رواية زواج بلا قلب الفصل الثامن بقلم ادم نارو
أمين:
– سامحني يا سيدي ، والنبي!
( ليلى مصدومة وبتبص فأدم بالإستغراب )
ليلى ( مع نفسها ) : ده مش إنسان ده شي ثاني أنا هموت على إيده لو بقيت معاه.
آدم سحب أمين من هدومه، وضمّه كأنه بيحضنه.
همس في ودنه:
آدم:
– اعتذارك... مش مقبول.
وأطلق عليه نار في قلبه.
الكل صرخ، وليلى وقعت على الأرض، بتحاول تغطي راسها من الخضة،
الدم رشش على أدم .. عينيها مش قادرة تصدق ، بتبص لأدم بخوف وعينها بتدمع.
آدم ساب جثث أمين تسقط الأرض ومسح إيده بمنديل، وبص ليهم:
آدم:
– ده هيكون درس للجميع .
لف ظهره وبص لليلى، لقاها بترتعش، دموعها نازلة،
مسكها من دراعها ودفعها نحية العربية.
آدم:
– دلوقتي... جاه دورك، مدام ليلى.
قفل باب العربية، وقال لفادي:
آدم:
– وصلها البيت،
ولو فكرت تهرب تاني... هادفنها حية وهدفنك أنت كمان . فهمت؟
فادي (مصدوم):
– حاضر يا باشا.
ليلى في العربية، بتبص من الشباك،
وشها غرقان دموع، وعنيها على جثة أمين وسط بركة دم...
/ وصلوا القصر \
فادي (بحذر):
– مدام، اهدى شوية... أنا هطلب الدكتور يكشف عليكي، يمكن تكوني اتأذيتِ من غير ما تحسي.
ليلى (بصوت بيترعش ودموعها بتلمع):
– إزاي أعيش مع مجرم؟! ده قتل إنسان كأنه بيشرب ميّه… متعوّد! ده إنسان بلا قلب.
فادي (بياخد نفس عميق):
– مدام… إنتي بخير؟ يعني حاسّة بحاجة؟ دوخة، وجع؟
ليلى (بعينين مغرورقة):
– رجّعني لبيت أهلي… أنا وحشتني عيلتي… نفسي أشوفهم.
فادي (بأسف):
– سامحيني… مقدرش أعمل أي حاجة من غير إذن السيد آدم.
ليلى (بتحاول تتماسك):
– طيب اديني موبايلك… أكلمهم.
فادي (بيهز راسه):
– مش بإيدي… السيد آدم مانع عنك الموبايلات. بس بصراحة، لو طلبتي منه تشوفيهم، ممكن يوافق.
ليلى (بغصة):
– ممكن؟! يعني حتى إنت مش متأكد؟
فادي (بصوت خافت وهو بيبص للأرض):
– أنا زيك… عصفور مكسور جناحه… بس اتعوّدت. وأتمنى إنتي كمان تتعوّدي.
--
دخلوا البيت… وليلى بتتمشى بخطوات تقيلة، ملامحها منهارة… تعبانة من كل حاجة.
ندى شافتها، ووشها اتقلب، وفضلت تبص ليها بخضة، والخدامات واقفين يبصوا كأنهم اتأكدوا إن الهروب من البيت ده… مستحيل.
رقية (بقلق لفادي):
– إيه اللي حصل؟ ليه مدام ليلى بالحالة دي؟
فادي (بعصبية):
– حالة؟! استنوا يرجع السيد أدم … وهتعرفوا يعني إيه الغضب ..
عدى وقت طويل… كلهم مستنيين آدم، متوترين… بيبصوا لبعض بخوف، وساكنين كأنهم في محكمة إعدام.
ولما دخل آدم… دخل كأنه قائد جيش، كلهم وقفوا مكانهم متجمدين.
بص ليهم بنظرات كلها غضب واستفزاز… وسكوت قاتل غطى القاعة.
رقية (بتحاول تكسر الصمت):
– سيد آدم… نحضّرلَك العشا؟
آدم (بغضب مكتوم):
– العشا اللي أكلته مش مكفّي… دي طريقة تنفيذ أوامري؟
صفاء (بتتلعثم):
– سيدي… أنا كنت في المطبخ… وندى كان دورها تهتم بليلى.
آدم (بعصبية):
– اسمها مدام ليلى… ومين سمحلك تفتحي بقك؟!
صفاء (بتبص في الأرض):
– أنا آسفة يا سيدي.
بص آدم لندى، اللي كانت عنيها في الأرض، وسألها بنبرة حادة:
آدم:
– عندك حاجة تضيفيها؟
ندى رفعت راسها وبصّت لرقية، وبصوت ثابت قالت:
ندى:
– مدام ليلى ليها حق تعيش زي ما هي عايزة… من غير قيود.
رقية (بتتوتر):
– ندى! أسكتي فورًا!
آدم (رافع حواجبه بسخرية):
– لأ، كمّلي… إديني درس في الأدب بقى يا آنسة ندى!
ندى (بشجاعة):
– أنا مقولتش إنك قليل أدب… بس اللي حصل النهاردة مش طبيعي. دي مراتك… لازم تلاقي لنفسها مكان في البيت… ولا كل مرة هتهرب!
آدم بص لها نظرة فيها غضب… وفيها كأن جزء منه مصدق كلامها، لكن عناده أقوى.
آدم (ببرود):
– آخر مرة تتكلمي كده قدامي… ولو مدام ليلى مش عايزة تتعوّد على العيشة هنا… هتتعلم غصب عنها.
لف ناحيه رقية وقال:
آدم:
– إنتي بتعلميهم إزاي يتجرأوا عليا كده؟!
رقية (بتوتر):
– لا يا سيدي… أنا آسفة… مش هتتكرر.
آدم (بصوت مهدد):
– جربي تتكرر… وشوفي هيحصل إيه.
رقية سحبت ندى بالعافية، ورمتها عند رجلين آدم.
رقية (بعصبية):
– إعتذري فورًا!
ندى رفعت راسها، وشافت آدم… عينيه مليانة تحكم، وجمود، وهي رفضت تبين خوفها.
رقية (بحدة):
– مستنية إيه؟!
ندى (بصوت مكسور):
– أنا آسفة يا سيد آدم… مش هتتكرر.
آدم ضحك ضحكة جانبية، قرب من الطربيزة، مسك مزهرية، وكسرها قدام الكل.
آدم (بصوت بارد):
– المرة الجاية… هتكوني إنتي مكان المزهرية يا ندى.
---
آدم طلع فوق، فتح باب أوضة ليلى… ليلى قفزت واقفة من الخوف، جسمها اتشنج.
ليلى (بصوت مخنوق):
– بترجّاك… بلاش…
آدم قفل الباب وراه، وبدأ يقرب منها بخطوات هادية… لكنها مرعبة.
فجأة، رفع إيده وضربها بالقلم.
ليلى حطت إيديها على وشّها وهي بتعيط، بس الضرب استمر… ركل، ولكمات، وسبّ… كل حاجة.
مسكها من شعرها، وخبط راسها في الحيطة، لحد ما وقعت على الأرض تنزف.
ليلى (بصوت مكسور):
– أنت… ما تعرفش غير الضرب؟!
آدم (بعصبية):
– ولسه عندك لسان تردي عليا؟!
وكمل ضربها لحد ما بطلت تقاوم.
فادي دخل جري، ومعاه رقية، والمشهد قدامهم كان مرعب.
فادي (بصوت عالي):
– سيدي!!
آدم (منفعل):
– اطلع برااااا!
رقية جرت عليه، مسكت رجله، وفضلت تبكي.
رقية (بتترجاه):
– بترجاك… لو في قلبك ذرة احترام لسنيني في خدمتك… كفاية، هتموت!
آدم فجأة وقف… كأنه فاق من غيبوبة… بص لإيده، وبعدين ليلى، والدم مغرق الأرض.
ابتدى يتنفس بسرعة، وخرج من الأوضة زي المجنون.
رقية نزلت بسرعة على الأرض، شالت ليلى بين دراعها وهي بتعيط.
رقية (لـ فادي):
– نادِي الدكتور بسرعة… بسرعة!
رقية (بهمس وهي ماسكة ليلى):
– قلتلك… متعنديش معاه… ده وحش مش بني آدم