رواية زواج بلا قلب الفصل التاسع بقلم ادم نارو
★★★★
أصوات الأجهزة الطبية بتصدر نغمات متقطعة…
ودكتور سامي، طبيب آدم الخاص، واقف فوق جسد ليلى، بيحاول يوقف النزيف اللي في راسها.
فادي (بقلق):
– خير يا دكتور؟ طمّنا.
الدكتور (بصوت جاد):
– الحمد لله حالتها مستقرة… بس معرفش هتفضل بخير قد إيه وهي تحت رحمة آدم.
فادي (بهدوء):
– عارف ده… للأسف.
الدكتور:
– البنت دي جسمها منهك… ماكلتش حاجة من امبارح، والضرب اللي اتعرضت له مأثر عليها جدًا.
رقية (بحزن):
– مش راضية تفتح بقها، حاولت أقنعها تاكل… مفيش فايدة.
الدكتور:
– لما تصحى، راقبي حرارتها، لو زادت كلميني فورًا… ودي الفيتامينات والمقويات اللي لازم تاخدها، ومهم جدًا تاكل.
فادي (بحسم):
– متقلقش يا دكتور، هأكلها بإيدي لو اضطرّيت.
الدكتور:
– ربنا يشفيها يا رب.
فادي:
– متشكر… اتفضل، أوصّلك.
(فادي خرج مع الدكتور، وفضلت رقية جنب ليلى)
(غطّتها كويس وبصت لها بحنان كأنها بنتها)
رقية (بهمس):
– إنتي لسه صغيرة يا بنتي… ولسه الدنيا مرمية عليكي بالحِمل ده كله.
ـــ
عند آدم:
كان قاعد على الكرسي، عينيه شاخصة في الفراغ، بس قلبه مشغول بيها… بيليلى.
آدم (بيكلم نفسه):
– إيه اللي بيحصللي؟
ليه دماغي مشغولة بيها؟
أنا مش هرجع تاني لآدم الغبي اللي كان زمان!
(دق الباب)
آدم:
– مين؟
فادي:
– أنا يا فندم.
آدم:
– ادخل.
فادي:
– حضرتك طلبتني.
آدم (بصوت جامد):
– عايز أعرف حالتها.
فادي (بتردد):
– حالتها؟ تقصد… مدام ليلى؟
آدم:
– أيوه، ليلى… فين وصلت حالتها دلوقتي؟
فادي:
– الحمد لله بخير، الدكتور قال إنها محتاجة راحة وأكل، عشان ترجع لطبيعتها.
آدم (بحدة):
– أكل؟ أنا مش قايل تهتموا بيها وتكلّفوها زي الناس؟
فادي:
– بس يا فندم… هي حالتها النفسية صعبة، رفضت الأكل… والضرب اللي حصل مأثر فيها جامد.
آدم (ببرود):
– أنا مش فارق معايا… هي خالفت أوامري، وده جزاها… وده اللي هيحصل لأي حد يتجرأ عليا.
فادي (بهدوء):
– بس يا فندم…
آدم (قاطعه):
– أنا قلت كفاية، اطلع برا.
فادي (بأدب):
– حاضر.
(آدم رجع يقعد، وبيكلم نفسه تاني):
– أتصرف إزاي؟
أنا ليه محتار؟
مش هقع في نفس الفخ تاني… مش هحب… لأ، مش أنا!
ـــ
اليوم التاني، صباح جديد:
أشعة الشمس دخلت من الشباك ولمست وش ليلى بلُطف، كأنها بتقول لها:
يلا قومي، يوم جديد… وعذاب جديد.
ليلى فتحت عنيها بتعب، جسمها كله بيوجعها، وشافت رقية قاعدة جنبها، بتقرأ قرآن.
ليلى (بصوت واطي):
– أنا… أنا فين؟
رقية (مبسوطة):
– الحمد لله… فوقتي أخيرًا.
(ليلى بدأت تتذكر كل اللي حصل… وآخر ضربة من آدم)
ليلى (بغضب):
– الحيوان… آدم الحيوان!
رقية (بهمس):
– هشش، اهدي صوتك… ممكن يسمعك.
ليلى (بإصرار):
– أنا مش عايزة أشوف وشه تاني!
(خبط الباب، دخلت ندى بصينية الفطار في إيدها)
ندى (بابتسامة):
– مدام ليلى؟ إنتي فوقتي؟! الحمد لله!
فادي (واقف وراها):
– ألف سلامة عليكي يا مدام.
ليلى (بإمتنان):
– شكرًا ليكم… أنقذتوني، فعلاً.
ندى:
– ده واجبنا يا مدام.
رقية (بمزاح):
– لو عايزة تشكرينا بجد… كلي فطارك كله، عشان نفرح!
ندى وفادي سوا:
– أيوه والله!
ليلى (بابتسامة خفيفة):
– حاضر، هاكل… عشانكم.
ندى:
– حلو كده، هستأذن أجهزلك عصير أفوكادو يديكي طاقة.
(لكن الباب اتفتح فجأة، ودخل آدم)
(عينه وقعت على ليلى وهي بتاكل أول لقمة ليها من ساعة ما دخلت القصر)
آدم (بصوت ناشف):
– شكل الدكتور كان بيبالغ… واضح إنك بخير.
(ليلى رفعت عينيها ليه، نظرة كلها كره… لكنها سكتت)
فادي (كسر التوتر):
– حضرتك، نجهز العربية؟
آدم:
– لأ… سيبوني مع مراتي لوحدنا.
رقية (اعترضت):
– بس يا فندم، ليلى محتاجة راحة…
آدم (بعصبية):
– أنا مش بطلب… أنا بأمركم، برا!
(فادي أشار لرقية بالخروج، وخرجوا)
ليلى (بغضب):
– مش كفاية ضرب؟ جاي تمنعني حتى من الأكل كمان؟
آدم (واقف قدامها):
– ليه بتعانديني؟ ليه بتحاربيني؟
ليلى:
– أنا؟! أنا مش عايزة منك حاجة… كل اللي بطلبه أعيش زي البني آدمين، مش في سجن.
آدم (بصوت عالي):
– إنتي عارفة أنا مين؟
ليلى (بصوت متحدي):
– أيوه… واحد مبيعرفش غير الضرب والإهانة.
(آدم رفع إيده، كان هيضربها… لكنه وقف، افتكر شكلها وهي مضروبة من امبارح، وتحكم في نفسه)
ليلى (بمرارة):
– فهمت قصدي دلوقتي؟
آدم (بصوت حاد):
– إنتي بتخلي الدم يغلي في عروقي… حاولي تتأقلمي، ولا هخلي اللي حصل امبارح يبقى لعبة جنب اللي جاي.
(آدم لف وبدأ يخرج… لكن صوته وقف لما سمعها)
ليلى (بهدوء ساخر):
– وأنا… هحاول أهرب تاني.
(آدم لف وبص لها بنظرة شيطان):
– جربي… جربي يا ليلى، بس المرة دي هقطع رجليكي لو عملتيها.