رواية مع وقف التنفيذ الفصل الثالث والعشرون
قلب أوارقها بهدوء وتركيز وعيناه تجرى بين السطور حتى شعر بألم في رأسه وصداع شديد من كثرة التفكير وقد شتت أفكاره تماماً لم يعد قادراً على قراءة المزيد ... طرقت نورا باب مکتبه و دخلت بعد ما سمعت الأذن بالدخول .... دخلت وقد تغيرت ملامحا تماماً وبدا عليها القلق وقالت
في عجلة كبيرة :
من فضلك يا دكتور ممكن استندن دلوقتی ... جوزی کلمني وشكله تعبان اوى
قال فارس وهو يضغط جبينه بيده من شدة الألم :
طيب مستنية أيه ... بالا روحي بسرعة ولو محتاجة أجازة مفيش مشكلة
قالت بامتنان وهي تغادر :
متشكره أوى يا دكتور فارس
غادرت نورا على الفور بينما بحث هو عن دواء لألم الرأس ولكنه لم يجد فنهض في تعب وأحد
الملف معه وقرر أن يكمله في المنزل .
كانت دنيا تجلس أمام التلفاز تتنقل بين قنواته في ملل وقد تركتها أم فارس ودخلت غرفتها التنام فهي لم تعداد السهر الطويل ... أغلقت دنيا جهاز التلفاز واتجهت لغرفتها وتناولت هاتفها من فوق الطاوله ودخلت غرفتها واوت إلى فراشها ... أستلقت على الفراش وهي تفكر في حالها وكيف سينتهى زواجها وهل سيطلقها فعلا أم ستتغير الأمور, أنتبهت على صوت رنين هاتفها . تناولته و نظرت فيه فزفرت بملل وردت بتداقل قائلة :
أيوا
رد المتصل بلهفة قائلاً:
ابوا يا أستاذة... أنا وائل
قالت بضيق :
منا عارفة يا وائل خير في حاجة ولا أيه
قال بشغف :
قضية يا أستاذة.. أنما أيه متنقلنا نقلة كبيرة أوى
قالت بازدراء
- أفندم ؟
استدرك متوتراً:
قصدی یعنی متنقل الدكتور فارس والمكتب نقلة جامدة أوى
بدأ الاهتمام يتسرب إلى صوتها وهي تقول :
نظامها أيه القضية دي
قال على الفور
اين راجل مليادير متهم في قضية قتل والراجل جای مخصوص للدكتور فارس وعاوزه
يشتغلها بنفسه ومستعد يدفع بدل المليون ثلاثة
سال لعابها عندما سمعت الرقم وقالت يخفوت :
وأنت عرفت متين
قال وائل متهكماً:
يا أستاذة انا مفيش حاجة تخفى عليا في المكتب.. أومال حضرتك أخترتيني أنا ليه علشان
ابقى أيدك اليمين في غيابك
طيب متشکره اوی أو وائل
أردف وائل قائلاً بلهفة:
استنى يا استاذة.. مش ده كل اللي عندي
ار هفت سمعها له وهو يتابع قائلاً:
القضية دي انتشرت في الجرايد من يومين بس... وانا قريت تفاصيلها كلها ولما شمشمت حواليها عرفت أن في محضر التحريات وشهود بيدينوا الواد المتهم في القضية علشان كده اذا قلقان أن الدكتور فارس يرفضها
سكت ثانية من الوقت واستدرك قائلا:
لاء ده انا متأكد كمان انه هيرفضها ولو اتعرضت على الدكتور حمدى هو كمان هيرفضها الواد المتهم شكله مش مظلوم وده اللي مخليني متأكد ان فارس باشا هيرفض يشتغلها وهيضيع علينا المبلغ المهول ده
تسرب الفلق إليها فهى تعرف طريقة تفكير فارس جيدا وتعلم أنه لو وجد المتهم غير مفترى عليه وبأنه قاتل فعلا سيرفض الدفاع عنه مهما كانت الأتعاب مغرية .. فقالت في توتر:
طب وانت ايه رأيك يا وائل
لاحت ابتسامة نصر على شفتيه وهو يقول :
بسيطة يا أستاذة .. حضرتك ممكن تخدى وتدى معاه في حالة لو لقتيه قبلها خلاص برگه يا جامع او لقتيه رافض يبقى مفيش غير حل واحد...
ايه هو ؟!!
حضرتك تشتغلى القضية بنفسك
ضحكت وهي تقول :
أنت بتهزر مش كده ... اشتغلها ازاى يعنى وأبو المتهم هيرضى يخليني أخدها آزاى يا فالح
قال بسرعة:
- يا أستاذة القضية مش محتاجة شغل كثير زي ما انت فاهمة ... لو اعتمدنا على شغل المحاماة يبقى الواد هياخد أعدام... القضية دى عاوزه شغل من نوع تاني
قالت بترقب :
- مش فاهمة .....
شوفي يا أستاذة... القضية كلها مربط الفرس فيها التحريات والشهود ولو تقرير التحريات اتسحب من الملف بصنعة لطاقة والشهود غيروا أقوالهم يبقى مفيش دليل والواد هيطلع براءة
قالت بحنق :
وانت فاكر يقى الى اعرف أوصل للورقة دى وحتى لو بي كده فارس مش هسكت ده غير أنه لو رفض الحالة الراجل أصلا مش هيرضى حد مش معروف زي يشتغلها قلناله
نظر وائل الجالس بجواره مبتسماً بالتصار وقال لها :
المشكلتين دول محدش هيقدر عليهم غير واحد بس.... الأستاذ باسم
اعتدات على الفراش وكأن حية قد لدغتها وهتفت متسائلة:
باسم مين ... اللى كان معانا في المكتب ؟
قال وائل مؤكدا:
هو الوحيد اللي كان في مكتبنا ليه معارف كثير في النيابة ويقدر يخلصلنا موضوع الورقة والشهود وهو برضة اللى هيقدر يلاقي حل لمشكلة الدكتور فارس
صمتت دنيا لتفكر بالأمر كادت أن ترفض وتنهى المكالمة على الفور رافضة للعرض والاقتراحولكن المبلغ المعروض ادار رأسها ليس بهين على الأطلاق، أنه كافي أن يديب الصخور بينها وبين باسم وينسيها ما فعله بها وما تلاقيه الآن بسببه وأن يلتقيا من أجله مرة أخرى ... قالت في تردد:
طب أديني فرصة افكر
أنهى وائل المكالمة معها ووضع الهاتف في جيبه وهو ينظر لباسم الذي كان يقف بجواره ويلفته بعض الكلمات ... ربت باسم على كتف وائل وهو ينظر أمامه بتفكير قائلا:
برافوا عليك
قال وائل لاهنا :
متأكد من استاذ منهم هنا
أبتسم باسم وهو يجلس خلف مكتبه ويشبك كفيه في بعضهما وقال بثقة :
زي ما انا متأكد أنك واقف قدامی دلوقتی .
تم همهم يخفوت
دى تبيع ابوها علشان الفلوس
أنهت دنيا المكالمة وهي شاردة تماماً وقد ومضر في عقلها صور متتابعة وكأنه شريط سينمائي لليوم الذي هربت من بيتها وذهبت إليه في مكتبه وما حدث بينهما .... شعرت بغصة في قلبها وهي تتذكر وحشيته معها .. كيف تعاود العلاقات معه من جديد بعد ما كان ... كيف تحدثه وبأي وجه تنظر إليه وينظر إليها ثانية .. دار رأسها أكثر وقد اختلط كل شي امامها بشكل متناقض لم يخرجها منها إلا أن سمعت صوت باب الشقة وهو يغلق بهدوء فعلمت أنه حضر أغلق فارس الباب بهدوء وهو ينظر للمنزل الهاديء حوله في سكون.. فهذا ما كان يحتاجه في تلك اللحظة.. السكون ... جلس على أقرب مقعد ووضع الملف بجواره وارتمى بظهره إلى ظهر المقعد وفرك جبينه في قوة فمازال يعاني من الصداع الشديد .. في تلك اللحظة خرجت دنيا من غرفاتها ونظرت الى وجهه المتعب فاقتربت منه ومسحت على شعره وهي تقول يخفوت
- مالك ، مصدع
ادار رأسه إليها وأوما بنعم بدون كلام .... توجهت إلى غرفتها وأحضرت له قرص مسكن للألم مع كوب المياه وقالت :
- هروح أعملك كوباية شاي تظبطلك دماغك
وضع كوب المياه بجواره وأغمض عينيه باسترخاء يتلمس قليلاً من الراحة والسكينة محاولا ان يبتعد بذهنه عن الافكار التي أدت به إلى هذه الحاله .... وضعت أمامه كوب الشاي وظلت تنظر إليه وهو يرتشف منه ببطء وفي صمت حتى انتهى منه وحرصت على أن لا يدور بينهما حديث من اي نوع .... وضع الكوب ونهض واقفاً متوجهاً لغرفته ... دخلت خلفه ونظر إليها مندهشاً وهي تأخذ سترته من يده وتعلقها في الخزانة فهي لم تفعل ذلك منذ زواجهما وها هي تفعله دون أن يطلب منها مساعدته .... التفتت له وقالت مبتسمة :
تحب أحضر لك العشا
زادت دهشته ولكنه قال :
لا مليش نفس يدوب هاخد دش واقعد اشتغل شوية
انتظرت حتى أخذ ملابسه ودخل الحماد ثم انطلقت إلى المقعد الذي وضع عليه الملف .... أخذته. بين أيديها وفتحته وتجولت فيه بنظرها بسرعة فتأكدت انه الملف المطلوب وتأكدت من المعلومات التي سربها إليها وائل .. ومن الواضح أن فارس لم يدرس القضية كاملة حتى الآن .... تركت الملف ووضعته كما هو وانتظرته حتى خرج من الحمام وتوجه إلى الاريكة واستلقى عليها
وقفت بجواره وقالت يخفوت ورقة
أنت شكلك مرهق أوى يا فارس تعالى نام على السرير علشان جسمك يرتاح ...
واستدركت في حزن :
ولو كان عليا يا سيدي انا مش هنام دلوقتي
هز رأسه نفيا وقال بصوت نائماً :
- لا متشکر روحی نامی انت ... أنا مغفل ساعة واحدة بس وهقوم أكمل شغلي
دخلت غرفتها ولكنها لم تستطع أن تنام كانت تريد ان تخلق معه اي حوار بخصوص القضية ولكنه غير مستعد للحديث على الاطلاق واى حديث الان سوف يؤدى إلى عواقب وخيمة .... تقليت في فراشها كثرا وهي تحاول أن تجد مخرجاً ما ... لابد أن تتودد إليه بالحكمة حتى يأمنها ويتحدث معها بما يجول في خاطره وبدون قيود .... لم تستطع النوم ابدا ظلت هكذا حتى شعرت بحركته في الخارج فعلمت أنه استيقظ انتظرته حتى توضاً ووقف يصلى ركعتين خفيفتين قبل أن يبدأ في العمل .... بعد أن أنتهى أخذ الملف ووضعه على الطاولة وجلس امامه وكانه أمام نعم يوشك أن ينفجر عند أول لمسة له ... خرجت دنيا من غرفتها وتوجهت للمطبخ مباشرة وأعدت له فنجان القهوة التي يحبها ووضعتها أمامه بابتسامة رقيقة وهي تقول :
اتفضل
نظر إليها وهو يشعر أن هذا اليوم هو يوم المفاجات فلا داعي للتعجب من شيء بعد ذلك ..... جلست أمامه واستندت على راحتيها وظلت تتابعه وهو يقرأ ويتأمل فيقف على معلومة طويلا. ثم يتجاوزها إلى غيرها يعاملها برفق وكأنه يخشى فقدانها ... رفع رأسه إليها فوجدها تتامله
مبتسمة فقال :
منمتيش ولا أيه
قالت بعذوبة :
لام لمت بس صحيت على صوتك وأنت بتقرأ القرآن وأنت بتصلى حقيقى صوتك حلو أوى في
القرآن یا فارس
كان قد عاهد نفسه على عدم الدهشة ولكنه لم يستطع .. رفع حاجبية ومط شفتيه بقوة ثم أعاد رأسه إلى الملف وأكمل ما كان بدا .. كانت هي تبحث عن كلمات مناسبة لا تستفزه بها وهي تسأله
عن القضية حتى لا تشعره أنها تعلم شيء عنها ... تنحنحت في خفوت ثم قالت :
- شكلها قضية مهمه اللي مسهراك كده
أوماً برأسه ببطء دون أن ينظر إليها وقال :
فعلاً قضية مهمة
قالت بنرة أنثوية ضعيفة:
طلب ما تشرحهانی يا فارس ... أنت خبره كبيرة اوى ونفسى اتعلم منك.
نظر إليها ولسان حاله يقول :
أي نوع من الاعاجيب يحدث في هذا اليوم ... ما هذا الهدوء والسكينة والتعاون والتواضع هذه
لیست دنیا ابدا
قال باقتضاب :
دى القضية منهم فيها شاب صغير بقتل واحدة بالعربية بتاعته والشهود بيقولوا انه كان قاصد وانها كانت واقفه على الرصيف اصلا وكمان التحريات بتقول انه كان يعرفها يعنى الحادثه مش
صدقه
تيقنت دنيا من كلام وائل أكثر عندما وجدت فارس يتكلم عن القضية وكأنه قد عزم رفضها
قالت بحنكة:
طب والمتهم اعترف ولا قال ايه
هز رأسه نفيا وهو يقول :
بالعكس ده صمم أنه بريء وأن الشهود متلفقين والتحريات متلفقة ابوه كمان لما قابلني قال
انه ليه اعداد في السوق وجايز يكونوا مليسين ابنه القضية
نظرت في عيليته تكاد أن تخترقهما وتتسلل إلى عقله لتعرف فيما يفكر وماذا سيقرر وقالت وبلا مبالاة:
هش جایز فعلا كده
مط شفتيه وهو يقول :
كله هيتحدد لما اروح اقابل المتهم
تم لمعت عينيه وهو ينظر امامه قائلا :
انا هقدر اعرف منه هو عمل كده فعلا ولا لاء
قالت بشك :
وهو يعنى هيعترفلك
أعاد رأسه إلى الاوراق مرة اخرى وهو ينهى الحديث قائلا :
سيبيها على الله
كانت عزة تحضر الطعام بسرعة وتضعه في الاطباق وتنقلها على الطاولة ضاحكة وهي ترى عمرو بلكم الوسادة بقوة مرات متتالية فتسقط الوسادة على الأرض فيأخذها ويلكمها مرات أخرى ثم يخنقها بيديه بعنف وقد تصبب عرقاً فقالت وهي تجلس حول الطاولة بجواره :
نفسي اعرف بتعمل ايه
التفت إليها وهو يمسح العرق عن جبينه وقال وهو يلهث :
يتمرن عندي ماتش ملاكمة
ضحكت مرة أخرى وقالت :
أول مرة اعرف انهم بيخنقوا بعض في الملاكمة
هز رأسه نفياً وهو يتناول الملعقة قائلا :
لا ده مش علشان البوي .. ده علشان لو واحد ضايقني أخنقه وأخلص منه
وضعت كوب المياه أمامه وهي تقول :
ومتلاعب مين بقي.. تايسون
نظر لها بطرف عينيه مازحاً وهو يقول :
بتقولى فيها ... أنا فعلا هلاعب بلال تایسون
نظرت إليه بدهشة وقالت :
أيه ده بجد والله .. هي دي مسابقة ولا ايه
وضع الطعام في فمه وقال :
لا يا بنتي مسابقة أيه.. أصلا بلال هو اللى بيمرنى انا وفارس في مركز الشباب اللي جانينا
استندت بدقتها على راحة يدها وهي تقول :
أنا نفسي الاقي حاجة واحدة الدكتور بلال مبيعرفش يعملها... حتى الملاكمة هو اللي بيمرتكوا
ضربها على كتفها بخفة وهو يقول يحلق :
ايه يا ماما مالك معجبة بيه كده ليه ... طب بكره هتشوفی هکسر هم هما الاثنين على حلبة
المصارعة
نظرت له بدهشة وقالت :
في مصارعة ولا ملاكمة
وضع قطعة من اللحم في فمها وهو يقول :
- كلى وانت ساكنة
صمتت قليلاً وهى تنظر له باضطراب ثم تشجعت وقالت :
عمرو أنا لازم اروح لدكتورة علشان موضوع الحمل
وضع الملعقة في طبقة ونظر لها معاتباً وقال :
احنا مش اتكلمنا في الموضوع ده قبل كده وقلنا نسيبه على ربنا
أسندت وجنتها على راحة يدها وقالت :
احنا متفقناش أنت اللى قررت وانا اضطريت أوافق انا مش عارفه انت ليه مش مهتم
أخذ كفها من تحت وجنتها ووضعه بين راحتيه وقال بهدوء :
مش عاوز حاجة تشغلك عنى وعن اهتمامك بيا لوحدي.. ومدام التاخير جاي من عند ربنا
لوحده بيقي خلاص
حاولت أن تعترض ولكنه وضعه أصبعه على شفتاها وقال :
أنت مش عارفة يا حبيبتي انا محتاج اهتمامك بيا قد أيه... ومش عارفة أن تفرغك ليا بيحميني من حاجات شكلها ايه
قالت بقلق :
- تقصد ايه ؟
قبل يدها وقال مبتسماً:
مش قصدى حاجة .. كل الحكاية الى عاوزك تفضيلي ... أنا وبس .. وأنا ممتعتكيش من الخلفة
و وقت ما ربنا باذن هتحملي .. بلاش تستعجل
دخل فارس مكتبه مساءاً فوجد الرجل صاحب القضية في انتظاره... صافحه معتذراً عن التأخير
وأشار إليه بالجلوس .. جلس الرجل تم نهض مرة أخرى ووضع أمام فارس الأوراق التي طلبها ووضع فوقهم شيك بالأتعاب ... نظر فارس إلى المبلغ المدون أمامه ثم رفع رأسه للرجل وقال :
أنا قلت لحضرتك انى مش هقبل أي حاجة إلا لما أقابل المتهم بعد كده هقرر وبعدين المبلغ ده
كبير أوى
قال الرجل بسرعة وبصوت يشبه البكاء :
فلوس الدنيا كلها فدى ابنى وبعدين انا متفائل ان شاء الله لما تقابله همتاكد أنه بريء أنا متأكد
نظر إليه فارس بإشفاق ومد يده بالشيك قائلاً بحسم :
معلش حضرتك خده ولو وافقت نبقى تتكلم في حكاية الالعاب دي بعدين .... أنا هروحله بكره
على طول ان شاء الله يعنى الموضوع مش هيتاخر كثير
خرج الرجل من حجرة فارس وقبل أن يخرج من المكتب الخارجي تفاجاً بدنيا التي اقتربت منه بتمهل وقالت :
متقلقش يا فندم ان شاء الله خير
رفع الرجل يده إلى السماء وهو يقول يضعف :
ربنا يسمع منك يابنتي
المترب وائل منهما وقال للرجل مقدماً له دنيا قائلاً:
دى الاستاذة دنيا مرات الدكتور فارس ومحامية معانا هنا
قالت دنیا باهتمام :
أمبارح الدكتور فارس سهر على القضية للفجر وتقريبا شبه موافق عليها يعنى حكاية المقابلة دى مسألة شكلية مش أكثر
نظر لها الرجل بتأثر وقال بامتنان:
حقيقي يا أستاذة .... مش عارف اقولك ايه طمنتيني ربنا يطمن قلبك
قالت مؤكدة :
- إن شاء الله لما يرجع من الزيارة انا اللي هكلم حضرتك واحدد مع حضرتك الألعاب والمعاد اللي حضرتك هتجيلوا فيه
غادر الرجل بعد أن تأكد أن قضيته قد قبلت بالفعل فها هي زوجته تؤكد له أنه بدا العمل بها فعلاً .... دخلت دنيا حجرتها بعصبية وقلق والتفتت إلى وائل الذي تبعها وقالت :
وبعدين يا وائل.. أنا قلقانه أوى ... أنا كل ده ولسه مش عارفة أيه اللي هيحصل ... نفرض رفضها فعلا
قال وائل بثقة :
الأستاذ باسم مستنى منك مكالمة ... بعد ما تعرفى قرار الدكتور فارس وساعتها هيقولك هيعمل
ايه بالظبط.