رواية عمري الضائع الفصل السابع 7 بقلم هاجر نور الدين

    

رواية عمري الضائع الفصل السابع بقلم هاجر نور الدين

_ نادي للدكتور بسرعة غزل فاقت.

سمعت الجملة دي أول ما فتحت عيني وكانت من هالة اللي كانت بتعيط جنبي، مكنتش قادرة ألف وشي ناحيتها حتى.

كنت تعبانة جدًا وجسمي تقيل بشكل لا يوصف،
حتى جفوني بفتحها وأقفلها بصعوبة.

مكنتش شايفة غير سقف المستشفى الأبيض بس،
جِه الدكتور وبعد شوية فحوصات إتكلم بعملية وقال:

_ هي الحمدلله سليمة دلوقتي، بس محتاجة تبات في المستشفى الليلة دي عشان المحاليل وصحتها تقوى أكتر خصوصًا لإن الفقد كان كبير.

كنت سمعاهم وهما بيتكلموا وبصيت لـ هالة اللي جنبي وقولت بتساؤل وضعف شديد مسبب بُطئ في كلامي:

= فقد إي اللي الدكتور بيتكلم عليه؟

بصتلي هالة شوية بصمت وتفكير ودموعها نزلت بهدوء وقالت بتردد:

_ غزل أنا أسفة بس إنتِ فقدتي الجنين.

إبتسمت، دي كانت ردة فعلي، إبتسمت براحة،
الدكتور إستغرب رد فعلي ولكن هالة وعمار كانوا فاهمين.

بعد ما الدكتور خرج إتكلم عمار وقال بمواساة:

_ شوفتي الجنين اللي كنتِ مش عايزاه هو اللي أنقذك، الحادثة كانت قوية وجسمك مقدرش يستحملها والدكتور قال حياة واحد فيكم بس اللي هتنقذ حياة التاني وإحنا إخترنا إنهُ ينقذك إنتِ بِما إننا الوصين عليكِ وجبناكِ.

إتكلمت هالة هي كمان وقالت:

= حكمة ربنا إنك تحملي من شريف رغم رفضك وإستجاب لدعاكِ فعلًا وخلى الطفل اللي لسة مجاش للدنيا ينقذك من الحادثة دي.

في اللحظة دي كنت حاسة بندم وألم،
صعب عليا الجنين في الوقت دا.

أنا فعلًا لو كان جه للدنيا مكنتش هعرف أتعامل معاه بأمومة خالص، كان هيبقى غصب عني ولكن فكرة إنهُ خسر حياتهُ عشاني وكمان هو مالهوش ذنب في كل دا واجعلي قلبي.

ولكن بحمد ربنا عشان لو كان جه الدنيا دي كان هيتبهدل جدًا.

غمضت عيوني مرة تانية بتعب ويمكن راحة نوعًا ما،
مصحيتش غير تاني يوم الصبح وكأني كنت بعوض القلق اللي فات كلهُ باليوم اللي نمتهُ دا.

كانت المحاليل في إيدي وبتخلص خلاص، 
قومت إتعدلت بصعوبة ولسة أثار التعب والعملية واضحين عليا.

مكانش في حد جنبي وقت ما صحيت بس قعدت بفكر،
اللي كنت عايزاه حصل وخلاص مفيش حاجة تربطني بيه تاني.

ها بقى وبعدين؟
يعني إي اللي المفروض يحصل دلوقتي أو حياتي هتمشي إزاي؟

مبطلتش تفكير لحد ما جِه عمار وهالة ومعاهم واحد أول مرة أشوفهُ، أول ما شافوني صاحية قربوا مني بسعادة وقالت هالة:

_ حمدًلله على سلامتك يا غزولة.

إبتسمتلها بإمتنان حقيقي وقولت:

= الله يسلمك، والله إنتوا جمايلكم معايا غطتني ومبقتش عارفة إزاي هرد جميل واحد بس من جمايلكم دي عليا!

إتكلمت هالة بقمصة وقالت بنبرة عتاب:

_ خلاص بقى يا غزل إحنا بقينا إخوات وأهل مينفعش بيننا الكلام دا.

إبتسمت وبصيت ناحية الشخص الغريب بإستفسار فـ هالة فهمتني وقالت بإبتسامة واسعة وهي بصالهُ:

_ أعرفك بقى ياستي، دا فريد خطيبي اللي كلمتك عليه، كان لازم أعرفهُ إني رجعت مصر وهو جه إمبارح برضوا بس كنتِ إنتِ مش معانا خالص.

إبتسمت وقولت بأسف وإحراج طفيف:

= أنا بجد أسفة إني من ساعة ما دخلت حياتكم وأنا مدربماها بالشكل دا، أنا عملتلكم قلق كتير الفترة الأخيرة ومخلياكم تنشغلوا بحاجات إنتوا مالكوش دعوة بيها، بجد حقكم عليا.

إتكلمت هالة بعتاب وقالت:

_ والله بجد إتضايقت منك، يا غزل إحنا خلاص تخطينا المرحلة دي، ياحبيبتي كام مرة هقولك إنتِ أختي خلاص، وبعدين قومي بقى بالسلام عشان فرحي كمان شهر عمار حبيبي خلاص خلصلي كل جهازي.

إبتسمت بسعادة حقيقية ليها وقولت:

= والله بجد مبسوطة أوي عشان سعادتك دي، ربنا يتمملك بخير يارب يا روحي.

بعدها راحت هي وفريد يجيبوا فطار وفضلت أنا وعمار، إتكلم عمار وقال بإبتسامة:

_ ياريت بقى منسمعش منك الكلام دا تاني وتقومي بالسلامة عشان نخرجك بالليل، قررتي هتروحي فين؟

سكتت شوية لإني فعليًا لسة مقررتش، ولكن لازم أروح لأهلي،
يمكن لمرة واحدة بس هشوفهم بالشكل اللي المفروض يكونوا عليه.

إتكلمت وقولت بسرحان وتردد:

= هروح لأهلي، يمكن يكونوا إتعلموا من الغلطة اللي فاتت.

اومأ عمار براسهُ بتفهم وقال:

_ خلاص تمام، بالليل هنوصلك لحد باب البيت، ومعايا هنا عربية جبتها بالليل هنا عشان نتحرك بيها بسرعة.

إبتسمت وقولت بإمتنان:

= حقيقي شكرًا يا عمار تعبتكم معايا.

إتكلم بنظرة عتاب ولكن فيها مرح وقال بإبتسامة:

_ إنتِ لسة متعلمة الكلام جديد ومش حافظة غيرها صح؟

ضحكت وقولت:

= لأ بس بجد مهما قولت مش هقدر أوصف قد إي بشكركم وممتنة جدًا وقد إي حاسة إني تقيلة عليكم والله.

إتكلم بجدية وقال:

_ يابنتي لو تقيلة علينا هنستحملك ليه يعني،
دي محبة وسبحان من خلانا نتقابل كلنا ونساعد بعض،
بلاش الكلام دا تاني عشان المرة الجاية هتبقى بزعل حقيقي.

إتكلمت وقولت بإبتسامة:

= لأ لأ خلاص ربنا ما يجيب زعل.

قعدنا بعدها نتكلم شوية وكانت هالة وفريد وصلوا وقعدنا فطرنا، بالليل قبل ما نتحرك بساعة كان عمار وهالة قاعدين في بلكونة المستشفى وبيتكلموا.

إتكلم عمار وقال بتنهيدة طويلة لـ هالة:

_ هالة أنا حاسس إني بعمل حاجة غلط كبيرة أوي بجد.

إتكلمت هالة بتساؤل وقالت بإستغراب:

= حاجة إي دي بعد الشر؟

إتكلم بتردد بعد تفكير دام دقايق:

_ أنا حاسس بمشاعر ناحية غزل.

إبتسمت هالة وقالت:

= وإي الغلط في كدا؟

بصيلها وقال بجدية:

_ إنتِ ناسية إنها لسة متجوزة ومنفصلتش عن شريف دا!
مينفعش أفكر في واحدة متجوزة حتى لو ضامن طلاقها وفي مشاكل الدنيا كلها بينها وبين جوزها برضوا مينفعش مادام لسة على ذمة واحد تاني.

سكتت هالة شوية بتفكير وزعل وقالت:

= يبقى خلي مشاعرك في قلبك لحد ما تنفصل عن شريف ولكن هي كـ بنت كويسة أوي ومشوفناش منها حاجة وحشة وغلبانة والدنيا واخداها رايح راجع من غير رحمة، يمكن إنت يا عمار تبقى سند وعوض ليها بعد ربنا وبعد اللي حصلها دا.

إتنهد عمار وبص للطريق قدامهُ وقال بسرحان:

_ خليها على الله، ربنا ما يوقعنا في شر أفكارنا ولا في الغلط أبدًا.

بعد شوية كنا كلنا إتحركنا بعربية عمار وإتحرك عمار في الطريق لـ بيتي، كنت بوصفلهُ الطريق وأنا قلبي مش موقف نبض سريع.

كنت متوترة وجوايا مشاعر كتير جدًا، إشتياق ولهفة وكُره وحزن وعتاب وغدر والأدرينالين بيعلى كل ما بقرب من البيت.

وصلنا أخيرًا على الشارع بتاعي وقبل ما أنزل من العربية بمجرد ما حطيت رجلي بس في الشارع رجعت تاني جوا العربية بسرعة وقفلت الباب بخوف.

بصلي عمار بإستغراب وقال بتساؤل:

_ في إي يا غزل؟

قولت وأنا بتنفس بسرعة وشكل ملحوظ:

= شريف موجود هنا.


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1