رواية جاريتي الجزء الثاني الفصل الثالث عشر والرابع عشر
كانت بداخل مكتبه تشرف على تنظيفه .. فى عاده لها منذ سافر حتى إذا عاد وجد مكتبه نظيفاً مرتبا كانت تمسك بيدها دفترها الصغير تدون به بعض الأشياء حين شعرت بأن الفراش توقف عن العمل لترفع رأسها عن مفكرتها لتجد ذلك الطويل الضخم يقف عند الباب
شعرت بالغباء وهى تقول
- هو الأسبوعين مرو بسرعه كده
ليشير إلى العامل بالانصراف وعلى وجه إبتسامة إنتصار ثم تقدم بهدوء ليقف أمامها . وقال
- صباح الخير يا شاويش ملك .
ظلت تنظر إليه قليلاً ثم اخفضت بصرها وقالت
- صباح الخير يا فندم .. حمد لله على السلامه
ليقول وهو على نفس ابتسامته
الله يسلمك .
ثم انحنى قليلاً للأمام وقال
- استعدى للشقاء إللى بجد ... يا ملك هانم
وتركها واقفه مكانها لا تفهم ماذا يعنى
جلس مكانه وهو يقول بصدق
- برافوا عليكى المكتب بجد نضيف جداً ..
ثم نظر إليها بنظرات لم تفهمها وهو يقول
- شكراً على إهتمامك يا ملك .
لتجيبه بعمليه اغاظته
- ده شغلى يا فندم .
ليرفع حاجبه قائلاً
- عايز تقرير شفوى عن كل إللى حصل فى فترة غيابى .. على ما اجتمع مع رؤساء الأقسام
لتنظر له ببلاهه جعلته يريد وبشده أن يضحك وبصوت عالى .
واقفه أمام باب غرفته متردده ... لا تعلم ماذا عليها أن تقول .. لقد أجلت السنه الأخيره لها بسب عدم دخولها الإمتحان بعد كل ما حدث معها .. ولكنها تريد حقاً أن تتقرب منه تريد أن تسعده وجلوسها هكذا يجعل من عقلها يعمل بكل الاحتمالات السيئه .. هى فقط لا تريد شىء سوى أدواتها الخاصه بالرسم الموجوده فى قصر والدها .. هى لم تحضرها معها وقت زواجها بسفيان خوفاً منه ... فهى لم تكن تعلم أى حياه ستعيشها فى بيته
طرقت الباب بهدوء يسمح لها بالدخول .
كان جالسا على طرف السرير ... يضع اللاصقه الطبيه على مكان جرحه حين استمع لطرقتها الخافته على الباب ليشعر بالضيق مازالت هناك حواجز بداخلها
سمح لها بالدخول ..لتقف تنظر له وحين لاحظت ما يفعله اندفعت تمسك بيده تبعدها عن الجرح .. وامسكت اللاصقه الطبيه ووضعتها بحرص وبهدوء على جرحه
كان يتابعها بعينه وكم ارتعش كل جسده على أثر لمستها ليده ... لهفتها خوفها عليه .. اهتمامها به .. كل ذلك يعطيه الأمل فى وصال قريب .. ولكن خجلها .. وجرحها القديم فى كبريائها مازال ينبض بألم كبير .. يمنعها من الاستمتاع بحبه وقربه .
انتهت مما تفعل لتنظر إليه بلوم وهى تقول
- منادتش عليا ليه .
ليبتسم لها وهو يقول بحب ويده تلتف حول خصرها
- كنت فاكرك نايمه مرتدش اقلقك ... بس بما أنك هنا فلازم أصبح عليكى
ويقربها منه أكثر ويجذبها للأسفل ... لتجلس على ركبتيها أمامه .... فيحنى رأسه إليها ويأخذ شامته المحببه فى قبله طويله قبله بث فيها كل شوقه وحبه .. قبله متطلبه طويله
كانت مأخوذه بقبلته .. بحنانه ..وحبه واحتوائه .. شعرت أنها تطير فوق السحاب
أبتعد عنها لاحتياجهم للهواء نظر لها بحب جارف وقال
- صباحك حب وعشق ... صباحك ود ... صباحك ورد وفل وياسمين .
كانت تشعر بفقر كلماتها .. هى لا تستطيع أن تجاريه فى كلمات الغزل الذى يمطرها بها ساعدها لتقف ووقف أمامها ينظر إليها بسعاده وقال
- النهارده هرجع بدرى ... ونطلع نتعشى سوى أيه رأيك
لتهز رأسها بنعم ... أبتعد عنها حتى يكمل ارتداء ملابسه فتحركت خلفه تساعده
جلس على الكرسى ليرتدى حذائه فجثت على ركبتيها لتساعده فى ارتدائها وهى تقول بخجل
- كنت عايزه أطلب منك حاجه .
ليمد يده ويوقفها على قدميها ويدفعها برفق لتتحرك إلى الخلف وهو معها ينظر إلى عينيها حتى وصلت إلى السرير اجلسها عليه برفق ثم جلس على ركبتيه أمامها وقال
- كده أطلبى كل إللى أنتِ عايزاه .
لتنظر له بحب رآه بداخل عينيها أسعده جداً وود لو أخذها الأن إلى أحضان شوقه الجارف
ظلت صامته تنظر إليه فقال هو
- مقولتليش حبيبتى كانت عايزه أيه
لتخفض بصرها وهى تقول بصوت خفيض
ليقول هو سريعاً وباندهاش
- أدوات رسم
لتقول سريعاً ظناً منها أنه سيرفض
- أنا مش هشترى جديد .. أنا بس عايزه أروح أجيبهم من القصر .
لينظر لها باندهاش أكبر قائلاً
- هو أنتِ مكنتيش جبتيهم معاكى .
لتهز رأسها بلا
ليسألها
- ليه ؟
لتحنى رأسها قليلاً وهى تقول
- مكنتش عارفه حياتى هنا هتكون أيه .. وممكن أنت تكون مش بتحب الرسم ..و متحبش أرسم فى بيتك .
صمتت قليلاً وهو ينظر لها بتمعن ... وبألم كم ألمه قلبه عليها كيف لم يلاحظ أنها من وقت زواجهم هى لم ترسم لم يرى بيدها ورقه وقلم .. كيف لم ينتبه وهو يعلم جيداً مدى حبها للرسم ليفيق من أفكاره على صوتها الهامس
- أصلا .أنت مكنتش مهتم بالى أنا بعمله ...
رفعت عينيها إليه وهى تقول
- ممكن أروح أجيبهم .
ظل ينظر إليها طويلاً ثم قال
- حاضر من عيونى ... مهيره تؤمر وأنا أنفذ وفوراً .. بس ممكن نروح بليل لما أرجع .
لتهز رأسها بنعم ثم قالت
- شكراً
ليقبل يديها بحب ثم وقف على قدميه وقال
- يلا سلام علشان الحق أرجع بدرى .
وخرج سريعاً وهو يرتب الأفكار برأسه حتى يسعدها حقاً
كانت تتحدث معه فى الهاتف حين استمعت لصوت أواب المتذمر يطالب بالحديث معها
ضحكت بصوت عالى وهى تقول
- حبيبى زعلان ليه خليه يكلمنى يا حذيفه
ليقول بصوت عالى أسكت ذلك الصغير وجعلها تنتبه بكل حواسها
- حبيب مين ده أنتِ مقولتهاليش ولا مره ... أنا بس إللى حبيبك
وقبل أن تضحك وجدت أواب الذى سحب الهاتف من والده وقال
- سيبك من بابا ... قوليلى .. هنعمل إللى اتفقنا عليه أمتى
لتبتسم وهى تقول
- يوم الجمعه أيه رأيك
ليقول بفرح
- اوكى
وأعطى الهاتف لحذيفه وعاد إلى غرفته سريعاً
كان ينظر إلى ابنه بحيره وقال
- هو أنتِ وابنى متفقين على أيه
لتضحك بصوتها الذى يخطف قلبه وهى تقول
- يوم الجمعه هنروح الملاهى
ليقول باندهاش
- ملاهى أيه ... مين إللى هيروح الملاهى .
لتجيبه ببرائه
- أحنى
ليشعر بمرحها ينتقل إليه فقال
- موافق بس بشرط ندخل بيت الرعب
لتضحك وهى تقول
- أغراضك خبيثه أنا عارفه بس أنا موافقه جداً
كانت جالسه على كرسيها الوثير تفكر ولأول مره فى حالها من يوم زواجها من عادل .. هى حقا لم تطمع يوماً فى أى شىء بالحياه سوى قرب عادل .. وحب وأمان ابنتها
لماذا إذاً شعرت بذلك الشعور ... فهى من يوم زواجها من راجى ولم يعد يفرق معها على ماذا تجلس او على أى شىء تسير ... وأين تنام على ريش نعام او تنام على الأرض الصلبه ... ولكنها الأن تتمنى أن تعيش حياتها مع عادل كامله ... تنهدت بصوت عالى ثم نظرت إلى شقتها الصغيره وابتسمت كم تعشق تلك القطع .. كل قطعه أثاث أتى بها عادل على زوقه الذى يعرف جيداً أنه زوقها
تلك الأريكة و ذلك الكرسى ... تلك الطاوله وهذه السجاده الناعمه ..... حتى ألوان الستائر والحوائط .. وإذا خيرها أحدهم بين بقائها بجوار عادل أو القصور تختار عادل بكل تعقيدات حياته ... حتى بوجود خديجه وأولاده
شعرت ببعض الدوار.. وألم قوى فى معدتها
ولكنها تغالبت عليه ووقفت تستند على الأثاث حتى وصلت إلى سريرها تمددت عليه وذهبت فى نوم عميق
كان يجلس بجوار ابنته يتفقد حرارتها من وقت لأخر
وكانت خديجه تقف بالمطبخ تحضر وجبه غداء خفيف من أجل مريم .. وأيضاً اطعمت التؤام وذهبا إلى غرفتهما
وضعت طعام عادل على صينيه كبيره ودلفت إلى الغرفه تنظر إليه بحب حقيقى ... يزداد مع كل محاولاته لأرضاها ... لكلماته الناعمه الذى يمطرها بها ... تشعر كم هى أنانيه أحياناً .. فهى دائما تشعره بالذنب .. حين يذهب لمريم ولكن ماذا تفعل لذلك القلب الذى يعشقه ويشعر بالغيره الحارقه
فاليوم هو يوم مريم .. ولكنها لم تتكلم وتسأله وهو لم يلمح أنه سيذهب إليها ... هل تسأله ام تصمت
جلست بجواره وربتت على ركبته قائله
- ان شاء الله هتبقى كويسه
نظر لها وابتسم إبتسامه مطمئنه وقال
- ان شاء الله .... ربنا يطمنا عليها
أشارت إلى الطاوله الصغيره التى وضعت عليها صنيه الطعام وقالت
- قوم كلك لقمه ... أنت من ساعه ما جيت من الشغل وأنت قاعد جمبها
ليبتسم لها وهو يقول
- دى حته من روحى ... بنتى وحته من قلبى .... وإللى يوجعها يدبحنى
لتسأله بصوت منخفض
- بتحبها اووى كده علشان هى بنتك .. ولا علشان على أسمها
لينظر لها باندهاش وقال
- أيه إللى أنتِ بتقوليه ده يا خديجه ... مريم بنتى حته من قلبى ... بحبها وبحب أخواتها .... كلهم عندى واحد ... و كل حياتى
لتبتسم له بحب وعينها تتجمع بها الدموع
- أفضل قولى كده كتير يا عادل ... أنا عارفه أن ليا مكان فى قلبك .... وانى غاليه عندك .. بس أنا أنانيه فى حبك ... ونفسى أبقا أنا بس إللى فى قلبك ... بس ده صعب جداً أنا عارفه ... بس أفضل طمنى ديماً أرجوك
ليمسك يدها وقبلها بحب وهو يقول
- مش محتاجه ترجونى يا خديجه .. أنتِ مراتى و حبيبتى ومكانك فى قلبى كبير ... وليكى مكانه خاصه جداً ... أوعى تقولى الكلام ده تانى ... ولو على المراضيه والكلام الحلو ..والغزل ... فانا بموووت واعاكسك
لتضحك بحب ثم قالت
- طيب يلا قوم كل لقمه ... وأنزل لمريم
ليقول بهدوء
- لأ أنا هفضل هنا النهارده ... علشان لو حصل حاجه تانيه لمريم أكون موجود .
لتقول بصوت خفيض
- طيب مريم مش هتزعل
ليبتسم وهو يضرب أنفها بأصبعه
- لا مش هتزعل هى هتفهم ده ... وممكن ابقا أنزل أطل عليها
الفصل الرابع عشر
كانت جالسه بجواره فى سيارته الحديثه ... وهو ينطلق فى طريقه إلى المفاجئة الذى قام بتحضيرها من أجلها بعد مناقشات طويله مع صهيب .
كانت تنظر إلى الطريق تحاول أن تخمن إلى أين سيذهب بها ... ولكن الطريق صحراوى تماما نظرت إليه وهى تقول بوجه طفولى
- جواد احنى رايحين فين ؟
لينظر لها بطرف عينيه دون أن يجيبها
لتجعد انفها وتذم شفتيها ... فيضحك بصوت عالى على مظهرها الطفولى ... فمد يده ليمسك وجنتها بأصبعيه السبابه والأبهام وهو يقول
- الفضول قتل القطه ... أصبرى يا قطه .
لتلوى فمها وهى تنفخ الهواء بغيظ
ليضحك هو مره أخرى بصوت عالى
كانت تقف بداخل محل للملابس الرجاليه .. تنظر إلى جميع الموديلات بحيره ... حتى وجدت تلك الكنزه الحمراء
اقتربت لتمسكها حين اقترب الشاب الذى يعمل فى المحل سائلاً
- تحت أمرك يا آنسه .
لتنظر له ثم إلى الكنزه وهى تقول
- ده مقاس «...»
لينظر إلى تكيت الكنزه وهو يقول
- ايوه يا فندم
لتبتسم بسعاده وهى تقول
- هخدها بس ممكن تلفهالى هديه
ليهز رأسه بنعم وهو يتحرك لينفذ أمرها خرجت من المحل سعيده بأول هداياها ... لتدخل لمحل آخر وآخر وآخر .حتى أنتهت من كل ما تريد شراءه
أتصلت على والدها لينفذ الجزء الخاص به من الأتفاق ... وهو أن يتصل بصهيب ويطلب منه المجئ إليه لأمر عاجل ... فيوصله والده الذى يعلم بأمر الخطه
كانت تعمل بكل جهد .. تعلم أنه لن يتسطيع لروأية كل هذا ولكنها ستنفذ ما تريد بطريقه تجعله يشعر بكل شىء
وضعت البالونات على الأرض بكميه كبيره جداً ... وأيضاً علقتها بالسقف بشكل متدلى تصل لقمة رأسه .... ووضعت اشرطه ملونه كثيره وعلقتها على النوافذ حتى يسمع صوتها مع تحريك الهواء لها ... وضعت الأستريوا بمكان مناسب واوصلته بهاتفها
جعلت زوجة عمها تتصل بعمها وتلك هى الأشاره حتى يعودا ... وضعت قالب الحلوى ... وزجاجات المياه الغازيه ... ووضعت الشموع ووقفت تنتظر قدومه
وقفت زوجة عمها أمامها تبتسم فى سعاده ... ثم اقتربت منها لتقبل جبينها ثم قالت
- أنا مش عارفه أشكرك إزاى يا بنتى .... ربنا يكرمك ويسعدك زى ما بتسعدى ابنى بكل طريقه
لتقبل يدها بأحترام وهى تقول
- حضرتك مش محتاجه تشكرينى .... صهيب عندى أغلى من كل الدنيا ... وأتمنى رضاه وسعادته منايا وهدفى .
قبل أن تجيبها زوجة عمها سمعا صوت طرقات على الباب
لتبتسم زوجة عمها وهى تقول
- أنا هدخل اوضتى .
ثم ربتت على كتفها وغادرت لتتوجه إلى الباب
قبل ذلك بلحظات
كان يصعد السلم بجوار والده وحين وصلا إلى الباب ليقول والده
- معقول كده نسيت المفاتيح تحت ...
وضع يده على كتف ابنه وقال
- خبط أنت وأنا هنزل أجيبهم بسرعه
وغادر سريعاً
كان يشعر بالغرابه .. فعمه طلبه لشئ سخيف لا معنى له . ووالده كيف يترك المفاتيح فى السياره ... ولكنه لم يبالى وطرق الباب وبعد عدة ثوانى فتح ولم يستمع لصوت أمه المرحب به .. ولكنه تنفس عطرها ليقول بهمس
- زهره
ابتسمت دون أن تجييه ولكنها انحنت أمامه تخلع عنه حذائه فنهرها قائلاً
- زهره أنتِ بتعملى أيه
لتجيبه بصوتها العذب ..
- ثوانى بس
خلعت حذائه وجوربيه ثم وقفت من جديد أمامه وهى تمسك يده وتقول
- تعالى معايا ومن غير أسئله
أبتسم إبتسامه صغيره هو يحب جنانها وشقاوتها ..يحب جميع مواقفها معه
بدأت قدمه تلامس البالونات ليقطب جبينه بانتباه .. بلونه تلامس قدمه اليسرى وأخرى تلمس قمة رأسه .. وأخرى تلامس قدمه اليمنى ..ويسمع صوت الأشرطة الملونه تتحرك بقوه ... خطوه أخرى ... واستمع إلى غنوة عيد الميلاد .
ليقف مكانه وعلى وجه معالم السعاده ترتسم على جميع ملامحه .
رفع يدها الممسكه بيده وقربها من فمه ليقبلها عدة قبلات وهو يقول
- تعبتِ نفسك اووى يا زهره ... بس بجد فرحتينى جداً ... أنتِ بجد نعمه كبيره ... وفضل ورضا من الله .... أنا بحبك بحبك جداً .
لتقبل يده هى الأخرى وهى تقول
- وأنا كمان بحبك جداً .. بس خلى الحب على جمب دلوقتى وتعالى نطفى الشمع .... لتقف والدته بجواره قائله
- كل سنه وأنت طيب يا حبيبى
ليقبل أعلى رأسها ثم يديها وهو يقول
-وأنتِ طيبه يا أمى .. ربنا يباركلى فى عمرك .
ويربت والده على كتفه قائلاً
- يارب العمر كله سعاده وهنا يا صهيب
ليقبل رأس والده بأحترام وقال
- ربنا يخليك يا بابا
أقتربت زهره وبيدها عدة حقائب للهدايا و أمسكت يده ليبتسم وهو يقول
- أحلى مفاجأه ... شكراً يا زهره
لتحرك الحقائب التى بيدها وهى تقول
- اطفى الشمع بعد ما تتمنى أمنيه علشان تاخد الهدايا بتاعتك .
ليقول باندهاش
- هدايا
لتبتسم وهى تقول
- ايوه ... ويلا بقا أتمنى أمنيه
ليغمض عينيه لثوانى ثم فتحها وقال
- فين الشمع بقا .
لتمسك الكعكة أمامه قائله
- قدامك
أطفئ الشمعه بسرعه ومد يده قائلاً
- هاتى بقى
لتمسك يده فيقبلها وهو يقول
- الله أحلى هديه
لتضحك بصوت عالى ثم قالت
- ههديك بإيدى ليه ما هى أصلاً بتاعتك .. و صاحبتها ملكك .
اجلسته على كرسى طاولة الطعام وجثت أمامه على ركبتيها قائله
- أول هديه ..
واخرجت الكنزه الحمراء
ليمسكها ويمرر يده عليها مبتسم ورفع حاجبه حين قالت
- لونها أحمر .
ثم أخرجت الهديا الثانيه ليمسكها يين يديه ليجدها ساعه رجاليه فزادت ابتسامته
واخرجت الهديه الثالثه ووضعتها بين يديه .... ليجدها مجموعه من الجوارب من الخامه الذى يحب
ليضحك بصوت عالى وهو يقول
- مجنونه والله
لتبتسم بمرح وقالت
- مجنونه بيك
ثم وضعت فى يده الهديه الرابعه
ليجدها علبه صغيره فتحها ليتلمسها بيده وأبتسم وهو يضعها بقرب أنفه ليتعرف على رائحة عطره
لم يعلق وهى أيضاً كانت تتابع حركه أصابعه على الزجاجه ثم إغماض عينيه
أمسكت الهديه الخامسه ووضعتها فى يديه
ليستشعر خامتها بيده وهو يقول بمرح وسعاده
- وأخيراً لقينا البنطلون .
لتقول هى بشقاوه
- تفتكر أسيبك تمشى من غير بنطلون يعنى .
ليضحك بصوت عالى وهو يضرب جانب رأسها قائلاً
- يا مجنونه
لتضع فى يده الهديه الأخيره
ليجدها علبه كرتونيه تحسس جوانبها ثم فتحها ليتحسس ما بداخلها ليضحك بصوت عالى مره بعد مره
كانت تتابع تعابير وجهه المحتاره ثم تعابير اكتشافه لهوية الهديه من صدمه ودهشه لضحكته العاليه التى تخطف أنفاسها حتى فاقت على كلماته الضاحكه المشاكسه
- أقسم بالله مجنونه .. كوتشى كوتشى يا مجنونه
لتضحك هى الأخرى وهى تجيب
- ايوه علشان كده أكون كونتلك طقم كامل على زوقى ... ثم اوقفته على قدميه وهى تقول
- ودلوقتى اتفضل أدخل ألبسهم علشان أنا عزماك على العشا .
ليظل واقف فى مكانه صامت لعدة ثوانى كانت خلالها تتأمله بشغف .حتى اقترب منها خطوه وضمها بقوه وقبل جبينها بحب ... وقال
- ربنا ما يحرمنى منك يا زهره .. ويقدرنى أقدر أحبك وأسعدك ولو بشئ بسيط من كل الحاجات إللى أنتِ بتعمليها علشان تسعدينى .
لتضع يدها على وجنته وهى تقول
- وجودك بس جمبى و معايا هو ده إللى أنا بتمناه ... ومش عايزه غيره .
كانت تستعد للذهاب مع سفيان إلى العشاء لقد أتصل بها يطلب منها الإستعداد تريد أن تبدو جميله منه أجله هو .. هو يستحق الأفضل ... وهى مؤكد ليست الأفضل لكنه يقول عكس ذلك ... دائماً ترى فى عينيه نظرات الإعجاب ... ونظرات الأهتمام دائما تحاوطها .... كانت دائماً السيده نوال تخبرها أنها مميزه لدى سفيان ... وان حبها بقلبه كبير لا يوصف ولكن دائماً تشعر بالخوف .... تشعر أنه سيأتى يوم ويشعر كم هى لا تليق به ... يشعر أنه بحاجه لأخرى كامله لا نقص فيها ولا عيب
افاقت من أفكارها على صوت هاتفها
لتبتسم وهى ترى أسم أخيها ينير شاشة هاتفها
لتجيبه قائله
- حبيبى وحشتنى جداً .
ليبتسم وهو يقول
- وأنتِ كمان يا حبيبتى والله ... أكيد فى أقرب فرصه هجيلك ... وأنتِ أكيد لازم تجيلى بيتى ولا مش عايزه تشوفيه
كلمات بسيطه لا خطئ فيها جعلت تلك الواقفه أمامه تحمر خجلاً ... وتنظر له بزدراء لم تستطع أن تداريه ليجد نفسه يضحك بصوت عالى على تلك اللوحه الفنيه الرائعه التى أمامه لينتبه لصوت أخته وهى تقول
- أنا قولت أيه يضحك ... أنا بقولك خايفه أنت تضحك
ليعتذر منها وهو يقول
- أنا آسف يا حبيبتى ...أنا مضحكتش على كلامك أصلى أفتكرت حاجه كده .. آسف يا قلبى ....وبعدين هو أنتِ فى منك ... أنتِ بجد رووعه فى كل حاجه ... شكلاً وروحا وأخلاق ... يا حياتى أنتِ مفيش منك .. وكل إللى فى دماغك ده ... وهم ...وهم فى دماغك أنتِ بس ... خديها من أنا راجل وافهم فى المواضيع دى جداً .
ليزداد انعقاد حاجبى الواقفه ولا تعلم لماذا طلب منها الأنتظار ... هل لتسمعه يتباها بعلاقاته النسائيه أمامها
اتسعت عيناها بصدمه وهى تسمعه يكمل
- وبعدين سفيان بيحبك جداً .. وبيتمنى رضاكى .. تعرفى أنا لو مكنتش اتأكدت من ده بنفسى مكنتش سبتك ليه ابداً .
كانت تريد أن تضربه على رأسه الأن بشئ قوى ... حتى ترى لون دمائه .... مؤكد ليس لديه دماء من الأساس
كاد أن يضحك مره أخرى .. ولكنه لم يرضى أغضاب أخته القلقه .
فابتسم لأخته التى تشعر بخوف عظيم وقال
- عيشى يا مهيره عيشى واتبسطى حبيه بكل قلبك .... سيبى نفسك وخليه يطير بيكى على سحاب الحب .... شيلى من دماغك كل إللى مخوفك لأنه مش فى دماغوا أصلاً ولا بيفكر فيه وأنا اتأكدت من ده بنفسى .
كادت أن تتحرك لتخرج من هذه الغرفه لم تعد تستطيع سماع ما يقوله ... أنه ليس برجل .. أنه حيوان على هيئه بشريه لاحظ أنها وصلت إلى حد الانفجار فقرر إنهاء ذلك حتى تهدء
فناداها لتقف قائلاً
- لحظه يا ملك .
لتقف مكانها تلعنه وتسبه
وعاد هو يكمل كلماته الأخيره مع أخته قائلاً
- خلاص يا حبيبتى ... النهارده سيبى نفسك وعيشى كل لحظه مع جوزك .. فرحيه وافرحى معاه وأنا هبقا أكلمك تانى أطمن عليكى
أنهى الأتصال ونظر إليها وهو يقول
- هو مش أنا قولتلك تقفى على مخلص المكالمه كنتى رايحه فين حضرتك .
لتكتف ذراعيها أمامها وهى تقول
- صحيح أنا سكرتيرة حضرتك بس ده مش معناه أقف أسمع الكلام الفارغ إللى كان بيحصل ده
لينظر لها بغضب... ولكن من داخله سعيد سعيد وبشده و وقف ليتحرك ويقف أمامها قائلاً
- أنتِ بتقولى أيه يا آنسه ... أنتِ ناسيه أنك مجرد سكرتيره عندى ملكيش أى حق ... كل إللى عليكى أنك تسمعى كلامى وتنفذيه ...فبأى حق تتكلمى عن تصرفاتى يا هانم
لتنظر له بألم وعيونها تجتمع بها الدموع
- أنا صحيح فقيره بس مسمحش لحد يتكلم معايا كده حتى لو كان المدير بتاعى ... صحيح أنا بشتغل عندك بس أنا مش جاريه شريها من سوق النخاسه .... ولو حضرتك مش عايزنى أشتغل هنا أنا فوراً أقدم استقالتى
ظل ينظر إليها طويلاً ثم قال
- لأ ... متقدميش استقالتك لأنى هرفضها .. وأنا مش بقلل منك يا هانم ... بس كلامى يتسمع مفهوم
لتخفض رأسها وهى تقول بصوت هامس
- مفهوم
- اتفضلى على مكتبك ... وهاتيلى ملفات الصفقات الأخيره كلها
لتهز رأسها بنعم
وتحركت خطوتان لتقف مكانها مبهوته بما قاله
لتلتفت له باندهاش قائله
- حضرتك قولت أيه
لينظر إلى عينيها قائلاً
- أنا كنت بكلم أختى ... مهيره .
شهقت بصوت عالى وهى تضع يدها على فمها ليتقدم هو خطوه واحده وقال
- طبعاً أنتِ فكرتى فيا أنى شخص زباله وحقير وبتاع ستات ... لأ وكمان متجوزين وكمان بنصحها تعمل أيه مع جوزها المخدوع مش كده .
لتتكلم سريعاً قائله
- أنا آسفه .. والله
ليشير لها بيده أن تصمت وقال
- اتفضلى على مكتبك .. و حضريلى الحاجات إللى طلبتها .
و ألتفت ليعطيها ظهره قبل أن يضحك أمامها بصوت عالى
خرجت سريعاً وهى تلعن نفسها وتوبخها بشده .. وتلوم نفسها على ظنها السئ به
أما هو فجلس على مكتبه وهو يقول
- هو أنتِ لسه شفتى حاجه ده أنا هجننك قريب .... يا ... ملك هانم .