![]() |
رواية أسيرة أحلامي الفصل العاشر بقلم اسماء علي
_ غيث!
رجعت خطوتين لورا،
وسندت إيدي علي الحيطة..
أنا واعي،
واعي لکل کلمة إتقالت وبتتقال..
بس جملة "المريضة حالتها بتسوء أکتر عن اللازم".. خلتني أفقد توازني..
_ خير،
خير إن شاء الله.
کلمات همست بيها لِ نفسي عشان أطمنها..
_ غيث!
حركت نظري لِ صاحب الصوت..
_ سليم!
قلتها بصوت اقرب للهمس.
قرب مني بهدوء،
وحضني، وقال بصوته الرخيم:
_ شِدَّ حيلك يا صاحبي..
عارفك جامد، وإن شاء الله هتعدي وهي معاك.
_ إن شاء الله يا سليم!
_ شِدَّ حيلك يا غيث، وإن شاء الله تقوملك بالسلامة.
_ إن شاء الله يا صهيب، وتسلم يا صاحبي.
_ واجبي يا غيث!
إبتسمت له بإمتنان..
لمحت أنطوان في آخر الممر،
کان ملامحه غضبانه وباين عليه العصبية..
_ ماله ده؟
قلتها لِ صهيب، وأنا بشاور علي أنطوان بنظري.
لف بنظره لِ مكان ما شاورت،
وبصيلي وقال بضيق:
_ إسکت متجبليش سيرته.
ضحكت بخفة، وقلت:
_ عمل إيه تاني؟
_ كُنا هنعمل حادثه بسبب أهله!
_ ده الطبيعي يا صهيب، ميكونش أنطوان لو ما عملش مصيبة.
_ قطيعة!
قالها بضيق ولامُبالاه..
ضحكت أنا وسليم علي صهيب،
قرب أنطوان مننا، وقال بهدوء ليا:
_ كيف حالك غيث؟
_ بخير أنطوان.
قلتها بهدوء ونبرة ألم.
قرب مني وحضني، وقال بهدوء:
_ ستمر يا صديقي، ستمر.. لا عليك.
بادلته الحضن، وقلتله بحُزن:
_ أتمني يا أنطوان، أتمني.
_ ستکون بخير ياصديقي، لا تقلق.
_ مش قلقان!
أنا مرعوب!
حسيت بإيد علي كتفي،
کان سليم..
ضغط علي كتفي بإطمئنان،
وحسيت بإيد تانيه علي الكتف التاني،
کان صهيب..
إبتسم بإطمئنان.
أنا محظوظ بجد،
عندي صحاب بالدنيا،
مش مخليني شايل هم حاجه،
بيواسوني في عز همومي،
بيحاولوا يرسموا إبتسامتي بأي طريقة،
بيطمنوني وبيقفوا جانبي..
عارفين وجودهم أهم حاجة في الدنيا، صُحبة صالحه، وصُحبة رزق، وصُحبة دايمة، وعلي الحلو والمُر مع بعض..
_ ماذا قال يا صهيب لِ تضع يدك إنت وسليم هكذا؟
_ متكلمنيش!
قالها وهو بيشاور بإيده بضيق.
_ ماذا تقصد بهذه الحركه يا صهيب؟
_ لا شئ أنطوان، فقط إتركني وشأني.
_ کيف تتكلم معي هكذا أيها الحقير؟.
_ کما أتکلم مع الجميع!
قالها صهيب ببرود..
_ وأنا لست کالجميع يا صهيب!
قالها أنطوان بضيق..
_ ماشي، ماشي.
_ إنت مطرود يا صهيب!
_ لولولولولولي!
أقسم بالله أحسن خبر سمعته في حياتي.
ضحكت أنا وسليم جامد،
وأنا بيوزع نظره بإستغراب..
وزعت نظراتي علي المکان بحزن، وقلت:
_ هم يبكي وهم يضحك.
قاعد أضحك في الموقف ده، مفيش من الأحمر خالص..
إفتكرت عائشة وهي بتقولي الکلمة دي علطول..
وحشتني في الکام ساعه دول،
قلبي بيقول أنها هتكون بخير،
وهترجع معايا كمان..
في نفس الوقت طلعت الدكتورة من العمليات..
قمت بسرعه وقلت:
_ ها يا دكتورة؟ عائشة كويسة مش كده؟
_ إهدي يا أستاذ غيث!
المدام عائشة كويسة، بس الحادثة کانت شديدة بعض الشئ علي دماغها عشان كده نزفت كتير، بس أحب أطمنك أنها بخير وهي حاليا بترتاح.
_ ممکن أشوفها؟
_ مش دلوقتي.. حاليا الممرضات هيدخلوا ينقلولها دم، وياريت تکونوا لقيت ذمرت دمها لأنها نادرة جداً.
_ أيوة لقينا.. سليم طلع ذمرته شبها.
قالها صهيب بهدوء، وهو بيتقدم مننا.
_ التنائج طلعت؟
_ أيوة يا سليم، وإنت الوحيد اللي طلعت إيجابي.
_ کويس أوي..
إتفضل يا أستاذ سليم مع الممرضة عشان تأخد منك الدم.
قلتها الدكتورة بهدوء لسليم.
هز رأسه بهدوء، وحط إيده علي كتفي، وإبتسم بلطف ومشي.
_ ينفع تروح معايا؟
_ مفيش مشکلة، بس من رأئي تفضل هنا النهارد وبكرة لو بقت أحسن تتقدر تخرج وتروح مع حضرتك.
_ تمام شكراً يا دكتورة.
هزت رأسها بلطف، وقالت:
_العفو!
ده واجبي.. هستأذن أذن!
_ إتفصلِ!
مشت..
لقيت حد ماسك رجلي..
_ يزن!
کان بيعيط،
ودموعه علي خده..
شلته..
وقعدت علي أقرب كرسي، وأنا بقول:
_ بتعيط لي يا حبيبي؟
_ عائشة يا غيث!
_ عائشة بخير يا حبيبي، وهتروح معانا بكره كمان.
_ بجد يا غيث؟
_ بجد يا عيون غيث!
وبعدين كفايا عياط ودموع يا حبيبي، عائشة لو کانت هنا مكنتش هتحب تشوفك كده.. صح؟
_ صح!
_ يبقي نمسح دموعنا، وندعلها.
قلتها وأنا بمسح باقي دموعه..
_ ألف سلامه عليها يا غيث.
_ الله يسلمك يا مريومه.
_ طمني الدكتورة قالت إيه؟
_ قالت أنها كويسة بس بترتاح، وممكن بالكتير تخرج بكره.
_ طب الحمدلله يا حبيبي، ربنا يقومهالك بالسلامه.
تممت علي دعوتها..
_ غيث حبيبي حمدلله علي سلامتها.
_ الله يسلمك يابابا.
_ وهي عامله إيه دلوقتي يا حبيبي؟
_ الحمدلله الدكتورة قالتلي أنها بخير، إدعلها تقوم بالسلامه ياماما.
_ من غير ما تقول ياحبيبي، دي بنتي!
إبتسمت لها بإمتنان..
بعد شوية..
مشت مريم والعيلة بعد جدال طويل،
ويزن اللي مكنش راضي يروح،
وبابا اللي كان مصمم يقعد معايا..
قاعدتهم ملهاش لازمه،
غير كده أنا موجود ومعايا،
سليم وأنطوان وصهيب،
الناس الكُباره دول..
سليم خلص وجه وأنطوان وصهيب جم قعدوا جانبنا..
فضلنا طول الليل مع بعض،
مابين خناق صهيب وأنطوان،
وصراخ أنطوان بسببي،
وضحك سليم علينا طول الليلة..
کنا حلوين أوي..
صحبه بجد..
سند وضهر حقيقي لبعض..
أنا يا بختي في صحابي..
^^^^^^^^^^^^^^^^
_ عائشة!
كنت واقف علي باب الأوضه بتاعتها..
_ تعالي يا غيث!
فتحت الباب ودخلت..
إبتسامه جميلة علي وشها،
ملامحها باهته بس مميزة،
باين عليها التعب والإرهاق،
ودماغها ملفوفه بشاش..
_ آه لو تعلمين کم إشتقتُ لكِ يا أميرتي.
قلتها بإشتياق ليها ولملامحها..
_ کم يا تُريٰ؟
_ إليٰ درجه أنني کُنت سأموت يا غزالتي.
_ بعد الشر عليك يا عم.
_ وحشتيني يا عائشة.
قلتها بعد ما قربت منها،
وأخدتها في حضني..
دفنت رأسي ما بين كتفها ورقبتها،
وأنا بحاول أشم ريحتها،
بحاول أشبع منها..
_ غيث!
_ إمم!
_ عايزة أروح!
_ حاضر يا حبيبتي اللِ تؤمريه.
_ طب يلا!
بعدت عنها، وقلت:
_ هبعتلك الممرضة تساعدك عشان تغيري هدومك، عبال ما أخلص الإجاراءت.
_ إشطا!
إبتسمت بحب،
وقربت طبعت قبلة علي جبنها..
ومشيت..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
بعد إسبوعين من خروج عائشة..
إسبوعين راحه وعناية..
إهتمام وأوامر مُجابة..
کانت متهيصة بس مكنتش مبسوطة بالقعدة والمرض..
_ يا غيث خلاص.. أنا شبعت واللهِ.
_ طب خدي آخر قطمه!
_ مش قادرة واللهِ، مفيش مکان في بطني.
_ علفكرا أکلك مش عاجبني!
_ مش عاجبك إزاي يا غيث وإنت بقالك ساعه قاعد تزغطني!
ضحكت علي جملتها، وقلت:
_ أزغطك؟
_ آه واللهِ.
_ خلاص يا عائشة هانم، بما إنك قلتي إنك شبعتي.
_ الحمدلله.
إبتسمت ليها بلطف،
بادلتي نفس الإبتسامه، وقالت ببراءة:
_ أنا ممكن اطلب منك طلب وهتنفذوهي؟
_ سمعاً وطاعه أميرتي!
_ عايزة أخرج، أتفسح يا غيث.
_ بس..
_ ونبي يا غيث!
_ حاضر يا نن عين غيث.
_ أعععع!
أحلي غيث كده كده.
قالتها وهي بتحضني بفرحه وحماس.
إبتسمت وبادلتها الحضن، ضمتها ليا جامد..
بعد ساعة..
کنت واقف قدام المرايه بتمم علي هيئتي..
خرجت عائشة من أوضة الهدوم...
لابسة فستان بيبي بلو واسع وطويل ومحتشم، مع حجاب بنفس اللون طويل مداري نص ضهرها وستِرها من کل النواحي، وكوتشي أبيض وباج صغير وشيك أوي..
_ طب أعمل إيه في الجمال ده طيب؟
ضحكت بخفة، وقالت:
_ دي عيونك يا غيث!
_ ما إنتِ عيوني.
_ مش يلا بينا.
ضحكت..
وقربت مسكت إيدها،
وفتحت الباب ونزلنا..
مع نزولنا.. کان سليم داخل من باب البيت..
کان بيبص لعائشة بنظرات غريبة،
إتقدمت منه وقلت بجدية:
_ في إيه يا سليم؟
_ عايزك في حاجه مهمه!
_ دلوقتي؟
_ آه ومش هينفع تتأجل!
_ طب إسبقني علي أوضة المكتب.
بصيلي وبعدين بص ل عائشة،
وإتحرك من قُدامنا..
_ عائشة إستنيني هنا دقيقة ورجعلك.
هزت رأسها بهدوء، وراحت قعدت علي السلم..
ضحكت عليها بيأس،
ورحت لسليم..
_ خير يا سليم؟
_ هي عائشة مراتك منين؟
_ من الصعيد.. لي؟
_ لحاجه مهمه جداً هتفرق معايا!
_ مش فاهم!
_ هي إسمها "عائشة علي المنشاويٰ".
_ إمم!
_ 21سنه؟
_ إمم!
_ مهندسة معمار؟
_ إمم!
بتكلم بهدوء تام،
الهدوء اللِ قبل العاصفة..
_ هقولك حاجه کُنا بندور عليها من سنين!
_ إيه؟
_ إن عائشة مراتك هي نفسها عائشة أختي!!
_ نعم