رواية زين وزينة الجزء الجزء الثالث الفصل الثامن
كانت الصدمة تحتل وجهه زين و زينة بعد معرفة أن حبيب مسك هو إيهاب.
و اكتملت الصدمة، عندما أخبر إيهاب زين أن علاقته بمسك لم تتوقف عند المشاعر فقط.
كاد أن يسقط و هو يفكر هل مسك فرطت في شرفها؟
لول يد محمد الذي كان داعم لأبيه رغم عدم فهمه لماذا هم مصدومين هكذا؟ هل لأنه هذا الشخص، بينها و بين مسك فارق عمر كبير؟
نظرت زينة الي زين و سألت بتوتر: هو الحقير ده قالك ايه؟
ابتسم باستفزز و قال: ليه بس كده يا حماتي العزيزة ،قولت أني بحب مسك اوي.
قالت بعصبية: أطلع برة يا حيوان طلبك مرفوض.
كظم غيظه بصعوبة، و هو يتذكر كم مرة جرحت قلبه هذه المغرورة و رفضت الزواج منه؟
لذا أقسم أن يجعل حياتها جحيم و خلال السنوات الماضية كان يفعل كل شيء ليفرق بينهم لكن كل ذلك كان بدون فائدة.
قال بنفس الابتسامة: ليه بس كده ،انتوا أكتر ناس عارفين الحب ميعرفش سن و لا جنسية و لا دين و لا ايه يا زوزو.
و هنا انفجر زين و ذهب إليه و جذبه من ذراعه و يسحبوا بقوة إلى الخارج.
في نفس نزول مسك ،نظرت لهم و سألت : ماذا تفعل بابا؟
مازل يسحب إيهاب و زينة و محمد خلفه، و مسك و مكة يفقون على الدرج.
أشار لها و قال بغضب شديد: اذهبِ الى غرفتك.
تحركت إليهم و قالت بصوت عالي و لاول مرة ترفع صوتها عليه: لم أفعل، و من فضلك أترك إيهاب.
ترك إيهاب من صدمته فيها، و زينة تقف صامتة لا تعلم ماذا تفعل في هذه الأزمة الجديدة؟
ليقول هذا المستفز بهدوء: هذا خطأ مسك لماذا تتحدثين مع ولادك بهذا الشكل.
لم يسمح محمد له بالحديث و لكمه بقوة في وجهه.
وضع يده و هو يبتسم ،و قال بنفس الهدوء: هذا حقك تمنعي من قول اسمها، أعتذر محمد.
صرخت مسك : ماذا تفعلون ؟ لماذا تفعلون ذلك معه؟ أنا أحبه.
صفعة قوية من زين ،و حتي هذا يحدث لاول مره ،لم يرفع يده عليهم من قبل.
وضعت يدها بصدمة و قالت بحزن: بابي.
جذبها من ذراعها بعنف إلى الاعلي.
بينما الجميع يقف مذهولا إلا إيهاب الذي كان سعيد لانه يري هذه الأسرة حزينة.
غادر ايهاب ، و ذهبت زينة خلفه
قالت بصوت عالي: استنا.
التفت لها بابتسامة و قال: نعم.
سألت بعصبية: بتعمل ايه ، ناوي على ايه يا زفت أنت.
ابتسم و هو يقول بسعادة: تصدقي وحشتني اوي ،صوتك و انتي تقولي يا زفت أنت ، عصبيتك و غرورك كلك وحشني.
كان محمد خرج خلفهم حتي يفهم ما سر هذا إيهاب؟
سمع حديثه و كان يريد قتله لكن تمالك أعصابه حتي يفهم ماذا يحدث؟
سألت بصوت عالي: عايز ايه يا إيهاب؟
أجاب بهدوء و بساطة: عايزك، عايزك و عمري ما كنت عايز غيرك.
أخذت نفس عميق و سألت: عايز ايه من بنتي؟
أبتسم و قال بكل وقاحة و جراءة: نفس الإجابة عايزك، أصل مسك نسخة مصغرة منك، نفس الشكل، نفس الغرور و العصبية ، حتي صوتها قريب من صوتك، فهي لما تكون معي بحس كأنا انتي يا زوزو ، اه نسيت اقولك جوزك كان هيقع لما عرف أن بنتك مش بنت ،الفرق الوحيد اللي بينكم أنك معرفتش تربيها زيك ، يا زينة يوسف عز الدين.
أول مرة تحس انها لا تستطيع الاجابة، تشعر أن يديها عاجزة، كانت دائما تجيب و ترد في الحال، لماذا الآن هي صامتة؟
لكن كان هذا الذي سمع هذا الحديث الوقح عن ولادته و اخته، يركض في اتجاة.
و ضربه بقدمه في بطنه، سقط ارضا، و لم يتوقف بل ظل يضرب فيه بقدمه.
و هي لم تشعر بشيء.
حتي ركضت مكة تحاول منع محمد.
ثم صرخت بصوت عالي: مامي,مامي.
فاقت على نفسها ،رات محمد ينهال على هذا الحقير بالضرب، و في المقابل إيهاب يبتسم ، مما جعل محمد غاضبا أكثر..
ابعدت محمد عنه،و قالت بصوت عالي: كدب و الله كدب، بنتي عمرها ما تعمل كده ، أنت مريض نفسي ، اطلع برة بيتي و افتكر من أنا ،برة يا حقير.
نهض من على الأرض و نفس الابتسامة التي تجعلهم ينفجروا من الغضب، و رحل ثم التفت و قال: معرفتش اخدك بس اخد بنتك يا زوزو.
جاء يركض محمد خلفه ،منعته زينة و مكة.
و قالت بتعب: تعال ندخل جوه
سأل بعصبية: الكلام ده حقيقي ، مسك و هو.
وضعت يدها على فمه ،و هي تحرك رأسها بالرفض مع الدموع الشديدة و قالت : لا ،لا ،كدب ،كدب، اختك عمرها ما تعمل كده.
تدلف زينة و الاولاد خلفها ،سالت مكة بحزن: كلام ايه.
قالت زينة: الموضوع اتفقل، خليكم هنا.
و صعدت إلى غرفة مسك
في غرفة مسك
أيضا الوضع صعب
لاول مره تشعر بالخوف من أبيه بهذا الشكل.
كان يقبض على ذراعيها بقوة و يسأل نفس السؤال و هي تجيب نفس الإجابة.
: هل حدث بينكم شئ ؟
: أقسم لم يحدث شيء ، لم يحدث.
و يكرر نفس السؤال و هي نفس الإجابة
دلفت زينة و قالت: زين.
قال بصوت عالي: اخرجي يا زينة.
وقفت بينهم و نظرت له و قالت: براحة، لو لي خاطر عندك براحة.
نظر لها بحزن ، و حدث نفسه:
أيعقل زينة تسأل هذا السؤال؟ هي كل شيء في حياته ، سوف يفعل كل شيء لأجلها .
و غادر الغرفة فورا، إذا ظل سوف ينهار أمام مسك و هو لا يريد ذلك.
كيف يتحمل ذلك؟ لماذا فعلت مسك كل ذلك؟
قالت بعتاب: لنا كلام لما تهدي.
جلست على الفراش بحزن و هي تبكي....
و غادرت خلف زين، لأنه في حاجة لها اكثر من مسك.
كان يجلس على الفراش بحزن و هو يشعر بالضياع، فهو على يقين أن إيهاب يستغل مسك، لأنه مريض بحب زينة و يريد الانتقام.
أخذت نفس و دلفت إلى غرفة،و تشعر بالخوف على المنزل من هذه العاصفة الشديدة، هل يصمد أمام العاصفة؟
جلست بجواره و حضنت كف يده و قالت بهدوء: العصبية و الضرب مش حل يا حبيبي، أنا و أنت متأكدين أن الزفت ده يعمل كده انتقام مننا على حاجة احنا معملنهش، لازم نفكر بالعقل والمنطق علشان نحل المشكلة.
قبل أن يجيب زين، كان يدلف محمد دون طرق الباب، و هذا اليوم يحدث أشياء في هذا المنزل لم تحدث من قبل.
قال بغضب: منطق و هدوء ايه، الراجل ده لو قرب من مسك اقتله.
نظر زين له ثم نظر إلى زينة و قال: نحن فشلنا تربية أبنائنا.
شعر محمد بالندم وقال بندم: اعتذر بابا ،حقا اعتذر، لم انتبه أو أشعر بنفسي بسبب الغضب.
قالت زينة بهدوء: بلاش نكلم دلوقتي كلنا متعصبين .
لكن قال محمد: ماما بعد الكلام اللي تقال لازم نسأل مسك.
نهض زين من مقعده ، و سأل: هو قال ايه بعد ما طلعت.
قال محمد دون أن يعلم أنه بذلك يورط زينة في مشكلة مع زين: ماما خرجت وراءه و أنا كمان خرجت وراءهم علشان اعرف يقولوا ايه.
و قال محمد كل حرف قاله إيهاب.
و كيف لاي راجل أن يسمع هذا الحديث عن زوجته و ابنته؟
نظر لها بعتاب، فكيف تذهب خلفه و تتحدث معه؟
قالت بهدوء: زين أنا.
قاطع حديثها: يكفي، يكفي.
نظرت إلى محمد بعصبية ،الذي علم الآن أنه أخطأ عندما قال هذا الحديث.
جلس على الفراش بتعب و خزن، بداخله أشياء متضاربة.
يريد أن ينهال علي مسك بالضرب حتي تتحدث و تخبرهم الحقيقة.
و يتمني أن يضمها إلى حضنه و يعتذر عن رفع يده عليها.
حتي هو غاضب من زينة.
يريد أن يذهب يقتل هذا الحقير.
جلس محمد أمامه على الأرض و قال بحزن شديد: بابا لم أتحمل رؤيتك هكذا، من فضلك كون قوي.
نظر لها بحزن و قال: لا أستطيع التحمل ابني.
وضع رأسه على قدمه و تحدث كأنه المذنب: اعتذر بابا.
جلست بجواره و ضعت يدها على كتفه و قالت بحزن: و الله خرجت وراءه علشان اساله عايز ايه من مسك، أنا آسفة لو جرحتك ،علشان خاطري خليك قوي علشان احنا من غيرك نضيع و نقع ،و البيت ده ينهار.
دلفت مكة التي كانت تقف أمام الغرفة و تسمع الحديث ، و قالت بدموع: سوف يمر، سوف يمر، أن شاء الله ،لأننا معنا سوف يمر.
و جلست بجوار محمد وضعت قدمها على رأس زينة.
أما مسك، دق إيهاب عليها، و بدأ يتحدث معها أنها أخطأت و لا يجب أن تعارض عائلتها و هما الاهم.
سألت بعصبية: أنت قولت لبابا أن حصل بينا حاجة.
أجاب بهدوء: ايوه ،معرفش ايه اللي جه في بالي بس لما رافض و قال اطلع بره، قولت كده يمكن يوافق.
قالت بصوت عالي: أنت مجنون صح، دلوقتي اهلي مفكرين ان حصل بينا حاجة.
قال بابتسامة: و ده كويس يا مسكي، فكري كويس، لما اهلك يفكروا كده ،يوافقوا على جوزنا، و اخيرا حبنا ينتصر يا حبيبتي.
كانت كلمات إيهاب مثل السحر على مسك.
لم تعرف حجم الجحيم التي ألقت نفسها فيها...
في صباح اليوم التالي
لم يذهب أحد إلى الجامعة أو العمل.
كانوا يجلسون في الاسفل.
تهبط مسك و هي تشعر بالخجل منهم.
قالت بخجل: صباح الخير.
أجابوا بحزن.
و سألت زينة: على فين؟
أجابت بهدوء: الجامعة
أبتسمت باستهزاء، و قالت: اقعدي مفيش جامعة النهاردة.
قالت بعصبية: يعني أيه يا ماما ، أنا محبوسة.
نهضت زينة من مقعدها و اخذتها وذهبت إلى الحديقة.
قالت بعصبية: اقعدي عايزة اتكلم معاكي.
جلست و سألت: في ايه يا ماما.
جلست بجوارها و سألت: انتي عارفة ايه عن إيهاب.
أجابت بهدوء: كل حاجة.
تحدثت بهدوء: يعني عارفة أنه طلب ايدي بدل المرة الف و أنا رفضت.
كانت الإجابة صدمة لزينة عندما أجابت : ايوه يا ماما عارفة، هو قالي كل حاجة ، كنتي حب مراهقة في حياته و خلاص نسي الموضوع.
ابتسمت بسخرية و قالت: لو قولتك أن هو قال بنفسه قدمي و قدم محمد، أنه ينتقم مني فيكي، و قال كلام وقح عليكي و عليا، حصل حاجه بينكم يا مسك؟
قالت بهدوء: لا هو قال كده علشان توافقوا على الجواز.
صرخت بصوت عالي: انتي عبيطة مين يقبل يقول على حبيبته كده ، الكل يرفع كرامة حبيبته ،مخك راح فين...
أجابت بهدوء: يا ماما أنا عارفة أنه غلط بس تفكيره كان كده.
حاولت التحكم في أعصابها و قالت بهدوء: يا بنتي افهمي، إيهاب ده واحد حقير، افهمي و بلاش تعملي كده.
قالت بحزن: أنا بحبه اوي يا ماما، بحبه اوي.
رتبت على ظهرها بحنان و قالت: حاسة بيكي، بس مش هو الراجل اللي يصونك يا قلبي، علشان خاطري اسمعي كلامنا.
أجابت بهدوء: بقولك بحبه ،بحبه و متأكدة أنه يحبني و اكتر
قررت تسأل نفس السؤال الذي سأله يوسف لها عند طلب زين الزواج منها؟
سألت بترقب و هي تخشي الإجابة: مسك عائلتك و لا هو؟
دقائق صمت كانت كفيلة تجعل قلبها يرتعش بالخوف
و كانت مسك تفكر في الاجابة.
ثم قالت: بلاش المقارنة دي يا ماما
قالت زينة بحزن: لما بابا سألني نفس السؤال، أنا و لا زين، مخدتش وقت في التفكير، رميت نفسها في حضنه و قولت أنت عندي بالدنيا كلها ، جرحت قلبي اوي يا بنتي. بكلامك ده.
تنهدت بحزن ثم قالت: يا ماما انتوا مهمين عندي، و هو كمان مهم عندي.
كان محمد يقف في شرفة غرفته و من تعبير وجه زينة علم أنها حزينة من مسك.
في الليل
كانت تجلس في غرفتها حزينة و تري أن حبها يضيع من بين يدها.
دق الهاتف ، أجابت بسعادة : وحشتني يا حبيبي.
أجاب بابتسامة: علشان كده انا مستني قدم البيت.
قالت بخوف : بس ازاي أخرج دلوقتي.
قال : متخافيش يا قلبي.
ارتدت ثوب الصلاة و غادرت بحذر.
كان يقف محمد في شرفته و راي مسك تغادر المنزل، هبط خلفها.
عند رؤيتها بثوب الصلاة ،تذكر زينة، أبتسم و قال: بحبك اوي، و الله عمري ما حبيت غيرك، اعمل اي حاجه علشان تكوني لي.
كان يتحدث بدون واعي و كأنها زينة.
أبتسمت بسعادة و قالت: و أنا بحبك و بموت فيك.
جاء محمد على هذه الجملة، جذبها من شعرها بقوة و قال: عمري ما تخيل أنك قليلة الأدب كده.
و تركها و ذهب إلى إيهاب و انهال عليه بالضرب و لم يفعل ايهاب شئ حتي يكسب تعاطف مسك التي كانت تبكي لأجل إيهاب.
ثم أخذها و دلف إلى المنزل.
وصلوا إلى غرفتها و القها على الفراش و قال: حقيرة ، مش اقولك ابوكي و لا امك و لا نفسك، ربنا تفتكري ربنا راضي عن اللى تعملي ، امت بقيتي كده.
بصق في وجهها و غادر.
لم يستطيع محمد النوم طول الليل و لم يعلم هل يخبر زين و زينة أما لا؟
في الصباح
يستيقظ الجميع على دق الباب.
هبط زين لكي يري من؟
اتفاجا بوجود الشرطة.
سأل بتعجب: ماذا حدث ؟
قال الظابط: السيد محمد زين، مطلوب القبض عليه بتهمة الشروع في القتل، السيد إيهاب حمدي.
سأل بصدمة : ماذا؟!
