رواية وعد بين نبضين الفصل الثامن بقلم سيليا البحيرى
(سيليا بتفتح عنيها على مهله، حاسة بدوخة، وبعدين بتبدأ تفكر في كل حاجة… سقوطها… فقدان طفلها… نظرات زينب الحاقدة… الغضب مولع جوانا، باين في عنيها اللي مليانة نار سودا مش هتطفي.)
🔹 إياد (شايفها صحيّة، بيجري عليها بسرعة) "سيليا… حبيبتي، عاملة إيه؟"
🔹 (بس سيليا ما ردتش، بتبص للسقف شوية، وبعدين بتحاول تقوم فجأة، بس جسمها لسه ضعيف، فمسكة في الملاية بقوة، عروق إيديها بارزة من شدة قبضتها.)
🔹 سيليا (بصوت واطي لكنه مليان سم) "فينها؟"
🔹 إياد (متلخبط) "مين…؟"
🔹 سيليا (بتبصله في عينينه، ونبرتها كلها كره) "زينب."
🔹 (إياد بيتوتر شوية، وبعدين بيحاول يطمنها.)
🔹 إياد "حبيبتي، سيبي بالك، ما تفكريش فيها دلوقتي، صحتك أهم، إنتي عانيت كتير، كفاية كده…"
🔹 (بس سيليا بتقاطع كلامه، بتقعد رغم الوجع، وصوتها بيعلو بغضب جامد.)
🔹 سيليا "لأ، يا إياد! ما تقولليش انسَيت! ما تطلبش مني أسامح! الست دي قتلت ابني! قتلت جزء مني! ومش هسيبها تعيش!"
🔹 (بتتحرك تنزع المحاليل من إيديها، بس بتحس بدوخة، إياد بيشدها بسرعة، بيضغط على كتافها بلين، بيخليها تفضل مكانها.)
🔹 إياد (بهدوء وحزم) "سيليا، اسمعيني كويس… أنا أكتر حد في الدنيا عاوز ينتقم من اللي عملته زينب، بس إنتي دلوقتي ضعيفة… ومش هسمحلك تدمري نفسك أكتر."
🔹 سيليا (بعنيّن مليانة دموع وغضب) "إياد، ما تفهمش غلط… هي لسه عايشة! لسه بتنفس وكأن مفيش حاجة حصلت! إزاي أقدر أسكت؟!"
🔹 (يدخل مازن، زين، حور، أدهم، وسيف على طول بعد ما سمعوا صوتها، مازن بيقرب بسرعة، وببص لإياد كأنه بيسأله إيه اللي بيحصل.)
🔹 مازن "سيليا، بالله عليكي، هدّي أعصابك، صحتك مش قادرة على التوتر أكتر من كده."
🔹 حور (ماسكة إيد أختها بحنية) "يا أختي، إحنا فاهمين اللي جواكي، عارفين قلبك مولع، وكلنا عاوزين زينب تاخد حقها، بس بالطريقة دي… هتأذي نفسك أكتر."
🔹 سيليا (بتلف عليهم بعنيّن مولعة نار) "كلّكم عاوزيني أهدى؟! كلّكم عاوزيني أسكت وأعدي؟ لأ! مش هتسكت تاني، مش هستنى أكتر!"
🔹 (إياد بيحاول يطمنها تاني، بس سيليا بتنفض إيده بقوة، وبصّ لهم بعينين حادين.)
🔹 سيليا (بصوت واطي لكنه مليان عزيمة) "يا إما تقفوا معايا… يا متقفوش قدامي."
🔹 (الكل بيسكت، وبيبصوا لبعض… عارفين إن سيليا مش هترجع تاني… دي مش سيليا اللي كانوا يعرفوها، دي ست اتخلقت من الرماد، ومش هتهدي غير لما تنتقم.)
🔹 (بتخرج من أوضتها بخطوات سريعة، جسمها لسه ضعيف، بس نار الغضب جواها بتديها قوة ما تتغلبش عليها. عنيها مولعة بالكره، بتمسح الممر بنظرها لحد ما بتقابل محمد، عم إياد وجوز زينب. ساعتها الدنيا سكتت، قبل ما العاصفة تشتعل.)
🔹 سيليا (بصوت غاضب ومرتجف من الحقد) "أنت!"
🔹 (محمد بيرفع حواجبه متفاجئ، ما كانش متوقع الهجوم، بس بالكاد فتح بقه يرد لما سيليا بتتقدم عليه بغضب، عنيها بتطلع شرار.)
🔹 محمد (بيحاول يهدّيها) "سيليا، بالله عليكي، اسمعيني—"
🔹 سيليا (بصوت مخنوق من الألم والغضب) "اسمعني؟! بعد كل اللي حصل؟ بعد ما مراتك قتلت طفلي؟ بعد ما دمّرت حياتي؟! إزاي تقدر تيجي دلوقتي؟!"
🔹 (عني الكل بتتوسع، وإياد ومازن وسيف بيجريوا بسرعة، مستعدين يتدخلوا لو احتاج الأمر.)
🔹 محمود (بابا سيليا، بصوت متوتر) "حبيبتي، هدي أعصابك، عارف إن الألم كبير، بس—"
🔹 سيليا (بتلف على أبوها بغضب) "لأ يا بابا! ماتطلبش مني أهدى! تعرف يعني إيه أخسر ابني؟! تعرف قديش الألم اللي جوه قلبي؟! الست دي دمرتني… وكانت عايشة تحت سقف بيت الراجل ده طول السنين!"
🔹 (برجع تبص على محمد، عنيها مليانة كره.)
🔹 سيليا (بصوت واطي زي السوط) "إنت سمحت لها تبقى… سمحت لها تفضح حياتنا… عمرك ما وقفتها."
🔹 محمد (بندم بس ثابت) "عارف إني قصّرت… عارف إني اتأخرت كتير، بس ماكنتش متخيل إنها توصل للدرجة دي… صدقيني لو كنت عارف—"
🔹 سيليا (بتقاطع وهو متعصب) "لكن وصلت! وصلت يا محمد! وصلت لأبعد مما انتَ أو أي حد تاني كان متوقع! قتلت ابني، وكدت أموت، وها تقولّي أسف؟!"
🔹 (محمد بيسكت، عنييه مليانة ندم، ومش لاقي كلام يبرر اللي حصل.)
🔹 عادل (بابا إياد، بصوت هادي لكنه حازم) "محمد، غلطت… ماخدتش موقف صح في الوقت المناسب، وده اللي حصل… بس مش هنسمح بمزيد خراب."
🔹 (سيليا بتضحك بسخرية، ونظراتها بتتنقل فيهم كلهم.)
🔹 سيليا "خراب؟! لأ يا عمي عادل، الخراب الحقيقي لسه ما ابتدش… لأني مش هسيب زينب تتنفس الهوى اللي أنا بتنفسه!"
🔹 (ببص لهم كلهم، وبعدين بتلف، ورايحة على باب المستشفى. إياد ماسك دراعها بسرعة، بيحاول يوقفها.)
🔹 إياد (بصوت مليان قلق) "رايحة فين؟"
🔹 سيليا (بتلف عليه، عينيها مولعة بجنون الانتقام) "رايحة في المكان اللي لازم أكون فيه… المكان اللي القصة دي هتنتهي فيه أخيرًا!"
🔹 (الكل بيبص لبعضهم بقلق… عارفين إن سيليا مش هتوقف… وإن المعركة الحقيقية لسه ما ابتدتش غير دلوقتي.)
🔹 (سيليا بتجري برة أوضتها بسرعة مش طبيعية، مش فارقة معاها جسمها الضعيف ولا الوجع اللي جوهها. إياد، مازن، سيف، أدهم، وحتى أبوها محمود بيجروا وراها، بس الغضب جواها معطاها قوة مش طبيعية.)
🔹 إياد (بصوت عالي وهو بيجري وراها) "سيليا، وقفي! ما تعمليش حاجة مجنونة!"
🔹 (بس سيليا مش سامعة حاجة، كلها شايفة وش زينب قدامها، شايفة الدم اللي لسه ما انسكبش، شايفة الانتقام اللي لسه ما حصلش… بتجري بسرعة ناحية الباب، وفجأة يطلع ممرض من أوضة جنبها، بتخبطه جامد، بتتزن شوية بس ما وقعتش.)
🔹 مازن (وصل ليها، بيحاول يمسكها) "سيليا، وقفي، بالله عليك، ده مش حل!"
🔹 (سيليا بتصرخ وبتدفعه بعيد، بيبعد وهو متصدم، ما شافهاش قبل كده كده.)
🔹 سيليا (بصوت واهن بس غضبان) "محدش هيقدر يوقفني! محدش!"
🔹 (سيف وأدهم وصلوا أخيرًا، بيحاولوا يحيطوا بيها، وفجأة بتشتغل صافرات الإنذار في المستشفى، وصوت حارس الأمن بيقرب.)
🔹 حارس الأمن (بصوت جدي) "إيه اللي بيحصل هنا؟ وقفوا فورًا!"
🔹 (الكل وقف للحظة، والشرطة بتجيلهم بسرعة بعد ما وصلها بلاغ عن الشغب، واحد منهم طالع الأصفاد.)
🔹 شرطي (بصوت رسمي) "إيه اللي بيحصل هنا؟ إحنا وصلنا بلاغ عن شغب جوه المستشفى!"
🔹 إياد (بيحاول يهدّي) "هي بس… مصدومة… لسة فقدت طفلها ومش عارفة تتصرف."
🔹 (سيليا بتلف للشرطي بعنيين مولعة، بتخطو خطوة لقدام، وبتصرخ بغضب:)
🔹 سيليا "الشرطة مش هتمنعني، ومحدش هيوقفني! الست دي قتلت ابني ومش هسيبها!"
🔹 (الشرطي بيشير لزميله يقرب، بيحاولوا يهدوها، لكنها بتندفع تاني، واحد من الشرطة مسك دراعها بحذر.)
🔹 الشرطي التاني "آنسة، لازم تهدّي، مش مسموح تعملي شغب هنا."
🔹 (سيليا بتتجمد، بتبص حواليها، شايفة الكل بيتفرج عليها بعيون مليانة قلق وحزن… شايفة أبوها، أخواتها، وإياد… للحظة بتحس إنها واقفة لوحدها في معركتها، بس مش فارقة معاها.)
🔹 سيليا (بصوت واطي لكنه حاد) "محدش حاسس باللي جوايا…"
🔹 محمود (أبوها، بصوت مليان حزن) "بس إحنا حاسين بيكي يا بنتي… بس ما تخليش الألم يخربك."
🔹 (الشرطي بيخفف قبضته شوية، وسيليا فجأة بتنهار، بتقع على ركبتيها، بتحط إيديها على وشها، وبتبدأ تبكي بصمت… الكل حواليها واقفين مش عارفين يعملوا إيه، حتى إياد بيقرب منها، بيقعد على ركبته جمبها، بيرفع وشها بإيده بلطافة.)
🔹 إياد (بصوت هادي ومليان وجع) "أنا معاك… مش هسيبك، بس ما تخليش الحقد يدمرّك يا سيليا…"
🔹 (سيليا بتبكي أكتر، والشرطة بتقرر تنسحب، وبتسيب العيلة تهدي الأمور… المشهد بيخلص وإياد بيحضن سيليا والكل بيتفرج عليهم بحزن وقلق.)
🔹 (سيليا بتخرج من المستشفى وتجري بجنون، كأنها عايزة تهرب من جحيم مولع جواها. قلبها بيخبط جامد، الدم مولع في عروقها، وعنيها ما بتشوفش غير صورة زينب وهي بتضحك بانتصار… الغضب واخد عقلها.)
🔹 إياد (بيبص وراها ويصرخ بأعلى صوته) "سيليااااا، وقفي!"
🔹 (بس هي مش بتوقف… مش سامعة غير دقات قلبها اللي بتهيج… خطواتها بتزيد سرعة… الكل قربوا من باب المستشفى، بيحاولوا يلحقوها، وفجأة…)
🔹 (صوت فرامل عربية بتصرخ في الشارع! بعدين صوت اصطدام قوي بيوقف كل حاجة…)
🔹 (جسم سيليا بيرتفع في الهوا للحظة وبعدين بتقع على الأرض جامد، راسها بتخبط في الرصيف، ودراعها بيتلوي بطريقة غريبة… نقطة دم بدأت تنتشر تحتها… الصدمة واضحة على وشوش الكل.)
🔹 إياد (بيقعد على ركبته جمبها، ماسك وشها بإيدين مرتجفتين) "سيليا! حبيبتي، لأ… ما تعمليش كده!"
🔹 (أدهم، سيف، ومازن واقفين مصدومين، نفسهم محبوس، وزين وسليم مع أبوهم عادل وأبوها محمود وعمو محمد بيجرو عليها، وشوشهم باهتة من الصدمة.)
🔹 مازن (بصوته مختنق) "يا رب… لأ، لأ، لأ!"
🔹 زين (حاطط إيده على راسه، مش قادر يستوعب اللي بيحصل) "حد يتصل بالإسعاف… يا نهار أبيض، إزاي حصل كده؟!"
🔹 (السواق طلع من العربية مرعوب، رافع إيده بتوتر) "أنا… أنا ما شوفتهاش! والله ما شوفتها!"
🔹 (بس محدش واخد باله من السواق دلوقتي… الكل بيبص على سيليا اللي مرمية على الأرض ساكتة، الدم بينزل من راسها ببطء… إشارات عربية الإسعاف باينة وراها، بس بالنسبة لإياد، كل حاجة ماشية ببطء، كأن الزمن وقف عند اللحظة اللي شاف فيها جسمها بيتنقل في الهوا…)
🔹 إياد (بيتمتم وهو ماسك إيدها) "ما تسيبنيش… بالله عليك، ما تسيبنيش…"
🔹 (المشهد بينتهي على صوت صفارات الإسعاف، والدموع بتنزل من عيون الكل… مصير سيليا مش معروف.)
🔹 (إياد شايل سيليا بين إيديه، الدم بينزل من راسها ودراعها الملتوية، بيجري في ممرات المستشفى، وشه شاحب، نفسه متقطع، وصراخه مالي المكان.)
🔹 إياد (بصوت مفزوع) "ساعدوني! هي بتنزف جامد!"
🔹 (زين ومازن بيجرو جنبه، عيني مازن مليانة دموع، وزين بيزعق بأعلى صوته يدور على دكتور.)
🔹 زين "الدكاترة فين؟! يا ساتر، هي محتاجة عملية على طول!"
🔹 (معاهم أدهم وسيف وسليم وزين، كلهم في حالة هلع كبيرة، ومحمود أبو سيليا بيلهث ويده على قلبه، وعادل أبو إياد باين عليه وقع عليه الطلقة.)
🔹 (في نفس اللحظة، الستات بيوصلوا… مها كانت أول واحدة شافت بنتها مغمّاة بالدم على إيد إياد، شخّطت شخطة قوية كأنها فقدت نفسها.)
🔹 مها (بتصرخ ومبهدلة) "سيليــــا!!"
🔹 (بتحاول تركض ليها، بس سيف ماسكها قبل ما توقع على الأرض.)
🔹 حور (أخت سيليا التوأم، بترتعش كلها) "يا رب… سيليا… لأ، لأ، لأ!"
🔹 ملك (بنت عمهم، ماسكة بقفاها من الصدمة، ودموعها بتنزل) "إزاي حصل كده؟!"
🔹 صفاء (ماما إياد، بتحط إيدها على قلبها وبتعيط) "إياد… يا ابني، طمّنّي، هي كويسة؟!"
🔹 (تقى ودراين وهايدي بيتفرجوا على المشهد ومصدومين، دموعهم بتنزل، مش مصدقين إن سيليا كانت كويسة من شوية ودلوقتي بين الحياة والموت.)
🔹 إياد (دموعه بتنزل وهو بيحط سيليا على السرير المتحرّك) "ما تسيبنيش… بالله عليكي، تمسكي بالحياة، سيليا، تمسكي بي!"
🔹 (الدكاترة والممرضات بيجرو عليها، بيدفعوا السرير بسرعة ناحية أوضة العمليات، مازن بيحاول يجري وراهم، بس دكتور مسكه.)
🔹 مازن (بعصبية ومتحطم) "أنا دكتور، لازم أكون معاها!"
🔹 دكتور من الفريق "احنا محتاجينك بره، هنعمل كل اللي نقدر عليه!"
🔹 (باب أوضة العمليات بيتقفل… والعد التنازلي بين الحياة والموت بيبتدي… الكل واقف في الممر، دموع، دعوات، وخوف مالي المكان.)
🔹 (الدكتور بيخرج من أوضة العمليات، وشه مكشر، الكل بيقف بسرعة حواليه، القلق باين على وشوشهم.)
🔹 إياد (بصوت مبحوح ومتوسل) "هي عاملة إيه؟ قوليلي إنها كويسة… بالله!"
🔹 الدكتور (بتنهيدة تقيلة) "حالها صعب جدًا… فقدت دم كتير جدًا بسبب الإصابات اللي حصلت لها النهاردة…"
🔹 مها (مصدومة، كادت تقع على الأرض) "يا رب… سيليا… بنتي!"
🔹 زين (بحزم) "محتاجين نقل دم؟ فصيلتها إيه؟"
🔹 الدكتور "أيوة، محتاجة دم دلوقتي، وفصيلتها نادرة (O-) ومخزوننا مش كفاية."
🔹 مازن (بدون تردد) "أنا عندي نفس الفصيلة، خدوا مني دم كله لو احتاج الأمر!"
🔹 حور (واقفاه جنبه، ماسكة دراعه، ودموعها في عينيها) "وأنا كمان… خدوا مني بس انقذوها، بالله عليكم!"
🔹 الدكتور (بسرعة) "تمام، تعالى معايا على طول!"
🔹 (مازن وحور بيجرو ورا الدكتور، والكل في الممر واقعين منهارين. إياد ماسك ضهره في الحيط، بيلم شعره، وعينيه مليانة دموع، مش قادر يعمل حاجة ينقذ مراته.)
🔹 إياد (بيتمتم بصوت مبحوح) "سيليا… ما تسيبنيش، مش تقدري تعملي كده فيا."
🔹 مها (بعيط بهدوء، ماسكة منديلها، وصوتها واطي) "ليه؟ كانت مبسوطة… كانت مستنية طفلها… ليه؟!"
🔹 صفاء (بتحاول تواسي مها، وصوتها بيرتجف) "هتعدي الأزمة دي، هي ست قوية."
🔹 محمد (بصوت واطي، حاسس بالذنب من اللي عملته مراتُه زينب) "كان لازم أمنعها… كان لازم أتصرف قبل ما الأمور توصل لكده."
(في الوقت ده، جوا أوضة التبرع، مازن قاعد على الكرسي، والممرضة بتسحب منه الدم، وحور قاعدة على الكرسي اللي جنبه، ماسكة إيدها بإصرار، مش مهتمة بالألم، بس دماغها كلها على أختها التوأم اللي بتصارع الموت.)
🔹 حور (بتتمتم لنفسها) "سيليا، ماتسيبينيش… ماتبعديش عني، لو معُدتش هتقومي هقتلك بنفسي!"
🔹 مازن (بنظرة سودا) "مش هسمح لها تمشي، أنا دكتور، وأنا أخوها، هرجعها للحياة لو احتاج الأمر."
🔹 (الممرضة بتبص لهم بتأثر، بعدين بتقفّل كيس الدم وبتجري توديه أوضة العمليات، لأن الوقت دلوقتي هو العدو الحقيقي… والكل واقف متوتر، مستنيين الأمل في عيون الدكتور لما يخرج ويطمنهم…)
🔹 (بعد سبع ساعات انتظار مريرة، الدكتور بيطلع أخيرًا من أوضة العمليات، وشه باين عليه تعبان ومتعب. الكل بيقوم بسرعة، قلوبهم كادت توقف من القلق.)
🔹 إياد (بيمشي خطوات متلخبطة، صوته مكسور) "إيه… إيه حالتها؟ نجت؟"
🔹 الدكتور (بيبص لهم بحذر قبل ما يتكلم) "قدرنا نوقف النزيف، وجسمها استجاب لنقل الدم، بس هي…" (بيتوقف شوية، بياخد نفس عميق)
🔹 مها (بصوت مرتجف) "بس إيه يا دكتور؟ قول!"
🔹 الدكتور (بيبص في عين إياد) "دخلت في غيبوبة…"
🔹 (الصمت بيتخيّم، الكل بيبص للدكتور بصدمة، كأن الزمن وقف.)
🔹 إياد (بياخد خطوة لورا، حاسس إن الأرض بتتهدم تحت رجليه) "غيبوبة…؟"
🔹 الدكتور (بيهز راسه بحزن) "جسمها ما قدرش يتحمل الصدمات الكتير، الصدمة النفسية والجسدية كانت كبيرة أوي… دلوقتي لازم نستنى، ممكن تصحى بعد أيام… أو أسابيع… ما نقدرش نتوقع."
🔹 مازن (بيضرب الحيطة بإيده، صوته بينفجر بالغضب والألم) "لّعنة! مش معقول يحصل كده لسيليا!"
🔹 حور (مغطية بقفاها بإيديها، دموعها مش بتوقف) "لأ… دي مش سيليا… مش أختي!"
🔹 صفاء (بتحاول تهدي مها اللي كانت على وشك تقع) "مها، خدي بالك، لازم نكون أقوياء عشانها."
🔹 محمد (منخفض الراس وندمان) "كل ده بسبب زينب… بسبب اللي عملته بيها…"
🔹 سيف (عينيه مولعة غضب) "لو حصل لها حاجة، والله مش هسيب زينب عايشة!"
🔹 إياد (بياخد نفس عميق بصعوبة، صوته كأنه نفسه بيروح) "عايز أشوفها… دلوقتي."
🔹 الدكتور "مسموحلك تدخل، بس ما تصحش عليها بصوت عالي، جسمها محتاج راحة كاملة."
🔹 (إياد بيجري ناحية الأوضة من غير ما يستنى رد، والكل وراه وقلوبهم مكسورة، ولما بيفتح الباب، بيشوفها نايمة على السرير، وشها شاحب، وأجهزة المراقبة الطبية ملية الأوضة، وصوت نبض قلبها البطيء مالي الجو.)
🔹 إياد (بيقعد جمبها، ماسك إيدها بين إيديه، صوته بيتقطع) "سيليا… رجعتي لي من الموت، متسيبنيش دلوقتي… بالله عليكِ، قومي."
🔹 (بس مفيش رد فعل… مفيش حركة… بس صمت تقيل مسيطر على الأوضة، وصوت الأجهزة هو اللي بيأكد إنها لسة عايشة.)
🔹 (بعد كام يوم، سيليا لسة في الغيبوبة، نايمة بهدوء على سرير العناية المركزة، وشها شاحب بيجرح القلب. إياد قاعد جمبها، ماسك إيدها، ونظراته مش بتفارق وشها كأنه خايف تفلت منه في أي لحظة.)
🔹 إياد (بصوت مبحوح، ماسك إيدها بلطف) "هتفضلي كده قد إيه يا سيليا؟ كل الناس بتوحشك، أنا محتاجك… مش قادر أستحمل فكرة إني أعيش من غيرك."
🔹 (بيقفل عينيه للحظة بيحاول يمنع دموعه، بس مش قادر، دمعة سخنة بتسقط على إيدها الهاديه.)
🔹 سليم (داخل الأوضة بهدوء، صوته واطي بس جاد) "إياد، لازم ترتاح شوية، إنت ما سيبتش الأوضة دي من كام يوم."
🔹 زين (واقف جمب سليم، حاطط إيده على كتف إياد) "عارفين إنك مش قادر تسيبها، بس محتاج تاخدلك شوية راحة، سيليا محتاجاك قوي لما تصحى."
🔹 إياد (بيهز راسه بعناد، صوته متكسر) "إزاي أرتاح وهي كده؟ كل ما بغمض عيني، ببص لها وهي بتضحك ليّ، بتبتسم… وبعدين بشوفها بتقع… بشوف الدم… وبسمع صراخها… إزاي أنام؟"
🔹 رهف (بتقرب منه وتقعد على الكرسي اللي قدامه) "إياد… إحنا عارفين قد إيه بتحبها، وعارفين إنك متألم، بس مش هتقدر تساعدها وإنت في الحالة دي."
🔹 حبيبة (ماسكة إيده بلطف) "إحنا كلنا هنا عشانك وعشانها… سيليا قوية وهترجعلنا، أنا متأكدة."
🔹 إياد (يتنهد بعمق، يبص لسيليا، وبعدين يقفل عينيه للحظة ويرُمش) "هي أقوى مننا كلنا… بس عانت كتير… مش عايزها تتعذب أكتر."
🔹 (الصمت بيغطي الأوضة، مفيش صوت غير الأجهزة اللي بتراقب نبض قلب سيليا، كإن الكل مستني معجزة صغيرة ترجع الحياة.)
🔹 (فيلا العيلة – الصالون الكبير، الكل قاعد مع بعض، الجو تقيل رغم محاولات البعض يتكلموا في حاجات تانية، بس الكل عارف إن دماغه مشغولة بحاجة واحدة: سيليا.)
🔹 (إياد قاعد معاهم، بس مش معاهم، عيونه شايفة بعيد، والتعب والحزن ساكن في نظرته. في المقابل، العيال بيلعبوا ويتكلموا ببراءتهم، وفجأة صوت صغير متلعثم بيقطع الصمت.)
🔹 ماجد (بعيون واسعه، بيقرب من مازن أخو سيليا، بيشد طرف قميصه) "بـ… بابا… فيـ… فين عمتي سيّا؟"
🔹 (الكل بيتلفت للصغير، وإيد إياد بيرتجف فوق ركبته، وصمت تقيل مسيطر.)
🔹 مازن (بياخد نفس، بيحاول يبتسم رغم الألم في عينيه) "عمّتك سيليا… تعبانة شوية يا حبيبي، وبتـ…"
🔹 ماجد (بيقاطعه ببراءة، بيرفّع إيده الصغيرة) "لـ… لأ… لأ! أنا عايزهااا! عايز ألعب مع سيّا!"
🔹 (الولد الصغير بيبدأ يعيط، والكل بيحس بثقل اللحظة. إياد بيقوم فجأة، بيمسح وشه كأنه بيحاول يخبي مشاعره، بس مش قادر.)
🔹 تارا (بتحاول تواسي ماجد، بتمسح دموعه برقة) "حبيبي، سيليا هترجع قريب، ما تبكيش، ماشي؟"
🔹 ماجد (بيمسح منخاره في قميصه، وبص لمازن وبعدين لإياد) "عَ… عَ… عَمتو إياد، إمتى تيجي سيّا؟"
🔹 (إياد بيقفل عينيه للحظة، كأنه بيحارب المشاعر اللي عايزة تسيطر عليه، وبعدين بينحني ناحية الصغير، بيحط إيده على راسه برقة.)
🔹 إياد (بصوت واطي، مليان وجع) "قريب يا ماجد… قريب إن شاء الله."
🔹 (بس هو واثق؟ ولا دي بس كلام عشان يهون على قلب طفل صغير… وعلى قلبه هو؟)
🔹 (الجو ساكت، الكل غارق في تفكيره، وماجد لسة بيمسح دموعه الصغيرة، وتارا بتحاول تخليه ينسى شوي. إياد قاعد، راسه في إيديه، عيونه بتسرح، كأنه شايل جبال من الألم والصبر.)
🔹 (فجأة، موبايل إياد بيرن، كسرنة زي برق وسط عاصفة ثقيلة. الكل بيتلفت له بترقب، كأنهم خايفين يسمعوا الخبر اللي جاي.)
🔹 (إياد بيبص على الشاشة، قلبه بيدق بسرعة. بيظهر اسم الدكتور، ويده بتترجف وهو بيرفع السماعة على ودنه.)
🔹 إياد (بصوت متوتر، بالكاد بيطلع الكلام) "ألو… دكتور؟"
🔹 الدكتور (بهدوء لكن واضح) "الأستاذ إياد… مراتي صحّت من الغيبوبة."
🔹 (الصمت بيعم المكان. عيني إياد بتكبر من الصدمة، كأنه مش مصدق اللي سامعه. قلبه بيخبط جامد في صدره، بيقوم بسرعة كده لحد ما الكرسي يقع على الأرض.)
🔹 إياد (بصوت مرتجف) "إيه؟ إيه اللي قولته؟! سيليا… صحّت؟!"
🔹 (الكل بيقفز من مكانه، وعيونهم مليانة انتظار وأنفاسهم محبوسة.)
🔹 الدكتور "أيوة، بس هي ضعيفة جدًا… محتاجة تشوفك فورًا."
🔹 (إياد مستناش ثانية، قطع المكالمة بسرعة، وبص للناس اللي حواليه، عينيه مليانة مزيج من الصدمة والفرحة والخوف.)
🔹 إياد (بصوت همس) "سيليا… صحّت."
🔹 (ماكنش محتاج يقول أكتر من كده. في اللحظة دي الكل اتحرك بسرعة، وقلوبهم بتجري ورا رجلي إياد في المستشفى… لسيليا اللي استنوا كتير عشان يشوفوها.)
🔹 (العيلة وصلت المستشفى بسرعة، إياد كاد يجري في الممرات الطويلة، وراه مازن، سيف، أدهم، زين، سليم، رهف، حبيبة، والوالدين صفاء وعادل، وكمان والدي سيليا محمود ومها، وباقي العيلة.)
🔹 (لما وصلوا أوضه العناية المركزة، وقف إياد عند الباب شوية، خد نفس عميق بيحاول يسيطر على مشاعره المتخبطة. حط إيده على مقبض الباب، وبعدين فتحه ببطء… ودموعه نزلت وهو شافها.)
🔹 (سيليا مستلقية على السرير، شكلها ضعيف جدًا، وشها شاحب لكن عينيها مفتوحين، بتبصله بنظرة مرهقة بس كلها مشاعر.)
🔹 إياد (بيهمس بصوت مبحوح وهو بيقرب منها) "سيليا…!"
🔹 (سيليا بترمش بشويش، بتحاول تحرك إيدها، لكن جسمها مش راضي يمشي معاها. إياد بسرعة ماسك إيدها بحنان، بيضغط عليها برقة كأنه خايف تألم.)
🔹 سيليا (بصوت واطي جدًا) "إياد…"
🔹 (ولما سمعت اسمها بتناديه، إياد قفل عينيه للحظة، بلع غصة محبوسة في حلقه، وبعدين انحنى وقبل إيدها برقة.)
🔹 إياد (بصوت مكبوت) "أنا هنا، حبيبتي… معاك، ومش هسيبك أبداً."
🔹 (دموع سيليا بدأت تنزل، بتحاول تكلم بس تعبانة جدًا. في اللحظة دي الكل دخل الأوضة، وعيونهم مليانة دموع وفرحة لأنهم شافوها صحوة.)
🔹 مها (ماماها، بصوت مرتجف) "حبيبتي… يا حبيبتي يا سيليا!"
🔹 (مها قربت ومسكّت إيد بنتها التانية، ودموعها بتنزل على خديها، ومحمود بابا سيليا واقف عند طرف السرير، بيحاول يثبت نفسه لكن صوته بيطلع متقطع.)
🔹 محمود "الحمد لله… الحمد لله على سلامتك يا بنتي."
🔹 مازن (جري بسرعة، وعيونه مليانة دموع) "سيليا… والله أفزعتينا كلنا…!"
🔹 (سيليا بصت له بنظرة ضعيفة بس كلها حب، حاولت تبتسم، بس التعب مأثر عليها.)
🔹 صفاء (ماما إياد، بتمسح دموعها) "يا بنتي، مش عارفة قد إيه كنا قلقانين عليكِ…"
🔹 (وفي اللحظة دي، سليم، ابن زين، تقدم وحاول يخفف الجو بطريقته، رغم إن صوته بيرتعش شوية.)
🔹 سليم "إنتي مش متخيلاش، سيليا… لو اتأخرتي أكتر، كنا هنبدأ نعزّي!"
🔹 (إياد بصله بنظرة جامدة، بس سيليا ابتسمت بخفة رغم التعب.)
🔹 سيليا (بصوت واطي) "لسه… مش طايق، يا سليم."
🔹 (ضحكة خفيفة اتسللت وسط الجو المشحون بالعاطفة، وسيليا بتبص بحب لكل اللي حواليها. بس لما تبص في عيون إياد، حسّت قد إيه اتألم عشانه… وعرفت إنها مش هتكون لوحدها أبداً.)