رواية نبض حياتي الفصل الرابع عشر
تحرك بخطوات ثابتة ومدروسة جيداً في ذلك القبو العميق ... ظل يمسح بعينيه المكان مع كل خطوة له، وقف أمام أحدى الغرف الذي يخرج منها الصوت وكان أحد يتهم بالمساعدة، هز رأسه برضا قبل أن يتوجه إلى الداخل ......
وقف أمام ذلك الرجل ببرود أطاح بعقل الرجل الذي ما إن رأه حتى هرب الدماء من وجهه.... نطق الرجل بصدمة وخوف شديد: "رائد الكافي"!
جاب بعينيه المكان ببرود قاسي جعل آخر ذرة صبر يحمله الرجل الديني، تحرك ليقف أمامه كاشفا عن ساعديه كأنه يستعد لخوض معركة تحدث "رائد" بثبات جلى قائلًا: عارف أي عقاب اللي يخون ويتأمر على حفيد من أحفاد "حمزة الكافي"؟
ارتعش أطراف الرجل خوفا تابع رائد حديثه غير عابنا به وعارف برده أنه متخلفش اللي يفرق بين أحفاد الكافي علشان كده بكل هدوء تشترى اللى باقي من عمرك تقولى مين اللي وراك
برودة كلماته كـ السم البطيء يغرز ببطىء في جسد ذلك الأحمق، الذي ظن يوما أنه يستطيع أن يهدم أحد عواميد حمزة الكافى التي تتلخص في أحفاده...
لا يعلم أن حمزة زرع بداخل كلا منهم إنتماء للآخر وحب صعب أن يفهمه أحد، لم يجعل النفوذ والسلطة تتحكم بأنفسهم بل جعلهم هم يتحكمون بها ....
علم الرجل أن عدم الحديث سيجعله ضحية لا محال، رائد الكافي يختلف قليلاً عن الجميع .... هو شخص معهود بالكبرياء الطاغي، عائلته المكانة الأولى في حياته، لا يتهاون فيمن أراد أن يبعث الكراهية ويحطم تلك العائلة ...
ارتجفت شفتاه قبل أن يقول برعب على على وجهه " كامل زيدان"، هو اللى بيعافر أنه يوصل لوسطكم ويوقع بينكم وأنا كنت الحبل... سامحنى به رائد بيه هددني بولادی و بنتی اللي خلاص على وش جواز، أبوس أيدك سامحنى
مال عليه رائد بنبات مرددا بتحذير شديد: عارف للأسف أتربينا أننا منجيش على واحد كبير ونستغل نفوذنا عليه، عقابك هو أننا منشوفش وشك بأي مكان يخص حمزة الكافي ومراتك هتفضل زي ماهي في المصنع علشان مينجورش على حريم وده قانون "حمزة الكافي"
نصب رائد طوله ثم أشار للحرس بأن يفك قيدة ويتركوه أمام بيته ويعطوا المال لزوجته فرح الرجل كثيراً وود لو بقى في عمله ولكن لم يستطيعوا أن يأمنوا لشخص قام بغدرهم مرة، في من يخوف مرة يخون ألف.......
وقفت أمام الفساتین کی تختار ما ترى نفسها جميلة به دارت الحيرة برأسها في جميعهم بیدون رائعون رأی مؤنس حيرتها ليقترب منها بهدوء قائلاً بإبتسامة لم تفارق وجهه بعد: مالك ... مش بتختاري ليه ؟!
إستدارت له نبض بحيرة ثم أشارت إلى الفساتين قائله: كلهم حلوين اوى بس مش عارفه أختار أنهى
تطلع مؤنس إلى الفساتين يقلب عينيه بيهم لـ يقع اختيارة على أحدهم يبدوا لطيفا ورائعا للغاية ...
تطلعت نبض للفستان بابتسامة واسعة ثم قالت بتشدق واو جميل اوي وزوقك جميل برضه، هروح أقيسه
أخذت الفستان من يديه ثم ذهبت حيث المكان المخصص للقياس، وبالفعل كان الفستان عليها جميل جدا، خرجت إلى مؤنس بعدما أعطته للفتاه
قطب مؤنس حاجبه باستغراب وهز رأسه بتساؤل قائلا: فين الفستان معجبكيش ؟!
هزت نبض رأسها نافيه حديثه ثم تحركت صوبه وهي تتحدث بمكر أصل بيقولوا بيقولوااا والله أعلم أنه ممنوع الراجل يشوف عروسته بالفستان قبل الفرح
نصب مؤنس حاجيه يغيظ ثم تحدث المهم أنه عجبك با نبض ومظبوط عليكي
نبض بإيماء وهي تتحرك للخارج عجبني جداً الصراحة وانا قمر فيه
ضحك مؤنس قبل أن يخرج خلفها مستقلنا السيارة...
في السيارة ».
نظر مؤتس إلى نبض قبل أن يشرع في قيادة سيارته، لمح ذلك السلسال الذي لم يراه من قبل في رقبتها، أثار ذلك فضول مؤنس ليباغتها متسألا أي السلسلة اللي في رقبتك دي يـ نبض ؟
تحسس نبض السلسلة التي تحرص دائما عليها وكأنها قطعه من روحها، دائما تخفيها داخل ملابسها، التمع عينيها بالدمع لتلك الذكرة التي لم تنساها يوم، ابتسمت بألم قائله: السلسلة دي أجمل هدية في حياتى ورابط بين وبين شخص يتمنى الأيام تحن علينا وترجعنا
تهجمت ملامح مؤنس لذلك الغموض الذي في نبرتها والحديث الذي يحمل معاني لـ ذكر، تابع بهدوء مصطنع قائلا: أيوة بردة مش فاهم مين ده؟
تنفست بعمق ثم ألقت اجابتها مصاحنا ببكاء: ريان أخويا !!
مؤنس بصدمة هل تتذكر أخيها ؟، يعلم بأمر ريان بل وأصبح رفيقه ولكن هل بالفعل تتذكره 11، خرج من صدمته على صوتها متابعه حديثها مستغرب أزاى لسه فاكرة ريان أخويا ريان من وهو صغير أشترالي السلسلة دى من تحويشه مصروفه كان في عيد ميلادي قالي وقتها السلسلة دى انا جبت زيها علشان تفتكر بعض بيها دايما ... معرفش ليه قال كده أو اي قصده بس أنا وهو روحنا في السلسلة دى!
إستمع إليها مؤنس بحزن شديد، كيف لأمرأه بالعالم أن تتحمل تلك الحمول بداخلها دون أن تشاركها الأحد، فكر مؤنس قليلاً لماذا لم يجمعهم ففى البداية كان خائفا من معرفة والدها الأمرها وتورط ريان لذلك طلب من ريان أن يبتعد حتى يضمن حمايتها من بطش أبيها
واليوم والدها علم وحسم الأمر لماذا لم يجمعهم، لامست نبرة حزنها قلبه لـ يهتف بحماس : أي رأيك لو أخليك تشوفيه وتقعدي معاه كمان ؟!!
استدارت له نبض بلهفه قائله بتتكلم جد بـ مؤنس يعني هشوف زبان عاديی مفيش !!!خطر؟
هر مؤنس رأسه نافيا تم تابع لا مفيش خطر وكمان ريان ظابط له وزنه ومكانته يعني الخوف كان عليك إنتي مش هو فاهمه حاجه؟
ابتسمت نبض بتلقائيه هاتفه بخجل: انت حد جميل أوي بـ مؤنس
دلف إلى الشقه التي يقطن بها هو وأخته، بحث بعينيه عنها ليجدها تجلس على المقعد الطبي الخاص بها، جلس بجانبها ثم وضع رأسه على رجليها قائلاً بضعف تعبان أوى بـ سارة
رينت على رأسه قائله يقلق على أخيها الوحيد مالك يـ حبيبي أحكى اللى تعبك؟
تنهد رائد ثم شرع في الحديث قائلاً: أول مره في حياتي أظلم جدی، صدقت الغريب بس وبعدت عنه انا حاسس اني في كابوس و هيئتهى انا مستحقر نفسي أوى بـ سارة
حديث أخيها الغامض تار فضولها لمعرفة ما السبب الأساسي، تناست كل هذا ثم قالت يحب الحاجه الوحيده اللي المفروض تتعمل أنك ترجع للقصر وتعتذر لجدو وهو هيقدر ده وهيفرح جامد اووى
هز رأسه بالإيجاب ثم قام رافعا إياها بين يديه قائلاً بشغف بـ أجمل وأحن حاجه في حياتي يلا تطلع نجهز الشنط وترجع القصر
تعلقت سارة في رقبته بسعادة طاغية، ستعود إلى ذلك القصر الذي شهد على طفولتها ومراهقتها، بدأ رائد في تجهيز الحقائق في حين كانت هي تبدل ملابسها لوحدها، هتف رائد إثنين من رجالته يصعدون كي يأخذوا الحقائب... دقائق حتى استقل رائد السيارة وبجانبة أخته منطلقين إلى قصر الكافي.....
بـ عمى أرجوك إفهمنى رجوع للمنيا مش هيحصل أبدا كفاية أوى اللي عمله إبنك!
هتفت "بدور" بتلك الكلمات إلى عمها الذي يلح عليها مرارا وتكرارًا أن تعيش معه في المنيا. في البداية وافقت وذهبت ولكن إبن عمها لم يرحمها وظل يعافر ولكن كانت هي الأسبق للهروب مرة أخرى إلى القاهرة
إستمع إلى حديثها بحزن شديد في هذة وصية أخوة كيف له أن يتركها وحدها !!، قال عمها بتشدق إزاى بس أسيك اهنه وحدك يابتي في بلد غريبه وعالم منعرفش عنيهم حاجه ؟!!
ابتسمت بدور يحنو إلى ذلك الرجل الذي لم يفقد حنانه بعد، قبلت يداه بحب نابع من جوفها متابعه على عينى والله يـ عمى بس سيبنى على راحتى أفضل ووقت من أحتاج لحضرتك هكلمك متقلقش على بدورا
أخرج من جلبابه مجموعه من المال ثم وضعهم في يديها قائلا بعدما يأس من عنادها : طول عمرك دماغك ناشفه بس خليكي متوكده أنه طول ما حسى بالدنيا أطلبي اللي عايزاه متلاقيه عندك اهنه ثالث ومثلت فاهمه يابتی؟
إحضنته يدور كأنها تستمد القوه منه: فاهمه ي روح بتك
