رواية نبض حياتي الفصل الخامس عشر
بيقولي طولت في غيابك ...... قلتلهم النظرة في عنيه باخد مسافات
استقرت سيارة "رائد" داخل القصر، ترجل منها ثم مسح بعينيه مظهر القصر الخارجي باشتياق التفت إلى شقيقته ثم حملها وداف بها إلى القصر بلهفه ...
الباب رائد على الكرسى بحذر متابغا تفتكري جدك فين؟
هرت سارة رأسها بعدم المعرفة، استمعوا إلى صوت إنتوى من خلفهم لـ يلتفت على أثرها رائد وسارة ...
إنتوا مين وبتعملوا أي هنا ؟؟
التقت رائد قاطبا حاجبيه باستغراب ثم أثار منها بحذر وملامح متشنجه من جهله لهوية تلك الفتاه
وقف أمامها بملامح محتده قائلًا: إنت اللي مين بـ شاطره..... أوبس انت بنت الدادة صح ؟ تشتحت ملامح "رنا" أثر نعته لها بهذا اللقب، قالت رنا بحدة داده مين وبتاع مين انا بنت "يحيى الكافي" ، إنت اللي مين اصلا!!
نظر رائد إلى شقيقته بسخرية متابعا: رنا دي صح ؟
هزت رأسها ينعم في حين التفت إليها رائد قائلًا بتعريف نفسه: أنا رائد ابن عمك
لوت رنا شفتيها بسخرية لاذعة ثم قالت: ومش بنشوفك ليه يابن عمى يكونش كنت هاجج من البيت انت كمان؟
إستشعر بالسخريه في نبرتها ليقطع الصوت دخول نبض إلى القاعه هاتفه بنبرة سعيدة حينما رأت رائد
هي تتذكر راند جيدا لأن وقتها كانت نبض واعيه التفت رائد إلى ذلك الصوت المألوف له.
ابتسم يحنو قائلا بهدوء وترحاب شدید نبض مش مصدق عينى بجد نبض !!
إقتريت منه نبض ومؤنس الذي سعد بعودة رفيق دربه، رغم التقه التي بداخله أنه سيعود ألا أنه إشتاق إليه، فاق من شرودة على صوت نبض ترحب به بود
أيوه نبض شوفت بقا مفاجأه حلوة مش كده؟
تابع رائد بتأكيد دي مفاجأه جامده أوى كمان عامله اية طمنيني عليكي ؟
نبض بود انا بخير الحمد لله وانت اخبارك ايه وفينك لما جيت القصر ملقتكش لييه؟
تعجبت رنا من نقاشها المفتوح مع هذا الغريب بالنسبة لها، دائما ما تتوتر وتنهي الحديث بأي طريقه ولكن ذلك يبدوا مختلفا كليا، انتبهت إلى صوته يقول: حصلت كام حاجه كده المهم إنك رجعتي
قاطعه مؤنس وهو يفتح له ذراعيه مرددا طب مش تسلم على صاحبك
إحتضنه رائد بإشتياق حقيقي لامسه مؤنس، ابتعد عنه ثم نظر إلى سارة الجالسه تتابع بصمت، قال مؤنس بحنان أخوي طب رائد وواطي طول عمرة مؤنس موحشكيش ؟
ضحكت سارة برقه ثم أردفت برجفه في صوتها وحشتونى أووى كلكم والله ووحشني القصر وجدو
نظر مؤنس إلى رنا الصامته ثم إلى رائد قائلا: رائد دى رنا أكيد فاكرها!
نظر لها رائد باستخفاف قائلا: حصلنا الشرف
نظر الجميع لبعضهم من نظرات رنا ورائد العدائيه وكأنهم يعرفون بعض منذ سنة .... فهمت نبض ما يجول برأس أختها لتتجه نحوها صاحبه إياها إلى الأعلى...
في حين ظلت نظرات رائد معلقه معهن حتى أختمن عنه، قطب مؤنس حاجبه بشك قائلا: إي الحوار؟
أشار له رائد بلا مبالاه ثم توجه إلى الأعلى حاملا اخته بين يديه، ظل مؤنس في مكانه فتره تم قرر أن يصعد كي يعلم من رنا ماذا حدث ؟!!
بالأعلى »»
ارتفع صوت نبض ممزوجا بالغضب الشديد من تصرفات أختها التي أصبحت مرتبه حاولت رنا أن تتحدث لتقاطعها نبض بتحذير شديد اسمعيني كويس اوى، مش معنى أنه يقى ليك مال وقصر وعربيه وحرص وفي مستوى أفضل من اللي كنا فيه يبقى تنسى نفسك ، عمر المال ما بيغير مباديء إنسان متخليش الفلوس تعملك بني ادمه عديمة الزوق ومهزقه وماشيه تتنطط علي خلق الله، فوقى بـ ماما دى مش تربيتي ليك إنك تعاملي ابن عمك بأسلوب مهرق زيك اقسم بربي يـ رنا أخدك وترجع للى كنا فيه ثاني إنت فاهمه؟!!!
تحدثت ونا باستنكار وعدم وعى لما تتفوه به ده على اساس أبوك هيسيبك أو مش متخافی!!
تلجمت نبض أثر كلمات أختها، تخفى ذلك الجانب المؤلم من حياتها في ماضيها، أيقظت رنا ذلك الماضي.. شعور الكسرة، الإحراج .... هبطت الدموع على وجه نبض يقهر وألم دافين
دلف مؤنس على آخر كلماتها التي أصيبة بالشلل، نحى ببصرة تجاه نبض ليجدها ساكته فقط والدموع تهيط بحزن على حال صاحبتها، نظر مؤنس إلى رنا التي أخفت وجهها من الإحراج بنظرة قاتله جعلت أطرافها تنتفض تم إتجه إلى نبض قائلا بحذر نبض تعالى معايا برة
نظرت له نبض بوجه جامد ثم أردفت بهدوء مهلك: سيبنا لوحدنا شوية ممكن؟
هر مؤنس رأسه ثم خرج ولكن لم يبتعد لا يضمن ردة فعلها بعد.. كانت الكلمات قاسيه عليها ...
نظرت له نبض بكسرة ثم اتجهت الى شقيقتها بعيون جامدة ثواني مرت بصمت حتى قطعه صفعه قویه اهتزت لأجلها أطراف الغرفة، صدمه الجمت رنا أختها تضربها !!!
لم تندم نبض بما فعلته بل أمسكت بأطراف شعرها بشده قائله بهمس قاتل وقسوة :- أوعى تنسى نفسك في يوم، أوعى تنسى إنك تربيه حواري وكنت بأكلك وأشربك وأعلمك وخليتك دكتورة قد الدنيا ماشيه تتفشخر بنفسها وتتنطط على كل من هب ودب، اوعي تنسى أني حرمت نفسي من كل حاجه وحلمى أنى أكون مهندسه عشانك
اشتدت قبضة نبض حول شعرها لتصرخ رنا لأجلها، لم تهتم نبض بذلك بل أكملت: وأوعى
تنسى إنك لما تيجي تكلمي أختك الكبيرة تكلميها باحترام تكلمي ابن عمك اللي أكبر منك تكلميه بأحترام... تكلمي المعيد ودكتورك بإحترام..... إياك تنسى أصلك يـ رنا أقسم بالله أدفنك حية مكانك ولا تربية أمى تنداس بمداس فاهمة ؟؟؟
تركها لنفع ونا على الارض متابعه وهي تشير بأصبعها لها ولسانك ده ميخطيش لساني أبداً سامعه ؟!!
تركها نبض وغادرت وكأن بداخلها نار تتأجج، لأول مرة تمد يديها على أختها بل وتعاملها بتلك القسوة ولكن يبدو أن أختها لا ترى سوى ذلك الغناء الفاحش....
تطلعت رنا أمامها بصمت ودموع لا تتوقف أختها محقه بكل كلمه، لقد نست مبادئها التي تربت عليه، نست أن الحال لا يجب أن يغيرنا بل نحن من نغير بها ونصعتها، لقد كانت صفعتها أشد من الجلد بالسوط على قلبها ...
كان يستمع إلى كلماتها التي تشبه كلمات مرأه شابت من الحزن أعوامًا ومن الحياه سنونا....
كان يقف أسفل منزلها ينتظر خروجها كي يلمح عينيها، يأس من الانتظار ومازالت هي بالداخل كاد أن ينحرك لـ يلمحها تخرج كي تضع النفايات في سلة الزباله، نزل من السيارة ثم وقف أمامها قائلا بنيرة دافئه - بدورا
رفعت رأسها الشهق بصدمة من وجوده أسفل منزلها بل ويقف أمامها ويناديها بكل جراءه تشنجت وجهها بغضب قائله:
إنت !!، عاوز ايه ؟
إبتسم "يزيد" ثم قال بلطف عاوز أتكلم معاكى، أرجوك متفهمنيش غلط بس أنا مش عارف أي اللي وقفني قدام بيتك وليه عاوز أكلمك بس حسيت أني مشدود ليك و حايب أشوفك
احتقن وجهها خجلا من كلماته الجريئة مينفعش كده بـ بشمهندس ياريت تحافظ على حدود كلامك ومعايا !
أسرع يزيد بالتحدث قائلا يتبرير طب ايه يرضيك وأنا أعمله ؟ مستعد أتقدملك والله علشان تنطمني أني مش بلعب بيك
نظرت له لـ دقائق قبل أن تدخل إلى بينها قائله معندناش بنات يتقف بره مع شاب غريب بـ بشمهندس
تم أغلقت الباب في وجهه لم يغضب يزيد بل ازدادت فرحته أضعاف، سيتقدم لها ويريها طريق الحب بعيونه هو ظل واقفا لدقائق قبل أن يتحرك مغادرة قبل أن يرفع من وتيرة صوته:
المرادي غريب المره الجايه هيكون رسمي نظمى فهمى
غادر يفرح ثم إنطلق حيث جده يخبره عما يكنه بقله تجاه تلك البسيطه ..... أما هي في كانت بين الخضوع وعدم الإستسلام، دخل حياتها بشكل مفاجيء لم يترك لها الفرصة للحديث بل دخل وتربع ويثبت ملكيته لها .. هزت رأسها بضحك على جنونه الذي من الواضح أنها
ستتعود عليه .....
وقفت أمامه بهدوء مريب خلفه أعاصير ستقلب عليها هي تحدثت بنبرة جاهدت کی تکون جديه أنا مش هتجوزك بـ مؤنس !!!
