رواية انتقام وعشق الفصل الحادي عشر
وقفنا عند كلام روزلي في الفلاش باك
نرجع بقى من الفلاش Back
خديجة وقفت قدام رضوى بابتسامة مصطنعة…
خديجة بإصطناع:– رورو حبيبتي، إيه مش هتسلمي عليا ولا إيه؟ هو أنا موحشتكيش؟
رضوى بكذب ظاهر:– لا طبعًا… ودي تيجي! وحشتيني طبعًا يا خديجة.
قربت منها خديجة وحضنتها… حضن بارد مافيهوش أي دفء، مجرد ستار يخفي سمها.
قربت من ودنها، وهمست بكلمات زي الخنجر… محدش سامعها غيرها:
خديجة بهمس:– أكيد وحشتك يا خطافة الرجالة… يا رخيصة. بس استني عليا، وهتشوفي أنا هعمل فيكي إيه. وحيات السنين اللي عدت، هتبقى لعنة فوق دماغك… يا حقيرة.
بعدت عنها، وابتسامتها لسه على وشها كأنها ملاك… لكن رضوى كانت شاحبة، ملامحها أقرب للموت.
خديجة تجاهلتها تمامًا… راحت ناحية روزلي وحازم وميار، مسكت إيديهم بحنان مصطنع ووقفت قدام دولت وباقي الستات.
خديجة بحب مفتعل:– ماما دولت… دول ولادي.
بصي كده لروز، كبرت وبقت شبهك قمر… وده حازم، ودي ميار… دول اللي طلعت بيهم من الدنيا، وضهري وسندي.
دولت بدموع وحنين:– روزان… روح قلب تيتا، تعالى ف حضني يا روحي.
روزلي كانت عايزة ترفض، بس دموع مامتها ونظرة جدتها كسرت قلبها.
اتحضنت جوة حضنها… إحساس غريب لأول مرة تحس بيه، دفء بيطمنها… لكنها بسرعة تراجعت، ورجعت وقفت جنب ميرال، عينها معلقة بوالدها.
…
في الجنب التاني، حازم وميار كانوا بيسلموا على جدتهم وزوجات أعمامهم.
منال قالت بفخر:– دي بقى ماسه بنتي.
خديجة بابتسامة:– طبعًا فاكراها… ما شاء الله كبرت وبقت زي القمر. تعالى في حضني يا قلبي.
ماسه بابتسامة بريئة:– إزيك يا طنط خديجة؟
خديجة:– كويسة يا روح قلبي.
بصت خديجة ناحية البنات التانيين:– ومين دول بقى يا منال؟
منال:– دي إيلين بنتي الصغيرة… ودي مليكة مرات ابني… أما دي بقى–
رضوى قطعت الكلام بسرعة وحضنت مرام:– ودي بنتي يا خديجة.
خديجة بدهشة مصطنعة:– إيه ده! إنتي عندك أولاد يا رضوى؟ ما شاء الله.
رضوى باستفزاز:– أيوه، دي مرام بنتي من إبراهيم… واللي جاي هناك يبقى ابني جاسر.
خديجة ببرود يجلط:– بجد؟ ربنا يخليهم لكِ ويحفظهم… طب مش هتعرفينا عليهم يا رورو؟
سعاد بسرعة:– طبعًا هيتعرفوا عليكي. يلا يا مرام، سلمى على طنط.
مرام بخجل:– أهلا بحضرتك يا طنط خديجة.
خديجة بابتسامة رضا:– أهلا يا حبيبتي.
سعاد ندهت:– جاسر! تعالى سلم على طنط خديجة.
… أول ما جاسر سمع الاسم، اتصنم.
وشه اتبدل، ونبض قلبه وقف.
هل دي… هي نفسها خديجة اللي كانت مرات أبوه؟
جاسر بصوت متردد:– مين حضرتها؟
الكل سكت، لحد ما رضوى ردت بخبث مقصود:– دي خديجة… مرات بابا زمان.
جاسر بصدمة وفرحة مدفونة:– بجد! أهلا وسهلا يا طنط خديجة… اتشرفت بيكي جدًا.
في اللحظة دي، روزلي قالت إنهم لازم يمشوا.
لكن جاسر اتسمر وهو بيبص في عيونها… نفس النظرة اللي شافها في الصورة اللي ادهاله سليم.
قرب منها، عيونه بتغوص جواها… وفجأة، من غير ما يفكر، حضنها بقوة.
جاسر بحرقة:– إنتي… إنتي أختي روزان!
روزلي اتجمدت مكانها… قلبها اتخبط، دموعها عايزة تنزل بس كبريائها كسرها.
اتسابت لحظة، وبعدها همستله بسرعة:– متزعلش مني… بس لازم أعمل كده.
وزقته بعيد بغضب مصطنع:– إنت إزاي تحضني! إنت حتى متعرفش أنا مين!
بصت لأمها بصرامة:– يلا ماما، اتأخرنا.
مشيت، ومعاها ميرال وآدم وباقي الحرس.
وسابوا الكل واقفين في صدمة، خصوصًا إبراهيم… اللي كان أكتر واحد قلبه بيتقطع.
خرج بعصبية يدور على عربية خديجة… بس ملحقهاش.
وقف لوحده في نص الطريق، وصوته بيرتجف من جوة:
إبراهيم:– رجعتي ليه؟ بعد العمر ده كله… رجعتي ليه؟
أنا تعبت، مش قادر أنساكي… ولا حتى أكرهك.
كل حاجة حصلت… ولسه جوايا بحبك، ولسه أول ما شوفتك… قلبي صرخ عايز ياخدك في حضنه وينسى الدنيا كلها.
…
"رغم سنين البعد وظن الخيانة، لسه قلب إبراهيم مشافش غير خديجة، عشقها جواه أقوى من أي وجع… وهي رجعت بعشق مدفون جواه انتقام، حبهم أكبر من السنين، لكن كبرياء الاتنين لسه حاجز ما بينهم، وكأن القدر مصمم يسيبهم أسارى لبعض من بعيد."