رواية زوجتي المنبوذه الفصل السابع عشر 17 بقلم ساره علي


  رواية زوجتي المنبوذه الفصل السابع عشر 

دلفت نوران الى منزل عمها بخطوات متوترة .... كانت لا ترغب في المجيء لولا اصرار ليلى

عليها ... دلفت الى صالة الجلوس لتجد العديد من السيدات هناك .... البعض من الاقارب واصدقاء

العائلة ... اضافة الى زوجة عمها وليلي ونغم......

استقبلتها ليلى فورا وحيتها بحرارة وكذلك فعلت زوجة عمها اما نعم فحيتها باقتضاب ..... نغم تكرهها ولا تعرف لماذا ..... بالتأكيد هي تظن انها ما زالت تحب نزار وترغب به .... لا تدرك انها تكرهه اكثر من أي شيء ... يكفي انه هو من حطم حياتها ودمرها .

جلست توران على احد الكراسي الموجودة مخفضة بصرها نحو الاسفل متجنبة بعض نظرات المدعوين وهمساتهم كما تفعل دائما منذ تلك اللحظة التي تركها بها نزار يوم زفافها .....

مرت اكثر من نصف ساعة لتنهض توران من مكانها وتتجه خارج الصالة .... كانت تشعر بالاختناق الشديد من كل شيء ... توجهت الى المطبخ التشرب القليل من الماء .... ما أن تلفت إلى المطبخ حتى تفاجئت بنزار هناك والذي رأها هو الآخر .... كادت ان تخرج من المكان الا انها توقفت في مكانها حينما وجدته ينادي باسمها .....

"... نعم "

قالتها وهي تتطلع اليه بنظرات باردة .... اقترب منها وتمتم :

" هل تسمحين لي بالحديث معك قليلا ...؟!"

كانت نظراتها وملامحها ساكنة لا توحي بشيء ....

ردت اخيرا عليه بعد تردد طويل :

".... تفضل "

ابتلع ريقه ثم قال :

" نوران .... انا اسف .... اسف على كل شيء ...

متحنه نفس النظرة الباردة وقالت :

علام تعتذر بالضبط ....؟!"

رد نزار :

" اذيتك كثيرا ..... اعترف بهذا ..... بهذا .... ولو قضيت عمري كله اعتذر لك انا أو في ما فعلته بك .."

ابتسف سمت نوران بتهكم ثم قالت :

" نوران ...

" وهل يجب أن أغفر لك لمجرد انك طلبت مني السماح ماح ؟!"

قاطعته بسرعة

" لقد اعتذرت وقلت ما لديك. دعني اقول ما لدي

صمتت لوهلةة ثم اردفت :

" انت دمرتني .... طعنتني بالصميم .... اهدرت كرامتي .... انا لن اغفر لك ... لو مهما اعتذرت ومهما فعلت سأظل طوال حياتي ادعو عليك واناجي ربي ان يأخذ حقي منك ...

همت بالخروج الا انه قيض على ذراعها قائلا ينبرة باكية متوسلةة

" نوران ارجوكي ....

ارجوك انت اتركني وشأني ....

نوران انا خسرت كل شيء.... ابي و الشركة وزوجتي ... لم يتبق لي شيء لم اخسره ..."

مطلت الدموع من عينيه لكنه استمر في حديثه :

" ذنيك يقيدتي طوال الوقت .... يخنقني .... "

رمته نوران بنظرات كارهة قبل أن تقول بتشفي :

" تستحق هذا و اكثر ......

تم حررت ذراعها من قبضة يده وخرجت تاركة اياه يبكي لوحده بصمت

بعد مرور اسبوع

وقفت نوران امام المراة تنأمل ثوبها القصير بانتصار .... اليوم . سوف تشعل غيرة تميم اكثر واكثر

.... انها تفرح لا اراديا حينما تشعل غيرته .....

خرجت من الغرفة لتجد والدتها ترميه رميها بنظرات. غير راضية قبل ) أن تهتف بها :

" ما هذا الذي الذي ترتدينه يا توران ٢۰۰۰ أنه قصير للغاية ......

ردت توران بلا مبالاة :

" انه جميل للغاية ويعجبني ......

قالت الام بضيق :

" انا افهم جيدا ما تريدين فعله .... ولكن الى متى سوف تظلان تلعبان لعبة القط والفار هذه

اجابتها نوران وهي تجلس على طاولة الطعام :

" حتى يتأدب جيدا على ما فعله ....

قالت الام بجدية:

انك تظلمينه كثيرا .... لقد اعتذر منك مرارا .... ".

الان اصبحت اظلمه ... ألم تكوني أول من شجعني على الطلاق منه ...؟!"

" نعم كنت .... ولكن حينما رايت حبه لك واهتمامه بك بعد وفاة عمك ادركت انه يعشقك .... كما انه من بمشاكل كثيرة منذ طفولته الأمر الذي جعله يحمل العديد من العقد داخله .....

صمتت نوران ولم تعلق بينما اكملت الام :
لقد مر عام كامل على طلاقك منه .... وانت تدورين في نفس الحلقة المغلقة .... اما ان تعودي

له او تتركيه الى الابد ..... ألا يكفي أنك تعملين معه ...؟!"

" ومن كان السبب في هذا ....؟ أليس هو ....؟ بعدما منع جميع أصحاب الشركات من توظيفي لديهم ..... كان يظن انتي سأخاف العمل معه حتى لا اضعف امامه ... لكن اثبت له العكس ... فانا اعمل لعام كامل معه دون ان اضعف ولو لمرة واحدة..."

تأففت الام بضيق وقالت :

" انتما لستما يحرب لتفعلى كل هذا ... يا ابنتي العمر يتقدم وانت تكبرين .... عليك أن تجدي حلا نهائيا لوضعك هذا ....

كانت نوران تدرك جيدا ان والدتها معها كل الحق فيما قالته .... لكنها بالفعل لا تعرف ماذا تفعل .....

هي تحب تميم بشدة .... ولكن تشعر بانه لا يستحق حبها ... هذا الشعور يسيطر عليها ... ولا تعرف مالحل المناسب له .....

نهضت من مكانها وحملت حقيبتها تحت انظار والدتها المنزعجة ثم خرجت من المنزل دون ان

تتناول طعامها حتى .....

دلفت توران الى مكتبها .... وضعت حقيبتها على سطح المكتب واتجهت الى مكتب تميم لتجده خاليا على غير العادة .... خرجت من مكتبه وجلست على مكتبها وهي تنتظره أن يأتي .... مرت أكثر من ساعتين وهو لم يأت .... اتصلت به لكنه لم يرد عليه .... بعد لحظات جاءتها رسالة هاتفية

منه يخبرها فيها بأنه لن يأتي إلى العمل اليوم.

كادت ان تبكي من شعور الاحباط الذي سيطر عليها ... لقد جهزت نفسها وانتقت هذا الفستان

مخصوصا ليراه .... اتصلت بليلى وأخبرتها انها تريد مقابلتها .... حملت حقيبتها وخرجت من مكتبها ومن الشركة باكملها .....

في احد المطاعم الراقية

جلست لیلی امام نوران وهي تقول :

" ماذا حدث ...؟ تبدين متضايقة للغاية ....

اجابتها نوران :

" بسبب تميم .... انا متعبة للغاية بسببه .."

قالت نوران :

" انت تحبينه .... وهو يحبك .... عودا سويا ... ماذا تنتظران ...١٢"

" ومن أين جاءك هذا الاحساس ...؟!"

" لا اعلم ... ولكنني اشعر بأنه تغير في الاونة الاخيرة ... كأنه لم يعد يهتم بي ......

ردت نوران موضحة :

" لا يتحدث معي الا فيما يخص العمل .... لا يحاسبني على تصرفاتي .... "

" يبدو انه قد مل .."

صاحت لوران باستنگار

" من "

" ولما استغربت هكذا ...؟! أي رجل مكانه سوف يمل .....

" الآن دعيني اخبرك بخبر سار للغاية .....

شعرت نوران بالقلق مما قالته ليلى .... هل يعقل أن يمل تميم منها ....

انتهيت توران الى ما قالته ليلى فسألتها بلهفة :

" خبر سعيد .... قولى هيا ..."

قالت ليلى :

" لقد فسخت خطبتي ....

صفقت توران يبديها وقالت :

"واخيرا......

" لقد كان حملا تقيلا وتخلصت منه ...."

قالتها لیلی براحة ثم اردفت :

" عقبالك انت ايضا حينما تعودين . إلى تميم "... ميم

" من يسمع حديثك عنه لا يصدق الك لا تتحدثين معه منذ عام كامل ...".

ردت ليلى بجدية

ما فعله تميم بي سيء للغاية .... لهذا لم اتحدث معه ابدا .. ولكن هذا لا ينفي حقيقة انه يحبك "

"

اومات توران راسها بنفهم فهي تدرك أن ليلى معها كل الحق فتميم استغلها لتحقيق مخططاته

بعدما ارسل اياد اليها.

دلف نزار الى غرفته ليجد نغم تضع ملابسها في حقيبة سفرها ...

تأملها قليلا قبل أن يقول :

" يبدو انك اتخذت قرارك .....

توقفت نعم عما تفعله ثم قالت بجدية :

" اذا كنت تحبني دعني ارحل ......

ابتسم بتهكم وقال :

" لم اتوقع منك ان تكوني انائية بهذا الشكل .....
"انا لست الانية ..... انا واقعي فقط ..."

"معك حق .... يبدو انا الذي خيالي بشكل كبير ...

اغلقت سحاب حقيبتها استعدتها جانبا ثم توقف منه

"اعذرني نزار ... لكن انا بحاجة الى الانفراد قليلا والتفكير بكل شيء ... اشعر بضغوط كبيرة

".. علي

هز راسه بنفهم ثم قال :

"انا لن اجبرك على البقاء معي .... انت طالق .."

تعليقات