قصة الملك الفصل التاسع
القاضى كان متفاهم جدًا ومن نظراته قبل ماينطق بالحكم ، حسيت انى هخرج بره ، وهرجع لحياتى الطبيعية ، والحمد لله ان ظنى طلع فى محله وحكم عليا بسنة مع ايقاف التنفيذ.
رجعت البيت وكل تفكيرى انى اشوف علاج او اى حاجة تساعد جسمى انه يرجع زى الاول ، وعلشان اتاكد تانى من نتايج التحاليل ، خليت ماريان تسحب مني عينة دم تانية وتقارنها بالعينة اللى خدتها من عضم الحيوان اللى كان موجود فى البحيرة .
بعد مارجعت البيت بيوم ، بقيت بحس بخنقة غير طبيعية بالليل ، مبقتش اقدر انام ، حاسس اني بعذب نفسي بالنوم مش بريح جسمى.
لاحظت حاجة مريبة ، انى بقيت بشوف كل شئ بوضوح فى عز الضلمة ، ونظرى رغم انه كان ضعيف وكنت بعانى من الموضوع ده ، لكن دلوقتى شبه اتحسن بنسبة 100 % .
ماريان كانت سهرانة جوه المعمل بتكمل شغلها اللى قصرت فيه الايام اللى فاتت ، وفى نص الليل لقيتها دخلت الاوضة وقالتلى :
= ساهر انا عايزة اقولك حاجة مهمة جدًا
.. ايه ياماريان ، خير ؟!
= نتيجة العينة بتاعتك ، طلعت مطابقة تمامًا لعينة الملك
.. نعم !!
= ده معناه ان المفروض جيناتك وسيكولوجيتك هتتحول بشكل كبير للعدوانية خلال الفترة اللى جاية ، ومش بس كده ، ده كمان معناه ان الملك هيظهر تانى
.. يظهر ازاى انا دفنته بإيدى
= معرفش ياساهر ، كل الكتب اللى بتتكلم عنه ، بتقول الكلام ده ، انا بحثت كتير جدًا عليه ، ولقيت الكلام ده تقريبًا مطابق فى جميع كتب الاساطير
.. انا مش قادر استحمل ياماريان ، انا هموت نفسي واخلص من العذاب ده ، انا بقيت مبنمش ، وخايف جدًا ان يجي عليا يوم واذيكم غصب عني
= متقلقش ياساهر هنلاقى الحل ان شاء الله
عدى كام يوم وانا مش عارف انام بالليل وبدأت احس انى عايز اشوف لون الدم قصادى ، عايز اضرب حد ، اقتل حد ، بقى عندى شعور غريب جدًا ومش قادر امسك نفسى عنه .
الشعور ده بيزيد بشكل كبير جدًا فى نص الليل ، وعلشان مأذيش حد فى البيت قررت انى اخرج كل يوم للشارع ، اهو منها ابعد عن البيت ومنها احاول انسى الشعور ده .
لحد مافى يوم لقيت نفسي وانا قاعد فى الشارع بهاجم كلب بكل شراسة ، قتلته شر قتلة ، ضوافرى قطعت معظم لحمه وكسرت عضم جسمه ، دم الكلب غرق الشارع وانا معنديش اى شعور بالندم ، بل بالعكس ، الشعور عندى للقتل بقى اقوى ، وبضربة واحدة قتلت قطة وطلعت روحها بايدى ، خنقتها لحد مانزلت دم من بقها ، مبقتش احس بالنشوة غير بالقتل وانى اشوف منظر الدم قصادى فى كل مكان.
هجرت البيت وبقيت بنام فى الشوارع وفى وسط الغيطان ، بقيت بتنقل من مكان لمكان وبدور على اكتر مكان فيه حيوانات علشان اقتلها وارضى الشعور اللى عندى ، لانى بحاول بقدر الامكان انى ابعد عن قتل البنى ادمين .
بالرغم من قسوة الشعور اللى بقت عندى ، لكن من وقت للتانى كان لازم اروح اعدى على ماريان وابنى واشوفهم من ورا الازاز واطمن عليهم ، اوقات كنت بشوف ماريان منهارة من العياط وقاعدة فى السرير بتاعى بتقلب فى حاجتى ومن نظراتها حسيت انها بتسأل نفسها ، انا فين ؟ّ!
معنديش شعور بالحزن عليها ، انا حاسس انى فقدت كل الحواس اللى عندى واتبدلت لشخص تانى ، لا مش شخص ، اتبدلت لوحش تانى ، وبقى ليا ريحة معينة كده فى جسمى غير باقى الكائنات اللى موجودة.
وعلشان اطمن عليهم ، قعدت فى منطقة قريب من البيت ، بتبعد كام ميل عنهم ، لكن هي لسه مش مأهولة بالسكان زى باقى المناطق اللى حواليها ، وفى يوم كنت قاعد بالليل مستنى اى حيوان يعدى قصادى كالعادة ، لان عندى شعور كبير بالجوع واحساس كبر بالتعطش للدم ، ولاحظت بالصدفة ان فيه ريحة تشبه ريحتى تمامًا على بُعد كام ميل.
جريت على البيت عندى لان الريحة كانت جاية من نفس الطريق ، لحد مالقيت قصادى الملك بكامل هيئته وقوته بيحاول يدخل من ازاز البيت .....