رواية سيد احمد خالص التعازي في وفاة زوجتك الفصل الستون 60 بقلم اسماء حميدة


 رواية سيد احمد خالص التعازي في وفاة زوجتك الفصل الستون

إعلان باسل لم يكن مجرد دعوة عابرة بل إعلان حرب في وضح الكلمات.
حرب لم يشهر سيفها بل أغمدها في قلب أحمد فاهتز.
فهي تعلم جيدا أن أحمد لا يتعامل مع الخسارة كغيره. رجل يقتات على السيطرة حتى بعد أن يكتب النهاية بيده.
قالها ذات ليل وصوته كان أقرب إلى القسم
سأفضل رؤيتك محطمة على رؤيتك سعيدة بدوني.
والآن هي بين مطرقة الغضب القديم وسندان العلن الجديد.
إن رفضت باسل أحرجته. وإن قبلت فتحت أبواب جهنم.
لكن إيفرلي تلك التي تمتلك لسانا لا يعرف الفرامل دخلت على خط التوتر بابتسامة المنتقمة.
بالطبع يمكنك ذلك! قالتها بمرح يكاد يسمع تحته صوت كسر زجاج
أسهل علاج لحب مسموم... هو تذوق نكهة مختلفة! باسل أنت رجل رائع. وسارة تستحق من يرمم قلبها بعد أن داس عليه وغد بربطة عنق.
كان كلامها مغطى بالسكر لكنه مشبع بالسم.
دفعت سارة إلى حافة الإحراج وهي تلمح للجميع بعلاقة لم تتشكل بعد مع باسل.
إيف!
تدخلت سارة لكن كان الوقت قد تأخر.
الانتقام يعمي وإيفرلي كانت عمياء تتحدث باسم وجع ليس لها.
هل تظنين أن الموت وحيدة بعد الطلاق

خيار ناضج
باسل رجل محترم لا يشبه ذلك... ال .
ثم أضافت كأنها توقع عقد سفر
بالمناسبة سنزور بلدة موهي. أخشى على سارة من الوحشة فهل ترافقنا يا فارسنا
قال باسل دون تردد وصوته ينسدل كستار حريري
سيكون شرفا لي أن أحميكن.
رأت إيفرلي شيئا في وجه أحمد لم تره من قبل
لا غضب... بل خيبة غرور.
وجهه تجمد وانسحب الدم من وجنتيه.
لكنه لم يقل شيئا.
اكتفى بالصمت... ذلك السلاح الذي يعرف كيف يحوله إلى خنجر.
هنا تدخل كالفن بدبلوماسيته المعتادة ليكسر الحدة التي بدأت تنمو
بصفتي زميل سارة السابق يسرني رؤيتها تزهر من جديد.
ويشرفني أيضا مقابلة السيد أحمد أخيرا.
دعونا نرفع نخبا للسيد أحمد ومارينا...
مع تمنياتي بزواج طويل وسعيد.
كادت مارينا أن تطير فرحا.
رفعت كأسها وابتسامتها تمتد حتى أذنيها...
لكن يد أحمد بقيت ساكنة.
تدخلت مارينا تخفي الحرج خلف ابتسامة متعبة
السيد أحمد لا يشرب لأسباب صحية.
الجميع عرف أنها تكذب.
لكنهم لم يعقبوا.
الهيبة لا تحرج حتى لو خانها الوضوح.
راح أحمد يتنقل في أرجاء القاعة مع مارينا كأنهما يؤديان رقصة اجتماعية
بلا موسيقى.
وفي الخلفية كانت كاليستا تتأمل كل هذا بانزعاج وهي لا تحتمل فكرة أن تصبح سارة مرة أخرى نجمة الحدث.
ألا تخبريني تمتمت كاليستا بكلماتها كما يتمطى القط قبل الانقضاض
هل تنتظرين أن يترك السيد أحمد عروسه الجديدة ليأتي إلى طاولتك
يا لك من متغطرسة سارة.
تجمدت سارة على وقع الكلمة السيدة أحمد.
بدا كل شيء من حولها ككذبة جميلة
ملابس أحمد السوداء وفستان مارينا الأبيض تلك الثنائية التي لم تحصل عليها يوما.
حين كانت زوجته لم يصحبها إلى حفل
لم يعرف بها لم يظهرها في أي مناسبة.
وحين سألته تحجج بالأمن ادعى أن أعداءه كثر وأن إخفاءها حماية.
صدقته.
يا لفرط سذاجتها...
لم يكن يحميها بل كان يخبئها.
يحفظ مقعدها الشاغر حتى تحين لحظة مارينا واليوم بدت تلك اللحظة مكتملة الأركان كل حديثه عن الثأر
كان غطاء مغلفة بالذوق.
الواقع الذي تجاهلته طويلا كشف نفسه كقبلة مزيفة في ضوء ساطع.
في تلك اللحظة... تلك التي لا توصف بالكلمات بل تفهم من ارتعاشة طرف العين أو من ارتخاء الكتف المفاجئ...
كان أحمد أقرب ما يكون إلى تنفسها وأبعد
ما يكون عن نبضها.
وقف هناك على مسافة لا تقاس بالأمتار بل بالماضي ينتمي إلى فضاء لم تعد تعرفه.
نفس الملامح التي حفرت في ذاكرتها ذات عمق...
لكن النظرة... لا لم تكن له.
كانت نظرة رجل تعرض لفقد ما ثم تعافى منه بشراسة.
تأملته كأنها تراه للمرة الأولى بعد قرون.
وفي عينيه لم تجد نفسها.
بل وجدت امرأة غريبة ترتدي فستانا أبيض تقف بجواره كأنها نسخة أنظف من كوابيسها.
اختنقت الذكريات ببطء.
الأحاديث التي همسها لها ذات مساء وعده بأن تكون الأخيرة في قلبه رعشة يده حين لمس جبينها المحموم كل ذلك انكمش في لحظة كأن الزمن قرر أن يفرغ حقيبته من المشاعر القديمة.
من طبيعة الرجل أن يلهث خلف أكثر من ظل...
الفكرة نفسها كانت كالسكين تقطع بصمت وتعمق النزيف بلا صراخ.
كم كانت ساذجة حين ظنت ولو للحظة أنها محظوظة!
أنها امتلكت ذلك النوع من الحظ النادر الذي يجعل رجلا يكتفي بها دون سواها.
ضحكت في قلبها بمرارة.
كيف صدقت أنها استثناء في زمن يعيد
تدوير العلاقات كما يعاد تدوير القمامة
كانت فقط... واحدة من أوراقه وقد انتهى دورها.
والآن تسقط
الورقة.
لا ريح تمسكها ولا يد تلتقطها
فقط أرض باردة تنتظرها بلا اكتراث.

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1