![]() |
رواية حب من اول نظره الفصل الاول بقلم سلمي عصام
ومن النظرة الأولى التي رأيتكِ فيها، لم يهدأ لي بال ولا مسكن. نظرت إلى قلبي لعلي أجد الجواب، فلم أجد غير قلبًا أحب قلب لم يره غير مرة واحدة. فتعجبت كيف هذا؟ فأنا لم أؤمن بعد بالحب من النظرة الأولى، كيف وقعت إذًا؟
كنت أجلس أتفحص هاتفي للمرة الألف، فالمكان هنا ممل جدًا ولا يطاق. فأنا اعتدت أن آتي هنا مع جدي كل عام. أبقيت عيني على الهاتف لا أريد أن أتحدث مع أحد في تلك المزرعة السخيفة. مرت بضع ساعات وأنا ممسك بالهاتف، ليقع مني الهاتف وينتفض جسدي على صوت صراخ مرير يأتي من البئر. ليتحكم فيه صراع أن يذهب ويرى من يصرخ أم يبقى مكانه، ولكن كالعادة فضول أخذه نحو البئر.
ليصل إلى البئر ولم يرَ أحدًا، ظن أنه يهلوس. وعندما هم أن يذهب، يستوقفه صوت بكائها ليسمع لذلك الأنين يأتي من خلف البئر. ليذهب خلف البئر بحذر وهو ممسك بجزع خشبي كي يحميه من المجهول الذي خلف البئر. ليصل خلف البئر وقبل أن يرفع الخشبة كي يحطم رأس ذلك المجهول، يرى كتلة من الجمال استحوذت على شكل إنسان. دق قلبه بعنف، ليضع يده على قلبه يحاول أن يهدأ تلك النبضات العنيفة.
لترفع هي عينيها الخضراوان إلى عينه، ليستقبل هو عينيها بعينه، والذي أحلف أنه لم يرَ مثلهما قط. أفاق على بكائها لينزل لمستواها ليقول وائل:
- مالك بتعيطي ليه؟
أخذت تشاور بيديها على قدميها التي تنزف بغزارة، لينصدم وائل من جرحها العميق ومن النزيف الذي ينزف بكثرة. ليخرج من جيبه منديل من القماش ويحاوط به الجرح، ليزداد بكاؤها.
وائل:
- مالك
ملك:
- الجرح بيوجعني؟ مش قادرة؟
وائل:
•طيب تعالي اسندك ونروح نشوف اي حد من القرية يودينا لدكتور
وائل وهو بيمد يده:
- تعالي هاتي إيدك.
لتنظر هي إلى يده بضع ثواني، ليقول وائل:
- مالك بتبصي لإيدي ليه؟ هاتي إيدك بسرعة علشان الجرح ميلتهبش معاكي.
أومأت له برأسها، وضعت يديها في يده. وعند تلك اللحظة شعر بقشعريرة تسير في أنحاء جسده، ودقات قلبه تتسرع بشكل خطير. وضع يديه الأخرى على قلبه وهو لا يعلم ما به. أخذ يساندها وهو كل حين ينظر إليها ويتحسس نبض قلبه.
ليفيق على صوت سيدة كبيرة في السن، فمن الواضح أنها جدتها، تراها جدتها وتذهب إليها والخوف يتملك قلبها على حفيدتها. لتأخذها جدتها إلى أحضانها.
الجدّة ببكاء:
- مالك يا عيوني؟ إيه اللى حصل معاكِ دا؟ وإيه النزيف دا؟
أخذت ملك تبكي بكاء مريرًا:
- مش قادرة أتكلم يا تيته، رجلي وجعاني أوي.
الجدّة بفزع:
- تعالي بسرعة نروح للدكتور.
لتأخذها جدتها إلى المشفى. ظل ينظر إلى طيفها وهي ممسكة بيد جدتها. كانت تمشي مع جدتها لترجع رأسها للخلف تراه ينظر إليها، لتنظر إلى الأمام وهي لا تعلم ما بها.
ظل طول الليل يفكر بها، ولم يهدأ له بال عدة ساعات وهو يتقلب على السرير. ليقف ويتجه نحو النافذة ينظر من خلالها على المكان الذي رآها فيه، لتستحوذ عليه فكرة أن يذهب إليها ويراها.
ليذهب إلى المرحاض يغير ملابسه في عجلة من أمره وينزل الدرج بخطوات سريعة، كاد من سرعته أن يقع، ولكنه لم يهتم للأمر. ليذهب إلى الباب ويضع يده على مفتاح الفتح، ليوقفه صوت جده.
الجد:
- أنت رايح فين يا وائل كدا؟
ليستدير له وائل.
وائل بارتباك:
- هروح أتمشى شوية يا جدو، حاسس إني مخنوق.
الجد:
- بس الوقت متأخر، هتروح فين كدا؟
وائل:
- متخافش عليا يا جدو، أنا راجل والراجل ميتخافش عليه.
الجد:
- طيب يا حبيبي، متتأخرش.
وائل:
- ماشي يا جدو، سلام.
ليفتح وائل الباب ويخرج من المنزل وهو يجري. وبعد عشر دقائق يصل وائل للمشفى. حاول أن يدخل ولكن لا توجد زيارات في ذلك الوقت. مشي شوية لحديقة المشفى وكان فيه سور، بدأ يتسلق السور دا لحد ما وصل لغرفتها. بص من النافذة بهدوء لقى أنها صاحية بتقرأ كتاب.
بيتوه في ملامحها وهي بتاخد بالها أن في حد عند الشباك. بتحط الكتاب جنبها وبتقول بخوف:
- مين هناك؟
بيفوق علي صوتها، بيطلع هو وينط علشان يدخل جوه.
وائل:
- دا أنا.
ملك:
- بتعمل إيه أنت هنا؟
وائل بتوتر:
- كنت جاي أشوفك.
ملك:
- جاي تشوفني ليه؟
وائل:
- بصراحة كدا عايزك تكوني صديقتي.
ملك بابتسامة:
- أشطا يا صديقي، بس لازم الأصدقاء يكونوا عارفين بعض. عرفني عليك.
وائل:
- أنا اسمي وائل نصار، عندي 15 سنة من مدينة نصر.
ملك بصدمة:
- طيب وأنت جاي هنا بتعمل إيه؟ المسافة بين القريه ومدينة نصر بعيدة جدًا.
وائل:
- القريه دي اللى اتولد فيها جدو وعاش فيها طفولته هنا، ولما اتجوز اتجوز من هنا. بس لما جه يستقر اتسقر في مدينة نصر. بس جدو كان كل سنة بيجي يقضي الإجازة بتاعته هنا وأنا باجي معاه هنا من سنتين.
ملك:
- بس أنا مكنتش بشوفك ليه في القريه هنا؟
وائل:
- ممكن علشان لما كنت باجي مع جدو مكنتش بخرج من البيت، وبقعد على التلفون واللاب توب لحد آخر الإجازة هنا.
ملك:
- أه حلوة جدًا، دلوقتي هعرفك أنا عن نفسي. أنا اسمي ملك صلاح الدين، عندي 13 سنة. بابا وماما عايشين في أستراليا، وأنا عايشة هنا مع تيته.
وائل:
- طيب وأنتِ ليه مش عايشة معاهم؟
ملك:
- أنا متعلقة بتيته جدًا لدرجة مش هتقدر تستوعبها، وغير كدا أنا بحب القريه هنا، بحب جواها والخضار والأجواء واللمة هنا حاجة في منتهى الجمال بجد.
وائل:
- مش هكدب عليك، أنا شايف أن مفيش حاجة في القريه هنا تستدعي الحماس اللى أنتِ فيه دا. أنا باجي هنا بحس بملل عمري ما حسيته في حياتي.
ملك:
- دا علشان ماسك التلفون على طول، لكن لو تسيب التلفون وتخرج وتشوف القريه وناسها هتحبها جدًا.
وائل بهيام:
- منا حبيتها.
ملك باستغراب:
- مين هي؟
وائل:
- القريه وناسها.
ملك:
- أنت لسه قايل دلوقتي أنك مش بتحبها؟
وائل:
- حبيتها دلوقتي، عندك مانع؟
ملك وهي بترفع إيديها لفوق باستسلام:
- احنا نقدر يا باشا برضو.
بيقعد وائل وملك يتكلموا لوقت طويل، بيمر شهر بيتحسن فيه حالة ملك وبتقرب من وائل جدًا، وبيكون وائل اتعلق فيها وزاد حبه ليها. بيحاول يقولها الحقيقة وإنه بيحبها، بس بيتراجع في آخر لحظة. كان شارد الذهن وحزين، الإجازة خلاص هتخلص ومش هيقدر يشوفها تاني غير بعد سنة.
بتيجي هي من وراه وبتاخد بالها أنه حزين، بتحط إيديها على كتفه، وأول ما تحط إيدها دقات قلبه بتزيد. بيعرف على طول أنها هي، بيلف رأسه ليها. بتشوف ملك نظرة الحزن المغيمة على ملامحه.
ملك:
- مالك حزين كدا ليه؟
وائل بحزن:
- أنا همشي بكره، ومعنى كدا إني مش هرجع أشوفك تاني غير السنة الجاية.
بتزعل ملك جدًا لما بتعرف الحقيقة، وبتحس بنغزة في قلبها من فكرة أنها مش هتقدر تشوفه تاني، بس بتنفض الفكرة دي.
- طيب ليه هتمشي بالسرعة دي؟ حاول تقنع جدك إنك تقعد شوية كمان.
وائل:
- تفتكري إني محاولتش معاه؟
ملك:
- طيب إيه رأيك تيجي معايا في أماكن في القريه لسه مورتكش عليها؟ تعال نفك شوية وكمان هوريك أكتر مكان أنا برتاح فيه.
وائل:
- أشطا يلا بينا.
بيروح وائل وملك يزوروا القريه كلها، بس تفرجوا على أماكن كتيرة.
وائل:
- احنا رايحين فين دلوقتي؟
ملك:
- استنى هتعرف، بس خليك مغمض عنيك مش تفتحها ها.
وائل:
- خليكي أنتِ بس ماسكة إيدي وأنا مش هفتحها.
بعد ربع ساعة بتوصل ملك للمكان، بتبعد إيدها من على عيونه وبتسمح ليه إنه يفتح عينيه. بيفتح وائل عينيه وبيبص للمكان بصدمة كبيرة.
- إد إيه حلو المكان هنا، أنا ولا مرة شوفت حاجة في الجمال دا.
ملك:
- دا أكتر مكان برتاح فيه، ولما أكون مدايقة أو زعلانة باجي هنا. وسط الغابة والبحر والفراشات والسماء.
وبدأت تشاور على الأماكن وهي بتحكيله كل التفاصيل:
- هنا عند الشجرة دي لو طلعتها هتلاقي فراشات كتيرة وألوانهم مختلفة، وكمان هتشوف المنظر تحت من فوق تحفة.
بتروح تمسك إيده وبتاخده معاها:
- تعال هنطلع الشجرة دي.
بيسيب نفسه ليها وبيطلع معاها. بتطلع ملك وهي فرحانة أنها هتشارك مكانها المفضل مع صديقها المفضل. بتشوف الفراشات وبتضحك من قلبها، بيكون هو متابعها ومتابع حركاتها وهو مبسوط بيها.
بتيجي هي تاخد من إيده:
- واقف كدا ليه؟ تعال إمسك معايا الفراشات الملونة، عارفة لو قعدت تتفرج عليهم من قريب هتشوف جمال عمرك ما شوفته.
بيروح معاها وبيحاول يمسك الفراشات، بس بيفشل في دا. كل لما يجي يمسك فراشة أو يقرب منها تطير. شاف فراشة على غصن الشجرة، جه يقرب منها علشان يمسكها وقع. شافت ملك شكله وهو متبهدل بسبب الفراشة ومقدرتش تمسك نفسها من الضحك.
بيشوف هو ضحكتها وبيسرح معاها. بتفضل هي تضحك وبتكلمه وهي بتضحك، وهو سرحان مش واخد باله من أي حاجة من كلامها غير ضحكتها اللى سحرته. بيفوق على لمسة إيديها على جبينه.
وائل:
- بتعملِ إيه؟
ملك:
- بتكلم معاك من بدري وأنت مش هنا، افتكرتك تعبان فبقيس حرارتك.
وائل:
- لا يا ستي، بعد اللى عملته الفراشة فيا دا انسي أبقى كويس.
بتضحك ملك وبتقوله:
- طيب تعال معايا هوريك تمسكهم إزاي.
بتقرب ملك من مكان الفراشات وبتفرش إيديها، وهو بيعمل زيها. بتمشي إيديها براحة وهدوء لحد ما بتيجي الفراشات كلها تقف على دراعها، وهو بيعمل زي حركاتها لحد ما بتيجي الفراشات برضو على دراعه. بيفرح جدًا بيهم، وفعلا صدق كلامها لما قالت شكلهم من قريب أحلى.
بتطير فراشة وبتقف على خصلات شعرها، بتروح تفك شعرها، ومع رد فعل الهوا بيطير شعرها وبتطير كل الفراشات تقف على شعرها. بيبقى شكلها يجنن، بتفرح هي بكدا، وهو شايف منظرها دا وفرحان. بيطلع تلفونه ومن غير ما تاخد بالها بيصورها أكتر من صورة، مرة وهي بتضحك ومرة وهي ماسكة الفراشات على إيديها. بيدخل التلفون في جيبه لما حس إنها هتاخد بالها، وبعدها بيطلعوا.
لأعلى مكان في الشجرة، ومن فوق بيشوف المنظر من تحت. شايف البحر والأرض الزراعية، وشكل السماء والورود اللى تحت. بيغمض عينيه وبيتنفس بعمق والهواء بيخبط في وشه. فضل على الحالة دي دقائق، وقطع اللحظة اللى هو فيها دي وهي بتقول:
ملك:
- إيه رأيك في المكان؟ تحفة مش كدا؟
يبص لها وائل:
- دي كلمة تحفة دي قليله، أنا مش عارف عقلي كان فين لما قولت على القريه دي مملة. دا أنا اللى ممل مش هي.
بتقعد ملك وهو بيقعد جنبها.
ملك:
- أحياناً مش بنحس بقيمة الحاجة اللى موجودة غير لما نعرف إيه اللى جواها، إذا كان البشر أو الأماكن. من طفولتي وأنا باجي هنا دايماً، تعرف إن مفيش حد غيرك يعرف بالمكان دا. كنت باجي لوحدي ألعب مع الفراشات، بهتم بالورد اللى موجودة لحد ما خليته بالحلوة اللى أنت شايفها.
وائل:
- هو ليه محدش بيجي هنا؟
ملك:
- لأن المكان هنا موجود في آخر القريه، وغير كدا كمان موجود في الغابة. وتعرف حاجة؟ بيقولوا إن الغابة دي تشهد على قصة حب انتهت بموت أصحابها. تحب أحكيلك عنها؟
وائل:
- قولي، أنا بحب جدًا القصص.
بتضحك ملك على كلامه وتبدأ تحكي:
- من زمان جدًا كان في أمير بيحب المغامرات والصيد، وكان كل شهر يروح الغابة يقعد فيها يوم يعمل كل اللى هو بيحب من صيد وبيكتشف أماكن جديدة في الغابة. وفي يوم من الأيام كان بيصيد غزالة.
وقتها صابها بسهم، السهم دا جه في رجليها. حاولت الغزالة تهرب، وفعلا قدرت تهرب. فضل يدور عليها لحد ما جه المكان دا، سمع صوت غنى ناحية النهر، قرب من الصوت. وكل ما يقرب صوت الغنى بيعلى. شاف الغزالة وجمبها حورية في الجمال بتعالجها. بدأ واحدة واحدة يقرب منهم. كان تايه في صوتها، وهي كانت بتغني وهي مغمضة عينيها. وصل قصدها، وأول ما شافته الغزالة خافت وهربت. بتفتح هي عينيها علشان تعرف في إيه، بتلاقيه واقف قصدها، بتخاف وبتطلع تجري. بيحاول هو يوقفها وهو بيردد كلمة واحدة "استني"، بس مبتسمعهوش وبتجري، وهو بيجري وراها. وهي بتجري خانتها رجليها ووقعت واتخبطت رأسها في حجر كبير، وقعت فقدت الوعي.
بعدها بفترة بتفتح عينيها، بتلاقي نفسها في كوخ خشبي نايمة على سرير من حرير، وشايفة مدفأة. وهي بتحرك عينها في أركان الكوخ، بتشوفه نايم على كرسي خشب. بتحاول تقوم علشان تهرب، بس بيمسك إيديها وبيمنعها إنها تمشي. بيفضل الأمير حابسها في الكوخ لمدة أسبوعين، كان بيجي كل يوم يجيبلها أكل ويتأكد إنها أكلت، وبعدها يمشي.
وبعد ما سابها الأمير، ولما بيروح القصر بيلاقي الملك بيزعق للأمير بسبب غيابه كل يوم في الوقت دا، وبيجبر الأمير إنه يحكيله هو كل يوم بيروح فين، لحد ما الأمير حكاله كل حاجة. طبعًا الملك غضب جدًا من الأمير وإزاي هو يحب بنت من الفلاحين، وأصر عليه إنه يتجوز بنت أخوه. طبعًا الأمير رفض دا، وقاله إنه مش هيتجوز حد. راح الملك قاله يا تتجوز يا تطلع برا المملكة. وطبعًا الأمير اختار الاختيار الأخير وخرج برا المملكة.
وقتها البنت تعبت من حابسها في الكوخ، قررت إنها هتسناه على باب الكوخ.
ومعاها عصاية كبيرة، وأول ما يدخل من الباب هتضربه بيها وهتهرب. وفعلا حصل زي ما توقعت، جه الأمير وهي ضربته بالعصاية وجت تهرب. سمعت صوت الأمير بيتألم، وقتها حست بوجع في قلبها وكأنها اتجمدت ومش عارفة تمشي. محستش بنفسها غير وهي بتروح تعالجه وتقعد جنبه، بتعالجه وبتنيمه على السرير.
بتقرر إنها هتمشي وهو فاقد الوعي ومش حاسس بحاجة جنبه. قبل ما تمشي فضلت تحفظ ملامحه في ذاكرتها، متنكرش إنها حبته بس مينفعش تحب أمير وهي بنت فلاح. بترفع إيديها بتحطها على جبينه، بتلاقيه بيطلع نار. نفضت إيديها من على جبينه من شدة السخونة، وقتها قررت تستنى شوية لحد ما الحرارة تنزل ووقتها تمشي.
بتروح تجيب مياه وقماشة وبتعمله كمادات. عملتله الكمادات ونزلت الحرارة شوية، وهي من تعبها نامت جنبه. تاني يوم صحي هو على أشعة الشمس، بيقوم بألم من وجع راسه. بيحط إيديه على جبينه بيلاقي قماشة عليه، بيبص جنبه بيلاقي وعاء فيه مياه، وهي نايمة رأسها على طرف السرير وباقي جسمها على الأرض. بيشيلها وبيحطها على السرير، بتفوق هي وقتها وبتخاف وبترجع لورا. بيحاول إنه يطمنها بس هي فضلت قلقانة برضو.
وقتها بيحكيلها كل حاجة من مشاعره وطرده برا المملكة علشان اختارها. بتفرح هي علشان اتأكدت من مشاعره ناحيتها، وبتزعل عليه بسبب حرمانه من حقه كأمير. وبتحاول معاه يرجع المملكة وأنه أمير مينفعش يحب حد من الفلاحين، لازم يحب ملكة زيّه ومن مستواه، بس هو بيرفض وبيفضل معاها. بيتجوزها وبيعيشوا مع بعض في نفس المكان اللى شافها أول مرة. وتعرف كمان بنى ليه كوخ موجود هنا.
عدة شهور عايشين في حب، بتكتشف وقتها خبر حملها. بتفرح وبتروح تحكيله، وهو زي ما يكون لقى كنز فرح جدًا للخبر دا. بس للأسف بيوصل الخبر للملك وبيقرر يبعت جنود يقتلوا البنت دي علشان الأمير يرجع لطوعه تاني. بيخرج الأمير برا الكوخ راح يصطاد ويجبلها أكل. بيعدي على خروج الأمير ساعة، وقتها بيوصلوا جنود الملك للكوخ بيكسروا الباب وبيدخلوا. بتخاف هي منهم وبتخرج من الباب الخلفي للكوخ، بيجروا وراها وهي كانت بتصرخ بأسم الأمير.
وقتها بيسمع الأمير صوتها بيجري بيحاول يوصل لمصدر الصوت. بيقدروا يمسكوها بيرموا سهم جه في بطنها، صرخت بأعلى صوتها من الوجع. جه الأمير شافها كدا وشاف سهم تاني جاي ناحيتها، بيجري يحضنها قبل ما تقع وقبل ما السهم يجي فيها. وقتها السهم دخل في نص ضهره، وقعوا هم الاتنين في أحضان بعض وماتوا.
وقتها الملك لما عرف بموت ابنه الأمير دخل في حالة انهيار. وقتها اخو الملك قرر أنهم يخوفوا أهل القريه بأن في هنا أشباح، وممكن تقتل اي حد يقرب من المكان. وفعلا طلعت الإشاعة دي، ومن وقتها محدش بيجي هنا في الغابة.
وائل:
- طيب وهم ليه عملوا كدا؟
ملك:
- علشان محدش يعرف بموت الأمير وإزاي مات.
وائل:
- طيب وأنتِ عرفتي دا كله منين؟
ملك وهي بتخرج من شنطتها دفتر:
- دا دفتر البنت كانت بتحكي فيه عن حياتها مع الأمير، وقتها فضلت أبحث عن اي معلومة عنهم، وقدرت أوصل وقتها لسبب موتهم.
وائل:
- شكلك بتحبي التاريخ والقصص والمغامرات.
ملك:
- دول العشق.
وائل:
- طيب إيه، مش هننزل؟
ملك:
- أكيد طبعًا، يلا بينا.
بتنزل ملك ووائل،
تعرف انك لو متعصب أو زعلان لو جيت ومسكت حجر ورميته بكل قوتك لاقصى مكان في النهر هترتاح
وبتاخد مفرش تفرشه على الأرض، وبتنام عليه، وبتبص للسماء. بيعمل زيها وائل وبينام. بتبص على الغيوم ملك:
- شايف الغيمة دي عامله زي الكوخ.
وائل وهو بيشاور على غيمة تانية:
- واللي هناك دي شبه الفرشة.
بتضحك ملك وبتقول:
- شكل الفراشات مأثرة أوي معاك من ساعة آخر وقعة.
بيضحكوا هما الاتنين، وبيفضلوا على الحال دا لقرب الليل.
تاني يوم فاق وائل وجهز نفسه، وقبل ما يمشي بيدور عليها عايز يودعها قبل ما يمشي بس مش بيلاقيها. جت في باله أنها ممكن تكون راحت المكان المفضل بالنسبة لهم، بيروح هناك وفعلا زي ما توقع شافها نايمة على الأرض ومغمضة عينيها. بيروح ينام جنبها.
وائل:
- حلوة أوي الغيمة اللى هناك دي، شبه ملوكة.
بتفوق على صوته ملك:
- أنت هنا يا وائل؟ مش المفروض هتمشي؟
وائل:
- مقدرتش أمشي قبل ما أودعك.
بتقوم ملك تقف عند النهر، بيقوم وراها وائل:
- ليه مجتيش تودعيني؟
بتبكي ملك، بيخاف وائل وبيسألها:
- مالك بتعيطي ليه؟
ملك:
- مش بحب الوداع.
بيمسح دموعها وبيقول:
- علشان كدا أنتِ هنا صح؟ أنتِ بتقولي لما بتكوني زعلانة أو مدايقة بتيجي هنا.
ملك:
- معاك حق، أنا فعلا زعلانة جدًا إنك هتمشي.
وائل:
- والله وأنا أكتر، لو عليا مكنتش همشي واسيبك.
ملك:
- هتوحشني.
بيفرح جدًا وائل بكلمة دي:
- وأنتِ أكتر.
بتطلع ملك الدفتر الي كان بيحكي عن قصة الأمير وبتعطيه ل وائل
ملك
- تعرف يا وائل أن دا المكان المفضل عندي، وأنت الصديق المفضل عندي برضو. عايزة المكان دا يشهد على صداقتنا.
وائل:
- وأنتِ عايزة تعملي إيه؟
بتاخده ملك ناحية الشجرة اللى فيها الفراشات، وبتنحت على الشجرة اسم وائل وملك. بياخد منها وائل الحجر الصغيرة اللى في إيديها، وبيحاوط الاسمين بقلب. بتبصله ملك وبتقول:
- هفضل مستنياك يا وائل هنا، في مكان صداقتنا. متتأخرش يا وائل.
وائل:
- مش هتأخر عليكي أبدًا يا قلب وائل.
بيمشي وائل، بس بتوقفه ملك:
- وائل.
بيلف ليها وبيبصوا لبعض فترة، بعدها بيجروا هما الاتنين على بعض وبيحضنوا بعض. بيسيبها وائل وبيمشي، وهي بتمشي وراه، بتشوفه راكب العربية وماشي. الدموع بتنزل من عينيها، وهو بيشاور ليها إنها تمسح دموعها وتبتسم، وهي بتعمل زي ما بيقولها. بيمشي وائل، وكان بيتكلم معاها كل يوم من التليفون الأرضي بتاع جدتها.
في مكان في أستراليا، صلاح:
- متخافيش يا هدى، بنتك هتيجي وهتعيش معانا هنا وهتستقر هنا معانا. أنا هبعت أجيبها هي وأمي، بس أنتِ قومي بخير.
هدى:
- أوعدني يا صلاح، لو مت تخلي بالك من ملك ومتسيبهاش لوحدها.
صلاح:
- هتكوني بخير، وبلاش الكلام دا.
هدى:
- علشان خاطري يا صلاح، أوعدني.
صلاح:
- بوعدك.
عند ملك، بتحكيلها جدتها أن مامتها تعبانة ولازم تروح تزورها. بتوافق ملك وبتقرر تسافر مع جدتها وترجع تاني، بس المسكينة متعرفش أنها هتسافر ومش هترجع تاني.
بتعدي سنة بيحاول فيها وائل يتصل بيها على ملك بس مفيش حد بيرد. بيجي اليوم اللى هيسافر فيه القريه. بيوصل القريه وبيروح مكانهم المفضل بس مش لاقيها. بيوصل بيت جدتها وبيدخل وببخبط بس مفيش حد بيرد. سأل عنهم حد من جيرانهم، وقالوا له أنهم سافروا من سنة لأستراليا ومش راجعين تاني.
زعل وائل جدًا من الخبر وانهار، بس كان عنده يقين أنه هيرجع يشوفها تاني وهتيجي تقابله. بيعدي عشر سنين من الموقف دا، بيكون واقف على النهر وماسك حجر في إيديه، بيفتكرها لما كانت بتقوله لو حسيت إنك مدايق امسك حجر وبكل قوتك ارميه لأقصى حاجة في النهر. كان بيعمل كدا، مسك أكتر من 100 حجر بس النار اللى في قلبه لسه قايدة.
صرخ وائل باسمها:
- ملكككككككك.
بتنقسم الشاشة بين وائل اللى بينادي عليها وبين ملك اللى لفت مرة واحدة حاسة كان في حد بينادي عليها.