رواية ولاد الهواري ( كامله جميع الفصول) بقلم رودي سامي


رواية ولاد الهواري الفصل الاول بقلم رودي سامي



البيت اللي الناس تهابه... مش بس عشان اسمه، عشان اللي ساكنين فيه


عمارة كبيرة فـ نص الحارة… 5 أدوار، كل دور فيه شقة، وكل شقة فيها راجل من ولاد عبدالرازق الهواري، كبير العيلة، وصاحب الهيبة.


الناس أول ما يعدّوا قدام العمارة يهدّوا صوتهم.

مش لأنهم خايفين… لا، بس عشان يعرفوا إن جواها ناس اسمهم كبير، وجدعنتهم سبقتهم.


الشارع نظيف، دايمًا متكنّس، والحي عمره ما اتأخر عليهم

ليه؟ عشان دي عيلة الهواري، وكل واحد من الرجالة ليه كلمة، ومفيش حاجة بتتعمل في الحتة إلا لما يعرفوا.


---


في الدور التاني، شقة "يوسف الهواري"

صفاء كانت واقفة في المطبخ، صوت المعالق بيخبط في الصيني، والريحة طالعة حلوة، شاي على ريحة عيش بلدي محمص

نادت بصوت عالي:


– "فريدة! صحّي ملك ياختي وفطّرو، وبعدين انزليلي، أنا ورايا حاجات تتعمل"


فريدة ردت من جوه أوضتها:


– "حاضر يا ماما… جاية أهو"


قامت وهي بتتنهّد، لابسة بيجامة خفيفة، شعرها البني سايب على ضهرها، ومربطة إيدها بإستك

بصّت لنفسها في المراية، وقالت بصوت واطي:


– "كل يوم نفس الروتين، ونفس النظرة..."


---


ملك كانت نايمة ملوّحة رجليها على الكنبة

فريدة لمست خدها وقالت:


– "قومي يا كائن، ماما هتفجّر فينا"

ملك فتحت عين واحدة وقالت:


– "مش جعانة… نفسي نايمة"


ضحكت فريدة وسحبت البطانية:

– "قومي يا بت، ده انتي نايمة على نفسك"


---


فرح كانت قاعدة في أوضتها، ماسكة موبايلها، بتضحك على فيديو على التيك توك

دخل سيف وقال لها:


– "هتفضلي كده طول النهار؟ ما تشوفي ماما محتاجة إيه"

فرح رمت الموبايل وقالت:


– "هاقوم... هو أنت عين ماما ولا إيه؟"


رد سيف:

– "أنا عين العيلة كلها… وإنتي اللي مش شايفة"


---


في الدور اللي فوقهم، في شقة أحمد الهواري

كان ياسين واقف في البلكونة، ماسك كباية الشاي، ساكت… بس عقله شغّال

شعره الأسود الكثيف باين فيه لمعة الشمس، ووشه الأبيضاني نضيف كأنه لسه غاسل وشه بمية ساعة فجر


بصّ لتحت، لمح حركة في شباك فريدة

هو ما بيقولش كتير، بس اللي يعرفه يعرف إنه لما يسكت… بيفكر، ولما يتكلم… بيقرر


خبطت نجوى – أمه – على الإزاز وقالت:

– "مش هتفطر؟"


رد بهدوء:


– "هاكل بعدين… مش جعان"


هي عارفة إنه مش جعان، هو بيستنى حاجة… أو يمكن حد


---


في الدور الأرضي، الجد عبدالرازق كان قاعد مع فوزي وكمال في القعدة اللي بتتعمل كل جمعة

سميحة جابت الشاي وسابته ومشيت من غير ولا كلمة

فوزي قال وهو بيضحك:


– "الواد زين هيطير دماغه على فرح، شوفته من يومين واقف قدام بابنا بيهرش في دماغه كأنه بيذاكر للثانوية"


ضحك كمال وقال:


– "ما هو أكيد خايف من يوسف"


الجد رفع حاجبه وقال:


– "الخوف مننا مش غلط… بس اللي يخاف مننا ما يستاهلش يدخل عيلتنا"

وبص لهم نظرة فهموا منها إن أي علاقة جوّه العيلة لازم تعدي عليه هو الأول


---


في آخر الدور، كانت الجدة حليمة بتراجع معاها أسماء ونور على أكلة النهارده

ونور قالت:


– "يا تيتة، إحنا ليه بنعمل أكل كتير كده؟ هو إحنا في عزومة؟"

ضحكت الجدة وقالت:


– "لما تكوني بنت عيلة زي دي، ماينفعش تسألي السؤال ده"

أسماء بصّت لنور وقالتلها:


– "كل بيت ليه نظامه… وإحنا نظامنا... كرم من غير مناسبة"


---


وفي الدور الثالث، كان زين واقف على باب شقته، ماسك ولاعة وبيشغل سيجارة وبيقول:


– "يا ريتني كنت كحة ولا نفس… ده الحب حارق فـ القلب"


أسامة فتح الباب وقال:


– "قول كلام عدل يا شاعر الحارة"


---


وفوقهم، كان حسن قافل باب شقته، بيسمع قرآن، وصوت ياسر هادي جوه، قاعد بيكتب حاجة في كشكوله

هو ساكت، بس عقله مشغول بكل الناس، ودايمًا أول واحد بيلاحظ لما حاجة تتغيّر

الفصل الثاني من هنا


تعليقات