت دموعها وهي تقول بهمس ؛
-أنا كويسة يا أمجد متقلقش عليا ...أنا مبسوطة ....
-مش باين يا نوران يعني ....
-اللي هو مش باين ...أنا كويسة ..بضحك وبطلع وبشغل وقتي ..
صمت ولم يرد عليها وتنهد بقوة ...ماذا يخبرها ...وكيف يخبرها بما أخبرته به جيلان ..
فجيلان تخبره أنها سمعت عدة مرات شقيقتها وهي تبكي ....وهذا عندما رأتعا جيلان تبكي خلسة في صالة المنزل بعيد عن أذن رحيق التي كانت تشاركها الغرفة ...
قلبه حقاً يتألم على شقيقته بينما هو عاجز ...غير قادر على أن يساعدها ...يريد أن يسعدها ويطمئن عليها قبل أن يتزوج وينشغل بحياته مع جيلان ....وهو يدرك جيداً أن يعقوب رجل رائع للغاية ...وأنها قد تحبه ...ولكنه لن يجبرها بالطبع ....ولكنه سوف يقنعها أن تجلس معه على الأقل لعله يقنعها ..هو حقاً يرغب أن ترتاح ...أن تجد من يحبها ويعشقها وهو يثق في يعقوب ....
-طيب ممكن تسمعيني المرة دي ...معلش اقعدي معاه ...يمكن يحصل قبول ... رؤية شرعية يعني ...وانا مش هجبرك على حاجة ....بس مينفعش نرفضه كده من غير ما تشوفيه أو تتكلمي معاه ...عشان خاطري يا نوران ...اقعدي بس معاه ....
-بس يا أمجد أنا ....
-متتسرعيش ....اقعدي معاه وبعدها قرري وانا هحترم قرارك ايا كان ...
زفرت بضيق وهو تهز رأسها مُوافقة ....فقط لتريحه وتريح نفسها من إصراره العجيب هذا ...وكأن صديقه يعقوب عملة نادرة مثلاً لا مثيل لها ..
.........
في اليوم التالي .....
-الحمدلله كده اقدر اروح لأختى وانا مرتاحة ومش حاسة بالذنب بسبب اللي هببه جاسم ....
قالتها هدى بإرتياح وهي تنظر لفادي بإبتسامة ...
-ايه اللي حصل ؟!
-نوران اتقدملها عريس !!
ثواني وشهقت وهي تسمع تحطم شئ ...رفعت عينيها وهي تنظر إلى جاسم الذي خرج من المطبخ وكان يمسك كوب العصير الذي وقع من يده وتهشم ....توسعت عيني والدته بصدمة وهي تقول بعصبية ؛
-ايه اللي عملته ده يا جاسم يا اخي حرام عليك أنا لسه ماسحة...اتفضل يالا نضف اللي هببته ده لو سمحت !!!
كتم فادي ضحكته وقال بإستفزاز:
-ما تسيبي المسكين يا امي ...هو فيه اللي مكفيه....
لم يسمع جاسم كلامه والدته ولا شقيقه بعد ذلك الخبر الذي وقع عليه كالصاعقة...نوران ستتزوج ...نوران خاصته !!هل ستتخطاه بتلك السهولة وهو عاجز حتى الآن عن نسيانها ...شعر حقاً بالقهر ...شعر بقلبه يدوي داخل صدره ...رباه ماذا يحدث ؟كيف ستتزوج ؟...كيف ستسلم قلبها لشخص غيره ...بلغت الغيرة أقصاها داخله وقد احمرت عينيه بشكل مخيف ...اقترب من والدته التي كانت تنظر إليه بسخرية ولكنه لم يرى سخريتها لم يهتم بتحليل اي شئ في الوقت الحالي ...بل توقف عقله عن ذكر زواج نوران ....لم يشعر بهذا الغضب من قبل ...كان غاضب أكثر من اليوم الذي كشفت فيه عن خطيئتها ...غاضب بطريقة لم يختبرها من قبل ....
-نوران هتتجوز. ؟!
هزت والدته كتفها وقالت:
-ايوة ...اظن انك سمعت ده ...بيقولوا اتقدملها صاحب أمجد ...شافها مرة واحدة بس وطلبها تاني يوم والبنت وافقت تقابله ...دلال فرحانة اووي لأن أول مرة نوران ترضى تقابل واحد من اللي اتقدم لها ...ما شاء الله البنت حلوة وبعد العدو بتاعتها عرسان كتير اتقدموا ليها بس هي كانت منشفة دماغها والحمدلله شكل المرة دي ربنا هيكرمها ....أنا بصراحة كنت مكسوفة من اختي عشان كان باين أن نوران لسه مقدرتش تتخطاك لحد دلوقتي بس يظهر أن خلاص هي نسيتك وانت ربنا يوفقك مع غيرها .....
ضم كفيه بغضب شديد وهو يبتعد ويغادر المنزل وهو يغلق الباب بعنف شديد جعل والدته وشقيقه ينتفضان مكانهما ....
ضحك فادي وقال :
-ده لو راح هناك ممكن والله يرتكب جريمة يا ماما ...الولد شايط على الاخر ....
ابتسمت دلال وقالت:
-وانت مش متضايق بسبب جيلان ...
هز رأسه بالنفي وقال بصدق :
-لا صدقيني الموضوع راح من دماغي من وقتها ...يعني أنا متعلقتش بيها عاطفياً ...ودلوقتي هي زي نوران بالضبط بعتبرها مرات اخويا ...بس الموضوع مع جاسم غير ...هو بيحب نوران ..وده واضح هو مش قادر يتخطاها لحد دلوقتي
-ما أنا عارفة ...واقولك سر كمان ؟
عبس وقال:
-سر؟سر ايه؟!
-نوران موافقتش رسمي ...هي هتقعد معاه بس ...بس مبدئياً هي بتقول هترفضه وأنها هتقعد معاه بس عشان أمجد زن عليها ....
رفع حاجبيه وقال بحيرة :
-ومقولتيش ليه الكلام ده للمسكين اللي كان واقف قدامك وكان هاين عليه يموت اي حد قدامه ده ؟
ابتسمت والدته بخبث وقال :
-خليه يجرب شوية نار الغيرة ...هو كان رافض يحضر الفرح معانا شوف دلوقتي ازاي هيغير رأيه بسرعة وهيجي معانا ووقتها هيعرف هو خسر ايه ....ويمكن تحصل معجزة ويرجعوا لبعض ...الاتنين بيحبوا بعض وبيعاندوا ...الكل عارف الا هما ...
ضحك فادي وهو يقول مشيراً إليها :
-بس بجد مطلعتيش سهلة ابداً
- عيب عليك انا ماما يالا ....
ثم صمتت قليلاً وهي تقول :
-اما وريتك يا أمجد مبقاش أنا ....
.......
كان يسير في الطريق وهو يشعر أنه تائه ...مزلزل من الداخل ....نوران ثم تتزوج ...نوران خاصته ...
هي ملكه فكيف تفكر في آخر ....
جلس أمام البحر وهو ينظر إليه بشرود ..لقد انفصل عنها بعد محاولاتها الكثيرة للتمسك به...حتى أنها لم تمانع أن يتزوج من أخرى فقط ليبقى معها ...ولكن هو من تركها ...هو من تعهد بحفظ سرها ....وأخبرها أنها حرة ولو كان منصفاً قليلا لاقتنع أنها حرة تماماً للزواج بمن تريد وهو ليس لديه الحق ليمنعها من هذا. ..ولكن ماذا يفعل لغيرته تلك ؟!
أغمض عينيه بتعب والأفكار تنهك عقله بالكامل ....اخرج هاتفه وكتب رقمها الذي يحفظه عن ظهر قلب ...توقف قبل أن يتصل بها ثم ضم الهاتف لصدره وهو يتنهد بقوة ...وصورتها مع آخر تحطم قلبه بقوة .....
......
كان تجلس على فراشها تمسك هاتفها وتناظر صورته وقلبها يخفق بقوة ..بينما الدموع تنحدر من عينيها بلا توقف.....كيف يريد أمجد أن يزوجها من اخر وجاسم ما زال بقلبها هي تعجز عن نسيانه...هذا ليس بيدها هي ...هي لا تمتلك قلبها بل هو ...هي لا تستطيع أن تتزوج رجل وفي قلبها اخر ...لن تحتمل آثام فوق آثامها ...سوف تقابل صديق أمجد وسوف ترفضه بلطف دون إبداء أسباب ....وبعدها سوف ترتاح .....
فجأة طُرق باب غرفتها لتمسح دموعها بتعب وهي تقول بصوت مبحوح :
-أدخل ....
ولجت شادن بإبتسامة واسعة واقتربت منها وهي تقول :
-الجميل السكر قاعد لوحده ليه ؟!
ابتسمت لها وقالت:
-عادي مفيش حاجة ....
ابتسمت شادن لها وهي تمسك كفها بلطف وقالت:
-كل حاجة هتتصلح أن شاء الله بس انتِ خلي الابتسامة الجميلة تنور وشك ....
دمعت عيني نوران لتقترب منها شادن ثم تضمها وتقول بلطف:
-أنتِ بنت طيبة اووي يا نوران وربنا هيجبر بخاطرك ويراضيكي إن شاء الله. .....
-ان شاء الله ....
قالتها مبتسمة لترد شادن بحماس ؛
-يالا رسامة الحنة جات ....يالا عشان ترسمي ونرقص شوية ....
-أمجد مش هيسمح نشغل اي حاجة ......
-مش هنشغل سماعات ولا حاجة ....هنغني بس ونرقص بنات مع بعض ...يالا عشان ترسمي الحنة يالا ....
ثم جذبتها شادن وهي تغني بصوتها الرقيق .....
.....
الساعات التي أتت كانت من امتع الاوقات التي قاضوها مع شادن ....فبعد رسم الحناء لكل الفتيات نهضت شادن وهي تغني وترقص وقد جذبت نوران معها لترقص هي أيضاً بينما ارتفع صوتها بالغناء :
عسل سكر انت اي هي
هنا شامه هنا نقطه اي هي
عسل سكر انت اي هي
هنا شامه هنا نقطه اي هي
السميح ولدي اي هي
السميح زولي اي هي
عسل سكر انت اي هي
هنا شامه هنا نقطه اي هي
عسل سكر انت اي هي
هنا شامه هنا نقطه اي هي
عسل بسكويت اي هي
انا ليك حبيت اي هي
ابعتلي اضافه اي هي
علي الفيس بوك اي هي
يا ابو قلب صفصافه اي هي
ماتعملش بلوك اي هي
عسل سكر انت اي هي
هنا شامه هنا نقطه اي هي
عسل سكر انت اي هي
هنا شامه هنا نقطه اي هي
واحلم لو نمت اي هي
واكتب كومنت اي هي
تغريدة وتويتة اي هي
دي عايزالها خريطه اي هي
ع الكاميرا يا غالي اي هي
اظهر طوالي اي هي
ياهو واميل اي هي
ايوة شده الحيل اي هي
عسل سكر انت اي هي
هنا شامه هنا نقطه اي هي
عسل سكر انت اي هي
هنا شامه هنا نقطه اي هي
يابو جمال ما عادي اي هي
اوعي تخلف معادي اي هي
ولابسه الساعه اي هي
وعيونه ساعه اي هي
والدبله غي ايده اي هي
والله بريده اي هي
حلوة التحجيبه اي هي
حلاوته غريبه اي هي
عسل سكر انت اي هي
هنا شامه هنا نقطه اي هي
عسل سكر انت اي هي
هنا شامه هنا نقطه اي هي
وده وسط اللمه اي هي
زي النور في الضلمه اي هي
ايوه لافه الطرحه اي هي
فيعيونه الفرحه اي هي
ايوه كعبه عالي اي هي
اقرب تعلالي اي هي
ايوه علينا غالي اي هي
ع خده شامه اي هي
اهه اهه علم علامه
اهه اهه في الخد شامه
اهه اهه والله بريده
اهه اهه والدبله في ايده
..........
في اليوم التالي......
رفعت هدى حاجبيها وهي تجد جاسم يقف بجوارها بينما يحمل حقيبته ويخفي عينيه وكل مشاعره خلف عوينات شمس سوداء ...يوم شفتيه من حين إلى آخر ورغم جهده الكبير لإخفاء مشاعره إلا أن والدته شعرت بغضبه بالفعل ....فنظرت إلى فادي وغمزت بعينيها وقالت:
-الله مش على أساس مش هتيجي الفرح ...غيرت رأيك ليه ....
نظر إليها بهدوء وقال :
-أمجد مش ابن خالتي بس ...ده اخويا ...ومهما حصل بيننا مش مفروض افوت فرحه ميصحش ....
-اخوك ...آه قولتلي...يعني مفيش سبب تاني ....
-لا مفيش ...
قالها بحزم...لتبتسم هي بخبث وتنظر إلى فادي الذي يكتم ضحكه....
........
استقلا اتوبيس النقل متجهان للقاهرة ....
كان جاسم يسند رأسه للزجاج وهو يغمض عينيه ...لقد قرر أن يذهب ويراها ...يواجهها ...لقد أخبرته أنها لن تتزوج من غيره ...لا ينبغي لها أن تخل بوعدها له ....
اغمض عينيه وهو يحاول أن ينام ...يكفي انه لم ينام منذ ان عرف انها سوف تتزوج بآخر !...
.......
بعد ساعات من السفر المُتعب قد وصلوا ....
...
كان يبحث بعينيه عنها بينما خالته ترحب به ...اراد ان يراها ......
.....
بعد قليل .....
ولجت نوران بتعب وهي تمسك حقيبتها بهدوء...كانت قد انتهت من محاضرة حفظ القرآن ...كانت تعرف انه اتى...وكم تخاف من رؤيته ...لابد انه عرف كل شئ ....
كادت ان تتجه لغرفتها ومن حسن حظها ان الجميع منشغل الآن ...النساء في المطبخ ويبدو أن أمجد خرج وبالطبع جاسم وفادي في منزل الضيافة الذي خصصه أمجد لوالد شادن ....
توقفت فجأة وهي ترى جاسم أمامها ....على الفور أطرقت برأسها أرضاً وهي تسمع بالفعل دقات قلبها!!
-مبروك سمعت أنك هتتجوزي!!
قالها بشكل مباشر وضيق شديد لتبتلع ريقها وتقول سريعاً:
-أنا لسه موافقتش ...ومش موافقة صدقني ...
-مادام مش موافقة على العريس هتقابليه ليه؟
قالها والغيرة تغشي عينيه ...ابتلعت ريقها بتوتر وهي تقول وهي تفر بعينيها من عينيه :
-صدقني أمجد هو اللي طلب مني أنا هرفضه مش هوافق....
-والله أنا أعرف أن اللي تقعد مع عريس بتكون عايزاه وموافقة عليه ...لو كنتِ فعلا رافضة مكنتيش وافقتي تقعدي معاه ....
كان القهر يقطر من كلماته ....لقد فعلها أمجد وهو ينوي تزويج نوران ...أخبره في وجهه دون تردد أنه سوف يزوج نوران بعد انتهاء عدتها وها هو يفي بوعده ....
-جاسم صدقني أنا ...
قالتها بحزن ولكنه أوقفها وقال:
-أنتِ حرة!!!دي حياتك أنتِ ....اتجوزي اللي أنتِ عايزاه انا مليش دعوة .....
-عندك حق !
قالها صوت قوي وهو يقترب منهما...نظرت نوران بتوتر لتجده أمجد ...
اقترب أمجد أكثر وهو يرفع رأسه وينظر إلى جاسم بتحدي ويقول :
-اختي حرة تتجوز اللي عايزاه ....انت دلوقتي ملكش اي حق تحاسبها ....ولو سمحت اخر مرة اشوفك قريب منها بالشكل ده ...هي مبقتش تحل ليك ...انت غريب تماماً عنها !!