رواية شيخ قلبي الفصل الثامن والعشرون
شهقت مروة بزعر قائلة " ايه الكلام الفارغ اللي انتي بتقوليه ده
نظرت المرأة إلي زين الذي يمسك هاتفه يقلب به وتعتلي ابتسامة ساخرة علي وجهه
المراة " شكلك مش يتحب أخولا ولا مهتم بامره
ترك زين الهاتف من يده و رفع راسه وهو يرد بسخرية " مافيش في حياتي حد اعلي منه
بس شويه الهبل اللي انتي بتقوليه ما يدخلش دماغي بقرش ( كذب المنجمون ولو صدقوا )
انا ظابط و مر عليه كل أنواع البشر و عارف النصابين اللي زيكم كويس اوي و عارف كل حيلكم
فاكيد مش هنائر بكام كلمة هيئة من
بتعكوم بس اقولك ايه مهو العيب مش عليكي العيب على اللي جايبك " قال هذا وهو ينقل نظرة من المرأة إلى والدته
انا مش بك............ قاطعها زين بصرامة قائلا "
اخلصنا و متشكرين علي خدماتك العظيمة ممكن تفضلي علشان عايزة ماما في حاجة
وقفت المراة باحراج و ذهبت
تحدثت مروة بعتاب قائلا " مكنش يصح تحرج
الست کده یا زین
زين بسخرية " ليه قلبك الرهيف وجعك عليها ولا جيباها
علشان تقولك مين موصفات امير الأحلام القادم
مروة بغضب " انتوا كل واحد يجي يرمي كلمتين في السم و يمشي كده ليه انت و الشيخ الثاني
بتاع الدين محدش بيقول عيب امي
رد این بسخرية " معلش اصل احنا ماتریتاش
انتي بقي عملتي ايه يا امنا الحبيبه صدقتي
ما ابنك تعب و استغليتي فرصة تعبه و رجعتي
كلبك ثاني قسم بالله انتوا هتموتوني ناقص
عمر انا كام مرة امنع الكلب ده انو يجي والتي برضو ترجعيه التي ليه مش مصدقة انك كيرتي
ولازم تحترمي سنك شوية و تقولي اني معاي أولاد بعمر جوزك الزبالة اللي متجوزك بس
علشان فلوسك قسم بالله انا لو ينفع أحذف اسماكم انتي والحج الثاني من اسمي ما هتردد قرفتوني في عيشتي
مروة يحزن " التوا ما ادتونيش فرصة اتكلم
والله العظيم كان راجع بياخد حجاته أقسم بالله.
وانا قولته كويس انك جيت بعد ما مشوا بس
يدوب خلصت الكلمة لقيت مصطفى قدامي
مصطفی و ملیش دخل بيكي لا من قريب
زين بعصبية " خلاص انا مش جاي أعيد اللي حصل من تالي انا اصلا من هنا و رايح هعمل زي
ولا من بعيد حتى لولا حكاية مصطفى انا كنت
استقلت من شغلي و هجرت أي بلد علشان اخلص من الهم اللي انا فيه بس انتي عارفه انا ايه
اللي حارق دمي انك عارفه انو مصطفى
ابن محمد کمان و سكني كل الفترة دي
انا عمري ما شفت امك زيك كده تعيشي ابنك سبعة وعشرين سنة ابن حرام و جایه دلوقتی تقولي لبابا ده ابنك مهو الصراحة عنده حق لما
ما يصدقش انا لو مكانه مش هتدخل عقلي
عملتي ليه كده ليه خليتي ابنك يعيش عمره كله ولد غير شرعي ده انتي لو ليكي عندو تار
مش لهعملي كده
في منزل بسيط في احد الحرات المصرية
يخرج شاب في اوال العشرينات يجد والدته تنتهي من الصلاة ليجلس على الأرض وهو يبتسم ابتسامة طيبة بشوشه و يقبل يدها بحب قائلا " صباح الورد والياسمين و الهنا علي امي انا ضحكت والدته بشدة وهي تحتضنه ربنا يرضي عليك يابني زي ما انت مفرح قلبي كده كل صبح بضحكتك اللي يتنور حياتي دي رايح انهاردة الجامعة
احمد " لا يا ست الكل انهاردة نازل شغل
والدته بحزن " يابني روح كليتك انهاردة وربنا هيحلها أن شاء الله كده تعب عليك شغل و دراسة احمد بابتسامة ودودة " هانت يا ست الكل كلها سنه و متخرج وقتها هبقي مهندس قد الدنيا و مطلعك تحجى و عيشتنا هتبقي زي الفل و هرتااااااح من وجع القلب ده
خرجت فتاة تكبرة بعامين من المطبخ حامله الفطار في يدها في وضعته امامه قائلة " ما انا قلتلك انزل اشتغل و أساعدك في المصاريف انت اللي مش راضي و العرق الصعيدي عامل عمايلة معاك
أحمد " وانتي عايزة تشتغلي ايه انشاء الله يا ست غالية وانتي مش مكمله تعليم تقفي في محل تبيعي وكل اللي رايح ولي جاي يتفرج عليكي وفي الآخر من غير لازمة من اموت ابقي انزلي اشتغلي لاكن طول ما اذا في النفس التوا مسؤولين مني
ضربته على كتفه بخفة و حزن " بعد الشر واحنا نعيش ازاي من غيرك
نظر إليها بنص عين مفتوح و تحدث بسخرية وهو يضحك قلبها أسود أوي البنت دي والله كل اللي همك هتعيشی ازای بعدی ومش مهم اني اموت
في منزل محمد الحسيني
كانت حنين تتحدث مع والدتها بغضب ودموع قائلة " مش عايزاه يا ماما بقولك اللي حصل مكنتش في وعي مش عارفه خلاني شريته غصب انتي المفروض تسعديني اخلص منه انا ما قلنس لحد غيرك وانتي ولا فارق معاكي
فوزية بمكر " يا عبيطة الفهمي انتي مش هتلاقي احسن من خالد بكرا و بعده محدش هيقدر باخد حقك من زين غيره و ايه يعني اللي حصل شويه و تنسي
وقفت حنين يغضب وتحدثت إلى والدتها ب اشمئزاز قائلة وهي تخرج وتغلق الباب خلفها بقوة " انا بجد مش مصدقه اللي انتي بتقوليه ربنا يخدني و استريح
عودة لمروة و زين
وقفت وسارت إلى البار الصغير الموضوع في جنب من جانب الجدار الذي عادت اصلاحه بكل وقاحة بعدما دمرة الشيخ مصطفى امسکت کسان و وضعت بهما مشروب لتذهب و تمد با حداه لزين ليرفع نظرة هو الآخر بسخرية قائلا " ان كانا رب البيت بالدف ضاربا قسيمة هل البيت يرقصون انا عايز اختص من الزقت الشرب و انتي جيباه بنفسك يا ست الحبايب
ضحك بسخريته المعتاده و رفض اخذه من يدها
وضعت الكأس بجوارها و أخذت تشرب بيأس و حزن وهي تتحدث قائلة " مين قالك اني سکت انا قلت لابوك و عمل تحليل فعلا بس جدك وعمك غيروا التحليل وقتها علشان كانوا يكرهوني و أبوك كان يحبني و رافض يطلقني فعملوا الفيلم الخيانه صحيح انا غلط كثير بس والله ما خنته و عمك هندني وقتها اني انسي الموضوع على كده عمك نفسه اللي مصطفى حامي عرضه دلوقتي هو نفسه اللي سبب دمار حياته احيانا كثير يفرح من جوايه
و اشوف اللي عملته مش غلط و زله و عرفه أن الله حق ضحي بمصطفي بكل بساطة علشان اسمهم و مكانتهم حرم ابني من اهله و اسمه
انفجرت في البكاء وهي تتذكر عدم اهتمامها به
مروة " وانا كمان غلط في حقه غلط كتيييير
احطرت شغلي و طموحاتي و نسيته نسبت انه ملهوش غيري انه محتاج حنان في باقي الأطفال انه مافيش في حياته حد غيري يعوضوا الحنان نسبت كل ده و وجهت گل اهتمامي بشغلي بس
و نسيت الطفل اللي يقي من غير أب وام و عيلة و اسم نسبت مشاعر
لما اصحابة في المدرسة مسمينا ابن حرام
كان لازم في اليوم اللي رجع فيه من المدرسة و قلي العيال بيعيروني بيكي يا انا يا التمثيل كان لازم أمسك ايده وقتها و امسح على شعره و اقله انت كان لازم اقوله انت اغلي من كل حاجة كان لازم أمسك فيه و ما اخلهوش يمشي
و اتمسك فيه لاكن لا فضلت اکابر و اقول هيرجع مش هيقدر يعيش في مستوى اقل من اللي كان في عدت سنة و اثنين و ثلاث و انا اقول هيرجع بس مصطفى مرجعش و خسرته لابد حتى ماما من بيقدر ينطقها
كان لازم احضنك انت كمان واضحي بكل حاجة علشانكم و اقول لنفسي لاء دول ولادي كان لازم اعمل زي كل ام ما يتعمل بس ما معملتش اي حاجة غير بعدتكم على
وقف زين وتحدث بصوت مختنق حزين قائلا "
ولسه يتبعدينا عنك أكثر ولسه ماشية في نفس الطريق لحد ما هتخرسينا كلنا الأبد مش بس مصطفى
انتهي من كلامه و استدار يذهب ليتذكر شي و يعود قائلا " اه صحيح لو يعود بي الزمن و كنت. عارف كل اللي انتي قلتيه ده برضوا ماكنتش عملت اي حاجة لفاطمة انتي مش عارفة انا في ضغط نفسي ازاي و بقرف من نفسي قد ايه علشان اللي عملته مع فاطمة ولو يرجع بي بس الزمن كام شهر كنت رجعت حسباتي في حياتي كلها علشان ده ما يحصلش
مش علشان بحبها لاشان مقرش وما احتقرش من نفسي زي ما انا هاس دلوقتي و علشان ما ادمرش حياة وحدة بريئة ملهاش
ذنب في أي حاجة وعلشان ما تردش في اختي وانا ايدي مكتفه و تلف علي اخويا كمان و يدخل جوا حاجة هو عاش عمره بعيده عنها
و ترجع تفتح الكتب كل اللي بيحصل فيهم ده انا السبب الرئيسي فيه وانا اللي مصلح كل حاجة. تالي زي ما انا اللي كنت السبب
في منزل الشيخ مصطفى
في هدوء الليل ونسمات الهواء الباردة مع بداية الشتاء خرجت فاطمة من غرفتها وهي متاكدة بان مصطفى يغط في نوم عميق الآن
مشت بهدوء لتصل إلى فراشة الموضوع على الأرض جلست بجواره و اخذت تاتأمل ملامحة
یابدوا و كانه ملاك بنام بهدوء وسلام على الرغم من مشاكله لاكن مع طيبة قلبه و تسامحة يجعله ينام في سلام وهدوء تمددت بجواره بتردد و وضعت راسها بجوار راسه و شعرت بدفء فراشها على جسدها لتصيبها قشعريرة ااااااه يا وجع القلب من تعشق و تتمناه يفرق بينك و بينه السنتيمترات
و كانها آلاف الكيلو مترات ااااااه يا قلبي لينك لم تعشقه ليتني لم أراه ..؟؟