رواية نبض حياتي الفصل الثامن عشر
كانت الدواء في وقت فقد به كل أنواع العلاج، يشعر أنه يحتضن سعادة العالم بين يديه هي أمامة وبحضنه يراها كما تمنى وحلم، أخرجها من حضنه محاوظا وجهها بين كفيه يمسح
دمعاتها بحنان بالغ قليل على ما تخيله وتمناه قائلا:
أنا النهاردة أسعد إنسان علشان أخيرا شوفتك بخير...
حاولت هي أن تتحكم في تدفق دموعها على وجهها، همست بنحیب
أنا اللى مش مصدقه با زبان شوفتك كانت بالنسبالى حلم صعب يتحقق، كنت يكتفى بذكرياتنا وبدعى ربنا أنه ميخذلنيش
ضمها إليه مرة أخرى بإشتياق متنفضا براحة كبيرة، حسنا سيداوى تلك الجروح الحديثه بوجود وحضن أخته وقريبا ستكون والدته، يعلم أن الله كان ومازال رحيم بنا على قدر اشتياقنا لشيء يجعل فرحتنا عند منالها بفرحة أكبر من الصعب تخيل وصفها بعد..
بينما كان يراقبهما مؤنس بصمت يرى ذلك المشهد الذي لم يكفى حتى زخرفته که لوحة فنية تعرض للمشاهدة فقط ...
قطع ذلك المشهد طلقات نارية تقذف كالبوايل عليهم بلا توقف فرع مؤنس لتلك الطلقات بينما بعدت نبض كالملسوعة عنه تتخبط بين تلك الطلقات...
نزل مؤنس على ركبتيه يزحف لها بينما يخرج ريان سلاحه كي يصد تلك الاصطدامات في صاحبه، طلقه صرخت نبض جعلتها تصرخ صرخات قويه أليمة أطاحت بها على الأرض أسرع مؤنس يحيط بها يمنعها من السقوط على الأرض طريحة .....
توقف الصوت وتوقفتفيا للدراجات النارية أيضا، تعجب ريان فيبدوا أنهم كانوا هنا لـ سبب معين، إستمع إلى صرخ اخته بين يدى مؤنس أرمي سلاحة وجرى إليها يخوف شديد؛ نزل على ركبتيه مقابل مؤنس ممسكا بيديها قائلًا:
نبض نبض فوقي
لم يتحمل مؤنس كثيرا رؤية دمانها تفترش فستانها حملها بين ذراعيه وقد تحول عينيه
للأحمر القائم ونفض عروقه بغضب قائلًا:
مش هنستنى كتير إنجزر على أي خرابه
أسرع ريان بالقيادة وبالخلف، يجلس مؤنس حاملا نبض بين يدية داعيا أن ينجوها، هي كل شيء له بل الحياة نفسها، لم يكن له صاحبا مقرنا سوى أخيه وأوفى والده وهو صغيره. باتت هي عائلته بأكملها.. همس من بين شفتيه برجفه
يارب مش هستحمل فقدانها هي كمان يارب
وصلوا أخبروا إلى المستشفى الخاص، أركن ريان سيارته غير عابنا أغلقها أم لا... حمل نبض التي فقدت الوعى أثر نزيفها إنقاصها الكثير من الدماء نظر للمسافة، صرح أن يأتي أحد أو دكتور ينفذها ..
تقدم منه أحد الدكاترة أمرا المرضى يجلب السرير الطبي، وبالفعل مالبث سوى دقائق حتى حضروه ومن ثم وضعوا عليه نبض أسرع الممرضين بأخذها إلى غرفة العمليات فورا في حين وقف ربان الذي لم يستطع السيطرة على دموعه بعد ومؤنس الذي يشعر كأنه ضائع فقد الحياة وتلت روحة معها للداخل .......
علم يحيى ما أقصر ابنته ليتجه نحو المستشفى في الحال ومعه وفاء التي لم تكف عن البكاء والدعاء، بينما أبلغ يزيد جده مما حدث ليتجه هو الآخر نحو المستشفى مع حفيده...
في القصر علم رائد من يزيد ما حدث مع نبض تردد قائل هل يبلغ رنا أم لا... أبلغها وبالكاد استطاع أن يسيطر على صرخاتها وبكائها في حين جلست سارة بالخلف تدعو لها .....
وصل الجميع إلى المستشفى ثم اتجهوا حيث وصف لهم مؤنس المكان، لم يتحمل ريان التحكم بنفسه أمام والدته ليلقى بذاته في حصتها باكياً في تلك اللحظه لا تعلم وفاء أتفرحبرؤيه ابنها أخيرًا أم تظل على حزنها على ابنتها ...
كانت ملامح حمزة إزدات غموضا عن ذي قبل بل شددها وزرا وأصبحت مخيفه بحق.... توقف من مؤنس الذي ما زال شاردا في دمائها التي تلطخ قميصه
ضرب النار استمر بعد لما إضريت نبض ولا وقفت ؟
رد مؤنس بهمس:
لما اضربت الموضوع ده معروف مين اللى وراه بس شكله مستعجل على وش الشيطان
ريت حمزه على كتفه ثم نقل بصرة باتجاه زبان قائلا بنبرة غامضه
زبان يتصل بـ رحيم وكل حاجه متاجله تتنفذ دلوقتي حالا...
حرب الإعلانها حمزة الكافى ستفتك بالجميع، نظر له ريان بخزى لينهره حمزة بغضب:
إياك توطى راسك أعمل اللى قولتلك عليه خليك راجل
استقام ريان وبالفعل هاتف صديقه رحيم يخبره أن يفعل ما تم تأجيله سابقا......
الوقت يمر ببطىء شديد والجو يستخدم تونزا وتشاحنا، يترقبون باب الغرفة بتوتر ملحوظ وقلق بادي كبروخ الشمس على وجههم....
صوت حذاء التصلب منهم يبطىء وتشفى بازخ على وجهه، رفعوا أعينهم بحذر حتى وقع عليه التصلب من حمزة حتى وقف أمامه بخبث معقبا:
فولتلك هنتقابل تاني با حمزة يا كافي علشان أعرفك بس إنك أقل من إنك تحمى أهل بيتك
صمت حمزة يقرأ تعبيراته جيدا، صمت صمنا يذيب آخر نقطة صبر بداخلها خصمة بينما انسطرد كامل حديثه تابغا:
ومفكر إنك لما تقول نبض مرات مؤنس مصدق كلام فارغ، لا حقيقي في غبائكم
مشوفتش
كلماته البغيضه أثارت غضب رائد ويزيد بينما اقترب منه مؤنس يتحدث بنفس نبرة
السخرية:
لا وإنت الصادق مش احنا اللى أغبية، انت اللى قرونك منورة راسك بس الأريل محتاج يتعدل شويه وهيكون هايل عليك
في تلك الأجواء لا يسمح بالضحك أو ما يشابه ولكن سخرية مؤنس وكلماته جعلت يزيد ورنا وسارة يكتمون أفواههم خشيا أن يضحكوا، بينما إستشاط كامل من حديث مؤنس المجرحلرجولته كما يطن بينما تابع مؤنس حديثه بنفس السخرية
مروة هاتم سيدة المجتمع الراقي في سريرها مع كبير حرس الخروف كامل زيدان طب والله لايقه عليك يجدع شوقت الزمن
أمسك كامل مؤنس من یافته بينما تحفز رائد ويزيد لينقضوا عليه، أشار لهم حمزة بالوقوف ولا يتدخلوا، بينما انقلب الحال وبات مؤنس هو من يمسك كامل من قميصه قائلا بهمس مخيف جعلت رجفه تهتز في جسد كامل
الحاجه الوحيدة اللي كانت مسكتاني ومصبراني عليك هما نبض وريان بس لما تبقي خنزير مبتحسش وتموت بنتك وابنك أنا أقلب الدنيا فوق دماغك بـ كامل
كان كامل في صدمة كبيرة، خيانة زوجته له كيف ؟!!، أفاق من صدمته على مجموعه من الظباط يقفون خلفه ويترأسهم رحيم وزيان، نظر إلى زيان بتشويش بينما قطع حمزة سبل نظراته المفعمة بالغل قائلا:
هديه بسيطة من ليك ومتقلقش كل فتره هيعتلك زيارة هتعجبك أوى دا إنت الغالي بردة سلام یہ کوکو
أشار ريان إلى رحيم أن يأخذوه، ريان الذي فطر قلبه وإنشق إلى أوجاع والألام يصعب وصفها أو مداوتها أحد، اقترب رحيم من رفيق دربه يطمئن عليه
ربان
أشار له ريان أن يذهب معهم تمرد كامل وبات يصرخ ويسب بهم جلسوا مرة أخرى في أماكنهم ينتظرون خروج نبض..
خرج الطبيب ليقوم الجميع بلهفه وأولهم يحيى الذي ظل صامت يراقب ما يحدث بصمت تحدث الطبيب رأها بحالهم قائلا:
المريضة الحمد لله العمليه عدت على خير كل المطلوب الراحة ليها والتغديه ومتخرج الأوضه عاديه وبعدها تقدروا تشوفوها بعد إذنكم
رحل الطبيب بينما تنفس الجميع الصعداء، احتضن يحيى وفاء قائلا:
هتعدى يا حبيبي هتعدي زي كل حاجه عدت
أماءت له يصمت ودموع تنزل في سكون، إنتبهوا جميعًا إلى ذلك الشيء الصلب الذي تحمل عليه نبض، حاولت رنا الوصول إلى أختها صارخه بهم ولكن شل حركتها تقييد رائد لها، نزلت نبض إلى غرفة عادية حتى تفيق بينما أمر حمزة رائد ويزيد بالذهاب إلى القصر ومعهم رنا وسارة ووفاء ويحيى وهو أيضا ولن يظل سوى ريان و مؤنس
اعترضت وفاء وتذمرت ولكن أمام أوامر حمزة الكافى تسكت الألسنة عن الحديث..
ذهبوا جميعا إلى القصر وظل مؤنس وریان نزل مؤنس کی يجلب بعض الطعام والمشروبات والعصائر في حين وقف ربان يتطلع إلى أخته بوجع ينفز قلبه ...
جلس مؤنس بجانبه بعدما أتى بالطعام، ريت على رجله بهدوء قائلا:
محدش فينا بيختار أهله بـ ريان متفكرش باللي فات فكر في بعدين، في أختك ومامتك
مسح ريان وجهه بتعب قائلا بنبرة تحمل في طياتها خزن يكفى عالم
صعب بـ مؤنس مش زى مانت مفكر عارف إحساس إنك مكسور ومصدوم من كل حد حواليك، إحساس إنك بتتخنق رغم الهوا اللى موجود بس مفيش هواء نفسك تعيط جامد بس مين هيطبطب عليك ويقولك هتعدى
ريت مؤنس على كنفه قائلا بحماس :
وأنا ورحيم وكلنا بنقولك هتعدى مش لازم تحبس دموعك عيط يا ريان وخرج اللي جواك علشان تبدأ مع عيلتك من غير كبت ربنا رحيم بينا وأحمد ربنا انه اللي غلط إتحاسب والا كان هيفضل ينطح في الكل من غير حشا ووقتها مش هينفع الندم أو النواح
احتضنه مؤنس بحنان قائلا:
دانت أخويا الصغير يلا عيط في حضني أنا مش في حضن غيري علشان بغييير
أنفجر ريان ضاحكا بشدة ق صعب بصعوبه:
رقاصه وبنمرة كمان يخربيت أهلك نفسي أفهم رجل أعمال وتافهه طب إزاى ؟!!
تنهد مؤنس بارتياح ق صعب:
هقولك ليه أعصب نفسي وأحد الدنيا قفش وأزعق وأشخط والناس تاخد عن فكرة اني معقد ومش تمام ؟!.. الحياة بسيطه مدام مش مقصر في عبادة ربنا وبترضيه بأي وسيلة وبتساعد ناس تفتح بيوت ومعاك عيلتك يبقى ليه التعقيد؟، بكرة هتيفى زبي وهنبقى فريش وفك التبويژه دى كدا
احتضنه ريان مرة أخرى معقبا
يا بخت نبض بيك
قطع حديثهم صوت الممرضه بإفاقة نبض، دلفوا بسرعة الريح إلى الداخل محاوطين السرير من الجهتين، مسح ريان على وجهها بقلق تم عقب :
حبيبتي انتي بخير حاسة بحاجة أنده للدكتور ؟؟؟
هزت رأسها بنعم ثم أغمضت جفنيها بعدما قالت:
أنا بخير بس عايزة أنام منسبونيش لوحدي
قبل مؤنس جبينها
أنا معاك دايما"
