رواية زوجتي المنبوذه الفصل الثامن عشر 18 بقلم ساره علي


  رواية زوجتي المنبوذه الفصل الثامن عشر 

كانت تركض في احد الشوارع القريبة من منزلها .... تمارس رياضة الجري كما اعتادت أن تفعل

صباح كل يوم ... اقتربت من منزلها اخيرا حينما لمحت سيارة تصف امامه ليهيط منها اياد ....

خلع نظارته الشمسية واخذ يتأملها بعينيه وهي تقترب منه .

توقفت امامه وقالت بضيق :

" ماذا تفعل هنا ؟!"

اجابها :

" جنت لا تحدث معك ....

زفرت انفاسها ضيفا وقالت :

" ماذا تريد مني يا اياد..... لقد قطعت علاقتي بك و."

قاطعها :

" سمعت انك فسخت خطبتك من ذاك الابله .....

ردات بنزق :

" وما علاقتك انت بهذا .... نعم فسختها ... لكن هذا لا يغير شيئا من وضعنا ....

" ليلى انا اعرف بأنني اخطأت بما فعلته .... لكنني اعتذرت منك كثيرا .. و انت انتقمتي مني بما

فيه الكفاية .."

اشاحت ليلى وجهها يضيق بعيدا عنه الا انه ادار وجهها اتجاهه وقال :

" ليلى انا احبك .... احبك كثيرا ... كان بإمكاني ألا أخبرك بأي شيء .... حتى تميم لم يكن ليخبرك بشيء كهذا ... لكنني لم ارغب بأن تبدأ حياتنا بكذبة .... اردت حينها ان اخبرك بكل شيء .....

بخطة تميم التي اوص وصلتني اليك . يك ... اردت ت ان اكون صادقا معك . "

الصالح تميم .... لعب بمشاعرها ......

ادمعت عينا ليلى وهي تستمع لكلامه .... تحيه وما زالت كذلك نكته اخطأ في حقها .... استغلها

" لو كنت بمكاني .... هل كنت ستسامح ...؟!"

لم يعرف اياد بماذا يرد. ... بينما ابتسمت هي بالم وقالت :

ارايت ...؟ لا جواب عندك .... ما كنت لتسامح يا آباد ...

تحركت مبتعدة عنه الا انه لحقها ووقف امامها قائلا :

" لقد فعلت المستحيل لتكوني لي .... ومستعد ان افعل ما تريدين .... فقط سامحيني حيني فانا لا

استطيع العيش بدونك .."

مسحت ليلى دمعة خائنة تسللت على وجنتيها ولم ترد بينها اردف آباد :

" لقد عافيتني بما فيه الكفاية... ارتبطت برجل اخر .... هجرتني لعام كامل .... عام كامل وانا

اقترب منها اكثر و صرخ بصوت عالي :

اتعذب في بعدك .... عام كامل وانا اموت قهرا حينما اراك معه .... ألا يكفيك كل هذا ...؟!"

" أحبك ... والله احبك .."

لم تشعر بنفسها الا وهي تحتضنه بقوة .... احتضنته واخذت دموعها تهطل على وجنتيها بغزارة

... ضمها إليه وشدد من احتضانه اليها وهو يتمتم :

" اسف حبيباتي ... أسف على كل شيء ...

ابتعدت عن أحضانه بعد لحظات ليحتضن وجهها يكفي يده ويهتف :

" احبك ليلى ... احبك فوق ما تتصورين .....

هم بتقبيلها فدفعته بعيدا عنها وهي تقول بخجل

" نحن في الشارع .... هل تريد ان تفضحنا ....؟!"

احاط كتفيها بذراعيه وسار بها نحو منزلها وهو يقول بخفوت

" لتدلف إلى الداخل اذا .... هناك تأخذ راحتنا.."

فتحت توران باب منزلها لتتفاجئ بتميم يقف امامها .....

ابتلعت ريقها بتوتر ثم ما لبنت ان فسحت له المجال ليدخل .....

دلف إلى الداخل وتقدم ناحية صالة الجلوس بينما اغلقت هي الباب وتبعته .....

" اجلسي ...

جلس على الكنية الموجودة هناك ثم اشار لها قائلا :

جلست امامه و تسائلت :

".... تفضل "

تتحتج تميم ثم قال بنبرة جادة

نوران لقد جنت لتتحدث سويا ونضع حدا لما بيننا ......

" ماذا تقصد ...؟"

رمشت نوران عينيها بتوتر قبل أن تقول :

اجابها تميم موضحا :

" نوران انا احبك واريدك .... انت المرأة الوحيدة التي احبها .... لقد اخطات بحقك .... واعتذرت لك .... عام كامل ونحن مطلقان .... أردت الطلاق ومنحتها اياك .... لكن الان يجب أن نضع خدا لما

سألته بتوجس

يحدث بيننا ... اما ان تسامحيني وتعود سويا او ...

" او ماذا ... "

رد بجمود :
" او تنفصل نهائيا وكلا منا يسير في دريه ......

.... ادار وجهها لاحيته وقال بحب :

اشاحت نوران وجهها بعيداً عنه بينما نهض هو من مكانه واقترب منها ..... الحلى بجسده امامها

" صدقيني انا احبك .... نوران انا اخطأت كثيرا في حقك .... لكن انا ايضا كنت اعاني بشدة .....

كنت محبوسا في دائرة انتقامي .... النيران كانت تشتعل داخل صدري ...

تحدثت نوران اخیرا :

" موافقة أن أعود اليك لكن بشرط ......

سألها تميم بحاجبين معقودين :

" شرط ماذا ...15

اجابته :

" تعيد إلى نزار وليلى حقهم الشرعي من أسهم شركة والدك ..... وكذلك حق جدك في شركاته ......

وتنسى موضوع انتقامك بشكل نهائي .....

" مستحيل ..."

قالها وهو ينهض من مكانه بعصبية لتنهض هي بدورها من مكانها وتقول باصرار :

" هذا كل ما لدي .... اما ان انفذ ما طلبته او تنسى موضوع عودتي إلى الابد ...

" انت تضعين شرطة صعبة للغاية وهذا ليس عدلا. "

" اذا العدل في أن تسرق حصص اخواتك وأموالهم ...

" هذا حقي..."

قاطعته بحدة !

" ليس حقك يا تميم .... كن صريحا واعترف بهذا ...".

صمت تميم ولم يرد بينما وقفت توران امامه وقالت :

" لقد قلت كل ما عندي .... القرار لك ....

يصدق ان توران وضعته على المحك .

رماها بنظرات باردة لا توحي بشيء ثم خرج من المنزل وهو يكاد ينفجر من شدة الغيظ فلا

مرت ثلاثة ايام وتميم يفكر فيما قالته نوران .... يشعر بالضياع .... لقد وضعته امام خيارين لا ثالث لهما ... اما هي أو الشركات ...

دلف آباد اليه فوجده جالسا امام مکتبه سارحا في افكاره التي لا تنتهي كما اعتاد أن يراه في

الثلاثة الايام الاخيرة ......

تقدم منه وجلس على الكرسي المقابل لها متسائلا :

اجابه تميم:

" هل ما زلت تفكر في نفس الموضوع ....؟!"

" وهل يوجد شيء آخر يجب أن أفكر به ..؟!"

قال اياد بجدية :

" الموضوع لا يحتاج تفكير .... انت تحبها .... اذا ضحي بالقليل من اجلها ....

زفر تمیم انفاسه يضيق فيبدو ان لا أحد يفهمه هنا ....

اردف آباد :

نوران تستحق أن تضحي من اجلها .... "

زماه تميم بنظراته الجامدة قبل أن يقول :

" نعم هي تستحق ولكن ..."

" ولكن ماذا ...؟!"

ساله آباد بحيرة ليجيب تميم :

" لا اعلم .... حقا لا اعلم ....

شعر آباد بمدى حيرة صديقه وتردده ..... هو يعذره فما يمر به ليس سهلا ....

تنهد بصمت وقال :

" فكر في كلامي جيدا يا تميم .... توران تستحق أن تضحي بالكثير من اجلها .... تستحق أن تفعل اي شيء لتسامحك ....

" اذا اعطيت كل شخص حقه فهذا يعني أن نزار سوف يتحكم في شركة والدي كما يريد ....

وسوف تعود إلى نفس المشكلة ......

نهض اياد من مكانه واتجه ناحية تميم الذي يدور في ارجاء الغرفة بحيرة تم قال :

" نعم سيحدث هذا ولكن انت لديك فرص كثيرة .... بامكانك ان تبيع حصتك من الاسهم وتؤسس عملا خاص بك ... وانا سوف اساعدك بكل تأكيد .. ماذا قلت ...15"

هر تمیم رأسه قبل ان يقول :

دعنى افكر اکثرر و اقرر ما يجب أن أفعله ...

بعد مرور اسبوع

فتحت نوران باب منزلها لتجد تميم امامها ... تجمدت في مكانها بينما وقف هو يراقبها للحظات

قبل أن يمد يده لها بكارت صغير ويقول :

" هذه دعوة زفافي .... سوف اتزوج الاسبوع القادم .....

جحظت عيناها لا اراديا مما سمعته .... اخذت البطاقة منه وأخذت تتأملها باندهاش قبل ان تستعيد وعيها فتهمس بخفوت :
مبروك


تعليقات