رواية القلب الملعون الفصل الرابع عشر 14 بقلم ديدي


 رواية القلب الملعون الفصل الرابع عشر 

حانت منها نظرة لتجد تلك القيود الحديدية فشعرت بقبضة جليدية تعتصر قلبها نگاد تمزقه عضت على شفتها السفلى بقهر تنتهد بالم مع تجمع الدموع بعينيها.

تلك القيود التي ستقيد بها ليوناردو ينفسها....

لم تستطع أن تتحدث فقط أومأت بخنوع ...

سمعت صوت ليوناردو ينادي عليها :" أبنها النارية.. أين أنت ؟."

رفعت رأسها بحدة تغفر شفتيها تنظر حونها بارتباع. دقات قلبها تكاد تصم أذنيها، قبل أن تشير إليها العجوز بالذهاب...

لم تكن بحاجة لأمرها, فركضت من الغرفة, تسرع إليه بلهفة. تراه يحمل درعة الذي نزعه للتو يدلف لساحة القصر..

ركضت إلى منتصف الساحة تقابله ليلقي أسلحته أرضا.

يتلقف جسدها المندفع اتجاهه, يحملها ضاحكا يدور بها.

قائلاً بشغف" اشتقت إليك كثيرا ...

ضحكت بعينين دامعتين تضع يديها على كتفيه تنشبت بهما.

شعرها يتطاير مع دوران جسد بهما، تهتف بسعادة

وكأنها قد نست ما ينتظرهما بالداخل : " اشتقت إليك ليو."

توقف دون أن ينزلها يقربها إليه، وهي تلف ذراعيها حول عنقه. تقبله بقوة جعلته يشدد من ذراعيه حول جسدها المتارجح بين يديه...

ثم ابتعدت عنه تلهث ليغمزها بعيث قائلاً: " يبدو أن ابتعادي كان مفيدا.. تبدين بخير." ابتسمت العينية برقة تقول: " بأفضل حال اشتقت إليك كثيرا. "

انزلها برفق حتى وقفت على قدميها، ينظر لعينيها بعينين لامعتين. يمسك بيدها، قائلاً:" هيا بنا لغرفتنا."

اتسعت عيناها بهلع, تلتفت برأسها تنظر الطريق الغرفة برعب.

قبل أن تعود إليه هاتفة بحدة لم تتعمدها : " لا .."

عقد حاجبيه بربية, لتسرع قائلة بابتسامة مهتزة " أريدك أن تجلس على كرسيك قليلا."

إزداد إنعقاد حاجبيه أكثر لكنها جذبت يده الممسكة بيدها.

تتحرك إتجاه كرسيه الضخم تجلسه عليه, ثم تجلس على سافيه, تحتضنه بقوة..

وهو يتساءل بتعجب: " ماذا بك ؟...

لا يدري أنها تريد أن تبقى معه أطول وقت ممكن قبل أن يواجها المحتوم.

تريد أن تحتضنه قبل أن تودعه للأبد...

دفنت وجهها يصدره تكتم شهقاتها الباكية، تمنع نفسها من الصراخ بأعجوبة. لكنها همست باختناق " أحبك .."

ابتسامة ناعمة تلونت على تغره يقربها إليه أكثر هامنا بعشق:

" وأنا أحبك أكثر.. أو تعلمين كم اشتقت إليك بهذه الفترة، لم أكن أفكر إلا بك."

كل منهما يشدد من احتضان الآخر هي بخوف تعاني بألم مهلك,

وهو يعشق مشتاق بعد طول غياب...

ليتساءل بلهفة كأنه تذكر: " هل وصلك الكتاب ؟."

همهمت مؤكدة ليضيف بحماس :" لقد وجده مصادفة.. لم أستطع أن انتظر عودتي لأعطيك إياه."

ابتسامة ممتنة ظهرت على شفتيها، تقول بغموض :
لا تعرف كم أنا ممتنة لك لإرساله.. لقد خدمتي كثيرا ."

أبعدت وجهها بعيدا عن صدره, ترفعه تنظر إليه بعينين متلهفتين.

التشرب ملامحه بنهم شديد نظراتها جعلته يضحك بمرحيميل بوجهه يقبلها، وهي تلف ذراعيها حول عنقه تبادله قبلته...

كلما حاول الابتعاد تقربه أكثر مهمهمة بإعتراض، ليبعدها بقوة. قائلاً بأنفاس متقطعة يلهث بشدة : " ماذا بك بانارية ..."

اشتقت إليك..

التوت زاويتي شفتيه بابتسامته العابئة, يحملها بين ذراعيه ينهض, قائلاً بتلاعب: " لغرفتنا إذا.. فلا أريد لأحد رجالي أن يشاهدنا فاقدي السيطرة هنا."

هزت رأسها رافضة بهلع، تقول بخوف: لا أريد الغرفة، ليو... النظر.."
لكنه كان قد سلك طريق الغرفة دون أن يبالي برفضها. التقول بتوسل مثير للشفقة: " ليس الغرفة.. لنذهب لغيرها ."

كان قد وصل للغرفة يدلف إليها يصم أذنيه عن توسلها الغريب

تم نظر إليها يقول يتوعد مصطنع : " سأعوض إشتياقي إليك وأعاقبك على تلاعبك يا نارية . " ثم عمرها بعبث...

رفع رأسه ليرى الطريق للفراش ليجد من يحتل الغرفة.
اتسعت عيناه بمفاجئة قبل أن ينزل ميريديت ببطء. يطوق خصرها بحماية، مع تحفز جسده...

التتحول نظراته القائمة. يتساءل بنبرة شرسة : " ماذا تفعلون هنا؟ "

ارتجف جسدها بين يديه بطريقة جعلته يميل برأسه للجانب. ينظر لجانب وجهها قائلاً بخفوت مرعب" أيتها النارية."

سمع صوت الباب خلفه يغلق، مانغا إياه من التراجع أو التفكير بالهرب, ورأس ميريديت يطرق بخزي جعله يفك ذراعاه من حولها. يتراجع خطوة. ينظر حوله بتحفز مقيما الوضع ...

صدح صوت العجور تقول بقوة: " إنها النهاية يا فولادي.. نهاية جنونك ."

یده قبضت على ذراع مير بديت يديرها بقسوة لتواجهه قائلاً بصوت محدر" میریدیت"

ابتلعت غصة مسننة استحكمت بحلقها، وهي تسمعه يناديها باسمها وليس النارية, حلقها متورم لا تستطيع الحديث، ماذا ستخيره ....

لم يكن بحاجة لإجابتها، فقد نقض يده بعيدا عنها وقد فهم ما يحدث. بهدر بجنون" لقد فعلتها.. حذرتك من الأمر."

انهمرت دموعها بقهر تهمس بصوت مختنق بتوسل يكاد يسمع : " سامحني ليو."

لكنه صرخ بوحشية يدفعها بقسوة:" اخرسي .. خائنة."

تراحت متقهقرة للخلف من قوة دفعته, لتتلقفها العجوز...

ويندفع ليوناردو بجنون كمفترس يهجم على من أمامه. ظل يضرب الرجال بالغرفة صرخاته تهز أرجاء القصر

تستمع إلى صوت رجاله قد اجتمعوا أمام الباب يحاولون فتحه

يتسائلون عن سبب صراخ زعيمهم....

رغم عدد الرجال وشدة بنياتهم، لكنهم لم يستطيعوا أن يسيطروا على جنون الفولاذي...

خمس رجال أشداد يكادوا يكونوا لا شيء أمام قوته، بل شعوره بالألم. القهر من خيانة من أحبها دون الجميع، يجعله يصارعهم بكل قوته، مفرغا لغضبه بهم.....

أمسكت العجوز بذراع ميريديث تحتها على الإسراع, ذلك المجنون سيقضي على الرجال، وقد يقتلها بعدهم، ولن يستطيعوا إيقافه...

فقالت أمرة هيا ميريديت.. أوقفي جنونه."

شهقت باكية, تتوسلها بعذاب أن تتركها.

لكن العجوز صرخت بوجهها بقوة" سيقتل الرجال ويزداد جنونه.. هيا."

انت بالم قبل أن تتحرك بخطوات متهالكة، تقول بصوت معذب : " يكفي ليو."

لم يسمعها في خضم جنونه، وقد أجهز على اثنين من الرجال. بجسده المتحفز شعره المشعت صرخاته التي تخترقها كسهام تمزق نباط قلبها ...

لم تجد بد رفعت بدها تجمد حركة جسده فالتفت يوجهه إليها بعينين متهمتين. فبادلته النظرات بعينين معذبتين

الهمس من بين شهقاتها : " آسفة . "

بلحظة وجد جسده مکیلا ذراعاه مشدودان يقيود حديدية تقبض على معصميه,
يحاول تحريك قدميه, لكن نفس القيود تقبض على كاحليه يمنعانه من الحركة.

ليصرخ بوحشية " كيف تجرؤين ؟

رفعت وجهها للأعلى تفخر شفتيها تشهق بعذاب لا يحتمل.

تغمض عينيها تعتصر جفنيها لا تريد أن ترى ذلك المشهد، هي تموت حرفيا ....

تعاني من كل ما يحدث، لكن ليس أمامها حل آخر....

اقتربت العجوز منها، تقول بهدوء : " خذي."

فتحت عينيها تنظر إليها، فوجدتها تمد إليها خنجر ليوناردو الذي قتل به الفتى بالقرية.

رفعت وجهها تنظر إليها بعينين متسعتين متورمتين باستنكار...

التقول العجوز بقوة " هذا هو خنجره الخاص... كما قتل به... يكون نهايته به أيضا."

صاحبت حديثها بوضعه بيد ميريدت الباكية.. تذكرها بما فعله...

أمسكت الخنجر بيد مرتعشة تتحرك اتجاه ليوناردو المشتعل بجنون الخيانة...

شفتها السفلى ترتعش قائلة بأنفاس لاهتة بعذاب:

" هذا قدرنا .. لم أعد أستطيع .. سامحني ."

صدره يعلو ويهبط بانفعال، انفاسه المشتعلة تخرج لاهنة.

يقول بغضب: " كان علي أن أعرف.. لست بأفضل منهم... كان علي قتلك مثلهن."

كلماته تمزقها، تجعلها تشعر بطعم المرارة بحلقها، تقول بأسي: " لا تقلق.. سأفعلها بنفسي."

****** كلماته تمزقها تجعلها تشعر بطعم المرارة بحلقها.

تقول بأسى : " لا تقلق.. سأفعلها بنفسي ."

حتى وإن فعلتها وقتلت نفسك سيظل قلبك ملعونا يحيي...

نسلك سيظل مرتبطا بي.. كل فتاة من كل جيل ستكون لي: حتى تأتي من تحررني من أسرك وأصير جزا وبعدها سأقتلها...

سأقتلها وأستعيدك الأذيقك العذاب...

زمت شانتيها بقوة تحد من ارتعاشهما، تغمض عينيها دموعها تنهمر بغزارة.

قلبها يتفتت بألم مهلك مع كل كلمة ينطقها ...

ليضيف هو يحقد عاشق مخدوع سترين عذانا لم تتخيله ابدا.

قلبك سيعود لينبض لأجلي، وعندها فقط سأنتزعه بيدي أمام عينيك....

فقط انتظري لتري ماذا سأفعل بك. "

شهقت تفتح عينيها تنظر إليه بألم، واضعة يدها على قلبها.

تقول بصوت معذب :" سامحني أرجوك.. لكن ما تفعله لا أستطيع تحمله أنا أحبك...".

ثم تعالى صوت بكائها المقهور جسدها يختض بقوة تعض على شفتها السفلي

حتى أدمتها من فرط ما تعانيه ذلك الألم الذي يعصف بها يجعلها تتمنى الموت:

بل تتمنى أن تلقي بخنجرها، وتركض لترتمي بين ذراعيه وتنسى ما حدث

لكن تلك الصرخات تصم أذنيها، صرخات القتلي, عائلاتهم المنكوبة

لم تعد تستطيع الاحتمال، أخذت نفس ... اقليها

مع إتساع عينيها صدمة، وتهاوي جسدها ارضاء ثم ضياع لمعان عينيها.

طالعه وجهها الشاحب الغارق بدموعه....

هبطت نظراته بدعر مفارقا وجهها، عيناه تتسعان غير مصدق أنها قتلت نفسها.

لكن منظر الخنجر الساكن بقلبها.

دماؤها التي افترنت الأرض ملوثة فستانها الأبيض:

لتحوله لذلك اللون الكريه الذي يبغضه بقوة كأنه يستفزه، بطنها البارزة, طفله الصغير...

قتلت نفسها ومعها صغيره من كان يتمناه تركزت نظراته على بطنها.
كانه يخترقها ليرى صغيره فلا يجد سوى الموت....

صرخة شقت حنجرته كادت تعصف بما حوله مع محاولة شرسة منه للتحرر من قيوده:" لااااااال "

لكن بعد لحظات بدأ تجمد جسده الجاي وشعر بساقيه كأنهما تحولنا الصخرتين تسارعت أنفاسه بقوة يحارب تلك القيود والسلاسل التي تقيد ذراعيه وجسده، لكن ذلك الشعور بالتجمد يتصاعد لباقي اطرافه جعله يعلم النهاية أو بداية لن تكون إلا دمارا...

لم تمر دقائق حتى تحول الجسد صخري منحوت على هيئة بشر. بعينين متسعتين بهما من العذاب ما يكفي الكون لكن أيضا نظرة شرسة حمراء مشتعلة بتوعد مرعب...

وبقى قلبه فقط نابضًا بقوة، كأنه يتحدى من حوله منتظرا العودة من جديد...


تعليقات