رواية جاريتي الجزء الثاني الفصل الواحد والعشرون والفصل الثاني والعشرون
لم يحتمل البقاء عند أخته أكثر من ذلك ... أراد أن يفهم كل شىء يريد أن يطمئن قلبه عليها
جالسا أمام زين يقص عليه كل ما حدث ... كان يستمع إليه بتركيز شديد وبعد أن قص عليه كل ما يعرف ظل زين صامت لبعض الوقت ... ثم قال
- حاول تعرفلى أسمه حسان أيه ... ولو تعرف تجبلى صوره ليه ... وأنا هجبلك قراره.
كان ينتظر الغد بقلق وخوف ... وحين ذهب إلى الشركه تأكدت شكوكه وظنونه ... كانت شاحبه متوتره غير مركزه بالمره ... وهو حاول بكل الطرق أن يخفف عنها حمل العمل وأنتهى اليوم والحمد لله ليخرج خلفها ويتكرر المشهد من جديد ... ليخرج هاتفه ويلتقط لذلك الرجل صوره ... ثم تحرك خطوتان فقط ليجد صبى القهوه أوقفه سائلاً
- بقولك أيه يا نجم .. هو إللى هناك ده أسمه حسان أيه .
لينظر له صبى القهوه بشك ليقول له أيمن سريعاً
- أصل بصراحه جايلى يعرض عليا أشتغل معاه وأشاركه بفلوس كتير ... وقالى أسمه حسان إبراهيم فا كنت عايز اتأكد
ليلوى صبى القهوه فمه بمتعاض وهو يقول
- مش هيبطل نصب .. يا بيه أسمه حسان عوض السباعى .... ومسجل خطر .. وكان مسجون .. علشان رمى الأنسه ملك بماية نار أيام مكان خاطبها .
كانت المعلومات تنهال عليه دون تعب وعند المعلومه الأخيره كان الزهول والاندهاش و الصدمه ولكن ذلك الصبى لم يتوقف عن الحديث ليخبره باقى الأحداث دون طلب منه
- أصله نصب على الأنسه ملك وأهلها .. وقالهم أنه صاحب محل أدوات منزليه كبير .. وأنه معاه شهاده عاليه .... وبعد ما أتخطبوا أكتشفوا كل حاجه .. وأنه صايع وبلطجى ..وسوابق .. ولما الأنسه ملك فسخت الخطوبه أستناها وهى راجعه من الشغل ورما عليها ماية نار بس الحمد لله أنها مجتش على وشها بس هى فضلت فى المستشفى ياما .... وهو أتقبض عليه ولسه خارج بقاله أسبوعين .
غادر من أمام الصبى دون كلمه .. كان عقله لا يستوعب كل تلك المعلومات .... كيف تتحمل وحدها كل ذلك ... لابد أن يحل ذلك الموضوع .. هو قضى على اسطورة كراجى الكاشف ... ورجل بضخامة الشهاوى ولن يستطيع أن يقضى على تلك الحشره حسان
أتصل على صديقه ليعرف أين هو ... وأخبره أنه قادم له
كان أول يوم لها فى عملها الجديد كانت جالسه فى مكتبها وهى تتذكر رد فعل والدها على ذلك
- أعتبرى نفسك فى مهمه رسميه .. أعملى شغلك بزمه وضمير .. خليكى جد جداً ... وأتعاملى بالتزامك وأدبك ... حطى ديماً حدود .... لكن مش بحده .... خليكى راجل .
لتضحك على تلك الكلمه الأخيره ...وهى تقول فى نفسها
- راجل أيه بس يا بابا أنا عايزاه يشوفنى ... هند رستم .. مارلين مونرو وأنت تقولى خليكى راجل والله ده كتير
كان يتابعها وهو يقف على باب مكتبه الفاصل بين مكتبه ومكتبها ... يراها ترفع حاجبها الأيمن مع حركه يدها كاستفهام .... وبعد قليل وجهها كله يظهر عليه علامات الأمتعاض ... ثم نظرات بلاهه وابتسامه سمجه ...أنها حقاً مجنونه أبتسم وهو يقترب من مكتبها وقال بصوت عادى
- آنسه فرح لو سمحتى ممكن فنجان قهوه .. طبعاً أنا عارف إن ده مش اختصاصك بس معلش بقا استحملينى لحد ما الساعى يجى بكره .
ابتسمت بمجامله وهى تقف لتتوجه إلى خارج الغرفه وقالت
- مفيش حاجه يا أستاذ زين ... ثوانى ويكون جاهز
جلس على الكرسى الذى أمام مكتبها وأمسك هاتفها ليجده مفتوح أخرج هاتفه وأتصل على نفسه ثم حذف الرقم ... ووجد أسم بابا ... أخذ الرقم أيضا عنده وسجله .. وأعاد هاتفها إلى مكانه من جديد .وكأنه لم يفعل أى شىء .
حضرت بعد ثوانى وبين يديها صينية تقديم صغيره عليها كوب ماء وفنجان من القهوه وضعتها أمامه على الطاوله الصغيره
وعادت لتجلس خلف مكتبها ترتب تلك الأوراق كما أمر .
ظل يتابعها بعينيه حتى استمع إلى صوت هاتفه فشكرها على القهوه ودخل إلى مكتبه ليجيب على صديقه
كانت تستعد للذهاب إلى شقه حذيفه هى ومهيره حتى يروا آخر التطورات توضيب الشقه فى نفس اللحظه التى تقف فيها مهيره أمام سفيان بخجل ....
ليمسك ذقنها ليرفع وجهها إليه وهو يقول
- مالك بس يا حبيبتى
لتجيبه هى بخجل وصوت خفيض
- كنت قعدت أنا مع أواب وماما نوال كانت راحت هى مع جودى ....يمكن زوقى ميعجبهاش
لينظر لها بصمت لبعض الوقت ولكن عقله وقلبه يتألمان من أجلها .
اقترب منها بهدوء وأمسك وجهها بين يديه ونظر إلى عينيها وقال
- أولا كل واحد وله زوقه ... ولو أنتِ هتسعديها تختار حاجه فأنتِ هتقولى رأيك أنتى ... وهى لو عجبها هتاخد بيه معجباهش هتعمل حاجه تانيه ... يعنى مثلاً أنا بقولك الفستان ده مش حلو عليكى لكن أنتِ شيفاه حلو ... طلاما مقتنعه يبقا كلامى ملوش لزمه والعكس صحيح أنا ممكن أكون شايفه حلو جداً ... بس أنتِ مش مقتنعه فمش هتلبسيه لأنك لو لبستيه وأنتِ مش مقتنعه مش هتكونى مرتاحه ... فهمتينى يا حبيبتى
ظلت تنظر إليه بابتسامتها الناعمه ثم حاوضت خصره بذراعيها وهى تقول
- ربنا يخليك ليا يا سفيان ... أنا مش عارفه من غيرك كنت هعمل أيه ... بجد أنت كتير اووووى عليا .
ليضمها إلى صدره بقوه وهو يقول
- أنا وأنتِ بنكمل بعض ... وأنا وأنتِ محتاجين بعض .... وأنا وأنتِ بنحب بعض
لتبتسم بسعاده وهى تستمع لنبضات قلبه العاشقة لها
كان ينتظرهم فى سيارته حين استمع إلى نغمة هاتفه ووجد أسمها ينير شاشته فاجابها بعشق يزيد يوماً بعد يوم ......
- اهو أنا مش بحب حركات البنات دى ساعات علشان يلبسوا
لتضحك وهى تقول
- والله أنا غلطانه أنى بتصل بيك علشان تطلع تفطر
ليقول هو بمرح
- يا خبر ده أنا شرير ... يا بنتى فطرت أنزلى بقا ورايا شغل كتير .
لتستمع لصوت جرس الباب فقالت له
- خلاص مهيره نزلت اهى .. ونازلين على طول سلام .
لتقبل أواب وهى تقول له
- هتوحشنى على فكره ... خلى بالك من تيته .
ليضحك الطفل بمرح وهو يقول
- طبعاً هخلى بالى منها ... أنا البطل
لتقبله من جديد وهى تقول
- أحلى بطل يلا سلام
ثم قالت بصوت عالى
- أنا نازله يا نوال .
لتقول والدتها بصوت عالى مؤنب
- نوال على طول كده ... طيب لما تجيلى يا جودى .
لتضحك وهى تفتح الباب وتقول لمهيره الواقفه تلعب فى هاتفها
- يلا بسرعه لحسن نوال هتربينى من جديد .
لتضحك مهيره وهى تقول سائله
- عملتلها أيه المرادى ؟
لتجيبها جودى وهى تمثل عدم الأهتمام
- قولتلها يا نوال .. فيها حاجه دى
لتضرب مهيره كف بكف وهى تقول
- يا بنتى أعقلى ده أنتِ خلاص هتتجوزى وعندك مسؤليات كبيره وأولها أواب
لتنظر لها جودى بتركيز وهى تقول
- يا بنتى لازم شويه المرح والفرفشه دول وإلا الحياه هتكون كئيبه .... وبعدين أواب محتاج إللى يضحكه ويهزر معاه مش إللى يديلوا تعليمات وبس .
لتهز مهيره رأسها بنعم وهى تقول
- فعلاً معاكى حق ... ربنا يوفقك يا جودى .
كان يجلس أمام صديقه يشعر بالتوتر والقلق هو أخبره بكل ما سمعه من صبى القهوه ولكنه لم يقص عليه قصه خطبته لملك .... وبالتبعيه أرسل زين صورته وأسمه إلى صديق له بالداخليه حتى يتحقق منه ... وها هم ينتظرون الرد
حين وصل أيمن إلى مقر الشركه .. ورأى شحوب وجهه وتوتره طلب من فرح المغادرة ولكنها أعدت كوبان من القهوه وبعدها غادرت
كان القلق هو العامل المشترك بين الصديقين ... فملك فى مشكله حقيقيه ... والأمر ليس هينا أبدا حين رن هاتف زين وقف أيمن سريعاً أمامه ينتظر أن يعرف ما سيقوله ذلك الضابط
تحدث إليه زين لبعض الوقت .. ودون بعض الأشياء فى ورقه ثم أغلق الهاتف لينظر لأيمن نظرات غير مفهومه ضرب أيمن سطح المكتب وهو يقول
- فى أيه ما تنطق
ليقف زين وهو يقول
- فعلا كل المعلومات إلى صبى القهوه قالهالك مظبوطه ... والأكثر من كده أنه كان المفروض يتسجن سنه واحده بس السنه التانيه دى اتسجنها علشان شوه وش مسجون معاه بمايه النار .
جلس أيمن مكانه لا يعرف ماذا عليه أن يفعل .... لابد من أن إنقاذ ملك وعائلتها من ذلك المجرم جلس زين أمامه وقال
- أحنى ممكن نخطفه ... ونحبسه شويه عندنا من غير ما يعرف أحنى مين ولا خطفينه ليه .... ونأمن ملك وعيلتها وبعد كده نسيبه ونلبسه تهمه حلوه بعدها يترمى فى السجن كام سنه .
ظل أيمن ينظر له لبعض الوقت ثم قال
- نفذ .
مر اليوم وحضرت ملك فى اليوم التالى ... لتجد أيمن يخبرها أن لديهم عشاء عمل مع أحد العملاء وأنه سيمر عليها بسيارته
خافت وشحب وجهها وشعرت بالدوار ... حاولت أن تثنيه عن تلك الفكره .. وأنها ستحضر فى المعاد .. ولكنه أصر ... وزاد إصراره بعد أتصال زين يخبره أنه فى حوذته الأن حسان عوض السباعى .
مر وقت العمل فى الشركه متوتر بشده ... فملك من كتر خوفها زادت أخطائها .... ولكن أيمن كان يفهم حالتها جيداً .... فلم يوبخها .. أو يتحدث معها
خرجت من الشركه وكالعاده هو خلفها يريد أن يطمئن قلبه .. ويرى بعينه أن ذلك الرجل حقاً أصبح الأن غير موجود .
وبالفعل وصلا عند منزلها وكانت هى تتلفت خلفها خوفاً .. واندهشت من عدم ظهوره .. ولكنها تنفست الصعداء ودلفت إلى منزلها سريعاً .
مر الوقت وملك تستعد لذلك العشاء بملابس جديده كانت أشترتها من راتب الشهر الفائت وكعادتها دائماً تجعل ملابس جديده على الجانب للمناسبات الهامه ... أنتبهت على هاتفها الذى يعلو صوت رنينه لتمسك به وقبل أن تقول أى شىء كان أيمن يخبرها أنه ينتظرها بالأسفل
ظل طوال الطريق صامتان ... وعقله يطالبه بسؤالها عن ذلك الحسان
ولكنه لم يستطع وصلا إلى المكان المحدد
جلسا على الطاوله المحجوزه بأسم أيمن حسام الدين أحمد
فى أنتظار ضيوفهم .. ظل ينظر إليها
كانت ترتب أوراقها وتكتب ملاحظات وكل دقيقه تقريباً تتأكد من اعتدال حجابها أول شىء لفت نظره لها حين تقدمت للوظيفه احتشامها حجابها .... ونظرات عينيها الخجوله الموجه دائماً إلى الأرض نادها بخفوت قائلاً
- كل حاجه تمام يا آنسه ملك .
رفعت رأسها عن تلك الأوراق وهى ترفع يدها لتتأكد مره أخرى من حجابها وقالت فى خجل هو أساس طبعها
- اه يا باشمهندس كله تمام
ابتسم لها وقال
- يبقا خلاص اقفلى الورق ده وقوليلى تشربى أيه ؟
اخفضت بصرها مره أخرى أرضا وقالت
- متشكره جداً مش عايزه
ثم نظرت إلى ساعتها وقالت
- مش أتأخروا اووى كده على معادهم ؟
نظر هو الأخر إلى ساعته وقال
- فعلا أتأخروا عشر دقايق
- تسمحيلى يا آنسه ملك أسألك سؤال شخصى
نظرت له بخجلها الفطرى وقالت
- أتفضل
فقال سريعاً وكأنه يخشى أن يتراجع عن سؤاله من جديد
- هو أنتِ مرتبطه ... بتحبى حد أو مخطوبه
أحمر وجهها خجلاً وغضباً وتوترت ملامحها من ذلك السؤال وقالت
- رغم أنه سؤال ملوش أى علاقه بالشغل بس لأ
وفى تلك اللحظه حضر الضيوف الذين كانوا فى انتظارهم تقدم أحدهم ليقف أمامه قائلاً
- أهلاً يا باشمهندس أيمن آسف جداً على التأخير
ليصافحه أيمن بعمليه وهو يقول
- حقيقى أتأخرتم لكن ممكن اتغاضى عن التأخير ده اتفضلوا
وأشار إلى الجهه الذى كان يجلس بها ليتحرك ويقف بجوار سكرتيرته الحسناء التى خطفت قلبه من أول يوم رآها والذى تمنى أن تفتح قلبها له وتخبره بسرها
كانت جلسه عمل مربحه جدا وتسير بشكل جيد ...انتهوا من كل شيء ومن تحديد جميع النقاط واتفقوا على اللقاء بعد الإنتهاء من كتابة العقود بالشروط المتفق عليها.
كانت جالسه جواره فى سيارته الخاصه يوصلها إلى بيتها حين قال
- أنا أما سألتك مكنش تتطفل منى ولا تدخل سألت علشان لما أتقدم لوالدك ميكونش فى أى مانع .
كانت تستمع لكلماته بهدوء حتى قال كلماته الأخيره لتشتعل وجنتها خجلاً وهى تقول بتوتر .
- حضرتك عايز تتقدملى .
هز رأسه بنعم وقال
- أيوه وياريت تحدديلى معاد مع السيد الوالد .
أعادت سؤالها بشكل آخر وقالت
- حضرتك عارف أن بابا كان سواق قطر .. ودلوقتى عاجز ... وعارف أنا ساكنه فين وبعدين حضرتك متعرفش عنى حاجه فى حاجات كتير اوووى لو حضرتك عرفتها ممكن تغير رأيك ومع كل ده برضوا عايز تتقدملى
أوقف السياره على جانب الطريق وقال
- باباكى راجل شريف ربا بنت محترمه مؤدبه أخلاقها عاليه وده أنا شوفته فى الثلاث شهور إللى فاتوا ... و لو على المواضيع إللى معرفهاش مفيش مشكله تحكيهالى ... فالبيت إللى أنتِ خرجتي منه علشان تسكنى قلبى وتملكيه من نظره واحده خجوله أتشرف أنى أكون من أهله وناسه .... بس يارب انتوا توافقوا عليا
وأعاد تشغيل سيارته وتحرك دون أن يضيف شىء آخر حتى تستوعب كلماته ... وتمنى من داخله أن تتحدث تقص عليه كل شئ ولكنها ظلت صامته
كانت تستمع لكلماته بسعاده لا توصف ... و تقدير كبير وإحترام لذلك الشخص الذى رفعها إلى السماء بكلمات ولكنها لمست قلبها وروحها ..... ولكنها لا تليق به ... فلديها أسرار وحكايات مؤكد إذا عرفها سيبتعد
فاقت من أفكارها على صوته يقول
- ياريت بس تحدديلى معاد مع والدك علشان أجيب أختى وجوزها واجى اتقدملك ... وياريت فى أقرب وقت
قال تلك الكلمات حين أوقف السياره أمام بيتها
لتهز رأسها بنعم دون وعى وفتحت باب السياره و ترجلت منها وهى تشعر أنها لا تسير على الأرض بل السحاب الوردى ولكنها تذكرت حسان وما حدث لتعود إلى أرض الواقع .. وتتأكد أنه حين يعلم كل ذلك لن يكون لها فرصه معه .
مر باقى اليوم لم تستطع ملك النوم وفى صباح اليوم التالى كانت تعمل بتركيز شديد فأمس لم ترى حسان ... واليوم أيضاً .... فشعرت بقليل من الراحه صحيح هى تشعر بالتوتر مع كل مره ترى فيها أيمن .. ولكنه لم يتحدث فى شىء .
استمعت لصوت الهاتف الداخلى لتجيب وتسمع صوته يطلب منها الحضور إليه فوقفت وبين يديها نوتتها الصغيره حين دلفت إلى مكتبه كان يجلس على الكرسى الخاص به خلف مكتبه ينظر إلى سقف الغرفه وبين يديه قلمه يلفه حول أصابعه
قالت بهدوء
- تحت أمرك يا باشمهندس
لينظر لها لبعض الوقت ثم قال
- يا ترى حددتى معاد مع والدك ولا لسه
لتتوتر ملامحها وهى تقول
- أنت متعرفش حاجه عنى يا أيمن بيه .... إزاى بقا عايز تتجوزنى ....
صمتت لثوانى قليله وكان هو يتابع كل أنش فى وجهها فرك يدها ببعضهم .... عينها التى تنظر فى كل مكان بقلق
فقال لها بهدوء
- إللى شفته منك يكفينى ... ومش محتاج أعرف أكتر من كده علشان أقدر أخد قرارى بجوازى منك .
اخفضت نظرها أرضا وهى تقول بتلجلج وخوف
- بس لو حضرتك عرفت أن جسمى متشوه أكيد هتغير رأيك .
رفعت عينها تنظر إليه بتحدى لترى ردة فعله على ما قالت .
كانت تعابيره حياديه لا يظهر على عينيه أو ملامحه أى شىء ظل ينظر إليها لدقائق وكأن العالم كله توقف ثم قال بهدوء
- اتفضلى على مكتبك .
ظلت تنظر إليه بملامح آسفه ثم تحركت من أمامه وقبل أن تغادر المكتب قال
- عرفى والدك أنى جاى يوم الجمعه أنا وأختى وجوزها
إلتفتت تنظر إليه باندهاش ليقول لها دون أن يرفع عينيه عن الأوراق التى أمامه
- على مكتبك يا آنسه .
لتظل واقفه فى مكانها لبضع ثوانى ثم غادرت دون كلمه ليبتسم و هو يتوعدها بداخله .
الفصل الثاني و العشرون
كان يقف فى شرفة منزله بعد مكالمه زين له يطمئن أنه استطاع أن يجد من يخلصه من حسان .... بطريقه قانونيه وأيضاً يضمن سلامة ملك وأهلها
أغمض عينيه وأخذ نفس طويل وهو يتذكر أحداث ذلك الشهر أنها حقاً غريبه تلك الفتاه بكل حالاتها غريبه .. وجميع ظروفها أيضاً ... أبتسم حين تذكر قبل قصه حسان وكل ذلك الغموض والأكشن..... كم أن ملك حقاً بريئه
جلس على الكرسى الذى بجانب الشرفه وهو يتذكر ما حدث قبلها بأسبوع بعد أن أكتشف أن أمها مريضه كلى كانت هى أخبرته ذات مره ولكنه من قلقه لم يتذكر وقتها أغمض عينيه من جديد لتعود إليه ذكريات ذلك اليوم
كان يشعر بالغضب مر ثلاث أيام ولم تحضر إلى العمل ولا يستطيع الوصول إليها ... لا يعلم ماذا حدث معها منذ ذلك اليوم التى كانت تقف معه تستمع لتعليماته بانتباه ليسمع صوت هاتفها فيأمرها بالرد لتركض بعدها دون كلمه إلى الخارج ومن وقتها لا يعلم عنها أى شئ
جلس مكانه يفكر كيف يصل إليه
ليقف فاجئه وهو يتذكر صديقتها التى تعمل بشركته وصل إليها ليقف أمامها وهو يقول
- ملك فين يا آنسه فرح ؟
لتنتفض ملك مكانها وهى تقف وتقول بصوت مهزوز
- ما..مامتها تعبت ونقلوها المستشفى .
ليقطب جبينه وهو يقول
- هى والدتها عندها أيه ؟
لتقول بهمس
- فشل كلوى .
ليشعر بوغزه بقلبه مؤلمه وموجعه وهو يتذكر ألمه السابق على أمه وما شعر به وقتها
وتذكر أيضاً حين طلبت ملك إذن لساعتان لتذهب مع أمها للمشفى أخفض رأسه قليلاً وقال بصوت هادئ
- هى فى أنهى مستشفى
لتمليه عنوان المستشفى
ليخرج سريعاً دون كلمه أخرى
وصل إلى هناك وعرف أين غرفة والدتها وصعد سريعاً ليجدها تجلس القرفصاء بجانب رجل كبير على كرسى مدولب وتستند على الحائط وهى تضع رأسها بين كفيها
أقترب بهدوء وبطلته الجذابة والمهيبه المخالفه للمكان وقف أمامها وهو يقول
- مساء الخير
لترفع رأسها تنظر إليه ثم وقفت سريعاً تنظر إليه بخوف وضياع ويأس ثم قالت
- أيمن بيه
ليقطب جبينه من تلك الكلمه التى عادت مره أخرى للسانها ولكنه لن يعاتب أو يلوم الأن ... فقال مباشراً
- والدتك أخبارها أيه ؟
لتعض على شفتها السفليه بأسى وتقول
- بين الحياه والموت ... خلاص كليتها مابقتش مستحمله ... مفيش أمل
ليقول لها وهو على نفس التقطيبه
- والحل
لتجيبه سريعاً
- محتاجه حد يتبرعلها ولو لقيناه .. هنجيب الفلوس منين .... ملناش غير نقول يارب .
ليقول لها بعمليه
-الدكتور بتاعها فين ؟
لتقول بصوت هادئ ولكنه يقطر ألماً
- مكتبه فى الدور الرابع ... واسمه عبد الحميد .
ليتحرك من أمامها بعد أن هز رأسه بنعم
فى ثوانى انقلبت المشفى رأس على عقب والكل يركض فى كل مكان
ووجدت مجموعه من الأطباء يدخلون إلى غرفة أمها وبعد دقائق كانت أمها فى سيارة الإسعاف لمستشفى خاص و كبيره
وقفت أمامه تشعر بالضياع ليقول لها كل ما يدور بداخلها
- أنتِ ليكى تأمين فى شركتى وده ليكى وللأقارب من الدرجه الأولى ... وعلاج ولدتك على حساب التأمين ده .
لتنظر له ببلاهه ثم قالت
- بس أنا لسه مكملتش حتى ثلاث شهور شغل علشان ده كله
ليبتسم وهو يقول
- من أول يوم ... ويلا بقا علشان نلحق نروح وراهم
وتحرك من أمامها وهو يرسل رساله لصديقه الطبيب بما قاله لها حتى لا يخطئ فى شىء أمامها .
جلست القرفصاء أمام والدها وشرحت له كل شئ لينظر إلى أيمن بأبتسامه شكر وامتنان ... ردها إليه أيمن بأبتسامه حقيقيه ... وربت على كتفه وتحركوا من فورهم إلى المستشفى الخاص .
حاله والدتها لم تكن بذلك السؤ ولكن قلة الضمير هى ما جعلتها تعيش كل ذلك الألم ... وان حالة الكلى ليست سيئه إلى تلك الدرجه .. وما زال هناك وقت للتفكير فى حل العمليه والمتبرع .... حدد لها الطبيب معاد لجلسات العلاج ... وصرف لها أدويه جديده أراحتها .... ولكن ملك لم يكتب لها الراحه بعد ... فظهور حسان جعلها تزبل من جديد ... عاد من أفكاره على صوت هاتفه ليجدها مهيره
اجابها سريعاً وهو يقول
- بنت حلال كنت لسه هكلمك
لتضحك هى بصوت عالى وقالت
- طيب أنا بتصل أطمن عليك وكمان اعزمك على فرح جودى وحذيفه بعد أسبوع .
ليبتسم وهو يقول
- ألف مبروك يا حبيبتى ... وأنا كنت هكلمك علشان عايزك أنتِ وسفيان تيجوا معايا أخطب .
لتهلل بسعاده قائله
- بجد يا أيمن .. هى مين واسمها أيه .. وعندها كام سنه .. بتحبها بجد وهى بتحبك
ليبتسم أيمن بسعاده حقيقيه من كلمات أخته .. هى لم تقل غنيه أم فقيره أو إبنة من .. بل سألت عن الحب ليقول لها
- أنا كنت ناوى أجيلك بعد بكره و اشرحلك كل حاجه .
لتقول له بسعاده
- وأنا مستنياك
عادت زهره وصهيب من شهر العسل وهم فى قمة سعادتهم ... كانت من أجمل الأوقات التى مرت عليهم قبل أن يذهبا إلى البيت طلب منها صهيب أن تمر على عنوان ما
ذهبت إليه وأوقفت السياره فطلب منها أن تترجل وبالفعل
ترجلت من السياره وتحركت لتقف بجانبه فأشار بأصبعه للأعلى فرفعت عينيها إلى الأعلى لتقع عينيها على لوحه إعلانيه كبيره ملونه بشكل جذاب ... وبدأت تقرأ ما كتب عليها شركة «« الزهره للهندسيه والتعمير »» لتشهق بصوت عالى وهى تره أسمها يزين تلك اللوحه
لتمسك يده بقوه تقبلها بحب وهى تقول
- حلوه اووى يا حبيبى .... شكراً يا صهيب شكراً .. دى بجد أحلى مفاجأه .
ليبتسم لها بحب وقال
- دى ولا حاجه جمب كل إللى أنتِ عملتيه علشانى ... يا زهره أنا حياتى كلها قليله عليكى .
لتضم ذراعه التى تمسكها وقالت
- أنت وجودك فى حياتى هو سبب سعادتى ... وهو سبب حياتى
ليربت على رأسها وهو يقول
- تعالى نطلع علشان تشوفى شركتك
لتصحح له قائله
- شركتنا .
صعدا إلى الأعلى وأمام باب الشركه كانت شهقتها الثانيه من إتساع الشركه التى كانت تظنها صغيره ومجرد مكتب هندسى بسيط لتجد كميه كبيره من الموظفين أقترب صهيب من أذنها وقال
- أوصفيلى إللى أنتِ شيفاه عايز أشوفها بعنيكى .
لتنظر له بحب وبدأت فى الوصف وهم يسيرون إلى الداخل
- على اليمين مكتب الإستقبال والبنت إللى واقفه فيه حلوه ... وده مش حلو على فكره
قالت الأخيره بصوت تحذيرى ....ليبتسم صهيب أكملت قائله
- وبعد الإستقبال على طول فى طقم مكتب جلد تحفه لأنتظار العمله ....على الشمال قسم الهندسه
واو بجد ست مهندسين ومهندسات .
ظلت إبتسامة صهيب على وجهه يستمع إليها هو بالتأكيد يعرف كل ما تقوله الأن ولكن الوصف بصوتها السعيد المندهش مختلف تماماً ومبهج جداً...... أكملت هى
- على اليمين فى ثلاث مكاتب أنا مش عارفه الحقيقه هما أيه
ليقول لها
- خدمة عملا ... يعنى الرد التليفونات .... أى حد كان يسأل ويفهم ويستفسر كده يعنى .
لتهمم بفهم ثم أكملت
- اممممم فهمت .. حلوه الفكره .... أحنى وصلنا لمكتب المحاسبه .
ليقول هو
-وقدامه السكرتارية مش كده
- فعلاً وفى الوش مكتب المدير .
ليبتسم وهو يقول
- مكتبنا ... المكتب ليه دخلتين من بره هنا ومن عند السكرتارية ... تحبى تدخلى منين
لتمسك بذراعه بقوه وهى تقول
- من السكرتارية طبعاً علشان أشوف سكرتيرة حضرتك .
ليضحك وهو يقول
- أيوه شوفيها ووصفيهالى .
لتضرب ذراعه بقوه ليضحك بصوت عالى فى نفس اللحظه التى وقفت فيها شابه جميله كانت تجلس خلف مكتب السكرتاريه تنظر إلى صهيب بإعجاب لتقوم زهره بقرصه فى خصره .لينتبه لها فقالت بصوت ثابت
- صباح الخير يا آنسه
لتجيبها قائله
- صباح النور يا فندم أى خدمه ... الباشمهندس صهيب لسه مجاش
ليضحك صهيب وهو يقول
- هو أنا أتأخرت اووى كده ليه
لتنظر له الفتاه بدون فهم ولكن نظرات الإعجاب بعينيها لم تقل لتقول زهره من بين أسنانها
- يظهر أن حضرتك أصلا مش هتيجى تانى .
ليضحك بصوت عالى لتشعر الفتاه بالضيق من تلك الفتاه التى تمسك بذلك الشاب وقالت
- ممكن أفهم حضرتكم مين
ليجيبها صهيب بجديه
- أنا المهندس صهيب ودى تبقا المهندسه زهره زوجتى وشركتى .
لتتلجلج الفتاه وهى تقول
- أنا آسفه جداً ... أتفضل يا فندم .. أتفضلى حضرتك .
وفتحت باب مكتب صهيب .وهى تكمل
- أنا آسفه جداً أنا مكنتش أعرف حضرتك وحضرتها
لتجيبها زهره قائله
- حصل خير تقدرى تتفضلى على مكتبك وتطلبيلنا أتنين عصير
وبعد خروج تلك الفتاه قالت زهره بقوه
- وبعدين بقى أحنا هنبدأها كده ....
ليمد لها يده وهو يقول
- تعالى يا زهرتى
لتتقدم منه و تمسك يده ليجلسها على قدمه وهو يقول
- خليكى متأكده أنى حتى لو كنت بشوف ... عمرى ما هشوف غيرك ... يا زهره أنتِ الحياه بالنسبالى ... وأنا لايمكن أضحى بحياتى علشان أى حاجه مهما كانت .
لتضمه بقوه وهى تقول
- أنا بحبك اوى وبغير عليك اوى .. أعمل أيه بس
ليضمها هو الأخر وهو يقول
- تطمنى يا زهره .. أنا مستحيل أكون لغيرك
ليفتح الباب فجأه وتشهق الفتاه بصوت عالى وخرجت سريعاً
- لتقف زهره بخجل ويضحك صهيب بصوت عالى .
كانت فرح منكبه على بعض الأوراق تحاول ترتيبها .. وتنظيمها بعد أن راجعتها كان هو يراقبها من خلف زجاج مكتبه ... أبتسم وهو يتذكر مراقبته لها طوال ذلك الأسبوع ... أنها جاده جداً فى عملها .... هادئه معظم الوقت .. وفى الغالب لا يظهر جنانها إلا مع والدها ووالدتها ... أو مع صديقتها ملك
اعتدل فى جلسته وهو يفكر يريد أن يتحدث معها أن يناغشها يفهم منها من هو ذلك المدعوا مصطفى أبو حجر ....
وقف على قدميه وخرج من المكتب ووقف أمامها ولكنها لم ترفع عينيها عن الأوراق فجلس وهو يقول
- إزيك يا آنسه فرح
لتنتفض واقفه تنظر له بقلق
لينظر لها باندهاش .... وأشار بيده لها بأن تهدء لتجلس من جديد وهى تنظر له باستفهام فقال لها
- أنا آسف مكنتش متخيل أنى بخض اوى كده
لتقول له بهدوء
- لا أبدا أنا بس كنت مركزه اووى فى الورق إللى قدامى
ثم رفعت عينيها إليه وهى تقول
- هو حضرتك عايز حاجه
- قهوه
لتنظر له ببلاهه ثم قالت
- نعم
ليبتسم إبتسامه سمجه وهو يقول
- عايز قهوه
لتظل نظراتها البلهاء على وجهها ثم قالت
- حاضر هطلب لحضرتك
ليقاطعها وهو يقول
- لأ أنا عايزها من إيدك ... لو سمحتى
ظلت تنظر إليه وهى تفكر بداخلها أنها تريد أن تضربه بشئ حاد فوق رأسه ولكنها تراجعت عن الفكره لتظهر لها فكره جديده وابتسمت بشر وهى تقول
- حاضر يا أستاذ زين
وقالت الأخيره بصوت هادئ بطئ
ظل ينظر إلى ظهرها وهى تغادر الغرفه ... ليرفع حاجبه وابتسامه منتصر ترتسم على ملامحه .
كانت جودى وحذيفه يتجولان بين اتيليهات فساتين الأفراح وكانوا مثل الأطفال يتشاجران على كل شىء ... ذلك الفستان ضيق ... وذلك قصير ... هذا مفتوح .... كانت جودى تختار الفساتين التى تثير الغيره حتى ترى تلك النيران التى تشتعل فى عينيه
حتى وقفت أمام فستان أحلامها فستان كفستان الأميرات أشارت إليه بأصبعها ليبتسم وهو يقول
- تعالى نشوفه .... هيبقا بيجنن عليكى .
ظل جالسا ينتظرها ليجدها تدخل وبيدها صينيه وعليها كوب قهوه وكوب ماء وضعتها أمامه بأبتسامه سمجه وهى تقول
- اتفضل
ليبتسم لها بانتصار ويمسك كوب القهوه ويحتسيه تحت نظراتها الشامته .
أنتهى من احتساء الكوب ونظر لها بأبتسامه كبيره وقال
- شكراً بجد تسلم إيدك .... فنجان القهوه من تحت إيدك له طعم مختلف
لتبتسم بشكر ثم قالت
- بألف هنا
ليضرب على سطح مكتبها بأصابعه وهو يقول
- كنت عايز أسألك هو باباكى بيشتغل أيه
لتنظر له بتركيز ثم قالت
- مدير عام فى مصلحه حكوميه
- ليكى أخوات
لتنظر له بحزن وهى تقول
- أيوه ليا أخ واحد بس الله يرحمه .
لينتبه على كلماتها وهو يتذكر ذلك الموقف حين كانت تكلم والدها
ليترحم عليه بصوت عالى لتأمن خلفه ... كاد أن يقول شىء أخر ولكنه شعر بألم قوى بمعدته جعلته يقف سريعاً ليتجه إلى الحمام
لتضحك هى بسعاده واخرجت من جيب بنطالها كيس صغير به بودره لونها أبيض قبلته وهى تقول
- شكراً يا قمر .. علشان يبطل يعاملنى على أنى خدامه عنده
كان أيمن يلملم أغراضه حين ضغط ذر استدعاء من ملكت قلبه ..... دلفت إلى مكتبه فقال لها
- أنا مسافر بكره لمسألة ضروريه ... اجلى كل مواعيد بكره
لتجيبه قائله
- حاضر يا فندم .. حضرتك تأمر بحاجه تانيه
ليتقدم ويقف أمامها وهو يقول
- مش أوامر يا ملك .. ولو هأمر حد أكيد مش أنتِ
صمت لثوانى ثم قال
- متنسيش تقولى لوالدك أنى جاى يوم الجمعه أنا وأختى
لتقول له
- أنت مش مصدقنى لما قولتلك أنى جسمى متشوه
لينظر لها بغضب ثم قال
- يا بنتى أفهمى أنا بحبك .. لا يهمنى ظروفك ولا فقرك ... ولا تشوه جسمك ..... ولا خايف من البلطجى إياه ... أنا بحب روحك .. نظرة عنيكى .. برائتك .. خجلك إلتزامك .. يا ملك أنتِ ملاك ... وأنا محتاج ملاك فى حياتى .
ظلت تنظر إليه باندهاش وهى تقول
- البلطجى .
لينتبه لكلماته ولكنه لم يعد هناك مكان للتراجع ليقول لها
- بعد ما اجيلكم يوم الجمعه وتوفقوا عليا هحكيلك كل حاجه ... ماشى .
لتهز رأسها بنعم .... ولكن نظرات عينيها كانت كلها شك وخوف ... وقلق
فأقسم هو بداخله أن تلك النظرات ... إلى سعاده وفرح ... ثقه وأمان .
.