رواية حارة العاشقين الفصل الرابع عشر
"شقة باشا"
-عامل أيه مع شهرزاد
قالها 'باشا' واضعاً سيجارته تتوسط شفتيه
زفر 'شاهر' بعد أن وضع أنامله علي ياقة قميصه يعدل من هيئته إستعدادا للذهاب إلى الحفل
-اكيد هشوفها في الحفلة هي مش بطلة الفيلم
أخرج 'باشا' زفيرا طويلاً بعد أن وضع سيجارته بين أنامل يديه
-أرحمها و أرحم نفسك
كفاية انتقام و تعذيب ليها
أنت بتحبها بدل ما تقف معاها هتضيعها من أيديك
-مش هي اللي عايزة تشتغل مع المخرج علشان تعاند معايا تدفع الشرط الجزائي الأول و بعدها تبقي تشتغل مع أي حد
قالها 'شاهر' لاعنا نفسه آلاف المرات
-و لو أنا دفعت لك الشرط الجزائي هتسيبها في حالها
قالها 'باشا' يشير إلى بناته الخمسة بالاقتراب منه
أقفل 'شاهر' الهاتف المحمول
فقد نفذ صبره من تلك الصغيرة
ما أن أقفل 'شاهر' الهاتف المحمول
أبتسم 'باشا' واضعاً سيجارته بداخل المنفضة الموضوعة على سطح المكتب الخشبي الجالس عليه قائلاً :
-مش عايزين تخرجوا
رحبت 'فيروز' بالفكرة
بينما رفضت 'نور' قائلة :
-روحوا أنتوا مليش مزاج
ما أن رأي 'باشا' حالتها
نهض من مكانه يسألها قائلاً :
-مالك يا نور لسة مش موافقة علي جوازي من صدف
أومأت 'نور' برأسها رافضة واضعة خصلات شعرها خلف أذنها قائلة :
-لأ طبعاً موافقة و بعدين هي فين طول الوقت اعدة في اوضتها مكسوفة مننا خليها تخرج معاكم
أبتسم 'باشا' واضعاً ساعده الأيمن حول رقبتها
قهقهت أبنته 'ياسمين' عالياً قائلة :
-طول عمرك بتاخدها علي خوانا
سألها :
-هتيجي معانا و لا لأ
حاولت 'نور' كتم صوت ضحكتها قائلة :
-جاية معاكم
أبتسمت 'صدف' معجبة بطريقته الخاصة مع بناته
حاولت 'نور' الإفلات من قبضة يديه قائلة :
-هاجي معاكم
أبتسمت ابنته 'ياسمين' قائلة :
-لو حد عرف أسمك الحقيقي هتبقي فضيحة
حاولت 'نور' أن تنهض من مكانها قائلة :
-كان مسمينا أسماء رجالة و كان بيلاعبنا مصارعة
أبتسمت 'صدف' تتابع للنهاية
مدت 'نور' يدها إليه قائلة :
-مكنش عايزنا نلعب مع ولاد الجيران و لا نتجوز لما نكبر
مد 'باشا' يده إليها قائلاً :
-ده اللي هيجي يتقدم ليلتة سودة
ما أن نهضت 'نور' اقتربت منه احتضنته قائلة :
-هقول لصدف تيجي معانا
_
'داخل الحفل"
زفر 'شاهر' لاعنا تحت أنفاسه
جلوسه على طاولة واحدة مع تلك الصغيرة
وضعت 'شهرزاد' خصلات شعرها خلف أذنها قائلة :
-عامل أيه يا أستاذ شاهر
ما أن أستمع إلي صوتها لف وجه بعيداً عنها يتحدث مع الجالس على الكرسي المقابل له قائلاً :
-حسابك معايا بعدين علشان تخلينا نقعد مع بعض في مكان واحد
طلب منه 'كامل' أن يأخذ حذره قائلاً :
-خلي بالك علشان في تصوير بعد ما تخلص الحفلة و بعدين لازم بطلة الفيلم و المخرج يكونوا موجودين في مكان واحد
ما أن رأي الجالس على الكرسي المجاور لها سقوط دموعها
سألها :
-مالك يا شهرزاد
مسحت دموعها خوفاً من أن يفضح أمرها قائلة :
-مفيش حاجة يا جاسر
وضع 'جاسر' أنامله علي وجهها قائلاً :
-معقول العيون دي تعيط
أبتسمت 'شهرزاد' واضعة أناملها علي وجهها قائلة :
-امتي التصوير
قهقه عالياً ينظر إلى ملامح وجهها ..
-نبدأ تصوير من بكرة لو حبيتي
قهقهت عالياً قائلة :
-و أنا موافقة
ما أن أستمع 'شاهر' إلي صوت ضحكتها ..
لف جسده واضع سيجارته تتوسط شفتيه ..
ما أن رأت نظرات عينيه محاولا التماسك حتي لا يفقد أعصابه
استمرت في تحديه و استفزازه قائلة :
-انا موافقة التصوير بكرة
أبتسم 'جاسر' رافع أناملها علي شفتيه يقبلها قائلاً :
-مبروك يا نجمة علي الجائزة
أخفضت رأسها خجلاً قائلة :
-انت متاكد أن هاخد الجائزة
نهض من مكانه قائلاً :
-محدش غيرك يستاهلها
هسيبك علشان توزيع الجوائز
أومأت 'شهرزاد' برأسها نظرت إلي ملامح وجه 'شاهر' قائلة :
-انت بتكرهني ليه بالشكل ده
تجاهل الحفل ليبدأ في تأديبها كعادته قائلاً :
-انت مين علشان أكرهك و لا أحبك أنت أتفه من أن أعمل لك قيمة
سقطت دموعها ليصبح وجهها قانيا قائلة :
-انت حيوان
أكمل 'شاهر' كلماته قائلاً :
-مش هتعرفي تشتغلي مع غيري في شرط جزائي ادفعي الأول
علي الأغلب ..
لم يستمعان إلي المقدمة الطويلة عن أعمالهم الفنية ..
أكملت 'مقدمة' الحفل كلماتها قائلة :
-المخرج شاهر المصري
جائزة أفضل مخرج سينمائي
وضع سيجارته بداخل المنفضة الموضوعة على الطاولة
نهض من مكانه يصعد على الدرج ..
مد يده يستلم التكريم قائلاً :
-شكراً
طلبت منه مقدمة الحفل الإنتظار دقائق من الوقت قائلة :
أفضل ممثلة صاعدة تذهب إلى شهرزاد المغربي
نهضت 'شهرزاد' من مكانها تعدل من هيئتها صاعدة علي درج مدت يدها تأخذ التكريم قائلة :
-شكراً
أبتسمت مقدمة الحفل تطلب منها الإنتظار قائلة :
-ممكن يا أستاذ شاهر تسليمها التكريم
.. (بينما) ..
أبتسمت 'شهرزاد' منتظرة موافقته
أقفل 'شاهر' أزرار بدلته نزل علي درج خشبة المسرح ..
شعرت 'شهرزاد' بأن قدميها لم تحملاها ..
بعد أن رأت نظرات أعينهم جميعهم ..
ما أن رأي 'جاسر' حالتها
ركض سريعا علي الدرج
طلبت منه مقدمة الحفل مساعدتها قائلة :
-استاذ جاسر لو معاك عربية ممكن توصلها
أومأت 'شهرزاد' برأسها رافضة
واضعة أناملها علي وجهها قائلة :
-هو لسة في الجراج ملحقيش يمشي
حاولت أن تعدل من وقفتها
نزلت علي درج خشبة المسرح ..
تجاهلت المصورين و الصحفيين ..
ما أن خرجت من الباب الخلفي لبوابة الحفل ..
دارت عينيها تبحث عنه في كل مكان
ما أن رأت سيارته
خطت خطوات سريعة متوجهة إليه ..
تسارعت دقات قلبه عند رؤيته لها تفتح باب السيارة تجلس على المقعد الأمامي هنا سألته :
-بتعمل معايا كده ليه
_
"شقة فريدة"
ما أن علمت 'فريدة' بزواجه بتلك الصغيرة مسحت دموعها نظرت إلى انعكاس صورتها في المرآة
مازالت نفس المرأة القوية المتعجرفة التي ترفض أن تخسر طوال الوقت شردت في كلماته قائلاً :
-أنا طلقتك أتجوزي واحد من مستواك الإجتماعي
أخذت سلسلة مفاتيحها متوجهة إلى الخارج
فقررت فتلك اللحظة بأن تقضي تلك الليلة بداخل أحضان أي رجلاً تقابله لتثبت لنفسها بأنها مازالت إمرأة مرغوبة إنكسارها أمام نفسها جعلها تقود بسرعة جنونية ..
ما أن وقفت أمام تلك الحانة
أغمضت عينيها واضعة مقدمة رأسها علي مقود السيارة تمتمت لنفسها بالسب من ما تنوي فعله ستصبح عاهرة ملوثة ..
لم تعلم بعد بأنها أخذها قدرها لعشق و جزاء ذلك الوسيم
و عن من نتحدث عن ..
'فراس المصري'
عدو زوجها السابق ..
'فهد المصري باشا'
قد تراه أمامك للوهلة الأولى ..
راجل وسيم أنيق و جذاب للغاية ..لا تخدعك المظاهر .. فهو ..صاحب ملهي ليلي و أعمال منافية للأخلاق ..
يعمل في الليل كطيور الظلام ...
أهلا بك في عالمه الخاص به ..
أردت أن تثبت لنفسك بأنك إمرأة مرغوبة سيذيقك من الرغبة و الإثارة ما تريدين ..
نزلت من السيارة أغلقت بابها
متوجهة بخطوات ثابتة
ما أن توقفت أمام الباب الأمامي للملهي الليلي حكت مقدمة رأسها
بعد أن رأت الحارسين الواقفين
_
"شقة عائلة الجبالي"
-بصراحة كده العروسة مخطوبة ..
قالها 'صخر' بعد أن لف وجه ينظر إلى 'جيهان' الواقفة أمام غرفة الطبخ
سقطت دموعها تومأ برأسها ممتنه له
لوت 'والدة العريس' شفتها العلوية تهكما عليهم قائلة :
-و هي هتلاقي فين عريس أحسن من أبني و بعدين دي مطلقة و معاها بنت يعني مش بنت بنوت
ما أن فتحت 'الخاطبة' فاها معتذرة لهم ..
حمل 'صخر' علبة الحلوي يدفعها إلى العريس قائلاً. :
-حصل أمك لتقع علي السلم تتكسر رقبتها
بينما ..
نهضت 'والدته' متحركة إلي الخارج وقف العريس قائلاً :
-مبروك و أنا آسف على اللي حصل
نهض 'صخر' من مكانه يربت علي ظهره بأنامل يديه قائلاً :
-امك عندها حق جيهان مطلقة و عايزة واحد زيها شرفت يا أبني
أومأ 'العريس' برأسه متوجهاً إلي الخارج
__
