رواية ظلي لم يغادر المكان الفصل الرابع عشر
قالت إهداء وهي تحاول أن تتماسك
"بصو المرأه"
أفاق مازن ونور من شرودهم وهم ينظرون الي المرأه التي اخذت تكتب وتسير الدماء منها
"نور : لسه فاكره لما سالتيني عن الكدمات كنت أول وأخر حد لاحظ بسكوتك كنت شريكة
خالد : ضحكت عليا كتير كنت مفكرني مسلية ، تنمرك عليا كان بيضبحني كل ليله
إهداء : يا أقرب الناس ،صديقة عمري كرهتني عشان نظره ولد انتي أول واحده خلتيني أصدق إني مش مستاهله الحب
مازن: أول مره حسيت إني بنت كنت فاكره إن أخيراً حد حبني بس طلعت لعبة في إيدك "
هنا المواجهة الأخيرة...
حيث لن يكون الألم ذنبًا فرديًا فقط، بل سر مشترك
نظر بعضهم الي بعض في دهشه
فقالت إهداء وهي تنظر الي مازن" انت عملت فيها كدا" نظره إليها نظره حاده وهو يعاتبها
" نفس اللي انت عملتيه فيها "
نظر إليها خالد بغضب مما جعلها تصمت
اخذت المرأه تكتب مجددا
"لسه في حد فيكم... ما قالش الحقيقة كلها."
نظر الأربعة لبعضهم بقلق...
نور: مين فينا؟ إحنا قلنا كل حاجة!
مازن يقول بحدة: استنوا... يعني في حد لسه مخبي سر؟!
خالد يقول بصوت مرتعش: لا... مستحيل...
إهداء بصوت مهموس : يمكن... في حاجة تانية
جلس جميعهم أرضا يحاولون ربط الأحداث جميعها ببعض
ويقص كلاً منهم المعلومات التي كان يعلمها عن ريم
أخرجت نور كل ما وجدوا في القصر ..
ثم أردف مازن بثقه وهو يقول:
" الطباشير دي بتشير لخالد نسبة للفصل اللي كانوا فيه سوا "
والتليفون دا ثم تابع حديثه وهو متماسكا ..
"بيشير ليا"
" والصوره دي لإهداء أكيد والحاجات دي اللي نور قالت إنها شافتهم قبل كدا عند عمتها "
نظر له خالد وكأنه بدأ فهم ما يدور في عقل مازن وقال
" يعني كل دا احنا شوفناه بس معرفناش نربط الاحداث ببعض فكدا لسه في حاجه محتاجين نلاقيها يمكن نلاقي حاجه توصلنا للي خلا ريم تنتحر "
ثم تابعت نور وهي تقول" او يمكن اتقتلت "
نظرت لها إهداء وهي تقول" اتقتلت إزاي يعني!"
نور وهي تحاول أن تربط جميع الأطراف
"احنا اول مره دخلنا المرأه كتبت أن مش هنخرج غير لما الحق يرجع ،و...."
قاطع حديثها خالد وهو يقول
" ما يمكن احنا بتصرفتنا دي خليتها تنتحر وهي عايزه حقها مننا احنا "
وضعت إهداء يدها علي رأسها و تسحب شعرها للخلف وهي تقول
"هتتجن مش عارفه أصدق مين فيكم "
قالت نور وهي تنظر لي إهداء
" اهدوا وركزوا معايا
في حد خامس مشترك معانا في الجريمه ويمكن يكون هو القاتل "
شهقت إهداء" حد خامس واشمعنا احنا اللي اتحبسنا وهو او هي قاعدين بره "
نظر إليها خالد باشمئزاز وهو يقول لها بغضب
" اسكتي متتكلميش.. ممكن"
قال مازن بصوت متشنّج
" كفايه شغل عيال بقا ...ثم تابع حديثه حاسس ان كلام نور صح وكمان في حاجه مهمه إنتوا نسيتوها احنا كل اللي عملناه في ريم كان قبل انتحارها بسنتين ويمكن قبل كمان يعني إهداء الخناقه بينها وبين ريم كانت في ثانوي اساساً"
ثم تابع ليصدقوا كلامه
" ليه منتحرتش بعد اللي انا عملته فيها بما إني أخر واحد أذتها... أكيد في حد خامس مشترك ويمكن هو إلي قتلها "
قال خالد " العمل اي"
نظر إليهم مازن بإشارة هادئة يدعوهم للنهوض والبحث من جديد، لكنه وجد الجميع يرفضون. قالوا له بصوت متعب:
"لقد مضى علينا يومان بلا طعام، وكل ما نريده الآن هو الراحة." فاليوم كان جدير بالصدمات والتعب ."
____________________________________
استيقظوا جميعًا وهم يشعرون بثقل التعب يثقل أجسادهم، والقصر من حولهم كان يسود فيه هدوء غامض، كأنه يختزن أسرارًا تنتظر من يكتشفها.
نظر مازن حوله بعينين متعبتين، ثم وجد على الأرض رسالة مكتوبة بخط متعرج. اقترب ببطء وقرأ كلماتها:
"الخيط الأخير للحق ليس في العلن، بل مختفٍ في أعماق السنين الماضية."
وقف الجميع يتبادلون النظرات، ثم بدأوا يتحدثون بصوت خافت عن احتمال وجود حل، أو على الأقل بداية رحلة بحث جديدة.
قسّموا أنفسهم لمجموعتين: نور وإهداء اتجهتا نحو الطابق السفلي، بينما صعد مازن وخالد إلى الطابق العلوي.
في الطابق العلوي، وبينما كانوا يبحثون في أركان القصر القديمة، لاحظ خالد تجويفًا غريبًا في جدار مهترئ. عند تفحصه، وجد صندوقًا خشبيًا صغيرًا مخبأً داخل الجدار، لكنه لم يستطع فتحه.
نزل مازن وخالد مسرعين ليخبرا نور وإهداء بما وجدوا، ليجدا نور وإهداء قد صعدتا للتو، ووجوههما تحمل ملامح التعب والجوع.
قال مازن متسائلًا: "مالكم في إيه؟"
أجابته إهداء: "السُفرة فيها أكل... نفس أكل المرة اللي فاتت"
نظر مازن وخالد بذهول تام إلى سفرة الطعام، وكان الخوف يسكن عيونهم. شعور خفي بالخطر كان يحيط بكل طبق على السفرة.
لكن نور أصرت أن يأكلوا، وقالت بهدوء:
"ريم مش عايزة تأذينا... بس، هي اختارتنا ليه؟
علشان نرجّع حقها؟
ولا علشان نشيل ذنبها؟"
كان في نبرتها ارتباك داخلي، وكأنها بدأت تشكّ في حقيقة ما يحدث.
المشكلة لم تكن فقط في الخوف من الطعام، بل في رائحته الخانقة، التي كأنها تتسلل داخل الأنف لتخنق الحلق.
وبعد تردد، استسلم الجميع للجوع، وأكلوا.
"حقاً الجوع مؤلم يجعل الإنسان يأكل أي شيء، مهما كان طعمه مرًا أو غريبًا .فحين تصرخ المعدة، يصمت التذوق."
مجرد انتهائهم من الطعام، لاحظت إهداء الصندوق بجوار خالد، فسألته باهتمام:
"الصندوق ده لقيته فين؟"
أجابها: "لقيته فوق في تجويف جوه الحيطة... أكيد فيه دفتر أو حاجة هتوصلنا."
نظرت نور إليه وهي تتفحص الصندوق، ثم تنهدت وقالت:
"محتاج مفتاح عشان يفتح... أكيد المفتاح اللي لقيناه في الأوضة اللي دخلناها قبل كده."
أخرجه خالد من جيبه وجربه، وبالفعل فتح الصندوق.
أخرج خالد المفتاح من جيبه، وفتحه بحذر. كان بداخل الصندوق دفترًا قديمًا.
جلس الجميع حول الدفتر، وبدأ خالد يتصفح صفحاته. عند أول صفحة، خيم صمت ثقيل على الغرفة.
قال مازن بصوت منخفض:
"كده لازم نلاقي الدفتر الأول..."
بدأ خالد يقرأ بصوت متقطع، والسطور تكشف أسرارًا دفينة عن كل واحد منهم...
كلمات حادة كأنها سكاكين، تمزق صمت الغرفة، وتفضح ما حاولوا دفنه.
توقفت أنفاسهم للحظة، وكل كلمة جديدة تهوي فوق رؤوسهم كالصاعقة.
رفع خالد عينيه عن الدفتر ببطء، فالتقت نظراتهم جميعًا...
وجوه شاحبة، عيون متسعة، ودهشة صامتة تخنق المكان.
في تلك اللحظة لم ينطق أحدهم بكلمة... فقط تبادلوا النظرات مصدومين.