رواية نبض حياتي الفصل السابع عشر
تأتينا السعادة دائما على هيئة بشر يلفظون بضع كلمات يجعل من أنفسنا حياه لتقبل الحياه.
كانت تريد لقاءه بلهفه شديدة، كان دائماً مجرد التفكير برؤيته حلم ستستيقظ عليه عاجلا لا
محاله.. والآن يتحقق نصب عينيها أمام شخص يقدم لها حياته وأمانيها بين يديها...
إحنا رايحين فين يا مؤنس ؟
إستدار لهه مؤنس صامتا لـ برهه من الوقت قبل أن يعقب على سؤالها بهدوء مريب:
هتشوقی ریاان
بساطة الكلمات جعلت من قلبها مزمارا يبوح بالخفقان كلمات كانت حلم بعيد تصعب تحقيقه أو تخله بعد والآن يقولها بمنتهى البساطة رمشت جفونها بعدم تصديق وكأن حدیث عابر مر بجانبها ولا يحق التأمل به صعبت الكلمات عليها حاولت أن تتحدث بحذر شدید و قلب يكاد يموت ارتجافا
هـ هشوف ريان أخويا، إنت بتتكلم جد ؟؟
افتخر تغر "مؤنس " بإبتسامة توحى الكثير ثم شرع في القيادة قائلا بثبات:
و أنا من امتى يهزر في كلامي
ارتبكت كثيرا وحل الخجل خلجات وجهها، هي تعودت أن لا أحد يعطيها سوى بمقابل، أن لا يجب عليها أن تتأمل وتطلب بدون حرج أو ما يسمى "كسوف وخجل "، تربت على هذا، لم يعطيها والدها الحنان الوافر ولم يلبي طلباتها طلباتها سوى بوضع كلماته التي تشبه السم القاتل...
اعتدلت في جلستها ولا تدرى كيف تحدثه بعد بالأمس خذلته والصباح يسعدها، شتت عقلها بجدارة وجعل له الأولويه بتلك الزحمة الفره، تذكرت مقتطفات من الماضي...
فلاش باك
وقفت بأمل تبع بداخلها أنه سيوافق على طلبها ويمنحها تلك الابتسامة التي افتقرتها كثيراً.
ترددت كثيرا قبل أن تخطو تلك الخطوة تأملته قبل أن تصدر صوتا قائلا بحذر:
به بابا ممكن اطلع الرحلة مع زمايلي؟
تهجم وجة بإنزعاج جعلها تنتفض خوفا من ردة فعلة المجهوله صاح بغضب وصوتا عالي لا يناسب طفله لا تتعدى عمرها السابعة:
رحلة مين انتي اتجننتى غورى ذاكرى ولا انتي حابة تصيعي إمشى يلا!!!...
فرت من أمامه بخوف وقلبها الصغير يكاد ينشق من الحزن، لم يستمع إلى نقاشها يوما ولا يحاورها في أمرا ما لم تجد سوى حضن والدتها تبك بداخله علها ينفك جزتها ...
فرت دمعة هاربة من مقلتيها على أثر الذكرى والتي توقفت عند أخيها زيان.... الذي كانت السعادة من نصيبها وقتما جاء أحبته كثيرا، تملى وقتها بعنايته والاهتمام به.....
لم تتماسك دموعها أمام تلك الذكريات البغيضه، البعض يسعون ليصنعوا ماضي سعيد يتحدثون مع نصفه الآخر، أو أبنائه ولكن ماضيها كان ذكرياته أنفس، حولت التغلب على دموعها ولكن نزلت..
كان مؤنس يراقبها ويعلم ما يدور بعقلها لذا تركها تفرغ ما بصدرها حتى لو بالدموع..
" لم يشعرون الأباء أو الأمهات حجم المصيبه التي يفعلوها مع أولادهم، حقا سلاما على من ظنوا أنهم أباء أو أمهات ولم ينتموا أو يليق بهم اللقب حتى ! "
لسة العيون بحدود مع التفاصيل ...
وقفت أمام الشركة تتطلع إلى خارجها بإنبهار من التصميم الذي يدل على فخامة رؤسائه، دلفت إلى الداخل وبداخلها بعض الخوف والتوتر من الا تقبل، وقفت أمام موظفة الاستقبال بتوتر مرددة:
ممكن أقدم على شغل هنا؟
ابتسمت لها الموظفه بود قائلا:
مفيش غير حمزة بيه ويزيد به هحولك على مكتب حمزه بيه لأنه الوحيد اللي فاضي
اتفضلي الدور الـ 20 أكبر مكتب في الدورا
زادت من توترها وحدة خوفها، ستقابل حمزة الكافي شخصيا !!، هي في الأساس كان لا يجب أن تأتي هي دكتورة ماذا أتى بها إلى هنا؟ ..... حسمت أمرها وقررت أن تقابله هذا الذي يوجب عليها أن تفعله حتى تأتى بالمال من أجلها، وقفت أمام الاسانسير ثم ضغطت على رقم وما لبثت حتى
صعد بها إلى حيث مكتب حمزة الكافي.....
تحدثت مع السكرتيرة التي جعلتها تقف حتى تأخذ الإذن منه كي تدلف، سمحت لها بالدلوف شكرتها ثم دلفت إلى الداخل مغلقها الباب خلفها......
استدارت حتى وقعت عينيها على رجل مسن يبدوا عليه الهيبة والوقار، وجهه ينطق بالوسامة رغم شيبه وكبر سنه حمحمت ثم وقفت أمام المكتب تنتظر اذنه كي تجلس ويتناقشوا سويا....
تطلع لها حمزة بغموض ثم أشار لها بالجلوس لتجلس هي على الفور، سند بذراعية على المكتب قائلا بنيات رغم علمه بهويتها :
أي طلباتك بـ أنسه "بدور"
ارتبكت بدور ثم أعتدلت في جلستها يتوتر من غموض ذلك الفسن، وضعت الملف الخاص بها على المكتب تم أخذت شهيقا قبل أن تقول بثبات غريب:
قبل ما حضرتك تبص في الملف أنا بدرس في طب حضرتك هتستغرب أي اللي جابني في مجال ميننميش المجالي تمام أنا هقولك، أنا يفهم في مجال السكرتيره وشغلها وكدا واحتياجي للشغل هو اللي خلاني أروح أي مكان بس يحترموا شغلى حضرتك فاهمني؟
افتخر تغر حمزة بابتسامة عكست وسامته تلك ثم عقب على حديثها قائلا:
حضرتی فاهمك وموافق على شغلك ك سكرتيره
ابتسمت بدور بسعادة ولكن تلاشت بعد أن استطرد حديثه يخبت معقبا:
بس هتكون سكرتيرة يزيد الكافي
بهت وجهها وتلاشت إبسامتها شيئا فشيلا، حدقت فيه وتلعن بداخلها قلبها الأحمق الذي لم يتوقف عن الخفقان، أماءت له بتوتر ثم استأذنت للخروج معلله أنها ستتواجد هنا في تمام السابعة صباحا.....
نظر حمزة في أثرها بضحكة علمت طريقها بمهارة قائلة:
مفكرين أنه حمزة الكافي كبر ومبقاش عارف أحفاده بيفكروا ازاى وكل واحد مصلحته فين
كانت تجلس في الحديقة بشرود يطفو عليه الحزن الشديد، تتذكر كلمات شقيقتها التي أعادتها إلى وعيها مجدنا بعدما كانت ستفرق لا محال، لم تنتبه إلى ذلك الجالس أمامها يتأملها بصمت. منذ أن وطأت قدميه هنا وبات متشدد لها وبغضبها المحبب حتى أنها ثارت أيضًا فضوله حول
انتبهت هي إلى طيف شخص أمامها رفعت عينيها الدايلتين من أثر الدموع وعدم النوم
بتساؤل:
بتعمل ايه هنا؟
تنهد رائد ثم أردف
مفيش اقيت نفسي فاضي وملان وسارة نايمة فخرجت للجنينه لقيتك قولت فرصه تتكلم
سوا وتصلح سوء الفهم بتاع إمبارح !
مسحت رنا على وجهها بإرهاق شديد:
مفيش حاجه حصلت أنا غلطت ويعتذر ويس كده
نصب رائد حاجيه عاليا بسبب تغيرها المفاجيء معقبًا:
بصي بـ رنا أنا معرفكيش كويس لأني متعاملتش معاك كثير زي نبض بالعكس نبض كانت كبيرة وواعية أنها تكون أختى مش بنت عمي وطنط وفاء، بس تانكس جود بما إننا تحت بيت
واحد في منتعرف أكيد
قامت رنا من جلستها معقبه:
تمام عننذلك مطلع أنام شويه لحد ما ترجع نبض وماما وبابا من بره هتحتاج حاجه مني؟
هر رائد رأسة نافيا، أماءت له رنا ثم ذهبت إلى غرفتها ترتاح قليلا قبل أن تواجه أختها.....
بينما رائد ظل متبع أثرها بتعجب ظهر على محياه من تغيرها المفاجي .....
وقفت السيارة أمام إحد السيارات ويخلو المكان من المارة أو ساكنيه، نزل مؤنس ثم أشار لها التتبعه نبض دون كلام يترقب فقط، وقف لتقف هي بجانبه تنتظر بشوق، في حين حاول ريان تمالك نفسه والتماسك أمام أخته فلا يجب أن يقف ضعيفًا أمامها، هو قوتها فقط
نزل بحذر ليقع عينه على فتاه كانت بالإمس صغيرة والآن أنسه وبعد قليل
زوجة، خفق قلبه وتعالت ضربات قليه داخل صدره، في حين نزلت دموع نبض يصمت وهي ترى أخيها شاب يكفى ليكون سند الرجال، ذهبت دون مقدمات ترتمي في حضن الدافي يبحث عن أمانها والذكريات بداخل حضنه شده ريان عليها سامحا لدموعة بالنزول .....
في حين وقف يتأمل مؤتس يتأمل منظرهم الذي يزخرف كـ لوحة فنية، دمعت أعينهم من التأثر...
سويعات قليلة حتى سمعوا طلق نارى ينزل كالمطر عليهم ولا يحددها بعد....
صرخة مؤنس بهلع وخوف نبت بقلبه على تلك الدماء التي افترشت بین یدیه وید ریان نبض !!!!...
