رواية دعني احطم غرورك الفصل التاسع
يوم جديد قد بدأ ، توجه عز الدين لشركته ، حيث بدأت الأخبار تتناقل عن نية الشاب الوسيم المغرور في الخطوبة ، والكل يتسأل عن تلك المحظوظة التي استطاعت أن توقع عز الدين في شباكها
عز كان يشعر بالثقة بل ويزداد غروراً وهو يرى نفسه فتى أحلام الكثير من الفتيات ولكن أمامه مهمة شاقة ... ألا وهي تنفيذ مخطط ايقاع جانا ، وتربيتها كما يدعي ، فهي من تجرأت على التطاول عليه
-عز: بابا ، انا هاخد اجازة يومين من الشغل ، حبيت بس أعرفك عشان متقلقش عليا
-يوسف: طيب ومقولتليش الكلام ده في البيت ليه ؟
-عز: يعني ، انت عارف ماما وكده ، هتسأل مش بروح الشغل ليه ، وايه الجديد ، وانا ورايا كام حاجة كده عاوز أعملها
-يوسف: موضوع خطوبتك على جانا؟ صح ولا انا غلطان ؟
-عز: يعني ، حاجة زي كده
-يوسف: طيب يا بني ، هاتلي بس الملفات المستعجلة أشوفها ، وهما يومين بس أجازة وبعد كده نكمل
-عز: تمام يا بشمهندس
وترك عز الدين والده وأنهى بعض الأمور في عمله بسرعة ثم توجه للفيلا ليبدل ملابسه
تآنق عز كعادته ، وارتدى جينز مع تي شيرت أسود ، ووضع عطره المميز وارتدى ساعته ، ثم انطلق خارج المنزل بعد أن ألقى التحية على عم خميس الجنايني ليبدأ أولى التحديات ......
.......
في منزل المهندس حسين الدمنهوري
كانت جانا نائمة حينما جاءت إليها سهير مسرعة لتوقظها
-سهير: جوجو حبيبتي ، اصحي يا قمري بسرعة
-جانا: بليز أنطي سيبيني أنام ، انا تعبانة
-سهير: قومي يالا بلاش دلع ، عز موجود بره وأعد منتظرك
-جانا بتثاؤب: عز مين ؟
-سهير: عز خطيبك
-جانا: اييييه يا انطي ، هو مش خطيبي ،أنا مالي بيه ، ولا أقولك خليه مرزوع بره ، سيبيني أنام بقى .....
-سهير وهي تنزع الغطاء : قومي بقى ، دينا أعدة معاه بره لحد ما تخرجي تقابليه ، يالا بلاش كسل
-جانا: يوووووووووووه بقى ، والله لأعكنن عليك ، نهارك زفت
خرجت سهير لتجلس مع عز ودينا
-سهير: نورتنا يا بني
-عز: ده نورك يا طنط ، معلش أنا أسف اني جيت من غير ميعاد ، بس كنت حابب اتكلم مع جانا شوية ده لو ميزعجكش حضرتك وفي وجود عمي حسين
-سهير: بيتك يا بني تجي في اي وقت و.....
-دينا بسهوكة مقاطعة الحوار: انت أمور اوي لمين
-عز: أفندم
-دينا: يعني انت حلو لمين ، لباباك ولا مامتك؟
-عز: لأ الحقيقة انا مش شبه حد يا آنسة دينا..
-دينا: لأ انت قولي دينا على طول ، وأنا أقولك عز
-عز: مش ملاحظة انك اخدة عليا أوي؟
-دينا باحراج: سوري مقصدش ، بس احنا خلاص هنبقى عيلة وكده ، فيعني مافيش داعي للتكليف
-عز: اها ..
-سهير: بس يا دودي ، سيبي البشمهندس عز في حاله متضايقهوش ، معلش يا عز يابني زي اختك الصغيرة برضوه!!
-عز: ولا يهمك يا طنط .
-سهير: ها يا بني ، قولي تحب تشرب ايه ؟
-عز: شكراً يا طنط مش عاوز حاجة والله
-سهير: لأ يا بني ، لازم تشرب وتاكل حاجة ، قولي انت فطرت طيب ؟
-عز بخبث: اه الحمدلله يا طنط ، اومال فين عمي حسين ، هو مش موجود؟ ( هو يعلم ان حسين لن يتواجد الآن بالمنزل وسيتأخر في الحضور نظراً لوجوده مع والده في شركتهم الآن )
-سهير: لأ يابني ، زمانته جاي في السكة ، مسافة ما تاكل وتشرب هتلاقيه جه ، أنا هاقوم أكلمه ...
-عز: يجي بالسلامة يا طنط ، حتى تكون جانا جهزت نفسها
-دينا: قولي يا بشمهندس عز ايه رأ...................................
تركت سهير عز ليجلس مع دينا ، وذهبت لتحادث حسين في الهاتف ولكنه غير متاح ، فقررت أن تحضر العصير والحلوى لعز وتهاتفه مرة أخرى
في تلك الأثناء ارتدت جانا ملابس الخروج وهي عبارة عن ( سويت شيرت رمادي غامق ، بنطلون جينز، تي شيرت أسود ، نظارات وجه سوداء ، وحقيبة يد cross ) ثم خرجت من غرفتها بهدوء شديد ، وألقت نظرة خاطفة على غرفة الصالون وتأكدت أن أحداً لا يراها ، وان عز مشغول في الحوار مع دينا وسهير.. وضعت غطاء السويت شيرت على رأسها وكذلك النظارات كي تخفي ملامح وجهها ثم ....
فتحت جانا باب الشقة بهدوء ، واغلقته بنفس الطريقة ، وتوجهت للمصعد ونزلت للجراج حيث توجد سيارة عز .. وقد لمع في عقلها فكرة شيطانية
اخرجت جانا هاتفها المحمول لتطلب دينا
-جانا: مش انا بطلبك مش بتردي ليه، hey Dody, listen ، من غير ما يحس البأف اللي أعد معاكو عاوزاكي تشغليه لحد ما أخلص حاجة كده ..
-دينا بهمس: ايه يا جانا ؟ انتي فين الوقتي ؟
-جانا: شششششش ، ايه يا بنتي هتفضحيني ، وطي صوتك شوية ، بصي أنا بره البيت ، تحت في الجراج ، لو لاقيتي البلوى ده عاوز يشوفني اشغليه، بصي ارغي معاه لحد ما اديكي التمام ، ها done ؟
-دينا بتردد: done ؟
-جانا: باي بقى عشان ألحق أنجز
-دينا بقلق: باي....
لم تكن جانا تعلم أن عز الدين يستمع لكل كلمة تقولها أثناء مكالمتها مع دينا، لأنه بكل بساطة قد أخذ الهاتف من دينا حينما أخبرته بعفوية قبل لحظات
-دينا: ايه ده جانا ؟ هي بتطلبني ليه ؟؟
-عز بحيرة: جانا؟ هي مش موجودة جوه ؟
-دينا: مش عارفة ؟
-عز: طب ردي عليها وافتحي الـ speaker
-دينا بخوف: لأ مش مهم
-عز بحدة : بقولك افتحي ، واعملي اللي قولتلك عليه
بعد انتهاء المكالمة كان عز على وشك الانفجار .. ولكنه تحامل على أعصابه واخذ يكور قبضتيه بشدة ، فهو في قمة غضبه الآن .. ودينا كانت خائفة من منظره
-دينا في سرها: ربنا يستر ، الظاهر اليوم ده مش هيعدي على خير ، شكله كده هيصور قتيل الوقتي !!!
........
في الجراج ،،،
كانت جانا تبحث عن سيارة عز الدين ، وبالفعل وجدت ضالتها
-جانا بمكر : هييييح ، استعنا ع الشقى بالله ، ولو ان المرحومة متستهلش بس يالا ، اهي قرصة ودان للبأف
بدأت جانا باخراج دبوس من حقيبتها الصغيرة ، واقتربت من العجلة الخلفية لسيارة المرسيدس ، وجلست على ركبتيها ، ثم مالت نحو الاطار الخلفي للسيارة وحاولت أن تفرغ الإطار من الهواء
-جانا لنفسها: وده بيتفضى ازاي ده ؟ فين البلف ؟ يووووه ، لازم اشوف طريقة انيمله بيها الفردة بسرعة
وإذ بصوت ياتي من خلفها أرعبها
-لأ عنك انتي ، أنا هأقولك بنيّم الفردة ازاي ؟؟؟
التفتت جانا بظهرها لتجد عز الدين يجلس على إحدى ركبتيه وفي محاذاتها ، بل انه كان قريباً جداً منها
ألجمت المفاجأة لسان جانا ، بل انها كادت أن تموت رعباً من هول الصدمة .......... !!!