رواية أسيرة أحلامي الفصل الثالث عشر 13 بقلم اسماء علي


رواية أسيرة أحلامي الفصل الثالث عشر  بقلم اسماء علي 

 _ إنت بتعمل إيه؟ 
کانت داخله من باب الأوضة.. 

_ بحضر شنطتي؟ 

_ لي؟ 

_ عشان هسافر! 

_ تسافر!! 
  تسافر فين؟؟ ولي؟؟ 
قالتها بإستغراب وعدم فهم، 
وهي لسه واقفة مكانها. 

_ شغل! 
  شغل يا عائشة. 

_ وأنا هآجي معاك؟ 

_ لأ!! 

_ هتسيبني هنا لوحدي! 

نبرتها خلتني أسيب اللِ في إيدي، 
عدلت من وقفتي ولفيت ليها. 

ملامحها حزينه، 
وعينها عليا. 

اتقدمت منها بخطوات هادية وثابتة، 
وقفت قدامها، 
وزعت نظرها في المكان، 
وهي بتفرك إيديها بتوتر. 

_ عائشة بصيلي! 
قلتها بهدوء. 

ما وصلش منها ردت فعل، 
زي ما هي.. بتوزع نظراتها، 
في كل مكان إلاّ عنيا. 

قربت أكتر وقلت: 
_ عائشة! 

رفعت نظرها ليا، وقالت: 
_ نعم! 

_ لي نظرة الحُزن دي في عنيكِ؟ 

_ ولا حُزن ولا حاجه. 
قالتها وهي بترفع كتفها بلامبالاه، 
جات تمشي، 
مسكتها من إيديها، 
وقربتها مني. 

_ بلاش تتعاملي بلامُبالاه معايا عائشة، وکأن الموضوع مش فارق معاكِ. 

_ تمام! 
  هساعدك في تحضير الشنطة. 

_ عائشة! 

عارفها زعلانه بس بتخبي، 
بتخبي عليا،
ومش عايزة تبين زعلها، 
بتخبي عليا دموعها، 
بتخبي عليا أنا.. 
أنا.. غيث! 

_ مش محتاج مساعدِتي؟ 

_ محتاجك إنتِ! 
غمضت عنيها وهي بتأخد نفسها، 
وفتحتها تاني بهدوء، وقالت: 
_ وأنا موجودة يا غيث في أي وقت! 

_ طب لي زعلانة؟ 

_ عشان هتسافر وتسيبني هنا! 

_ هسيبك هنا! 
  وهنا في "يزن ومريم وماما وبابا". 

_ وسليم؟ 
قالتها بهدوء. 

_ لا سليم جاي معايا! 

_ برضو؟ 
قالتها بيأس وضيق، 

_ آه.. إيشو يا حبيبتي إحنا رايحين عشان شغل مش رايحين نتفسح ونهزر، وبعدين أنا هکون مطمن عليكِ وإنتِ هنا أکتر، لکن هناك... معتقدتش! 

_ مش المفروض العكس؟ 

_ إطلاقاً! 
  أنا هناك هکون في شغل دائم، يعني مش هبقي فاضي أقعد معاكِ علطول ولا أخرجك تزوري البلد، وغير كده المكان اللِ أنا رايحه فيه وکر أعدائي، فأنا مش بالغباء اللِ يخليني أخد نقطة ضعفي معايا. 

_ نقطة ضعفك؟؟ 

_ آه نقطة ضعفي اللِ هخبياها عن كل العالم عشان ما تتئذيش.. 
إبتسمت عائشة بهدوء، قالت: 

_ أوكِ! 
  تعالي بقي عشان نحضر الشنطة. 

_ مش زعلانه؟ 

هزت رأسها ب" لا "، وقالت بحُب: 
_ مقدرش أزعل منك يا غيث. 

_ حبيبة قلب غيث. 
شدتها لحُضني وأنا بحاول أستمتع باللحظة، 
دفنت رأسي في حجابها بحاول أشم عبيرها..

بعدت عنها.. 
إبتسمت ليها بهدوء، بادلتني نفس الإبتسامه، 
وراحت ناحيه الشنطة عشان تجهزها.. 

دخلت الحمام عشان أخد شاور.. 
وبعد رُبع ساعه..
طلعت لقيت عائشة خلصت وقاعدة علي السرير، 
إبتسمت برقه لما شافتني وقامت تدخل الحمام بعد ما قالتلي" أنها داخله تأخد شاور ".

عملت كوبيتين نسكافيه، 
وحطيتهم في الڤرندا.. 

داخل الأوضة مع لحظة خروج عائشة من الحمام.. 
إبتسمت وقربت منها، وقلت: 
_ نعيماً! 

_ شكراً! 

مسكت إيديها وقلت: 
_ طب تعالي يا عائشة هانم! 

_ آجي فين؟! أنا عايزة أنام. 

_ هنام بس تعالي! 
دخلنا الڤرندا.. 

کان الجو هادي جداً، 
ونسمات الهواء کانت باردة، 
والليل مع القمر عاملين قفلة، 
مش عارف بذكر القمر ليه وعائشة موجودة. 

_ إستني متقعديش عندك! 

_ أومال أقعد فين؟؟ 

_ هنا! 
قلتها وأنا بشاور علي رجلي، 
ضحكت بخفة وقالت بسرعه: 
_ نعم؟ لا أنا هقعد هنا أحسن. 

_ عائشة. 
قلتها بصرامه. 

_ أبو أُم عائشة يجدع! 
ضحكت جامد، وقلت: 
_ طب تعالي! 

_ لأ! 

_ تعالي برِضاكِ. 

_ إنتِ إستغلالي يا غيث!

_ عارف ياقلب غيث! 
قلتها بإبتسامه عاشقة، 
ضحكت، وکانت لسه هتقعد علي الكرسي، 
شدتِها بسرعه وقعدتها علي رجلي أو بالأصح" في حضني". 

_ إنت مرتاح كده يعني؟ 
قالتها بضيق وقلة حيلة، 
شدتت من حضنها وقلت بهمس: 
_ فوق ما تتخيلي. 
  
حطت رأسها علي كتفي براحه، 
وعدلت من نفسها. 

_ حابب أشبع منك لأني مش عارف هرجع إمتي! 

_ إنت هتقعد كتير؟ 

_ مش عارف لسه.

_ ما تتأخرش يا غيث. 

_ أنا كـ غيث مش هقدر أعدي يوم من غير ما أشوفك وأخدك في حضني. 

إبتسمت بهدوء، وسندت رأسها أكتر علي كتفي، 
لفت إيديها حوليا ونامت.. 

كنت بتأمل ملامحها، 
تفصيلة وشها، 
عينها. 

إبتسمت لما لقتها بتحاول تشيل خصلة من علي عنيها بيأس، 
مديت إيدي ورجعتها ورا ودنها، 
وقربت وشي وطبعت قبلة علي خدها،
 ومن بعدها طبعت قلبة علي رقبتها.. 

ميلت رأسي علي رأسها ورُحت في ثبات عميق.. 
وأنا حاسس براحه وأمان.. 

" وتبقي هي أماني ومَلاذي."

^^^^^^^^^^^^^^^^

_ صباح الخير يا سليم! 
كنت نازل علي السلم وأنا بَجُر شنطيتي ورايا.. 

_ صباح النور يا جوز أختي. 
ضحكت علي اللقب بصوت عالي، وقلت: 
_ من إمتي ده؟ إنت مكنتش طايقني من يومين! 

شاور بعينه علي مكان، 
لفيت أشوف.. إبتسمت بعشق
ورجعت بصتله، وقلت: 
_ آه يا ندل، بتقول كده قدام أختك! 

_ أومال أقولها قدام مين يا جوز أختي؟ 

_ إسكت متقلش حاجه! 

_ صباح الخير يا سليم! 
قالتها عائشة بإبتسامه هادية.. 

_ صباح الفل يا عيون سليم! 

_ هشمطك قلم يردك مطرح ما جيت! 
قلتها بغيرة وصرامه، 
ضحكت عائشة جامد، وقالت: 
_ إستهدي بالله يا غيث، هو قال إيه لكل ده؟ 

_ هو عارف هو قال إيه؟ 

_ طب خلاص يحبايبي حصل خير، يلا نفطر قبل ما تمشوا. 

_ عاملين فِطار إيه يا إيشو؟ 
قالها سليم بإستفزاز. 

_ وإنت مالك؟ مفطرتش في بيتكم ليه؟ 

_ غيث! 

_ هفطر في بيت أختي! 

_ ما إنتش طافح لا هنا ولا عندكم، يلا نمشي عشان صهيب مستنينا. 

_ شايف جوزك الظالم المفتريٰ يا عائشة؟ 

_ معلش يا سليم، صاحبك وإنت عارفه يا حبيبي. 

_ علي رأيك! 
جه يقرب من عائشة، 
مسكته من التي شيرت بتاعه وشديته لورا، وقلت: 
_ مش أنا قلت قبل كده ممنوع تقرب منها. 

_ يا بني أقسم بالله أختي.. أختي. 

_ مش بتاعتي دي، 
متقربش منها خالص. 

عائشة کانت قاعدة تضحك، 
قربت منها ووقفت قدامها، 
إبتسمت بهدوء، وبعدين بصت لسليم. 

مديت إيدي وحركت رأسها ناحيتي، 
إبتسمت بيأس، وقالت: 
_في إيه يا غيث؟ 

_ مفيش! 
قلتها وأنا بحضنها، 
رفعت إيديها تبادلني الحُضن، وقالت: 
_ براحه علي سليم يا غيث! 

_ علفكرة أنا وسليم صحاب من زمان أوي، وطريقة تعاملنا مع بعض كده من الأول.. ناقر ونقير. 
وبعدين مش هتوصيني علي صاحب عُمري. 

_ ربنا يديمكم لبعض يا حبيبي. 

_ ويديمك ليا يا عائشة. 

_ مش يلا يا روميو! 
ضحكت أنا وعائشة علي سليم، 
بعدت عنها وأنا بمسك شنطتي، وقلت: 
_ يلا يا أخو مراتي. 

_ هآجي وراك! 

_ قُدامي. 
بص وراه بيأس، وقال: 
_ معلش بقي يا عائشة مش هعرف أودعك وهولاكو ده موجودة.. بس خلي بالك من نفسك يا غزالتي لحد ما أرجعلك. 

_ خلي بالك من نفسك إنت يا سليم، ومتقلقش عليا يحبيبي أنا بخير طول ما إنت بخير. 

_ أجيب إتنين لمون. 

_ ياريت واللهِ يا أبو نسب ريقي ناشف. 

_ غور من وشي ياض! 
ضحكت عائشة بصوت عالي، 
ومشي سليم قدامي وهو بيضحك.. 

بصيت لِ عائشة بإبتسامه، وقلت: 
_ مش هتأخر عليكِ! 

_ مستنياك! 
إبتسمت وسحبت شنطيتي ومشيت... 

^^^^^^^^^^^^^^^^

بعد مرور يومين. 

_ صهيب إيه آخر الأخبار؟ 
قلتها بهدوء، وأنا قاعد علي الكنبة.. 

_ هيجتمعوا هِناك النهاردة! 
قالها بهدوء مخيف، 
بصيت لسليم اللِ إبتسم برُعب، وقال: 
_ شکلها هتحلو. 

_ بماذا تثرثِرون أيها الخونه؟ 
مش محتاجين أقولكم مين.. 

_ نقول أن هدفنا سيكون متاح اليوم! 
قالها صهيب بهدوء. 

_ حقا! 
  سيجتمعون اليوم؟ 

_ نعم أنطوان! 

_ إذاً حان الوقت لإخراج أطفالي من جحورُهم أيها الشيطان. 

_ حان أيها الثعبان. 

النظرات المخيفة والمُرعبة هي اللِ بتتكلم، 
الإبتسامات المستمتعه هي اللِ الظاهرة، 
والهدوء والبرود سيد المكان..

_ نحن يجب أن نكون في هذا القصر قبل الجميع. 
قلتها بلكنه إيطاليه للشباب، 
کنا متجمعين بنخطط للمهمه الليله.. 

_ نعم وإلا لن نستطيع أن نأخد ما جئنا من أجله! 
قالها أنطوان بشر، 
بصيلي وقال بهدوء: 
_ شيطان! 

_ لكِ صلاحيه بکل ما تريد أنطوان، أفعل ما تريد بکل من يقابلك، لن أقول لك شئ. 

_ أنا أحبك يا صاح! 

_لکن أنطوان.. 
قلتها بهدوء مخيف، 
بصيلي بترقب وإهتمام.. 

_ لن تَمس أحداً قبل أن نأخد ما نريده. 

تأفف بضيق.. 

_ مفهـوم؟ 

_ مفهـوم يا أخي! 

_ عظيم! 
  إذاً نحن مستعدون. 

_ بل نحن علي أتم الإستعداد أيها الشيطان. 

قالها صهيب وسليم وأنطوان في بوق واحد، 
نظراتهم مرعبه، لكن متشوقة.. 
وهذا ما يُهم أن نستمتع... 

^^^^^^^^^^^^^^^

_ آلو.. مريم! 

_ غيث! 

_ نعم؟ 

_ عايزة أقولك حاجه؟ 

_ قولي؟ 

_ هو ينفع تنزل مصر النهاردة؟ 

_ النهاردة من سابع المستحيلات.. بس لي؟ 

_ أصل.. أصل.. 

_ هتفضلي تقولي أصل کتير.. أصل إيه يا مريم؟ 

_ عائشة إتخطفت! 

_ نعمممم!!!!! 

^^^^^^^^^^^^^^^^
تعليقات