رواية دعني احطم غرورك الفصل الخامس والستون بقلم منال سالم
بدأ توافد رجال الأعمال ومندوبي الشركات الاقتصادية الكبرى لحضور المؤتمر الاقتصادي السنوي ،،،
-حسين: منور سليم بيه
-سليم: يا أهلا يا بشمهندس ، فينك لازم يعني يكون في اجتماع ولا مؤتمر عشان نشوفك؟
-حسين: معلش انت عارف الشغل بقى
-سليم: ربنا يعينك ، بس برضوه ده مايمنعش ان المفروض نشوفك
-حسين : حضر يا سليم بيه
-جانا مقاطعة: excuse me آنكل .. انا حجزتلنا مكان هناك
-حسين: اوك يا جانا .. اسبقيني وهحصلك
-جانا: اوك
-سليم: ازيك مدام جانا
-جانا: أهلاً بشمهندس سليم ، I am fine
-سليم: طيب عن اذنكو أشوف انا كمان مكان ليا
-جانا: شوور ، اتفضل
-حسين: ماشي يا سليم بيه ، نكمل كلامنا بعدين
-سليم: ان شاء الله
ثم جاء اتصال هاتفي لحسين وهو يتحدث مع جانا ،،،
-يوسف هاتفياً: ها ايه الاخبار ؟
-حسين: لسه.
-يوسف: يعني الواد عز مجاش برضوه؟
-حسين :لأ
-يوسف: ده أنا مأكد عليه امبارح انه يجي المؤتمر مكاني
-حسين: مش عارف والله
-يوسف: هو في حد جمبك يا سحس
-حسين: اه طبعاااا
-يوسف: طب انا هاقفل معاك واكلمه اشوف هو فين ، ومتنساش لازم يتربى !
-حسين: ده انا ناويله
-يوسف: مع السلامة يا سحس
-حسين: الله يسلمك يا رب
-جانا: مين يا آنكل
-حسين: آآآآ.. ده حد من الشغل ، الواحد زهق مافيش حاجة بتخلص
-جانا: اها ..
-حسين: يالا بينا احنا كمان نقعد
-جانا: اوك
..........
-يوسف هاتفياً: ألوو ، ايوه يا عز انت فين؟؟ مروحتش المؤتمر ليه ؟
-عز: ايوه يا بابا، انا سايق العربية الوقتي ، والله رايح بس الدنيا زحمة ، وبعدين ماهو ياسين هناك أنا مكلمه من شوية وهو راح وأعد قدام
-يوسف: أها .. أصل أنا افتكرتك طنشت
-عز: عيب عليك يا والدي
-يوسف: ماشي يا بشمهندس ، عاوزك تركز في المؤتمر وتحكيلي ع اللي هتسمعه وتشوفه بالتفصيل
-عز: هي دي أول مرة يابابا أحضر فيها مؤتمر
-يوسف: برضوه ، الحرص مطلوب يمكن تلاقي في جديد ولا حاجة مهمة نستفاد منها.. محدش عارف
-عز: ماشي يا بوعز
-يوسف: يالا أسيبك في حفظ الله
-عز: اوك ، سلام يا بابا
.........
عودة مرة اخرى إلى القاعة المنعقد بها المؤتمر ،،،،
-أحد رجال الأعمال : وزي ما اتعودنا كل سنة اننا بـ....................................
بدأ الحديث في المؤتمر عن أخر المشاريع الاقتصادية في مصر وأخر المستجدات و...
حضر عز الدين إلى المؤتمر الاقتصادي بعد أن بدأ بربع ساعة ، فجلس في المؤخرة وظل يتابع ما يحدث من فاعليات تخص المؤتمر إلى أن جذب انتباهه الحديث الدائر بين ...... ،،،،،،،
-عمر: مين اللي هناك دي ؟
-وائل: فين دي
-عمر: اللي أعدة ع شمالك ، اهي ، البنت الأمورة اللي هناك دي
-وائل: فين؟
-عمر: انت اتعميت ، يابني اللي أعدة جمب الراجل المليان ده
-وائل: قصدك جانا؟
-عمر: هي اسمها جانا ؟ انت تعرفها؟
-وائل: أه اسمها جانا ، يعني مش اوي
-عمر: ماترد يا عم تعرفها ولا ؟
-وائل: بص هي اسمها جانا عاصم واللي أعد جمبها ده عمها المهندس حسين صاحب شركة الـ ((.....)) عارفها
-عمر: ايوه ايوه انا أسمع عن الشركة ، لكن الصراحة ماليش تعامل معاه
-وائل: والله هو راجل محترم جدااا وبيلتزم بالاتفاقيات اللي بيخشها وشغله ماشاء الله ناجح ومسمع كتير ..
-عمر: ياعم انا مش بتكلم عن الراجل انا عاوز اعرف اي حاجة عنها
-وائل: معرفش والله
-عمر: طب خلاص اسكت أنا هتصرف .. انت قولتلي عمها اسمه ايه ؟
-وائل: حسين
-عمر: تمام أوي .. أنا هتصرف
-وائل: هتعمل ايه ؟
-عمر: مالكش دعوة
-وائل: مش عاوزين مشاكل مع حد
-عمر: اطمن مافيش ان شاء الله أي مشاكل
نظر عز الدين إلى حيث كان كلاً من عمر ووائل ينظرون ، وتفاجيء بالشكل الجديد لجانا ، كان يتوقع أن تكون جانا بائسة تبكي فراقه وبعده عنها أو حتى كما تركها اخر مرة منهارة تماماً ، لكن لم يخطر بباله أبداً أن تكون تلك الجالسة بكل أناقة وجاذبية هي جانا حبيبته و.. وزوجته السابقة !
..............
في فترة الاستراحة ،،،
توجه عمر إلى حيث يجلس حسين مع جانا ، وكان عز الدين يتابعهم بأنظار حانقة ،،،
-جانا: بس أنا مش فاهمة ليه؟
-حسين: يا بنتي في كل مشروع لازم تلاقي فيه جزئية بتكون هي العقبة في اتمامه وده اللي بيخلــ.......
-عمر مقاطعاً: مش معقول ، بشمهندس حسين بنفسه حضر ؟
-حسين: هه ، خير يا بني
-عمر: ازي حضرتك يا بشمهندس ، ده أنا من اشد معجبين حضرتك ، بجد انت عقلية فذة
-حسين: الله يكرمك ، بس انت مقولتليش برضوه انت مين وعاوز ايه
-عمر: والله أنا مامصدق نفسي، لأ لازم أخد صورة مع حضرتك ، بعد اذنك يا آنسة ممكن تصوورينا سوا
-جانا: أنا ؟
-عمر: ايوه حضرتك
-جانا: ها يا آنكل
-عمر: والله ما هرضى ان حضرتك ترفض
-حسين: طب يا بني تعالى اقف جمبي خليني اخلص
-جانا: بليز ضم عليه شوية
-عمر بخبث: ثواني اوريكي يا آنسة الكاميرا فين
-جانا: أها.. اوك
-عمر: هو حضرتك اسمك ايه؟
-جانا: I am Jana
-عمر وهو مركز نظره على جانا ومصافحاً اياها : وأنا المهندس عمر
-جانا: أهلا .. بعد اذنك ايدي ، مش هتتصور حضرتك ؟
-عمر وهو يترك يدها: هه .. لا مؤاخذة .. ايوه ايوه !!
وبالفعل التقطت جانا صورة لعمر وعمها حسين وأعطت الهاتف مرة أخرى له ،،
-عمر: انا مش عارف أشكرك ازاي يا آنسة جانا ع الصورة الحلوة دي
-جانا: العفو
-عمر: لا بجد والله انا مكونتس متصور ان ده كله يحصل
-جانا: لو سمحت المؤتمر هيبدأ
-حسين: مش يالا يا بني ، عاوزين نركز
-عمر: هه .. أه صح ، طيب عن اذنكم وهنتكلم بعدين ، أنا أعد هناك أهوو
ثم أشار عمر إلى حيث يجلس وتفاجيء كلاً من حسين وجانا بوجود عز الدين ، والأهم من هذا هو أنه ينظر لهم بنظرات ذات معنى فهمها حسين على الفور ، نعم هي نظرات الغيرة ،،،
-حسين بكل ود : خلاص يا بني ، نتكلم بعد المؤتمر
-عمر: اوك يا بشمهندس ، اشوفك ع خير ان شاء الله لأحسن عاوز أستفيد من خبرات حضرتك
-حسين: ان شاء الله
-عمر لجانا: وشكراً يا آنسة جانا ع الصورة ، بجد حلوووة اوي
-جانا بابتسامة: ثانكس
............
عاد عمر إلى مكانه ، بينما كان عز الدين على وشك الانفجار من الغيظ ،،،
-عمر لنفسه : لأ جاااااامدة
-وائل: عملت ايه؟
-عمر: كل خير
-وائل: أنا مش شايف يعني أي قلم ولا شلوت ولا أي حاجة
-عمر: ليه يا أخينا شايفني ايه قدامك ، ده انا عمر الفتك
-وائل: ماشي يا فتك ، وعملت ايه معاها
-عمر: لسه هستأنف بعد المؤتمر
-عز من الخلف بغضب : ششششش ، مش عارف أركز ، اسكتوا شوية
-عمر: سوري يا بشمهندس
-وائل: مبسوط جبتلنا الكلام
-عمر: خلاص يا سيدي
-وائل: طب اسكت بس لأحسن اللي وراك ده المهندس عز
-عمر: مين المهندس عز ، ما أنا زيي زيه
-وائل: لأ ده بعيد عنك بيلعب ملاكمة ، يعني الزعلة معاه بفورة
-عمر: أها قولتلي ، ما أنا برضوه بلعب مصارعة
-وائل: يا شيخ ، ده ع البلاي استشن مش حقيقي
-عمر: بس برضوه
.......
ظل عز الدين يزفر في ضيق ، فقام بـ إخراج هاتفه ليطلب جانا لكنه تفاجيء بأن الهاتف مغلق رغم أنها تتحدث فيه حالياً ، فاستنتجد أنها تخلصت من شريحتها القديمة ، فقرر الاتصال بياسين ...
-عز: انت فين يا زفت؟
-ياسين: اييييييه ، في ايه ، هو أنا خلفتك ونسيتك؟؟
-عز: انجز انت فين الوقتي عاوزك ؟
-ياسين: انا في الحمام
-عز: طب خلص
-ياسين: لأ أنا باحب أخد راحتي ع الأخر اومال هما سموه ليه بيت الراحة عشان نقعد كده ونستكنيص
-عز: تـ.. ايه ياخويا ؟؟
-ياسين: ماتخدش في بالك
-عز: أنا مش فايق لتفاهاتك دي ، معاك خمس دقايق وتكون قدامي ، الدقيقة السادسة لو ملاقتكش ، مش هاقولك هأعمل ايه فيك
-ياسين: خلاص جاي اصبررر
-ياسين: ايه يا زيزوو ، هو يعني فاتني فتح عكا
-عز: اتنيل اترزع وبص هناك
-ياسين: أبص فين
-عز بضيق: هناك ع شمالك يا زفت
-ياسين: طيب هبص بس ماتشتمش
-عز: ها شوفت ؟
-ياسين: اه شوفت .. ايه بقى ؟
-عز: انت أهبل ياض .. بقولك بص عدل
-ياسين وهو جاحظ العينين: ما أنا باصص أهو ، على ايه بقى ؟؟؟
-عز: انت هتجنني ، بص ع جانا
-ياسين: جانا مين ؟
-عز: جانا مراتي
-ياسين: ودي ايه اللي هيجبها هنا
-عز: بص هناك هي دي جانا أنا مش هتوه عنها
-ياسين: آآآه تصدق صح ، هي جانا وده عم حسين
-عز: جانا بتعمل ايه في المؤتمر يا ياسين؟
-ياسين: آآآآه هي جانا، بتعمل بقى ايه ؟؟
-عز: انت بتسألني ؟؟ رد عليا جانا بتعمل ايه هنا؟
-ياسين: وأنا مالي ؟؟ ماتسألها انت !!!
-عز: متقنعنيش انك متعرفش هي هنا بتعمل ايه .. ده انت بؤك آكل ودن البت دينا
-ياسين: بؤي ، اه صح
-عز: اتعدل يا زفت معايا وقولي ايه اللي حصل لجانا
-ياسين: أكيد عمها رجعها لحالة المصنع
-عز: وله انت هتهزر ، والمصحف مش هسيب فيك حتة سليمة لو مانطقتش
-ياسين: خلاص خلاص من غير ضرب ، هي غيرت النشاط
-عز: افندم ؟
-ياسين: أقصد رمت طوبتك ، وبتعيش حياتها بالطول والعرض وزي ما انت شايفها قدامك فلة شمعة منورة
-عز: استغفر الله العظيم يا رب
-ياسين: طب انت مضايق أنا مال أمي
-عز: اسكت الوقتي
-ياسين: يعني أتكلم مش عاجب ، اسكت مش عاجب
-عز: هتسكت ولا ها؟؟؟
-ياسين: اديني هاحط جزمة في بؤي وأسكت ، انا عارف الواحد أصلاً بيجي المؤتمرات دي عشان حاجتين ياكل ويخش حمام !!
ظل عز الدين في حالة لا يعلم ماهي ، هل هي حالة غيرة من اهتمام غيره بجانا ؟ هل هي حالة اشتياق ولوعة لحب عمره ؟ هل هو انبهار بما أصبحت عليه جانا من بعده ، فهي الآن أمام عينيه أنثى تفتنه بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، أنثى لطالما تمنى أن تكون هي عشقه الأبدي، وبالفعل رأى هذا يتحقق أمام عينيه ورغم هذلك فهو عاجز عن الاقتراب منها !!
............
-حسين: بقولك يا جانا ، هاقوم أعمل مكالمة مهمة وراجع تاني
-جانا: الله مش هتكمل بقية المؤتمر
--حسين: أنا جاي تاني
-جانا: اوك يا آنكل هستناك
-حسين: طيب ، مش هتأخر
-جانا: اوك
-حسين ليوسف هاتفياً: البيه شرف وشافها
-يوسف: حلو أوي
-حسين: أنا خايف يحصل اشتباك بينهم
-يوسف: اطمن الواد لسه بيحبها ، وده متوقع ، بس خليك بعيد عشان تديه فرصة يتكلم معاها
-حسين: ما أنا قومت من مكاني وواقف بعيد بس عيني عليها .. ايه ده بص.. الظاهر ان المعارك هتبدأ بدري
-يوسف: يا أهلا بالمعارك
-حسين: الله !! ده في واحد جديد نزل الملعب
-يوسف: عظيييم ، خليها تسخن
-حسين: ياخوفي تقلب بكارثة
-يوسف: عز عاقل اطمن
-حسين: أنا مش خايف من عز ، أنا خايف من جانا ، بنت أخويا وعارفها
-يوسف: طيب تابع انت وبلغني بالجديد ، ومتنساش اوعى تدخل إلا في الضرورة
-حسين: أوامرك يا ريس
-يوسف: حبيبي يا سحس
.....
قبل ان ينتهي المؤتمر بدقائق عدة ، قرر عمر أن يذهب ليتحدث مع جانا ،
-عمر: بص عمها خلع ، أنا مش هضيع الفرصة دي
-وائل: ياعم ما تركز كده وخلينا نشوف المؤتمر هيخلص ع ايه
-عمر: كمل انت الباقي ، أنا رايحلها
-وائل بهمس : يا عمــر .. يااااا عمر ، رايح فين ؟
-عمر: أنا رايح فين ، أنا راجع تاني !!! اصبر
-وائل: مش مريح نفسك !!
-عمر: ايه ده آنسة جانا ، انتي أعدة لوحدك ؟
-جانا: هه ، مين حضرتك؟
-عمر: أنا عمر بتاع الصورة
-جانا: أها أفتكرت
-عمر: اومال فين المهندس حسين ده أنا كنت عاوزه
-جانا بعدم اكتراث : هو بيتكلم في الفون بره ، تقدر حضرتك تروحله هناك
-عمر وهو يجلس بجوارها : لأ مش مشكلة ، أنا مش عاوزه أوي يعني
-جانا بعدم اهتمام : أها ..
لمحت جانا عز الدين وهو يتحرك من مكانه ويتوجه ناحيتها فأدارت وجهها حيث شعرت بالتوتر الشديد ، فهذه هي المرة الأولى التي تراه فيها خاصة بعد الذي حدث بينهما .. ورغم أنها لمحته من على بعد في البداية وقاومت رغبتها الشديدة في النظر إليه أو حتى عتابه بالنظرات لكنها لم تتوقع أن يتملك الجرأة ليأتي إليها وأن يخونها قلبها وينادي عليه والأهم أن يستجيب هو لنداء قلبها المشتاق !!