رواية انتقام وعشق الفصل الثاني عشر
في البيت عند روزلى وصلوا كلهم، وبدون أي كلمة كل واحد طلع على أوضته ونام.
عدى اليوم، وجه الصبح، نزلوا كلهم على الفطار. قعدوا يفطروا ويتكلموا مع بعض.
روزلى بجدية:– دلوقتي أنا هروح الشغل أنا وميرال، ومن هنا لحد ما أرجع محدش يخرج من البيت، تمام؟
خديجة باستغراب:– ليه يعني؟ ما فيش خروج؟
روزلى بحدة محترمة:– ديجا، لو سمحتي اسمعي كلامي... من غير نقاش.
خديجة بضجر:– ماشي... مش هنخرج خلاص.
حازم باعتراض طفولي:– لا بقى! أنا كنت هاخد رورو ومرمر نخرج ونتفرج على البلد. ماليش دعوة.
روزلى بلهجة قاطعة:– لا يا حازم، النهارده مش هينفع. يوم تاني.
ريما وميار بإصرار:– لا، إحنا عاوزين نخرج.
خديجة بضحك خفيف:– خلاص يا روزا، خليهم يخرجوا عشان خاطري.
روزلى بحدة لكن باحترام:– لا يا ماما... النهارده لأ.
ميرال بتفكير:– عندي حل وسط... إيه رأيكم بعد ما نرجع من الشغل نخرج بالليل نتعشى بره؟
الجميع بفرحة:– أيوه! اقتراح حلو. بالله عليك وافقي.
روزلى بخنقة:– خلاص... من غير زن. لو رجعنا بدري هنخرج، غير كده يبقى يوم تاني.
---
وبعدها راحوا الشغل، ومعاهم آدم اللي خديجة أصرت إنه يقيم معاهم.
وبعد محاولات كتير من آدم إنه يرجع بيته، روزلى أصدرت قرار ببقائه.
في الشركة، روزلى كانت في مكتبها. فجأة دلفت السكرتيرة "نهلة"، بنت جميلة، محجبة وعلى خلق.
نهلة باحترام:– أستاذة روزلى، في شخص بره عاوز يقابل حضرتك... بس ما فيش ميعاد سابق.
روزلى كانت عارفة مين اللي بره، لكنها عملت نفسها مش عارفة.
روزلى:– مين الشخص ده؟ اسمه إيه؟
نهلة:– بيقول إنه أخو حضرتك... اسمه جاسر الأحمدي.
روزلى بإيماءة متماسكة:– امم... تمام. خليه يتفضل.
نهلة:– تمام يا فندم.
خرجت نهلة، وبعد دقيقة الباب خبط، ودخل جاسر بعد إذن. عيونه كلها لهفة على أخته.
روزلى:– اتفضل.
جاسر وقف مكانه... مش عاوز يقعد. كل اللي نفسه فيه إنه يرتمي في حضنها، لكن خوفه مسيطر.
روزلى قربت منه:– سامعني؟ بقلك اقعد وارتاح.
جاسر أول ما قربت منه، حضنها على طول.
جاسر بانفعال:– أخييراً! إنتِ عارفة أنا بدور عليكي بقالى قد إيه وما عرفتش أوصللك؟
روزلى حضنته هي كمان بحب:– معلش يا حبيبي... أنا اهو معاك. اهدا واقعد عشان نعرف نتكلم.
جاسر بصدمة:– حبيبتي؟ إنتِ مش متضايقة مني؟
روزلى قعدته وقعدت قدامه:– لأ طبعاً... أزعل منك ليه؟ هو إنت ليك ذنب في اللي حصل زمان؟
جاسر:– يعني معتبراني أخوكي عادي؟
روزلى:– طبعاً. لو ما كنتش معتبرك أخويا، ما كنتش اديتك رقمي امبارح ولا كنت قلتلك تعال الشركة. صح؟
جاسر:– صح... عندك حق. بس هو إنتِ ليه قلتيلي أجي بتاكسي؟
---
فلاش باك:
بعد الحفلة لما رجعت البيت، طلعت على أوضتها على طول.
بعد نص ساعة فونها رن. كانت منتظرة. ردت، وكان جاسر.
جاسر:– ألو... روزان، أنا جاسر أخوكي.
روزلى بسرعة:– أيوه يا جاسر، عارفة إنك إنت اللي متصل. بس أنا اسمي روزلى، مش روزان... تمام؟
جاسر بإيماء:– حاضر، حاضر... روزلى. أنا عاوز أقابلك. أنا ماليش أي علاقة باللي حصل زمان. كل اللي أعرفه إنك أختي... وأنا وأختي محتاجينك أوي.
روزلى:– أنا عارفة إنك مالكش علاقة باللي حصل زمان. وأنا موجودة، في أي وقت تحتاجني كلمني.
جاسر بلهفة:– طيب... أنا عاوز أشوفك دلوقتي. قوليلي عنوانك وأنا هاجي على طول.
روزلى باعتراض:– لأ... دلوقتي ما ينفعش. بكرة على الساعة 10 تيجي الشركة عندي. هبعتلك العنوان دلوقتي.
جاسر بفرحة:– حاضر... قبل 10 هكون موجود.
روزلى:– ماشي... بس اسمع، ما تجيش بعربيتك. تعال بتاكسي. وأوعى حد يعرف إنك كلّمتني.
جاسر باستغراب:– حاضر... بس ليه مش عاوزة حد يعرف؟
روزلى بغموض:– لما تيجي... هفهمك كل حاجة.
جاسر:– حاضر حاضر.
روزلى:– يلا... تصبح على خير.
جاسر:– وإنتِ من أهل الجنة يا رب.
نهاية الفلاش باك
---
جاسر:– روزلى؟ إنتِ سامعاني؟
روزلى بفواق:– أيوه... كنت بتقول إيه؟
جاسر:– بقولك... ليه قلتيلي أجيب تاكسي ومحدش يعرف إني جاي هنا؟
روزلى:– عشان جدو سليمان حاطط حرس يراقبوا عربيتك. كده ما حدش يعرف إنت فين. وثانياً... أنا مش عاوزة حد يعرف إني بتعامل معاك، عشان خطرك.
جاسر باستفهام:– خطر؟ خطر ليه مش فاهم.
روزلى بحدة خفيفة:– جاسر، من غير تفاصيل... اسمع الكلام وخلاص. تمام؟
جاسر:– حاضر... ما تعصبيش نفسك. بس قوليلي... إنت عرفتي إزاي إني أخوكي؟
روزلى:– لأ... المفروض أنا اللي أسألك. إنت عرفت إزاي؟ مين قالك أصلاً إن ليك أخت؟
جاسر:– أنا هقولك. من سنتين تلاتة حصل...
وحكى جاسر كل اللي حصل بينه وبين سليم، وإزاي خلّى حد يدور عليها... لكن ما فيش أي فايدة.
روزلى باستغراب:– طب ليه دورت عليا أصلاً؟ ما كان ممكن أكون ميتة... أو حتى يكون كلامهم صح وأنا مش أختك.
جاسر بثقة:– من الواضح إنك ما تعرفيش عيلة الأحمدي كويس. أصغر طفل فينا ليه معارف في كل حتة، وكلمته سيف على رقبة الكل.
روزلى بضحك خفيف:– ماشي يا عم الواثق... قوللي عملت إيه.
جاسر:– أنا كلمت واحد من رجالي. جابلي كل تفاصيل حياة خديجة من يوم ولادتها. اتأكدت إنها ست على خلق، وإنها مستحيل تعمل حاجة غلط زي ما سليم قال. وكمان سليم نفسه كان بيدور كتير، وما صدقش أي حاجة من اللي حصل زمان. بس برضه... لا أنا ولا هو عرفنا نوصل لأي حاجة أو أي خيط يربطنا بيكم.
روزلى (في سرها):– ........؟
---
"لحظة لقاءهم كانت دافية... بس تحت الدفا ده كان في غيوم تقيلة بتقرب، غيوم هتنفجر قريب."