رواية حب مرصع بالاشواك الفصل الثاني عشر
في الساعة الثانية بعد منتصف الليل كان فارس يمشي امام مكتب سليم ذهابا وايابا ينتظره
بفارغ الصبر وبعد نص ساعه وصل سليم وقال وهو يفتح المكتب وهو يتناوب : عارف لو طلع الموضوع اللي انت جايبني عشانه مش مهم هيبقى آخر يوم صحوبيه بيني وبينك
رد عليه فارس بعصبيه : لا مهم يا
خويا وكل ده تأخیر
دخلا التفاعل وجلسا بالداخل على مكتب سليم
سلیم : ها يا سيدي ايه الموضوع اللي فيه حياه او موت ده
تنهد فارس تنهيده طويله وقال :
دلوقتي انت عارف ان سما في بيت اهلها في الصعيد
سلیم : ها كمل ، جيب من الآخر
فارس : عايزين يجوزوها ابن عمها عنوه ، وانا طبعا لولا خوفي عليها كنت روحت اخدتها غصب
عن أي حد هناك ، بس انا فكرت في فكره ثانيه خالص
نظر اليه سليم بتركيز وقال : ايه الفكرة بقي ؟!
الخرج من حافظه النقود بطاقة شخصيه واعطاها له وقال : عايزك تعمل عقد جواز عرفي بتاريخ
فين توقيعها ؟ وفين الشهود
انتقض سليم من مكانه وقال وهو يضحك بقوه : انت اكيد بتهزر انا همشى معاك للاخر هيبقي
زفر فارس بضيق وقال الشهود من الامن اللي تحت وتوقيعها موقع انا بدلها عادي
سليم : سهل ان انا اعمل ده بس اي حد فاهم هيكشف
وخصوصا ان هي قضت عدتها كلها هناك
فارس : متشغلش بالك انت بس هما هيشربوها بس مش دي المشكله
سليم : ايه هي المشكله بقي يا سيد الخبير
فارس : عاوزك تكلم خالد يجيب معاه كام عسكري كده كنوع من انواع العرض
رد سليم ضاحكا : انت مشكله بالفيلم الهندي اللي انت عايز تعمله ده، صحیح مقولتليش انت. جبت بطاقتها منين ؟!
فارس : دي كانت ضايعه منها وهي طلعت بدلها بدل فاقد ، بس يلا كلمه بسرعه عشان تكسب وقت
سلیم : طيب هكلمته بس لو رفض انا مش مسئول
رد عليه فارس بعصبيه : لا يقولك ايه متبوظليش كل اللي انا مخططله انتوا اصحاب من زمان وهو أكيد مش هير
سليم : اهدي اهدي بس متقفش كده هكلمهولك اهو
اتصل سليم بصديقه ورد عليه فورا وقال : ابن حلال كنت لسه بجيب في سيرتك فينك يابني
مختفي الايام دي
سليم : مشغول جدا صدقتي المهم دلوقتي عايزك في خدمه مش ليا هي لفارس فاكره ؟
خالد : اه طبعا فاكره
حكي سليم لخالد مختصر الموضوع وكان الرد مفأجاه بالنسبه له
اموت انا في الامور العاطفية طبعا هجيلك ولو عايز اللي في الحجز كمان هجيبهم معايا .....
قولي بس انتي عايزني اجيلك امتي ؟
سليم : لا انا عايزك تسبقني في العنوان اللي هيعتهولك في رساله وانا وفارس هتحصلك
خالد : تمام
وبعدما انهي سليم المكالمة اعطى ورقه الزواج الفارس وقال له:
امضي بقي ليك هنا وليها الناحية الثانيه
بعدما مضي فارس باسمه وباسمها اعطاها له وقال: بس كده تمام جدا عايزك بقي واحنا هناك
افتي بقلب جامد ومتقلقش هيصدقوك
تنهد سليم باستسلام وقال : طيب يلا بينا بقى عشان نلحق نوصل في نفس توقيت خالد
فارس : بلا
بعد مرور خمس ساعات وصل سليم وفارس الى احدي قري الصعيد في المكان المحدد وكانا قد سبقهما خالد ومن معه بدقائق وقبل أن يصلوا الى الباب الحديدي الضخم.. قال فارس :
بقولك انت هتنزل دلوقتي قول الخالد مش هتدخل غير لو حصل مشكله احنا هتحاول بالتفاهم الاول
دخلا فارس وسليم القصر وجلسا في المكان المخصص للضيوف حتى يأتي اليهم احد وبعد القليل من الوقت جاء اليهم عرفان و داغر واثنين آخرين، فكان أول من تحدث عرفان وقال:
یا اهلا بالاحباب نورت الدار والله يا فارس يا ولدي
كان فارس واضعا ساقه على الأخرى وقال بهدوء عکس ما بداخله اهلا بيك يا عرفان بیه ، ده بنورك ..... مش كنت تعزمني برضه على فرح بنت خالتي اللي انت عايز تعمله كده فجأه وكأنكم
بتتستروا على جريمه وخايفين حد يعرف
نظر إلى يضيق وقال : الحكايه مش اکده یا فارس ياولدي ولد عمها ورايدها في الحلال وفرح
اکده صغير مش كبير .. بس انت مين اللي خبرك ؟
فارس : سما كلمتني امبارح ... وقالتلي انها مجیره تتجوز ابن عمها
رد عرفان بهدوء : احنا مش جابرينها ... هي وافحت وخلاص دخلتهم الليلة
لم يتحمل أكثر من ذلك وقام من مكانه وقال بعصبيه والله عاوز تجوز ابنك لمراتي كده بكل سهوله
كان الرد هذه المره من داغر وقال بصوت مرتفع هر جدران المكان : مرتك كيف يعني 15 دي لسه
عدتها خلصانه ميجلهاش كام يوم
ولا انت فاكر ان احتا مخاليل وهيخيل علينا الحديد الماسح اللي يتجوله ده
رد عليه وهو ينظر في عينه يتحدي : مراتي اتجوزتها اول ما اطلقت بتاريخ حديث لبعد عدتها لكن مكنش جواز فعلي ولا حاجه كان ساعتها ملوش قيمه لكن دلوقتي بعد اللي عرفته ده
مستحيل اسيبك تتجوزها وهي متجوزه
كانت النيران تشتعل في قلب الاثنان فركض داغر الى فارس ليتشاجر معه ولكن والده منعه وقال بعصبيه شديده :
الحج عاوز يتجوز يت عمي وهي خلاص بجيت في مجام مرتي الراجل ده لازم اجتله
فارس : تقتل مين يالا ده انا لو نفخت فيك هتقع
عرفان : عیب اکده یا فارس يا ولدي لو ليك حج هيجيلك ، وريتي اكده الورجه اللي بتجول عليها دي
قال عرفان بعدما قرأ ورقه الزواج : الورجه دي صحيحه في حاله لو بت اخوي جالت نفس الكلام اللي بتحوله ده
رد فارس بكل ثقه وقال: ايوه طبعا متأكد
داغر : ايه اللي هتجول علية ده يا ابوي لا انا مش موافع علي اللي هيجول عليه .... ده ميدخلش عجل حد مضحكش الناس علينا
رد علي عرفان بصرامه : الجواز مشر بالغصب يا داغر ولو هي جالت نفس الكلام يبجي يجمعوا الورجه دي ويكتب عليها رسمي
داغر : بس يا ابوي هي مش هتوافج على الكلام ده انا متوكد
فارس : طيب طالما متأكد اوي كده ما تشوف سوا ايه رأيها هي
عرفان : صوح یا داغر يا ولدي لو اكدت كلامه يجي فيها كلام تالي
زفر بضيق وقال: امرك يا ابوي
صعد داغر إلى غرفه سما وقام يفتحها وقال لها : المحروس ولد خالتك في المندره تحت
وصاحب المفهومية بيجول انك مرته ومعاه عجد عرفى بتاريخ من بعد العده جال فاكر اني عيل صغير هياكل بعجله حلاوه ... هتروحي تجولي انه ده كدب وانك معرفيش عنه حاجه فاهمه ولا
مفهماش اجول ثاني
ردت سما بلهفه وقالت : حاضر حاضر معمل كل اللي بتقول عليه
رد عليها وهو مبتسما : ابوه اكده تعجبینی با لهطه الجشطه انتي
ابتسمت له ابتسامه مزيفه ووافقت علي كلامه كي لا يتهور بتصرف جنوني وتقدر أن تنزل للاسفل وعند هذه اللحظه من المؤكد ان يتولي فارس الامر .... سارت معه الي الاسفل وعندما وصلت ورأت فارس ركضت و اختبات خلفه مما اثار دهشه عرفان و استباء داغر فكان اول من تحدث في هذه اللحظه هو عرفان فقال:
هجولك كلمتين فكري فيهم زين عشان تعرفي تردي عليا يابتي
ردت سما وهي تشعر بالارتجاف : قول باعمي واوعدك مفكر
عرفان : دلوجتي ولد خالتك بيجول الك مرته وكنتوا كاتبين ورجه عرفي من وانتي في العده السه
كانت تشعر بالصدمة من كلام داغر و عندما أكد على ذلك عمها شعورها تضاعف وبعد دقائق ردت وقالت : اه يا عمي الكلام ده صح ، بس صدقني عشان كنت خايفه رشدي يعمل مشاكل فاضطرينا ان احنا تعمل كده
رد عمها يضيق وقال : وانتي يا متعلمه با بتاعه المدارس مش عارفه انه ده حرام ولا يجوز
ردت وهي تنظر للاسفل بخجل وقالت : عارفه يا عمي بس يعلم ربنا انها كانت مجرد ورقه مش جواز بجد
ضرب عرفان العكاز الخاص به في الارض وقال بصرامه : حيث اكده لازم تكتبوا رسمي دلوجتي اتسعت عيناها واصابتها الصدمة فلم ترد اما فارس فرد بسرعه وقال : وانا موافق وحالا معنديش مانع
الخرج داغر السلاح من جلبابه وقال بصوت مرتفع : يمين ثلاثه لو بت عمي خطت عتبه الدار مخلص عليك انت و اللي معاك
لم يخاف فارس من السلاح وقفز عليه حتى توقفت حركته تماما واخذه منه ووضعه علي رأسه وقال بعصبيه : يمين على يمينك هخدها وهمشي وكمان مش هتمم الجواز هنا وهيبقي في القاهرة
حاول سليم أن يبعد فارس عن داغر بالقوه ولكنه فشل في ذلك وقال : بس كفايه كده یا فارس سيبه وخالد هيتصرف معاه
قال فارس وهو يجز على اسنانه : لا برضه ابعد انت دلوقتي يا سليم
اخرج الاثنان الاخرين أسلحتهم ووضعوها على رأس فارس وفي تلك اللحظة بالتحديد دخل خالد وبعض العساكر يفضل سليم لانه كان على الهاتف مع خالد ليتدخلوا اذا حدث شي
فقال عرفان في تلك اللحظه بعصبيه : انتوا مين ودخلتوا هني كيف هي سويجه ولا ايه
رد خالد بهدوء وقال : بهدوء كده كل اللي معاه سلاح ينزله .
وبالفعل اخفض الاثنان السلاح عدا فارس فقال له : هات يا فارس السلاح واوعدك اني مقبضلك عليه
عرفان : تحيض عليه كيف وهو المعتدي عليه يا حضره الظابط
رد ضاحكا : هو كده بقي يا اخي ظلم
عرفان : خلاص خلاص ملکش صالح بیه و خدوا سما معاكوا وتنهي الموضوع بهدوء بيتننا جبل ما يبجي الدم المركب وانا مش هممني غير بت اخوي تضيع في الرجلين
خالد : ها ايه رأيك يا فارس ، نمشي بالمعروف ولا تكمل
زفر فارس بضيق وقال : لا خلاص نمشي المسامح كريم
تم بدون اي مقدمات لوي يده خلف ظهره بقوه حتى اصدرت صوت قوي ووضع جبينه علي جبين داغر وضربه بقوه حتى كاد ان يفقد الوعي وقال له :
ده پس تکار لذلك فكرتجوز تت مراني
عرفان : بلا فرجونا جبل ما يوعي الروحه ومش هيهملكم تخرجوا من البلد واصل
وبالفعل خرجوا من القصر جميعهم وعاد سليم في عربه خالد وركبا فارس وسما سيارته سويا ..... وفي نفس الوقت عاد لداغر وعيه الكامل و قال : يلا نلحجهم يا ابوي جبل ما يبعدوا
ضربه عرفان بالعكاز في قدمه وقال بعصبيه : غور روح المرتاتك وينتتك لحسن هضربك بالنار
جبر يلم العفش
زهر يطيق وقال : امرك يا ابوي
لم يتبقى على العودة الى منزلهم في القاهرة سوي نصف ساعه اوقف فارس السيارة طريق جانبي محجوب عن الضوء كثيرا وقام باحتضانها بقوه حتى كاد ان يكسر ضلوعها وقال بصوت
عمري ما حسيت اني مشتقلك زي دلوقتي
ردت عليه بدموع : وانا كمان بس ابعد شويه يا فارس ميصحش كده
لم يبعدها عنه وظلت قريبه منه للغايه حتى ان كل منهم يسمع دقات قلب الآخر قويه لا بعد حد ولم يكتفي بذلك فاحاط وجهها يكفيه واخذ يقبل وجهها برقه شدیده اذابتها بشفاهه الحاره الناتجه عن حرارة مشاعره التي تكاد ان تحرقه بالكامل، حاولت منعه ولكنه كان اقوي حيث كان كالمدمن الذي وجد غايته اخيرا بعد عذاب وقال اخيرا بانفاس لاهثه : احنا هنتجوز بكره مش هقدر اتحمل ابعد اكثر من كده او ان راجل غيري يلمسك
اما عن شعورها في تلك اللحظة انها استعادت الفاسها عند عودته اليها وادركت انها لم تكن تشعر يوما انه اخيها بل انها تعشقه منذ زمن فهمست بخفوت : موافقه بس خالتي توافق الاول
لم يبعد كفيه عن وجنتيها وقال وهو ينظر في عينيها : اكيد هتوافق متقلقيش ... المهم دلوقتي
التي اكيد جعانه تحبي تاكلي ايه ؟
سما : لا لا مش جعانه دلوقتي لما اروح هيقي اكل اي حاجه خفيفه
تنهد فارس وقال : لا لا تعالى هناكل سندوتشات سريعه عشان انا واقع من الجوع تقريبا مكنتش من امبارح
سما : طيب
ادار فارس السياره وذهب بها الى احدى محلات الوجبات السريعه واحضر مجموعه سندوتشات ومشروبات غازيه وعاد مره اخرى للسياره ليأكلا بداخلها واخرج واحدا ثم امسكه بيده ليطعمها في فمها فقالت بسرعه :
لا يا فارس كل انت وانا هاكل لوحدي متقلقش
رد عليها ضاحكا : طيب انا عندي حل يرضى جميع الاطراف كل واحد فينا يأكل الثاني
ردت میتسمه : طيب
ثم أخذ يطعم كل منهما الآخر حتى انتهت جميع السندوتشات دون أن يشعروا وطيله ذلك الوقت كالا يضحكان بقوه من قلبهما حتي نسيا كل ما تعرضا له منذ قليل وبعدما انتهيا ، وضعت
يدها على فمها و شهقت وقالت :
فارس الحق قميصك متقطع وهدومك مبهدله
رد عليها ضاحكا : لسه واحده بالك دلوقتي ... يلا بينا على البيت
سما : يلا بسرعه
استيقظت دهب اليوم بسعادة كبيره وتنوي اليوم أن تعرف من هو الغامض الذي ارسل اليها الهدية التي لم تنتهي منها بعد..... ذهبت الي عملها مبكرا وجدت سليم بمكتب نائما يعمق فتركته وخرجت .... فطلبت مشروب الشاي الاحمر الاعتيادي من الساعي وعندما اتي به اليها قالت له بابتسامه: شكرا ياعم احمد
رد عليها قائلا: العفو على ايه ياست دهب ده شغلی
على الرغم انه من المؤكد انه ليس هو لكن لا يأس من المحاولة
والتجربة الثانية المحامي المتدرب عمران فدخلت اليه مكتبه وقالت له بابتسامه عريضه : شكرا یا عمران
نظر اليها باندهاش وقال : العفو على ايه يعني ؟!
سعلت قليلا وقالت : اقصد على مجهوداتك في المكتب وكده
رد بضيق : ايوه فعلا وياريت عاجب
دهب طيب انا هروح مكتبي عاوز حاجه
رد عليها بدون تركيز : لا العفو اتفضلي
ذهبت الى مكتبها وهي تشعر بالاحباط فجلست بضيق ووجدت
سليم واقفا على مكتبها وقال لها وهو يتثاوب : كنتي فين يا هانم وسايبه مكتبك
ردت عليه بتوتر : لا ابدا ده انا كنت بسأل عمران على حاجه في الشغل وكده
رد بضيق : ثاني مره متسبيش مكتبك مهما كان السبب وحصليني علي جوه
ذهب : حاضر
جلس سليم على كرسي مكتبه واما هي فظلت واقفه كالتلميذه المدنيه فقال لها بعصبيه : ياريت تخليكي في شغلك ومتروحيش لحد مكتبه ثاني ده من اداب شغلك اعتقد كلامي واضح
تافقت في داخلها ولكنها قالت بخفوت : مفهوم ... بس ممكن اسأل حضرتك سؤال هو انت نمت
هنا ولا حاجه
زفر بضيق وقال : لا انا منعتش اصلا .. ياريت بقي تعمليلي قهوه دوبل لان عندي صداع هيفرتك
دماغي
ذهب : انا عندي برشام تحفه للصداع ممكن اجبهولك لو حبيت
سليم : او ياريت
وبالفعل احضرته له من حقيبتها ووضعته بيده ولكنه لم يترك يدها بسهوله مما جعلها ترتبك وتشعر باحاسيس غريبه عليها وبعدما ابتلعة ارادت ان تخرج فقال لها :
ذهب اعملي حسابك بعد اسبوع في حفله مهمه هيكون فيها اهم العملاء عندي في فندق .
وعايزك معايا
ردت بتوتر : حفلات ايه حضرتك انا مش هقدر احضر عشان متأخرش وكده على البيت وكمان اعتقد حضوري مش هيباني مهم اصلا
رد سليم بجديه : انا اللي احدد اذا ان وجودك مهم ولا لا وعلى العموم متقلقيش مش هتتأخري خالص هي هتبدأ بدري اصلا
ذهب : حاضر محاول
سليم : لا اكيد هتيجي مشر تحاولي
ذهب : حاضر
وبعد انتهاء هذا اليوم الطويل العمل وخروج كل الموظفين وهي كانت اخر واحده تذهب .... دخلت إلى مكتب سليم قبل ذهابها وقالت له : انا هروح يا استاذ سليم عاوز حاجه قبل ما امشي
سليم : لا مش عاوز روحي انتي انا القدامي لسه نقل كثير
ذهب : طيب سلام
سليم : سلام
بسبب تأخيرها لم تجد اتوبيسات بسهوله ولكنها بعد وقت ليس بكثير وجدت واحدا ولكنه مزدحما للغاية حتي أنها حشرت حشرا في وسطهم بصعوبه حتى التنفس كان بصعوبه وبعد دقائق كان يصيح الكمسري مطالبا بالاجره فعندما أرادت أن تخرج الاجره من حقيبتها وجدتها مفتوحه يبدو أن محفظتها سرقت فقالت وهي تبكي : استني ياعم مش لاقيه محافظتي
رد عليها بعصبيه : انجزي ياست عايزين نشوف غيرك
عندما حاولت أن تبحث مره اخرى وجدت نفسها في الشارع بقوه الدفع ... ركضت لتركب مره
اخري ولكنها فشلت الي ان تصل اليه
اصبح الشارع شبه خاليا من المارة فوجدت اخيرا رجلا عجوزا يبدو عليه الوقار فقالت له بلهفه : لو سمحت يا عمو انا اتسرقت وانا راكبه الاتوبيس لو تسمح لديني عشرين جنيه اروح بيهم وممكن حضرتك تديني رقم تلفونك وانا انشاء الله هد يهملك بكره
نظر اليها من فوق الى اسفل وقال باحتقار : مش عيب عليكي وانتي شخطه كبيره كده تمدي
ايدك وتشحتي
ردت بسرعه : لا يا عمو صدقتي انا فعلا اتسرقت ويشتغل هنا في المكان ده في ...
وقبل أن تكمل حديثها قال لها :
مصدق انا كده روحي شوفيلك شغلانه شريفه بدل الشحاته دي امتي بقي الحكومة تلمكوا بقي ثم بصق على الارض وقال :
اتقوا عليكوا مليتوا البلد
ثم سار في طريقه اما هي فجلست علي احد مقاعد الشارع واخرجت هاتفها للهاتف امها عده
مرات و ردت اخيرا وقالت : الحمد لله ياماما الك رديتي بصي انا
وقبل أن تكمل قد انتهت بطاريتها فأخذت تبكي بضيق ولا تعلم ماذا تفعل فقد كانت المسافة إلى المكتب شارع طويل جدا والي منزلها اطول بكثير .... وبعد تفكير طويل قررت ان تعود لي المكتب فجرت اليال الخيبة وراءها وسارت ببطئ ولكنها بعد دقائق وجدت سياره سليم في طريقها فتركها وسار يبدو انه لم يراها من الاساس ولكن بعد ثواني رجع بسيارته إلى الخلف
وفتح زجاج السيارة الامامي وقال لها باندهاش : انتي مروحتيش ليه لحد دلوقتي
شعرت بالاحراج الشديد وهي تقول : هو بصراحه شنطتي انسرقت وانا في الاتوبيس ونزلت ... کلمت ماما بس تلفوني فصل
سلیم : طيب اركبي هو صلك
ركبت بالفعل الى جانبه وهي تشعر بالتوتر الشديد وبعد أن جلست قال لها بابتسامه :
احكيلي اتسرقتي ازاي
دهب : بصراحه الاتوبيس كان زحمه جدا بس اضطريت اركب عشان كان ممكن ملقيش غيره
في الوقت ده
سلیم : خلاص مترکبیهوش ثاني وانا هبقي أوصلك عادي في طريقي
ردت بصوت منخفض : لا شكرا انا مرتاحه كده
سليم : على راحتك
وبعد القليل من الوقت اخرج من حافظه النقود خاصته مبلغ من المال واعطاه لها وقال : خدي دول
ردت بسرعه : لا طبعا مس هاخد من حضرتك حاجه وبعدين مكنش مبلغ كبير ولا حاجه
سليم : لا دول مش صدقه زي مانتي فاكره دول مكافأه عن اخر قضيه اشتغلتي معايا عليها
لم تفكر كثيرا واخذتهم بدون تردد وبعد أن قامت بعدهم قالت : بس ده كتير اوي عليا انا
معملتش غير شغلي يعني
سليم : لا ده العادي بتاعي ده كان نفس النظام مع علياء
دهب : علي العموم شكرا بجد
سليم : العفو
تم بعد قليل كان قد وصل قرب شارعها فقالت له بسرعه : نزلني بقي هنا كفايه لحد كده
سليم : لا الوقت اتأخر هنزلك عند بيتك
ذهب : لا مينفعش عندنا هنا في المنطقة غير عندكوا هيتكلموا عليا كلام مش لطيف
سليم : طيب انزلی وابقى رني عليا لما تطلعي
دهب : طيب
وعندما نزلت دهب امامه اقترب منها شاب يافع ضعيف البنية يبدو عليه انه ليس في وعيه .
وظل يتحدث معها ولكنه لم يسمع أي شئ مما قاله فنزل من السياره مهرولا وسمعه وهو يقول
بقي هو ده اللي ماشيه معاه ورفضتيني يا بنت حنان عشان العربية والفلوس يا بت ال **
وقبل أن يكمل حديثه رفعه سليم من تلابيب قميصه وقال الذهب وهو يصرخ عليها : اطلعي
فوق يلا انتي هتتفرجي
اخذت تبكي وتلطم على وجهها وقالت : سببه یا استاذ سلیم صدقني هو مش هيعمل حاجه
رد با نفاس متقطعه وانا لسه هستناد لما يعمل انشاء الله، اطلعي يلا
سمعت كلامه وصعدت الى شقتها راكضه ... وبعد أن قام سليم بهبد ذلك الرجل على الأرض وجد
امراه ليست بالعمر الكبير تركض اليه وقالت برجاء : الله يخليك يابيه سببه ، هو عمل ايه لده
كله
رد سليم وهو يضحك بسخريه :
لا ابدا معملش حاجه بس انتي مخلفه متحرش صغير كده عايز يتربي علي السريع
ردت مهلبيه عليه بدموع : سيبه يابيه واذا هربيه
رد عليها ضاحكا : هسيبه بس ياريت تربيه كويس
مهلبيه : حاضر يابيه
بعد أن تركه صعد الي تلك العمارة المتهالكه وظل يدق علي هاتفها الى ان ردت اخيرا وقال لها
بضيق : مش يتردي ليه
ذهب : التلفون كان فاصل ولسه خطاه في الشاحن حالا
سليم : طيب انتي في الدور الكام
ردت دهب بقلق وقالت : التاني ليه في حاجه
سليم : لا مفيش ، افتحي بس
ذهب : حاضر
فتحت له بسرعه ودخل وجلس على الكتبه وكأنه منزله مما اصاب ذهب بالدهشة وقامت والدتها
بالترحيب الشديد به وقالت له : با اهلا بيك يا استاذ سليم البيت نور بيك والله
سليم : ده يتورك ، المهم دلوقتي انا عاوز اكلمك في موضوع مهم
حنان : قول يابني
قص عليها سليم ما حدث وبمبالغه بعض الشئ ثم قال في نهايه حديثه : واعتقد أن المكان هنا بقي مش امان خالص عليكم خصوصا اني كمان شوفت كذا حد باين على شكلهم وش اجرام
حنان : والله عندك حق يابني .. بس هنجيب شقه تاني منين ما باليد حيله مضطرين نعيش هنا
وخلاص وربك يسترها
حنان : ايه يابني ، قول وانا هعمله على طول
سليم : لا طبعا في حل أكيد.
سليم : في شقه فاضيه للايجار في العماره اللي اذا وابويا ساكنين فيها وهي امان جدا وقريبه من الشغل كمان
حنان : بس يابني دي اكيد ايجارها عالي اوي
سليم : لا مش عالي خالص ... صاحبها ليه في اعمال الخير وبيأجر باسعار رمزيه جدا
ردت عليه بفرحه غامره طيب يا بني استنادا تحت واحدا منحضر شنطتنا وهتحصلك
سليم : طيب خدوا وقتكم وانا هستناكم تحت
 

