رواية وعد بين نبضين الفصل التاسع 9 بقلم سيليا البحيرى

  


رواية وعد بين نبضين الفصل التاسع بقلم سيليا البحيرى


الجو مشحون توتر، الكل في الأوضة، بس الصمت سايد عليهم. إياد قاعد جنب سيليا، ماسك إيدها، والدكاترة لسه مخلّصين كشفها. وش الدكتور كان جاد وهو بيبص للعيلة، والكل مستني الخبر اللي هيقلب حياتهم.

🔹 الدكتور (بتردد وهو بيبص لإياد): "أنا آسف قوي، بس… بسبب الحادث والضغط العصبي الشديد، حصل ضرر كبير في العمود الفقري… سيليا… مش هتقدري تمشي تاني."

🔹 (الكلام وقع عليهم زي الصاعقة، والعيون كلها اتوجهت لسيليا اللي كانت ببُص للطبيب بصدمة، ساكتة لحظة كأن عقلها رافض يستوعب.)

🔹 سيليا (بصوت مبحوح، مش مصدقة): "إنت… بتهزر… صح؟"

🔹 الدكتور (بهدا، لكن بحزم): "يا ريت كنت بهزر، بس للأسف… إصابتك خطيرة جدًا."

🔹 (الهواء اتجمد في الأوضة. الكل مصدوم، بس أكتر واحد اتصدم كان إياد… عينيه مليانة وجع، وإيده بتضغط على إيدها كإنه بيحاول يديها قوة.)

🔹 سيليا (تضحك فجأة، ضحكة فاضية مليانة مرارة): "لأ… مستحيل… مش ممكن ده يحصل! أنا كنت ممثلة… كنت برقص، بمشي، بتحرك براحة… إزاي… إزاي أبقى كده؟!!"

🔹 (شهقاتها بتزيد، وفجأة تضرب رجليها بإيديها بقوة، لكن مفيش إحساس… ولا حاجة. تصرخ بهيستيريا وتعيد الضرب، والدموع نازلة من عينيها زي المطر.)

🔹 سيليا (بصوت مكسور): "ليه؟!! ليه أنا؟!! خدوا مني كل حاجة… ابني… كرامتي… حياتي… ودلوقتي حتى رجليّا؟!! ليه؟!!!"

🔹 (تحاول تقوم، بس مش قادرة… رجليها مش بتستجيب… إيديها بترتعش، وبكائها بيزيد لحد ما بقى عويل. إياد بسرعة حضنها، بيحاول يهديها، وقلبه بيتقطع.)

🔹 إياد (بصوت بيرتعش): "أنا معاكي يا سيليا… والله ما هسيبك أبدًا."

🔹 (لكن سيليا تزقه بعيد بكل قوتها، تبص له بعيون غرقانة دموع وجنون.)

🔹 سيليا: "ما تلمسنيش!! ما تشفقش عليّا يا إياد! أنا ماعدتش حاجة… ماعدتش حاجة!!!"

🔹 (الكل بيحاول يتدخل، مها بتعيط في صمت، محمود حاطط إيده على بقه عشان ما يصرخش من الوجع، صفاء بتمسح دموعها، وزين ومازن واقفين مش مصدقين اللي بيشوفوه.)

🔹 مازن (بصوت مخنوق): "سيليا، بالله عليكي… ما تستسلميش…"

🔹 سيليا (صارخة بجنون): "أستسلم؟!! ليه ما تقولوش "انتهيت" وخلاص؟!! فاكرين إني هعيش كده؟!! لأ!!! مش هعيش كده!!!"

🔹 (تبدأ تكسر كل حاجة حواليها… تشد السلوك اللي موصلة بيها، ترمي كل حاجة، تصرخ بلا توقف… لحد ما تقع فجأة في حضن إياد وتهمس بجنون.)

🔹 سيليا: "أنا بكرهكم كلكم… بكره الدنيا… بكره حياتي… كان لازم أموت… كان لازم أموت مع ابني…!"

🔹 (إياد ضمها لصدره بقوة، مغمض عينيه والدموع نازلة… عارف إن الست اللي حبها اتغيرت للأبد… وإن وجعها أكبر من اللي قلبها المكسور يستحمله.)

🔹 (نوبة انهيارها هديت بعد ما الممرضة حقنتها بمُهدّئ، بس قلبها ما هدأش… بالعكس، كان بيغلي. قاعدة على سريرها، عنيها ثابتة على نقطة مش باينة، وأنفاسها سريعة. إياد جنبها، ماسك إيدها، المرة دي ما حاولتش تبعده.)

🔹 إياد (بهدوء وهو بيمسح على شعرها): "أنا هنا يا سيليا… مش هسيبك."

🔹 (ما ردتش… بس كانت مركزة على حاجة واحدة… حاجة شغلة دماغها كلها… زينب.)

🔹 سيليا (بصوت واطي، مليان كره): "هي السبب في كل ده…"

🔹 إياد (بيبص لها بقلق): "مين؟"

🔹 (بصت له ببطء، عنيها مظلمة بطريقة غريبة عليه.)

🔹 سيليا: "زينب… هي السبب في كل ده يا إياد."

بدأ قلب إياد يدق بسرعة… كان عارف إن سيليا مش هتسامح بسهولة، بس ماكنش متوقع غضبها يكون بالعمق والظلمة دي.

🔹 إياد (بيحاول يهدّيها): "سيليا… أنا عارف إنها عملت حاجة مستحيل تتغفر، بس إنتِ فعلاً انتقمتي منها، محمد طردها وطلقها، والكل دفعها بعيد… الموضوع خلص."

🔹 (سيليا ضحكت بسخرية، ضحكة مفيهاش روح، صوت فاضي طالع من قلب متكسر.)

🔹 سيليا: "خلص؟! فاكر الموضوع خلص عشان رموها بره الفيلا؟ لأ يا إياد… ده مش كفاية… عمره ما هيكفي!"

🔹 (أنفاسها بتسرع، إيدها ماسكة بإحكام لدرجة إنها بقت بيضا. إياد بيبصلها بقلق، قبل ما تكمل بصوت واطي فيه حقد.)

🔹 سيليا: "خدوا مني كل حاجة… ابني… حياتي… مستقبلي… ودلوقتي رجليّا! لأ يا إياد، مش هسيبها تعدي كده… مش هخليها تعيش وكأن مفيش حاجة حصلت!"

🔹 إياد (بيحاول يهدّيها): "سيليا، الانتقام مش هيجيب اللي ضاع منك، بالعكس هيزيد وجعك بس…"

🔹 (بصتلُه، عنيها مولعة نار.)

🔹 سيليا: "وجع؟! في وجع أعظم من اللي جوايا؟! أنا مش ضعيفة يا إياد! هخليها تدفع عن كل لحظة عيشتها وجع، وكل دمعة نزلت، وكل صرخة خرجت من قلبي… هتدفع، والله هتدفع مرتين!"

🔹 (في اللحظة دي دخل مازن وسيف وأدهم، سمعوا كلامها. تبادلوا نظراتهم بقلق، ومازن قرب وجلس جنبها، ماسك إيدها بحنية.)

🔹 مازن: "أختي… ما تعمليش كده بنفسك… خلينا نبدأ من جديد."

🔹 (بصتلُه بنظرة ساقعة، وسحبت إيدها من إيده ببطء.)

🔹 سيليا: "ما فيش بداية جديدة… مش قبل ما أخلص اللي بدأته زينب!"

🔹 (سكتوا كلهم، وتبادلوا النظرات. كانوا عارفين إن سيليا بقت مش نفس الست اللي عرفوها… حاجة جواها اتكسر، ونار الانتقام ولعت فيها بلا رحمة.)

🔹 (رجعوا كلهم للفيلا بعد أيام صعبة في المستشفى، والجو كان مزيج حزن وتوتر. لما سيليا وصلت، مفيش فرحة ولا ضحك… بس صمت تقيل، كأنهم مش عارفين يتعاملوا معاها.)

🔹 (إياد كان بيدفع كرسيها المتحرك ببطء، وسيليا بتبص لقدام من غير ما تعبر عن أي حاجة. وشها جامد، وعيونها فاضية كأنها ظل من اللي كانت.)

🔹 صفاء (والدة إياد، بابتسامة دافية بتحاول تفتح الموضوع): "حبيبتي، الحمد لله على سلامتك، كلنا كنا مستنيينك."

🔹 (سيليا ما ردتش، بس بصتلها ببرود، ونقلت نظرها للي حوالينها اللي واقفين بترقب. الأطفال دخلوا الصالة بحماس، وماجد الصغير (ابن مازن) جري عليها مبسوط، ولسه بيتعلم يتكلم، بيحاول ينطق اسمها بطريقة ظريفة.)

🔹 ماجد الصغير: "سيسي… سيسي…!"

🔹 (بس بدل ما تبتسم، بصتلُه ببرود، وصرخت فجأة بغضب خلى الكل يتصدم.)

🔹 سيليا: "بعد عني!! ما تقربش!"

🔹 (الولد وقف مكانه، عينيه اتسعت من الخوف، وبدأ يرجع وراه وهو على وشك يعيط. سكتت الدنيا شوية قبل ما ملك، أمه، تركض وتحمله وتحاول تهدي.)

🔹 ملك (بقلق وهي بتطبطب عليه): "سيليا، ده بس طفل… بيحبك، كان بيسأل عليك طول الوقت."

🔹 (سيليا بصتلها بحدة، وتحركت بعنف على كرسيها، وأشارت بيدها بغضب.)

🔹 سيليا: "مش عايزة أي طفل جنبي! بعدوهم عني كلهم!"

🔹 (الصمت رجع تاني، وكلهم بيبصوا لبعض. دي مش سيليا اللي عرفوها… دي بقت شخص تاني، محطم، غضبان، مليان كراهية.)

🔹 حور (أختها التوأم، بصدمة وقلق): "سيليا… رجاءً، ما تخليش الألم يسيطر عليك… العيال مش ذنبهم."

🔹 (سيليا استدارت لها ببطء، وضحكت بسخرية مريرة.)

🔹 سيليا: "مش ذنبهم؟ مش ذنبهم؟! ليه هما عايشين مبسوطين وأنا… أنا خسرت ابني؟ ليه بسمع ضحكهم وأنا مش قادر حتى أقف على رجلي؟!"

🔹 (إياد غمض عينيه للحظة، بيحاول يمسك مشاعره، وانحنى شوية ليها، وصوته هادي.)

🔹 إياد: "سيليا… دي مش أنتِ، رجاءً ما تخليش الكراهية تبلعك."

🔹 (رفعت عينيها له، كان في دموع، بس نظرتها مش حزينة… كانت غاضبة، متضايقة، مليانة ألم.)

🔹 سيليا: "حد فيكم مش هيقدر يفهم… محدش يقدر يحس باللي جوايا… فبلاش تتكلموا معايا عن الكراهية والغضب!"

🔹 (وبعدين دارت الكرسي بسرعة، ومشت أوضتها، سابت الكل في صدمة وصمت… كانوا عارفين إنها اتغيرت، بس ماكانوش عارفين لحد فين الغضب ده هيوصلها.)

🔹 (بس لما سيليا صرخت، الكل توقف. الصوت اللي كسر الصمت كان بكاء ماجد الصغير. شفايفه بتترتعش، عيونه مليانة دموع، وأطلق شهقة وبكى جامد وهو بيخبي وشه في صدر أمه ملك.)

🔹 ماجد (بدموع، ماسك هدوم أمه): "سيسي… وحشة… مش بتحبني…"

🔹 (ملك بتحاول تهدّيه، بس ماقدرتش تمنع وجعها لما شافت ولدها الصغير بيتأذى كده.)

🔹 ملك (بصوت واطي، وهي بتمسح دموعه): "لأ يا حبيبي، سيليا مش وحشة… هي تعبانة بس… مش فاهمة."

🔹 (بس الكلام ما هدّيش من البكاء، وده زود الموضوع لما حور الصغيرة – بنت سليم وحور – بدأت هي كمان تعيط، ماسكة إيد أبوها، ووشها محمر من الخوف والحزن.)

🔹 حور الصغيرة (بدموع، بتبص لابوها سليم): "ليه سيليا بتصرخ؟! ليه ما بتحبناش؟!"

🔹 (حور، مامتها، حسّت بوجع في قلبها لما شافت بنتها بتعيط، فقعدت على ركبتيها قدامها ومسحت دموعها برقة.)

🔹 حور (بحنية، بتحاول تهديها): "حبيبتي، خالتك سيليا مريضة… مش قادرة تتحكم في مشاعرها، بس ده مايعنيش إنها ما بتحبكمش."

🔹 (بس الطفلة ما اقتنعتش، وبصت لأبوها سليم بعينيها اللي مليانة دموع.)

🔹 حور الصغيرة (بشهقة، بصوت واطي): "بس… كانت بتحبنا… كانت بتلعب معانا… ليه اتغيرت؟!"

🔹 (سليم حس بوجع جوا قلبه، ماكنش عارف يفسر لبنته الصغيرة ليه سيليا اتغيرت كده. مسح على راسها بحنية، وشالها بين دراعه، بيحاول يهديها.)

🔹 سليم (بصوت دافي، بيطمنها): "حور، حبيبتي… خالتك مرت بحاجات صعبة قوي… لازم نديها وقت، ونصبر عليها، صح؟"

🔹 (البنت هزّت راسها ببطء، بس لسه بتعيط وراحت حطت راسها على كتف أبوها. في اللحظة دي، الكل كان حاسس بثقل اللي سبته تصرفات سيليا، مش هي الوحيدة اللي بتعاني… الكل بيتوجع بطريقته.)

إياد (بصوت واطي، بيبص لأمه صفاء ولمحمود والد سيليا): "لازم نتصرف… مينفعش نسيبها تغرق في الكره ده…"

🔹 (محمود بيبص لبنته حور اللي كانت بتهدي بنتها الصغيرة، وبعدين لبنت ماجد اللي كانت ماسحة دموعه، وتنهد بحزن، كأن قلبه بيتكسر وهو بيشوف بنتُه كده.)

🔹 محمود (بصوت واطي ومتعب): "بس إزاي…؟ إزاي نرجعها؟"

🔹 (سكتوا كلهم، الحقيقة المؤلمة كانت… إنهم مش عارفين يجاوبوا.)

🔹 (الغرفة شبه ضلمة، نور القمر بيتسلل من الشباك، بيعمل ظلال باهتة على الحيطان. سيليا قاعدة على كرسيها المتحرك قدام المراية، بتبص لنفسها وعيونها فاضية. إيديها ماسكة في مساند الكرسي كأنها بتحاول تتمسك بحاجة مش موجودة.)

🔹 (بتتنفس ببطء، وبعدين بتضحك بسخرية وهي بتبص لنفسها.)

🔹 سيليا (بصوت واطي ومتهكم): "دي مين؟ النجمة المشهورة فين؟ الجميلة اللي الكل كان بيجري وراها فين؟"

🔹 (بتمسح وشها بكف إيدها، بتبص لرجليها اللي بقت مش حاسة بيهم، بتحاول تحركهم بس مفيش فايدة.)

🔹 سيليا (بتصرخ فجأة، بتضرب في مساند الكرسي): "مفيش حاجة! مفيش حاجة! أنا بس جسد من غير روح… من غير إحساس… من غير حياة!"

🔹 (بتنحني لقدام، بتقرب أكتر للمراية، وعيونها مولعة غضب.)

🔹 سيليا (بهمس قاتل): "زينب… إنتي السبب… إنتي خدتِ طفلي… إنتي اللي دمرتي حياتي… أقسم بالله، مش هانسى… مش هاغفر…"

🔹 (أنفاسها بتسرع، الدموع بتنزل ساكتة، لكنها مش راضية تضعف… مش راضية تنكسر.)

🔹 سيليا (بصوت مختنق، بتكلم نفسها في المراية): "بس مش هافضل كده… هانتقم… هخليها تدفع… الثمن غالي…"

🔹 (بتمسح دموعها بسرعة، بتدفع الكرسي المتحرك لورا بعنف، وبعدين بتلف على الشباك، بتبص للظلمة برة كأنها بتخطط لحاجة محدش عارفها.)

🔹 (قبضتها بتتقوى على مساند الكرسي، وبصت للأفق بعيون بتلمع بعزيمة قاتلة.)

🔹 سيليا (بصوت بارد وهمس): "مش هتطيحي لوحدك يا زينب… هخلي كل حد خذلني يخذلك…"

🔹 (النور في الأوضة طفى، والغرفة غرقان في صمت تقيل… ونيران الحقد مولعة جواها.)

---

🔹 (الكل قاعدين على ترابيزة الفطار، الجو هادي شوية، بيحاولوا يبينوا إن كل حاجة طبيعية رغم إن سيليا بقت مختلفة. إياد قاعد جنبها، بيراقبها بحذر، ومها ومحمود أبوها بيراقبوا كل حركة منها بقلق. العيال قاعدين في مكانهم، بيهمسوا لبعض، وماجد الصغير بيلعب بلعبته البلاستيكية، بيضرب بيها على الترابيزة ويضحك بصوت عالي.)

🔹 (فجأة، إيد سيليا وقفت عن تحريك المعلقة، عينيها ضاقت، وعصبت جامد، وضربت بإيدها على الترابيزة بقوة.)

🔹 سيليا (بحدة، بتصرخ بانفعال): "اسكتوا! وقفوا الزحمة دي!"

🔹 (الهدوء ساد الأوضة، الكل بيبصلها متصدم، حتى ماجد فتح عينيه بدهشة، وشفايفه بدأت ترتعش، وبعدها بدأ يعيط بصوت عالي.)

🔹 (حور، أختها التوأم، ركضت شايلة ابن مازن وبتحاول تهديه، والعيال التانيين بيبصوا بخوف لسيليا، مش مصدقين اللي حصل. أما مازن، شقيقها التوأم، كان بيبصلها بصدمة وألم، وإياد حط إيده على إيدها عشان يهدّيها لكنها شدت إيدها بعيد.)

🔹 حور (بصوت متوتر، بتعاتبها بحزن): "سيليا! ده بس طفل! مش عارف حاجة… ليه بتصرخي عليه كده؟"

🔹 سيليا (بغضب، إيدها بترتعش وهي ماسكة بالشوكة): "مش بطاق الأطفال! مش بطاق حد فيهم! بعدوهم عني!"

🔹 (مها، أمها، حطت إيدها على صدرها بصدمة، وعينيها مليانة دموع وهي بتبص لابنتها اللي كانت يومًا حنينة ومليانة حياة، بس دلوقتي بقت حد غريب عنها.)

🔹 مها (بصوت مختنق، بتهتف بحزن): "سيليا… إيه اللي حصللك؟ إزاي تقول الكلام ده؟ كنتي بتحبي العيال… كنتي بتحلمي بالأمومة…"

🔹 (وش سيليا اتغير من الألم، بس الغضب مسيطر عليها، مسكت المعلقة جامد، وبعدين دفعت الكرسي ورا بقوة، والطرابيزة اتحركت شوية، ولّيت وخرجت بسرعة، سابت الكل في صدمة.)

🔹 (ماجد بيعيط بحرقة في حضن حور، وإياد بيمرر إيده على وشه متضايق، وبيبص على الباب اللي خرجت منه سيليا، حاسس إن مراته الحبيبة بتبعد عنه أكتر وأكتر.)

🔹 إياد (بيهمس لنفسه بقلق شديد): "رايح فين بالكراهية دي، سيليا…؟"

---

🔹 (إياد قاعد على طرف السرير، بيبص لسيليا اللي لفة وشها عنه ببرود، حواليهم محمود ومها أبوها، وعادل وصفاء أبو إياد، وإخواتهم سليم، زين، حور، ومازن. الكل باين عليهم القلق والتوتر، بعد ما سيليا رفضت العملية اللي ممكن ترجعلها المشي.)

🔹 إياد (بصوت هادي بس فيه رجاء كبير): "سيليا، ليه رفضتي العملية؟ الدكاترة قالوا إنها ناجحة بنسبة كبيرة… تقدري تمشي تاني… ليه بتعاندي؟"

🔹 سيليا (بجفاء، واضعة إيديها متقاطعة على صدرها): "عشان أنا مبقتش عايزة! مبقتش عايزة حاجة في الحياة دي! كل حاجة انتهت عندي!"

🔹 مها (بدموع، بتقرب منها وبتحاول تمسك إيدها): "حبيبتي، ما تقولي كده… إحنا كلنا معاكِ… عايزين نساعدك، ما تستسلميش كده بسهولة."

🔹 سيليا (بحدة، بتشد إيدها بعيد عن أمها): "استسلام؟! أنتم مش فاهمين حاجة! حتى لو مشيت تاني… في إيه فايدة؟ ابني مات! خسرت كل حاجة… مش عايزة شفقة منكم!"

🔹 مازن (بيحاول يهدّيها، بصوت واطي بس جدي): "سيليا، ما تتكلميش كده… صح، عدتِ بظروف صعبة، بس الحياة ما خلصتش هنا. قدامك فرصة… ما تبعديش عنها."

🔹 سيليا (بتنفجر غضب، بتصرخ وبتضرب في ذراع الكرسي المتحرك): "لأااا! مش عايزة فرصة! مش عايزة الحياة البائسة دي! ولو عايزين تعملوا لي حاجة… ادوني اللي أنا عايزاه بجد!"

🔹 إياد (بقلق، بيقرب منها أكتر، بيحاول يمسك إيدها لكنها بتتراجع): "إيه اللي عايزاه، سيليا؟ قوليلي، وأنا هاعمله."

🔹 (سيليا ساكتة شوية، بتلف له بعيون باردة، وبعدين تقول الكلمات اللي وقعت على الكل كالصاعقة.)

🔹 سيليا (بجفاف، وصوت مفيهوش مشاعر): "عايزة الطلاق."

🔹 (الصمت ساد الأوضة، عيون إياد كبرت ومصدقش، ومها حطت إيدها على بوقها متصدمة، وصفاء همست بصوت مختنق، وسليم وزين ومازن ببصوا لإياد بقلق.)

🔹 إياد (بصوت مبحوح، كأنه اتضرب في صدره): "إيه…؟!"

🔹 سيليا (بقساوة، بتكرر كلامها أوضح): "عايزة الطلاق، إياد. مش عايزة أكون مراتك تاني."

(إياد واقف، بيلم شعرو بإيده، بياخد نفس عميق، وبص لها بعينين مليانين ألم وخذلان.)

🔹 إياد (بهدوء عميق بس جواه عاصفة مشاعر): "دي اللي انتي عايزاها بجد يا سيليا؟ دي النهاية اللي نفسيتي فيها؟"

🔹 سيليا (بثبات، بتبصله من غير أي تردد): "أيوه."

🔹 (الكل بيبص لبعضه بقلق، وإياد وقف متجمد لحظة، بعدين لف وخرج من أوضة من غير ما يقول كلمة، سايب الكل في صدمة، وسيليا لوحدها، غارقة في مشاعر متلخبطة.)

---

(سيليا قاعدة على كرسيها المتحرك جنب الشباك، بتبص برة ووشها متجمد، والعيلة برة لسه مصدومة من طلبها بالطلاق من إياد. الجو متوتر أكتر لما رجع أدهم وسيف، إخواتها الكبيرين، من السفر أول ما سمعوا الخبر.)

---

(أدهم وسيف دخلوا الأوضة بسرعة، وشهم معبّي غضب وعينهم مولعة قهر، ومها – أُمهم – بتحاول تلمّهم بس مفيش فايدة.)

🔹 أدهم (بصوت عالي، واقف قدامها وحاطط إيديه على خصره): "إيه الكلام اللي سمعته يا سيليا؟! أنتِ مجنونة ولا إيه؟!"

🔹 سيف (بيدرب على الترابيزة بقوة، صوته مزيج من الغضب والصدمة): "طلبتِ الطلاق من إياد؟! بعد كل اللي عمله عشانك؟! فاهمة إنتِ بتعملي إيه؟!"

🔹 (سيليا وشها اتصلّب، ولفت وشها عنهم، كلامها جاف وبارد جداً): "ده مش شغلكم، دي حياتي وأنا اللي بقرر."

🔹 أدهم (قرب منها، وبصله بنظرة حادة): "حياتك؟! دي حياتك اللي بتتكلمي عنها؟ إنتي غارقة في الغضب والكره، بتدمري نفسك ومن حواليكي!"

🔹 سيف (بصوت غضبان وبيشاور عليها): "بقيتي شخص تاني، سيليا! مش أختي اللي أعرفها! أختي كانت قوية، وإنتي بس بتبوظي كل حاجة بإيديك!"

🔹 (نظرات سيليا ولّعت غضب، بصت لهم أخيرًا وزمّجرّت بانفعال، ضربت في عجلات الكرسي المتحرك بقوة، وصرخت بقهر.)

🔹 سيليا (بانفعال شديد، كادت دموعها تطيح لكنها مش عايزة تبين ضعف): "كفاية! محدش فيكم حاسس بي! محدش فيكم فقد طفله! محدش فيكم فقد قدرته يمشي! كلكم ضدي، كأني أنا الغلطانة، كأني أنا اللي جبت الخراب ده على حياتي! سيبوني في حالي!"

🔹 (الكل سكت شويه، عيون مها وأدهم وسيف اتسعت من كلامها، وسيليا كانت بتاخد نفس بسرعة، عينيها مولعة غضب وحزن جواها.)

🔹 أدهم (بهدوء لكن بحزم، بيبص لها بحزن واضح): "إحنا مش ضدكِ، سيليا… إحنا بنحاول ننقذكِ من نفسك، قبل ما تبوظي كل حاجة."

🔹 سيف (بص لها طويل، وبعدين تنهد بمرارة، صوته واطي أكتر): "إحنا كمان فقدنا طفل، سيليا… فقدناك إنتي."

🔹 (عيون سيليا اتفتحت شوية، كأن كلامهم ضربها في النص، لكنها بسرعة خبتها، مسكت عجلات الكرسي بقوة، ولفّت عالشنباك تاني، متجاهلة نظراتهم اللي كلها حزن وخذلان.)

🔹 سيليا (ببرود مصطنع، صوتها واطي بس قاسي): "لو خلصتوا، أنا تعبانة… عايزة أبقى لوحدي."

🔹 (أدهم وسيف بصوا لبعض، وبصوا لمها اللي بتمسح دموعها ساكت، أدهم هز راسه يأس، وسيف ماسك كتف أدهم وخرجوا من الأوضة من غير كلمة، سايبين سيليا لوحدها، غارقة في دوامة ظلمة من الألم والغضب.)

---

(سيليا قاعدة على كرسيها المتحرك قدام الشباك، مشغولة، كلام أدهم وسيف لسه بيروح ويرجع في دماغها، لكنها رافضة تعترف إنها بتتألم. فجأة، الباب اتفتح بهدوء، وصوت خطوات هادية بيعلن دخول إياد.)

---

(إياد وقف قدامها، بص لها طويل، عينه فيها مزيج من الحزن والانكسار، لكنه هادي بشكل غريب. سيليا مابصتلوش، بس حست بوجوده، وغَمَّضَت عينيها لحظة قبل ما تتكلم ببرود.)

🔹 سيليا (من غير ما تبص له، بصوت ناشف): "جيت تقنعني أفضّل؟ مش هغير رأيي."

🔹 إياد (بهدوء بس جواه ألم عميق): "لأ، مش جاي عشان كده."

🔹 (سيليا استغربت شويه من كلامه، ولّت له ببطء، نظراتها باردة بس جوّاها مشوش. إياد كان بيبصلها بنظرة مختلفة… نظرة راجل قرر يبطل يحاول.)

🔹 إياد (طلع ورقة من جيب سترته وحطها قدامها على الترابيزة الصغيرة جمبها): "دي ورق الطلاق، زي ما طلبتي."

🔹 (عيون سيليا اتفتحت شوية، مش عارفة ليه حسّت بوخزة في قلبها، بس خبتها بسرعة، بصت على الورقة للحظة، وبعدها رفعت نظرها له، كأنها بتحاول تفهم الموضوع.)

🔹 سيليا (بصوت هادي بس فيه تردد شويه): "جد؟ بسهولة كده؟"

🔹 إياد (ابتسم بمرارة، حط إيده في جيب بنطلونه، وبص لها نظرة أخيرة كلها خسارة): "مش بسهولة يا سيليا… بس أنا تعبت."

🔹 (سيليا سكتت، حست بحاجة بتضغط على صدرها، بس دفعتها بعيد. لفّت عالشنباك تاني، وحاولت تبين إنها مش مهتمة.)

🔹 سيليا (بصوت واطي، شبه همس): "يبقى… دي الوداع؟"

🔹 إياد (بياخد نفس عميق، بيهز راسه ببطء): "بالنسبة لك… يمكن."

🔹 (راجع خطوة لورا، بيبصلها لحظة كأنه عايز يحفر صورتها في دماغه، بعدين لّف على الباب، وقبل ما يخرج وقف شوية من غير ما يبص لها.)

🔹 إياد (بهدوء لكنه تقيل بالحزن): "أتمنى تلاقيي السلام يومًا ما، يا سيليا."

🔹 (وبعدين خرج من الأوضة، وقفل الباب وراه بهدوء، سايب سيليا لوحدها… مع الورق قدامها، ومع قلبها اللي لسه ما حسّتش بثقله غير دلوقتي.)

(بتبص للورق ساكتة، بتحاول تقنع نفسها إنها مش حاسة بحاجة… بس الحقيقة إنها عارفة. خسرت كل حاجة.)
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1