رواية أسيرة أحلامي الفصل الحادي عشر 11 بقلم اسماء علي


رواية أسيرة أحلامي الفصل الحادي عشر بقلم اسماء علي

_ عائشة مراتك هيا نفسها عائشة أختكَ!! 


_ نعم؟؟ أختك؟؟ إزاي؟؟ 


_ زي الناس!


_ إنت هتهزر؟ 


_ يا عم والله هي، کل الخيوط بتودي ليها. 


_ عرفت إزاي؟ 


_ فاکر لما قولتلك أني لقيتها في إسكندرية؟ 

رُحت أنا تاني يوم المکان اللِ كانت قاعده فيه ملقتهاش، وبعد يومين عرفت أنها نزلت القاهرة بس لما دورت عليها هنا خدت وقت عبال ما عرفت مکانها، ولسوء حظي ملقتهاش هناك وكمان هي مسبتش المكان لأن کل حاجتها کانت هناك، فضلت أروح کام يوم ورا بعض لعلي ألاقيها.. بس کانت إختفت، ولما سألت عرفت أنها عندها محل ورد، ونفس النظام کان مقفول.


_ وبعدين؟ 


_ عرفت أن إبني عمي " ياسر " عرف مکانها ووصل ليها، دورت عليها كتير ملهاش آثر.. بس الحادثة اللِ حصلت مع عائشة وضحت کل حاجه بالنسبالي. 


_ طب سؤال هي لي کانت بتهرب من مکان لمکان؟ 


_ عشاني عمامي أكيد کان بيدوروا عليها في کل مكان. 


_ إممم! 


_ قوم خليني أطلع أقولها! 

قالها بلهفه وحماس ظاهرين علي ملامحه. 


_ طب ولو مطلعتش هيا؟ 

قلتهاله بخُبث. 


_ تفائل بقي يا غيث، تفائل الله يخليك أنا مصدقك لقيت أمل أمسك فيه من جديد. 

قالها بألم وحُزن.. 


قربت منه، وحطيت إيدي علي کتفه وقلتله: 

_ إطمن.. هي! 


_ إحلف؟ 


_ واللهِ. 


_ إزاي عرفت إن هي؟ 


_ هو أنا مقولتلكاش إن اليوم اللِ إتحوزت فيه عائشة کان نفس اليوم اللِ ياسر إبن عمك کان هناك؟ 

قالتها بصدمه مزيفة.. 


بصيلي بسخرية وقالي: 

_ لا مقلتليش. 


_ يقطعني! 


ضحك سليم وقال: 

_ يخربيتك يا غيث. 


_ بلاش تقول الكلمة دي؟ 


_ لي؟ 


_ عائشة قالتلي مرة أنه حرام نقولها، لأنها کلمه مش لطيفة أصلا. 


_ حبيبة أخوها اللِ رافعه رأسه دايما. 


_ عارف يا سليم لو قربت من عائشة هعمل فيك إيه؟ 


_ لو قربت منها إزاي يعني؟ 

قالها بعدم فهم وإستغراب علي ملامحه. 


قربت منه وکانت عيني في عينه، 

ونظراتي کانت کلها تحدي، وقلت: 

_ يعني مفيش أحضان ولا تلزيق ولا کلام فاضي من ده.. عشان أقسم بالله هنفخك. 


ضحك سليم جامد، 

وهو بيرجع بضهره لورا، وقال ببرود: 

_ هعتبر نفسي مسمعتش حاجه، هعمل أطرش. 


مسكته من لايقة التي شيرت، وقلت: 

_ متخلينيش أخفيها عنك، وإنت عارف إن أنا أقدر أعمل كده! 


_ أعلي ما في خيلك أركبه! 

قالها ببرود وهو بنزل إيدي، 

إتحرك مشي قدامي.. 


إبتسمت بخُبث، وقلت بتسلية: 

_ هو اللِ قال أعلي ما في خلي أركبه.. يتفرج بقي.. 


ولحقته بهدوء.. 


کانت قاعده علي السلم، 

وماسكه التلفون في إيدها، 

وبتقرأ حاجه.. حيث إنها کان تاخد نظره وهي بتقرأ حاجه من التلفون ثم بترددها وهي بتبص علي اللاشئ.. 


إتقدمت ليها، 

حست بيا.. 

رفعت عينها بسرعه، 

وإبتسمت بلطف وهي بتقوم: 

_ أخيراً! 

  ده أنا بدأت أخلل من کُتر القاعده. 


خطفت نظرة لسليم، 

کان بيبصلها بتركيز، 

وعيون مليان حُب وشوق.. 


إبتسمت، وقلت لِ عائشة بهدوء: 

_ معلش يا ست عائشة، وعشان التأخير أنا جيبلك معايا هدية هتفرحك أوي! 


_ إيه هي؟ 


_ أخوكِ! 

بصيتلي بصدمه، 

وإبتسامتها بدأت تتلاشي، 

وملامحها بدات تتخشب، 

وعيونها بدات تکون دموع. 


_ سليم! 

قالتها بهمس خفيف. 


قربت منها، وقلت بحنان: 

_ آه يا حبيبي، سليم أخوكِ. 


ده کله وهي مش عارفه أن سليم اللِ بنتكلم عليه هو نفسه سليم اللِ واقف قدامها.. 


_ فين؟ هو.. هو فين؟ 

قالتها بإرتعاش ودموع.. 


_ أنا هنا. 

قالها سليم بشوق وإبتسامه هادية.. 


بصتله بعدم تصديق، 

وبعدين بصيتلي بعدم فهم وحيرة، 

کأنها بتقولي " فعلا ده سليم ".. 


هزيت رأسي ليها بإيجاب، 

مع إبتسامه ثقه.. 


نزلت من علي السلم، 

وقربت من سليم بخطوات بطيئة.. 


_ سليم! 


_ أيوة سليم يا عيشه! 


_ عيشه برضو يا سليم؟ 

قالتها بضحك ممزوج بدموع، 

دموع فرح وشوق وحب.. 


_ هتفضلي عيشه قلبي علطول يا بنوتي. 


_ وحشتيني أوي يا سليم. 


_ وإنتِ کمان يا عيون سليم، وحشتيني أوي. 


_ إستنيٰ إنت رايح تعمل إيه؟ 

قلتها بضيق، وأنا شايف سليم هيحضن عائشة.. 


قربت منهم ووقفت قدام عائشة، وقلت: 

_ مفيش أحضان ولا تقرب منها! 


_ إنت عبيط ياض! دي أختي!! 


_ مش بتاعتي دي! 

  أختك.. أمك.. خالتك.. ميخصنيش. 


_ إبعد وعدي ليلتك يا غيث! 


_ مش هبعد! 

قلتها بإستفزاز لِ سليم. 


_ في إيه يا غيث؟ 


_ مفيش يا عائشة! 


_ لا فيه.. مش عايزني أحضنك يا عائشة، مش عايزني أحضن أختي بعد غياب سنين! 


_ حتي لو قرون! 


_ إيه يا غيث! ده سليم أخويا عادي يعني.. 


_ إبعد بقي هي قالت عادي أهو! 


_ لأ.


_ أوووووف! 

  يا عم ربنا يأخد الظالم. 


_ آمـــــــين! 

ضحكت عائشة جامد، 

خطفت نظرة لِ سليم لقيته بيبتسم بحب وهو بيبصلها، 

وأنا بصتلها بحب وفرحه لفرحها.. 


بتضحك من قلبها.. 

عارف انها يمكن عاشت ماضي مش كويس، 

عاشت سنين من أخ ولا أب ولا أم تتحاميٰ فيهم.. 

عاشت لوحدها وقدرت إنها تنجح.. 

قدرت تحافظ علي نفسها وعلي شرفها بالرغم الظروف اللِ مرت بيها.. 


معرفش کل حاجه عن قصتها هي وسليم.. بس عارف إنها تعبت جداً في حياتها.. 


وجه الوقت اللِ لازم نعوضها أنا وسليم.. 

لا بلاش سليم.. 

أنا بس.. 


^^^^^^^^^^^^^^^^


_ عائشة إحكيلي کل حاجه من ساعت ما مشيت من البيت! 

قالها سليم بهدوء وهو قاعد جانبها. 


خطفت نظرة ليه، 

وبعدين ليا وأخدت نفس عميق

وخرجته بقوة، بيدل علي مدي الألم اللِ شيلاه. 


_ أول لما جدو أخدك وسفرك برة عشان تتعلم هناك، مع أن بابا کان رافض حاجه زي دي بس إنت عارف قرارت جدك عند بابا إزاي... کانت الحياة ماشية طبيعية جداً وبعد ما مرت حوالي أربع سنين علي سفرك، جه اليوم اللِ توفي فيه جدك ومن ساعتها والقيامة قامت في البيت، إنت مكنتش تعرف بالخبر طبعاً لأن جدك الوحيد اللِ کان بيكلمك ويخلينا نكلمك وغير كده هو اللِ کان بيوصلك أخبار البيت وکل حاجه هنا، حصل صراع ما بين أعمامك علي الورث وکلهم کانوا باصين لبابا في الورث بتاعه.. إزاي هو الصغير وياخد زيهم، ف بابا عشان يتلاشاهم قرر إننا نطلع من البيت وننقل القاهرة.. ولکن يوم ما کنا في طريقنا للقاهرة عملنا حادث بسبب إن الفرامل کانت بايظة.. بس للأسف بابا وماما کانوا ضحايا الحادث... 


سكتت وهي بتغمض عنيها بألم، 

ودموعها بتنزل علي خدها بغزارة. 


قرب سليم منها وحضنها بحنان، وقال بنرة حزينه: 

_ إهدي يا حبيبي.. 


كملت عائشة بنفس نبرتها السابقة، وقالت: 

_ لما فُقت من الغيبوبه اللِ أنا فيها، عرفت بالخبر ده ودخلت في صدمه ومكنتش بتكلم خالص، کُنت حاسه إني وحيده ومكنتش عارفه أعمل إيه.. بس لسوء حظي تاني يوم لقيت عمامك في المستشفي جاييين يا خدوني، رُحت معاهم ما أنا مليش غيرهم دلوقتي، لعبوا دور الحنيه عليا لمده شهر ولما قالولي أتجوز ياسر إبن عمك رفضت، ومن وقتها وهما قالبين عليا.. حبسوني في المخزن تحت وقالولي لو مش برضاكِ يبقي غصب عنك، مكنوش بيجبولي أكل غير کل کام يوم، حاولت أهرب أكتر من مرة معرفتش.. بس يوم الفرح! 


_ إيه اللِ حصل؟ 

قلتها بلفهه.. 


بصيلي بهدوء وقالت: 

_ فهد ساعدني وهربني من هناك. 


_ مين فهد؟ 


_ عاشق أختي عائشة! 

قالها سليم بسخرية. 


_ سليم! 

قالتها عائشة بصرامه، 

وهي بتبصله بحده. 


_ إيه يا عائشة مش عايزاني أعرف؟ 


_ لا مش كده، بس الموضوع خُلص ملهوش لازمه.. 


_ طب كملي! عملتي إيه بعد ما هربتي؟.. 


_ ياااااه يا سليم! 

  ده أنا من بعد ما خطيت رجلي بره الصعيد وأنا بتمرمط، بس ركبت اول قطر قابلني وللاسف کان رايح بني سويف، عمامك عرفوا مكاني بعد شهرين.. ف هربت ومن وقتها بقي وأنا بهرب من هنا لِ هناك.. 


_ لي هربتي؟ لي متجوزتيش ياسر؟ 


_ عشان هما کانوا هيقتلوني بعد ما أتجوزه، هما مش عايزين أنا يا غيث هو عايزين الورث! 


_ إيه القرف ده؟ 

قلتها بإشمئزاز وضيق.. 


_ طب لي محاولتيش تتصلي بيا يا عائشة؟ 


_ حاولت أعرف رقمك بس معرفتش! 


_ کان مع جدو بس! 


_ للأسف! 

  وغير كده عمامك محولُش يقلولك علي المواضيع دي لأنهم عارفين إنك هتنزل.. 


_ لاعبوها صح ولاد *****


_ طب لي ما حاولوش يقتلوك إنت يا سليم؟ 


_ لإنهم عارفين إنهم مش هيقدروا عليا، وغير كده عائشة هتكون لقمه سهله بالنسبالهم يعرفوا يلوا دراعي بيها. 


_ إممم! 

  عيلتكم تِعر الصراحه. 

قلتها بسخرية مُضحكه. 


_ ومافيش بعدها صراحه وربنا. 

قالها سليم بمرح.. 


_ بس الحمدلله إدينيٰ إتجمعنا تاني يا سولي. 


_ سولي؟ 

قلتها بتشنج من كلمتها.. 

ضحك سليم وقال بإستفزاز: 


_ الحمدلله لله يا عيون سولي. 


_ قوم ياض روح! 


_ حاضر من عنيا! 

  يلا يا عائشة! 


_ خدك يا عين أُمك.. عائشة مين اللِ يلا. 


_ عائشة أختي! 


_ أصدك مراتي. 


_ هي أختي قبل ما تكون مراتك. 


_ إتمسيٰ يا سليم، وعدي ليلتك اللِ خلفوك دي علي خير. 


_ مش لما تعديها إنت الأول! 


_ عائشة مش هتطلع من هنا! 

  فعشان كده خُد الباب في إيدك. 


ضحكت عائشة، وراحت تقعد علي السلم بيأس، وقالت: 


_ وإديها قاعده!!!! 


^^^^^^^^^^^^^^^


كومنت لطيف زيك عزيزي القارئ

رأيك يهمني وهيدعمني إني أكمل.


عايزة تطفل بقي.. 

الفصل الثاني عشر من هنا


تعليقات