![]() |
رواية الشبح العاشق الفصل الحادي عشر بقلم رباب حسين
تجمدت الكلمات على شفتيها واستعر الخجل في وجنتيها.... هي لم تتخيل يومًا أن يراها في هذه الصورة الفزعة ولا أن تتحول إلى هذا المسخ..... تشعر أنها عارية أمام نظرته ليس بثوب بل بمشاعرها التي لم تستطع إخفاءها..... قلبها يهمس لها أن تهرب.... أن تواري نفسها عن عينيه.... لكن عينيه كانتا أصدق مرآة.... تحملان عطفًا يفضح خوفها ويبدد خجلها..... ذلك الخجل لم يكن ضعفًا بل كان رهافة روحٍ تخشى أن يراها بوجهٍ لا يليق بحبه لها..... كانت تخاف أن يراها أقل جمالًا مما هي عليه.... لكنه رأى فيها أجمل ما لم تره هي في نفسها : جسدًا صغير يحمل ألمًا قويًا وبالرغم من ضعفها تحارب بكل قوتها لأجل الأخرين...
فبينما اختبأت هي خلف حيائها كان هو يتأملها وكأنها أبهى ما رأت عيناه حتى في أسوأ حالاتها.....
أراد أن يلحق بها ولكن شعر بالخجل والحزن اللذان حلا بها فتراجع وتركها قليلًا حتى تهدأ ثم نظر إلى بنوفيل وقال : ليه لؤي ظهر دلوقتي؟
بنوفيل : وجود ليان في أي مكان قريب من الناس اللي الأشباح عايزة تنتقم منه سواء شادي أو صادق هيجذب الأشباح ليها لأنهم بيبقو وراهم على طول وده طبعًا ينطبق على أي شبح ضغينة..... يعني لو ماشية في الشارع وقابلت شبح ضغينة وهو ماشي ورا اللي عايز ينتقم منه هيستغل جسمها
وئام : طيب ما لازم ليان تبعد عنهم وخصوصًا المستشفى..... كده هتبقى معرضة للأشباح على طول
بنوفيل : وفي نفس الوقت لازم تروح المستشفى عشان تمنع صادق إنه يتاجر بأعضاء ناس تانية لأن ساعتها الأشباح هيزيدو.... مفيش حل للأسف ظاهر قدامي دلوقتي غير إن ليان تقدر تتحكم في قوتها أكتر
جنة : شفتي السلسلة اللى لبستها ديه.... أنا حسيت بقوتها مجرد ما ليان لبستها
بنوفيل : أنا كمان أول مرة أحس بقوة السلسلة بالشكل وده لأن ليان خدت قوة بنات القمر اللي كانت فيها وفي نفس الوقت قوتها اتخزنت جواها عشان اللي يجي من بنات القمر بعدها يورث قوتها منها وأولهم هي بنتها
وئام : أنا قلقان من مالوس..... كده ليان بقت عقبة في طريقه
بنوفيل : ده حقيقي.... بس دلوقتي أدخل هديها وخليها تقلع السلسلة اللى في رقبتها عشان تقدر تشوف اللي حواليها كويس
وئام : حاضر
طرق وئام باب الغرفة الأخرى لتنظر ليان إلى الباب في حزن وقالت : سيبوني لوحدي
دخل وئام عبر الباب فأشاحت ليان بوجهها عنه فاقترب منها وجثا أمامها وقرب وجه إلى وجهها الزاوي بعيد عنه ونظر إلى عينيها وقال : مكسوفة من إيه طيب؟!.... ما أنا عارف إنه غصب عنك
ليان في حزن : شكلي كان وحش.... وأذيتك.... أنا متضايقة إني بأذيك
نزع وئام عنها السلسال وقال : فداكي.... المهم إنك في كل مرة بتثبتيلي إنك قوية وقادرة تعملي أي حاجة وبعدين أنا اللي برمي نفسي عشان أحميكي ومش إنتي اللي بتأذيني هما اللي بيأذوني
ليان : نفسي أعرف أحميك بجد.... حاسة بعجز إنك بتتأذي والمفروض إن جوايا قوة تحميك ومش قادرة استخدمها في ده.... إنت شفت ماما؟.... قدرت تحميني واديتني قوة أكبر
ابتسم وئام : اه شفتها.... وعرفت الجمال ده كله جي منين.... وعرفت القوة ديه اللي في الجسم الصغير الطعم ده جاية منين برده
ليان : انت بتعاكس بقى
وئام : اه.... أصل بعيد عنك واقع ومحدش سمى عليا.... القمر قاعد قدامي هقول إيه طيب.... مش قادر معاكسش
ابتسمت ليان فأردف : أيوة كده.... عايزك تعرفي إن مهما حصل ومهما كان شكلك إيه حبك هيفضل في قلبي زي ما هو.... أنا بحبك يا ليان
نظرت له ليان في حب وقالت : وأنا كمان بحبك
وفجأة ظهر رابط بينه وبين ليان يصل بين قلبيهما فنظرا له وقال في تعجب : إيه ده؟!
ليان : ده الرابط اللي بينا.... اللي بنوفيل قالت عليه
وئام : هيفضل كده طيب ولا هيروح؟
ليان : معرفش.... بس حلو أوي..... حاسة إن إحنا مع بعض حتى لو بعيد عني
ابتسم وئام وقال : إن شاء الله مش هنبعد عن بعض أبدًا..... ممكن بقى تيجي تنامي شوية قبل معاد الشغل عشان عايزين نشوف حل في موضوع عمي ده
أماءت له ليان ثم خرجت معه من الغرفة فنظرت بنوفيل إليهما وقالت : الرابط ظهر
نظرا له ثم نظرا إلى بعضهما البعض وابتسما فقالت ليان : هو ليه ظاهر كده؟
بنوفيل : عشان وئام شبح عاشق.... سمعت عنه قبل كده بس مشفتوش..... يمكن أول مرة تصادفني يعني
وئام : طيب هيفضل ظاهر؟
بنوفيل : أعرف إنه مهما تفكرو تبعدو هيظهر ويربطكم ببعض وهو ظهر عشان ليان عايزة تبعدك عنها
وئام : لا أنا لازقة مش ببعد
ذهبت ليان إلى النوم أما مالوس فقد قام بفتح سرداب أسفل الكهف ولؤي لحق به فدخل مالوس وأخرج صندق كبير ورفعه ليعطيه إلى لؤي وقال : السلاح ده هيديك قوة..... هيخليك شبح أقوى من أي شبح شر
فتح لؤي الصندوق ووجد به سيف أسود حوافه تضئ بلهيب النار وبالمنتصف جوهرة تتوهج بنور برتقالي مشع فنظر لؤي إلى مالوس وقال : شايف السرداب ده..... ده سرداب سري لما خدت الكهف لقيت فيه كتاب الشر.... ده الكتاب بتاعي أنا.... لما قريته وفكيت شفرته ظهر السلاح ده هناك في الحيطة ديه وكأنه مدفون من وقت وجود الأرض بس لما مسكته محستش بقوته.... اللي فهمته من الكتاب بعد كده إن السلاح ده لازم شبح ضغينته قوية هو اللي يملكه
لؤي : وده أنا؟
مالوس : عادةً الأطفال لما بيموتو مش بيبقى عندها ضغينة ناحية حد لأنهم مشفوش من الدنيا كتير عشان يزعل الطفل بالشكل اللي يخلي يحمل ضغينة.... لكن في حالة جنة كانت مختلفة وحظك لما خرجت ضغينتها راحت للشبح بتاعك على طول.... وكانت ضغينة قوية.... السلاح ده لو مناسب الجوهرة ديه مجرد ما تمسكه هتشع لكن لو مش ليك مش هتحس بقوته
نظر له لؤي ثم مد يده ليمسكه لتشتعل الجوهرة ويزيد وهجها ليسري ضوئها الناري بجسد لؤي ليتوهج جسده ويزداد وجهه شرًا وتتحول عينيه ليغطي عليها اللون الأحمر فنظر له مالوس في إعجاب وقال : من النهاردة إنت المساعد بتاعي
ابتسم لؤي بنظرة تملئها قوة الشر التي صارت تسير به لتمنحه قوة لا يعلم مدى تأثيرها بعد
في الصباح استيقظ شادي ليجد نفسه نائمًا في سيارته.... نظر حوله في تعجب وشعر بألم داخل رأسه وهناك وميض لبعض الصور العجيبة تظهر أمام عينيه ولكن تأكد بأنها حلم لأنها غير طبيعية ولكن ما زاد شعوره بالقلق هو الخوف الذي سكن داخل قلبه ثم سمع صوت رنين هاتفه فتلقى المكالمة وقال صادق : عملت إيه يا شادي؟!
شادي : معملتش حاجة.... حصل حاجة غريبة.... أنا نمت في العربية وأنا راكن ورا بيتها
صادق في ضيق : يااااه يا شادي.... ده وقت نوم
شادي : معرفش نمت إزاي بجد
زفر صادق وقال : طيب تعالى على المستشفى.... أنا هنا من إمبارح عشان فيه حادثة حصلت وجيت أشوف المرضى.... فيه مصلحة حلوة.... تعالى
أنهى شادي المكالمة وذهب إلى منزله بدل ثيابه وذهب إلى المشفى وذهبت أيضًا ليان وعندما دخلت غرفة الأطباء وجدت أحمد ينام على المكتب فأيقظته وقالت : أحمد.... نايم كده ليه؟
نظر لها أحمد في نعاس وقال : كنت نبطشية إمبارح وجت حادثة عربيتين وكنت بساعد في الطوارئ طول الليل
ليان : طيب روح نام في البيت
أماء لها أحمد وذهب إلى منزله ثم نظرت ليان إلى جنة وقالت : روحي شوفي أخبار المرضى اللى جم في الحادثة إيه
ذهبت جنة وأخذت تطفو حول المرضى ثم سمعت الممرضات يتحدثون عن المصابين وأن هناك مرضى في حالة خطر منهم حالة دخلت في قسم المخ والأعصاب وحالته متأخرة ومصاب بسكتة دماغية..... وصل شادي إلى المشفى وذهب إلى غرفة صادق فوجده يفحص بعض الإشاعات أمامه فجلس وقال صادق : ديه تحاليل الراجل اللي جيه إمبارح.... عنده سكتة دماغية وحالته صعبة..... أنا بصراحة محاولتش معاه حطيته على الأجهزة وسيبته.... وبعدين طلبت تحاليل وعملت سونار على أجهزة الجسم ولقيت إن الأعضاء كويسة يعني
شادي : العملية ديه ليا زي ما اتقفنا
صادق : إحنا اتفقنا إن ديه أتعابك لو خلصت على ليان..... لو خلصت عليها النهاردة أنا عند كلمتي
تنهد شادي وقال : مش عارف أنا ليه جوايا خوف..... حاسس إن فيه حاجة هتحصلي وحلمت حلم مش حلو خالص
صادق : الكلام ده ميطلعش منك يا دكتور
شادي : معرفش.... المهم هتعمل إيه مع الراجل ده
صادق : هروح أشيل الأجهزة عنه وأعلن وفاته
شادي : طيب يلا بينا
ذهب صادق وشادي إلى غرفة العناية المركزة أما جنة فعادت إلى ليان وأخبرتها بما حدث أمس
بنوفيل : صادق أكيد هيستغل الحالة ديه
وئام : لازم نتأكد الأول إذا كان فعلًا عنده سكتة دماغية زي ما قالو ولا هما اللي عاملين كده
ليان : أنا هروح واشوفه
وئام : لا يا ليان.... بلاش
ليان : مش هسيبه يخلص عليه وبعدين لازم يبقي معايا تقرير عن المريض عشان لو مات أو دخلوه في غيبوبة يبقى معايا دليل على التلاعب اللي بيحصل اقدر أقدمه للنيابة.... أنا عارفة إنك خايف عليا
رفعت بنوفيل السلسال في يدها وقالت : أنا عارفة إنك خلاص قربتي تتخلصي من تحكم الأشباح نهائي بعد ما لبستي السلسلة ديه
تنهد وئام وقال : طيب تعالو نروح نشوف المريض ده
ذهبو معًا واقتربو من الغرفة ووقفت ليان تنظر حوله في ترقب حتى تدخل الغرفة دون أن يراها أحد وما أن اقتربت من الغرفة وأمسكت بمقبض الباب حتى وجدت الشبح يخرج عبره وينظر لها في غضب بعد أن أنهى شادي وصادق حياة المريض... فنظرت ليان له في ذعر ورجعت إلى الخلف ووقفت جنة بجوارها واقترب الشبح من ليان ونظر داخل عينيها بقوة
وئام في ذعر : إبعدي يا ليان.... أجري من هنا.... إبعدي عن عمي وشادي
ركضت ليان من أمام الشبح لتبتعد عن الغرفة ولحق بها وئام وجنة وبنوفيل لتجد لؤي يظهر أمامها فتقف في ذعر تنظر إليه وتلاحظ جحاظة عينيه والغضب بهما ويظهر السيف بيده فنظرت له بنوفيل في صدمة وقالت : مالوس إداله سلاح الشر
نظر لها وئام ونظر إلى السيف بيده وعاد النظر إلى ليان في ذعر وقال : ليان إبعدي من قدامه
لتنظر ليان داخل عين لؤي ويظهر حوله باقي الأشباح ويشير لؤي بالسيف ليغلق الباب من الخارج على صادق وشادي ثم ينظر إلى ليان وهو يطفو بالهواء وقال بصوت مرعب : مبقاش قدامك خيارات كتير
رفع لؤي السيف بالهواء ليخرج سلسلة من نار تحيط بالأشباح ليتحدو معًا ويدفعهم بقوة إلى إتجاه جسد ليان فصرخ وئام بقوة : لياااااان
وقفت الأشباح أمامها ليظهر نقطة بيضاء بين حاجبيها لينتشر ضوئها حتى أعلى جبهتها في خط مستقيم لتصدر ضوءًا قويًا فتضعف قوة السيف وتنحل السلسلة من حول الأشباح لتبتعد عنها من شدة الضوء فنظر لها لؤي في غضب ونظر إلى الأشباح وهم يتطايرون بالهواء في ضعف من قوة الضوء فرفع لؤي سيفه ونظر لها بغضب وقال : إنتي السبب.... مسيبتيش خيار تاني
ثم أخرج سلسلة من السيف لتلتف حول وئام ويسحبه لؤي إليه في لمح البصر ويختفي من أمامها ومعه باقي الأشباح فتقف ليان لتنظر إلى الفراغ أمامها وصرخت بقوة : وئاااااااااام