رواية لغة بلا حروف الفصل الثاني عشر 12 بقلم روزان مصطفي

 

 

رواية لغة بلا حروف الفصل الثاني عشر بقلم روزان مصطفي


واحنا بنتكلم انا ومنصور سمِعت صوت طفل بيعيط في الشارِع، بصيت لـ باب البلكونة المتمسمر وبعدها بصيت لِـ منصور اللي فهم نظرتي وقال بمُنتهى الجدية والوضوح:مفيش طلوع البلكونه يا مريم.
 نظراتي اتقلبت لإستعطاف وقولتله وكإني بضغط له على الجرح: إحنا هيجيلنا طِفل كمان تِسع شهور لو كبِر وتعرض لأي موقِف هتمنى يكون في حد يساعدُه. 
بلع منصور ريقُه وقالي بتكشيرة: خلاص هبُص وأشوف إيه اللي بيحصل تحت بس توعديني انك ما تتحركيش مِن هِنا ولا تيجي ورايا. 
كان هيسيبني وينزل لولا اني حطيت ايدي على كِتفُه وقولتله:أخاف يكون حد معاه آلة حادة يأذيك بيها.
 ابتسم ليا بحُب وقال: تبقي خلصتي مني وارتحتي مِن قتال القُتلة اللي مداري عنك أسرارُه. 
ضحكت ضحكه قُصيرة على تريقتُه وبعدها غمضت عينيا وانا بقول بجدية: مبهزرش انا بالفعل بخاف عليك بلاش تنزل لوحدك عشان مش ضامنة مين يكون تحت وممكن يعمل فيك ايه.
 طبطب عليا بهدوء وقال: متخافيش هبُص بسُرعة واجي بس زي ما وعدتيني ما تتحركيش مِن هِنا. 
نِزل منصور لتحت وأنا ايدي على قلبي مِن الخوف لاحسن يجراله حاجة، للأسف أول ما نزِل مقدرتش أستنى فوق وأسيبُه فـ نزلت معاه وأنا بتسحب عشان ميحسش بخطواتي. 
الدُنيا ليل كُحل، والشارع يادوب اللي منوره الثلاث عواميد اللي على الناصية لون إضاءتهُم أصفر داكِن، مفيش غير صوت كِلاب من بعيد ومفيش أي صوت لأطفال.. 

بص منصور حواليه يمين وشمال وهو مضيق عينيه وملقاش حاجة! بص لبوابة عمارتنا لقاني واقفة راح مبرق ليا بمعنى برضو عملتي اللي في دماغِك ونزلتي! 
حركت راسي يمين وشمال بـِ قلة حيلة، الجو برد فـ قرب ليا منصور وهو بيقولي بصوت واطي عشان منصحيش الناس: يلا نطلع مفيش حاجة دي تهيؤات. 
طلعنا وأنا مش متطمنة، ولأول مرة أنام جنبُه بعد وقت طويل من جوازنا بنام في أوضة الأطفال، أنفاسُه وأنا نايمة بتطمني، والدفا اللي بيننا خلاني أروح في النوم. 
صحيت الصُبح على صوت الديك بتاع الجيران، وريحة بيرفيوم بيرُشها منصور، إتعدلت في السرير وأنا برمش بعيني كذا مرة وحاسة بغثيان رهيب، حطيت إيدي على بوقي وجريت ناحية الحمام ورجعت.. 
بعدها وقفت على الحوض اللي برا الحمام غسلت وشي بتعب وأسناني، لقيت منصور حاوطني من ضهري وهو بيبُص في المرايا ليا وبيقول: أعملك حاجة دافية عشان بطنك؟ 
طبطبت على إيدُه اللي محوطاني وأنا ببتسم وبقول بصوت ناعِم مِن أثار النوم: لا القيء من كلاسيكيات الحمل، أنا بخير.. هحضر الفطار فورًا. 
منصور عينيه وسعت وقال: لا! خليكِ مرتاحة خالِص وأنا هروح أجيب لينا ساندوتشات للفطار وبالمرة يكون تغيير. 
حركت راسي بمعنى تمام راح باس راسي وهو بيقول: هأمنك أمانة بس، متفتحيش البلكونة ولا تنزلي عشان خاطري. 
رجعت شعري لورا بأنوثة وقولتلُه بضحكة: لا ما هُما مش بيظهروا إلا بالليل. 
خبط مُقدمة راسه في مقدمة راسي بحركة هزار فـ ضحكت أنا وراح نزل، كُنت حاسة بخمول رهيب وصُداع فـ أخدت إزازة مياة معدنية مِن الثلاجة ولبست الروب بتاع قميص النوم وروحت للصالة عشان أتفرج على التي ڤي، قلبت في القنوات ولقيت الفيلم اللي بحبُه (زوجة رجُل مُهم) فـ شربت من المياة وأنا بتفرج بإستمتاع لغاية ما منصور يرجع. 
مفاتش غير خمس دقايق لقيز الباب بيخبط فـ قلب عيني بملل وأنا بقول: متقولش نسيت محفظتك كـ العادة، أعمل فيك إيه طب ما تدخُل بمُفتاحك! 
وهنا قبل ما أفتح ركزت، منصور معاه مُفتاح يبقى هيخبط ليه؟ ضميت الروب لصدري وأنا مكشرة وببلع ريقي وبقول: مين؟ 
سمعت صوت حماتي بتقول: أنا إفتحي. 
فتحت وبصيت من ورا الباب لقيتها هي فعلًا وماسكة في إيديها شنطة بتاعة السوق. 
بصت ليا وللشقة بعدين قالت: مش هتقوليلي إتفضلي؟ 
بصيت لجسمي ولبسي وبعدها قولت بتوتُر: إتفضلي. 
دخلت وقعدت على الكنبة في الصالة وأنا مسكت الريموت وأنا بوطي وبقعُد قُدامها وبقول بذوق: نفطر سوا بقى منصور راح يجيب الفطار وراجِع. 
بصت ليا وسكتت بعدها قالت: ما أنا عارفة، فات عليا قبل ما يروح وبشرني بحملِك. 
إبتسمت أنا لكِنها كانت بتبُص لجسمي بطريقة وقحة وهي بتقول: طب ما إنتِ واخدة بالِك من نفسك أهو، بس سيبيه يرتاح شوية مش ليل ونهار.. 
قاطع كلامها دخول منصور وهو بيبُصلنا، أنا وشي كان أحمر زي الطماطم حرفيًا، وهي بصت ليه وقالت: مبروك يا حبيبي، جبت إزازتين لبن طبيعي مِن جوا| ميس عمك مصيلحي، وأربع فرخات بلدي يقووها كُنت دبـ| حتهُم أول إمبارح نشفوا وبقوا حلوين، تاكل وتتغذى عشان اللي في بطنها. 
وقامت وقفِت، منصور قال بشُكر: تسلم إيدك يا ماما تعبتي نفسِك، إقعُدي إفطري معانا بقى. 
راحت ناحية باب الشقة وهي بتقول: لا يا حبيبي أنا لازم أروح بيتي عشان خالتك نعيمة هتفوت عليا، يلا ألف مبروك. 
وخرجت وقفل منصور الباب وراها! 
لف وبص ليا وقالي: مال وشك عامل كدا ليه؟ 
قومت وقفت وقولتله بعصبية مُبالغ فيها: إيه قلة الذوق اللي مامتك عملتها دي! 
برق وقالي بغضب: إتكلمي عدل أحسنلك! قولي اللي حصل من غير ما تطولي لسانك! 
رمشت بعيني كذا مرة وأنا فاتحة بوقي وبقول بصدمة: إيه اللي مامتك بتقوله دا بجد؟؟ تقولي خليه يريح شوية مش ليل نهار؟؟ وتبص للبسي ولجسمي بطريقة مش لطيفة، ايه في ايه عيب كدا دا إنت جوزي وقاعدة في شقتي براحتي. 
غمض عينيه بعد ما إستوعب كلام مامتُه بعدها بص ليا وقال: يا حبيبي من أول ما إتجوزنا وأنا بفهمك نُقطة إن حتى لو ست اللي على الباب إلبسي لبس تقابلي بيه ضيوف مش لبس نوم أكمامُه شفافة زي دا، دي عوايد البلد هنا، وعلى كُل حال أنا هشوف ماما قالتلك كدا ليه حقك عليا أنا. 
شاورت بإيدي الإتنين وأنا بقول: إستغفر الله العظيم الواحد كان صاحي رايق، ليه كدا بجد. 
منصور بمُناغشة: خلاص بقى يا حبيبي، يلا تعالي نفطر عشان نروح للدكتورة بدري كدا تطمن عليكي وعلى البيبي. 
قعدنا نفطر أنا ومنصور، وفجأة سمعنا ميكروفون البلد.. 
(البقاء لله، توفي إلى رحمة الله تعالى الشاب عادِل.. ) 
برقت، والأكل وقف في زوري، ومنصور برق وهو باصص ليا
ووقف مضغ! 


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات