قصة الملك الفصل الثامن
مبقتش عارف اعمل ايه غير انى استسلم ومقاومش ، خاصة ان الشرطة جاية بقوة كبيرة جدًا ، لان بالتأكيد بعد ماراجعوا الفيديوهات عرفوا انهم قصاد قوة جسمانية مش عادية.
ابنى الصغير وماريان انهاروا من العياط ، هدتهم وقولتلهم :
= اكيد فيه سوء تفاهم وهيخلص بسرعة وهرجعلكم
اتعرضت على النيابة وطبعًا وكيل النيابة كان عصبي جدًا معايا وقالى :
= هو انت علشان ربنا ادالك قوة جسمانية تفترى على الناس وتقتلهم
وكمل كلامه بعصبية :
= قتلتهم ليه ؟!
.. يافندم انا مقتلتهمش ، انا كنت بدافع عن نفسي ، انا لقيت الخمس شباب بيضربوا شاب وهيموتوا ، حاولت اشيله من وسطهم وادافع عنه ، لكن هما ماسابونيش وضربونى ، وانا كنت بدافع عن نفسي وعايز اتخلص من اذاهم
= تقوم تفترى عليهم وتقتلهم !
.. والله ماقتلت حد بقصد ، كل اللى حصل كان دفاع عن النفس وحضرتك تقدر تراجع الكاميرات وتشوف اد ايه انا متعرضتلهمش فى الاول بأى سوء ، وكمان ضربتهم ازاى ، ولو لقيت ان فيه اى افترا مني اعمل اللى انت عايزه
= عموما مش انا اللى هقرر ، المحكمة هي اللى هتقول كلمتها ، امضى على اقوالك
طبعًا جدد حبسي على ذمة القضية لحين خروج تقرير الطب الشرعى ومراجعة الكاميرات وسماع الشهود ، ماريان كانت بتزورنى على طول فى السجن ، واقفة فى ضهرى يوم بيوم ، بجد انا فخور ان عندى زوجة زى ماريان .
فى زيارة من الزيارات ، جابتلى ورقة فيها نتيجة التحاليل ، وقالتلى بتردد:
= دى نتيجة عينة الدم اللى سحبتهالك
.. مالك فى ايه ياماريان حاسس كده ان فيه حاجة مخبياها عليا او مترددة تقوليهالى
= انا عدت التحاليل اكتر من مرة علشان اتاكد من صحتها ، لكن ظهرت حاجات غريبة جدًا ياساهر
.. حاجات ايه متقلقنيش!
= فيه تغيرات كتير اوى فى وظايف جسمك بالكامل ، والنتايج اللى قدامى مستحيل تكون نتايج لبنى ادم طبيعي
.. مش فاهم ، يعنى ايه؟!
= يعنى انا قارنت النتيجة مع نتيجة اسد وتمساح علشان اشوف مدى التطابق
قاطعتها وقولتلها بعصبية :
.. نتيجة ايه اللى بتقارنيها مع الحيوانات ؟! انتى اتجننتى ياماريان ؟
= اهدى بس ياساهر ، المشكلة مش في كده
.. امال المشكلة في ايه ؟
= المشكلة ان نتيجة تحاليلك بتبين انك اقوى منهم بكتير
.. نعم !! مستحيل ، ايه اللى بتقوليه ده ؟
= جينات جسمك اتغيرت كتير اوى ياساهر ، ولازم نشوف حل سريع
سكتت شوية وحاولت تغير الموضوع وقالتلى :
= المحامى اكدلى ان موقفك فى القضية قوى جدًا وان شاء الله هتخرج منها على خير
خلصت الزيارة ومشيت ماريان وسابتنى وانا دماغى عمالة تودى وتجيب ومش عارف اعمل ايه ولا اتصرف ازاى ولا حتى ارجع لطبيعتى .
اتعرضت على المحكمة وقررت تأجيل القضية واترحلت على السجن الاحتياطى ، المكان فى السجن قذر جدًا بشكل كبير ، بالرغم انى فى عنبر مش كبير وموجود فيه ناس نوعًا ما كويسين لكن برضو موضوع النضافة حاجة مقززة وطريقة تعامل المساجين مع بعض غير ادمية .
حاولت اتأقلم مع الوضع وحاولت كمان احافظ على نضافة جسمى بشكل كبير ، لاحظت ان ضوافر رجلى طولت شوية وحبيت اقصها ، اتصاحبت على واحد جوه السجن كان مخبي مقص ، طلبته منه طبعًا علشان اقصها ، مسكنت المقص وحطيته على ضوفرى وضغطت عليه ، المقص اتكسر وضوفرى زى ماهو متهزش ، انا بقيت فى ذهول من اللى شايفه .
المسجون بقى متعصب جدًا وعمال يزقنى ويزعق علشان كسرتله المقص وانا مش مركز معاه اساسًا ومركز بس مع المصيبة اللى حصلت فى جسمى .
طبعًا خدت عهد مع نفسي انى متخانقش مع حد فى السجن بالرغم من ان كان فيه شوية مساجين بيضايقونى فى الرايحة والجاية ، لكن انا خلاص بقيت متأكد انى لو اتخانقت معاهم يبقى مش هخرج من السجن طول حياتى .
فيه واحد من المساجين ، حاجة كده زى النائب بتاع كبير السجن ، وده عمال يرازيني وعايز يتخانق معايا بأى شكل ، اسمه العمشي .
بقى كل يوم يضايقنى بطريقة شكل ويحاول يضحك المساجين عليا ، لحد مافى يوم فاض بيا وقفت قدام العمشي فى وسط الحوش وقولتله:
= انا زهقت من المضايقة بتاعتك ومش عايزك تضايقنى تانى
ضحك ضحكة سمجة وقالى:
.. ايه ياتوتو مالك ، نفسيتك تعبت ولا ايه
= اه نفسيتى تعبت ومش عايز اتخانق معاك علشان انت مش قدى
بصلى بتحدى وقالى :
.. انا همسح بيك السجن كله وهعرفك انا قدك ولا لأ
رجعت خطوتين لورا واديته ضهرى علشان اديله الفرصة انه يضربنى ويفهم انا مش عايز امد ايدى عليه ليه
جرى عليا بكل قوته وضربنى برجله ، انا محستش بوجع ضربته ، لكن من صرخته عرفت ان رجله اتكسرت قبل حتى مااتلفت
كل المساجين بقوا فى ذهول وكبير السجن وقف وتنح ومحاولش انه يعمل اي حاجة ، وطبعًا من اليوم ده وانا عايش فى سلام وف حالى فى السجن .
عدت الايام وجه اجمل يوم فى حياتى ، يوم نطق المحكمة بالحُكم ...